تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا اقبرنا لغتنا العربية


nina2056
2011-08-11, 10:10
نداء الى كل اساتذة اللغة العربية
اليس عار علينا ان نقبر لغتنا في حين ان الشعوب الاخرى تهتمبنشر لغاتها و

العديد من المواقع تسعى لايجاد مدرسين عبر الانترنات لنشرها امثال

http://www.learnavenue.com/pages/courselist.aspx?categoryID=1 (http://www.learnavenue.com/pages/courselist.aspx?categoryID=1)


وغيرهم من المواقع ولكن هناك تقصير كبير فاين الحل

عزّالدّين
2011-08-11, 16:31
عظمة اللّغة العربيّة وفضلها

تشهد البشرية اليوم حربًا عنيفة وسجالاً محتدمًا بين اللّغات، الدّول الكبرى والمتقدّمة تضطلع باذلةً كل غال ومرتخص بمهمة تعميم لغتها وثقافتها فى أكثر بلد ممكن، فى دول الشّمال الأفريقىّ يتغلغل تيار الفرنكفونيّة، وفى مصر وآسيا لا تفتأ بريطانيا وأمريكا فى تعميم اللّغة الإنجليزيّة، فهنالك معاهد ومدارس كثيرة منتشرة فى المدن والقرى يتهافت عليها الطّلاب تهافت الجرذان على المياه بسبب ما تؤمن الإنجليزيّة لمتقنها من دخل كريم ومكانة اجتماعيّة، وقد أثرّت هذه الظّاهرة سلبًا على اللّغة العربيّة، إذ قلّ الرّاغبون فى تعلّمها، وكثرت الشّائعات حولها من أنّها لغة معقدّة وعصيّة على الفهم، وتتشعّب مواد اللّغة االعربيّة مثل: الصّرف، النّحوّ، البيان والبديع، على عكس اللّغات الأخرى الّتى لها قواعد يسيرة فيقولون: أنّ هذا يصعِّب اللّغة العربيّة، ويتناسون أنّها محمدة ومنقبة ولذا جعلها الله لسان أهل الجنّة وأنزل بها كتابه.
إنّ الوعي العميق بأهمية هذا الموضوع هو الدّافع لبيان فضل العرب، وكمال لغة لسانهم، والعنايةُ باللّسان العربيّ هو سرّ بقائنا ورقينا، وسرّ انتشار الإسلام في ربوع المعمورة، واللغةُ العربيّة باعثةُ الحضارة العربيّة، أنزل القرآن بلغة العرب؛ لأنّها أصلح اللّغات، جمع معان، وإيجاز عبارة، وسهولة جري على اللّسان، وجمال وقع في الأسماع، وسرعة حفظ ،
قال الله - تعالى -: "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ" (الشعراء: 192-195) فوصفه الله - تعالى - بأبلغ ما يُوصف به الكلام وهو البيان، وارتبطت اللّغة العربيّة بهذا الكتاب المُنَزَّل المحفوظ، فهي محفوظة ما دام محفوظًا، فارتباط اللّغة العربيّة بالقرآن الكريم كان سببًا في بقائها وانتشارها حتّى قيل: لولا القرآن ما كانت العربيّة.

ومن اقوال أعلام الأمّة في فضل العربية:

من عناية أعلام الأمة باللّغة العربيّة قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلموا العربيّة فإنّها تزيد في المروءة. وتعلموا العربيّة فإنّها من الدّين "
شعبة يقول: "تعلموا العربيّة فإنّها تزيد في العقل"، عبد الملك بن مروان يقول: "أصلحوا ألسنتكم فإنّ المرء تنوبه النّائبة فيستعير الثّوب والدّابة ولا يمكنه أن يستعير اللّسان، وجمال الرّجل فصاحته "
وقال ابن فارس في قوله تعالى: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾
فقدم الله عزّ وجلّ ذكر البيان على جميع ما توحد بخلقه، وتفرد بإنشائه، من شمس، وقمر، ونجم، وشجر، وغير ذَلِكَ من الخلائق المحْكمة:﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ سورة الرحمن الآيات: 1-3
من فضل الله علينا أن الله علمنا البيان، فلمّا خصَّ جلَّ ثناؤه اللّسانَ العربيَّ بالبيانِ عُلم أن سائر اللّغات قاصِرَةٌ عنه.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : إنّ اللّغة العربيّة من الدّين ، و معرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب و السّنّة فرضٌ ، و لا يفهم إلا ّباللّغة العربيّة ، و ما لا يتمّ
الواجب إلا ّبه فهو واجب.

وقال ابن تيميّة رحمه الله أيضًا :" فإنّ اللّسان العربيّ شعار الإسلام وأهله ، واللّغات من أعظم شعائر الأمم الّتي بها يتميّزون " اقتضاء الصّراط المستقيم ص 203

وقال ابن تيميّة رحمه الله كذلك:" اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً ، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب " اقتضاء الصراط المستقيم ص 207

قال ابن تيميّة رحمه الله :" معلومٌ أنّ تعلمَ العربيّة وتعليمَ العربيّة فرضٌ على الكفاية ، وكان السّلف يؤدّبون أولادهم على اللّحن ، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربيّ، ونُصلح الألسن المائلة عنه ، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة ، والاقتداء بالعرب في خطابها ، فلو تُرك النّاس على لحنهم كان نقصًا وعيبا، فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربيّة المستقيمة، والأوزان القويمة فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للّسان، النّاقلة عن العربيّة العرباء إلى أنواع الهذيان الّذي لا يَهْذِي به الأقوام من الأعاجم الطماطم العميان ً " الفتاوى 32/252

وقال:" وما زال السّلف يكرهون تغييرَ شعائرِ العربِ حتى في المعاملات وهو التكلّم بغير العربيّة إلاّ لحاجة ، كما نصّ على ذلك مالك والشّافعي وأحمد، بل قال مالك مَنْ تكلّم في مسجدنا بغير العربيّة أُخرِجَ منه ) مع أنّ سائر الألسن يجوز النّطق بها لأصحابها ، ولكن سوغوها للحاجة ، وكرهوها لغير الحاجة ، ولحفظ شعائر الإسلام " الفتاوى 32/255"

وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله أيضًا :" لا بُدّ في تفسير القرآن والحديث من أن يُعرَف ما يدلّ على مراد الله ورسوله من الألفاظ ، وكيف يُفهَم كلامُه ، فمعرفة العربيّة التي خُوطبنا بها ممّا يُعين على أن نفقه مرادَ اللهِ ورسولِه بكلامِه ، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني ، فإنّ عامّة ضلال أهم البدع كان بهذا السّبب ، فإنّهم صاروا يحملون كلامَ اللهِ ورسولِه على ما يَدّعون أنّه دالٌّ عليه ، ولا يكون الأمر كذلك " الإيمان ص 111

يقول السّيوطيّ في الاقتراح ملخصًا رأي الإمام فخر الدّين الرّازي : " اعلم أن معرفة اللّغة والنّحوّ والتّصريف فرض كفاية ، لأنّ معرفة الأحكام الشّرعيّة واجبة بالإجماع ، ومعرفة الأحكام دون معرفة أدلتها مستحيل . فلا بدّ من معرفة أدلتها والأدلة راجعة إلى الكتاب والسّنّة ، وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم ، فإذن توقف العلم بالأحكام على الأدلة ومعرفة الأدلة تتوقف على معرفة اللّغة والنّحوّ والتّصريف ، وما يتوقف على الواجب المطلق وهو مقدور للمكلّف فهو واجب ، فإذن معرفة اللّغة والنّحوّ والتّصريف واجبة..."

قال ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله :" وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللّغة وعلم العربيّة ، وعلم البيان ، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها ، ورسائلها ... " الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص 7

قال مصطفى صادق الرّافعي رحمه الله :" ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضًا على الأمّة المستعمَرة ، ويركبهم بها ، ويُشعرهم عظمته فيها ، ويستلحِقهم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عملٍ واحدٍ : أمّا الأوّل فحَبْس لغتهم في لغته سجنًا مؤبّدًا ، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا ، وأمّا الثّالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال الّتي يصنعها ، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ ". وحي القلم 3/33-34

يقول أبو عبدالله محمّد بن سعيد بن رسلان صاحب دراسة فضل اللّغة العربيّة ووجوب تعلّمها على المسلمين "واعلم أن شخصية الأمّة تبدو جلية عند اعتيادها الأخذ بلغة الكتاب العزيز، وأنّ ترك تلك اللّغة مضيعة لشخصية الأمّة وإمحاءً لها ، وذوبان لتلك الشّخصية ، فإن تركت الأمّة لغة الكتاب إلى غير لغةٍ مما يعتد به ، فاعلم أنّها أصبحت أمّة لا شخصية لها ، وعدها في الموتى وكبّر عليها أربعًا".

قال أبو منصور الثّعالبيّ في كتابه(فقه اللّغة وسرّ العربيّة) قال: "ومَنْ هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وأتاه حسن سريرة فيه أعتقد أنّ محمّدًا خيرُ الرّسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمّم، والعربيّة خير اللّغات والألسنة، والإقبال عليها وعلى تفهمها من الدّيّانة، إذ هي أداة العلم"ً.

قال أبو الحسين أحمد بن فارس قال في كتابه (الصّاحبي)(باب لغة العرب أفضل اللّغات وأوسعها)، مشيرًا إلى قوله تعالى:{لتكونَ من المنذرينَ بلسان عربيٍّ مبين} (الشّعراء: 195) قال : فلما خَصّ - جل ثناؤه - اللّسانَ العربيّ بالبيانِ عُلِمَ أن سائر اللّغات قاصرةٌ عنه، وواقعة دونه.


ذكر الشافعيِّ أَنّ على الخاصَّة الّتي تقومُ بكفاية العامة فيما يحتاجون إليه لدينهم الاجتهاد في تعلّم لسان العرب ولغاتها ، الّتي بها تمام التّوصُّل إلى معرفة ما في الكتاب والسُّنن والآثار ، وأقاويل المفسّرين من الصّحابة والتّابعين، من الألفاظ الغريبة ، والمخاطباتِ العربيّة ، فإنّ من جَهِلَ سعة لسان العرب وكثرة ألفاظها ، وافتنانها في مذاهبها جَهِلَ جُملَ علم الكتاب ، ومن علمها، ووقف على مذاهبها ، وفَهِم ما تأوّله أهل التّفسير فيها ، زالت عنه الشّبه الدَّاخلةُ على من جَهِلَ لسانها من ذوي الأهواء والبدع.

دقّة اللّغة العربيّة:

حينما يختار خالق السّماوات والأرض اللّغة العربيّة اللّغة لكلامه، والآيات كثيرة جدًا، يجب أن نعلم قيمة هذه اللّغة. مثل بسيط: باللّغة الإنكليزيّة الطّاولة "table"، والكتاب "book "، وكَتَبَ "write "، أما اللّغة العربيّة، كتب، مكتب، كتابة، عندنا باللّغة العربيّة الإعراب، الإعراب معان دقيقة جدًا يرمز لها بحرف صغير، مثلاً فتاة سألت أباها: يا أبت ما أجملُ السّماء ؟ فأجابها: نجومها , قالت: ليس هذا أريد، أريد إنّها جميلة، فقال لها: قولي ما أجملَ السّماء، فرق كبير بين ما أجملُ السماء , صارت ما استفهامية، أي يا والدي أيّ شيء أجملُ في السّماء هكذا، لو أنّها قالت: ما أجملُ السماء ؟ فأجابها: نجومها، هي تقول: إنّها جميلة، فقال لها: قولي ما أجملَ السّماء (يعني تعجّبًا)

أحياناً حركة واحدة تقلب المعنى رأسًا على عقب، كلمة منصِب أي شيء كبير، ومنصَب، حركة واحدة، من منصِب إلى منصَب حركة واحدة.

عين الكلمة البَر ؛ اليابسة، البِر ؛ الإحسان، البُر ؛ القمح، الحروف نفسها " ا ل ب ر "، البَر ؛ اليابسة، البِر ؛ الإحسان، البُر ؛ القمح، الآن قَدَم سبقه بقدمه، قَدِمَ حضر، قَدُمَ أصبح قديماًً، حركة واحدة كل كلمة لها معنى.

خَلْق، خُلُق، خَلِق، ثوب خَلِق أي مهترئ، فلان قوي الخَلق ؛ قوي البنية، فلان عظيم الخُلق ؛ عظيم الأخلاق، ثلاثة حروف خَلق، خُلُق، خَلِق.

كان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام حسن الخَلق والخُلق، واضحة ؟ حسن الخَلق ربعة، وسيماً، قسيماً، أزهرًا، والخُلق: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ سورة العلق
يَثني شيء، ويُثني شيء آخر، الحروف نفسها ثَنى القضيب ضمّ طرفيه إلى الدّاخل، أما يَثني، ثنى يثني ضمّ، أمّا أثنى يُثني مدح، أي حرف المضارعة مضموم بالرباعي، مفتوح بالثلاثي، فثنى ثلاثي مضارعه يثني، أما أثنى رباعي مضارعه يُثني.

عَرَفَ عظمة اللّغة العربيّة مَنْ اطّلع عليها وتعلّمها وغاص في أسرارها من العرب في القديم والحديث، ولا عجب في أنْ يشهدوا بعظمتها لأنّهم أهل اللّغة، والاطّلاع على أقوالهم يزيدنا علماً وثقةً بها، لكنّ الاطّلاع على شهادات غير العرب في العربية له طَعْمٌ آخر، لأنّهم عرفوا قيمةَ لغتنا وهم ليسوا منّا، وهو ما يدفعنا إلى محاولة معرفة ما عرفوه منها، لنزداد اعتزازًا بها ونغرس الاعتزاز في نفوس أبنائنا لأنّ كثيرًا من أبناء المسلمين يجهل فضل لغته وجوانب عظمتها، ولذا ترى كثيرًا منهم يقف في صفّ الأعداء - دون أن يقصد - لجهله بها، فهو مقتنعٌ قناعةً قويّةً بأنّ العربيّة لغةٌ متخلّفةٌ صعبةٌ تخلو من الإبداع والفنّ، فبسبب جهله بها يقف هذا الموقف، وفي الجانب الآخر ترى بعض العجم من غير المسلمين وهو يكيل المديح والإشادة بالعربيّة لما رآه فيها من مواطن العظمة. من أجل هذا الواقع المرّ نحتاج جميعاً إلى ما يزيدنا قناعةً واعتزازًا بها، وممّا يقنعنا بها قراءة تلك الأقوال سواءً قالها عربيٌ أم غير عربيّ.


وللإبحار أكثر في اللّغة العربيّة واكتشاف أسرارها عليكم قراءة القرآن الكريم والتّدبّر في آياته ومعانيه، وقائمين على كتب التّفسير واللّغة.
كما أنصحكم بمطالعة بعض الكتب مثل كتاب "أسرار العربيّة" للثّعالبيّ
كتاب "فضل اللّغة العربيّة ووجوب تعلّمها على المسلمين " أبو عبد الله محمّد بن سعيد بن رسلان
كتب الأستاذ الدّكتور فاضل صالح السّامرائي (بلاغة الكلمة في التّعبير البيانيّ ، أسرار البيان في التّعبير القرآنيّ ، على طريق التّفسير البيانيّ، لمسات بيانيّة في نصوص من التّنزيل، ...وغيرها).

دمتم في خدمة لغة الضّاد
ما تيسّر لي نقله وترتيبه بين مقالات وخطب وأقوال

nina2056
2011-08-11, 20:38
شكرا على الرد

نناشد كل استاذ لغة عربية ان لا يبخل بوضع دروس عل هذا الموقع الذي يسعى الى اعادة اعلاء الراية