fernane
2011-08-12, 09:35
شاعر وظيفة "شاغرة"!
أصبحت منذ أقل من عام، أميل إلى كتابة الشعر "الحر" (فأنا اليوم حر، أفعل ما بدا لي..خاصة في ظل "افعل ما بدا لك حرا! كر فأنت حر!..اشر، وارش، وبع ، هف ، خف، أكذب ، نافق، تسلق، ابتز..)، خاصة مع نمو ظاهرة الشعر "الحار" (مع كثرة البهارات المشرقية والشرقية الحارة!)، وتحول الشعراء إلى الشعر الحر هروبا من العمودي الذي يعجزون عنه بدعوى "الحداثة"! هئهئ! (من لا يعرف كتابة بيت عمودي، لا يمكن أن يكتب قصيدة من عمود!)…قلت أني أصبحت أميل إلى كتابة الشعر العمودي الفصيح الشعبي، خاصة مع دخول شهر رمضان، الذي لا أجد الكثير من شعراء "الحداثة" تغنوا به وكتبوا فيه وعنه، خلافا لكل المواضيع الأخرى التي لم يتركوا منها شاردة ولا واردة! (ومن كتب عن رمضان، يصنف عندهم في أدبيات "الشعر الديني" ..أي أنه "ليس شعرا!). وجدت نفسي لسوء الحظ شاعرا أكتب عن رمضان.. شاعرا بناء! "ماصو".. لأن البناء يبني بيوتا والشاعر يرصف أبياتا!..ثم رحت أتعلم البحور الخليلية: البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، البحر الميت، البحر الأسود والعياذ بالله..بعدها رحت أتعلم توزيع البيوت: هذا لأبن عمي، هذا لأبني الرضيع، هذا، برشوة مقدارها عشرة في المائة كما سائر العمل به!
وما إن مضى شهر حتى وجدت نفسي شاعرا: شاعر مش كبير، ولكن، بالسيف عليهم، سأكون شاعرا وربي كبير! ووجدت نفسي أتعامل مع جمعية خيرية، قالوا لي : نديروا فيك الخير وننظم لك أمسية "شعيرية" في ثاني يوم من رمضان: ووجدت نفسي فعلا أمام جمهور متدفق من العجائز المسنين من دور العجزة والمعوقين والأطفال اليتامى والمسعفين والصم البكم..وكثير من الأمن وقلة من "الأمان"!
الشاب المنشط، الذي عوض المنشط المريض، لم يسمع بي في حياتي ولا في حياته، ولكنه راح يقدمني على أيه حال:نقدم لك اليوم الشاعر، أي أنه يكتب الشعر أي الرواية!، وهو على كل حال رجل!.. أسمه غني عن التعريف (لقد نسي اسمي!)..وهو معروف على كل حال، أي أن كل الناس يعرفونه،..والمثل الشعبي يقول "وجه الخروف معروف"..(ماذا يقول هذا بنادم؟. يعايرني؟..)، اسمه لا يخفى على أي كان عاقل (!)..وهو على طرف لسان كل واحد مني..وعلى كل حال سيقول هو بنفسه عن نفسه..الشاعر الكبير الضخم..معكم في هذا "لاكصيدة"! (تصفيق وصراخ وعواء وصراخ!)
ورحت أقدم نفسي قبل أن أقدم القصيدة:
شكرا لهذا "الحية" وإليكم القصيدة:
قفة نبكي من دقلة ، حليب وفلفل/../ من فرط الغلا، أين زوجتي أين منزلي؟
أين الكروفيت والسردين والبوغا/../ وأين اللحم والشوارما والخيار المخلل؟
وأين الصندويتش، والهمبرغر الغالي؟/../ وأين النفيس من المشوي المدلل؟
رمضان حل يا ما أحل أكله من تاجر/../ وسمسار، ومستورد ومسوق وممول
فهلا أرحت بالي يا امرأة، بحريرة/../ أنا المطحون كطماطم مصبر بمعمل
أيا تاجر ومسوقا ومستهلكا مثلي /../عدت اليوم أمامه مواطنا ناقف حنظل
لم أشعر إلا والقاعة تصفق وأخرج من القاعة على وقع الورود على رأسي عرفت بعدها بأنه بيض فاسد رشقني به الباعة الحاضرون!
وأفيق على وقع فيضان المرحاض بجوار البيت الذي كنت نائما و"اشعر" فيه!.. وأنا لا أشعر!
أصبحت منذ أقل من عام، أميل إلى كتابة الشعر "الحر" (فأنا اليوم حر، أفعل ما بدا لي..خاصة في ظل "افعل ما بدا لك حرا! كر فأنت حر!..اشر، وارش، وبع ، هف ، خف، أكذب ، نافق، تسلق، ابتز..)، خاصة مع نمو ظاهرة الشعر "الحار" (مع كثرة البهارات المشرقية والشرقية الحارة!)، وتحول الشعراء إلى الشعر الحر هروبا من العمودي الذي يعجزون عنه بدعوى "الحداثة"! هئهئ! (من لا يعرف كتابة بيت عمودي، لا يمكن أن يكتب قصيدة من عمود!)…قلت أني أصبحت أميل إلى كتابة الشعر العمودي الفصيح الشعبي، خاصة مع دخول شهر رمضان، الذي لا أجد الكثير من شعراء "الحداثة" تغنوا به وكتبوا فيه وعنه، خلافا لكل المواضيع الأخرى التي لم يتركوا منها شاردة ولا واردة! (ومن كتب عن رمضان، يصنف عندهم في أدبيات "الشعر الديني" ..أي أنه "ليس شعرا!). وجدت نفسي لسوء الحظ شاعرا أكتب عن رمضان.. شاعرا بناء! "ماصو".. لأن البناء يبني بيوتا والشاعر يرصف أبياتا!..ثم رحت أتعلم البحور الخليلية: البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، البحر الميت، البحر الأسود والعياذ بالله..بعدها رحت أتعلم توزيع البيوت: هذا لأبن عمي، هذا لأبني الرضيع، هذا، برشوة مقدارها عشرة في المائة كما سائر العمل به!
وما إن مضى شهر حتى وجدت نفسي شاعرا: شاعر مش كبير، ولكن، بالسيف عليهم، سأكون شاعرا وربي كبير! ووجدت نفسي أتعامل مع جمعية خيرية، قالوا لي : نديروا فيك الخير وننظم لك أمسية "شعيرية" في ثاني يوم من رمضان: ووجدت نفسي فعلا أمام جمهور متدفق من العجائز المسنين من دور العجزة والمعوقين والأطفال اليتامى والمسعفين والصم البكم..وكثير من الأمن وقلة من "الأمان"!
الشاب المنشط، الذي عوض المنشط المريض، لم يسمع بي في حياتي ولا في حياته، ولكنه راح يقدمني على أيه حال:نقدم لك اليوم الشاعر، أي أنه يكتب الشعر أي الرواية!، وهو على كل حال رجل!.. أسمه غني عن التعريف (لقد نسي اسمي!)..وهو معروف على كل حال، أي أن كل الناس يعرفونه،..والمثل الشعبي يقول "وجه الخروف معروف"..(ماذا يقول هذا بنادم؟. يعايرني؟..)، اسمه لا يخفى على أي كان عاقل (!)..وهو على طرف لسان كل واحد مني..وعلى كل حال سيقول هو بنفسه عن نفسه..الشاعر الكبير الضخم..معكم في هذا "لاكصيدة"! (تصفيق وصراخ وعواء وصراخ!)
ورحت أقدم نفسي قبل أن أقدم القصيدة:
شكرا لهذا "الحية" وإليكم القصيدة:
قفة نبكي من دقلة ، حليب وفلفل/../ من فرط الغلا، أين زوجتي أين منزلي؟
أين الكروفيت والسردين والبوغا/../ وأين اللحم والشوارما والخيار المخلل؟
وأين الصندويتش، والهمبرغر الغالي؟/../ وأين النفيس من المشوي المدلل؟
رمضان حل يا ما أحل أكله من تاجر/../ وسمسار، ومستورد ومسوق وممول
فهلا أرحت بالي يا امرأة، بحريرة/../ أنا المطحون كطماطم مصبر بمعمل
أيا تاجر ومسوقا ومستهلكا مثلي /../عدت اليوم أمامه مواطنا ناقف حنظل
لم أشعر إلا والقاعة تصفق وأخرج من القاعة على وقع الورود على رأسي عرفت بعدها بأنه بيض فاسد رشقني به الباعة الحاضرون!
وأفيق على وقع فيضان المرحاض بجوار البيت الذي كنت نائما و"اشعر" فيه!.. وأنا لا أشعر!