matrixano02
2011-08-24, 11:30
http://islamguards.com/articles/src1261167621.jpg
في هذا المقال سأحاول توضيح مفهوم الحوار ..بعدما لاحظت شيء من سوء التفاهم حول الموضوع عتدما وضعته في بعض الصفحات نظرا لالتباس المفهوم بمفاهيم مغلوطة عن معنى الحوار ..أتمنى أني وفقت في إزالة هذا الإلتباس أو شيئا منه.
ليس الحوار جلوس طرفين ليتكلموا كلاما من أجل الكلام أو كلاما من أجل التسلية والتلهية والتخريف أو ترديد أقوال لا تقول شيئا...
الحوار إلتزام أخلاقي تفرضه طبيعة الإختلاف بين البشر من جهة ...إختلاف طبائعهم و مصالحهم و توجهاتهم و معتقداتهم وطرق تفكيرهم ...وتفرضه ضرورة التعايش مع بعضهم تحت سقف واحد أو مجتمع واحد أو أرض واحدة من جهة أخرى ...وهو ما يؤدي حتما الى صراعهم ونزاعهم وفي هذه الحالة يفرض الحوار نفسه على الأطراف المختلفة كبديل عن الإستبداد والعنف و الإقتتال لان ذلك يؤدي الى عدم الإستقرار الذي لا يخدم الجميع في النهاية..والحوار الحقيقي يرتكز على أربعة مبادئ أخلاقية :
1- التواضع:ولا أقصد به التواضع من أجل مجاملة الناس لسبب من الأسباب أو التواضع المزيف الذي يخفي مفاخرة الشخص بتواضعه..فهذا نوع من التكبّر..ولكني أقصد بالتواضع إدراك الإنسان لحدوده وضعفه وتقبله لنفسه ككائن يخطئ ويصيب و لا يملك الحقيقة المطلقة التي يختص بها الله وحده..لذلك يدفعنا هذا التواضع الى مراجعة مواقفنا ومحاسبة أنفسنا أو نقد أرائنا مثلما نحاسب أو ننقد غيرنا ..وهذا ما قصده الإمام الشافعي عندما قال." رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
2- العدل وهو صفة مرتبطة بالصفة الأولى ..فالتواضع يدفعني الى رؤية نفسي مثل الآخرين ليس تحتهم وليس فوقهم أي أني أضع نفسي في نفس المنزلة التي أضع فيها غيري ..وبالتالي أنقد أرائي ومواقفي كما أنقد أراء غيري ومواقفهم بعتبار أن الجميع بشر قابل للخطأ والصواب وهذا من العدل
3- الحرية: لان الحوار هو إلتقاء وتفاعل بين إرادتين مختلفتين أو متناقضتين ..فالحوار لا يتم بين شخصين متطابقين أو متشابهين في الموقف فهذا شبيه بالشخص وهو يكلم نفسه ..لذلك فالحوار لايمكن أن يتم تحت الإكراه أو التهديد أو التجريح أو التكفير وماشابه ذلك...بل يترك كل واحد الآخر يعبر عن قناعته بكل حرية وبذون أي نوع من الضغط ..ونترك الفكرة تقارع الفكرة ..لان القناعات لا تتغير بقوة التخويف والإكراه ..ولكن تتغير بقوة الفكرة والدليل...أما استعمال أسلوب الإكراه والقمع والتخويف فهو عكس ذلك , دليل على ضعف الفكرة والدليل.
4- أما المبدأ الرابع: فهو الإحترام وهو خلاصة كل ما سبق ذكره ..فهو نابع من التواضع المبني على معرفتي بحدودي وحدود غيري كبشر نخطئ ونصيب و نابع من العدل والحرية ومن ثم أقدرغيري مهما اختلف معي كما أقدر نفسي و أعاملهم كاما أحب أن أعامل وأدافع عن حرية رأيهم كما أدافع عن حرية رأيي وهذا ما قصده فولتير وهو من رواد الثورة الفرنسية 1789حين قال "قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك "
هذه هي المبادئ التي يجب أن ينطلق منها كل حوار..فاذا أخل أحد المتحاورين بواحد منها سقط الحوار وبدأ العنف بكل أنواعه.
في هذا المقال سأحاول توضيح مفهوم الحوار ..بعدما لاحظت شيء من سوء التفاهم حول الموضوع عتدما وضعته في بعض الصفحات نظرا لالتباس المفهوم بمفاهيم مغلوطة عن معنى الحوار ..أتمنى أني وفقت في إزالة هذا الإلتباس أو شيئا منه.
ليس الحوار جلوس طرفين ليتكلموا كلاما من أجل الكلام أو كلاما من أجل التسلية والتلهية والتخريف أو ترديد أقوال لا تقول شيئا...
الحوار إلتزام أخلاقي تفرضه طبيعة الإختلاف بين البشر من جهة ...إختلاف طبائعهم و مصالحهم و توجهاتهم و معتقداتهم وطرق تفكيرهم ...وتفرضه ضرورة التعايش مع بعضهم تحت سقف واحد أو مجتمع واحد أو أرض واحدة من جهة أخرى ...وهو ما يؤدي حتما الى صراعهم ونزاعهم وفي هذه الحالة يفرض الحوار نفسه على الأطراف المختلفة كبديل عن الإستبداد والعنف و الإقتتال لان ذلك يؤدي الى عدم الإستقرار الذي لا يخدم الجميع في النهاية..والحوار الحقيقي يرتكز على أربعة مبادئ أخلاقية :
1- التواضع:ولا أقصد به التواضع من أجل مجاملة الناس لسبب من الأسباب أو التواضع المزيف الذي يخفي مفاخرة الشخص بتواضعه..فهذا نوع من التكبّر..ولكني أقصد بالتواضع إدراك الإنسان لحدوده وضعفه وتقبله لنفسه ككائن يخطئ ويصيب و لا يملك الحقيقة المطلقة التي يختص بها الله وحده..لذلك يدفعنا هذا التواضع الى مراجعة مواقفنا ومحاسبة أنفسنا أو نقد أرائنا مثلما نحاسب أو ننقد غيرنا ..وهذا ما قصده الإمام الشافعي عندما قال." رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
2- العدل وهو صفة مرتبطة بالصفة الأولى ..فالتواضع يدفعني الى رؤية نفسي مثل الآخرين ليس تحتهم وليس فوقهم أي أني أضع نفسي في نفس المنزلة التي أضع فيها غيري ..وبالتالي أنقد أرائي ومواقفي كما أنقد أراء غيري ومواقفهم بعتبار أن الجميع بشر قابل للخطأ والصواب وهذا من العدل
3- الحرية: لان الحوار هو إلتقاء وتفاعل بين إرادتين مختلفتين أو متناقضتين ..فالحوار لا يتم بين شخصين متطابقين أو متشابهين في الموقف فهذا شبيه بالشخص وهو يكلم نفسه ..لذلك فالحوار لايمكن أن يتم تحت الإكراه أو التهديد أو التجريح أو التكفير وماشابه ذلك...بل يترك كل واحد الآخر يعبر عن قناعته بكل حرية وبذون أي نوع من الضغط ..ونترك الفكرة تقارع الفكرة ..لان القناعات لا تتغير بقوة التخويف والإكراه ..ولكن تتغير بقوة الفكرة والدليل...أما استعمال أسلوب الإكراه والقمع والتخويف فهو عكس ذلك , دليل على ضعف الفكرة والدليل.
4- أما المبدأ الرابع: فهو الإحترام وهو خلاصة كل ما سبق ذكره ..فهو نابع من التواضع المبني على معرفتي بحدودي وحدود غيري كبشر نخطئ ونصيب و نابع من العدل والحرية ومن ثم أقدرغيري مهما اختلف معي كما أقدر نفسي و أعاملهم كاما أحب أن أعامل وأدافع عن حرية رأيهم كما أدافع عن حرية رأيي وهذا ما قصده فولتير وهو من رواد الثورة الفرنسية 1789حين قال "قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك "
هذه هي المبادئ التي يجب أن ينطلق منها كل حوار..فاذا أخل أحد المتحاورين بواحد منها سقط الحوار وبدأ العنف بكل أنواعه.