مشاهدة النسخة كاملة : هكذا هزموا الفشل واليأس.......قصص واقعية (حلقات)
**ولد مزغنة**
2008-10-19, 15:39
إلى كل من قضّ مضجعه الهم، ونال منه الحزن والغم، وأظلمت عليه الدنيا، وأغلقت في وجهه الأبواب....
إلى كل من ابتلي بعاهة ومرض، أو فقد عزيزا ومحبا، أو خسر مالا وجاها، أو انتهك له عرضا وشرفا، أو خلع من منصبه ومعاشه، أو فشل في دراسته ومستقبله، أو انتكس في التزامه وإيمانه....
أردت أن أبعث برسالة صادقة لكل إنسان استسلم لليأس والفشل حتى ما عاد يرى بصيصا من الأمل يدعوه للتفاؤل والمضي قدما في هذه الحياة!!
أردته أن يتأمل قصص هؤلاء العظماء وكيف تغلبوا على لحظات القنوط والظلام ... وأن أمنحه شيئا من الأمل الذي أطمع أن يتسلل إلى نفسه المتشائمة فيمحو عنها شيئا من لحظات اليأس التي أحالت أيامه إلى حلكة معتمة لا بصيص لخيوط النور فيها!!
أردت أن أخبره بأن اليأس حين يتحكم في النفس فإنه يقتلها ويفقدها لذة السعادة والحياة فتستسلم له بانهزام ليسحبها فيما بعد من عنفوان الحياة ودفئها إلى حيث برودة الأحلام الموءودة والأماني المذبوحة بسلاحه البغيض.
ويجب أن تعلم أخي الكريم أختي الكريمة بأن العظماء ليس شرطا أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانئ حياتهم ذات يوم... بل إنني أعتقد جازما بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حريّ به أن يكون عظيما حتى وإن كان إنسانا بسيطا في نظر الآخرين.
أتمنى أيها الأخ الكريم والأخت الكريمة أن تجدا بين ثنايا هذه القصص الواقعية شيئا من الأمل الذي يجعلك تؤمن تماما بأن الإنسان الناجح لا يستسلم أبدا لأعاصير اليأس والفشل.
عش أخي الكريم أختي الكريمة بأحاسيسك مع قصص هؤلاء العظماء... استشعر بعمق تلك اللحظات البائسة من الفشل واليأس التي كانت تحاصرهم بكل قسوة وشدة وكيف حطموها حين آمنوا بالمواجهة ولم يرضوا بالاستسلام!!...واقطف من بساتين الحكماء رحيق تجاربهم وصدق أقوالهم التي صقلها أعاصير المعاناة فسكبوها لنا بكل أمانة في كؤوس بلورية من الحكمة وصدق القول...
أردت من خلال هذه القصص أن تدخل السعادة إلى نفسك وتبدد أي حزن قد سكن بها إما بسبب فشل أو إخفاق أمطرت غيومه السوداء فوق رياضك الجميلة ذات يوم...تذكر أن لا شيء يستحق أن تتوقف عنده طويلا أو أن تعلن انهزامك واستسلامك من أجله... لأن الفاشلين فقط هم يفعلون!!
أخيرا أردت من هذه القصص أن تصل إلى نفسك الحبيبة لتدرك أن الفشل لا يعني نهاية العالم... بل ربما كان هو الخطوة الأولى نحو درب النجاح... وبالله التوفيق.
ـ يتبع ـ
nacernet
2008-10-19, 16:19
السلام عليكم
علّمتنا الحياة أن نعتبر من تجارب غيرنا..
شكرا أخي **ولد مزغنة** على الموضوع بارك الله فيك
...في انتظار البقيّة...
**ولد مزغنة**
2008-10-20, 14:47
شكرا أخي ناصر على المرور وأبشر بالخير
(1)
يا صبر .... أيوب!!!!
هذه القصة تضرب المثل الأعظم في الصبر وعدم اليأس من رحمة الله تعالى، تلك الفضيلة التي تظهر ساعة المحن، ونبي الله أيوب يضرب به المثل في الصبر، عندما تعرض لبلاء شديد، فأعطى درسا عظيما في الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله تعالى، ليصفه المولى عز وجل بقوله: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب).
أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول علماء التفسير والتاريخ كثير المال، بر تقي رحيم، يحسن إلى المساكين ويكفل الأيتام والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى على نعمائه ويؤدي حق الله في ماله، كانت زوجته ترفل في هذا النعيم شاكرة المولى عز وجل على ما رزقها من البنين والبنات وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق.
وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته، وابتلي في جسده بأنواع عدة من الأمراض، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل، وهو في ذلك كله صابر محتسب، يذكر الخالق في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، ثم طال مرضه وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالأجر لتطعم زوجها المريض، تفعل ذلك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه.
أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عاما، فكانت مثالا للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه، وهكذا ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام، إلا أنه كان ذو قلب راض وصابر، ولم يسخط لحظة واحدة، ولذلك وصفه المولى عز وجل بقوله: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) أي تواب رجّاع مطيع، وسئل سفيان الثوري عن عبدين ابتلي أحدهما فصبر وأنعم على الآخر فشكر، فقال: كلاهما سواء لأن الله تعالى أثنى على عبدين أحدهما صابر والآخر شاكر ثناء واحدا، فقال في وصف أيوب: (نعم العبد أنه أواب)، وقال في وصف سليمان (نعم العبد إنه أوّاب).
وبعد كل هذه المعاناة توجه أيوب إلى ربه بالدعاء، يطلب منه كشف ما به من بلاء (أنّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) و (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، واستجاب الله دعاءه، وكشف عنه بلاءه، بقدرته سبحانه التي لا حدود لها، الذي يقول للشيء كن فيكون، عندئذ جاء الفرج الإلهي بوصفة ربانية بقوله تعالى: (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)، فلقد أمر الله نبيه عليه السلام أن يضرب برجله الأرض، التي نبع منها الماء العذب، فشرب منه ليشفى من كل الأمراض التي في بطنه، ثم اغتسل فشفاه الله من كل ما كان يعانيه من ظاهر جسده.
رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه، وهو في حالة من الصحة والنشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبها لزوجها قبل أن يفتك به المرض، فسألته: هل رأى زوجها الرجل المريض المبتلى؟ وذكرت له ما لاحظته من شبه بينهما أيام كان صحيحا، فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل ما أصابه، ثم أفاض الله عليه ومن نعمائه بقوله تعالى: (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب)، فأرغد الله سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضى، فكان له ضعف ما كان، وكما رد عليه عافيته وصحته رد عليه ضعفي المال الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد.
فانظر أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام؟
هل فقدت جميع أولادك وبناتك؟
هل فقدت كل مالك؟
هل فقدت صحتك وعافيتك؟
هل تنكر كل الناس لك؟
هل لبثت في الاتبلاء سنين وراء سنين صابرا محتسبا مثل أيوب عليه السلام؟
أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك حين قنطت من رحمته ويئست من فرجه ويسره.....!!!!! ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.... امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.... وقل كما قال أيوب عليه السلام: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
ـ يتبع ـ
اللهم فرج كرب المسلمين والمسلمات
بارك الله فيك
نتابع معك باقي السلسة
**ولد مزغنة**
2008-10-21, 15:20
حياك ربي أختي الكريمة وشكرا على المرور.
أقترح على الأعضاء أن يضيفوا على هذه القصص:
إشراقات وإضاءات وملح
فتكون بمثابة تعليقات وتذييلات مفيدة للقارئ الكريم
**ولد مزغنة**
2008-10-21, 16:37
(2)
الطفل البليد...!!
(( اثنان بالمائة من وحي الإلهام وثمان وتسعون بالمائة جهد واجتهاد ))
ولد توماس أديسون سنة 1847 في مدينة بولاية أوهايو الأمريكية ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا!! فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها!!
إن هذا الطفل البليد الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل (10093) براءة اختراع ومازال هذا الرقم هو الرقم القياسي المسجّل لدى مكتب براءات الإختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.
حين حرمته المدرسة من مواصلة التعليم أدركت أمه أن حكم المدرسة على ابنها كان حكما جائرا وخاطئا فعلمته بالمنزل فأظهر شغفا شديدا بالمعرفة وأبدى نضجا واضحا.
أديسون كان أكثر نضجا وأنفذ بصيرة من المدرسة بمديرها ومعلميها الذين ضاقوا بكثرة أسئلته فاستنتجوا بأن كثرة الأسئلة دليل على قصور الفهم وأنه برهان على الغباء رغم أن العكس هو الصحيح فكثرة الأسئلة تدل على يقظة العقل واستقلال التفكير، ولقد كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه وكادت النيران أن تلتهمه وانتهت هذه الواقعة بإصابته بشيء من الصمم.
كان اختراع الحاكي (المسجل) هو أول اختراع يحصل على براءة اختراعه وقد باعه بمبلغ أربعين ألف دولار وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت وبذلك ودّع أيام الجوع واستغنى عن النوم في الأمكنة الخلفية القذرة واستطاع أن يتفرغ للاختراع وأن ينشئ معملا كبيرا في نيويورك كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم...
وكان جراهام بل قد توصل إلى إمكانية نقل الكلام بواسطة التيار الكهربائي لكنه لم يتمكن من اختراع جهاز يمكن من تحويل هذا الاكتشاف الهام إلى هاتف يتيح الاستخدام على نطاق تجاري فطلبت شركة وسترن يونيون من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للإستعمال العام وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الإختراع وباعه على الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار وكانت الشركة تريد أن تدفع له المبلغ كاملا مرة واحدة لكنه طلب منها أن تدفع له القيمة أقساطا موزعة على سبعة عشر عاما ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة كما أنه أراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة..
ورغم أنه سجل أكثر من ألف اختراع وهو رقم قياسي لم يسجله أحد قبله ولا بعده، إلا أن الفتح الأكبر كان اختراعه المصباح الكهربائي وإقدامه على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل والمحلات، فلقد كان الناس في كل الدنيا منذ وجودهم على هذه الأرض يعيشون ليلا في ظلام حالك وبهذا الإختراع تحولت المدن والبيوت والمحلات إلى أنوار ساطعة، كان توماس أديسون سابقا لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسرج والظلام.
إن قصة توماس أديسون تعتبر من أروع القصص العصامية الكفاحية، وفيها دروس باهرة ودلالات كبيرة تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقد اهتمامه فإنه قادر على تعليم نفسه بنفسه والوصول إلى أرفع الذرى في العلم والابتكار.
وقد فسر أديسون سر نجاحه ( بأن اثنان بالمائة من وحي الإلهام وثمان وتسعين بالمائة جهد واجتهاد) لذا استحق أن يسجل اسمه كواحد من أبرز الخالدين في التاريخ فقط لأنه لم يستسلم لليأس يوما!!، ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام ليبتعد عن أعين الفضوليين التي كانت تتفرس بشكل رأسه الغريب ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد، ولأنه تحدى اليأس فقد استحق ما وصل إليه بجدارة.
فهل نتعلم شيئا من قصة هذا المخترع الذي لم يحن رأسه لأعاصير اليأس القاتلة رغم اشتداد رياحها في سماء حياته أحيانا كثيرة.
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2008-10-25, 21:35
(3)
حارب اليأس... فأصبح أغنى الرجال في العالم!!
يعتبر بيل غيتس مؤسس ما يكروسوفت من أشهر وأغنى الرجال في العالم وتعد شركته من أشهر الشركات في إنتاج برامج الكمبيوتر وكالعديد من الشركات تأسست مايكروسوفت من فكرة لكن هذه الفكرة كانت بمثابة حلم أو رؤية بعيدة المدى فقد كان الكمبيوتر غير معروف في أواسط السبعينات، وقد ولد بيل غيتس في سياتل في الولايات المتحدة، من عائلة غنية ولكنه رفض أن يستخدم دولارا واحدا في بناء نفسه وإمبراطوريته وكان شغوفا بالرياضيات والعلوم، أرسله أهله إلى مدرسة ليك سايد وكانت مدرسة خاصة بالذكور.
في عام 1968 اتخذت المدرسة قرارا غير مجرى حياة بيل غيتس البالغ من العمر حينها 13 عاما، فقد تم جمع تبرعات خاصة من الأهالي وذلك لتتمكن المدرسة من شراء جهاز كمبيوتر مع برنامج معالج البيانات وقد كان ثلاثة من الطلاب الأكثر اهتماما به وهم بيل غيتس وايفانس وبول ألن الذي كان أكبر من غيتس بسنتين وأسس معه بعد ذلك مايكروسوفت، وكان الثلاثة يجلسون مسمرين أمام الكمبيوتر في أوقات فراغهم، حتى أنهم أصبحوا يفهمون بالكمبيوتر أكثر من أساتذتهم مما سبب لهم مشكلات عدة مع الأساتذة، وكانوا يهملون دراستهم بسبب هذه الآلة الجديدة.
انغمس بيل في عالم الكمبيوتر أكثر فأكثر، وكان يعمل لساعات طويلة ويبدأ نهاره الساعة الرابعة فجرا، وقد جاءت نقطة التحول لعصر الكمبيوتر الشخصي حين انكب بيل غيتس وزميله بول آلن لمد 8 أسابيع على تصميم برنامج basic فكان هذا الأمر نقطة تحول بالنسبة إلى عالم الكمبيوتر الشخصي، وهو السبب الرئيسي لولادة شركة microsoft التي كان شعارها:
( اعمل بكد وجهد، طور في منتجاتك، واربح )
قرر بيل غيتس وشريكه أن ينقلا مكاتب الشركة إلى مكان أكبر لاستيعاب العمل المتزايد، وكان قدوة لكل الموظفين في العمل الجاد والمتواصل، وكان يعتقد بأن أي صفقة أفضل من لا صفقة أبدا، وكان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في المكتب، وكان عدد موظفي مايكروسوفت 13 موظفا عندما جمعت أول مليون دولار.
جمع بيل غيتس ثلاثين مبرمجا من أفضل المبرمجين وقضوا عامين، مع عمل ساعات إضافية، في محاولة لاختراع ويندوز، النتائج كانت مخيبة للآمال، لكنهم لم يستسلموا!! وهنا يكمن سر نجاحهم!!
ويندوز الذي بين أيدينا الآن استغرق اختراعه جهد عامين كاملين متواصلين من العمل الشاق ليل نهار وثلاثون مبرمجا بارعا ورغم الإخفاقات التي تعرض لها بيل غيتس ومجموعته إلا أنه لم ييأس ولو فعل واستسلم لما كنا الآن نحظى بهذا الإختراع المدهش الذي وفر علينا الكثير من الوقت والجهد.
بلغت ثروة بيل غيتس مايقرب من 46 مليار دولار، ولا يزال، وللسنة الثانية عشرة على التوالي يتصدر لائحة الرجال الأكثر ثراء في العالم.
إذن بدأ غيتس من مجرد فكرة آمن بها ورغم توالي الصعوبات عليه إلا أنه لم ييأس ولم يتخلى عن فكرته التي ناضل بشدة لتحقيقها رغم كل العوائق!!.
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2008-11-04, 00:19
(4)
متوقد... رغم سكون الجسد
في فجر الاثنين غرة صفر 1425هـ الثاني والعشرين من مارس 2004م حط المجاهد رحاله، وسلم راية الجهاد عالية خفاقة إلى الأجيال المجاهدة من أجل تحرير فلسطين.
كان موعد تسليم الراية هو موعد إسلام الروح الطاهرة، إلى بارئها في وقت مبارك، هو صلاة الفجر، وفي مكان طاهر هو بوابة المسجد.. صلى الشهيد البطل بإذن الله (أحمد ياسين) الفجر، وما إن انتهى حتى كان موعده مع الشهادة في سبيل الله، التي طالما تمناها وطلبها.
رجل مشلول شللا رباعيا... لا يتحرك منه سوى رأسه وفؤاد صادق يخفق بين أضلعه الباردة لا يجلس إلى على كرسي متحرك ولا يأكل إلا بمساعدة الآخرين فحتى شربة الماء قد يموت عطشا وهو ينظر إليها إن لم يساعده الآخرون في رفعها إلى فمه.
ابتلاء عظيم من الله سبحانه وتعالى وهكذا هم المؤمنون يحبهم الرحمن فيبتليهم عجز تام وشلل يجعل العالم من حولك يتوقف تماما حيث توقفت!!
فهل فعل الشيخ أحمد ياسين هذا؟ هل حطم اليأس روحه؟ هل استسلم لطوفانه المدمر؟ هل انكفأ على ذاته وهو يرقب تلك النظرات المشفقة التي تحيط به؟
سبحان الله!! انظروا إلى أرواح المؤمنين حين تحارب اليأس... حين تستسلم لقضاء ربها بنفس مطمئنة وقلب راض، لكنها لا تستسلم لروح الخنوع والإستكانة والانهزامية أبدا!!
الشهيد أحمد ياسين مثال عظيم لرجل مناضل أثبت لنا أن عزيمة الإنسان المؤمن بصدق قضيته لا يمكن أن يوهنها جسد مقعد وكرسي متحرك، فمن فوقه قاد قوافل المجاهدين ولم تهتز شجاعته ولم يستسلم للراحة التي يحتاجها مريض مثله:
وإذا كانت النفوس كبارا******* تعبت في مرادها الأجسام
لم ييأس حين غُيّب في ظلمات السجون لأنه يعلم أن نور المؤمن يتدفق من أعماقه ولا يمكن لسلاسل السجانين أن تصل إليه أبدا.
إن الشيخ الشهيد يمثل ظاهرة معجزة في تاريخ النضال الوطني على امتداد العالم... فلم يعرف التاريخ رجلا قاد كفاح شعب، وهو مشلول بالكامل ما عدا رأسه، سوى الشيخ المجاهد الشهيد (أحمد ياسين) لم يقد كفاح شعبه فقط، وإنما خطط وأبدع وبنى بفضل الله منظومة جهادية استشهادية ضمت تحت لوائها خيرة أبناء الشعب الفلسطيني.
عاش مناضلا موقنا أن الشلل الحقيقي والعجز التام إنما يسكن في سكون اليائسين القانطين من رحمة الله، فلا يجتمع في قلب مؤمن يأس من روح الله وإيمان به.
كان الشهيد منطلقا بروحه إلى آفاق الكون الرحبة... لم يجزع من وصول أيدي الأعداء له فهو لا يستطيع الهرب إن أراد...
لأنه يعلم أن الهرب قد ترك للجبناء... اليائسين الذين لا يستطيعون مواجهة الواقع، انظروا إلى الرضا بقضاء الله والهمة العالية كيف يجعلان من رجل مقعد أسطورة من أساطير النضال والجهاد، كثيرون هم أصحاء الذين عاشوا قبله ومعه وبعده، ولكن من كان منهم قادرا أن يجعل التاريخ يسطر اسمه في أوراقه الخالدة مثلما فعل الشهيد أحمد ياسين!!
عاش مناضلا... مؤمنا بقضيته ومات شهيدا، تلك هي الحياة وربى التي لم يعشش في زواياها اليأس يوما...
فاقرأ أيها اليائس سيرة هذا الرجل وقل... سبحان الله!!
ـ يتبع ـ
اميرة اليالي البيضاء
2008-11-04, 12:25
بارك الله فيك الأخ ولد مزغنة
والله انها قصص
تجعلك تتفائل بالمستقبل
رغم وفاة والدي ومرض اختي الذي غيب الفرحة من البيت لسنين
والله انها قصص
تجعلك تتفائل بالمستقبل
رغم وفاة والدي ومرض اختي الذي غيب الفرحة من البيت لسنين
السلام عليكم
اخي في الله
لا تحزن ان بعد العسر يسرا واعلم ان ما انت فيه ابتلاء من الله يمحو به الذنوب فاصبر واحتسب ولعله خير
نسأل اله العظيم رب العرش العظيم ان يشفي اختك ومرضي المسلمين والمسلمات وان يكون مرضهم في ميزان حسناتهم
ان شاء الله
http://up.graaam.com/up1/pic4/623919460d.gif (http://www.graaam.com/)
بارك الله فيك اخي وجزاك خيرا علي هذه السلسلة الجميلة .
نأخذ من القصص
ان لكل مجتهد نصيب
و يجب ان تحلي بروح المثابرة .
لا يجب ان ننتظر حتي تأتي الفرص الينا بل يجب ان نبادر نحن ونبحث عن الفرص وان لم نجدها نحاول ان نصنعها .
دور الاسرة مهم جدا في اكتشاف مواهب ابنائهم وتنمية هذه المواهب .
**ولد مزغنة**
2008-11-05, 20:22
الخير فيكم والبركة منكم يا أخت أميرة
أخي الكريم mascara أحسن الله عزاءكم وجبر مصابكم لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب، واسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلبس أختك وأختنا ثوب الصحة والعافية عاجلا غير آجل، وشكرا على مرورك الكريم.
الأخت الفاضلة بنت جبيل شكرا لك على حركة تثبيت الموضوع ليتسنى ويسهل للقارئ الكريم المتابعة والمشاركة، وكما أشكرك على النكت والمُلَح المستخلصة من القصص.
**ولد مزغنة**
2008-11-09, 00:22
(5)
كان أغبى طالب في الفيزياء...
حصلت هذه القصة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وفي امتحان الفيزياء، كان أحد الأسئلة كالتالي:
كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام البارومتر؟
(البارومتر جهاز قياس الضغط الجوي) والإجابة الصحيحة كانت بديهية وهي: قياس الفرق بين الضغط الجوي على الأرض وأعلى ناطحة السحاب، كانت إجابة أحد الطلبة مستفزة لأستاذ الفيزياء لدرجة أنه أعطاه صفرا دون إتمام إصلاح بقية الأجوبة وأوصى برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح، وكانت إجابة الطالب كالتالي: (أربط البارومتر بحبل طويل وأدليه من أعلى الناطحة حتى يمس الأرض ثم أقيس طول الخيط).
قدم الطالب تظلّما لإدارة الجامعة مؤكدا أن إجابته صحيحة مائة في المائة وحسب قانون الجامعة عين خبير للبت في القضية، وأفاد تقرير الخبير أن إجابة أن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء وقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى وإعادة الإمتحان شفهيا وطرح عليه الخبير نفس السؤال، فكر الطالب قليلا ثم قال: (لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها اختار)، فقال له الخبير: (هات كل ما عندك)، فأجاب الطالب: (يمكن إلقاء البارومتر من أعلى الناطحة ولا يقاس الوقت الذي يستغرقه حتى يصل إلى الأرض وبالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة إذا كانت الشمس مشرقة، أو يمكن قياس طول ظل البارومتر وطول ظل الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين، وإذا أردنا أسرع الحلول فإن أفضل طريقة هي أن نقدم البارومتر هدية لحارس الناطحة على أن يعلمنا بطولها، أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنسحب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى الناطحة باستخدام البارومتر).
كان الخبير ينتظر الإجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما الطالب يعتبرها الإجابة الأسوء نظرا لصعوبتها وتعقيدها، بقي أن تعرف أن اسم الطالب هو: نيلز بور.
وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء بل إنه الدنماركي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للفيزياء...
فإن أخبرك يوما أحدهم بأنك غبي وأنت ترى في نفسك غير ذلك فلا تصدقه بل كن واثقا بذاتك.
فمن يدري فلربما حزت يوما على جائزة نوبل مثل نيلز الذي لم تهتز ثقته بنفسه أبدا!!!.
ـ يتبع ـ
بارك الله فيك واتمني ان يقرأ الجميع الموضوع لانه بحق ممتع
**ولد مزغنة**
2008-11-10, 07:49
آمين وإياك ونفع الله بك
طه الهلالي
2008-11-10, 12:27
بارك الله فيك اخي ولد مزغنة لقد امتعتنا وسريت عنا
جزاك ربي الجنة يا ولد مزغنة
**ولد مزغنة**
2008-11-11, 21:27
أخي طه الهلالي
حياك ربي وهلا فيك على المرور
amari aek
2008-11-13, 14:24
الموضوع ممتع جداااااااااا يعلم الا نسان معنى الحياة
**ولد مزغنة**
2008-11-13, 23:08
الموضوع ممتع جداااااااااا يعلم الا نسان معنى الحياة
وأنا بعد متمتع بحضورك......حياك ولا عدمناك
**ولد مزغنة**
2008-11-15, 04:06
(6)
سارقو الأحلام....
هناك أناس سيحاولون إقناعك بالتخلي عن رؤيتك، سيخبرونك بأنك مجنون وبأنه من غير الممكن تحقيق تلك الرؤية، وسيكون هناك آخرون يضحكون عليك ويسخرون منك ويحاولون النزول بك إلى مستواهم، مونتي روبرت يسمي هؤلاء الناس (سارقو الأحلام) فلا تنصت إليهم.
فعندما كان مونتي طالبا في المدرسة العليا، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون، كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات، أعطاه المدرس درجة ضعيف جدا، وبرر ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيدا عن الواقعية.
فما من غلام فقير يعيش في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالا يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض، وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها، وأيضا دفع أجور العاملين في المزرعة.
وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى، قال له مونتي: (احتفظ أنت بالدرجة وسأحتفظ أنا بحلمي!!!!).
واليوم أصبح مونتي يمتلك مرزعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا، يربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول...
لأنه فقط لم يدع أحدا يسرق حلمه....!!!
ـ يتبع ـ
واصل اخي
مشكور علي المتابعة وعلي الحلقات المفيدة
oumyahia
2008-11-16, 18:55
السلام عليكم
جزيت خيرا أخي الكريم ولد مزغنة ، ولكن حبذا أخي الكريم لو تكون القصص لمسلمين كذلك .
**ولد مزغنة**
2008-11-16, 19:52
السلام عليكم
جزيت خيرا أخي الكريم ولد مزغنة ، ولكن حبذا أخي الكريم لو تكون القصص لمسلمين كذلك .
شكرا لك أختي أم يحي على المرور ونفع الله بك....
وما أشرتي إليه أختي الكريمة صحيح ووارد ولكنني ملتزم به في هذه الحلقات وهذا لا يمنعنا أن نستفيد من غير بني ملتنا إذا كان فيه فائدة وخير يعود على المسلمين..... والعبرة في هذه الحلقات بكمال النهايات لا بفساد الديانات
قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: (( الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها أخذها ))
وقال صلى الله عليه وسلم عن الشيطان: (( صدقك وهو كذوب ))
وقال أهل السلوك: إن السعيد من وُعظ بغيره ، والشقي من صار موعظةً لغيره.
اميرة اليالي البيضاء
2008-11-16, 19:56
جزاك الله خيرا الأخ ولد مزغنة
مونتي روبرت سماهم سارقوا الأحلام لكن أنا أسميهم أعداء النجاح
دمت وفيا للمنتدى ودمت دائما متميزا
شكراااا
**ولد مزغنة**
2008-11-16, 20:06
جزاك الله خيرا الأخ ولد مزغنة
مونتي روبرت سماهم سارقوا الأحلام لكن أنا أسميهم أعداء النجاح
دمت وفيا للمنتدى ودمت دائما متميزا
شكراااا
شكرا لك أختي الكريمة ونفع الله بك
وجعل الله النجاح سبيلك وحليفك
zoheir39102
2008-11-16, 20:13
و لد مزغنه الف شكر على القصص .
احيانا الانسان يجلس مع نفسه يشعر انه تعيس جدا .
ويشعر انه يسبح ضد التيار .
شدا لك قلبي
2008-11-17, 20:01
أخي الكريم ولد مزغنه
قرأت ما كتبته هنا من حلقات جميلة عن اليأس والفشل وكيفية هزيمته وهو نقل موفق 0000
ولكن أحببت فقط أن أقول لك إن الأمانة العلمية تحتم عليك نسب الكتاب إلى مؤلفته وهي / الأستاذة الفاضلة سلوى العضيدان وكتابها بعنوان /
/ هكذا هزموا اليأس
والقصص التي أوردتها أخي الفاضل منقولة حرفيا من كتابها لذا نرجو أن تنتبه لذلك لأن كل الحقوق محفوظه للمؤلفة وحتى 00000000000 لا تسىء الى هذا الموقع الجميل حين تنسب عملا ليس لك !!!!!!!!!:mad:
**ولد مزغنة**
2008-11-18, 15:33
هلا وغلا ومسهلا.....وارحبي بين ربعك وناسك
حياك ربي أختي الكريمة وساعة مباركة وجودك معنا في هذا المنتدى المبارك تفيدين وتستفيدين......
وما شاء الله عليك حسب عداد المشاركات تعتبر هذه أول مشاركة لك في المنتدى لذا يشرفني أن تكون في موضوعي.....
أرجع إلى مداخلتك، أختي الكريمة كلامك محفوظ وعلى الراس والعين، لكن لابد ان تعرفي و يعرف القراء بعض الملابسات وقرائن الأحوال وهي:
أن هذه القصص وقعت عندي مصورة على شكل مذكرة وقد أخذتها من مكاتب البحوث والتصوير عند جامعة أم القرى وهي طبعا بدون مؤلف ولا دار نشر، فكالعادة مع المذكرات المصورة أنها لطلبة الجامعة لكي يستفيد منها كل الطلبة، فلما اطلعت عليها أعجبتني القصص التي فيها فأحببت أن أنتقي منها وأنشرها لنستفيد منها كلنا......
بعد فترة كنت أتجول في إحدى مكتبات مكة المكرمة شرفها الله تعالى فوقعت عيني على كتاب شدني عنوانه فلما فتحته وقرأت المقدمة وجدت نفسي مر معي نص الكلام فأكملت القراءة والمطالعة حتى تبين لي أن المذكرة التي صورتها هي نفس كتاب المؤلفة وهي نسخة مصورة منه وليست لأحد الطلاب.....
وللأمانة العلمية كنت قررت أنني في آخر مشواري مع هذه القصص سأكتب المصدر والمرجع المنقول.....وبالله التوفيق
oumyahia
2008-11-18, 16:12
شكرا لك أختي أم يحي على المرور ونفع الله بك....
وما أشرتي إليه أختي الكريمة صحيح ووارد ولكنني ملتزم به في هذه الحلقات وهذا لا يمنعنا أن نستفيد من غير بني ملتنا إذا كان فيه فائدة وخير يعود على المسلمين..... والعبرة في هذه الحلقات بكمال النهايات لا بفساد الديانات
قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: (( الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها أخذها ))
وقال صلى الله عليه وسلم عن الشيطان: (( صدقك وهو كذوب ))
وقال أهل السلوك: إن السعيد من وُعظ بغيره ، والشقي من صار موعظةً لغيره.
السلام عليكم
جزيت خير ا أخي ولدمزغنة ، ولكن لم تفهم قصدي أخي الكريم أنا قلت حبذا يعني طلبت منك أخي الكريم ولم أعاتبك .
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الطيّب .
**ولد مزغنة**
2008-11-18, 16:16
(7)
سعيد رغم إعاقته...!!!
أحد السلف كان أقرع الرأس...أبرص البدن...أعمى العينين...مشلول القدمين واليدين، وكان يقول: ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، وفضلني عليهم تفضيلا)، فمر به رجل فقال له: مما عافاك؟؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول... فمما عافاك؟ فقال: ويحك يا رجل، جعل لي لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، وبدنا على البلاء صابرا، اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)....
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2008-11-18, 16:24
السلام عليكم
جزيت خير ا أخي ولدمزغنة ، ولكن لم تفهم قصدي أخي الكريم أنا قلت حبذا يعني طلبت منك أخي الكريم ولم أعاتبك .
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الطيّب .
شكرا لك ولك مثل ذلك....
مشكلتي أنني حزمي النزعة!!!!
أتمنى أن أتعلم كيف أقرأ تحت السطور .....وبالله التوفيق
شدا لك قلبي
2008-11-18, 18:12
أخي الكريم / ولد مزغنه
سرني كثيرا هذا التجاوب الطيب منك ونسب الفضل إلى أهله !
ولكن أظن جامعة أم القرى قد أخطأت حين قامت بتصوير الكتاب كمذكرة دون الرجوع إلى المؤلفة أو أخذ إذن خطي بذلك لأن كل الحقوق
محفوظة لها !!!!!!
والأمانة العلمية تحتم على الجميع أن ينسب العمل إلى صاحبه فكيف يحدث هذا التجاوز في صرح علمي ديني كجامعة أم القرى !!!!!!!!!!!!!:sdf:!
http://up.graaam.com/up1/pic4/e9f3e84da3.gif (http://www.graaam.com/)
والله يا أخي ننعم ونرفل في نعم لا تعد ولا تحصي فلله الحمد والشكر
**ولد مزغنة**
2008-11-19, 14:45
و لد مزغنه الف شكر على القصص .
احيانا الانسان يجلس مع نفسه يشعر انه تعيس جدا .
ويشعر انه يسبح ضد التيار .
أبشر وانا خوك والدنيا ما زالت بخير.....
مستانسين بمرورك ودمت بود
**ولد مزغنة**
2008-11-19, 16:25
(8)
بيبسي كولا...
من منا لم يتذوق طعم البيبسي؟؟!!
هذا الشراب المرطب الذي دخل إلى أفواه الملايين، ولم يترك زاوية من دون أن يغزوها في 195 دولة في مختلف أنحاء كوكب الأرض، فكرة بسيطة انطلقت من رأس صيدلي كان يحاول أن يركب دواء لمعالجة سوء الهضم، وإذا به يكتشف شرابا لذيذا ومرطبا غير من نمط الأكل والشرب في العالم، وصار يطلبه الصغير قبل الكبير كيف توصل كليب براد هام إلى هذا الاكتشاف؟
لقد بدأ من خلال عمله في الصيدلية بمزج الوصفات الطبية والأدوية ووظف خلال عمله مساعدا له ليستطيع التفرغ إلى مزج خلطة من شراب بنكهة الفواكه مع ماء الصودا، وفي يوم صيف حار ورطب سنة 1898 اكتشف براد هام والبالغ من العمر 22 سنة شرابا لذيذا ومرطبا يقدمه إلى زبائن الصيدلية لينجح هذا الشراب المرطب نجاح غير متوقع.
قرر هام أن يسمي شرابه المميز باسم بيبسي كولا لأنه كان في رأيه يعالج مرض سوء الهضم والذي يعرف بـ dyspepsia.
حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة مما دفع براد هام إلى الإعلان عن هذا الشراب الغازي والمرطب، وتدافع الناس على طلبه، وبدأت المبيعات بالارتفاع إلى درجة اقتنع بها كليب بأن يفتح شركة لتسويق شرابه المميز.
أسس عام 1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته، وتقدم ببراءة اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة، في البداية كان يخلط الشراب ويبيعه من خلال ماكينات مياه الصودا، ولكن بما أن الحاجة هي أم الاختراع قرر براد هام أن يبيع بيبسي في قوارير صغيرة ليستطيع أن يشربها أيا كان وفي أي مكان، تطور العمل بشكل كبير وفي 16 يونيو 1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة من مكتب تسجيل الماركات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال السنة نفسها باع كاليب 7968 جالونا من بيبسي، وكانت دعايته تقول: (منعش، قوي، مهضم).
ثم بدأ ببيع حقوق امتياز لتعبئة بيبسي في العلب المعدنية والزجاجات، وارتفع العدد من فرعين عام 1905 إلى 15 فرع عام 1906، وإلى 40 فرع في عام 1907، ومع نهاية العام 1910 أصبح لدى بيبسي كولا فروع في 24 ولاية، وكان هذا الإنجاز من أهم ما فعله براد هام، وزادت مبيعات شركته على 100000 جالون من الشراب في السنة.
بعد 17 عام من النجاح جاءت الحرب العالمية الأولى، وانتكست بيبسي متأثرة بما يجري حولها، وتقلبت أسعار السكر بشكل خطير مما أثر في إنتاج بيبسي كولا، وكان براد هام مجبرا على المخاطرة ببعض الصفات حتى يستطيع الاستمرار إلى أن اضطر في النهاية وبعد 3 سنوات مرهقة أن يعلن إفلاسه بعدما خزن السكر بكميات هائلة وهبط سعره بشكل مفاجئ عشرات المرات، وكان ذلك من سوء حظه، ولم يبق من مصانع بيبسي سوى اثنين عام 1924.
عاد براد هام إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع، وبالفعل باعه إلى روي ميجار جيل، والذي تعاقب بعده أربع مالكين للإسم، فشلوا جميعا في إيصال بيبسي إلى بر الأمان وإلى التحليق عاليا إلى أن جاء مُصنّع شوكولا ناجح يدعى شارلز غوث، كان هذا الشخص بمثابة المنقذ لبيبسي حيث استفادت الشركة من أفكاره ومن خبراته، وبعد 15 سنة من الفشل ومن تاريخ إفلاس براد هام والذي توفي عن عمر يناهز 58 أي بعد عشر سنوات من تاريخ إفلاسه وقفت الشركة على قدميها مرة ثانية، وخلال الحرب العالمية الثانية عادت الشركة إلى الوراء وعانت من الركود والوضع الاقتصادي المتأزم، وكان الناس لا يدفعون 5 سنتات مقابل مشروب مرطب، إلى أن ضاعف روث حجم البيبسي مقابل السعر نفسه منافسا بذلك شركات المرطبات الأخرى، وعادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بأفكار جديدة وشعارات جديدة وإعلانات متميزة، وتعتبر بيبسي اليوم من أفضل الشركات في العالم وترتيبها 21 في الشركات الخمسمائة في الولايات المتحدة الأمريكية.
فكرة بسيطة ورغبة متواضعة اكتشفت شرابا أسود اللون، وصل إلى كل زاوية من الكرة الأرضية، وطافت مياهه السوداء بكميات تستطيع أن تملأ الأنهار...
إنه التصميم على النجاح رغم الفشل والعثرات!!!!
**ولد مزغنة**
2008-11-26, 18:59
(9)
هيلين كيلر...أعجوبة التحدي!!
ولدت هيلين كيلر في مدينة (تسكمبيا) بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880م، وقبل أن تبلغ الثانية من عمرها أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وبالتالي عجزت عن الكلام لانعدام السمع.
سمعت والدتها إلى تعليمها استعمال يديها في عمل إشارات تفصح بها جزئيا عما تود قوله، ثم وضعها والدها في معهد للعميان، وطلب من رئيس القسم أن يرشدها إلى معلمة لها، فأرشدها إلى آن سوليفان التي كانت قد أصيبت أول عمرها بمرض أفقدها بصرها، ودخلت معهد العميان في الرابعة عشرة من عمرها، وبعد حين عاد إليها بصرها جزئيا.
وقد التقت بعد انتهاء دراستها بهيلين كيلر لتبدأ معها رحلة طويلة مثيرة هي أشبه بالأعجوبة وتمثل في الحقيقة أورع إنجاز تم في حقل تأهيل المعوقين.
رحبت أسرة كيلر بالمعلمة سوليفان ترحيبا حارا، وكانت هيلين آنذاك في حوالي السادسة من عمرها، بدأت سوليفان تعلمها الحروف الأبجدية بكتابتها على كفها بأصابعها واستعملت كذلك قطعا من الكرتون عليها أحرف نافرة، كانت هيلين تلمسها بيديها وتدريجيا بدأت تؤلف الكلمات والجمل بنفسها.
وبدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام، بوضع يديها على فمها أثناء حديثها لتحس بطريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين.
وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي كانت هيلين تصدرها، ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلا مرتبا.
ثم التحقت هيلين بمعهد كمبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأمكنها أن تتخرج من الجامعة عام 1940م حاصلة على بكالوريوس علوم وهي في سن الرابعة والعشرين.
ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات لإلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات.
بعد تخرجها من الجامعة عزمت على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان.
وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيرا، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين، ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة.
في الثلاثينات من هذا القرن قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهليهم، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان، وانتخبت من أهم عشر سيدات في العالم.
ألفت هيلين كتابين، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاما.
من أقوالها:
ـ قالت: ( إن الذين يراقبوني من شرفة وجودهم المعافى، يرثون لحالي ولكن مهما بدا طريقي مظلما في أعينهم فإني أحمل نورا عجائبيا في قلبي، فالإيمان ينير كل سبيل أسلكه ).
ـ في حين صرحت هيلين كيلر وهي العمياء والصماء والبكماء بقولها: ( لقد استمتعت بمباهج الحياة ونعمت بجمالها !! ).
ـ وقالت وهي الصماء البكماء العمياء: ( لا تحني رأسك لمشاكلك ولكن أبقها عالية، وحينها سترى العالم مستقيما أمامك ).
وأظن أن كل يائس سيشعر بالخجل كثيرا حين يقرأ قصة هذه الأعجوبة التي تحدّت كل إعاقتها الجسمية وفوق ذلك ترى من جمال الحياة ومباهجها ما لا يراه اليائس المحبط الذي يملك السمع والبصر والنطق!!.
فسبحان الله!!
الحمد لله اخي
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وننتظر البقية
BENSAADIBENSAADI
2008-11-30, 15:52
يذبحني طموحي ويقتلني شموخي أريد أن أبلغ العلياء وألامس الجوزاء
شكرا ، شكرا
**ولد مزغنة**
2008-12-03, 00:20
يذبحني طموحي ويقتلني شموخي أريد أن أبلغ العلياء وألامس الجوزاء
شكرا ، شكرا
مشكور أخي الكريم على مرورك
أستأذن وأعتذر لمتابعينا
في
هذه الحلقات للغياب عن المنتدى إلى ما بعد موسم الحج
**ولد مزغنة**
2008-12-30, 21:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مساكم الله بالخير وحياكم ربي جميعا....أعتذر لأخواننا ومتابعينا في هذه الحلقات عن هذا الغياب والتأخير الخارج عن حولنا وقوتنا....والله المستعان
(10)
وحيدة في الصحراء..!!
هناك.. في صحراء مكة القاحلة.. حيث لا زرع ولا ماء.. ولا أنيس ولا رفيق.. تركها زوجها هي ورضيعها.. ثم مضى في طريق عودته بعد أن ترك لهم شيئا يسيرا من الماء والزاد، فنادته زوجته قائلة: يا إبراهيم!! أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أنيس؟! فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب، فقالت الزوجة وكأنها أدركت أن أمرا ما يمنع زوجها من الر عليها: ألله أمرك بهذا؟
فيرد الزوج: نعم، فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، في غير تردد ولا قلق: إذن لا يضيعنا.
وانصرف إبراهيم عليه السلام وهو يدعو ربه ويقول: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) (إبراهيم 37ـ 38).
ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها، وقد جف لبنها فلا تجد ما ترضعه، والطفل يتلوى جوعا وعطشا، ويصرخ ويتردد في الصحراء والجبال صراخه الذي يدمي قلب الأم الحنون.
وتسرع وتصعد على جبل الصفا، لعلها ترى أحدا ينقذها هي وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب، ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها، فيبعث الله جبريل عليه السلام فيضرب الأرض بجناحه، ولتخرج عين ماء بجانب من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زُمِّي زُمِّي، فسميت هذه العين زمزم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت زمزم عينا معينا) (البخاري).
إنها هاجر أم إسماعيل وزوجة إبراهيم خليل الله رضي الله عنها، عرفت في التاريخ بأم العرب العدنانيين، وهبها ملك مصر إلى السيدة سارة زوج إبراهيم الأولى، عندما هاجرا إلى مصر، ولما أدركت سارة أنها كبرت في السن، ولم تنجب وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها، عسى الله أن يرزقه منها الولد.
وتزوج إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر، وبدت عليها علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل عليه السلام ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ السيدة هاجر بعيدا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى صحراء مكة بأمر من الله ولحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولرضيعها.
ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة جُرْهُم وأرادوا البقاء في هذا المكان، لما رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن بجانبها، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشب الطفل الرضيع بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم، ولما كبر تزوج امرأة منهم.
هذه هي هاجر أم الذبيح، تركت لنا مثالا رائعا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية، فقد أخلصت النية لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب لأنها لم تيأس من رحمة ربها.
وقد جعل الله تعالى سبحانه ما فعلته السيدة هاجر رضي الله عنها من الصعود والسعي بين الصفا والمروة من أعمال الحج فسبحان الله الرحمن الرحيم ألا تتفكر أيها المؤمن كيف يفرج الله الكرب ويزيل الهم والضيق!!.
حمدالله علي السلامة اخي
مشكور علي الموضوع
لا حرمنا الله من تواجدك ومن مواضيعك
**ولد مزغنة**
2008-12-31, 23:02
حمدالله علي السلامة اخي
مشكور علي الموضوع
لا حرمنا الله من تواجدك ومن مواضيعك
الله يسلمك ويعطيك العافية
وهذا
من طيب عودك وقدودك
لولا أمثالكم ما رحنا ولا جينا....وفالك طيب
**ولد مزغنة**
2009-01-02, 16:20
(11)
هل تعرف... لويس برايل؟؟
في عام 1809 ولد لويس برايل وكان طفل ذا عينين جميلتين يحسده كل من رآه وكان على درجة من الذكاء وعنده حب استطلاع كبير بالنسبة لسنه كطفل صغير، وأحيانا يساعد والده في عمله الذي كان عبارة عن تصنيع سرج الخيل واللجام.
وذات مرة وبينما هو يعمل مع والده أخذ إبرة كبيرة ومطرقة وقطعة من الجلد ووضع قطعة الجلد على الأرض وثبت عليها الإبرة وأخذ يطرق عليها بالمطرقة محاولا إدخال الإبرة في الجلد، وكان يجد مقاومة كبيرة من الجلد لدرجة أن الإبرة أفلتت من يده وللأسف جرحت عينه جرحا عميقا ووقع على الأرض يبكي ويصرخ من الألم وتسبب الجرح بسرعة في التهاب العصب البصري، وفقد البصر بعينه اليسرى، ولما بلغ 3 سنوات أصاب الالتهاب عينه الأخرى وأصبح كفيفا تماما، وسأل نفسه لماذا يحدث كل ذلك لي أنا بالذات؟ وشعر بالحزن والوحدة.
ومرت الأيام وأرسله والده لأخذ دروس في عزف البيانو، وأصبح مولعا بالعزف عليه وأصبح أيضا ماهرا جدا في ذلك، ولما بلغ سن 8 سنوات أصبح مشهورا في المعهد القومي للعميان في باريس وكان نابغا في الموسيقى والرياضيات والعلوم والجغرافيا، وكانت طريقة تدريس القراءة في المعهد هي بلمس حروف كبيرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق وكان الأطفال يتعلمون لمس الحروف المعدنية بالأصابع ويتعرفون على أشكالها، وفي اعتقاد لويس أن هذه الطريقة كانت غير عملية لأن طول الحرف كان يبلغ حوالي 3 بوصات بالإضافة إلى أنها كانت ثقيلة جدا مما دفعه إلى أن يقضي وقتا طويلا يفكر بينه وبين نفسه أنه لابد من أن يكون هناك طريقة أفضل من ذلك.
وحين بلغ العشرين من عمره تم تعيينه مدرسا في المعهد، وفي عام 1829 نجح في تكوين حروف الكتابة باستخدام ست نقاط فقط وبدأ في تجربتها واستخدامها في المعهد، وفي عام 1839 نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه.
وواجه مقاومة كبيرة من الجميع بما فيها المعهد نفسه، وألف أول كتاب له يحتوي على ترجمة قصائد لشاعر الإنجليزي الأعمى جون ميلتون، وحتى يمكنه الكتابة استعمل إبرة كبيرة مشابهة لتلك التي تسببت في إصابته بالعمى في البداية، ورغم هذا الاكتشاف إلا أنه لم يكن مقبولا ولا معترفا به، ولم يستسلم وظل مداوما على تعليم طريقته لتلاميذه وحاول مرات عديدة أن يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية ولكن مشروعه كان يقابل دائما بالرفض.
وفي أحد الأيام كانت إحدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في أحد أكبر مسارح باريس ولما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعجاب شديد ونهض الجميع وقوفا معبرين عن تقديرهم لأداء هذه التلميذة فاقتربت من الجمهور وقالت:
( لست أنا التي أستحق كل هذا التقدير ولكن الذي يستحقه هو الرجل الذي علمني عن طريق اكتشافه الخارق وهو الآن يرقد على فراش المرض وحيدا منزويا بعيدا عن الجميع )
فبدأت الجرائد والمجلات حملة قومية تعضد لويس برايل وتؤيد وتدعم طريقته وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة أن اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه وجرى أصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة وقال لهم برايل والدموع تملأ عينيه:
( لقد بكيت 3 مرات في حياتي أولهما عندما فقدت بصري، والثانية كانت عندما اكتشفت طريقة حروف الكتابة، وهذه هي المرة الثالثة، وهذا يعني أن حياتي لم تذهب هباء )
وفي عام 1825 توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعد عمره 43 عاما.
حارب الآخرون اكتشافه وقابلوا فكرته بالرفض لكنه أكمل ما بدأه لأن هدفه كان واضحا أمامه رغم تهكمات الآخرين وتجاهلهم لاختراعه العظيم.
yasminemed
2009-01-02, 16:40
موضوع في القمة ماشاء الله
**ولد مزغنة**
2009-01-05, 15:05
موضوع في القمة ماشاء الله
مكثورة الخير
و
بتشجيعكم نصل إلى القمم
**ولد مزغنة**
2009-01-05, 15:08
(12)
نجاح رغم الفشل...!!
إبراهام لنكولن فشل في الأعمال الحرة عندما كان عمره 21 عاما...
ثم خسر في الانتخابات عندما كان عمره 32 عاما...
وفشل مرة أخرى في الأعمال الحرة عندما كان عمره 34 عاما...
وتوفيت خطيبته عندما كان عمره 35 عاما...
وأصيب بانهيار عصبي عندما أصبح في 36 عاما من عمره ...
ثم خسر الانتخابات وعمره 38 عاما...
وخسر انتخابات الكونغرس حين كان عمره 43 عاما...
وخسر مرة أخرى عندما كان عمره 46 عاما...
ثم خسر سباقا للفوز بلقب سيناتور...
وفشل في أن يكون نائبا للرئيس وعندما أصبح عمره 52 عاما أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
ما أعجب الإصرار على النجاح رغم الإخفاقات المتتالية التي تعرض لها...
إنه الانتصار على اليأس وتحويله من قوة سلبية ضاغطة إلى قوة إيجابية دافعة للأمام!!
اميرة اليالي البيضاء
2009-01-06, 12:05
بارك الله فيك الأخ ولد مزغنة على الإفاصات الرائعة
شكرا جزيلا
**ولد مزغنة**
2009-01-08, 18:14
بارك الله فيك الأخ ولد مزغنة على الإفاصات الرائعة
شكرا جزيلا
مشكورة على المرور ونفع الله بك
وفالك
أميرة في مملكتك البيضاء وزمنا قادما زاهرا بالعطاء
RAYANE22
2009-01-09, 08:28
شكرا على الموضوع
**ولد مزغنة**
2009-01-10, 17:15
الأخ rayane22
ممنون على مرورك ونفع الله بك
**ولد مزغنة**
2009-01-11, 16:55
(13)
الماشطة...
لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم شم ريحا طيبة فقال: (( يا جبريل ما هذه الريح الطيبة؟ قال: هذه ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها)).
انتشر أمر موسى عليه السلام وكثر أتباعه، وأصبح المؤمنون برسالته خطرا مستمرا يهدد فرعون وملكه، وظل فرعون في قصره في حالة غليان مستمر يمشي ذهابا وإيابا، يفكر في أمر موسى، وماذا يفعل بشأنه وشأن أتباعه، فأرسل في طلب رئيس وزرائه هامان، ليبحثا معا الأمر، وقررا أن يقبض على كل من يؤمن بدعوة موسى، وأن يعذب حتى يرجع عن دينه، فسخر فرعون جنوده في البحث عن المؤمنين وكانت صيحات المؤمنين وصرخاتهم ترتفع من شدة الألم ووطأة التعذيب تلعن الظالمين وتشكو إلى ربها صنيعهم.
وكان في قصر فرعون امرأة تقوم بتمشيط شعر ابنته وتجميلها، وكانت من الذين آمنوا وكتموا إيمانهم في قلوبهم، وذات مرة كانت تمشط ابنة فرعون كعادتها كل يوم، فسقط المشط من يدها على الأرض، ولما همّت بأخذه من الأرض، قالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أتقصدين أبي؟ قالت: لا إنما أقصد الله ربي ورب أبيك.
فغضبت ابنة فرعون من الماشطة وهددتها بإخبار أبيها بذلك، ولكن الماشطة لم تخف، فأسرعت البنت لتخبر أباها بأن هناك في القصر من يكفر به، فلما سمع فرعون ذلك اشتعل غضبه، وأعلن أنه سينتقم منها ومن أولادها، فدعاها وقال لها: أو لك رب غيري؟! قالت: نعم ربي وربك الله.
وهنا جُنّ جنونه، فأمر بإحضار وعاء ضخم من نحاس وإيقاد النار فيه، وإلقائها هي وأولادها فيه، فما كان من المرأة إلا أن قالت لفرعون: إن لي إليك حاجة، فقال لها: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب واحد وتدفننا، فقال: ذلك علينا.
ثم أمر بإلقاء أولادها واحدا تلو الآخر، والأم ترى ما يحدث لفلذات كبدها، وهي صابرة محتسبة، والأولاد يصرخون أمامها، ثم يموتون حرقا، وهي لا تستطيع أن تفعل لهم شيئا، وأوشك الوهن أن يدب في قلبها لما تراه وتسمعه، حتى أنطق الله عز وجل آخر أولادها وهو طفل رضيع حيث قال لها: يا أماه اصبري فإنك على الحق.
فاقتحمت المرأة مع أولادها النار، وهي تدعو الله أن يتقبل منها إسلامها، فضربت بذلك مثالا طيبا للمرأة المسلمة التي تعرف الله حق معرفته، وتتمسك بدينها وتصبر في سبيله، وتمتحن بالإرهاب، فلا تخاف، وتبتلى بالعذاب فلا تهن أو تلين.
وماتت ماشطة ابنة فرعون وأبناؤها شهداء في سبيل الله، بعدما ضربوا أروع مثال في التضحية والصبر والفداء وعدم اليأس من رحمة الله.
امرأة بسيطة تعلقت روحها بالأمل الكبير الذي تطمح نحوه كل نفس مؤمنة وهو رضا الله والجنة.
أمل كان يحدوها ويطرد اليأس من نفسها وهي ترى فلذات كبدها يحترقون بنار فرعون وجبروته وصرخاتهم المتألمة على التراجع واليأس وفقدان الأمل والتبرم من هذا الوضع الأليم!!
لكنه الإيمان حين يتغلغل إلى الروح المؤمنة فتأتيها البشرى سراعا
(اصبري يا أماه في إنك على الحق)
**ولد مزغنة**
2009-01-15, 16:38
(14)
عصامي...قهر المستحيل
الشيخ سليمان عبد العزيز الراجحي بدأ من لا شيء حتى أصبح على خريطة رجال الأعمال البارزين لم يتسرب اليأس يوما إلى قلبه صد ق الله في كل صغيرة وكبيرة فأصدقه...
وفي لقاء مفتوح لا تنقصه الصراحة سرد تاريخ حياته منذ أن كان يعمل حمّالا يتقاضى ريالا واحدا حتى أصبح اليوم مديرا يدير 15000 موظف في مواقع عمله العديدة...
استمعوا إليه وهو يروي رحلة كفاحه بكل تواضع وثقة:
يقول الراجحي نشأت كغيري من الشباب في هذا البلد لا أمتلك من الشهادات الأكاديمية غير الشهادة الابتدائية والتجار في ذلك الوقت كانوا لا يملكون أكثر من ألف أو ألفي ريال بمعنى أنه كان هناك شح مادي، وفي بداية رحلتي عملت حمّالا بريال واحد وأنا أعتبر ذلك من باب الرجولة والفخر حتى لا أمد يدي لأحد، ثم بعد ذلك عملت صبيا وكان عملي شهري بريال ثم عملت رمّاد أجلب الرماد من المنازل ليخلط مع الطين وتبنى به المساجد بـ 10 ريالات وكان أصحاب المنازل يرفضون إعطائي الرماد إلا نظير أن أكنس لهم المطابخ لأنتقل بعد ذلك إلى مهنة الطباخة حتى صرت والحمد لله طباخا ماهرا، وكانت بداية عملي في الاقتصاد عندما عينني أخي صالح الراجحي موظفا معه في عام 1965م وكان راتبي في ذلك الوقت 1000 ريال.
أنصتوا إلى الشيخ سليمان وهو يتحدث عن سر نجاحه:
بتوفيق من الله كان لدي برنامج عمل لا أحيد عنه أبدا سواء كان ذلك خلال عملي في الصرافة أو في مجالات الزراعة أو الصناعة أو في مشروع الدواجن فأنا أول من يأتي إلى مكان العمل وآخر من يخرج منه ولابد أن يكون صاحب العمل مهتم بعمله وأول ما أسست شركة الراجحي كنت أخرج من المنزل قبل الفجر والساندويتش في جيبي وأدخل مكتبي قبل الموظفين بساعتين وأبدأ أعمل حتى كونت صروحي التجارية وأرسيت قواعدها.
والآن الشيخ سليمان الراجحي بتوفيق من الله يملك في كل محافظات المملكة العربية السعودية تقريبا ستة فروع لشركة الراجحي المصرفية للخدمات البنكية ناهيك عن الصرافات الالكترونية في كل طريق ومكان عدا العقارات والمراكز التجارية الضخمة والمشاريع التنموية في البلاد والجمعيات الخيرية وأعمال البر والإغاثة ودعم البحوث العلمية وطبع الكتب والمشاريع الدعوية...
من حمّال إلى صبيّ إلى رمّاد وكناس ثم إلى طبّاخ إلى موظف وفي الأخير رجل أعمال مشهور يدير 15000 عاملا وتعتمد عليه الدولة رسميا في اقتصاد المملكة...
شيخ متواضع بلحية بيضاء وجبّة فوق الكعبين لا يعترف بالاتيكات ولا بالرسميات يستقبل في مكتبه كبار رجال الأعمال والمسؤولين الأوروبيين والأمريكيين...
قلت: يذكر لي أحد طلبة العلم عن أحد الإخوة المقربين من الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله والقائم بأعمال الشيخ أنه سمع الراجحي يقول:
((ما تمنيت في هذه الدنيا كما تمنيت أن يرزقني الله علما كعلم ابن عثيمين...))
همم تركب القمم وعزائم تكسر الحواجز والعوادم...
وإذا كانت النفوس كبارا ****** تعبت في مرادها الأجسام
**ولد مزغنة**
2009-01-20, 17:11
(15)
مشلول ... لكنه عالم رياضيات!!!
عالم بريطاني... مقعد عمل أستاذ كرسي لمادة الرياضيات في جامعة كمبردج وهو الكرسي الذي كان يشغله نيوتن أصابه مرض وهو في العشرين من عمره أقعده عن الحركة وألزمه البقاء على كرسيه معظم حياته، ولكنه واصل مسيرته العلمية بقوة إرادة وإصرار...
في عام 1985م أصيب بالتهاب رئوي فخضع لعملية جراحية كبيرة فقد على أثرها قدرته على الكلام... وهكذا فقد الصوت كما فقد الحركة، فأعد له جهاز كمبيوتر خاص استخدمه في مخاطبة تلاميذه في المحاضرات ولم تمنع الإعاقة ستيفن هاوكمنج من السفر والمشاركة في المؤتمرات العلمية فقد زار الولايات المتحدة وروسيا وعددا من دول أوربا...
يقال عنه أنه مقعد لكنه متفائل وحياته الشخصية والعلمية مهدت لشخصية فذة تمتاز بالأمانة العلمية والإستقامة الشخصية والذكاء النادر ولولا هذه الصفات لما استطاع الوصول إلى ما صول إليه وهو الرجل المصاب بالشلل والعجز عن الكلام، رشح لنيل جائزة نوبل عن إبداعاته، واللافت في سيرته قوله في مقدمة كتابه (أنه باستثناء المرض الذي أصابه في العشرين من عمره فإنه يحسب نفسه رجلا محظوظا في كل أمر آخر)...
لقد عاش ستيفن أعواما عديدة برغم مرضه واجتاز توقعات الأطباء بموته المحتم وتجاوز إعاقته مستعينا بإصبعين فقط في يده اليمنى ساعداه في استخدام الحاسوب وفي إكمال كتبه وإصداره، القارئ لكتاب ستيفن يندهش من روح التفاؤل الغريبة التي تسود حديثه والابتسامة التي تبدو من خلال كلامه بل وروح الفكاهة التي تأسر القارئ والأهم من كل ذلك المادة العلمية التي حواها كتابه، وإلى جانب كونه عبقريا وبروفسورا في جامعة كمبردج يقول عنه عارفوه أنه يملك سحرا خاصا...
بالاستناد إلى ما سبق يتضح لنا أن الإنسان قادر على الانتصار ولا شيء يثنيه عن هدفه مهما آل إليه واقعه بشرط أن يتكيف ويقنع بما هو فيه، إضافة إلى تصميمه وتفاؤله بالغد الآتي على اعتبار أن الرجل الحقيقي هو الذي يصنع ظروفه وليس ذلك الذي يرزح تحت ظروفه، فلقد أثبت ستيفن هاوكنج تجاوزه لإعاقته بتحدي عظيم قلّ نظيره بين الأصحّاء...!!!
**ولد مزغنة**
2009-01-25, 17:07
(16)
السيناتور... ذو الوجه الطويل النحيل
عندما كنت في الخامسة عشر، كنت دائم المعاناة من القلق والمخاوف، فقد كنت طويلا جدا بالنسبة لسني، ونحيفا جدا، وكنت ضعيف الصحة، وكان الأولاد الآخرين يسخرون مني ويسمونني (ذو الوجه الطويل النحيل)، وقد تضخمت حساسيتي لذاتي لدرجة أنني أخشى لقاء الناس وقد ساعدني على العزلة أن أسرتي تمتلك بيتا ريفيا منعزلا.
كنت أتأمل جسمي الطويل الهزيل.. وأكاد لا أفكر إلا فيه، وفي يوم قالت لي أمي: (يا بنيّ يجب أن تحصل على درجة تعليمية... يجب أن تكسب رزقك بعقلك).
وحيث أن والداي لم يكونا قادرين على إرسالي للكلية لضعف ذات اليد، فقد أدركت أن مسؤولية تدبير مصاريف تعليمي تقع على عاتقي وحدي فعملت على توفير مبلغ من المال من خلال بيع بعض الحيوانات التي كنت أربيها، وفي الكلية ارتديت ملابس صنعتها لي أمي من ملابس كانت سابقا لأبي، ولكنها لم تكن على مقاسي.
انزعجت من العيش على مقربة من الطلاب الآخرين، الذين كانوا يسخرون مني ومن ملابسي الرثة وجسمي الطويل النحيل لذلك كنت أنعزل عنهم وأدرس بكتبي وقد كانت أمنيتي أن أستطيع شراء ملابس على مقاسي، لا أخجل من ارتدائها.
وبعد ذلك بفترة قصيرة ساعدتني أحداث أربعة حدثت لي على قهر ما كنت أكابده من قلق وشعور بالنقص ومنحتني شعورا بالشجاعة والثقة بالنفس وهذه الأحداث هي:
أولا: حصلت على شهادة تقدير من الدرجة الثالثة من أجل التدريس في المدارس الريفية العمومية بعد أن تقدمت إلى اختبار وقد كانت تلك الشهادة مؤشرا خاطفا إلى أن هناك من يثق بي.
ثانيا: عرض عليّ مجلس إدارة مدرسة ريفية أن أعمل لديهم بمرتب أربعين دولارا شهريا، وهذا أيضا مؤشرا أخر لوجود من يثق بي باستثناء أمي.
ثالثا: بمجرد أن حصلت على المال اشتريت بعض الملابس المستعملة... ملابس لا أخجل من ارتدائها ولو أن أحدا اليوم أعطاني مليون دولار فإنها لا تسعدني بقدر سعادتي عندما اشتريت أول بدلة مستعملة.
رابعا: أما نقطة التحول الرئيسية في حياتي فهي عندما حققت أول انتصار لي في نضالي ضد الإحباط والشعور بالنقص عندما اشتركت في مسابقة للكلام العام ، لم أكن أملك من الشجاعة ما يمكنني من التحدث مع شخص واحد، فما بالك بالتحدث أمام الجمهور، اخترت التحدث عن آخر شيء في العالم... الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في أن أتحدث عن موضوع: (الفنون الجميلة والفنون الليبرالية في أمريكا)، ولا أخفي سرا إذ أقول أني عندما بدأت الإعداد للكلمة لم أكن أعرف عنها شيئا، حفظت الكلام عن ظهر قلب، وجربت إلقاءه مئات المرات أمام الأشجار وكأنها الجمهور الذي سأتحدث أمامه.
وقد فزت بالجائزة الأولى... دهشت لما حدث وصدر عن الجمهور تصفيق كبير وجاءني نفس الأولاد الذين كانوا يسخرون مني ويسمونني (ذا الوجه الطويل النحيل، وهم يقولون: كنا نعرف انك تستطيع أدائها يا إلمر...).
ولقد خدمت في مجلس الشيوخ بولاية أوكلاهوما لمدة ثلاثة عشر عاما وكذلك في بيت الكونغرس لمدة أربعة أعوام، بلغت الخمسين حققت أمل حياتي حيث أنتخبت عضوا في مجلس الشيوخ بولاية أوكلاهوما.
وإنني إذ أروي قصتي هذه فإنني لا أتباهى حققت من إنجازات ربما لا تهم أحدا غيري ولكني رويتها كلها على أمل أن تقدم شيئا من الأمل وعدم اليأس و الشجاعة والثقة بالنفس لدى فقير يعاني من القلق، والخجل، والشعور بالنقص، والتي طالما عذبتني عندما كنت أرتدي ملابس والدي البالية وحذاءه الذي كان ينخلع من قدمي دائما كلما مشيت به.
ولك أن تعرف أيها القارئ أن ألمر توماس الذي كان يخجل من الملابس الواسعة وهو شاب، أصبح فيما بعد حاصلا على لقب أفضل أعضاء مجلس شيوخ الأمريكي أناقة.
فهل منحتك هذه القصة الواقعية شيئا من الأمل... أتمنى ذلك!!.
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2009-02-06, 13:08
(17)
نجاح ... رغم الشيخوخة
ولد كطفل عادي، ولم يكن هناك ما يوحي بأنه سيكون شيئا هاما في يوم من الأيام...
ترك المدرسة قبل الإعدادية وكان يجلس بالساعات دون عمل شيء يذكر، فإذا سألوه ماذا تفعل أجاب: (( أفكر فقط ))، وبعد طول تفكير قرر أن يبيع شراب الليمون في كشك صغير وعندما أصبح معه مئة دولار افتتح مع اثنين من أصدقائه محلا لبيع الأدوات الاستهلاكية إلا أن المشروع فشل.
ثم عمل في بيع حبوب القمح من منزل لآخر... ثم شارك في الصليب الأحمر كسائق لسيارة إسعاف، وبعد الحرب أصبح عاطلا وفشلت كل المحاولات ليعود إلى الدراسة، ووجد عملا في إذاعة شيكاغو لكنه تركه بعد عام ونصف، وعمل في العقارات، ويقول عن نفسه في تلك الفترة: (( لم يكن لدي ما أملكه لإعالة زوجتي وابنتي لقد تحطمت نفسيا ))، لكن هل أقعده يأسه عن العمل وأصبح عالة على أسرته، لا بل ظل يبحث ويعمل ويفكر ويحاول أن يطور من وضعه رغم الصعوبات المادية المحيطة به.
ففي عمر الخامسة والثلاثين شاهد اختراعا جديدا عبارة عن آلة خلاّط تخلط خمسة أنواع من العصير، فاستقال من عمله بعد سبعة عشر عاما قضاها في بيع الأكواب والصحون... وأقنع مخترع الخلاط بأن يتولى مهمة توزيع الإختراع في أرجاء الولايات المتحدة.
ولمدة عشرين عاما ظل يجوب أرجاء البلاد لبيع هذا الاختراع دون كلل أو ملل وذات يوم وحين كان عمره اثنين وخمسين عاما توقف عند مطعم صغير يستعمل نفس الخلاط الذي يقوم ببيعه.. وهنا كانت نقطة التحول في حياته فقد كان يملك المطعم حينها أخوين يبيعان فيه (( البطاطس )) و (( الهامبورجر )) ولفت انتباهه الإقبال الشديد على هذا المحل الصغير، فظل فيه طوال الليل، وفي اليوم التالي صارح الأخوين برغبته في مشاركتهما، واقترح أن يتم افتتاح سلسلة مطاعم من نفس النوع في جميع الولايات... لكن الأخوين لم يتحمسا لهذه المغامرة، وبعد مداولات وافقا على توقيع عقد يخوله افتتاح المطاعم التي يريدها في أي مكان على أن تحمل الاسم والديكور نفسه، والخدمة مقابل نصف في المائة من الدخل الإجمالي... وبعد سبع سنوات اشترى هذا البائع المتجول ما يملكه الأخوان ودفع كل ما يملك ثمنا لهذه الصفقة.
وظهر ماكدونالد للعالم يحمل اسم صاحبيه الأصليين، لا من قام بنشره ووطد دعائمه كمطعم للوجبات السريعة.
رحل صاحب هذه السلسلة الشهيرة راي كول عام 1984 عن عمر يناهز الثانية والثمانين، مخلفا ثروة طائلة وكلمات رائعة تقول: (( لقد ساعدتني الأيام التي قضيتها في الانتقال من عمل إلى عمل، صحيح أني نجحت متأخرا، ولكن هذا لا يعني أنني نجحت مصادفة )).
فقد اشتغل بائعا في كشك متواضع ثم بائعا متجولا بين منزل وآخر يبيع القمح وعمل سائق إسعاف وغاسلا للصحون والأطباق ثم موظفا بسيطا في إذاعة ثم بائعا في العقارات وأخيرا بائعا متجولا بين الولايات يبيع خلاطا كهربائيا بمردود مادي بسيط ولكن مع إرادة فولاذية لا تعرف اليأس.
وحين أصبح في الثانية والخمسين بدأ قصة نجاحه الباهرة فهل ندب حظه حينها أنه وصل متأخرا... لا بل شمر بعزم عن ساعد المثابرة لمدة سبع سنوات وحين أصبح في التاسعة والخمسين من عمره كان قد أصبح مالكا لسلسلة مطاعم ماكدونالد.
هكذا تولد قصص الناجحين دائما... عزيمة ... إصرار... تحدي... ونفس قوية لا تعرف اليأس!!.
(ملاحظة):
الغرض من هذه القصص الاستفادة من التجارب وأخذ العبرة بغض النظر عن صاحب القصة وما يعتقده ويفعله... ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )
محمد رياض 03
2009-02-11, 11:01
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
بارك الله فيك اخي
و منهم نعتبر و منكم نستفيد
**ولد مزغنة**
2009-02-20, 23:10
ممنون للأختين الكريمتين
على المرور
ونفع الله بكما
**ولد مزغنة**
2009-02-20, 23:15
(18)
لا يوجد مستحيل... فقط فكّر!!
هذه قصة حقيقية حدثت بين زبون وشركة جنرال موتورز والمدير التنفيذي.
هذه الشكوى وصلت عن طريق قسم بونتياك في شركة جنرال موتورز...
يقول صاحب الشكوى: (( هذه هي المرة الثانية التي أكتب لكم فيها وأنا لا ألومكم على عدم الرد علي، لأنني أبدو مجنونا لكنها الحقيقة ))
والقصة هي انه لدينا تقليد عائلي بتناول الكريما المثلجة بعد العشاء، ولكن أنواع الكريما المثلجة تختلف لذلك فنحن نصوت لاختيار النوع المطلوب وعادة أذهب أنا إلى المحل التجاري للحصول عليه...
وحقيقة أيضا أنني اشتريت سيارة بونتياك جديدة ومنذ ذلك الوقت أضحت رحلتي إلى المحل التجاري مشكلة.
ففي كل مرة أشتري مثلجات بنكهة الفانيليا أجد أن سيارتي لا تعمل ولو أنني اخترت أي نوع آخر من المثلجات فسيارتي تعمل بشكل جيد...
أريدكم أن تعلموا أنني جدي في هذا السؤال على الرغم من أنه يبدو سخيفا!!!
ما هي مشكلة البونتياك مع نكهة الفانيليا ؟!
سارع المدير بإرسال مهندسا للتحقق من الأمر رغم شكه بموضوع الشكوى، تفاجأ المهندس بترحيب رجل المثقف ناجح في منطقة سكنية جيدة...
واتفقا على الذهاب معا بعد العشاء لشراء الكريما المثلجة وحدث ما كان متوقعا فلم تعمل السيارة عند العودة، أعاد المهندس الكرة لثلاثة ليالي.
في الليلة الأولى حصلوا على نكهة الفراولة وعملت السيارة جيدا
وفي الليلة الثانية حصلوا على نكهة الشوكولا وعملت السيارة أيضا
في الليلة الثالثة حصلوا على نكهة الفانيليا فلم تعمل السيارة...
ولكون المهندس رجل منطقي رفض تصديق أن السيارة تتحسس من نكهة الفانيليا ولذلك لا تعمل فتدبر الأمر على أن يكرر الزيارات مهما أخذ ذلك من الوقت لحل هذه المسألة، وبدأ يكتب ملاحظاته حول الوقت، نوع البنزين المستعمل، وقت الذهاب والعودة...الخ
وفي مدة قصيرة حصل على مفتاح اللغز، وهو أن الرجل يأخذ وقتا أقصر في شراء الفانيليا بينما النكهات الأخرى يأخذ وقتا أطول.
والسبب هو أن نكهة الفانيليا مشهورة ومطلوبة جدا لذلك يضعها المحل التجاري في الأمام من المخزن لسهولة أخذها من قبل الزبائن، بينما بقية النكهات توضع في الخلف من المخزن التجاري مما يأخذ وقتا أطول في عملية شرائها.
السؤال المحير الآن هو: لماذا لا تعمل السيارة في الوقت الأقصر وبعد شراء الفانيليا؟!
كان جواب المهندس سريعا: هو قفل البخار.
الوقت الذي كان يأخذه في عملية الشراء كان يدع وقتا كافيا للمحرك حتى يبرد فيعود للبدء من جديد، بينما بعد شراء الفانيليا في الوقت الأقصر يكون المحرك مازال حارا فلا يتبدد البخار فيحدث قفل للسيارة...
(( تذكر ))
حتى المشاكل التي تبدو مجنونة في بعض الأحيان يكون لها حل، فقط فكّر بحلها بعمق وتذكر أن كل المشاكل تبدو بسيطة فقط عندما نجد الحلول لها بتفكير هادئ...!!!
مشكووووووووووووووووووووووور
**ولد مزغنة**
2009-02-25, 20:29
حياك ربي ومشكور على مرورك....
**ولد مزغنة**
2009-02-25, 20:32
(19)
خندق حول المدينة
عزم يهود بني النضير على الانتقام من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين أخرجوهم من ديارهم من المدينة، وجعلوا همهم أن يصنعوا جبهة قوية تتصدى للرسول وأصحابه.
انطلق زعماء بني النضير إلى قريش يدعوهم إلى محاربة المسلمين، فنجحوا في عقد اتفاق بينهما، ولم يكتف بنو النضير بتلك الاتفاقية وإنما انطلقوا أيضا إلى بني غطفان يرغبوهم في الانضمام إليهم وإلى قريش، وأغروهم بثمار السنة من نخيل خيبر إذا تم النصر بنجاح.
وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب، وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال.
لما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر، استشار أصحابه وقادته في الحرب، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه وعملوا به، كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتفقدون سير العمل فوجدوا صخرة كبيرة كانت عائقا أمام فكرة سلمان الفارسي، حيث كسرت المعاول الحديدية، فتقدم الرسول الكريم من الصخرة وقال: (( بسم الله )) فضربها فتصدعت وبرقت منها برقة مضيئة فقال: (( الله أكبر ... قصور الشام ورب الكعبة )) ثم ضرب ضربة أخرى فبرقت ثانية فقال: (( الله أكبر.. قصور فارس ورب الكعبة )) واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت ثلاثون يوما من البرد وشظف العيش.
بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد، ولكنهم يقابلون المسلمين من غير تحرك، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة وأقنعهم بفسخ الإتفاقية بينهم وبين المسلمين، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل أحد أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل، فوجده صحيحا، وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم.
وأخيرا جاء نصر الله للمؤمنين فقد تفككت روابط جيش المشركين، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم، وجرفت مؤنهم، وأطفأت نيرانهم، فدب الهلع في نفوس المشركين وفروا هاربين إلى مكة.
وحين أشرق الصبح، لم يجد المسلمون أحدا من جيوش العدو الحاشدة فازدادوا إيمانا، وازداد توكلهم على الله الذي لا ينسى عباده المؤمنين.
وهكذا لم تكن غزوة الأحزاب هذه معركة ميدانية وساحة حرب فعلية، بل كانت معركة أعصاب وامتحان نفوس واختبار قلوب ولذلك أخفق المنافقون ونجح المؤمنون في هذا البلاء.
لأنهم أحسنوا الظن بخالقهم ولم ييأسوا من رحمته.
**ولد مزغنة**
2009-03-10, 16:34
(20)
قصة طموح
قصة نجاح كانت شرارة انفجار لثورة من التقدم والرقي والحضارة في اليابان، تلك القصة هي قصة شاب اسمه تاكيو أوساهيرا.
ذلك الشاب الذي خرج من اليابان مسافرا مع بعثة تضم مجموعة من أصحابه متجهين إلى جامعة هامبورغ في ألمانيا وصل إليها ووصل معه الحلم الذي كان يصبوا إليه ويراه بعينيه، ذلك الحلم هو أن ينجح في صناعة محرك يكون أول محرك كامل الصنع يحمل شعار ((صنع في اليابان))... ذلك حلمه، بدأ يدرس ويدرس بجد أكثر وعزيمة أكثر... ومضت السنوات سراعا، وكان أساتذته الألمان يوحون إليه (بأن نجاحك الحقيقي هو من خلال حصولك على شهادة الدكتوراه في هندسة الميكانيكا) لكنه يعرف أن نجاحه الحقيقي هو أن يتمكن من صناعة محرك.
وبعد أن أنهى دراسته، وجد نفسه عاجزا عن معرفة ذلك اللغز... ينظر إلى المحرك ولا يزال يراه أمرا مذهلا في صنعه، غامضا في تركيبه لا يستطيع أن يفك رموزه جاءت الفكرة مرة أخرى، ليحلق من خلالها في خياله وليمضي نحو عزيمة تملكته، وشعور أسره تلك الفكرة... لابد الآن أن أتخذ خطوة جادة من خلالها أكتشف كيف يمكن أن أصنع المحرك، وصدقوني أن النجاح الذي نحصل عليه ينطلق من خلال فكرة نصنعها نحن ونمضي في تحقيقها.
تلك هي الفكرة التي مضى ذلك الشاب ليحققها، فحضر معرضا لبيع المحركات الإيطالية واشترى محرك بكل ما يملكه من نقود أخذ المحرك إلى غرفته، وبدأ يفكك أجزاءه قطعة قطعة وبدأ يرسم كل قطعة يفككها ويحاول أن يفهم لماذا وضعت في هذا المكان وليس في غيره، وبعد أن انتهى من تفكيك المحرك قطعة قطعة ... بدأ في تجميعه مرة أخرى واستغرقت العملية... ثلاثة أيام، نعم ثلاثةأيام من العمل المتواصل لم يكن يأكل إلا وجبةواحدة يوميا ولا ينام خلالها أكثر من ثلاث ساعات.
كان يعمل بجد ودأب وفي اليوم الثالث استطاع أن يعيد تركيب المحرك ون يعيد تشغيله مرة أخرى... فرح كثيرا وأخذ المحرك وذهب يقفز فرحا نحو مسئول البعثة ورئيسها... وهو يصرخ قائلا استطعت أن أعيد تشغيل المحرك بعدما أعدت تجميع القطع قطعة قطعة.
تنفس الصعداء، شعر بالراحة... الآن نجحت لكن الأستاذ أشار إليه لا لم تنجح بعد، النجاح الحقيقي هو أن تأخذ هذا المحرك... وأعطاه محركا آخر، هذا المحرك لا يعمل، إذا استطعت أن تعيد إصلاح هذا المحرك فقد استطعت أن تفهم اللغز.
تجربة جديدة... أخذ المحرك الجديد حمله وكأنه يحتضن أعز شيء إليه، إنه يحتضن الحلم إنه يحتضن الهدف وراح يمضي بعزيمة، دخل إلى غرفته وبدأ يفكك المحرك من جديد، وبنفس الطريقة... قطعة قطعة بدأ يعمل على إعادة تجميعه واكتشف الخلل... قطعة من قطع المحرك تحتاج إلى إعادة صهر وتكوين من جديد.
فكر أنه إذا أراد أن يتعلم صناعة المحركات، فلابد أن يدرس كعامل بسيط كيف يمكن أن يقوم بعملية صهر وتكوين وتصنيع القطع الصغيرة حتى يستطيع من خلالها أن يصنع المحرك الكبير وبدلا من أن يحضر لرسالة الدكتوراه كما أراد أساتذته الألمان إلتحق بمصنع لصهر الحديد والنحاس والألمنيوم، ولبس البذلة الزرقاء وبدا بالعمل كعامل يطيع أوامر عامل الصهر... مع أنه من الأسرة السامورائية العريقة العظيمة باليابان... لكنه كان يخدم بلده التي يهون في سبيلها كل شيء، وعمل سري على تجميع باقي القطع بعد أن اكتشف الخلل واستطاع أن يصلح القطعة، وركب المحرك من جديد بعد عشرة أيام من العمل المتواصل، عشرة أيام من الجد والعزيمة لم ينم خلالها إلا القليل من الساعات، في اليوم العاشر طربت أذنه بسماع صوت المحرك وهو يعمل من جديد حمل المحرك سريعا وذهب إلى رئيس البعثة... الآن نجحت، هذا هو الحلم وتلك هي العزيمة، رجع ذلك الشاب إلى اليابان وتلقى مباشرة رسالة من إمبراطور اليابان وكانوا ينظرون إليه بتقديس وتقدير.
رسالة من إمبراطور اليابان!! ماذا يريد فيها؟؟ أريد لقاءك ومقابلتك شخصيا على جهدك الرائع وشكرك على ما قمت به.
رد على الرسالة، لازلت حتى الآن لا أستحق أن أحظى بكل ذلك التقدير بكل ذلك الشرف، حتى الآن أنا لم أنجح.
بعد تلك الرسائل بدأ يعمل من جديد في اليابان عمل تسع سنوات أخرى، بالإضافة إلى تسع سنوات ماضية قضاها في ألمانيا استطاع بعدها أن يحمل 10 محركات صنعت في اليابان، حملها إلى قصر الإمبراطور الياباني وقال الآن نجحت... عندما استمع إليها الإمبراطور الياباني وهي تعمل... تهلل وجهه فرحا، هذه أجمل معزوفة سمعتها في حياتي، صوت محركات يابانية الصنع 100% الآن نجح تاكيو أوساهيرا وبعدها عاد إلى بيته ولأول مرة منذ 18 سنة ينام لعشرة ساعات متواصلة.
الآن نجح تاكيو أوساهيرا عندما حول الفكرة التي حلقت في خياله من مجرد فكرة إلى هدف يخطو إليه يوما، بعد يوم بفضل عزيمته وإصراره وحبه لبلده.
ومن ذلك اليوم قرر كل عامل ياباني أن يعمل 9 ساعات يوميا بدلا من 8، يعمل 8 ساعات لنفسه وأولاده وساعة من أجل اليابان.
ملاحظة:
هذه القصة أمس فقط ذكرها الشيخ عايض القرني وأنا أشاهد قناة الراية الإسلامية مستدلا بها على الموضوع....
RAYANE22
2009-03-10, 20:57
http://up.graaam.com/up1/pic4/623919460d.gif (http://www.graaam.com/)
**ولد مزغنة**
2009-03-16, 16:15
مشكور أخوي على مرورك ونفع الله بك....
أعتذر لإخواني عن هذا الغياب لأنني لم آلو جهدا في الدخول للمنتدى لكن دون جدوى !!!!!
فالآن لتوي فقط تمكنت من الدخول.... فالله المستعان!!!!
**ولد مزغنة**
2009-03-16, 16:17
(21)
وأصبحا.... ملك وعالم!!
دخل كافور الإخشيدي الذي حكم مصر أيام المماليك مع صاحب له مقيدا بالحديد، فمرا على رجل له شوي أي مطعم بذلك الزمان فقال صاحبه: أتمنى أن يشتريني صاحب هذا الشوي فأشبع لحما...
وقال كافور الإخشيدي: أتمنى أن أحكم مصر بأكملها....
ودارت الأيام واشترى صاحب الشوي ذلك المملوك، وحكم الإخشيدي مصر في قصة طويلة معروفة بالتاريخ.
لقد كان سيد التابعين عطاء بن أبي رباح أسودا، أعورا، أفطسا، أشلا، أعرجا، ثم عمي بعد ذلك.
قال عنه إبراهيم الحربي: كان عطاءا عبدا أسودا لامرأة من أهل امكة وكان أنفه كأنه باقلاء....
ستة عيوب كانت في عطاء، ماذا تظنه قد فعل بها؟
هل تكسرت عزائمه؟
هل بكى على قدره يائسا منتظرا يوم موته للخلاص من الدنيا والخلاص من تهكمات الناس وسخريتهم؟
هل قال عطاء لنفسه: عبد مملوك سأظل هكذا إلى الأبد، أنا أسود وأعور وأشل و... لن يقبلني أحد؟!
لقد كان لعطاء أذنان تسمعان، ورجلان تمشيان، كان لعطاء لسانا يتكلم، ويدا تكتب، وعقلا يفكر ويحفظ... هذا ما وده عطاء في نفسه، كان ينظر بعين المتفائل الراضي الذي يمتلك الكثير من النعم... لقد كان يعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، المهم كيف أرى نفسي لا كيف يراني الناس!!، إذا كنت ترى نفسك قويا ذكيا فهكذا ستبدو وبهذا سيعاملك الناس، إن السعيد هو من يرى الوجود سعيدا.
لقد صاح المنادي في زمن بني أمية في مكة أيام الحج: لا يفتي الناس إلا عطاء.
وقال عنه الإمام أبو حنيفة: ما رأيت أفضل من عطاء.
وقال الإمام إبراهيم الحربي: جاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه وهو يصلي، فلما صلى التفت إليهم فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حول قفاه إليهم، ثم قال سليمان لابينه: قوما، فقاما... فقال: يا بني لا تنيا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود.
لقد أصبح عطاء بن أبي رباح عالم الدنيا في زمنه لأنه رسم صورة ذهنية متفائلة مشرقة عن نفسه وواقعه، فكان له ما رأى وتوقع...
تفاءلوا بالخير تجدوه...
هذه كانت قصة عطاء الذي مكث في الحرم 30 سنة يطلب العلم.
**ولد مزغنة**
2009-03-19, 15:40
(22)
بكت أخاها وفرحت لموت أولادها الأربعة
إن أثر وقوع المصيبة على المؤمن يختلف تمام الاختلاف عن الكافر، ولنأخذ حال امرأة في جاهليتها كافرة وقعت عليها مصيبة، ولما صارت مؤمنة في الإسلام وقعت مصائب فاختلف حالها في إسلامها عن حالها لما كانت كافرة، تلك المرأة هي الخنساء، التي فقدت في جاهليتها أخيها لأبيها صخر فملأت الآفاق عليه بكاء وعويلا، ونياحة وشعرا حزينا حتى قالت:
يذكرني طلوع الشمس صخرا ***** وأذكره بكل غروب شمس
ولـولا كثـرة الباكـين حـولي ***** على إخوانهم لقتلت نفـسي
هذه المرأة هي نفسها المرأة التي أسلمت وحضرت حرب القادسية مع أبنائها الأربعة وجلست معهم في تلك الليلة الحاسمة موجهة إياهم:
يا بني!! إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إليه إلا هو إنكم لبنو رحم واحد، كما أنكم بنو رجل واحد، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا غيرت نسبكم وق تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية والله يقول: ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون))، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائكم مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها تظفروا بالغنم والشهادة في دار الخلد والسعادة.
فلما أصبحوا باشروا القتال بقلوب فتية، وأنوف حمية، تدفعهم وصبة أمهم بموعود ربهم إذا فتر احدهم ذكره إخوته وصية العجوز فزأر كالليث، وانطلق كالليث، وانطلق كالسهم، وانقض كالصاعقة حتى استشهدوا واحدا بعد واحد، فبلغ الأم نعي أولادها الأربعة فلم تلطم خدا، ولم تشق جيبا، ولم تطلق صيحة، ولا نياحة، ولكنها استقبلت النبأ بإيمان الصابرين وفضل المؤمنين فقالت:
الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
أيها أشق على النفس؟
الأخ لأب أم الأولاد الأربعة؟
الواحد أم الأربعة؟
ومع ذلك كان للمرأة موقف آخر يختلف تمام الاختلاف عن الموقف السابق، فما الذي تغير؟!
تغير شيء واحد إنها النقلة من الكفر إلى الإسلام، ومن الجاهلية إلى الإيمان، ولذلك كان الكفر يأسا وكان الإسلام أملا، الإيمان أمل بالله تعالى وهو الذي يجعل المسلم يطلب ويرجو رحمة ربه ويطرد اليأس من حياته لأن اليأس يعني الكفر بالخالق والقنوط من رحمته.
**ولد مزغنة**
2009-03-20, 17:29
(23)
نجاح رغم الصمم!!!
ولد الرافعي في قرية (بهتيم) بمحافظة (القليوبية) عام 1880م واستقر فيما بعد في مدينة (طنطا) وعاش فيها كل حياته.
دخل الرافعي المدرسة في نحو الثانية عشر من عمره، فأتم الدروس الابتدائية، ولكنه لم يتجاوزها، إذ أصيب بمرض شديد لم يتركه إلا بعد أن أثر في أعصاب سمعه، فأخذ سمعه يضعف ويثقل حتى أصبح أصم وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، فلم يعد يصله من أحاديث العالم من حوله شيء.
انكب الرافعي على الدرس والمطالعة، وحصل على عمل فعهدت إليه الكتابة في بعض المحاكم الشرعية، واستقر أخيرا في محكمة (طنطا)، يتولى الكتابة فيها إلى يومه الأخير.
ولم يساعده الصمم على الاختلاط الكثير بين الناس، ولكنه كان حسن العشرة دقيقا في أعماله، كما عرف فيه شدة تدينه وغيرته على التقاليد الموروثة عن السلف.
لقد أثرى الرافعي معلوماته اللغوية بحفظ القرآن الكريم والحديث النبوي ومواقف أعلام الإسلام وشعر القدماء والمحدثين وخطبهم وآثارهم، وكان شاعرا مبدعا، وكاتبا بارعا ومؤرخا وناقدا.
ترك الرافعي رغم حياته القصيرة نسبيا تراثا أدبيا وفيرا، فقد خلف ديوانين في الشعر إضافة إلى كتب أدبية عديدة وقصائد متفرقة.
هكذا هم الناجحين يحولون أي عقبة في طريقهم إلى تحدي يرسمون به قصة إبداع باهرة!!.
اللهم فرج كرب المسلمين والمسلمات
بارك الله فيك
**ولد مزغنة**
2009-03-22, 17:29
شكرا لكِ ومستانس بمروركِ....
**ولد مزغنة**
2009-03-22, 17:33
(24)
من موصّل للأوراق ..إلى مدير عام المنظمة العربية
نموذج سعودي مشرق لرجل عصامي مكافح بدأ من الصفر وارتقى السلم بدون أن يسمح لليأس أن يتسلل إلى نفسه رغم قسوة الظروف من حوله.
تضطر الظروف الإنسان أحيانا للخروج إلى سوق العمل في سن مبكرة، وهو ما يجعل البعض يتوقف عن التعليم ويبدأ في خوض تجارب الحياة والتعلم منها بنفسه، وقليل ممن تضطرهم الظروف للعمل في سن صغيرة يحرصون على استمرار التعلم، بل الإصرار على نيل أعلى الشهادات وتقلد أرقى الوظائف.
وهذا ما حدث مع الشاب محمد إبراهيم التويجري.....
من مواليد الجبيل بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية عام 1946م عندما اضطرته الظروف الاجتماعية والاحتياج المادي إلى البحث عن عمل بعد حصوله على الشهادة الابتدائية.
فقد عمل التويجري وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة بمستودع بالسكة الحديدي لمدة شهرين، ثم انتقل بعدها إلى العمل بعدة أعمال بسيطة، حتى شغل وظيفة مراسل في أحد البنوك السعودية وهو في سن السادسة عشرة، حيث كان يتنقل بين إدارات البنك لتوصيل الأوراق بين الموظفين.
ثم بدأ استكمال دراسته من خلال فصول التعليم الليلي (محو الأمية) حتى حصل على شهادة المتوسطة (دبلوم التجارة) من مدارس الدمام التجارية المتوسطة عام 1964م، وانعكس ذلك على عمله، حيث تدرج بالسلك الوظيفي للبنك الذي يعمل به، فقد انتقل من وظيفة مراسل إلى كاتب بالبريد، ثم طابع على الآلة الكاتبة عربي، حتى استطاع شغل وظيفة رئيس قسم الخدمات، وبعدها رئيس قسم الحسابات التجارية بنفس البنك عام 1965م.
خلال هذه الفترة نجح التويجري في تكوين مدخرات، ساعدته في الحصول على بكالوريوس علوم من جامعة دنفر بالولايات المتحدة الأمريكية تخصص إدارة أعمال عام 1976م، ثم ماجستير إدارة الأعمال من نفس الجامعة تخصص مالية عام 1979م، والدكتوراه من جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة تخصص إدارة أعمال عام 1982م.
انتقل الشاب السعودي بعد ذلك للعمل بصفة أكاديمي متخصص في علم الإدارة، فعمل أستاذا مساعدا لإدارة الأعمال، ثم أستاذ إدارة الأعمال عام 1994م بأكاديمية الإدارة بالسعودية، حتى استطاع شغل مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية التي مقرها القاهرة، وهذه المنظمة هي إحدى المنظمات المتخصصة المنبثقة من جامعة الدول العربية.
شخص مكافح شق الصخر بيديه فاستحق ما وصل إليه بجدارة، طرد اليأس من قاموس حياته فأصبحت قصة كفاحه وساما يتلألأ على صدره يروي لنا حكاية الإرادة حين تتحدى اليأس!!
الدكتور محمد إبراهيم التويجري كان قويا لأنه آمن بربه ثم اعتمد على نفسه في صعود سلالم المجد رغم وعورتها فهو لم يرض عن العلا بديلا فكان له ما أراد بعون ربه!!
**ولد مزغنة**
2009-03-25, 17:58
(25)
ثلاثة....وثلاثة
ما أعجب قصة هؤلاء النفر الثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خلّفوا عن القتال فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، بعد أن عزلهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن المجتمع المسلم، ونهى الناس عن تكليمهم، فصاروا غرباء في أهلهم وذويهم، حتى وصل الحال إلى أن أمر زوجاتهم بفراقهم، فصاروا كالمنبوذين في المدينة، لا يتصل بهم أحد ولا يكلمهم أحد، حتى نزل فرج الله سبحانه وتعالى بالتوبة عليهم، فوسّع الله عليهم بعد أن كانوا في ضيق، ونفّس عنهم بعد أن كانوا في كربة.
قال تعالى (( وعلى الثلاثة الذين خلّفوا حتى إذا ضاقت بهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )) (التوبة:118).
تخيل نفسك في وضع أحدهم... حصار اجتماعي فلا يسمح لأحد ممن حولهم أن يكلمهم... ضغط نفسي من شدة تأنيب الضمير مع وجود من يخفف عنهم... غربة موحشة حين تتفرس أعين القوم بهم بلغة اللوم والعتاب وهم لا يجدون عذرا مقبولا يدافعون به عن أنفسهم... بعد عن الزوجات والأبناء رغم القرب... يا له من ضغط نفسي لا تصمد أمامه النفس البشرية كثيرا!!
ولكن حين ضاقت النفس بهم بعد ضيق الأرض برحابتها جاءهم الفرج من لدن رب غفور رحيم... فتفكر أيها المتضايق من سجن نفسه واهتف بحرارة وصدق (يا رب)....
وتذكر أيضا قصة الثلاثة من بني إسرائيل الذين دخلوا في الغار، فانطبقت عليهم الصخرة، ثم فرج الله سبحانه وتعالى عليهم بعد أن أيقنوا بالموت والهلاك.
واسأل نفسك... هل فعلت عملا صالحا مثلهم تتقرب إلى الله به وتسأله أن يفرّج به كربك حين تغشي الأزمات حياتك؟؟
إن كان الجواب لا فبادر من الآن...ولا تتكاسل!!
ملكة العز
2009-03-25, 19:23
جزاك الله كــــــــــــــــــــــــــــــل الخير ان شاء الله
شكرا جزيلا لك
**ولد مزغنة**
2009-03-30, 16:06
وإياك يا أختي....
ملكك وعزك في دينك....
**ولد مزغنة**
2009-03-30, 16:10
(26)
نزهة في السجن...!!
سقطت (بغداد) في يد التتار، فأخذوا يخربون البلاد، ويأسرون العباد، والناس يفرون من أمامهم، وقد سادهم الذعر الشديد، وفي هذا الوقت الحالك السواد المدلهم الظلمة، ولد تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية في (حران) بالغرب من (دمشق) في يوم الاثنين 10 ربيع الأول 661هـ ، بعد سقوط (بغداد) في أيدي التتار بثلاث سنوات.
كان ابن تيمية قوي الإيمان، فصيح اللسان، شجاع القلب، غزير العلم، وكان قوة عظمى يحسب لها الأعداء ألف حساب، فازداد الناس تعلقا به، والتفافا حوله، وظل يقضي وقته بين التدريس في المساجد، وتبصير الناس بأمور دينهم، وبيان ما أحل الله وحرم، والدفاع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن أعداءه ومنافسيه كانوا له بالمرصاد، فأوقعوا بينه وبين سلطان مصر والشام ركن الدين بيبرس فنقل إلى مصر وتمت محاكمته بحضور القضاة وكبار رجال الدولة، فحكموا عليه بالحبس سنة ونصف في القلعة، ثم أخرجوه من السجن، وعقدوا جلسة مناظرة بينه وبين منافسيه وخصومه، فكسب ابن تيمية المناظرة، ورغم ذلك لم يتركه الخصوم فنفي إلى الشام، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر وحبس، ثم نقل إلى الإسكندرية حيث حبس هناك ثمانية أشهر.
واستمرت محنته واضطهاده إلى أن عاد إلى القاهرة حيث قرر السلطان الناصر محمد قلاوون براءته من التهم الموجهة إليه، وأعطاه الحق في عقاب خصومه الذين كانوا السبب في عذابه واضطهاده، لكن الإمام ابن تيمية فضّل أن يعفوا عنهم!! وهكذا تكون شيم الكرام.
وظل ابن تيمية في القاهرة ينشر العلم، ويفسر القرآن الكريم، ويدعو المسلمين إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، ثم رحل إلى دمشق بعد أن غاب عنها سبع سنين، وخلال وجوده هناك أفتى في مسألة، فأمره السلطان بأن يغير رأيه فيها، لكنه لم يهتم بأوامر السلطان وتمسك برأيه وقال: لا يسعني كتمان العلم.
فقبضوا عليه وحبسوه ستة أشهر، ثم خرج من سجنه، ورجع يفتي بما يراه مطابقا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لكن خصومه انتهزوا فرصة إفتائه في مسألة شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين، فقد كان يرى أن تلك الزيارة غير مشروعة ومنهي عنها، فشنّعوا عليه حتى حبس وهو وأخوه الذي كان يخدمه، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والكتابة، لكنهم منعوه من ذلك، فأرادوا كتمان صوت علمه أيضا، فأخرجوا ما عنده من الحبر والورق، فلم تلن عزيمته ولم تضعف همته وتحداهم، فكان يكتب بالفحم على أوراق مبعثرة هنا وهناك.
وكان من أقواله:
(إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة)
وقال: (ما يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة)
وكان يقول في محبسه في القلعة: (لو بذلتُ ملء هذه القاعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير)
وقال: (المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه)
ويقول تلميذه ابن القيم عنه:
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا، تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة.
وقد توفي ابن تيمية رحمه الله عام 728هـ وهو على حاله صابرا مجاهدا، مشتغلا بالعلم، وحضر جنازته أكثر من خمسمائة ألف مسلم، وله مؤلفات كثرة تجاوزت ثلاثمائة مجلد أغلبها في الاعتقاد والفقه وأصوله والتفسير.
نفي، وسجن، وتغريب، وتعذيب... لم توهن مجتمعة أو متفرقة من عزيمة هذا العالم الكبير!! سجنوه ومنعوا القلم والقرطاس عنه فلم ييأس... بل بحث عن بصيص أمل يومض في ظلام سجنه الجائر فوجد قطع الفحم فأشعلها بين أصابعه نورا ينثر ضيائه على قراطيسه البيضاء!!
زج به بريئا في عتمة سجن بارد موحش... فلم يثر أو ينهار أو ييأس بل قال بكل تفاؤل وأمل (حبسي خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة) فكان عزاؤه لنفسه بهذه الكلمات النورانية أشبه بمشعل متوقد منحه من القوة والصلابة ما جعله يورث لنا هذا الكم الهائل من المؤلفات التي بقيت آثارها في حين لم يبق الزمان آثارا لكلمات سجّانيه وظالميه!!.
فتأمل أيها القارئ صلابة هذا العالم، وضياء الأمل الذي منحه النور الإيماني العجيب في داخله، فصار هذا الإمام مثلا يقتدى به في زماننا علما وعملا وسلوكا، عَلَمٌ يعرفه القاصي والداني والكبير والصغير والعالم والجاهل!!
طه الهلالي
2009-04-01, 22:19
السلام عليكم اخي العزيز ولد مزغنة
بارك الله فيك علىالتذكير بقصة البطل المجاهد شيخ الاسلام عليه رحمة الله
**ولد مزغنة**
2009-04-03, 15:09
السلام عليكم اخي العزيز ولد مزغنة
بارك الله فيك علىالتذكير بقصة البطل المجاهد شيخ الاسلام عليه رحمة الله
هلا والله بالغالي....
مستانس بمرورك وفالك طيب
**ولد مزغنة**
2009-04-03, 15:14
(27)
ينتظر الفرج رغم القصاص....!!!
حكى محمد بن الحسن بن المظفر قال:
حضرت يوما في مجلس أيام نازوك والي دمشق أيام الخليفة المقتدر، فأخرج وزيره جماعة حكم بقتلهم والناس ينظرون دون أن يستطيعوا حتى الاحتجاج، فقتل بعضهم.
ثم أخرج غلاما حدث السن، مليح المنظر، فرأيته لما وقف بين يدي وزير نازوك، تبسم.
فقلت: يا هذا، أحسبك رابط الجأش شجاعا لأني أراك تضحك في مقام يوجب البكاء، فهل في نفسك شيء تشتهيه؟
فقال: نعم، أريد رأس خروف حار ورقاقا.
فسألت صاحب المجلس أن يؤخره قتله إلى أن أطعمه ما يريد، ولم أزل أرجوه وأتوسله، إلى أن أجاب وهو يضحك مني، ويقول: أي شيء ينفعه هذا وهو سيقتل بعد قليل!!
قال: وأرسلت بسرعة من أحضر ما طلبه من رأس حار ورقاق، واستدعيت الفتى فجلس يأكل غير مكترث بالحال، والسياف قائم، والقوم يساقون فتضرب أعناقهم.
فقلت: يا فتى أراك تأكل بسكون وقلة فكر.
فأخذ قشة من الأرض فرمى بها رافعا يده وقائلا وهو يضحك: يا هذا، إلى أن تسقط هذه إلى الأرض مائة فرج!!
قالوا: فو الله ما استتم كلامه حتى وقعت صيحة عظيمة، وقيل: قد قتل نازوك.
وأغارت العامة على الموضع، فوثبوا بصاحب المجلس وكسروا باب الحبس وخرج جميع من كانوا فيه.
فاشتغلت أنا عن الفتى، وهربت بنفسي حتى ركبت دابتي مهرولا وصرت إلى الجسر أريد منزلي.
فو الله ما توسطت الطريق حتى أحسست بإنسان قد قبض على يدي برفق وقال: يا هذا ظننا بالله عز وجل أجمل من ظنك، كيف رأيت لطيف صنعه؟
فالتفت فإذا هو الفتى بعينه، فهنأته بالسلامة فأخذ يشكرني على ما فعلته، وحال الناس والزحام بيننا وكان هذا آخر عهدي به.
حسن ظن بالله رغم سيف السياف الذي يلمع فوق رأسه... هكذا الأمل بالله وإلا فلا!!!
ما بين غمضة عين وانتباهتها === يبدل الله من حال إلى حال
**ولد مزغنة**
2009-04-06, 16:18
(28)
همم صنعت التاريخ
ـ عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد نجح في بناء دولة إسلامية لم يشهد ا لتاريخ من بعدها مثيلا، فأمن الناس على أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم، وعزوا فلم يجرؤ أحد على إذلالهم، وفاض المال حتى لم يجدوا من يأخذه، وكل ذلك في سنتين فقط لا غير....!!!
ـ وفرّ عبد الرحمن الداخل إلى الشام بعد سقوط الدولة الأموية من أيدي العباسيين، فلم يرضه ما آل إليه أمره فأبى إلا النجاح، فشيد ملكا عظيما في قعر بلاد النصارى!!، وأقام حضارة إسلامية دامت قرونا طويلة، أخرج الله بها الغرب من ظلمات الجهل إلى نور العلم فسادوا بهذا العلم الدنيا بحذافيرها.
ـ وهرب الطفل الرضيع صلاح الدين الأيوبي مع أبيه وعمه وجميع أهله فرارا من القتل المحتم ولما جاع الطفل الرضيع صاح وأوشك أن يكشف أمرهم في جنح الليل لولا قدر الله عز وجل الذي حماه بيد عمه الذي أدخله صندوقا فأسكته ثم تمر سنين ليست طويلة وإذا بهذا الطفل الطريد ينجح في دخول بيت المقدس فيكسر الصليب ويرفع راية التوحيد ويحدث تغييرا عجز أكثر من ألف ومائتي مليون مسلم أن يحدثوه اليوم!!!
ـ وهذا مانديلا عاش 28 عاما في سجن جنوب أفريقيا وكان يرنو إلى النجاح ويؤجج عوامله وهو في سجنه حتى أخرجه حاكم جنوب أفريقيا مرغما من سجنه، وأصبح مانديلا هو الحاكم، والحاكم السابق اليوم في طي النسيان، فيا للعجب!!!
ـ وقد سئل أحد الزنوج وكان مليونيرا فقيل له: كيف أصبحت مليونيرا؟ فقال: بأمرين ومن فعلها فسيصبح مثلي:
الأول: أنني قررت أن أصبح مليونيرا!!!
والثاني: أنني حاولت أن أصبح مليونيرا!!!
ـ لاحظ هنري فورد صاحب وكالات سيارات فورد المعروفة، تدني إنتاجيته لقطع الغيار، فحاول بطريقة أو بأخرى أن يحسن الإنتاجية فلم يستطع، وبعد عدة محاولات وبحكمته قرر أن يحضر مجموعة ملونة من الطباشير وكتب على الأرض عددا قريب من العدد الذي يريد أن ينتجه (على سبيل المثال: إذا كان يريد إنتاجية 750 قطعة في اليوم فإنه يرسم على الأرض 730)وبعد أن أتى العمال في فترة الصباح ورأوا ما نقش على الأرض، استغرب كل منهم ذلك الأمر، فقال أحدهم: أنا أعرف من فعل ذلك، فقالوا له: من فعل ذلك؟ فقال: إنهم عمال الفترة المسائية أرادوا أن يخبرونا أنهم استطاعوا أن ينجزوا 730 قطعة، يجب أن نعمل اليوم بجد حتى نزيد عليهم، اشتغل العاملون إلى أن حطموا الرقم القياسي، ونقشوا على الأرض الرقم الذي وصلوا إليه، وحين بدأ عمال الفترة المسائية يتوافدون بالحضور، لاحظوا ما لاحظه عمال الفترة الصباحية وقالوا مثلما قال عمال الصباح، فقرروا أن يغيروا ذلك الرقم ويزيدوا عليه، وهكذا حتى وصل هنري فورد لما يريد وحقق النجاح وأنجز مهمته بدون أي تكلفة فقط بالحكمة.
((همسة))
النجاح يحتاج إلى أناس عقلاء وأذكياء لهم همم عالية لا يرضيهم الواقع المعوج ولا يركنون إلى الحال الرديء، هممهمكالجبال الشم الشامخات وهم في حركةدائبة لا يكل أحدهم ولا يمل....
استعن بالله عز وجل واسأله التوفيقوالسداد واحرص على إخلاصنيتك، فليس النجاح هدف بحد ذاته إنما هو وسيلة لتحقيق مرضاةاللهعزوجل فيما ينفع الناس.
عبد الصمد مسعود
2009-04-13, 22:50
[
أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك حين قنطت من رحمته ويئست من فرجه ويسره.....!!!!! ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.... امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.... وقل كما قال أيوب عليه السلام: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
نفاعناالله بما لديك ...
[/quote]
**ولد مزغنة**
2009-04-14, 20:35
مسرور ومستانس بمرورك
أخي عبد الصمد
**ولد مزغنة**
2009-04-14, 20:39
(29)
ابتسم من أجل الصورة
ولد مخترع الصور الفوتوغرافية تشستر كارلسون عام 1906، في ولاية واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان والداه مريضين بالسل إضافة إلى أن والده كان يعاني من مرض خطير في الظهر مما اضطر كارلسون إلى تحمل مسؤلية منزله في سن مبكرة.
ففي الصباح الباكر يقوم بتنظيف المنزل وبعد ذلك يذهب إلى مدرسته، كان طالبا نشيطا فقد أنشأ مجلة كيميائية للمدرسة تنقل بين عدد من الولايات لتوفير الجو المناسب لوالديه ولكنهما توفيا وهو في سن مبكرة، توفيت والدته عندما كان عمره 17سنة وبعد ذلك توفي والده.
بعد ما أصبح وحيدا التحق بمعهد كاليفورنيا التقني وحصل على درجة البكالوريوس في علوم الفيزياء، ولكنه كان مدينا للمعهد بمبلغ 140 ألف دولار ولكي يسدد هذا المبلغ الباهظ حاول العمل في أكثر من 80 شركة ولكنه لم يقبل.
في عام 1930م حصل وعلى وظيفة مهندس باحث في معمل للتلفونات ولكنه لم يستمر طويلا في عمله، بدأ بدراسة القانون في عام 1936م وتخرّج بعد ثلاث سنوات وشغل منصبا في قسم الاختراعات في إحدى الشركات وكان يحتاج في عمله إلى عمل نسخ عديدة من الرسومات ومواصفات الاختراعات، ولكن لا توجد طريقة تمكنه من الحصول على مبتغاه إلا عن طريق النسخ يدويا والذي كان يستهلك وقته وجهده.
لذا قرركارلسون الحصول على طريقة تجنبه العناء والتعب الذي يبذله للحصول على نسخ، قرأ كتابا عن الكهرباء الساكنة وبدأ بعمل تجارب في مطبخه الخاص واختبر عددا من المواد من بينها مادة الكبريت، انزعج الجيران وأطلقوا عليه اسم (العالم المجنون) وحصل بينه شجار شديد مع امرأة تدعى دوريس أصبحت زوجته فيما بعد.
في عام 1938م تمكن كارلسون وبمساعدة عالم فيزيائي ألماني يدعى أوتوكورتيني من عمل أول صورة إلكتروفوتوغرافية على ورقة شمع.
في عام 1938م ظهر أول إعلان رسمي عن آلة تصويرمن قبل شركة (زيروكس) وبيعت تجاريا أول آلة تصويرفي عام1950م وقد حصل كارلسون بعدها على مبلغ قدره 150مليون دولار مقابل اختراعه وتبرع بمبلغ 100مليون دولار للجمعيات الخيرية قبل وفاته عام 1968م.
أدرج اسم كارلسون في قائمة مشاهير المخترعين الوطنيين وقد استغرق اختراعه 15 عاما من البحث لكي يتمكن من اختراع آلة تصوير، قضى معظم وقته في العمل وحيدا أو متنقلا من مكان إلى آخر وقد منح ميداليات وجوائز رفيعة المستوى.
وهكذا هم العظماء دائما لا يسمحون لليأس أن يلتقط لهم صورة أبدا.
**ولد مزغنة**
2009-04-20, 16:48
(30)
كلمات من ذهب....
عام 1945 وقع بين يدي الفلكي الكويتي صالح العجيري كتابا في علم الفلك يسمى (الزيج المصري) للمؤلف المصري الأستاذ الكبير عبد المجيد مرسي غيث، فقرأه العجيري مرارا وتكرارا إلا أن بعض المعلومات عجز عن فهمها، فتوجه إلى مصر للقاء مؤلف الكتاب ليشرح له ما خفي عليه من معلومات وألغاز، فاستقل السيارة من الكويت إلى البصرة، ثم القطار البخاري إلى بغداد، ثم إلى بلاد الشام بسيارات شركة (نيرن) العملاقة ثم إلى بيروت بالسيارة، ومنها بالباخرة إلى الإسكندرية، ثم بالقطار إلى القاهرة، ثم بالباص إلى محافظة الشرقية، ثم بالسيارة إلى قرية ميت النحاس، ثم على ظهر الدواب بين بساتين القرية إلى منزل المؤلف.
فوجده عجوزا يزيد عن الثمانين عاما، فظل في ضيافته فترة طويلة حيث تلقى على يديه الكثير من علوم الفلك، وأرشده إلى الكثير من الكتب والمؤلفات، ثم وجهه إلى القاهرة ليستزيد من علوم الفلك، فتوجه العجيري إلى جامعة الملك فؤاد الأول، وتخصص في علوم الفلك، فأتم الدراسة فيها وتفوق بنجاح، ثم توجه إلى مدينة المنصورة في شمال مصر واستكمل دراسته الفلكية هناك...
وفي عام 1952 انعقدت بالمنصورة اللجنة الفلكية العليا للإتحاد الفلكي المصري، وقررت منح العجيري الشهادة الفلكية العلمية الثانية تقديرا لأبحاثه العلمية القيمة، وقررت اللجنة اعتباره عضوا من أعضاء الإتحاد العاملين...
وبعد هذه الرحلة العلمية الطويلة التي دامت 7 سنوات عاد إلى الكويت واستمر طلبه لعلم الفلك من خلال البحث والإطلاع والرصد والاستكشاف ومراسلة المراصد العلمية والمؤسسات الفلكية وزيارتها، فزار بريطانيا وأمريكا وسويسرا وألمانيا وفرنسا وتركيا وإيران والعراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والسعودية والسودان وتونس والجزائر، وشارك في كثير من المؤتمرات الفلكية العربية والدولية...
في عام 1981 منحته جامعة الكويت لأول مرة في تاريخها شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لجهوده وتميزه وإسهاماته...
يقول الدكتور العجيري في كلمته للشباب وقد تجاوز الثمانين عاما:
( غاية ما أقدمه إليكم أن تجعلوا العلم أسمى أهدافكم، وإن المرء يدرك بالعلم ما لا يدركه بسواه، ليس هناك معلم يستطيع أن يهبك العلم مثلما تهبه أنت لنفسك، فأنت خير معلم لذاتك، وبنفسك ترقى إلى سلم المجد، ويقيني أن كل إنسان يوطد العزم على أن يحصل على مبتغاه من المعرفة أو أي عرض من الدنيا فإنه سيبلغه لا محالة، سيبلغه بالجد والاجتهاد والعمل الدءوب والإخلاص والتفاني).
كلمات رائعة تكتب بماء الذهب...
فيا ليت القاعدين والمحبطين واليائسين يعلقونها على جدران حجراتهم ليعلموا أن المجد والكفاح ليس تركة تتوارثها الأجيال المتخاذلة!!
إنما هو جد واجتهاد وصبر وأمل!!
**ولد مزغنة**
2009-04-23, 16:34
(31)
محارب من أجل الحرية....
ولد نيلسون مانديلا في منطقة ترانسكاي في أفريقيا الجنوبية 18 يوليو 1918 وكان والده رئيس قبيلة، وقد توفي عندما كان نيلسون لا يزال صغيرا، إلا أنه انتخب مكان والده وبدأ إعداده لتولي المنصب.
كانت جنوب أفريقيا خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الإنتخاب ولا المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد.
أحس مانديلا وهو يتابع دروسه الجامعية بمعاناة شعبه فانتمى إلى حزب المجلس الوطني الأفريقي المعارض للتمييز العنصري سنة 1944.
سنة 1952 بدأ الحزب ما عرف بـ حملة التحدي وكان مانديلا مشرفا مباشرا على هذه الحملة فجاب البلاد كلها محرضا الناس على مقاومة قوانين التمييز العنصري خاطبا ومنظما المظاهرات والاحتجاجات، فصدر ضده حكم بالسجن مع عدم التنفيذ.
عام 1952 افتتح مانديلا مع رفيقه أوليفر تامبو أول مكتب محاماة للسود في جنوب أفريقيا، وخلال تلك السنة صار رئيس الحزب في منطقة الترانسفال، ونائب الرئيس العام في جنوب أفريقيا كلها، وقد زادته ممارسة المحاماة عنادا وتصلبا في مواقفه، إذ سمحت له بالاطلاع على المظالم التي كانت ترتكب ضد أبناء الشعب الضعفاء، وفي الوقت نفسه على فساد وانحياز السلطات التنفيذية والقضائية، بشكل كان معه حصول مواطن أسود على حقوقه نوعا من المستحيل.
قدمت نقابة المحامين إعتراضا على السماح لمكتب مانديلا للمحاماة بالعمل، ولكن المحكمة العليا ردت الاعتراض، ولكن حياة مانديلا لم تعرف الهدوء منذ تلك الساعة، فبعد سلسلة من الضغوطات الرسمية والبوليسية اضطر مانديلا إلى الإعلان رسميا عن تخليه عن كافة مناصبه في الحزب، ولكن ذلك لم يمنع الحكومة من إدراج اسمه ضمن لائحة المتهمين بالخيانة العظمى في نهاية الخمسينات، وقد تولى هو ودوما نوكوي الدفاع ونجحا في إثبات براءة المتهمين.
في 1962 غادر مانديلا إلى الجزائر للتدرب العسكري ولترتيب دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري في الحزب.
عند عودته إلى جنوب أفريقيا 1962 ألقي القبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف، وقد تولى الدفاع عن نفسه بنفسه، ولكن المحكمة أدانته بالتهم الموجهة إليه وحكمت عليه بالسجن مدة 5 سنوات، وفيما هو يمضي عقوبته بدأت محاكمة ريفونيا التي ورد اسمه فيها، فحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القيام بأعمال التخريب.
لم يغير مانديلا مواقفه وهو داخل السجن، بل ثبت عليها كلها، وكان مصدرا لتقوية عزائم سواه من المسجونين وتشديد هممهم، وفي السبعينات رفض عرضا بالإفراج عنه شريطة أن يعود إلى قبيلته في رنسكاي وأن يخلد إلى الهدوء والسكينة، كما رفض عرضا آخر بالإفراج عنه في الثمانينات مقابل إعلانه رفض العنف.
ولكنه بعد الإفراج عنه يوم الأحد 11 فبراير 1990 أعلن وقف الصراع المسلح وبدأ سلسلة مفاوضات أدت إقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993، معتمدا مبدأ حكم الأكثرية وسامحا للسود بالتصويت ولقد منح مانديلا جائزة نوبل والعديد من شهادات الشرف الجامعية.
من أقواله التي خلدها التاريخ:
ـ لقد علمني مشواري الطويل على درب الحرية بأن النجاح في التسلق إلى قمة جبل ما يكشف للمرء أن المزيد من هذه القمم في انتظاره حتى يتسلقها واحدة تلو الأخرى.
وقال حين كان مسجونا مؤبدا:
ـ إنني في قرارة نفسي إنسان متفائل وإن كنت لا أدري إن كان ذلك في طبيعتي أم في طبعي ومن علامات التفاؤل أن يحافظ المرء على رأسه مرفوعا نحو السماء وأن تكون خطاه متجهة إلى الأمام، لقد مرت بي لحظات عديدة اهتزت خلالها ثقتي بالإنسانية ولكنني لم ولن أستسلم لليأس فذلك هو السبيل إلى الإخفاق والموت المحقق.
وقال في لحظة توليه الحكم بعد نضال استمر ثلاثين عاما:
ـ لقد سرت على طريق الحرية الطويل وبذلت جهدي كي لا أتداعى أو أسقط وإن تعثرت خطواتي أحيانا ولكنني اكتشفت سرا يقول إن الإنسان الحر كلما صعد جبلا عظيما وجد من ورائه جبالا أخرى يصعدها.
قصة رائعة لمناضل آمن بالقضية التي يدافع عنها... ولم تمنعه غيوم اليأس السوداء التي كانت تتجهم كثيرا في سمائه من إكمال مشواره نحوها وقد فعل فاستحق ما وصل إليه!!
**ولد مزغنة**
2009-04-30, 15:35
(32)
الطفل المتخلف...!!!
ولد ألبرت أينشتاين عام 1879م في ألمانيا وكان طفلا غير سابق لأوانه فكان بطيئا في تعلم الكلام ولم تجر الألمانية على لسانه بسهولة إلا حين أصبح في العاشرة وخشي والداه أن يكون بليدا أو متخلفا لأنه كان يميل إلى أحلام اليقظة التي كانت تختطفه من هذا العالم فلم يكن يبدي كبير اهتمام بدروسه في المدرسة الكاثوليكية التي واظب عليها خمس سنوات لذلك لم يهتم به مدرسيه حتى أن أحدهم تقدم بتقرير لوالده بأنه لا أهمية للمجال الذي يختاره لابنه لن يفلح في أي مجال أبدا.
وقد حدث لألبرت حادث ترك أثرا عميقا في نفسه إذ عثر على كتاب وهو في الثانية عشر من عمره عن الرياضيات فتعلم منه الهندسة قبل أن تدرس له في المدرسة وترك اتساق النظريات أثرا لم يمحى في عقله.
في عام 1894م بعد أن أخفق والده في عمله انتقلت أسرته إلى ميلانو في إيطاليا ولما لم يكن ألبرت قد استوفى شروط شهادته التي كانت ضرورية لقبوله في الجامعة فقد تخلف عن أسرته وبقي في رعاية بعض الأقارب ولما لم يكن سعيدا في مدرسته والمنزل بدأ يهمل في دراسته إلى أن طلب منه أخيرا أحد الأساتذة أن يترك الثانوية لأن الاستمرار في التعليم بالنسبة إليه بلا جدوى فقبل ألبرت نصيحته بكل سرور ورحل إلى ميلانو للإنضمام إلى أسرته.
في ديسمبر 1900م ظهر أول بحث منشور لإينشتاين في مجلة فيزيائية ومع أن هذه المقالة لم تكسب ألبرت منصبا في البحث العلمي فإنه استكمل كسب عيشه بالتعليم والدروس الخاصة وفي أثناء هذا العمل غير المضمون أكمل أطروحته في النظرية الحركية للغازات وأرسلها إلى جامعة زيوريخ كي يفي بشروط الدكتوراه.
وفي عام 1902م وجد ألبرت وظيفة مدقق مبتدئ في مكتب براءات الإختراع السويسري حيث وجد في عزله جوا مثاليا للتأمل في المكان والزمان وطبيعة العالم الفيزيائي وهكذا كان ألبرت طيلة السنوات التالية يطور أفكاره في شقته الصغيرة.
عين ألبرت أينشتاين أستاذ في جامعة زيوريخ عام 1909، لم يغير دخوله إلى المجتمع الأكاديمي شيء من أسلوب حياته وانتقل إلى براغ عام 1910م وعندما وصل براغ بدأ يكوّن أفكاره التي أصبحت أساس النظرية النسبية العامة من انحناء الزمان بالكتل والطاقة، ولكن سرعان ما اكتشف أن واجباته الجامعية الرسمية ولاسيما العمل التجريبي الرتيب يستهلك وقته.
وفي عام 1912م غادر الجامعة الألمانية وعاد إلى زيوريخ ومكث سنة فيها وبعدها قبل منصب مدير القصر في برلين، لم تستطع زوجته العيش في برلين فهجرته وعادت إلى سويسرا مع ولديها، كان ألبرت منشغل في تصحيح الأخطاء الرياضية في معادلاته إلا أن الحرب قد اندلعت فتغيرت الأوضاع وانخرط جميع زملائه في تعزيز الجهود الحكومية الحربية، ولكن ألبرت أينشتاين تجنب هذا العمل وكان ضد كل هذه الحرب، وكانت نتيجة تركيزه الشديد أن أهمل أينشتاين كل شيء حتى أنه أهمل صحته وعانى عام 1917م من انهيار عصبي ولكنه سرعان ما استعاد صحته بمساعدة ابنة عمه ليزا التي تزوجها عام 1919م.
وقد اشتهر ألبرت أينشتاين في الأوساط العلمية في هذا الوقت بأنه من أعظم الفيزيائيين وانهالت عليه العروض كي يلقي محاضرات إلا أنه تجاهل الكثير منها لأنها تأخذ وقت كبير على حساب عمله.
سافر إلى أمريكا في جولة ثم عاد إلى بلجيكا واستقر في أورستد والتحق في برن ستون 1933م وفيما عدا بعض الجولات العرضية في الولايات المتحدة فإنه بقي في برن ستون إلى أن توفي عام 1955م.
استهزاء... سخرية... فقر وحاجة... وفشل في البداية... ونظريات غير معترف بها... لكن ذلك لم يمنع أن التاريخ سطر اسمه رغم أن من حوله أطلق عليه لقب المتخلف وأنه لا فائدة من تدريسه!!!
abdallah004
2009-05-07, 00:47
ألف شكر لك
مشكور
**ولد مزغنة**
2009-05-09, 16:27
شكرا للأخ عبد الله والأخت هجورة
ونفع الله بكما
**ولد مزغنة**
2009-05-09, 16:32
(33)
مصور متفائل....!!!
عندما تمشي في شارع جيرارد الواقع في مدينة لاهويا في سان دييغو، سترى محلا جميلا تزين واجهته صورا طبيعية غاية في الجمال، وستعجب حين تدخل هذا المحل الرائع كيف أن جسمك يرغمك على التوقف فجأة!!! وعيناك تبدوان وكأنهما مسحورتان!!! ولسانك يبدأ يردد سبحان الله، سبحان الله!!! ما الذي جرى؟؟...
إنك بلا شك تقف عند صورة كتب تحتها (صيد اليوم)، إنها صورة دب عند مصب النهر يفتح فمه لابتلاع سمكة قفزت فوق الموج.
أتدري أين توجد هذه الصورة؟ إنها في أحد فروع المصور الأمريكي توماس مانجلسن...
هذه الصورة كان توماس يخطط لالتقاطها مدة أربع سنوات، وعندما قرر التقاط هذه الصورة ومباشرة العمل، ذهب بعدته إلى مصب النهر ونصب خيمته هناك، ثم جلس أسبوعا كاملا حتى ينجح في التقاط صورة واحدة فقط لمنظر تكرره الدببة عشرات المرات كل يوم، منظرها وهي تقف عند مصب النهر بانتظار ابتلاع السمك الذي يقفز فوق الأمواج...
المشكلة كانت عند توماس في سرعة الحدث، كيف ينجح في التقاط صورة تحدث بوقت هو أقل من الثانية!!!، حدث تعجز يد الإنسان عن مجاراته.
قرر توماس أن يخرج كل يوم من الفجر وحتى الغروب لمدة سبعة أيام كاملة لعله ينجح في التقاط صورة واحدة فقط لذلك المنظر الرائع، نصب كاميراته قريبا في مصب النهر وأخذ يلتقط لهذه الدببة كل يوم عشرات الصور، حتى إذا انتهى من اليوم الأخير، رجع إلى معمل تحميضه ومعه عشرات الأفلام وهو لا يدري أنجح فيما يبغي أم لا؟؟
وكم كانت فرحته عندما فاز بصورة واحدة فقط من بين مئات الصور لتلك اللقطة الجميلة: catch of the day.
تفكير مستمر، وانقطاع عن ملهيات كثيرة، وصبر على خلوة موحشة، وعمل جاد ولمدة سبعة أيام من فجرها وحتى غروبها لالتقاط صورة واحدة فقط...
ومن أجل ذلك اشتهر توماس مانجلسن من بين آلاف المصورين وتعددت فروعه!!!
armada2012
2009-05-30, 00:32
شكرا اخي الكريم على هذه القصص الرائعة وان تاريخنا الاسلامي ثري بهذه القصص وامثلة نموذجية على التحدي
choumicha
2009-06-03, 00:19
شكرا لك على القصص الرائعة والتي تبعث فينا الأمل
**ولد مزغنة**
2009-06-07, 17:47
شكرا لكم على المرور...
فالكم طيب... ونفع الله بكم
**ولد مزغنة**
2009-06-07, 17:53
(34)
نكبات ... نحو القمة
عام 1938 وحين كان هوندا لا يزال طالبا في المدرسة، استثمر كل ما يملك في ورشة صغيرة وبدأ يطور فيها مفهوم حلقة الصمام piston ring والتي تستخدم للسيارت، وكان يريد أن يبيع ما ينتجه لشركة تويوتا، لذا أخذ يجاهد ليل نهار وذراعاه مغموستان في الشحم حتى مرفقيه، بل إنه رهن مجوهرات زوجته حتى يتمكن من متابعة عمله، غير أنه حين استكمل حلقات الصمام التي صنعها وقدمها لشركة تويوتا، قيل له إنها لا تتوافق مع مقاييس تويوتا، لذا عاد إلى المدرسة لمدة سنتين حيث احتمل وصبر على سخرية مدرسيه وزملائه في الدراسة وهم يتحدثون عن سخافة تصميماته... فقد كان في نظر الآخرين فاشلا، لكنه قرر أن يتابع التركيز على هدفه بدلا من التركيز على الألم الناجم عن تجربته الفاشلة، لقد علم أن المحاولات الفاشلة إنما هي تجارب نتعلم منها ونقترب من خلالها إلى الأفضل وإنما الفشل الحقيقي هو حين تستسلم وتلقي بأدواتك إلى الأرض.
وبعد عامين من العمل الجاد والمثابرة، وقعت معه شركة تويوتا العقد الذي طالما حلم به، لقد اقتنعت تويوتا بتصميمات هوندا البارعة لحلقة الصمام، وطلبت إمدادها بهذه التصاميم... عزم هوندا إلى بناء معمل خاص به لعمل تلك التصاميم، لكن الحكومة اليابانية كانت تعد نفسها للحرب ولذا رفض طلبه للحصول على الإسمنت اللازم لبناء المعمل... فهل توقف؟! هل استسلم؟! لقد قرر أن يحاول ويحاول ويحاول، حتى تمكن هو وفريقه من اختراع عملية لإنتاج الأسمنت اللازم لهم، وبعد مرور الأيام المصحوبة بالعمل الدءوب والجهد المتواصل، أصبح المعمل جاهزا..
وما أن بدأ العمل حتى قصف معمله بقنابل الأمريكان أثناء الحرب، ماذا يعمل؟! أجزاء رئيسة من المعمل قد دمرت... هل يتراجع؟ لا...لابد من إصلاح الأجزاء المتضررة...أعاد هوندا ومعاونوه ترميم المصنع، وبدأ العمل من جديد، وبعد أيام معدودة نزلت على هذا المعمل قنبلة أمريكية أخرى دمرت أجزاء كثيرة منه.
لقد أعاد بناء معمله وترميم أجزاءه التالفة، وجند فريقه على الفور، فأخذوا يجمعون علب البنزين الفارغة التي كانت المقاتلات الأمريكية تتخلص منها، حيث أطلق على هذه العلب مسمى هدايا الأمريكي ترومان لأنها وفرت له المواد الأولية التي يحتاجها للعمليات الصناعية التي ينوي القيام بها، وهي مواد لم تكن متوافرة في اليابان آنذاك...
لقد أشرف معمله العتيد على إنتاج الصمامات التي طلبتها تويوتا، لقد اقترب النجاح وفي هذه الأثناء من الترقب السعيد لمشاهدة أول باكورة إنتاج المصنع، حدث زلزال دمر مصنعه تدميرا كاملا، قرر بعدها هوندا بيع عملية صنع الصمامات لشركة تويوتا.
لم يكن ذلك استسلاما من هوندا بقدر ما كان تمايلا مع أعواد البامبو لتفادي الكسر والإقتلاع، لازال هوندا لم يعد قادرا على قيادة سيارته لجلب الطعام لعائلته وفي النهاية ركب هوندا محركا صغيرا لدراجته وسرعان ما أخذ جيرانه يطلبون منه أن يصنع لهم دراجات تسير بقوة محرك، وأخذوا يتدافعون للحصول عليها، بحيث لم يعد يملك هوندا أية محركات، ولذا قرر أن يبني مصنعا لصنع المحركات لاختراعه الجديد وقد فاز بجائزة إمبراطور اليابان... وبعد ذلك بدأ بتصدير دراجاته النارية إلىأوروبا والولايات المتحدة، ثم بدأ يصنع سيارته في السبعينات من القرن العشرين، وحظيت هذه السيارة برواج واسع النطاق.
تستخدم شركة هوندا الآن ما يزيد عن 100000 عامل في كل منالولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وتعتبر إحدى إمبراطوريات صنع السيارات في اليابان، بحيث لا يفوقها في كمية المبيعات في الولايات المتحدة إلا شركة تويوتا...
لقد نجحت هذه الشركة لأن رجلا واحدا أدرك ثمرة الإصرار الجاد والجهد المتواصل.
ألا ترى أيها القارئ الكريم أن الناجحين يستحقون فعلا ما وصلوا إليه!!!
ღ كبريـاء أنثـى ღ
2009-06-10, 21:01
نعم بالتأكيد يستحقون ولك أخي جزيل الشكر على المواضيع الرائعة و القصص التي تزيد القارئ امالا و ثقة بالنفس
**ولد مزغنة**
2009-06-29, 22:36
شكرا لجميع قرائنا ومتابعينا في هذه السلسلة....
سنكمل مشوارنا بإذن الله تعالى بعد العودة من السفر....
استودعكم الله....
adell-02
2015-09-19, 22:03
شكرا اخى وساعمل على نشرها للاستفادة
manouchebsm
2015-12-19, 14:15
merciiiiiiii
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir