المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قُدُراتُنا، خياراتُنا، حقيقتُنا، عند مُفترق الطُّرق..


« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-09, 23:37
السَّلاَم عليكُم وَ رَحمة الله

أسعدَ الله أوقاَتكُم بكلِّ خير..

قرَّرت كتاَبة هذاَ الموضوع في القِسم العَامّ وهدَفي أن اُسلِّط الضَّوء علىَ جِدِّيته و أهميتِه
أكثرَ ممَّا هي رغبة في النِّقاَش.. غير أنَّ المساَحة مُتاَحة لتباَدل النَّظراَت والآراَء..

( مُفتَرق الطُّرُق )

http://outfoxingkarlrove.files.wordpress.com/2008/11/green-job-crossroads.jpg

هيَ تلكَ الشُّؤون العجيبَة التيِّ تستوقِفناَ بينَ الحينِ وَالآخر فتُوغِّلُناَ في بحرٍ مِن التَّردد والحيرَة .
( صراَعُ قراَر ) ، وقدْ وصفَ أحدُهم اِتخاَذَ القرار بأصعبِ القَراراَت التيِّ يتخذُهاَ الانساَن في حياَتِه.

فيماَ يَلي ( مُدونة ) توقَّفت عندهاَ كثيراً خلالَ تجوُّلي في عاَلم النَّت،
والحقيقَة أنَّهاَ صدمَتني ولم أجِد إلاَّ الصَّمتَ لأقابِلَ بهِ هولَ تلكَ الكلماتِ التيِّ أقلُّ ما يُمكنني
أن أقولَ فيهاَ.. أنَّها من نفائِسِ الأدَب .!

ربَّماَ لن يشاَركني أحدُكُم هذاَ الرَّأي.. إلاَّ أنَّني رأيتُ نفسي أقف أماَم صفحةٍ تعكس وجداَني
بينماَ أغُوص في جماَل تلك المعاَني العملاَقة..

أترُكُكُم معهاَ وأرجوُ أن يَصِلكُم مُراَدي و تَتَّضحَ الرِّساَلة..

***

In the search for your destiny, you will find yourself
obliged to change direction.
Each person can take one of two attitudes: to build or to plant.
Builders may take years over their tasks,
but one day they will finish what they are doing.
Then they will stop, hemmed in by their own walls.

Life becomes meaningless once the building is finished.
Those who plant suffer the storms and the seasons and rarely rest.
Unlike a building, a garden never stops growing,
and by its constant demands on the gardener’s attentions
it makes of the gardener’s life a great adventure.


Paulo Coelho

(ترجمة)

خلاَل بحثِكَ عَن القَدر، سَتجد نَفسَكَ مُضطَراًّ لتغيير الاتِّجَاه.
بِإمكَان كُلِّ شَخص أنْ يتَّخِذَ مَوقِفاً مِن اثنَين: أنْ يبني أو أنْ يزرَع.
قد يستغرقُ البناَّؤُون سَنواَتٍ أكثَر لإنجاَز مهاَمِّهِم، لكنَّهُم سينتَهُون منهاَ يوماً ماَ.
عندهاَ سيتوقَّفُون ليُلاحظُوا أنفُسَهُم مُحاَطين بِالجُدراَن التيِّ بَنْوَها بأنفُسهم.
ستُصبِحُ الحياَة حينَهاَ بلاَ معنىً عندماَ ينتهي البِنَاء.
أمَّا الذِّين يزرَعُون فهُم يُعاَنُون مِن وقعِ العوَاصف وَ تغيُّر المواَسِم وَنادراً ماَ يتذوَّقُون طُعمَ الراَّحَة.
لكنْ بعكس البِنَاء، فإنَّ الحديقَة لاَ تتَوقَّف أبداً عَن النُّمو وَالعطاَء.
وحاجتُهاَ الداَّئمَة لاِهتِماَم وَ عناَية البُستاَنيّ، تجعلُ حياته أشبَه بمغامرة.

باولو كويلو

هذه العباَراَت لِباولو كويلو مُقتبسَة من كِتَابه (الحيَاة) الذِّي يضم أشهرَ مقولاته المقتبسة
من مؤلَّفاته حفزَّت بداخلي بعضَ التَّأمُّلاَت، وَجعلتني أفكِّر في الأحداَث السَّيئة التيِّ تعترِضُ حياتَناَ
بينَ الحينِ وَالآخر فَتدفعُ بناَ إلىَ اتجاهٍ لم نختَرهُ بملئ إراَدتناَ.
الإشاَراَت تخبرناَ بأنَّه قدْ حاَن الوقتُ للتَّغيير وَلكنَّناَ نتجاَهلهاَ دوماً أو نحُاول عدمَ الالتفاَت إليهاَ.
مِن دُون هَذِه الأحداَث تستَمِرّ الحياَة على وتيرتهاَ المُعتاَدَة ولاَ نتَوقَّف لإعاَدة اِكتشاَف أنفسناَ
وَاِكتشاَف العَديدِ مِن الخياَراَت وَالفُرَص التيِّ قَد تُصبح نُقطةَ تحوُّل جذريَّة في حَياتناَ فيماَ بَعد.
فمُعظمناَ يُفضِّل الرُّكُون إلىَ المنطقَة الآمنة مِن الحياَة ، والسَّير في الطُّرُق التيِّ يحفظ
تضاَريسهاَ وخباياَهاَ، تقَفِّي أثرَ مَن سبقوناَ في الرِّحلة للتأكُد من مَوضع خُطُواتناَ وَأقدامِناَ
حتىَّ تحينَ اللَّحظة التيِّ تُرغمناَ فيهاَ الظُّروف علىَ الوقُوف أماَم مفترقِ الطُّرُق.

علىَ مُفترق الطُّرق يكُون الإختياَر صعباً ومحُيراً.. و يَبدُو الأفُق أكثرَ اتسَاعاً وَ رحابَة..
وتبدُو الأحلاَم أقلَّ اِستحاَلة مَع أشعَّة الصَّبَاح الأولىَ إذ لا شئَ يُعادِل لحظةَ
انجلاَء العتمَة الموحشة وَ تحوُّلهاَ إلى لحظاتِ إشراقٍ جَديدة.

علىَ مُفترق الطُّرق تَبدُو المسارَات شَاسعَة وطويلَة وغير وَاضحة المعالم ، وَحتىَّ نبدأ الرِّحلة
فإنَّنا نجهلُ تماَماً ما الذِّي ينتظِرُناَ علىَ الجانِب الآخَر من العالم، وَما إنْ كاَنت زُرقة السَّماء
الصَّافية سترافقُناَ طيلة الرِّحلَة أم ستتَخلَّى عناَّ أمامَ أوَّلِ مَوجَةٍ من السُّحُب وَالعوَاصِف.

لاَ شيءَ يبدُو واضحاً حينماَ نمضي في رحلَة مجهولةٍ خاليين الوِفاَض مِن كُلِّ شيءٍ
سوَى من الأَمل و تتبُّع صوتِ الحدس وَالقَلب.

يُقاَل بأنَّ العثرَات حينماَ تأتي فإنهَّا تأتي مجتمعة وَلكِنَّهاَ هكذا لِسَبَب،
فنحنُ لاَ نُفكِّر في إعَادة تَرتيب حياتنَا بسببِ عثرَة يَتيمَة .!

التَّعثُّر المتكرِّر و اِنهيَار جُدرَان الأمَان مِن حولِنَا هُوَ مَا يَفتح أعيُنَنَا علىَ الطُّرق والخيَارَات
الأُخرى المُتاحَة في الحياة. هُو لَيس بِالضَّرُورة علامةً من علاَمات الفَشَل،
فكلُّ شيءٍ قابِلٍ للتَّحوُّل بينَ لحظةٍ وأخرى.. حتىَّ الطُّرق التيِّ رأيناَهَا من بعيد وَ اكتشَفنَاهَا
في يومٍ مَا قَد لاَ تعُود هي الطُّرق ذَاتها حتىَّ وَ إن أعدنَا الرِّحلة وَ سلكنَا المسَار ذَاتَه.

التَّجارب وَالتَّاريخ لاَ يُعيدان نَفسَيْهِماَ..
إلاَّ عندَمَا يتوقَّف الزَّمن مِن حولنَا أو نتوقَّف نحنُ عَن النُّمُو.

أن نختَار أن نَزرَع أو أن نَبني لَيس هَذا هُو المُهِم، المُهم أنْ نَستَعِدَّ لِذلك اليوم
الذِّي قد نحتَاج فيه للتَّغيير مِن أدوَارنَا، أن نبذر نوعًا مختلفًا منَ الزُّهُور.. أن نُزيلَ السُّور
أو نَفتحَ نافذةً جديدَة تُطِل عَلى زَاوية مخُتلفة مِن الحيَاة.. كانت تحَجبُها الجُدران عنَّا.

المصدر (http://butterflybahrain.wordpress.com/2007/10/26/%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B1%D9%82-%D8%B7%D8%B1%D9%82) *
______________________________

يقُولُونَ أنَّ الحياَةَ كومَةٌ من المُتناَقِضاَت ، تُريكَ الأسودَ قبلَ الأبيَض، و تنتقلُ بك
من ضدٍّ إلىَ ضِد خلالَ موقِفٍ واَحد ثُمَّ تختم بالأمل، وإن كَان قد بدأت بالخَوف و الصُّعوبة..

و الحقيقةَ أنَّ ذلك الإنتقاَل هو الذيِّ يجعلناَ نُقَدِّر ماَ تمنحُناَ إيَّاه الحياَة.. و نقدِّر خياراتِهاَ ...

***

أطيبُ التَّحاياَ /أبجدِياَّت.

نور الايام
2011-08-10, 00:33
ايماننا بأن الحياة معبر لتحقيق الغاية العظمى يريحنا من التفكير فيها و يهون علينا متاعبها

رائع هو موضوعك اختي الكريمة
بارك الله فيكِ و جزاكِ الله خيرا.

عُضو مُحترم
2011-08-10, 01:12
قرار صعب و شجاع

اتخذتيه بالكتابة


و جميل ما كتبتي


صح سحوركم

ملكة الورود
2011-08-10, 01:17
مآذآ لو ملكتْ قَلباً يعآهد الله صُبح مسآء بَ | إيآك نعبد وإيآك نستعين !
قلب / عُمره يمتد بين ( الحَمد لله ) إلى أمين
أتغلبك الدُنيآ !
اللهم لاتجعلهآ أكبر هَمنآ :”


ابتسمي و افرحي http://www.lakii.com/vb/smile/2-123.gif (http://www.lakii.com/vb/smiles/index.php) فإن لك رب كبيـــــــــــــر

شهد حنان
2011-08-10, 01:59
قد يصعب اتخاذ القرار عند مفترق الطرق

لكن توكلنا على الله هو من يجعل قرارا صائبا

شكرا موضوعك في قمة الروعة

didin
2011-08-10, 02:37
موضوع رائع شكرااا

ابجديات
annaba-ain beda

ana
annaba-ain kercha
hhhhhhhhhh

أونِےve ~
2011-08-10, 02:38
السّلام عليكم ورحمة الله
***
{ مفترق الطرق }

ربما ستكون لي وجهة نظر قد تختلف عنكم جميعا ، وقد يعتبرني البعض [متشائم ]، لكنها تبقى وجهة نظر ... ^^





*/ بداية، ما بالُ مفترق الطرق؟ ، أظنه المكان الوحيد حيث نرتاح فيه قليلا من متاعب الطريق لنختلي بأنفسنا ونقرر شيئا قد قُرِّر سلفا ، ولأن أغلب الطّرق مشهدُها مشهدُ تظاهُرة القتلى الأحياء ، اللذين ماتت نفوسهم قبل أن تموت أجسادهم ، وما يقي منهم بقي فقط ليُهرولَ كالمعتادِ في أزقة الحياة ذات الأرصفة الحزينة ... في مُعظمها ! فمُفترق الطرق لهُوَ هيّن علينا ... !

*/ أحقا نحن نبحث عن القدر؟

في اعتقادي يبقى القدر هو من يأتي إلينا ، وهو من جعلنا نألف البشاعة التي نعيشها ، نألف الظلم ، نتعايش مع ما يسمى الواقع ، فنعاشر الوقاحة ، ونُسامر الخيانة ، ونغازل العجرفة ... أحقا نحن من نصنع القرار ؟ لا أشك، فحتى أوتارُ الحياة قُطّعت في نفوسنا لكثرة ضرب الخونة عليها وما شابههم ، فطمست حقيقتنا وخيارتنا وقراراتنا وقدراتنا في أوحال الحياة ... فجيء يومئذٍ .. بالعاطلين عن الأمل. !

*/ وأقول أخيرا ، ما أضعف النفس البشرية وما أسخفها وما أحرضها على تضييع وقتها فيما لا ينفع ولا يفيد ، فقد لا نحتاج إلى شيء كما نحتاج إلى الصلاة والدعاء ... على أن يستفيق الأمل يوما !



دمتم بخير ... وصح صحوركم ^^

/ العاطل عن الأمل /أونِےve ~

خـواطـر
2011-08-10, 22:06
السلام عليكم

عند مفترق الطرق ..

تكون نهاية البداية


موضوع رائع شكرااا

ابجديات
annaba-ain beda

ana
annaba-ain kercha
hhhhhhhhhh


ما تلوميش أختي ماشي موالف بالخيمة :d:D

didin
2011-08-10, 22:20
عند مفترق الطرق ..
يصرى كلش

floraparadis
2011-08-10, 22:21
رررررررررررررررررررررررررروووووووووووووووووووووووو وووووووعة
جازكا الله خيرااااااااااااااااااااااا

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 22:28
ايماننا بأن الحياة معبر لتحقيق الغاية العظمى يريحنا من التفكير فيها و يهون علينا متاعبها

رائع هو موضوعك اختي الكريمة
بارك الله فيكِ و جزاكِ الله خيرا.



قولٌ حَكيم :)، وضعتِ يدكِ فيه علىَ مفتاَح القضيَّة ،
ألاَ وَهُو ماَ الشَّيء الذِّي يَسبق كلَّ أفعالِناَ و اِتخاَذ قراراَتِناَ ؟.. إنَّهاَ الفكرة،
أو لنَقُل الإيماَن و القَناَعاَت.. فمِن دُون إيماَنِناَ و ثِقتناَ التاَّمة بإمكاَنيَّة ماَ نريد أن نَصبُو إلَيه
لن يكُون نجاَحُناَ.. و تحقيقُ الفوز بالنَّعيم هُو قطعاً طريق حاَفِل بالمتاَعِب التيِّ أوجدهاَ الله جلّ
وعلاَ ليَمتحن اِيمانناَ وماَ إن كُناَّ سَنَنْساَق خَلفَ مُتطلِّباَت الحياَة الدُّنياَ، أو ننهىَ النَّفس
عن اِتباَع الهوىَ ونعوُدُ إلى الطَّريق الحقّ..

شُكراً لكِ أختي نور الأياَّم..
وتقبَّل الله صياَمكِ و قياَمكِ.. و صحّ فطورك و سحورك..

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 22:29
قرار صعب و شجاع

اتخذتيه بالكتابة


و جميل ما كتبتي


صح سحوركم

و قرارٌ كريمٌ الذِّي اتخذته للرّد علىَ الموضُوع :D

أسعَدني مرورُك أخي ياسين :rolleyes:
شكراً ..
و صحّ فطورك و سحورك ( اليومَ وطيلة الشهر الفضيل.

عوماري
2011-08-10, 22:30
حقا في مفترق الطريق لا شىء سيكون مضمون نحن فقط نسعى الى الهدف والتوفيق من عند الله

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 22:32
مآذآ لو ملكتْ قَلباً يعآهد الله صُبح مسآء بَ | إيآك نعبد وإيآك نستعين !
قلب / عُمره يمتد بين ( الحَمد لله ) إلى أمين


أتغلبك الدُنيآ !



نرجُو أن ( لاَ ) ! والله الغفورُ الكريم، العزيزُ العليم، والرزَّاق الحكيم..

أشكر لكِ ملكة الورود حضورُكِ الجميل ..
و بارك الله فيكِ / و صح فطورك :)

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 22:34
قد يصعب اتخاذ القرار عند مفترق الطرق

لكن توكلنا على الله هو من يجعل قرارا صائبا





التَّوكل علىَ الله، ثُمَّ السَّعي نحوَ تحقيق ماَ نُريد ، ثُمَّ الرِّضى بالنَّتيجَة/القدر ..

العفو أختي حَناَن.. و شكراً على المرور الطيّب

و صحّ فطوركم../ :rolleyes:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 22:38
موضوع رائع شكرااا

ابجديات
annaba-ain beda

ana
annaba-ain kercha
hhhhhhhhhh

العَفو ديدين،

http://www.m3rof.com/vb/images/smilies/r%20%28112%29.gif و ممنوع الدردشة في الموضوع وإلاَّ يتم التبليغ / :D

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 23:07
السّلام عليكم ورحمة الله
***
{ مفترق الطرق }

ربما ستكون لي وجهة نظر قد تختلف عنكم جميعا ، وقد يعتبرني البعض [متشائم ]، لكنها تبقى وجهة نظر ... ^^




وعليكُم السَّلاَم ورحمة الله
مرحباً بأونيفْ :rolleyes: / لاَ بأس ، فكلٌّ لهُ مُقاربته للمَوضُوع
قد نختلفُ ونتَّفق، ثُمَّ نختلفْ ثُمَّ نتَّفِق.. ولكنَّناَ سننظُر دوماً في النِّهاَية إلىَ اِختلاَفناَ باعتباَره ثراَء..





*/ بداية، ما بالُ مفترق الطرق؟ ، أظنه المكان الوحيد حيث نرتاح فيه قليلا من متاعب الطريق لنختلي بأنفسنا ونقرر شيئا قد قُرِّر سلفا ، ولأن أغلب الطّرق مشهدُها مشهدُ تظاهُرة القتلى الأحياء ، اللذين ماتت نفوسهم قبل أن تموت أجسادهم ، وما يقي منهم بقي فقط ليُهرولَ كالمعتادِ في أزقة الحياة ذات الأرصفة الحزينة ... في مُعظمها ! فمُفترق الطرق لهُوَ هيّن علينا ... !


سَأواَفِقك في هذِه النَّظرة ، ذلكَ أنّ مُفترق الطُّرق هُو الذِّي يمنحُناَ الفُرصة لرُؤية السُّبل الأخرى التيِّ قُدِّر لهاَ أن تَكُون مِن أجلناَ. ولكنَّني أراَك تُجزِّء محور الحياَة بين أمرَين، هُماَ السَّعاَدة و الحُزن ، وإنْ كاَنت الحياَة في الحَقيقَة تضمُّ معاَنٍ و أشياَءَ أوسع بِكثيرٍ وَ قد لاَ تصُبُّ في أيٍّ منهُماَ. فهيَ قاَئمة علىَ تواَزن صعب الاخلاَل بِه ؛ توازنٌ بين الخَير و الشَّر، بين الشقاَء والفرح، بينَ العطاَء و الفقد ، والله تركَ لناَ حُريَّة الاختياَر بينَ الضِّفَّتين و دلَّناَ قبل ذلك علىَ الطَّريق الصَّحيح . فالمسألة اِذًا مسألةُ اِختياَر لا أكثَر ، معَ ترتيبٍ للعَقل و نظرة كلٍّ مناَّ إلى تجاَربه و جعلِهاَ مرجعيَّةً تُمكِّنُناَ من معرفة كيفيَّة اتِّخاذ القرار في المواَقف المُقبلة . و التَّجارب كيفماَ كَانت فاشِلةً لابُدَّ أن نتعلَّم منهاَ شيئاً، و نظرتُناَ إليهاَ هي ماَ يُولِّد انطباعَناَ نحو الحياَة، وهيَ ماَ يُحدِّد إن كاَن مُحيطُناَ يعجّ بالإشكاَلياَّت أم لاَ. و الامتحاَن هناَ يكمُن في قدرتناَ علىَ الصُّمود و مُقاومَة التَّشوهاَت الخُلُقيَّة و الإجتماَعيَّة التي تشُوب المُجتمع و النُّفوس ..

ثُمّ كيفَ نريد نحن البَشر من الحياَة أن تكون؟.. بسيطةً يملؤُهاَ الخير و كلّ أنواَع السَّعادَة ؟
أين قيمة تلك المعاَني إن لم يصحبهاَ ألم أو مشقَّة ؟.. أين قيمة مُفترق الطُّرق عندئِذٍ ؟

عليناَ أن نُدرك أنَّ الحياَة الواَقعيَّة هيَ أبعدُ ماَ يكون عَن الحياَة الورديَّة الكاَملة ، فالثَّغرات موجودةٌ دائماً، مهماَ طاَل زمَن شعُورناَ بالإستقراَر. و أنَّ لكلِّ فرد مناَّ شمسَين : واَحِدةٌ بأعلىَ السَّماَء و الأخرىَ بداَخله ، فحينَ تغرُب شمسُ السَّماَء و يلبس الكَون الظَّلام، لاَ شيء يُنير للإنساَن طريقه سوىَ شمسه الداَّخلية، ولهذاَ السَّبب لا بُدَّ عليه أن يحتفظَ دوماً بهاَ مُتوهِّجَةً في عُمقِه ، و ألاَّ يتشاَءمَ أبدًا . فالتَّشاَؤُم هزيمة ، والإستسلاَم و منح الحزن فُرصةً لفتكِ الجوهَر هزيمةٌ ثانية تتراَخى أمامَهاَ أيَّة هزائمَ أخرىَ .

difallahomar
2011-08-10, 23:11
بارك الله فيك

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 23:41
*/ أحقا نحن نبحث عن القدر؟

في اعتقادي يبقى القدر هو من يأتي إلينا




القدر لاَ يأتي إليناَ، بل نحن مَن نصنعُه ! وإلاَّ ماَ نفع اِتخاَذ القراَر ؟ و سأضربُ لك مثلاً بهذه الصُّورة :

http://www.vivalebanon.net/uploaded/38_01241978111.png

سمكةٌ حُكمَ عليهاَ بالحياَة في حوضٍ ضيِّق وسط عاَلم واَسعٍ و غَامض. سمكةٌ تحلم لو أنَّ في وُسعهاَ أن تتخلىَّ عن الوِعَاء لتعيش في هذَا العَالم دُون قيد . تتمنىَّ لو تَعيش بحُريَّة في عاَلمٍ تعصف بِه الأجواَء الغَامضة و الأوحَال مِن بَشاَعة و ظُلم و عَجرفة . و لكِن يظلُّ الحُلم حُلماً ولن يتخَطىَّ أبدًا كونه مُجرَّد أمنية ، مهماَ تغيَّرت أقدَار البَشر. فلاَ السَّمكة قاَدرة علىَ كسر الوِعاَء ولاَ الظُّروف ستتغيَّر لتكسرَ الحاَجز الذِّي يفصِلُهاَ عن الحُلم . ولاَ يبقىَ إلاَّ أن ترضىَ بالوَاقع . ماَ أريد قولَه هُناَ شيئَين :

الأوَّل، لا يُمكنناَ أن نقفَ دوماً كاتفي الأيدي ننتظر مصيرَناَ بل عليناَ أن نسعىَ إليه ، أن نُفتِّش عن الأجزَاء الضاَّئعة مناَّ و نُحقِّق الانجاَزَات التيِّ طالماَ حلمناَ بِهاَ.

الثاَّني، أحياناً بعض الأحلاَم تظلُّ أحلاَم.. ومهماَ فكَّرناَ و اجتهدناَ لجعلِهاَ واقعاً ، ومهماَ كاَن الوقت الذِّي استغرقناَه فإنهاَّ ستظلّ دوماً مُجرَّد أحلاَم. ولن تتحقَّق أبدًا حتىَّ لو اجتمعَت لديناَ كلُّ مُفرداَت الطاَّقة و الإراَدة و الإصراَر و الصَّبر معاً. عندهاَ يكونُ عليناَ أن نترك ذلك الحُلم ليناَم بين طيَّات الماَضي وإلاَّ تحوَّل إلى وهم و ملأ حياتناَ تعاسَة كماَ هو حال السَّمكة . وهي ليسَت دعوةً إلى التَّخلي عن أحلامناَ، إنَّما هي دعوةٌ للتَّخلي عن أوهامِناَ . وإن كَانت الحياَة مليئةً بالانحرافَات و مظاَهر القهر و البُؤس و الظَّلام و الفتن و الفَوضى فإنَّه لمِن المستحيل عليَّ أو علىَ أيِّ واَحدٍ مناَّ أن يقضيَ على هاتِه المظاَهر. ولكن في وُسعِه أن يُغيِّر من نَفسِه و يعيش ضِمن المباَدئ السَّامية التيِّ جُبِل عليهاَ منذ الصِّغر ، لأنَّ الحياَة بأسرهاَ قائمة علىَ المبدأ، فإن فُقِد المبدَأ ضلَّ الإنسان طريقَه.. وَ معه كلّ الوَاقعين في دَائرة تأثيره .



*/ وأقول أخيرا ، ما أضعف النفس البشرية وما أسخفها وما أحرضها على تضييع وقتها فيما لا ينفع ولا يفيد ، فقد لا نحتاج إلى شيء كما نحتاج إلى الصلاة والدعاء ... على أن يستفيق الأمل يوما !



في الحقيقَة كُنتُ أتوقَّع أن تكون الخاَتمة أفضلَ بكثير ، فقد ذكَّرَتْني بقول عمر بن الخطاَّب : ( لاَ يقعُدَنَّ أحدُكُم عَن طلب الرِّزق وَ يقولُ اللهمَّ أُرزقني، وَقدْ عَلِمَ أنَّ السَّماَء لاَ تمطر ذهبًا ولاَ فضّة ). و النَّفس الإنسانيَّة ليسَت ضعيفة ، بل لاَ يُوجد إنساَنٌ ضعيف ! يُوجد فقط مَن يجهَل في نَفسِه مَواطِن القُوَّة .

أعتذِر علىَ الإطاَلة ، و شكراً علىَ حضورك الجَميل أونيف ، لولاَ بعض التَّشاَؤُم :rolleyes:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-10, 23:56
السلام عليكم

عند مفترق الطرق ..

تكون نهاية البداية

ما تلوميش أختي ماشي موالف بالخيمة :d:D

بل بداية لبداية جديدة :rolleyes:

ماعليه بصح لا حظروه أنا خاطية :D

خـواطـر
2011-08-11, 00:25
بل بداية لبداية جديدة :rolleyes:

ماعليه بصح لا حظروه أنا خاطية :D

كلاهما دون بل

فالثانية تأتي بعد الاولى :rolleyes:

ربي يستر :D:D /

عَـنقَــآءْ ~
2011-08-11, 02:43
أبجديًّـآتْ ,..

و حروفٌ عميقةٌ كَأنفـآسِ لحظتِي هذه !

متَّعتُ نفسـي بقرآءة مآنثرتِ .. فَشُكـرًا

و رأيـي كَـ رأيهمْ :



يقُولُونَ أنَّ الحياَةَ كومَةٌ من المُتناَقِضاَت ، تُريكَ الأسودَ قبلَ الأبيَض، و تنتقلُ بكِ
من ضدٍّ إلىَ ضِد خلالَ موقِفٍ واَحد ثُمَّ تختم بالأمل، وإن كَان قد بدأت بالخَوف و الصُّعوبة..

و الحقيقةَ أنَّ ذلك الإنتقاَل هو الذيِّ يجعلناَ نُقَدِّر ماَ تمنحُناَ إيَّاه الحياَة.. و نقدِّر خياراتِهاَ ...

***




صحَّ سحوركْ و رمضَـآن كريمْ غـآليتي هَـآله http://www.cooolgirls.com/images/newicons/smiles/l.gif

أونِےve ~
2011-08-11, 03:16
( أبجديات ) ... :rolleyes:
.
.
قد نختلفُ ونتَّفق، ثُمَّ نختلفْ ثُمَّ نتَّفِق..وَهُوَ كذلك ...
فقد اختلفتُ بداية وها أنا أتفق الآن في بعض ما ذكرتي وسأخالفك في البعض الآخر ... !

ولأن الحياة في نظري تبقى مجرد ساحة لمعركة تَطاولنا فيها الرَّصاصات الطائشة من كل مكان ... فتردينا إما جرحى أو قتلى ... !

فلا علينا ...

ربما لم أوفق في إيصال فكرتي بطريقة جيدة ...

لكن ستكون لي عودة .. والفكرة كذلك

همسة : بين قوسين ... قدراتنا واختياراتنا المكبلة في عالمنا العربي ...
أظن أن النظرة التشاؤمية انطلقت من هذا المفهوم ...

الكوثري
2011-08-11, 03:27
موضوع صعب لو أُخِذ بالذهن الخالي ويتعب أعتى عقل،ولو أردنا النظر فيه من منظور فلسفي مجرد قد لا تصل إلى نتيجة يبرد لها الانسان خصوصا لو كانت المنطلقات(أو المبادئ بتعبيرهم) على غير قدم راسخ؛ذلك أن الانسان مخلوق مركب،وهو يصدر عن ثقافة ما،وفي الثقافة هنا يدخل الموروث والدين وهو وصف سابق،ويدخل التعلم وطريقة التفكير وهو وصف لاحق،كل ذلك ينصهر في نار المحيط والبيئة وما تعارف عليه هذا الانسان مع مجموعه؛أيا كان هذا المجموع أكان شرقيا أو غربيا أو مجموعا عنوانه dz..

ولو أُخِذ بوجدان مجرد من كل معيار عقلي أو منطقي قد يُذهِب لذة الحياة؛والألم من لذة الحياة ،وهو هو الذي يبني الشخصية ويراكم الخبرةوهل يصلح الذهب على غير اللهب ؟

وبعد :

فبما أنني مسلم (لفظا لا معنى) فمنطلقاتي كالتالي : عقيدة التسيير والتخيير كيف أراها،وما مدى أثر العقل في الحكم،وهو عندي نسبي وهو مجرد وسيلة قد تنكسر عند حدود كما البصر والسمع لا يجاوزان مداهُما،وعليه فأنا رجل أكسب الفعل (وهو تعبير قرآني) والفعل على الحقيقة من الله عز وجل بمعنى : الفعل والسعي مني والنتيجة على رب العالمين.

وأحيانا تكون الخيارات مزية وأحياناأخرى مضلِلة محيرة،ومن هنا تظهر فائدة الاستخارة(والاستخارة لغة ترجع إلى معنى التعطف؛فأنت بهاتستنزل عطف ربك عليك) وصلى الله على سيدنامحمد الذي كان من دعائه : اللهم خري لي فإني لاأحسن الاختيار والتدبير..وقوله : اللهم اكلأني كلاءة الوليد الذي لا يدري ما يفعل به ولا ما يريد...أو كما قال عليه أفضل صلاة وأتم تسليم،وفائدة الاستشارة أيضا كبير عند "مفترق الطرق"،وقد لا أجد أبلغ في الوصف من هذه الكلمة الراقية؛التي هي أمتن وأبلغ كلمة قرأتها في التفاؤل وفصل النزاع بين الوجدان والعقل :


الإيمان هو أكبر علوم الحياة، يبصرك إن عميت في الحادثة ويهديك إن ضللت عن السكينة، ويجعلك صديق نفسك تكون وإياها على المصيبة، لا عدوها تكون المصيبة وإياها عليك... فهو يكسر الحادث ويقلل من شأنه، ويؤيد النفس ويضاعف من قوتها، ويرد قدر الله إلى حكمة الله، فلا يلبث ما جاء أن يرجع، وتعود النفس من الرضا بالقدر والإيمان به كأنما تشهد ما يقع أمامها لا ما يقع لها.

مصرية من الجزائر
2011-08-11, 09:48
كثيراا ما وقفنا في مفترق الطرق...
حتي ظننا أنها نهاية الطريقة...
ولكن كانت البداية..!
ولكن المهم من نجح في أن يبدأ تلك البداية
صح...!!
شكراا حبيبتي :19:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-11, 17:56
حقا في مفترق الطريق لا شىء سيكون مضمون نحن فقط نسعى الى الهدف والتوفيق من عند الله

بارك الله فيك

رررررررررررررررررررررررررروووووووووووووووووووووووو وووووووعة
جازكا الله خيرااااااااااااااااااااااا

بارك الله فيكم جميعًا إخواني الكرام..

و رمضانُكُم مبارك.. و صح فطوركم و تقبل الله منا و منكم..:o

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-11, 17:58
كلاهما دون بل

فالثانية تأتي بعد الاولى :rolleyes:

ربي يستر :D:D /


عندئذٍ لن يكون للنهاية وجود

ما دمنا دوما ننتهي إلى بداية جديدة

أو أنَّ لها وجوداً في شكل بدايات..

أو أنني مُخطئة :o


DODO,DIDIN > أشم رائحة قرابة :D

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-11, 18:00
أبجديًّـآتْ ,..

و حروفٌ عميقةٌ كَأنفـآسِ لحظتِي هذه !

متَّعتُ نفسـي بقرآءة مآنثرتِ .. فَشُكـرًا

و رأيـي كَـ رأيهمْ :





صحَّ سحوركْ و رمضَـآن كريمْ غـآليتي هَـآله http://www.cooolgirls.com/images/newicons/smiles/l.gif



و رمضانُكِ مُبارك أختي إكراَم..

أسعدتني مُشاركتُكِ رأيي..

و سُررت لأنَّ الموضوع حظيَ من إعجاَبِك ..:rolleyes:

شكراً لكِ , و تمنياَتي بعودَة العنقاَء قريباً ;)

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-11, 18:01
نشكر صنيع أناملك على هذه الإطراءة القيمة التي رسمت لنا بريشتها الدنيا التي تستعصي على اليائس و تسهل المأمورية للطموح طبعا .


العفو أخي محمد ،

و الشّكر لكم على المرور الجميل..

رمضانكم مبارك.. و صح فطوركم :o

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-11, 18:02
كثيراا ما وقفنا في مفترق الطرق...
حتي ظننا أنها نهاية الطريقة...
ولكن كانت البداية..!
ولكن المهم من نجح في أن يبدأ تلك البداية
صح...!!
شكراا حبيبتي :19:


فعلاً ياسمين

كلُّ شيءٍ في الحياة يحدث نتيجة قرار اتَّخذناه

وذلك القَرار هُو ما يُحدّد إن كاَنت طريقناَ القادمة ستكون مثلماَ أردنا

أم تكون حافلة بالمَتاعب .

وعليه فَ حُسن الاختيَار يُهوِّن علينا نصف المشقَّة ..:o

العفو سومة.. و صح فطورك حبيبتي;)

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-11, 18:05
( أبجديات ) ... :rolleyes:
.
.
وَهُوَ كذلك ...
فقد اختلفتُ بداية وها أنا أتفق الآن في بعض ما ذكرتي وسأخالفك في البعض الآخر ... !

ولأن الحياة في نظري تبقى مجرد ساحة لمعركة تَطاولنا فيها الرَّصاصات الطائشة من كل مكان ... فتردينا إما جرحى أو قتلى ... !

فلا علينا ...

ربما لم أوفق في إيصال فكرتي بطريقة جيدة ...

لكن ستكون لي عودة .. والفكرة كذلك

همسة : بين قوسين ... قدراتنا واختياراتنا المكبلة في عالمنا العربي ...
أظن أن النظرة التشاؤمية انطلقت من هذا المفهوم ...





مشكلتُنا أنَّنا لا نعلم كيفيَّة الاستمتاَع بالحياَة.. على الرَّغم من كلّ النِّعم المُتاَحة لناَ

و بَدل ذلك، نستغني بكلّ برُودة عن نظرتنا البسيطة للحيَاة، و نتَّجه أكثر نحو التَّعقيد

ثُمَّ نمل منه بسُرعة و نلهث يائسين للعَودة إلى ما كُناَّ عليه .

اِبتساَمة خفيفَة مناَّ قد تُمزّق كلَّ سُحٌب الظَّلام التّي تشغاناَ ..

ولكنَّناَ أنانيون جداً لدرجة أنَّنا نظلّ متقلِّبين بين الرضىَ و القنوط عند كلّ رحلة أو موقف..

ولا نُحاول أبدًا !

ولا نُفرّق بين الحلم المستحيل و الطُّموح الممكن..

و الأنانية و التطلُّع إلى الكمال، و الحقيقة و الخيال اللَّذيذ ..

في السَّابق- وفي فترة قريبة- كُنت مثلك جدّ يائسة من الحياَة،

ثمّ تخلَّيت عن فكرة اليأس ببساطَة مثلماَ بذرتُها في ذهني أوَّل مرة

و جعلت نفسي مزيجاً من ثلاثة :

أملٌ للاستمرَار، و خوفٌ لضبطِ الإيقاع والاندفاع، و مرجعٌ للخبرة ..

والحمدلله وجدتُ الكثير مماَّ أمكنني نسيانُه !

رُبماَ لن أستطيع شرح وجهة نظري بالشَّكل الذِّي أريدُه

ولكنَّني حاليًا، لن أجد أبلغ و أصدقَ من هذِه العبَارة في اختصَار كلّ ما قلتُ وماَ أودّ قوله :

كونُ الحياة تتطلَّب دومًا اِبتداعَ تاريخٍ جديد ، بعيدًا عن وطأة الانحرافات المعطِّلة للحَركة و التَّجديد .

( أماَّ ما بين قوسين: فذاك حديثٌ آخرٌ يحتاج مساحةً ثانية ..

ولكنني سأقول شيئاً ربماَ لن يصبَّ في ذلك المفهوم بقدر ما سيُشعِّب الحديث

ولكنَّني سأذكرُه على أيَّة حال :D

أنَّ الانجاَزات التِّي يسعىَ كلٌّ مناَّ لتحقيقهاَ لن يذكُرها الزَّمن والأيَّام

إلاَّ إن تخطىَّ تأثيرهاَ ( ذاتَك ) ليتعدَّاهاَ إلى الغير

وذلك هُو شعاَري في الحياَة.. سعاَدتي في سعاَدتِهِم :) )





سأكُون في انتظَارك أونيف.. علىَ أمل أن نرىَ لكَ نظرةً مُشرقة نحو الحياَة .:rolleyes:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-11, 18:07
موضوع صعب لو أُخِذ بالذهن الخالي ويتعب أعتى عقل،ولو أردنا النظر فيه من منظور فلسفي مجرد قد لا تصل إلى نتيجة يبرد لها الانسان خصوصا لو كانت المنطلقات(أو المبادئ بتعبيرهم) على غير قدم راسخ؛ذلك أن الانسان مخلوق مركب،وهو يصدر عن ثقافة ما،وفي الثقافة هنا يدخل الموروث والدين وهو وصف سابق،ويدخل التعلم وطريقة التفكير وهو وصف لاحق،كل ذلك ينصهر في نار المحيط والبيئة وما تعارف عليه هذا الانسان مع مجموعه؛أيا كان هذا المجموع أكان شرقيا أو غربيا أو مجموعا عنوانه dz..

ولو أُخِذبوجدان مجرد من كل معيار عقلي أو منطقي قد يُذهِب لذة الحياة؛والألم من لذة الحياة ،وهو هو الذي يبني الشخصية ويراكم الخبرةوهل يصلح الذهب على غير اللهب.

وبعد :

فبما أنني مسلم (لفظا لا معنى) فمنطلقاتي كالتالي : عقيدة التسيير والتخيير كيف أراها،وما مدى أثر العقل في الحكم،وهو عندي نسبي وهو مجرد وسيلة قد تنكسر عند حدود كما البصر والسمع لا يجاوزان مداهُما،وعليه فأنا رجل أكسب الفعل (وهو تعبير قرآني) والفعل على الحقيقة من الله عز وجل بمعنى : الفعل والسعي مني والنتيجة على رب العالمين.

وأحيانا تكون الخيارات مزية وأحياناأخرى مضلِلة محيرة،ومن هنا تظهر فائدة الاستخارة(والاستخارة لغة ترجع إلى معنى التعطف؛فأنت بهاتستنزل عطف ربك عليك) وصلى الله على سيدنامحمد الذي كان من دعائه : اللهم خري لي فإني لاأحسن الاختيار والتدبير..وقوله : اللهم اكلأني كلاءة الوليد الذي لا يدري ما يفعل به ولا ما يريد...أو كما قال عليه أفضل صلاة وتسليم،وفائدة الاستشارة أيضا كبير عند "مفترق الطرق"،وقد لا أجد أبلغ في الوصف من هذه الكلمة الراقية؛التي هي أرقى وأبلغ كلمة قرأتها في التفاؤل وفل النزاع بين الوجدان والعقل :


الإيمان هو أكبر علوم الحياة، يبصرك إن عميت في الحادثة ويهديك إن ضللت عن السكينة، ويجعلك صديق نفسك تكون وإياها على المصيبة، لا عدوها تكون المصيبة وإياها عليك... فهو يكسر الحادث ويقلل من شأنه، ويؤيد النفس ويضاعف من قوتها، ويرد قدر الله إلى حكمة الله، فلا يلبث ما جاء أن يرجع، وتعود النفس من الرضا بالقدر والإيمان به كأنما تشهد ما يقع أمامها لا ما يقع لها.




السَّلام عليكُم و رحمة الله..

في البداية، أودّ أن أعترف.. أنني كلما رأيتُ لكَ رداً أو موضوعاً استنتجتُ منه قاعدة، أو استولدت منه فِكرةً و فائدة ! وكنتُ أستمتع بما أسجله من تأملاتٍ شخصية في آرائك، وبخاصةٍ ما ذكرتَ في هذا الموضوع، وهو الشيء الذِّي دفعني إلى الدهشة إذ كان اختصارًا لما مرّ به الشيخ الغزالي في رحلة البحث عن مُنقذِه من الشّك، عند مُفترق الطُّرق ! وهي الرحلة التي تحدث عنها في كتابه ( المنقذ من الضلال ) ، فقد عمِد إلى عقيدة التخيير أولّ الأمر واختار منهج الفطرة الأصلية لينطلق منهاَ في رحلة البحث عن الحقيقة، عن المذهب الذي يوافي بمقصوده. ثم اتجه إلى المحسوسات و العقلياَّت يحتكم في تصديقها وتكذيبها إلى العقل، إلا أنه سرعان ما اكتشف أنها لا تحقق له اليقين، فاندفعت في نفسه ثورة الشك من جديد. وعندما خاب أمله و وقف في مفترق الطرق، بعد أن سدت في وجهه كل المسالك، و وجد نفسه طريح داء الشَّك، انفجر ينبوع الأمل فجأة في عمقه واصفاً إياه بأنَّه : ( لم يكن بنظم دليلٍ أو ترتيب كلامٍ، بل بنورٍ قذفه الله تعالى في الصدر، وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف ) . و رغم أنَّه لم يُشر إلى طبيعة ذلك النور إلا أنني لا أشك لحظةً في كونه ( الإيمان ) الذي أبصره و هداه وأعاد في نفسه الرضا و اليقين .

كانت هذه الرحلة ـ أو الكتاب، من أروع ما قرأت عن أثر الايمان في فك الصراع الرهيب الذي عاناه الغزالي بينه وبين نفسه. وكان ردّك الحافز الذي دفعني إلى قراءته مجددًا، وهو ما يعلّل تأخر ردي:D، فعُذراً على التأخير.. و شكراً على المشاركة القيمة أستاذي الكوثري:o / وصح فطوركم و سحوركم، وتقبل الله منا ومنكم.

المُـسْتَحِيـلْ
2011-08-11, 18:09
شكـْرآ لـك أخـتـي هآلة ،
لقـد أثـآرتني نقطـة بخصوص مفترق الطـرق ،
قـد يكـون أيضـآ مدخـلآ للسعـآدة أو مآ نتنمـآه نحـن ..
وهـو ما يتجـلـى في نظرتـنـا الإيجآبية للحياة ..

خـواطـر
2011-08-11, 18:22
عندئذٍ لن يكون للنهاية وجود

ما دمنا دوما ننتهي إلى بداية جديدة

أو أنَّ لها وجوداً في شكل بدايات..

أو أنني مُخطئة :o


DODO,DIDIN > أشم رائحة قرابة :D

فكّري معي قليلا

نهاية العالم تنتهي ببداية ليس لها نهاية

أليس كذلك ؟ :rolleyes:

ديدين أخي من الرياضيات هههه :D/

سـعـيد
2011-08-13, 13:48
السَّلاَم عليكُم وَ رَحمة الله
علىَ مُفترق الطُّرق يكُون الإختياَر صعباً ومحُيراً.. و يَبدُو الأفُق أكثرَ اتسَاعاً وَ رحابَة..
وتبدُو الأحلاَم أقلَّ اِستحاَلة مَع أشعَّة الصَّبَاح الأولىَ إذ لا شئَ يُعادِل لحظةَ
انجلاَء العتمَة الموحشة وَ تحوُّلهاَ إلى لحظاتِ إشراقٍ جَديدة.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اكثر ما نحتاج اليه في هذه اللحظات هو توفيق الله تعالى
وينال بالتوكل عليه ودعاءه بدعاء الاستخارة ..

قرأت ذات مرة موضوعا لللشيخ عائض القرني يتكلم عن مشكلة الاختيار
وقد اخترت لك منه هذه المقتطفات الطيبة

يقول حفظه الله وغفر له :

والذي يظهرُ من السِّيرِ واستقراءِ أحوالِ الناسِ ، أن الإرباك والحيرة يأتيهم في مواقف كثيرةٍ ، لكن غالب ما يأتيهم في أربعِ مسائل :

الأولى : في الدراسةِ واختيارِ التخصُّصِ

فهو لا يدري أيَّ قسم يسلكُه ، فيبقى في ذلك فترةً . وعرفتُ طُلاَّباً ضيَّعُوا سنواتٍ بسبب تردُّدِهم في الأقسامِ ، وفي الكلياتِ ، فيبقى بعضهم متردداً قبل التسجيل ، حتى يفوته التسجيلُ ، وبعضُهم يدخلُ في قسمٍ سنةً أو سنتين ، فيرتضي الشريعة ثم يرى الاقتصاد ، ثم يعودُ إلى الطبِّ ، فيذهبُ عمرُ شَذَرَ مَذَرَ .
ولو أنه درس أمره وشاور واستخار الله في أولِ أمرِهِ ، ثم ذهب لا يلوي على شيء ، لأحرز عمره وصان وقته ، ونال ما أراد من هذا التخصُّصِ .

الثانية : العملُ المناسبُ

فبعضهم لا يعرفُ ما هو العمل الذي يناسبُه ، فمرةً يعتنقُ وظيفةً ، ثم يتركُها ليذهب إلى شركةٍ ، ثم يهجرُ الشركة إلى عمل تجاري بحتٍ ، ثم يحصلُ على العدمِ والإفلاسِ والفقرِ ثم يلزمُ بيته مع صفوفِ العاطلين .
وأقولُ لهؤلاءِ : من فُتح له بابُ رزقٍ فلْيلزمْهُ ، فإنَّ رزقه منْ هذا المكانِ ، ومنْ لزم باباً أُوتي سهولته وفَتْحه وحكمته .

الثالثة : الزواجُ

وأكثرُ ما يأتي الشباب الحيرةُ والاضطرابُ في مسألةِ اختيارِ الزوجةِ ، وقد يدخلُ رأي الآخرين في الاختيارِ ، فالوالدُ يرى لولدهِ امرأةً غير التي يراها الابنُ أو التي تراها الأمُّ ، فربما وافق الابنُ رغبة والدِه ، فيحصلُ ما لا يريدُه ، وما يحبَّه ، وما لا يقدمُه .
ونصيحتي لهؤلاءِ أن لا يُقدمُوا في مسألة الزواجِ بالخصوصِ إلا على ما يرتاحون إليه في جانبِ الدين والحُسْنِ والموافقةِ ، لأن المسألة مسألةُ مصيرِ امرأةٍ لا مكان للمجازفةِ بها .

الرابعة : تأتي الحيرةُ والاضطرابُ في مسألةِ الطلاقِ

فيوماً يرى الفراق ويوماً يرى المعايشة ويوماً يرى أن يُنهي المعايشة ، وآخر يرى أن يقطع الحبْل ، فيصيبه من الإعياء ، وحُمَّى الروحِ ، وفسادِ الرأي ، وتشتُّتِ الأمرِ ، ما اللهُ به عليمٌ .
إن على العبدِ أن يُنهي هذه الضوائق النفسية بقرارِه الصارمِ ، إن العمر واحدٌ ، وإن اليوم لن يتكرَّر ، وإن الساعة لن تعود ، فعليه أن يعيشها سعادةً يشارك فيها بنفسِه ، يشاركُ بنفسِه في استجلابِ هذه السعادةِ ، وتأتي هذه السعادةُ باتخاذِ القرارِ . إن العبد المسلم إذا همَّ وعزم وتوكل على اللهِ بعد أن يستخير ويُشاوِر ، صار كما قال الأول :
إذا همَّ ألقى بين همَّيْه عينهُ ... وأعرض عن ذكْرِ العواقبِ جانبا

إقدامٌ كإقدام السيل ، ومضاءٌ كمضاءِ السيفِ ، وتصميمٌ كتصميمِ الدهرِ ، وانطلاقٌ كانطلاقِ الفجرِ
﴿ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ﴾ .


بارك الله في الشيخ عائض القرني وجزاه الله خيرا ..
وبارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
جزاك الله خيرا

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-15, 01:51
شكـْرآ لـك أخـتـي هآلة ،
لقـد أثـآرتني نقطـة بخصوص مفترق الطـرق ،
قـد يكـون أيضـآ مدخـلآ للسعـآدة أو مآ نتنمـآه نحـن ..
وهـو ما يتجـلـى في نظرتـنـا الإيجآبية للحياة ..





العفو عبد اللطيف وأهلاً بك مُجدداً،
اذاً فأنت تشاركني الرأي و النظرة التفاؤلية للحياة
..وهو أمر جميل ( :o

أتمنى أن نراك دوما بهذه الاشراقة
و صح سحورك.. أيُّها (( الـ^ـسَّآآحِـ^ـرْ )) :rolleyes:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-15, 01:57
فكّري معي قليلا

نهاية العالم تنتهي ببداية ليس لها نهاية

أليس كذلك ؟ :rolleyes:

ديدين أخي من الرياضيات هههه :D/


بلى، وهو ما قلته تواً، :rolleyes: ( قصدي قبل أربعة أياَّم:D:D


.. :o

المُـسْتَحِيـلْ
2011-08-15, 02:03
العفو عبد اللطيف وأهلاً بك مُجدداً،
اذاً فأنت تشاركني الرأي و النظرة التفاؤلية للحياة
..وهو أمر جميل ( :o

أتمنى أن نراك دوما بهذه الاشراقة
و صح سحورك.. أيُّها (( الـ^ـسَّآآحِـ^ـرْ )) :rolleyes:


نعم ، ( تفاؤلوا خيرا تجدوه )
(( الـ^ـسَّآآحِـ^ـرْ ))قـديـمآ :)

أخيتي هآلة ، عام درآسي موفق إن شاء الله ..
وصح فطورك ..

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-15, 17:17
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اكثر ما نحتاج اليه في هذه اللحظات هو توفيق الله تعالى
وينال بالتوكل عليه ودعاءه بدعاء الاستخارة ..

قرأت ذات مرة موضوعا لللشيخ عائض القرني يتكلم عن مشكلة الاختيار
وقد اخترت لك منه هذه المقتطفات الطيبة

يقول حفظه الله وغفر له :

والذي يظهرُ من السِّيرِ واستقراءِ أحوالِ الناسِ ، أن الإرباك والحيرة يأتيهم في مواقف كثيرةٍ ، لكن غالب ما يأتيهم في أربعِ مسائل :

الأولى : في الدراسةِ واختيارِ التخصُّصِ

فهو لا يدري أيَّ قسم يسلكُه ، فيبقى في ذلك فترةً . وعرفتُ طُلاَّباً ضيَّعُوا سنواتٍ بسبب تردُّدِهم في الأقسامِ ، وفي الكلياتِ ، فيبقى بعضهم متردداً قبل التسجيل ، حتى يفوته التسجيلُ ، وبعضُهم يدخلُ في قسمٍ سنةً أو سنتين ، فيرتضي الشريعة ثم يرى الاقتصاد ، ثم يعودُ إلى الطبِّ ، فيذهبُ عمرُ شَذَرَ مَذَرَ .
ولو أنه درس أمره وشاور واستخار الله في أولِ أمرِهِ ، ثم ذهب لا يلوي على شيء ، لأحرز عمره وصان وقته ، ونال ما أراد من هذا التخصُّصِ .

الثانية : العملُ المناسبُ

فبعضهم لا يعرفُ ما هو العمل الذي يناسبُه ، فمرةً يعتنقُ وظيفةً ، ثم يتركُها ليذهب إلى شركةٍ ، ثم يهجرُ الشركة إلى عمل تجاري بحتٍ ، ثم يحصلُ على العدمِ والإفلاسِ والفقرِ ثم يلزمُ بيته مع صفوفِ العاطلين .
وأقولُ لهؤلاءِ : من فُتح له بابُ رزقٍ فلْيلزمْهُ ، فإنَّ رزقه منْ هذا المكانِ ، ومنْ لزم باباً أُوتي سهولته وفَتْحه وحكمته .

الثالثة : الزواجُ

وأكثرُ ما يأتي الشباب الحيرةُ والاضطرابُ في مسألةِ اختيارِ الزوجةِ ، وقد يدخلُ رأي الآخرين في الاختيارِ ، فالوالدُ يرى لولدهِ امرأةً غير التي يراها الابنُ أو التي تراها الأمُّ ، فربما وافق الابنُ رغبة والدِه ، فيحصلُ ما لا يريدُه ، وما يحبَّه ، وما لا يقدمُه .
ونصيحتي لهؤلاءِ أن لا يُقدمُوا في مسألة الزواجِ بالخصوصِ إلا على ما يرتاحون إليه في جانبِ الدين والحُسْنِ والموافقةِ ، لأن المسألة مسألةُ مصيرِ امرأةٍ لا مكان للمجازفةِ بها .

الرابعة : تأتي الحيرةُ والاضطرابُ في مسألةِ الطلاقِ

فيوماً يرى الفراق ويوماً يرى المعايشة ويوماً يرى أن يُنهي المعايشة ، وآخر يرى أن يقطع الحبْل ، فيصيبه من الإعياء ، وحُمَّى الروحِ ، وفسادِ الرأي ، وتشتُّتِ الأمرِ ، ما اللهُ به عليمٌ .
إن على العبدِ أن يُنهي هذه الضوائق النفسية بقرارِه الصارمِ ، إن العمر واحدٌ ، وإن اليوم لن يتكرَّر ، وإن الساعة لن تعود ، فعليه أن يعيشها سعادةً يشارك فيها بنفسِه ، يشاركُ بنفسِه في استجلابِ هذه السعادةِ ، وتأتي هذه السعادةُ باتخاذِ القرارِ . إن العبد المسلم إذا همَّ وعزم وتوكل على اللهِ بعد أن يستخير ويُشاوِر ، صار كما قال الأول :
إذا همَّ ألقى بين همَّيْه عينهُ ... وأعرض عن ذكْرِ العواقبِ جانبا

إقدامٌ كإقدام السيل ، ومضاءٌ كمضاءِ السيفِ ، وتصميمٌ كتصميمِ الدهرِ ، وانطلاقٌ كانطلاقِ الفجرِ
﴿ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ﴾ .


بارك الله في الشيخ عائض القرني وجزاه الله خيرا ..
وبارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
جزاك الله خيرا



وفيك بارك الله أخي سعيد

و شكرًا جزيلاً على الإضافة القيمة..

زادك الله علماً و نورًا

و وفقك و وفقناَ لما يرضيه

و تقبل منا و منكم صالح الأعمال و الطاعات .

ثورة نوفمبر
2011-08-15, 17:19
تحيات عطرة إلى الفاضلة أبجديات و أناشدك بإثراء منتدانا بمواضيعك القيمة لنتخلص من الخزعبلات و نتخلص من كتاب يكتبون ما لا يفعلون:dj_17::dj_17::dj_17:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-15, 17:25
نعم ، ( تفاؤلوا خيرا تجدوه )
(( الـ^ـسَّآآحِـ^ـرْ ))قـديـمآ :)

أخيتي هآلة ، عام درآسي موفق إن شاء الله ..
وصح فطورك ..


و نرجو عودته قريباً !

بارك الله فيك أخي عبد اللطيف

و بالتوفيق لك أيضًا :o

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-15, 17:31
تحيات عطرة إلى الفاضلة أبجديات و أناشدك بإثراء منتدانا بمواضيعك القيمة لنتخلص من الخزعبلات و نتخلص من كتاب يكتبون ما لا يفعلون:dj_17::dj_17::dj_17:

هههه يبدو أنَّك لن تستسلم أبدًا :1:

دعك مما حدث يا محمد فلن يثير ذلك الا مزيدًا المتاعب لك :o

تحياتي سيدي الزعيم، و صح فطورك :rolleyes:..

حَكَـايَا إِحسَـღـاس
2011-08-15, 17:35
وَقْفَةُ احْتِرَآامٍ وَ تَقْدِيرْ
...........

جُزٍيتِ خَيرًآا أُخْتِي "أَبْجَدِيَّآاتْ"
وَ صَحَّ رَمْضَآانَكْ

ثورة نوفمبر
2011-08-15, 17:39
هههه يبدو أنَّك لن تستسلم أبدًا :1:

دعك مما حدث يا محمد فلن يثير ذلك الا مزيدًا المتاعب لك :o

تحياتي سيدي الزعيم، و صح فطورك :rolleyes:..


طبعا فوالله لا أفعل ما يعرض العضوية إلى الحظر ولكن ملاحظاتي و انتقادي وجها لوجه هما السببان الرئيسيان لأنني لا أتقن أسلوب المصانعة و
الحمد لله فالبعض يقول لي **يا محمد بشعتاها :1::1::1::1::1:

الكوثري
2011-08-16, 04:04
لا أجد مع مداهمة الوقت (بتعبير مقدمي التلفزيونات) غير قول لسان "العربية" ابن الخطيب :


حيـن لـذّ النـوم شيئـاً أو كمـا "" هجـم الصبـح هجـوم الحـرس :mad:




لي عود لأرتب الأبجديات بـــرأسي -الباء للملابسة-فالحديث عن حجة الاسلام ذا شجون وأفنان وفنون ...............................

ذكرك التأخرفي الرد ذكرني بما وقع للأمام ابن الأنباري في خبر طرف يدل على همة في هام الثريا -وكان موسوعة في علوم العربية ومن حفاظها-وذلك أن جارية سألته عن تفسير رؤيا فتعلل لها بأن البول "حقنه" وذهب كالمسرع ليقضي حاجته،وفي الغد جاءها بتعبير رؤياها؛وقد كان في ليلته قد عكف على حفظ وتعلم قواعد التعبير وأصوله:)

fernane
2011-08-18, 11:10
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام
فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-18, 18:24
لا أجد مع مداهمة الوقت (بتعبير مقدمي التلفزيونات) غير قول لسان "العربية" ابن الخطيب :


حيـن لـذّ النـوم شيئـاً أو كمـا "" هجـم الصبـح هجـوم الحـرس :mad:




لي عود لأرتب الأبجديات بـــرأسي -الباء للملابسة-فالحديث عن حجة الاسلام ذا شجون وأفنان وفنون



لا بأسَ فكلانا مُتورِّطٌ بضيق الوقت وإلاَّ كان حديثي عن الغزاليّ طويلاً مليئًا بتساؤُلاتٍ تروي بعض الفضول لديّ:D

ولأنَّ الفُتور يؤرق ذهني حاليًا فإنِّي أقف أمام ردِّك منذُ الصَّباح ولا أجد ما أكتُب ، ولا أجد شيئًا يعتلي لشُكرِك على جمالٍ

أندلسيّ أطرَبتني بِه / و الذِّي كان كافيًا لسدّ رمق العطش هذه المساءات :o




ثُمَّ شكرٌ لابن الأنباري الذي رسم ابتسامةً فوق شفةٍ يابِسة

. . . . . و مرحبًا بِكَ دومًا ، أقرؤك و أسمع # (http://www.youtube.com/watch?v=3CcqgGwwyAg&feature=related) :rolleyes:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-18, 18:31
وَقْفَةُ احْتِرَآامٍ وَ تَقْدِيرْ
...........

جُزٍيتِ خَيرًآا أُخْتِي "أَبْجَدِيَّآاتْ"
وَ صَحَّ رَمْضَآانَكْ


سعيدةٌ بهذا الحضور حتمًا :rolleyes:

شكرًا لكِ، و صح فطورك ( http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/rose.gif

الكوثري
2011-08-21, 03:32
حجة الاسلام أبوحامد الغزالي عالم أصولي،منطقي فيلسوف مسلم كبير(يعده الغرب من العقول الجبّار،هو في ميزان العلوم والمعرفة والأثر الحضاري أرفع من ابن خلدون المؤرخ الكبير،كان أستاذ يقول هذا ويختمها بقوله: العلم للغزالي والحظوة لابن خلدون !!)

لا أزال أقف على كلمة يرويها عن نفسه؛اتفق عليها مؤرخوه ومترجموه : طلبنا العلم لغير الله،فأبى إلا أن يكون لله،وكثير فلاسفة الاسلام الذين زلت أقدامهم في مواطن دقيقة تعلو عن أفهامنا،وكان الغزالي بتوفيق الله الفيلسوف الوحيد الذي قطع أوصال الفلسفة بأدوات الفلسفة نفسِها

ولما كانت الأمة في شبابها،كانت المدراس النظّامية تُخَرِّجُ مثل أبي حامد والشيرازي الفقيه وغيرهما لا يحصوْن كثرة،ولما مرِضت الأمة صرنا في زمن يُسب هذا الرجل الذي نفاخر به الأممَ (الناس عندها غي تشي غيفارا دارو بيه حالهْ)،ولا أزال ابحث عن موضوع لغزالي الجزائر:confused:الاستاذ الدكتور عمّار جيدل،لاأذكر أين قرأته فمن عرف مكانه أو وقف عليه فليدلني وأجره على الله.

ربما سأعود لأروي لكم قصة أول كتاب قرأته في سن الوعي وبواكيرالشبيبة (المنقذ من الضلال):rolleyes:

fatiha07
2011-08-21, 21:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي ابجديات شكرا على الموضوع المثا ر لكنني لا اوافق الراي لانه بافكار غربية بعيدة عن ديننا وما يدعون اليه من الاخذ بالاسباب ومن ثمة حسن التوكل على الله سبحانه وتعالى وان الجزاء على حسب العمل كما ان الايمان بالقدر من اركان الايمان الست التي لا يصح ايمان العبد الا بها
فارجو ان لا اكون مخطئة في توجهي وفي ردي عليك
تقبلي مروري

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-24, 00:17
حجة الاسلام أبوحامد الغزالي عالم أصولي،منطقي فيلسوف مسلم كبير(يعده الغرب من العقول الجبّار،هو في ميزان العلوم والمعرفة والأثر الحضاري أرفع من ابن خلدون المؤرخ الكبير،كان أستاذ يقول هذا ويختمها بقوله: العلم للغزالي والحظوة لابن خلدون !!)

لا أزال أقف على كلمة يرويها عن نفسه؛اتفق عليها مؤرخوه ومترجموه : طلبنا العلم لغير الله،فأبى إلا أن يكون لله،وكثير فلاسفة الاسلام الذين زلت أقدامهم في مواطن دقيقة تعلو عن أفهامنا،وكان الغزالي بتوفيق الله الفيلسوف الوحيد الذي قطع أوصال الفلسفة بأدوات الفلسفة نفسِها

ولما كانت الأمة في شبابها،كانت المدراس النظّامية تُخَرِّجُ مثل أبي حامد والشيرازي الفقيه وغيرهما لا يحصوْن كثرة،ولما مرِضت الأمة صرنا في زمن يُسب هذا الرجل الذي نفاخر به الأممَ (الناس عندها غي تشي غيفارا دارو بيه حالهْ)،ولا أزال ابحث عن موضوع لغزالي الجزائر:confused:الاستاذ الدكتور عمّار جيدل،لاأذكر أين قرأته فمن عرف مكانه أو وقف عليه فليدلني وأجره على الله.

ربما سأعود لأروي لكم قصة أول كتاب قرأته في سن الوعي وبواكيرالشبيبة (المنقذ من الضلال):rolleyes:

ومهما كتبناَ في الغزاليّ من كلماتِ مدحٍ وثناءٍ فلن نُوفيه حقَّه. كان بحقٍّ فيلسوفًا حاذقًا صاحبَ ذكاءٍ مُفرط و شخصيَّةٍ مُثيرة ، ولم يكُن مجرّد شيخٍ تقليديٍّ مثلمَا يوحي استشهَاد الأئمة المسلمين بمؤلفاته و فِكره . و حسبُناَ أنْ كَان لـه الأثر و التَّأثير الجليّ على فلاسفة الغرب و أذهانِهِم في عصرنَا الحديث ـــ و أبرزهُم "ديكارت" الذِّي استخلَص من كتابِ ( المُنقذ من الضَّلال ) نظريَّةُ الشّك من أجل الوُصول إلى اليَقين . و على الرُّغم من عظمة هذا الرّجل و فضله على الأمّة فإنَّه لم يسلم من الانتقادَات و المُعارضات التِّي أُخِذَت عليه بسبب استشهَادِه في كتاب ( احيَاء علوم الدِّين ) بالأحاديث الموضوعَة و الضَّعيفة . ولا زلت أعجبُ كلَّ العجب ممَّا قالَـه الشَّيخ الجليل "عائض القرنيّ" في كتاب ( لا تحزن ) عن ( الاحياء ) ، وكان رأيه غير مُنصِفًا إذ قالَ : << فكتابُ إحياء عُلوم الـدِّين للغزاليّ دعوةٌ صارخةٌ إلى التَّجويع والعري و البهذلـة !.. وَ الآصار وَ الأغلال التِّي أتى رسولُنا صلىَّ الله عليه وسلَّم لِوضعهَا عن العالمين ..! >> فهذا الشّيخ عائِض القرنيّ قد انتقَصَه ــــ على كونِ الغزاليّ أعظمَ فلاسفة و مُفكِّري الإسلام ــــ فما بالُنا بالنَّاس العوام ؟ .... وممَّا لا اختلافَ فيه أنَّه بشرٌ غير معصومٍ من الخطأ ، ولكنَّ بحرَ حسناتِه كافٍ ليغمر سيّئاتِه ..


وَ على ذكر الـدُّكتور جيدل فإنِّي وجدت لـه اليوم بحثاً في التّصوف الاسلاميّ ــ باشرافِه،
ولاَ أدري إن كان الموضوعَ المنشود أم لا :o ... هذاَ رابطُه :

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=20697


.. سأكونُ في ترقُّبٍ لعودتكم و قراءة القصّة أستاذنا الكوثريّ ، فإنّي أرغب في سمَاع رأيكم حَول تصوُّف الغزاليّ و أثره علىَ النَّفس ذلك العَهد.. وما إن كَان تصُّوفه نتيجَة طفولة تأثَّر بهَا فشدَّته إلىَ ذكرياتِ بيته و نشأتِه الصُّوفية ، أم نتيجَة رحلة فعليَّة للبحث عن اليقين ؟


في انتظَاركم، وشكرًا علىَ إثراء الموضوع :rolleyes:

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-24, 00:18
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام
فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله

بارك الله فيك أخي

و زادكَ من فضلِه.. و تقبل منكَ صالحَ الأعمال :o

نبيل البسكري
2011-08-24, 00:34
السلام عليكم

قرأت هذا الموضوع تسعة مرات من أول إلى يومنا هذا

ولم استطع كتابة جملة مفيدة

لا أعلم اين المشكلة

بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير على هذا الموضوع القيم

ولي عودة بإذن الله

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-24, 00:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي ابجديات شكرا على الموضوع المثا ر لكنني لا اوافق الراي لانه بافكار غربية بعيدة عن ديننا وما يدعون اليه من الاخذ بالاسباب ومن ثمة حسن التوكل على الله سبحانه وتعالى وان الجزاء على حسب العمل كما ان الايمان بالقدر من اركان الايمان الست التي لا يصح ايمان العبد الا بها
فارجو ان لا اكون مخطئة في توجهي وفي ردي عليك
تقبلي مروري

وعليكُم السَّلام و رحمة الله

أوافقك الرّأي أختي فتيحَة :o ، فالموضُوع برمَّته فلسفيّ مُلحِد

و بوصفِنَا مُسلمين فمن طبعِنا أن لا نأخُذ الأمور علىَ أنَّها تتَناسبُ و الواقع

بل ننظُر إليهَا باعتبَارهَا أحكامًا شرعيَّة ، فإن كانَت غير ذلك أنكَرناهَا

والموضوع لا يدعُو بالطَّبع إلىَ الابتعَاد عن الايمَان و التّوكل علىَ الله

بل أردت منه أن أفتح نافذةً جديدةً في نفس اليَائس، ألا وهيَ نافذة التّفاؤُل

و الإيمَان بأنَّ الله لا يمنحُنا ما نُريد، بل ما نحتاجُه في سبيل تحقيق ما نُريد

وعليه نقِف عند مُفترق الطُّرق.. كالوُقوف بين الاستقامَة و الضّلال

بارك الله فيك أخيّة.. و شكرًا على المرور القيِّم ..:o

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-24, 01:41
السلام عليكم

قرأت هذا الموضوع تسعة مرات من أول إلى يومنا هذا

ولم استطع كتابة جملة مفيدة

لا أعلم اين المشكلة

بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير على هذا الموضوع القيم

ولي عودة بإذن الله


وعليكُم السَّلام و رحمة الله و بركاته

كُنت أظنُّني الوحيدة التي تُلازمُها موجة الكَسل و الخُمول هذه الأيَّام :D

لا مشكلة أبدًا أخي نبيل.. حسبي منك هذا الدُّعاء بالبركة و الخير في هذا الشَّهر الفضيل

سأكون على أمل عودتِك :o

بورك فيك

الكوثري
2011-08-24, 01:59
ومهما كتبناَ في الغزاليّ من كلماتِ مدحٍ وثناءٍ فلن نُوفيه حقَّه. كان بحقٍّ فيلسوفًا حاذقًا صاحبَ ذكاءٍ مُفرط و شخصيَّةٍ مُثيرة ، ولم يكُن مجرّد شيخٍ تقليديٍّ مثلمَا يوحي استشهَاد الأئمة المسلمين بمؤلفاته و فِكره . و حسبُناَ أنْ كَان لـه الأثر و التَّأثير الجليّ على فلاسفة الغرب و أذهانِهِم في عصرنَا الحديث ـــ و أبرزهُم "ديكارت" الذِّي استخلَص من كتابِ ( المُنقذ من الضَّلال ) نظريَّةُ الشّك من أجل الوُصول إلى اليَقين . و على الرُّغم من عظمة هذا الرّجل و فضله على الأمّة فإنَّه لم يسلم من الانتقادَات و المُعارضات التِّي أُخِذَت عليه بسبب استشهَادِه في كتاب ( احيَاء علوم الدِّين ) بالأحاديث الموضوعَة و الضَّعيفة . ولا زلت أعجبُ كلَّ العجب ممَّا قالَـه الشَّيخ الجليل "عائض القرنيّ" في كتاب ( لا تحزن ) عن ( الاحياء ) ، وكان رأيه غير مُنصِفًا إذ قالَ : << فكتابُ إحياء عُلوم الـدِّين للغزاليّ دعوةٌ صارخةٌ إلى التَّجويع والعري و البهذلـة !.. وَ الآصار وَ الأغلال التِّي أتى رسولُنا صلىَّ الله عليه وسلَّم لِوضعهَا عن العالمين ..! >> فهذا الشّيخ عائِض القرنيّ قد انتقَصَه ــــ على كونِ الغزاليّ أعظمَ فلاسفة و مُفكِّري الإسلام ــــ فما بالُنا بالنَّاس العوام ؟ .... وممَّا لا اختلافَ فيه أنَّه بشرٌ غير معصومٍ من الخطأ ، ولكنَّ بحرَ حسناتِه كافٍ ليغمر سيّئاتِه ..


وَ على ذكر الـدُّكتور جيدل فإنِّي وجدت لـه اليوم بحثاً في التّصوف الاسلاميّ ــ باشرافِه،
ولاَ أدري إن كان الموضوعَ المنشود أم لا :o ... هذاَ رابطُه :

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=20697


.. سأكونُ في ترقُّبٍ لعودتكم و قراءة القصّة أستاذنا الكوثريّ ، فإنّي أرغب في سمَاع رأيكم حَول تصوُّف الغزاليّ و أثره علىَ النَّفس ذلك العَهد.. وما إن كَان تصُّوفه نتيجَة طفولة تأثَّر بهَا فشدَّته إلىَ ذكرياتِ بيته و نشأتِه الصُّوفية ، أم نتيجَة رحلة فعليَّة للبحث عن اليقين ؟


في انتظَاركم، وشكرًا علىَ إثراء الموضوع :rolleyes:



صدقتِ الكلام عن حجة الإسلام ذو شجون دونه سنون أن ينتهي،لكن قولك أن استشهاد العلماء بكلامه أظهره "شيخا تقليديا" غير سديد،ذلك أن الغزالي كان رأسا في علم الأصول/أصول الفقه/ وكتبه كالمستصفى وغيره مراجع هامة للشافعية وغيرهم من فقهاء وأصولي المذاهب السنية،وقد كرّس هذه الصورة النمطية ضِعاف التحصيل أو خصومه،وهذه العلوم الجديدة(الكطالوغات) والمطويات وأصحاب "السندويتشات "العلمية التي طغت علينا في كل مناحي الحياة !!

وبدائع أبي حامد الغزالي كثيرة عليه رحمة الله ليس قانون الشك أولها الذي انتحله "ديكارت"ولا قانون رد الفعل الشرطي الذي انتحله "الروسي بافلوف" آخرها/كان يسميه الغزالي قبل "بافلوف" بــ: سَبْقُ التَّصَوُّرِ إِلَى العَْكسِ/بل هي الأمة حين تستلب من حقيقتها ومن أهم عناصر حياتها ومكوناتها الثقافية المشكلة لهويتها الحضارية التي أنارت القرون الوسطى بمصابيح الفلسفة والعلوم والمعارف،وكثيرا ما غصبنا الغرب حقوقنا وبخسنا ما لنا من حق المعرفة والاختراع والتنظير والبحث والتجريد وتنضيج المعارف والآداب والمناهج العلمية والانسانية،حتى المنتديات على الانترنت التي أخذوها من مجالس(الصالونات الأدبية) التي جاءت بعقب الثورة الفرنسية أصلها إسلامي؛وأندلسي خالص،وتجلت أكثر ما تجلت في زمن المعتمد ابن عباد.:rolleyes:

وما شنعوا به على الغزالي في كتابه العظيم إحياء علوم الدين فهم خصومه لاغير،وقد صنع الحافظ العراقي بالأحاديث وتخريجها لا ليقول لهم أنها صحيحة بل ليقول أن هذا الكتاب كتاب تربية وتزكية/وفي فصول"الإحياء" كلام كثير عن علم النفس التربوي/ وعلى المخالف أن يقرأ حاشية الامام الزبيدي عليها وما قاله عن أحاديثها التي قيل أنها موضوع أو مكذوبة في أغلبها،وحركة اللسان ليس أسهل منها/أعني: الامام اللغوي الشهير الصوفي الكبيرالزبيدي صاحب الحاشية على لسان العرب:rolleyes:/


أما الداعية والشاعرعائض القرني فهو من علماء الفضائيات ولا حظ له في المعارف النقلية ولا حتى الاسلامية كالفقه أو أصوله أو المعارف العقلية كالمنطق والفلسفة وقضايا الفكر والحضارة ولا له مؤلف علمي مشهور أو مقولات أو نظريات تخدم هذا الدين في خضم هذا العالم المتعارك من الأفكار والشبه والنزغات،ثم هو شيخ فضائيات وداعية من دعاة الوهابية وهم خصوم للغزالي ليس بالضرورة عن علم بل بالقصور والعصبية للتيار والشخوص،(وليس عائضا الوحيد:confused:)ولو كانوا قوما منصفين لوجدوا أن حسناته تغمر سيئاته؛لاأقلها رد عرام الفلسفة الوضعية التي ليس لها ارتباط بالسماء والنظر السديد للكون والوجود والانسان وكتابه: (تهافت الفلاسفة) /هو بالمقارنة مع المنقذ من الضلال بمثابة نهاية التجربة ونضوج ما تراكم في بعض حيثياتها / وكتابه الجليل(التهافت) مفخرة هذا الدين وهذا الإرث الحضاري للمسلمين.

والمقال المحال عليه ليس هو،بل قد تذكرت أنني قرأته على الورق لا على حيطان المنتدى،وربما يكون مرفوعا على الشبكة،زيدي أنني نسيت عنوانه :D

وللقصة وما سألتِ عنه أوان آخر إن شاء الله تعالى.

« أبْجَدِيَّاتْ »
2011-08-27, 16:59
صدقتِ الكلام عن حجة الإسلام ذو شجون دونه سنون أن ينتهي،لكن قولك أن استشهاد العلماء بكلامه أظهره "شيخا تقليديا" غير سديد،ذلك أن الغزالي كان رأسا في علم الأصول/أصول الفقه/ وكتبه كالمستصفى وغيره مراجع هامة للشافعية وغيرهم من فقهاء وأصولي المذاهب السنية،وقد كرّس هذه الصورة النمطية ضِعاف التحصيل أو خصومه،وهذه العلوم الجديدة(الكطالوغات) والمطويات وأصحاب "السندويتشات "العلمية التي طغت علينا في كل مناحي الحياة !!

قصدتُ مِن شيخٍ تقليديّ أنَّه يستظهر علومًا جاهزة ذات شرعيَّةٍ دينيةٍ راسخَة ، فيتخذُه العلماء كمرجع لموروثٍ مُقدَّسٍ لا غير، مثلما هو الحاَل مع "إحياء علُوم الدِّين" ، فالبعض مِمَّن يعتمد على كتابه مثلاً يوجّه اهتمامه في مقالاته و القاء محاضراته نحو العقلية الشرعية دون الفلسفية ـ وهو رأيٌ شخصيّ لا يمسّ كلّ العلماء و الفقهاء ـ كما أنِّي لا أحبذ أن أطلق عليهِم اسم "خَصم " :o ، فالصّوفية تختلف عن كثيرٍ من المذاهب في العقيدة ، كالمذهب المالكي الذِّي لا يدعو إلى الزهد و قطع علاقة القلب عن الدنياَ ..

وبدائع أبي حامد الغزالي كثيرة عليه رحمة الله ليس قانون الشك أولها الذي انتحله "ديكارت"ولا قانون رد الفعل الشرطي الذي انتحله "الروسي بافلوف" آخرها/كان يسميه الغزالي قبل "بافلوف" بــ: سَبْقُ التَّصَوُّرِ إِلَى العَْكسِ/بل هي الأمة حين تستلب من حقيقتها ومن أهم عناصر حياتها ومكوناتها الثقافية المشكلة لهويتها الحضارية التي أنارت القرون الوسطى بمصابيح الفلسفة والعلوم والمعارف،وكثيرا ما غصبنا الغرب حقوقنا وبخسنا ما لنا من حق المعرفة والاختراع والتنظير والبحث والتجريد وتنضيج المعارف والآداب والمناهج العلمية والانسانية،حتى المنتديات على الانترنت التي أخذوها من مجالس(الصالونات الأدبية) التي جاءت بعقب الثورة الفرنسية أصلها إسلامي؛وأندلسي خالص،وتجلت أكثر ما تجلت في زمن المعتمد ابن عباد.:rolleyes:

بمناسبة الحديث عَن (سبَق التَّصَوُّر إلى العَكس) ، أنظر كيف أنّ الغرب الملحدين انتحلُوا قوانيننَا ثُمَّ هاجمُوا بهاَ الدِّين و سعوا لابطالِه (http://www.sawtakonline.com/forum/showthread.php?23340-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%A3-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%9F). . وَ حين لاَحظوا ما بدا عَلى المسلمين مِن صحوة و ادراكٍ لأصل الاختراعَات السَّائدة اليَوم أسرعوا إلى افتتاح معرضٍ في لندن باسم ألف اختراعٍ و اختراعٍ للابداعات الاسلاميَّة "المنسيَّة" ـ كمَا لو كُنَّا عاجزين عن التَّعريف بحضارتِنَا ـ مِن أجل اظهارنَا في صُورة "الإعتماديِّين مُجددًا ، و تبييض أفعالِهم السَّوداء و اِبعاد شبهة السّرقة .


وما شنعوا به على الغزالي في كتابه العظيم إحياء علوم الدين فهم خصومه لاغير،وقد صنع الحافظ العراقي بالأحاديث وتخريجها لا ليقول لهم أنها صحيحة بل ليقول أن هذا الكتاب كتاب تربية وتزكية/وفي فصول"الإحياء" كلام كثير عن علم النفس التربوي/ وعلى المخالف أن يقرأ حاشية الامام الزبيدي عليها وما قاله عن أحاديثها التي قيل أنها موضوع أو مكذوبة في أغلبها،وحركة اللسان ليس أسهل منها/أعني: الامام اللغوي الشهير الصوفي الكبيرالزبيدي صاحب الحاشية على لسان العرب:rolleyes:/


و هو مَا ذُكِر في مقدّمة الكتاب ، و ظهرَ في ربع المنجيَات و ربع المُهلكات :rolleyes:.. ولو أنَّ قضيّة الانتقادَات التيِّ يتعرّض إليهاَ الغزاليّ لا تقتصر علىَ كونِه استشهَد بالأحاديث الضعيفة فحسب ، فهذِه لم تَكُن إلاَّ تهمة زائِفَةً باطلة كالُوها له للحطّ من قدره و قدر الكِتاب . البعض ينتقِدُه أيضًا على مواقِفِه التي تعارضت مع مواقِف الشّيخ بن تيميَّة ، ولك أن تقرأ هذَا المَقال الذِّي يبيّن الفروقات التيِّ كانت بينهمَا .. والتيِّ فتحت باباً للانتقَاد . (http://www.iranarab.com/Default.asp?Page=ViewArticle&ArticleID=492)


أما الداعية والشاعرعائض القرني فهو من علماء الفضائيات ولا حظ له في المعارف النقلية ولا حتى الاسلامية كالفقه أو أصوله أو المعارف العقلية كالمنطق والفلسفة وقضايا الفكر والحضارة ولا له مؤلف علمي مشهور أو مقولات أو نظريات تخدم هذا الدين في خضم هذا العالم المتعارك من الأفكار والشبه والنزغات،ثم هو شيخ فضائيات وداعية من دعاة الوهابية وهم خصوم للغزالي ليس بالضرورة عن علم بل بالقصور والعصبية للتيار والشخوص

الشيخ عائض القرني مثار جدلٍ دائم بين المسلمين وله سقطاتٌ عديدة بسبب انحرافِه الفكريّ و تقلب آرائه ، و كثيرُونَ حذّرُوا منه كالشّيخ بن باز، ولكنّه ليس موضوع حديثنَا :o ، ثُمَّ لا ننسىَ أنه بشرٌ يصيبُ و يخطئ ولا يزكي الأنفس إلاَّ الله.. فقط وُجب التنويه أنه لا يعبر إلا عن نظرته ، وأنَّ كلَّ أحدٍ يُؤخذُ من قوله و يُرَدّ إلا رسول الله عليه أزكى الصلاة و أزكىَ السّلام .

والمقال المحال عليه ليس هو،بل قد تذكرت أنني قرأته على الورق لا على حيطان المنتدى،وربما يكون مرفوعا على الشبكة،زيدي أنني نسيت عنوانه :D

لا بأس من المُحاولة، المهم أن تأتيَني بنُسخةٍ منه إن وجدته :rolleyes:،، وإن كان في الإمكان أن تُخبرني بعضَ ماهو عالقٌ في الذاكرة منه لربّما ساعدني في البحث مجدداً .


وللقصة وما سألتِ عنه أوان آخر إن شاء الله تعالى... ان شاءالله.. بارك الله فيك أستاذناَ الكوثري.. و زادكَ في العلم و المعرفة ..:o

عابر . سبيل
2011-08-27, 22:21
اتابع وكلي تقدير واحترام لما جادت به الاقلام هنا ...
وانا استمتع برحلتكما في فكر العلامة الغزالي ...
يبقى ان للعقل .. ما لا يدركه .. وعلم البشر محدود ...
وهناك علم .. لا يفقهه الا القلب .. ويستحيل ان يدركه العقل ولا المنطق ..
بل نؤمن به .. بما وهبنا الله من نور في قلوبنا ..
" مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري
توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية .."

الكوثري
2011-08-28, 03:35
قصدتُ مِن شيخٍ تقليديّ أنَّه يستظهر علومًا جاهزة ذات شرعيَّةٍ دينيةٍ راسخَة ، فيتخذُه العلماء كمرجع لموروثٍ مُقدَّسٍ لا غير، مثلما هو الحاَل مع "إحياء علُوم الدِّين" ، فالبعض مِمَّن يعتمد على كتابه مثلاً يوجّه اهتمامه في مقالاته و القاء محاضراته نحو العقلية الشرعية دون الفلسفية ـ وهو رأيٌ شخصيّ لا يمسّ كلّ العلماء و الفقهاء ـ كما أنِّي لا أحبذ أن أطلق عليهِم اسم "خَصم " :o ، فالصّوفية تختلف عن كثيرٍ من المذاهب في العقيدة ، كالمذهب المالكي الذِّي لا يدعو إلى الزهد و قطع علاقة القلب عن الدنياَ ..



بمناسبة الحديث عَن (سبَق التَّصَوُّر إلى العَكس) ، أنظر كيف أنّ الغرب الملحدين انتحلُوا قوانيننَا ثُمَّ هاجمُوا بهاَ الدِّين و سعوا لابطالِه (http://www.sawtakonline.com/forum/showthread.php?23340-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%A3-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%9F). . وَ حين لاَحظوا ما بدا عَلى المسلمين مِن صحوة و ادراكٍ لأصل الاختراعَات السَّائدة اليَوم أسرعوا إلى افتتاح معرضٍ في لندن باسم ألف اختراعٍ و اختراعٍ للابداعات الاسلاميَّة "المنسيَّة" ـ كمَا لو كُنَّا عاجزين عن التَّعريف بحضارتِنَا ـ مِن أجل اظهارنَا في صُورة "الإعتماديِّين مُجددًا ، و تبييض أفعالِهم السَّوداء و اِبعاد شبهة السّرقة .




و هو مَا ذُكِر في مقدّمة الكتاب ، و ظهرَ في ربع المنجيَات و ربع المُهلكات :rolleyes:.. ولو أنَّ قضيّة الانتقادَات التيِّ يتعرّض إليهاَ الغزاليّ لا تقتصر علىَ كونِه استشهَد بالأحاديث الضعيفة فحسب ، فهذِه لم تَكُن إلاَّ تهمة زائِفَةً باطلة كالُوها له للحطّ من قدره و قدر الكِتاب . البعض ينتقِدُه أيضًا على مواقِفِه التي تعارضت مع مواقِف الشّيخ بن تيميَّة ، ولك أن تقرأ هذَا المَقال الذِّي يبيّن الفروقات التيِّ كانت بينهمَا .. والتيِّ فتحت باباً للانتقَاد . (http://www.iranarab.com/Default.asp?Page=ViewArticle&ArticleID=492)




الشيخ عائض القرني مثار جدلٍ دائم بين المسلمين وله سقطاتٌ عديدة بسبب انحرافِه الفكريّ و تقلب آرائه ، و كثيرُونَ حذّرُوا منه كالشّيخ بن باز، ولكنّه ليس موضوع حديثنَا :o ، ثُمَّ لا ننسىَ أنه بشرٌ يصيبُ و يخطئ ولا يزكي الأنفس إلاَّ الله.. فقط وُجب التنويه أنه لا يعبر إلا عن نظرته ، وأنَّ كلَّ أحدٍ يُؤخذُ من قوله و يُرَدّ إلا رسول الله عليه أزكى الصلاة و أزكىَ السّلام .



لا بأس من المُحاولة، المهم أن تأتيَني بنُسخةٍ منه إن وجدته :rolleyes:،، وإن كان في الإمكان أن تُخبرني بعضَ ماهو عالقٌ في الذاكرة منه لربّما ساعدني في البحث مجدداً .


.. ان شاءالله.. بارك الله فيك أستاذناَ الكوثري.. و زادكَ في العلم و المعرفة ..:o




وأخرى غير سديدة - *أبجديات * - بل قولي :علومٌ ناضجة لا جاهزة،فالجهوزية هنا قد تشي بمعنى (جابوني والا شينوي:) بما يصح ترجمته اصطلاحيا في موضوعونا بـــ: الجوطابل) وأصر على كلمة ناضجة لأنها أجمع في حَمُولتِها الدلالية تدلك على التراكم المعرفي،والخبرة العلمية-بعد أن كان العرب مجرد أكَلة للشيح والقيصوم؛وإن بقيت بقايا "قات" :rolleyes:، وغير مقارِبة في قولك : مرجع مقدس لا غير،فلاسلام وأركانه ومباديه وجذوره المتصلة بالسماء غير الكنيسة وضيق أفقها مع العقل السليم والفطرة النقية،فديننا دين العقل ودين العلم ودين المعرفة،وأول ما نزل من كتابنا المجيد (إقرأ) وأطول آية آية (الكِتابة)،وشريعتنا وفقهها وأصولوه التي بني عليها قواعد منضبطة تصل الانسان والارض بالملأ الأعلى والسماء،وليس فيها أهواء(لا تجتمع أمتي على ضلالة) وضميرها الجمعي رقيب حسيب،وهذا سر من أسرارها،وكل من خرج على هذا الخط بهرجه العلماء الربانيون ،وشواهده كثيرةعلى امتداد تاريخنا التليد،ويكفي أن نعرف أن علومنا وديننا موصول برجال لم تنقطع أسانيدهم/وإن بقيت الخصوصية للقرآن الكريم و للحديث الشريف،فقد كان-مثلا- الأدب قديما يُروى الخبر فيه والشعر والمُثُل بسنده ،وهذا العلم ؛علم الإسناد وعلم الرجال،وعلم التخريج والموازنة والترجيح علم إسلامي خالص/هذا من جهة المنقول،أما من جهة المعقول ولعلها النقطة الألصق بحديثنا هنا فقد بز فيه أسلافنا ما خلّفه غيرهم من الأمم من فلسفات ونظريات ومناهج حياةٍ؛بل وزادوا فيه كالمنطق والفلسفة،ذلك أن فلسفة المسلم تخاطب فكر الانسانية وهي على قاعدتيْن عند المسلمين ؛غايتهما السماء،فلسنا نرى الوجود هذه الدنيا وحسب،ولا الموت عدم وحسب،بل حياة متصلة بحياة،وعمل هنا وثمرته هنالك،ونظرة الاسلام للإنسان وللكون نظرة وسط،وحكيمة،وفضيلة بين رذلتيْن،فلا تفريط في تأليه المادة،ولاإفراط في التأله بالروح، فلا تحلل ولا تبتل ،وهذا كله مستمد من شريعتنا التي أعطت كل ذي حق حقه تدبير من لدن حكيم عليم.


فلا يقال بعد هذا أن علومَ الغزالي علومٌ جاهزة تُسْتَمَدُّ من الشرعي دون الفلسفي،فما الفلسفة إذن ؟ أليس هي روح كل علم وروح كل فن التي هي زبدته،وقلبه النابض الذي يحول دونه ودون جفافه ويبسه ؟
وليس معنى الفلسفة هو الترخيف والسفسطة والانجرار وراء الوهم دونما غاية سامية بعيدة ترمي إليها هذه المعرفة الناتجة من فكر متحرك /ويمكن تقريب المعنى من خلال إشكالية أدبية كالرمزية المفرطة -مثلا- التي يراد لنا الغرق فيها،فهي بطبيعتها وطبيعة نشأتها غريبة عن أمزجتنا وثقافتنا وقبل هذا اللغة التي يراد لنا بها كتابة الرمزيات والايغال فيها وهي العربية التي وصفها ربنا بقوله: لسان عربي مبين........مبين.......وامتنان الحق سبحانه على أهل اللسان العربي،وكل لسان بقوله : خلق الانسان علمه البيان/بعض رأيي هنا/ (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=630111)قد تصلح الرمزية عند سكنة الأديرة وتلاميذ أصحاب المعاطف الرمادية بروما من الكاردينالات حين كانت المسيحية عدوة العلم والمعرفة، وكل من اخترع أو استفهم عن التناقض الحاصل والظاهر في صلب الدين المسيحي اعتُقِل في أحسن الأحوال ؛أو عُذَِب وحُرِق وشُنِق/وما خبر محاكم التفتيش ببعيدة عنا/وأنبهكِ-وإن مثلك لنبيهٌ- أن أصول الاسلام وتاريخ الاسلام غيره في المسيحية دينا وفلسفة وأدبا ونظرة للوجود وما بعد الوجودأو بتعبيرهم الطبيعي و ما وراء الطبيعي في شِقيْ المعرفة/لأجل هذا كانت مناهج المسلمين أن يضبطوا فلسفاتهم وتصوراتهم بالمنطق البشري العام الذي اصطلح على تسميته بالمنطق الصوري أو المنطق التجريدي وهو في حقيقته منطق هندسي،فالمنطق عندهم كالمدخل،والمبادي العشرة التي استخلصوها منه تمثل (المبادئ العشرة للعلوم التي نظمها ابن زكري ا،والمَــقَّرِيُّ بعده هي عنوان :نظرية المعرفة عند المسلمين) فهما مترتبان على بعض وهما بمثابة الضابط للفلسفة،والمنسق بين التاغم...وكذا كان الغزالي متسلحا بأدوات الفلسفة هاضما لها ذا عقل متّقد صادر عن موْرد اسلامي وثقافة إسلامية توافق نظرة الدين للوجود والحياة والانسان وليس الغزالي وحسب بل الرازي والعضد الايجي والشريف الجرجاني وحتى الكلنبوي في أواخر القرن التاسع عشر وغيرهم كثيرون(انظروا هنا كمثال من صنيع عَلَم من أعلام هذه الأمة المتأخرين) (http://www.dahsha.com/old/viewarticle.php?id=11971)

وحين تراجع دورنا الحضاري والفعل التاريخي صار المنطق والفلسفة من العلوم المحرمة المفضية للشرك !!!

وصار الجهابذة الذين ردوا عُـرام الفلسفات الوضعية والتهيجات الحيوانية في رؤوس أصحابها..صاروا ضُلاّلا وفُسّاقا وزنادقة،وهو قريب من المقال الذي أحلتني عليه،وهو طافح بالتشيع والانتصار له،وهو يتقاطع مع خصوم الغزالي من الوهابية "أهل البادية"/أسألي ابن فارس من مقاييسه عن لفظ الخصم:rolleyes:/ وجعله في مقابل الامام ابن تيمية رحمة الله عليهما،وشتان ما بينهما وهيهات أن يتساويا في الميزان العلمي المتجرد الحر (اللسان) /في لفظ اللسان تورية :confused:/ولابد للميزان من أرضية صحيحة مستوية ينصب عليها !!!:rolleyes: فأثرالغزالي أثر علمي عندنا وعند غيرنا من الأمم، وأثر ابن تيمية أثر "إشكالي" عندنا فقط،ثم ربطه الغزالي بالتخاذل زمن الحروب الصليبة وإعطاء تاج الجهاد فيها والتعمُّل لها للامام ابن تيمية وحده فغلط تاريخي ومعرفي.
وكم ذا خفي علينا من حقائق لقلة الاطلاع وقصور الهمم والالحاح الايجابية الذي تتطلّبه المعرفة،وهذه إلماحات عن المقال والقول فيه يحتمل الزيادة والتوضيح إن يسر الله تعالى ذلك،وهذا ما يجعلني أصر على لفظ الخصم لأنهم الوهابية اليوم وقبلهم كان مثلُهم،ولعمري ليتهم جعلوا في مقابله ابن رشد الحفيد ليكون الكلام متسقا وذا مغزىً ...؟!!

وحديثك عن التصوف وجعله في معَارِض العقيدة غير سديد كذلك،وباختصار فالتصوف السني والتصوف العرفاني هو تجسيد عن المسلمين لركن الإحسان،مع الايمان والاسلام،وهو علم تزكية/وهذا لفظ الكتاب المجيد/وعلم تربية كان علما معروف الحدود عند المسلمين أيام عافيتهم،ولم يكن يوما كما ذكرتِ؛وكما يروِّج له كثيرون اليوم/يمكن قراءة ما كتبه ابن خلدون في مقدمته في التعريف بهذا العلم الجليل؛وأظن المقدمة على طرف الثمام منكم،وكذلك كلام ابن خلدون يدفع عن أي "مزايد" يدّعِي العقلانية،وهاهنا نكتة عزيزة :آخر كتاب ألفه ابن خلدون هو (شفاء السائل في تهذيب المسائل) مداره على أسولة في التصوف سُئِلَها العلامة المؤرخ فكانت الكتاب،وهو بحوزتي pdf ومن شاء أن يقرأه رفعته له ،في حين أن المقدمة كتبها وهو شاب وهي من بواكير أعماله !!! /و-التوصف-هوهو الذي أرادا الغزالي أن يصل فيه إلى شيئ معرفي علمي عملي في كتابه وعنوانه (إحياء علوم الدين) ينادي من على"مِنْبَرٍ" أن تخلقوا بأخلاق الدين ،وزكّوا نفوسكم وربوها على شريعة الله الطاهرة،سميه بعدها ما شئت :علم التصوف أو علم الاحسان أو علم التزكية أو علم التربية،فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء، والتصوف كحاجة روحيةإنسانية يشترك فيها كل الانسان موحِّده،وكتابيِّه وبذويِّيه،وحتى في الملة الواحدة يجتمع فيه أصحاب هذه النزعة لكنهم اختلفوا في المنطلقات والمناهج،فتصوف السني غير تصوف المعتزلي ،وغيره عند المتشيع،وغير تصوف المجسمة والمشبهة الخ/وهذه كتب الفرق والنحل والتي اعتنت بطبقات الفلاسفة والحكماء كالقفطي وكتب التراجم والفلسفات والاديان المقَارَنة بين أديد الناس فمن شاء فليرَ / وهكذا تصاعديا عند أهل الملل المختلفة،فربطه إياك بالمذهب المالكي أو خروجه عنه ليس موردا للنقاش أصلا لأنه خارج بحده وتعريفه وثمرته ورجاله ومؤلفاته واستمداده وفي كل ما ذكروه في مباديه العشرة الخ...


وانظري هنا: عن ألف اختراع وأختراع (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=6973121#post6973121) ، وليس معنى هذا نفي الاقتباس وتقارض الأمم المعرفة والارث الانساني المشتركي صدورا منا وورودا إلينا، لكن كلامي-وأظن كلامَكِ أيضا- متجه إلى السطو والتدليس وعدم الاعتراف والاقرار بالأسبقية ،والقفز على الحقائق التاريخية،وهذا داء الداء.....والانصاف عزيز..والانصاف شريعة.... ويرحم الله أبا الطيب : ولم تزل قلة الانصاف قاطعة بين الرجال .

ومقال الأستاذ الجليل سي عمّار جيدل فهو عن إسهامات الغزالي في العلوم وفي الفلسفة الاسلامية والشخصية البارزة التي وفقه الله تعالى إلى تبوئها في تاريخنا خاصة،وفي تاريخ الانسان عامة.


وبعدُ:

فدعونا من الاستاذ وما الاستاذ،ماكان لا استاذ لا والو هذا غي شباب جزائري كيفكم /يركب البيس ويدخل للقهوة وعنده نكوة خضرا:D/توّاق للمعرفة يكتب ما يراه وما هو حصائل مطالعات شخصية بتوجيه أساتذة/ليس كلهم من حاملي الشهادات الدكتوراهية والتراكتورية !!:mad:/وإن يكن من شكر فلهم هم من وجهوا وعلموا ولازالوا جزاهم الله خيرا،ورأيي الصادر عن تعليمهم يحدونا فيه جميعا ويسوقنا حبٌّ لهذا الدين وتاريخه وشغف بآداب المسلمين وعلومهم واعتزاز بهذا التراث على علات في جنيِّبات(وحمارنا خير من عوْد الناس:D) كما تقول العامة في أمثالها،وقد قبلت دعاءك وأمنت عليه وأطمع في الزيادة بظهر الغيب.

مجرد رأي،وهو عندي رأي متجرد،وسبحان من كتب الكمال على نفسه.

وشكرا للأخ عابر الذي ترك ريحا طيبا،و كتب كلمة موجزة بلغية،وإذا قُدِّر لك ومررت من هنا ثانية فاقرأ معي :


قلوب العارفين لها عيونُ ** ترى ما يراه الناظرونا

وألسنة بأسرار تناجي ** تغيب عن الكرام الكاتبينا

وأجنحة تطير بغير ريش ** إلى ملكوت رب العالمينا



والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وصحه سحوركم جميعا.

الكوثري
2011-10-16, 00:15
..............

الكوثري
2012-06-19, 12:27
سلسلة الغزالي الباحث عن الحقيقة (http://www.youtube.com/playlist?list=PL936E3659B7BC7F87&feature=plcp)

hohossam
2012-06-19, 12:36
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررراااااااااا ااااااااااااااااااااا

مناد بوفلجة
2013-01-02, 01:40
" و الحقيقةَ أنَّ ذلك الإنتقاَل هو الذيِّ يجعلناَ نُقَدِّر ماَ تمنحُناَ إيَّاه الحياَة.. و نقدِّر خياراتِهاَ ... "

موضوع قيم

بارك الله فيكم

Dj BoBo
2013-01-26, 18:31
بــــــــــــارك الله فيك على الموضوع الرائع

شكرا جزيلا

bushido germany
2013-02-03, 23:54
ما أشبه الليلة بالبارحة ...خياراتنا ماتت نهائيا

hocine2007347
2014-01-13, 15:59
عند مفترق الطرق تستفهم النهايات وتنكشف الحقائق

كل قرار له مصير محتم كل الم ورائه فرحة العذاب وكل فرح ورائه دمعة الشقاء

ابجديات حقا انت طلاسم يزينها رنين عقارب الزمن

تحية لك مني على وردة حمراء