الكبتن عمر
2011-08-10, 23:01
معلومات عن عمالة القذافي لأمريكا، ودوره في خدمة مصالحها
أولا: الوضع في ليبيا والمنطقة قبل الانقلاب في 1/9/1969
1) الوضع في ليبيا.
عندما برزت ليبيا كأحد أهم الدول المنتجة للنفط في مطلع الستينات، وبعد ان خسرت الولايات المتحدة المغرب بموت "محمد الخامس" والجزائر بهروب "بن بلا" بدأت تخطط لأخذ الحكم في ليبيا عن طريق إسقاط"الملك إدريس"الذي يتمتع بدعم من بريطانيا صاحبة النفوذ الكبير في ليبيا آنذاك.
وقد كانت أمريكا تسعى لاستبدال الملك إدريس السنوسي بابن أخيه الأمير "حسن الرضا" -والذي لم يعدمه القذافي بعد استيلائه على الحكم، وابقائه في الإقامة الجبرية هو وعائلته إلى أن أصيب بشلل أقعده عن الحركة سنة 1986م. ثم أذن له القذافي سنة 1988م. بالذهاب إلى بريطانيا هو وعائلته للعلاج. ثم توفي بعدها، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة بموافقة الملك فهد بن عبد العزيز.
غير أن أمريكا قد غيرت خطتها بعد أحداث "بن غازي" يناير 1964م.
وشرعت بالبحث عن بديل للنظام برمته. وقد كان الملك إدريس متوجسا خيفه من الولايات المتحدة الأمريكية. فقد جاء في أحد الوثائق السرية أفرجت عنها بريطانيا بعد مرور 30 عاماً عليها. وأوردها "محمد بن غلبون" وهو رئيس الاتحاد الدستوري الليبي- في مقاله بجريدة الحياة بتاريخ 12/8/1996م. والوثيقة السرية تحمل رقم (7/1023v t).المؤرخة في 29/2/1965م. والمحفوظة في الملف رقم: (184214/0371 f). وجاء فيها: (لم يخف الملك إدريس شعوره بالصدمة تجاه الاعتراف الأمريكي المفاجئ بالنظام الجمهوري في اليمن، وما أعقبه من غض النظر عن الاعتداء المصري على اليمن وأنه منذ ذلك الحين أخذ يشعر بانعدام الثقة في إخلاص الولايات المتحدة..).
لذلك اندفع المسؤولون الأمريكيون لتبديد مخاوف الملك بأن عرضوا عليه تعهداً مكتوباً بالدفاع عن عرشه وعن ليبيا في حالة أي عدوان محتمل. فاعترضت بريطانيا بشدة، بحجة أن ذلك يتعارض مع المعاهدات الليبية-البريطانية في الدفاع عن استقلال ليبيا. إلا أنه بتاريخ 8 نوفمبر 1965م. سلم السفير الأمريكي "ديفيد نيوسم) الملك إدريس رسالة من الرئيس جونسون مؤرخة في الأول من سبتمبر 1965م. فحواها أن أمريكا تعتبر استقلال ليبيا السياسي ووحدة وسلامة أراضيها شيء مهم جداً تحت "جلالة الملك" وجاء فيها أيضاً، أن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة أي هجوم عدائي على ليبيا. "يبدو أن أمريكا استخدمت الحرب المصرية اليمنية لترويع الملك السنوسي. حتى يخضع لإرادتها، وإحداث اختراقات داخل ليبيا ثم إسقاط النظام." لأن استراتيجية أمريكا في ذلك الوقت كانت تسير لخلع النفوذ البريطاني، وليس كما هو حاصل في الوقت الحاضر، من إبقاء عملاء الإنجليز لخدمة مصالحها.(أي أمريكا. وذلك لأن الموقف الدولي مختلف اليوم عما كان عليه في ذلك الوقت. من حيث قوة الولايات المتحدة وعراقتها في السياسة الدولية. وقوة نفوذ بريطانيا في ذلك الوقت من خلال عملائها في المنطقة).
2) الوضع في المنطقة قبل الانقلاب
إن وصول القذافي إلى الحكم، جاء ضمن الصراع الدولي على المنطقة. وضمن ظروف فرضتها تداعيات تبدل الموقف الدولي في مطلع الستينات. وفي إطار الموقف العسكري أثناء حرب الاستنزاف. التي اتخذتها أمريكا وسيلة لتحقيق هدف استراتيجي في الشرق الأوسط، وهو تصفية القضية الفلسطينية على نحو يؤمن مصالحها.
فعندما سعت الولايات المتحدة لاحتواء إسرائيل عن طريق تسليحها، وجعلها تعتمد في قوتها العسكرية عليها. زودت أمريكا إسرائيل بطائرات الفانتوم بعيدة المدى.
مما احدث خلل استراتيجي بين مصر وإسرائيل. لقدرة الفانتوم الإسرائيلي من التوغل في العمق المصري. فجاء انقلاب نميري في السودان، وتبعه انقلاب القذافي في ليبيا ليوسع العمق الإستراتيجي لمصر. فنقل عبد الناصر الكلية الحربية إلى السودان، والكلية البحرية إلى ليبيا، بعيداً عن مرمى الفانتوم الإسرائيلي (راجع مذكرات محمود رياض ، المجلد الثالث).
ذكرت جريدة الحياة بتاريخ 21/8/1996م.: وفي أيول 1969م. كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي بادرت إلى الاعتراف بالانقلاب العسكري الذي وضع معمر القدافي في السلطة، كما سارعت بإخلاء قاعدتها العسكرية (هويلس) بمجرد أن 'أمرها' بذلك الأمر الذي رفع أسهمه في العالم الثالث، ولفت له أنظار الجماهير.
3)هوية القذافي وجلود (مجلة جون أفريك- العددان: 1962/1963)
أ) معمر القذافي: ولد سنة 1938م. في عائلة بدوية في منطقة "فزان" وهو من قبيلة "القذافة". تلقى تعليماً إسلامياً في طفولته. وفي سن العاشرة من عمره، بعثه أهله إلى مدرسة "سبهة" في منطقة "فزان"، وفي شبابه تأثر كثيراً بالناصرية، حتى أنه طرد من التعليم سنة 1961م. لأنه نظم مظاهرة ضد الانفصال بين مصر وسوريا. وفي سنة 1962م. دخل الكلية العسكرية في بنغازي، وكون بعدها تنظيماً سرياً "الضباط الوحدويون الأحرار".
ب) عبد السلام جلود: وهو الرجل الثاني في الدولة. ولد في منطقة "فزان" سنة 1944م. من عائلة بدوية تنتمي إلى قبيلة "المقارحة" وهي من أقوى القبائل في ليبيا. تعرف على القدافي في المدرسة الإعدادية "بسبهة" سنة 1956م. وعندما أصبح شاباً، نظم هو والقذافي مظاهرات لدعم عبد الناصر، كما تظاهرا للتنديد بمقتل "باتريس لومنبا" عميل أمريكا في الزايير سابقاً. وللتنديد بفشل الوحدة المصرية-السورية. وبنصيحة من القذافي دخل كلاهما الكلية العسكرية ببنغازي سنة 1963م.
أكمل جلود تكوينه العسكري سنة 1965م. وحصل على رتبة رائد. ثم التحق بجهاز الهندسة المدنية للتسليح في الجيش الليبي.
أرسل جلود سنة 1967م. إلى الولايات المتحدة في دورة تدريبية عسكرية في الهندسة المدنية. سبقها دراسته اللغة الإنجليزية بـ (سان أنطونيوس)، بولاية تكساس الأمريكية.
وكانت اجتماعات الضباط الوحدويون الأحرار تقع في "زوية الدهماني" بطرابلس عند عبد السلام جلود. وهو الذي تولى مع يونس جابر والخويلدي الحامدي السيطرة على العاصمة عند حصول الانقلاب، سنة 1969م. كما كان جلود على رأس الوفد الذي استقبله عبد الناصر في القاهرة شهر 9/1969م. ليهنئهم على الانقلاب.
ثانياً: الدلائل التي تؤكد سير القذافي مع أمريكا
1) لقد ذكر الحزب في نشرة ''انقلاب ليبيا'' أن مصر رحبت أعظم ترحيب بالانقلاب وسارعت إلى الاعتراف به كما نشرت عنه الكثير. وقد قال جمال عبد الناصر في أحد خطاباته، يوم (10/يونيو 1970م. بالقاهرة) وهو يستعد لإعطاء الكلمة للقذافي. قال: ''هذا خليفتي من بعدي" وعندما وقع الانقلاب في ليبيا كانت أمريكا أول من بادر إلى الاعتراف به. وتولى حينها عبد السلام جلود بأمر من القذافي في دسمبر 1969م. إعطاء الأوامر للأمريكان والإنجليز بإجلاء القواعد العسكرية المتواجدة في ليبيا. وهي:أتعدم، طبرق، هويلس.
رغم أن الحزب قد قال أن الانقلاب في ليبيا كان وراءه الإنجليز. نظراً لنفوذ بريطانيا في ليبيا وخاصة في الجيش. وفسر رفع القذافي لشعارات التحرر والاشتراكية بأنه تضليل، مثل انقلاب سوريا سنة 1961م. الا أنه بالرجوع إلى واقع كل من القذافي وجلود قبل الانقلاب، يتضح أن توجهاتهما كانت أمريكية. خاصة بما يتعلق بدعم عبد الناصر. والتنديد بمقتل عميل أمريكي في الزايير ''باتريس لومنبا''، والرجح أنه ليس كل الذين شاركوا في الانقلاب مرتبطون بأمريكا، ولكن من الواضح أن القدافي وجلود هما رجلا أمريكا الأقوياء في ليبيا.
ويظهر أيضاً أن أمريكا قد ضللت بريطانيا والمراقبين السياسيين عندما انسحبت من قاعدة "هويلس" بعيد استلام القذافي للسلطة في ليبيا. لذلك عندما أحست بريطانيا أنها خدعت قامت بمحاولة الانقلاب في 11/12/1969م. ولكنها فشلت، أو ربما ان القذافي هو الذي افتعل محاولة الانقلاب لتصفية عملاء الإنجليز. ويتخلص من ''أحمد موسى وآدم هواز'' إلا أن بريطانيا حاولت قلب نظام القذافي سنة 1975م. عن طريق بشير الهوادي، وعبد المنعم الهوني، وعمر المحيشي. غير ان المحاولة باءت بالفشل، والذي دعانا للقول بأن الإنجليز كانوا وراء محاولة الانقلاب سنة 1975م. هو وجود المحيشي في المحاولة. والذي فر بعد فشل المحاولة إلى تونس في اغسطس 1975م. ليحتمي بالحبيب بورقيبة عميل الإنجليز العريق. ورغم محاولات القذافي المتكررة لطلب تسلسم المحيشي. الا ان بورقيبة رفض تسليمه.
والملاحظة التي يجدر ذكرها حول استدلال الحزب في السابق بأن الانقلاب كان لحساب الإنجليز. هي مقارنة الحزب لانقلاب القذافي بانقلاب سوريا، سنة 1961م. مع العلم أن القياس الشمولي لا يرد في الفهم السياسي. بل هو من مبطلات الرأي السياسي أن صح التعبير. وخاصة في قضايا حساسة كتسلم الحكم.
أولا: الوضع في ليبيا والمنطقة قبل الانقلاب في 1/9/1969
1) الوضع في ليبيا.
عندما برزت ليبيا كأحد أهم الدول المنتجة للنفط في مطلع الستينات، وبعد ان خسرت الولايات المتحدة المغرب بموت "محمد الخامس" والجزائر بهروب "بن بلا" بدأت تخطط لأخذ الحكم في ليبيا عن طريق إسقاط"الملك إدريس"الذي يتمتع بدعم من بريطانيا صاحبة النفوذ الكبير في ليبيا آنذاك.
وقد كانت أمريكا تسعى لاستبدال الملك إدريس السنوسي بابن أخيه الأمير "حسن الرضا" -والذي لم يعدمه القذافي بعد استيلائه على الحكم، وابقائه في الإقامة الجبرية هو وعائلته إلى أن أصيب بشلل أقعده عن الحركة سنة 1986م. ثم أذن له القذافي سنة 1988م. بالذهاب إلى بريطانيا هو وعائلته للعلاج. ثم توفي بعدها، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة بموافقة الملك فهد بن عبد العزيز.
غير أن أمريكا قد غيرت خطتها بعد أحداث "بن غازي" يناير 1964م.
وشرعت بالبحث عن بديل للنظام برمته. وقد كان الملك إدريس متوجسا خيفه من الولايات المتحدة الأمريكية. فقد جاء في أحد الوثائق السرية أفرجت عنها بريطانيا بعد مرور 30 عاماً عليها. وأوردها "محمد بن غلبون" وهو رئيس الاتحاد الدستوري الليبي- في مقاله بجريدة الحياة بتاريخ 12/8/1996م. والوثيقة السرية تحمل رقم (7/1023v t).المؤرخة في 29/2/1965م. والمحفوظة في الملف رقم: (184214/0371 f). وجاء فيها: (لم يخف الملك إدريس شعوره بالصدمة تجاه الاعتراف الأمريكي المفاجئ بالنظام الجمهوري في اليمن، وما أعقبه من غض النظر عن الاعتداء المصري على اليمن وأنه منذ ذلك الحين أخذ يشعر بانعدام الثقة في إخلاص الولايات المتحدة..).
لذلك اندفع المسؤولون الأمريكيون لتبديد مخاوف الملك بأن عرضوا عليه تعهداً مكتوباً بالدفاع عن عرشه وعن ليبيا في حالة أي عدوان محتمل. فاعترضت بريطانيا بشدة، بحجة أن ذلك يتعارض مع المعاهدات الليبية-البريطانية في الدفاع عن استقلال ليبيا. إلا أنه بتاريخ 8 نوفمبر 1965م. سلم السفير الأمريكي "ديفيد نيوسم) الملك إدريس رسالة من الرئيس جونسون مؤرخة في الأول من سبتمبر 1965م. فحواها أن أمريكا تعتبر استقلال ليبيا السياسي ووحدة وسلامة أراضيها شيء مهم جداً تحت "جلالة الملك" وجاء فيها أيضاً، أن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة أي هجوم عدائي على ليبيا. "يبدو أن أمريكا استخدمت الحرب المصرية اليمنية لترويع الملك السنوسي. حتى يخضع لإرادتها، وإحداث اختراقات داخل ليبيا ثم إسقاط النظام." لأن استراتيجية أمريكا في ذلك الوقت كانت تسير لخلع النفوذ البريطاني، وليس كما هو حاصل في الوقت الحاضر، من إبقاء عملاء الإنجليز لخدمة مصالحها.(أي أمريكا. وذلك لأن الموقف الدولي مختلف اليوم عما كان عليه في ذلك الوقت. من حيث قوة الولايات المتحدة وعراقتها في السياسة الدولية. وقوة نفوذ بريطانيا في ذلك الوقت من خلال عملائها في المنطقة).
2) الوضع في المنطقة قبل الانقلاب
إن وصول القذافي إلى الحكم، جاء ضمن الصراع الدولي على المنطقة. وضمن ظروف فرضتها تداعيات تبدل الموقف الدولي في مطلع الستينات. وفي إطار الموقف العسكري أثناء حرب الاستنزاف. التي اتخذتها أمريكا وسيلة لتحقيق هدف استراتيجي في الشرق الأوسط، وهو تصفية القضية الفلسطينية على نحو يؤمن مصالحها.
فعندما سعت الولايات المتحدة لاحتواء إسرائيل عن طريق تسليحها، وجعلها تعتمد في قوتها العسكرية عليها. زودت أمريكا إسرائيل بطائرات الفانتوم بعيدة المدى.
مما احدث خلل استراتيجي بين مصر وإسرائيل. لقدرة الفانتوم الإسرائيلي من التوغل في العمق المصري. فجاء انقلاب نميري في السودان، وتبعه انقلاب القذافي في ليبيا ليوسع العمق الإستراتيجي لمصر. فنقل عبد الناصر الكلية الحربية إلى السودان، والكلية البحرية إلى ليبيا، بعيداً عن مرمى الفانتوم الإسرائيلي (راجع مذكرات محمود رياض ، المجلد الثالث).
ذكرت جريدة الحياة بتاريخ 21/8/1996م.: وفي أيول 1969م. كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي بادرت إلى الاعتراف بالانقلاب العسكري الذي وضع معمر القدافي في السلطة، كما سارعت بإخلاء قاعدتها العسكرية (هويلس) بمجرد أن 'أمرها' بذلك الأمر الذي رفع أسهمه في العالم الثالث، ولفت له أنظار الجماهير.
3)هوية القذافي وجلود (مجلة جون أفريك- العددان: 1962/1963)
أ) معمر القذافي: ولد سنة 1938م. في عائلة بدوية في منطقة "فزان" وهو من قبيلة "القذافة". تلقى تعليماً إسلامياً في طفولته. وفي سن العاشرة من عمره، بعثه أهله إلى مدرسة "سبهة" في منطقة "فزان"، وفي شبابه تأثر كثيراً بالناصرية، حتى أنه طرد من التعليم سنة 1961م. لأنه نظم مظاهرة ضد الانفصال بين مصر وسوريا. وفي سنة 1962م. دخل الكلية العسكرية في بنغازي، وكون بعدها تنظيماً سرياً "الضباط الوحدويون الأحرار".
ب) عبد السلام جلود: وهو الرجل الثاني في الدولة. ولد في منطقة "فزان" سنة 1944م. من عائلة بدوية تنتمي إلى قبيلة "المقارحة" وهي من أقوى القبائل في ليبيا. تعرف على القدافي في المدرسة الإعدادية "بسبهة" سنة 1956م. وعندما أصبح شاباً، نظم هو والقذافي مظاهرات لدعم عبد الناصر، كما تظاهرا للتنديد بمقتل "باتريس لومنبا" عميل أمريكا في الزايير سابقاً. وللتنديد بفشل الوحدة المصرية-السورية. وبنصيحة من القذافي دخل كلاهما الكلية العسكرية ببنغازي سنة 1963م.
أكمل جلود تكوينه العسكري سنة 1965م. وحصل على رتبة رائد. ثم التحق بجهاز الهندسة المدنية للتسليح في الجيش الليبي.
أرسل جلود سنة 1967م. إلى الولايات المتحدة في دورة تدريبية عسكرية في الهندسة المدنية. سبقها دراسته اللغة الإنجليزية بـ (سان أنطونيوس)، بولاية تكساس الأمريكية.
وكانت اجتماعات الضباط الوحدويون الأحرار تقع في "زوية الدهماني" بطرابلس عند عبد السلام جلود. وهو الذي تولى مع يونس جابر والخويلدي الحامدي السيطرة على العاصمة عند حصول الانقلاب، سنة 1969م. كما كان جلود على رأس الوفد الذي استقبله عبد الناصر في القاهرة شهر 9/1969م. ليهنئهم على الانقلاب.
ثانياً: الدلائل التي تؤكد سير القذافي مع أمريكا
1) لقد ذكر الحزب في نشرة ''انقلاب ليبيا'' أن مصر رحبت أعظم ترحيب بالانقلاب وسارعت إلى الاعتراف به كما نشرت عنه الكثير. وقد قال جمال عبد الناصر في أحد خطاباته، يوم (10/يونيو 1970م. بالقاهرة) وهو يستعد لإعطاء الكلمة للقذافي. قال: ''هذا خليفتي من بعدي" وعندما وقع الانقلاب في ليبيا كانت أمريكا أول من بادر إلى الاعتراف به. وتولى حينها عبد السلام جلود بأمر من القذافي في دسمبر 1969م. إعطاء الأوامر للأمريكان والإنجليز بإجلاء القواعد العسكرية المتواجدة في ليبيا. وهي:أتعدم، طبرق، هويلس.
رغم أن الحزب قد قال أن الانقلاب في ليبيا كان وراءه الإنجليز. نظراً لنفوذ بريطانيا في ليبيا وخاصة في الجيش. وفسر رفع القذافي لشعارات التحرر والاشتراكية بأنه تضليل، مثل انقلاب سوريا سنة 1961م. الا أنه بالرجوع إلى واقع كل من القذافي وجلود قبل الانقلاب، يتضح أن توجهاتهما كانت أمريكية. خاصة بما يتعلق بدعم عبد الناصر. والتنديد بمقتل عميل أمريكي في الزايير ''باتريس لومنبا''، والرجح أنه ليس كل الذين شاركوا في الانقلاب مرتبطون بأمريكا، ولكن من الواضح أن القدافي وجلود هما رجلا أمريكا الأقوياء في ليبيا.
ويظهر أيضاً أن أمريكا قد ضللت بريطانيا والمراقبين السياسيين عندما انسحبت من قاعدة "هويلس" بعيد استلام القذافي للسلطة في ليبيا. لذلك عندما أحست بريطانيا أنها خدعت قامت بمحاولة الانقلاب في 11/12/1969م. ولكنها فشلت، أو ربما ان القذافي هو الذي افتعل محاولة الانقلاب لتصفية عملاء الإنجليز. ويتخلص من ''أحمد موسى وآدم هواز'' إلا أن بريطانيا حاولت قلب نظام القذافي سنة 1975م. عن طريق بشير الهوادي، وعبد المنعم الهوني، وعمر المحيشي. غير ان المحاولة باءت بالفشل، والذي دعانا للقول بأن الإنجليز كانوا وراء محاولة الانقلاب سنة 1975م. هو وجود المحيشي في المحاولة. والذي فر بعد فشل المحاولة إلى تونس في اغسطس 1975م. ليحتمي بالحبيب بورقيبة عميل الإنجليز العريق. ورغم محاولات القذافي المتكررة لطلب تسلسم المحيشي. الا ان بورقيبة رفض تسليمه.
والملاحظة التي يجدر ذكرها حول استدلال الحزب في السابق بأن الانقلاب كان لحساب الإنجليز. هي مقارنة الحزب لانقلاب القذافي بانقلاب سوريا، سنة 1961م. مع العلم أن القياس الشمولي لا يرد في الفهم السياسي. بل هو من مبطلات الرأي السياسي أن صح التعبير. وخاصة في قضايا حساسة كتسلم الحكم.