نقاء قلب
2011-08-22, 21:16
.
.
يبدو بعينيه المتجهمتين و الدخّان يصّعد منهما كالجو الموشك على المطر ، يفوح أريج سخطه عن بعدِ ثلاثين خيبة و ربعِ قهر ..
لقد ألغت الحياة كل مشاريعه الجميلة و أحلامه قيد التنفيذ لتهديه قبرا يليق بخيباته ، أتراه جزءا من النار أو سيمفونية من الجنة ، قطعةً من الموتِ أو حياة أخرى..
تزدحم نظراته في قبره الجميل ، تتمدد ذاكرته الموءودة بأشباحهم فتنمطاها جثث من آمال مخنوقة تؤثثها ظلالهم و آهاتٍ لمَّا تطفئها ثورة الرغيف أو عيشة الرصيف .
تتمرد الفوضى في داخله فيرتخي متوجسا يتأمل أشياءه التي أبت إلاّ أن ترافقه في المقبرة حيث يقبع ، صار كسلعة انتهت صلاحية استعمالها و ما عاد لمحطة انتظاره استئناف انتظار ما يُنتَظَرْ..
أخيرا ، بعدَ حقبةٍ من الاحتضار يخرج من رحم الظلام متلفِّظا القبر إيَّاه ..حان الوقت ليسرد للظلام بشاعة ما اقترف الضوء ، حان لليل أن يعرف ما فعل النهار و للخريف ما افتعل الربيع . كم من الفراشات لاقت نحبها في غمار الضوء ..
و كم من الأقنعة التي أسقطتها الرياح عنوة ..فما يجدي الآن أن يطلي الليل بالأبيض من بعدِ ما فشل برسم الفجر في دواخله..
فوق ، كانت كل الأماكن مفرطة العذاب و الغياب حتّى حذاؤه المثقوب مثخّنُُ بذاك الغياب .. كما يمتهنه الجميع
يبدو أن الحياة فوق عادت كالمقبرة التي يقطن ، أتراها سنة النسيان أم أنّ الشمسَ فقط تغرق في سبات فضيعٍ و أدركتها الكهولة و الشقاء كــ مثله..؟
أينها معالم الخطى التي رسمها الدّهرُ على خارطة قلبِهِ ذاتَ حياة..؟
كم من خيبةٍ افترشته العتمة و توكَّأه الموت كلما دهسته أرجل الغياب ..
هيهْ , مفلس أنت و بحوزتك خزائن الحزن و الألم و ما عاد برصيدكَ شيء لتنفقه غير الحلم فاختر قبرا ساخنا يتفيّأك أو رصيفا باردا يتحيّفك أو موتة دافئة على فراش القانون
ها قد انكشفت أوراقك السرية يا هذا فلا عجب أن أدمنت القبر و الغربة حدّ تفجير ينابيع العتمة حدّ اغتصاب ملائكة النور..
ها أنتَ الآن تحقق السقوط ، و لا فرق كبير بين زمانك الأول و العالم الآخر ، كان عليكَ أن تكتشفَ أنّض العظمةَ لا ساحل لها و لا بيتَ لها .. فلا أنتَ وجدتَها على الرصيف البارد و لا أنت احتضنتها بيديك ، و لا أنتَ تتعثّرُ بها الآن على طريق الموت .. و أنتَ تدركُ الآن أن العظمة ما هي إلاّ القبر ... الموت ... الحلم .
قبل مغادرة هذا الرصيف و قبل نفاذ بطارية الحياة لديك ، أصارحك بأنّنِي عاجزٌُ تماما عن إفتكاك الحلمِ منكَ و لكَ أن تحلم حتى الرمقِ الأخير ..
يشعلُ سيجارته الأخيرة مصرّحا: لا فائدة ترجى من هذا العالم البائس .. إذن لا بدّ من الرحيل .. !
يتذكَّرُ قول الشاعر وايتمان : '' لا ترهبوا الساعة المخيفة ، لأنه أسفلَ القبر راحة العاصفة ''. يطفئ سيجارته ثم يعود أدراجه إلى قبرهِ من جديد .. !
.
.
حتى لا يرتاب الوضع ، سبق و نشرت الموضوع قبل الآن تحت اسم هند الذي هو اسمي
هندْ
.
يبدو بعينيه المتجهمتين و الدخّان يصّعد منهما كالجو الموشك على المطر ، يفوح أريج سخطه عن بعدِ ثلاثين خيبة و ربعِ قهر ..
لقد ألغت الحياة كل مشاريعه الجميلة و أحلامه قيد التنفيذ لتهديه قبرا يليق بخيباته ، أتراه جزءا من النار أو سيمفونية من الجنة ، قطعةً من الموتِ أو حياة أخرى..
تزدحم نظراته في قبره الجميل ، تتمدد ذاكرته الموءودة بأشباحهم فتنمطاها جثث من آمال مخنوقة تؤثثها ظلالهم و آهاتٍ لمَّا تطفئها ثورة الرغيف أو عيشة الرصيف .
تتمرد الفوضى في داخله فيرتخي متوجسا يتأمل أشياءه التي أبت إلاّ أن ترافقه في المقبرة حيث يقبع ، صار كسلعة انتهت صلاحية استعمالها و ما عاد لمحطة انتظاره استئناف انتظار ما يُنتَظَرْ..
أخيرا ، بعدَ حقبةٍ من الاحتضار يخرج من رحم الظلام متلفِّظا القبر إيَّاه ..حان الوقت ليسرد للظلام بشاعة ما اقترف الضوء ، حان لليل أن يعرف ما فعل النهار و للخريف ما افتعل الربيع . كم من الفراشات لاقت نحبها في غمار الضوء ..
و كم من الأقنعة التي أسقطتها الرياح عنوة ..فما يجدي الآن أن يطلي الليل بالأبيض من بعدِ ما فشل برسم الفجر في دواخله..
فوق ، كانت كل الأماكن مفرطة العذاب و الغياب حتّى حذاؤه المثقوب مثخّنُُ بذاك الغياب .. كما يمتهنه الجميع
يبدو أن الحياة فوق عادت كالمقبرة التي يقطن ، أتراها سنة النسيان أم أنّ الشمسَ فقط تغرق في سبات فضيعٍ و أدركتها الكهولة و الشقاء كــ مثله..؟
أينها معالم الخطى التي رسمها الدّهرُ على خارطة قلبِهِ ذاتَ حياة..؟
كم من خيبةٍ افترشته العتمة و توكَّأه الموت كلما دهسته أرجل الغياب ..
هيهْ , مفلس أنت و بحوزتك خزائن الحزن و الألم و ما عاد برصيدكَ شيء لتنفقه غير الحلم فاختر قبرا ساخنا يتفيّأك أو رصيفا باردا يتحيّفك أو موتة دافئة على فراش القانون
ها قد انكشفت أوراقك السرية يا هذا فلا عجب أن أدمنت القبر و الغربة حدّ تفجير ينابيع العتمة حدّ اغتصاب ملائكة النور..
ها أنتَ الآن تحقق السقوط ، و لا فرق كبير بين زمانك الأول و العالم الآخر ، كان عليكَ أن تكتشفَ أنّض العظمةَ لا ساحل لها و لا بيتَ لها .. فلا أنتَ وجدتَها على الرصيف البارد و لا أنت احتضنتها بيديك ، و لا أنتَ تتعثّرُ بها الآن على طريق الموت .. و أنتَ تدركُ الآن أن العظمة ما هي إلاّ القبر ... الموت ... الحلم .
قبل مغادرة هذا الرصيف و قبل نفاذ بطارية الحياة لديك ، أصارحك بأنّنِي عاجزٌُ تماما عن إفتكاك الحلمِ منكَ و لكَ أن تحلم حتى الرمقِ الأخير ..
يشعلُ سيجارته الأخيرة مصرّحا: لا فائدة ترجى من هذا العالم البائس .. إذن لا بدّ من الرحيل .. !
يتذكَّرُ قول الشاعر وايتمان : '' لا ترهبوا الساعة المخيفة ، لأنه أسفلَ القبر راحة العاصفة ''. يطفئ سيجارته ثم يعود أدراجه إلى قبرهِ من جديد .. !
.
.
حتى لا يرتاب الوضع ، سبق و نشرت الموضوع قبل الآن تحت اسم هند الذي هو اسمي
هندْ