المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نحن مجتمع يستحق رحمة الله تعالى ؟


said26
2011-08-08, 10:39
هل نحن مجتمع يستحق رحمة الله تعالى ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ​ــــــــــــــ
يتردد على ألسنة بعض منا أننا لا نستحق الرحمة من الله ، يقولونها لما يرون من مخالفات وتمرد على شريعة الله وقانونه الذي وضعه لعباده ، ولا يهمنا قدر الصواب في هذه النظرة لأنها في الواقع والأساس نظرة سليمة وصحيحة ، فما هي الأشياء التي نعملها حتى يرحمنا الله؟ أو ما هو المطلوب منا حتى نستحق رحمة الله تعالى؟ .
تعالوا بنا نقف م...ع هذه الآية من القرآن من سورة التوبة ، يقول فيها ربنا عز وجل : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة: 71.
لما ذكر الله تعالى صفات المنافقين الذميمة ، عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة التي يستحقون بها الرحمة وهي كالتالي :
1 ) ـ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ : أي: يتناصرون ويتعاضدون، قلوبهم متحدة في التوادد، والتحابب، والتعاطف بسبب ما جمعهم من أمر الدين، وضمهم من الإيمان بالله،كما جاء في الصحيح: "المؤمن للمؤمن كالبنان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه . والسؤال الآن كم هي نسبة المناصر والتعاضد فينا اليوم ؟.
2 ) ـ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ: أي: بما هو معروف في الشرع غير منكر.
3 ) ـ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ : أي: عما هو معروف في الشرع غير منكر، وأين نحن اليوم من تغيير المنكر والأمر بالمعروف؟.
4 ) ـ إقامة الشعائر : مثل الصلاة والزكاة وغيرهما ( وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) وخصص إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بالذكر من جملة العبادات لكونهما الركنين العظيمين فيما يتعلق بالأبدان والأموال ، أليس منا اليوم من لا يسجد لله سجدة طول عامه ومنا من لا يخرج زكاة ماله وهم بيننا ومن أسرنا وأرحامنا؟ .
5 ) ـ الطاعة لله ورسوله : (وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) أي: فيما أمر، وترك ما عنه زجر، في غير العبادات والشعائر أي من سائر الأحكام المختلفة ، وكم هو قدر تطبيق أحكام الله فينا ومن أنفسنا لأنفسنا ؟.
فذكر هذه الأمور الخمسة التي بها يتميز المؤمن من المنافق، فالمنافق على ما وصفه الله تعالى في الآية المتقدمة يأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف، والمؤمن بالضد منه. والمنافق لا يقوم إلى الصلاة إلا مع نوع من الكسل والمؤمن بالضد منه. والمنافق يبخل بالزكاة وسائر الواجبات .
إذا اتصفنا بهذه الخمسة كمجتمع فإننا نستحق رحمة الله لأننا فعلا نحن " المؤمنون بناة المجتمع الفاضل".

ورمضان مبارك بمزيد من الاجر والثواب
سلام