hocinepo
2011-08-13, 10:18
على غيرعادته دخل الأستاذ أمين قاعة الحفلات لحضور حفل لفنان محلي تحت إشراف والي الولاية..وكان الحفل صاخبا وبهيجا فالكل يغني والكل يرقص على أيقاع الألات الموسيقة الضخمة في ضجيجها..هناك تموقع الأستاذ أمين وراح يراقب الجميع غير مستمتع بما يسمع من غناء..حيث كانت له مآرب أخرى غير الغناء والرقص
ومن حسن حظه جالسته فتاة بهية جميلة كانت تجر بيمينها صبي صغير لا يتعدى العاشرة من العمر..أنتبه لها الأستاذ فقال لها مساء الخير فردت ببرودة مساء النور وكانت غير مكترثة بالغناء كأنها جاءت مكرهة لهذا الحفل المزدحم بالخلق رجالا ونساء وصبيان..وهنا أحس بها الأستاذ أمين وبالملل الذي تكابده وعدم أنسجامها مع المغني وغنائه الشعبوي الذي يتراقص على نغماته الجميع فدنى منها متطفلا..يظهر أستعداده للمحاورة بأبتسامة عريضة في طياتها رغبة ملحة و شوق دفين لمثل هذا الصنف من النساء ..
أحست الفتاة بالرجل ونظراته الغريبة وما تحوي من أشتهاء صريح ..ففتحت له الباب بأبتسامة خفيفة التي كانت كافية لهذا الأستاذ ليلج من خلالها الى عالم يتوق إليه خاصة في فصل الصيف فصل الراحة والأستجمام...
تكلم الأستاذ أمين بصوت خافت بالكاد يصل الى سمعها فقال : لست أدري لماذا أنا هنا ..فأنتبهت الفتاة له في تعجب فأردف : المغني لا يطرب وكلامه متدني المستوي لا يصلح إلا للغوغاء..
تكلمت الفتاة وأحست أنها تخاطب رجل مثقف :ربما أصبت في ما ذكرت ..لكن عامة الناس تروق لهم مثل هذه الحفلات وخاصة أن الدخول مجاني..
رد الأستاذ أمين : معك حق فالدهماء من الناس لهم رغبات لمثل هذه التظاهرات الغنائية فهي مسلية في عمومها لكن لا طرب فيها على الأطلاق..
تكلمت الفتاة وهي تشد على يد أخيها الصغير: أنا مثلك لم يطربني هذا المغني السوقي الألفاظ...وأتعجب كيف يتراقص الجميع على هذه الموسيقى التي هي أقرب للفوضى منها الى شئ أخر..
وفي تركيز شديد كان الأستاذ أمين يستمع إليها والى نبرات صوتها المتهدج ويستمتع بالنظر الى عينيها الرائعتين ووجهها المنير تحت الأضواء الكاشفة و زاد في بهائها لباسها الصيفي الذي أفصح عن كوامن الفتنة في جسدها وأعطى لسانا لنهدها الذي تكفيك نظرة واحدة إليه ليسكنك وهج شديد يفقدك التركيز في أي شئ إلا فيه هو...
وزاد قرب المسافة بين الجسدين من هذا التجاذب الفطري..وهنا تشجع الأستاذ أمين وقال لها لو سمحت نسيت أن أسألك عن أسمك..فردت مبتسمة وهي على يقين بما فعله جسدها في هذا الأستاذ المسكين..فقالت : أسمي شهرزاد وينادونني شهرة..أبتسم الأستاذ أمين وكأنه وقع على فريسة دسمة ورد على الفور أنا أسمي أمين ومن الأمانة أن أبوح لك بما يختلجني من مشاعر ملتهبة تجاه سحرك الفاتن الذي لا يقاوم..وحتى لا يضيف شئ أخر قاطعته شهرزاد : حسبك يا أمين فأنا فتاة عادية فلست فاتنة ولا ساحرة ولا هم يحزنون..
أحس الأستاذ بالحرج ولكنه شعر بالراحة لأن الفتاة لم تناديه بالأستاذ ..وهذا غطاء يفعل من خلاله الكثير..تظاهر الأستاذ بالأرتباك ثم قال نحن في زمن لا يستطيع المرء الأفصاح عن مشاعره بعفوية حتى لا يقع في المحظور من القول والفعل..
حاولت شهرزاد تدارك الأمر فقالت لا عليك..أمين..نحن في مجتمع محافظ لا يسمح بما ترنو إليه من وراء أحاسيسك ومشاعرك النبيلة ..فأنا أفهمك تماما لكن المحيط القريب رقيب على ما نقول وما نفعل..
كبرت الفتاة في عين الأستاذ الذي كان لا يرى فيها إلا جسدا يغلب عليه نهد شديد القوى..ووجه ملائكي يأسر القلوب والأنظار..
ومن هذا الأعتبار الجديد تزحزح الأستاذ قليلا ..ووضع رجل على رجل وتكلم بلسان المثقف المقتدر..ربما يا شهرزاد نحن لا نزن الأمور كما يجب أن توزن..فأنت فتاة أولا وأخيرا والمجتمع حريص عليك وعلى كل الفتيات فأنتن معيار مباشر وغير مباشر لهذا المجتمع
ولكن ليس لأحد سلطان على قلوبنا وكيف تخفق أو لمن تخفق..
شعرت شهرزاد بالراحة وهي تسمع هذه الكلمات التي في طياتها أعجاب بشخصها قبل جسدها..فقالت: أنا معك في رميت إليه..لكن القلوب عندما تخفق يكون لها لسان وفي هذا اللسان نختلف..فلا نفرط في البوح حتى تبقى للمشاعر قدسية لا تصل إليها الألفاظ والكلمات..ألتفت الأستاذ أمين اليها في أعجاب واضح بكلماتها وقال : مهلا شهرزاد أنت بهذا تصادرين المشاعر بمصادرة الكلمات المعبرة عنها..فليس عدلا أن نحب ونبقى نقلب الأنظار في وجه المحبوب أقتصادا للألفاظ والكلمات..
أبتسمت شهرزاد وقالت: لك ما أردت يا أمين فنحن النساء نقاوم النظرات ولكن لا نقاوم الكلمات..فرفقا بنا..
كانت الساعة متأخرة وجل الناس غادروا المكان..فقام الأستاذ أمين مع شهرزاد وهي تجر أخاها الذي يغالبه النعاس..وقبل الأفتراق قال لها الأستاذ أنت صدفة لا يصادفها المرء دائما..فهل الى لقاك مرة أخر ..من سبيل..
ضحكت شهرزاد وقالت سنلتقي ما دمنا نلتقي في الكثير من الرؤى...تصافحا وكأنهما صديقان من زمن بعيد..
ومن حسن حظه جالسته فتاة بهية جميلة كانت تجر بيمينها صبي صغير لا يتعدى العاشرة من العمر..أنتبه لها الأستاذ فقال لها مساء الخير فردت ببرودة مساء النور وكانت غير مكترثة بالغناء كأنها جاءت مكرهة لهذا الحفل المزدحم بالخلق رجالا ونساء وصبيان..وهنا أحس بها الأستاذ أمين وبالملل الذي تكابده وعدم أنسجامها مع المغني وغنائه الشعبوي الذي يتراقص على نغماته الجميع فدنى منها متطفلا..يظهر أستعداده للمحاورة بأبتسامة عريضة في طياتها رغبة ملحة و شوق دفين لمثل هذا الصنف من النساء ..
أحست الفتاة بالرجل ونظراته الغريبة وما تحوي من أشتهاء صريح ..ففتحت له الباب بأبتسامة خفيفة التي كانت كافية لهذا الأستاذ ليلج من خلالها الى عالم يتوق إليه خاصة في فصل الصيف فصل الراحة والأستجمام...
تكلم الأستاذ أمين بصوت خافت بالكاد يصل الى سمعها فقال : لست أدري لماذا أنا هنا ..فأنتبهت الفتاة له في تعجب فأردف : المغني لا يطرب وكلامه متدني المستوي لا يصلح إلا للغوغاء..
تكلمت الفتاة وأحست أنها تخاطب رجل مثقف :ربما أصبت في ما ذكرت ..لكن عامة الناس تروق لهم مثل هذه الحفلات وخاصة أن الدخول مجاني..
رد الأستاذ أمين : معك حق فالدهماء من الناس لهم رغبات لمثل هذه التظاهرات الغنائية فهي مسلية في عمومها لكن لا طرب فيها على الأطلاق..
تكلمت الفتاة وهي تشد على يد أخيها الصغير: أنا مثلك لم يطربني هذا المغني السوقي الألفاظ...وأتعجب كيف يتراقص الجميع على هذه الموسيقى التي هي أقرب للفوضى منها الى شئ أخر..
وفي تركيز شديد كان الأستاذ أمين يستمع إليها والى نبرات صوتها المتهدج ويستمتع بالنظر الى عينيها الرائعتين ووجهها المنير تحت الأضواء الكاشفة و زاد في بهائها لباسها الصيفي الذي أفصح عن كوامن الفتنة في جسدها وأعطى لسانا لنهدها الذي تكفيك نظرة واحدة إليه ليسكنك وهج شديد يفقدك التركيز في أي شئ إلا فيه هو...
وزاد قرب المسافة بين الجسدين من هذا التجاذب الفطري..وهنا تشجع الأستاذ أمين وقال لها لو سمحت نسيت أن أسألك عن أسمك..فردت مبتسمة وهي على يقين بما فعله جسدها في هذا الأستاذ المسكين..فقالت : أسمي شهرزاد وينادونني شهرة..أبتسم الأستاذ أمين وكأنه وقع على فريسة دسمة ورد على الفور أنا أسمي أمين ومن الأمانة أن أبوح لك بما يختلجني من مشاعر ملتهبة تجاه سحرك الفاتن الذي لا يقاوم..وحتى لا يضيف شئ أخر قاطعته شهرزاد : حسبك يا أمين فأنا فتاة عادية فلست فاتنة ولا ساحرة ولا هم يحزنون..
أحس الأستاذ بالحرج ولكنه شعر بالراحة لأن الفتاة لم تناديه بالأستاذ ..وهذا غطاء يفعل من خلاله الكثير..تظاهر الأستاذ بالأرتباك ثم قال نحن في زمن لا يستطيع المرء الأفصاح عن مشاعره بعفوية حتى لا يقع في المحظور من القول والفعل..
حاولت شهرزاد تدارك الأمر فقالت لا عليك..أمين..نحن في مجتمع محافظ لا يسمح بما ترنو إليه من وراء أحاسيسك ومشاعرك النبيلة ..فأنا أفهمك تماما لكن المحيط القريب رقيب على ما نقول وما نفعل..
كبرت الفتاة في عين الأستاذ الذي كان لا يرى فيها إلا جسدا يغلب عليه نهد شديد القوى..ووجه ملائكي يأسر القلوب والأنظار..
ومن هذا الأعتبار الجديد تزحزح الأستاذ قليلا ..ووضع رجل على رجل وتكلم بلسان المثقف المقتدر..ربما يا شهرزاد نحن لا نزن الأمور كما يجب أن توزن..فأنت فتاة أولا وأخيرا والمجتمع حريص عليك وعلى كل الفتيات فأنتن معيار مباشر وغير مباشر لهذا المجتمع
ولكن ليس لأحد سلطان على قلوبنا وكيف تخفق أو لمن تخفق..
شعرت شهرزاد بالراحة وهي تسمع هذه الكلمات التي في طياتها أعجاب بشخصها قبل جسدها..فقالت: أنا معك في رميت إليه..لكن القلوب عندما تخفق يكون لها لسان وفي هذا اللسان نختلف..فلا نفرط في البوح حتى تبقى للمشاعر قدسية لا تصل إليها الألفاظ والكلمات..ألتفت الأستاذ أمين اليها في أعجاب واضح بكلماتها وقال : مهلا شهرزاد أنت بهذا تصادرين المشاعر بمصادرة الكلمات المعبرة عنها..فليس عدلا أن نحب ونبقى نقلب الأنظار في وجه المحبوب أقتصادا للألفاظ والكلمات..
أبتسمت شهرزاد وقالت: لك ما أردت يا أمين فنحن النساء نقاوم النظرات ولكن لا نقاوم الكلمات..فرفقا بنا..
كانت الساعة متأخرة وجل الناس غادروا المكان..فقام الأستاذ أمين مع شهرزاد وهي تجر أخاها الذي يغالبه النعاس..وقبل الأفتراق قال لها الأستاذ أنت صدفة لا يصادفها المرء دائما..فهل الى لقاك مرة أخر ..من سبيل..
ضحكت شهرزاد وقالت سنلتقي ما دمنا نلتقي في الكثير من الرؤى...تصافحا وكأنهما صديقان من زمن بعيد..