مشاهدة النسخة كاملة : لــــحوم العلماء مسمــــــومـــــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
لحوم العلماء مَسمُومَة
د. ناصر بن سليمان العُمــر
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتُنّ إلا وأنتم مسلمون }. [ سورة آل عمران ، الآية : 103 ]
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً
ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }.[ سورة النساء ، الآية : 1]
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ،يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطعِ
الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }. [سورة الأحزاب ،الآية : 70]
أما بعد:
فإن ثمّة موضوعاً مُهمّا ً جديراً بالطرح ، حقيقاً بأن نتفقه فيه ؛ لشدة حاجتنا إليه ؛ والخطورة النتائج المترتبة عليه .
إن والصحوة اليوم بحاجة إلى ترشيد وتوجيه ؛ لكي لا تؤتي من داخلها :
فالنار تأكل بعضها ******* إن لم تجد ما تأكله.إن لم تجد هذه الصحوة المباركة من يُوجهّها ويُرشدها فإنني أخشى عليها من نفسها ، قبل أن أخشى عليها من أعدائها.
* وقبل الشروع في الموضوع لا بد من التنبيه إلى أن له قصة لابد أن تروى: فقد بلغني في العام الماضي أن هناك بعض الطيبين المنتسبين إلى الصحوة ؛ يلتقون في مناسبات مختلفة ويكون جلُّ حديثهم عن العلماء، يقوّمون العلماء ، ويذمُّون ويمدحُون ، وهم شباب أحسن ما تصفهم به أنهم من طلاب العلم ، لا من العلماء ؛ فتأثرت بذلك الأمر ، وطفقت أقرأ في كتب السلف ، وأفتش في صفحاتها متسائلاً : هل كان شبابهم وعلماؤهم يفعلون مثلما نفعل؟؟
وجمعت من الموضوع مادة ، وألقيته في إحدى الجامعات . ولكني اعتذرت عن إخراجه ، ونشره في ذلك الحين ؛ لأنه لم يكن قد استوى على سوقه بعد.
ومرّت فترة من الزمن ..... وتمخّضت الأيام عن إيذاءٍ لأحد الدعاة العلماء في عرضه، فكان ذلك طعنة نجلاءَ موجَّهة إلى كل عالم ِ، وكلِّ طالب علم ، آلمتنا ،وأحزنتنا ، وأقضّت مضاجعنا.فطلب إلي بعض الإخوة الذين استمعوا إلى هذا الموضوع أن أخرجه ، فاعتذرت عن ذلك ؛ لأن مادته لم تكتمل عندي بعد .
وجاءت الأحداث الأخيرة المريرة، جاءت الفتن التي كقطع الليل المظلم ، التي نعيش فيها هذه الأيام ونتجرع غُصصها ، فماذا حدث؟ !
حدث ما يريده الأعداء، واستبيحت لحوم العلماء، ولم يقتصروا على نهش أعراض طلاب العلم والدعاة ، بل فُتح الباب على مصراعيه لكل من هب ّودبّ ؛ حتى تطاول العامة وتطاول المنافقون والعلمانيون على علمائنا.
وقلّما تدخل مجلساً فتجده منزَّهاً عن الوقيعة في عالم من العلماء ؛ وقلما تدخل مجلساً فتجده منزهاً عن الوقيعة في عالم من العلماء ؛ فقلت : إن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ؛ فكانت هذه السطور تذكيراً ، ونصحاً ، وتبياناً ، وتحذيراً من عاقبة الحديث في العلماء، والولوغ في أعراضهم وحرصت- قدر الإمكان – على توضيح السبيل الصحيح لمعالجة هذه القضية ، وفق منهج أهل السنة والجماعة.
* ورحم الله ابن عساكر حين قال : (( أعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، بلاه الله قبل موته بموت القلب )). { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.[ سورة النور ، الآية : 63 ].
وموضوع (( لحوم العلماء مسمومة )) طويل وعناصره كثيرة، ولكنني سأحاول الاختصار- بقدر الإمكان - ، مكتفياً من القلادة بما أحاط بالعنق.
أسباب طرق هذا الموضوع :
يمكن تلخيص أسباب الحديث عن هذا الموضوع فيما يأتي :
1 - أن مكانة العلماء في الإسلام مكانة عظيمة، مما يوجب توقيرهم وإجلالهم .
2 - تساهل كثير من الناس في هذا الأمر .
3 - وقوع بعض طلاب العلم في علمائهم من حيث لا يشعرون.
4 - عدم فهم كثير من الدعاة للمنهج الصحيح في معالجة هذه القضية.
5 - الهجمة الشرسة المنظمة من المنافقين والعلمانيين على علمائنا تبعاً لأسيادهم من اليهود والنصارى.
مكانة العلماء وفضلهم :
قال الله تعالى : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.[ سورة الزمر ، الآية : 9 ]
ويقول – سبحانه -: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء}. [سورة فاطر ، الآية : 28 ]
ويقول - جل وعلا -: { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.[ سورة النساء ، الآية : 59 ]
وأولو الأمر- كما يقول أهل العلم - :هم العلماء، وقال بعض المفسَّرين : أولو الأمر: الأمراء والعلماء.
ويقول الله - جل وعلا - : {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}. [ سورة المجادلة، الآية : 11 ]
وروى البخاري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين. )) .
قال ابن المنير - كما يذكر ابن حجر - : ( من لم يفقهه الله في الدين فلم يرد به خيراً ).
وروى أبو الدرداء رضي الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر. العلماء هم ورثة الأنبياء . إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به ؛ فقد أخذ بحظ وافر )).
* ومن عقيدة أهل السنة والجماعة - كما يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - : ( أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة ) ، أي أن أهل السنة والجماعة ، يتقربون إلى الله – تعالى – بتوقير العلماء ، وتعظيم حُرمتهم .
قال الحسن: ( كانوا يقولون : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار ).
وقال الأوزاعي: ( الناس عندنا أهل العلم . ومن سواهم فلا شيء ).
وقال سفيان الثوري: ( لو أن فقيها على رأس جبل ؛ لكان هو الجماعة ).
وحول هذه المعاني يقول الشاعر :
الناس من جهة التـمــثال أكفـاء ****** أبوهمُ آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهـم نسـب ****** يفاخرون به فالطين والــماء
ما الفضــل إلا لأهل العلـم إنهـمُ ****** على الهدى لم استهدى أذلاء
وقــدر كل امرأ ما كـان يحسنـه ****** والجاهلون لأهل العلم أعـداءمن هذه النصوص الكريمة ، ثم من هذه الأقوال المحفوظة ؛ تتبين لنا المكانة العظيمة ، والدرجة العالية ، التي يتمتع بها علماء الأمة ؛ ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم والتقدير والإجلال وحفظ الحرمات ، قال الله تعالى: { ومن يُعَظِّم حُرٌماتِ الله فهو خيرٌ له عند ربه }. [سورة الحج ، الآية : 30 ].
ويقول- جل وعلا- : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تَقْوَى القلوب }.[ سورة الحج ، الآية : 32 ]
والشعيرة- كما قال العلماء - : كلُّ ما أذِنَ اللهُ وأشعَرَ بفضله وتعظيمه. العلماء – بلا ريب – يدخلون دخولاً أولياً فيما أذِن اللهُ وأشعر الله بفضله وتعظيمه ، بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإِيراد .
إذن ، فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يُعدُّ إعراضاً أو تقصيراً في تعظيم شعير من شعائر الله ، وما أبلغ قول بعض العلماء : ( أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم ).
وإن مما يدل على خطورة إيذاء مصابيح الأمة ( العلماء ) ، ما رواه البخاري عن أي هريرة - رضي الله عنه- ، قال : قالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (قال الله- عز وجل- في الحديث القدسي : (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )). رواه البخاري .
* أخي القارئ الكريم : كلنا ندرك أن منْ أكل الربا فقد آذنه الله بالحرب، إن لم ينته ويتبْ عن ذلك الجرم العظيم ، كلنا يدرك هذا ؛ ولكن هل نحن ندرك – أيضاً – أن من آذى أولياء الله فقد حارب الله –جل وعلا - كما تبين من الحديث السابق !؟ هل نحن نستحضر هذا الوعيد الشديد ، عندما نهم بالحديث في عالم من العلماء ؟!
روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا: ( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي ). قال الشافعي: ( الفقهاء العاملون ). أي أن المراد : هم العلماء العاملون .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ( من آذى فقيها فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومن آذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد آذى الله -عز وجل- ) .
لعل في هذه النصوص تبييناً لفضل العلماء ، وتذكيراً ببعض ما يجب لهم علينا من الحقوق .
مكانة اللسان وخطورته
ولْنقِفْ وقفة ً لا بد منها في هذا المقام ، للتنبيه إلى خطورة اللسان ؛ لأننا قد تمادينا في التساهل بأمره ، والغفلةِ عن صونه من الزّلل . وَلْنُوطَّئ لذلك بإشارة إلى فضل نعمة اللسان ، تلك الجارحة التي امتنَّ الله بها علينا ، وإنّ مما يدل على عِظم شأنها ما حكاه الله - تعالى- عن موسى - عليه السلام-: من قوله : { واحْـلُلْ عقدة من لساني يفقهوا قولي } . [ سورة طه ، الآية : 27]
ويقول { ولا ينطلق لساني }، [سورة الشعراء ، الآية : 13]
وقوله عن أخيه هارون: { هو أفصح مني لسانا } .[ سورة القصص ، الآية: 34 ]
ويقول- سبحانه - ممتنا على عبده: { ألم نجعل له عينين ، ولسانا وشفتين } . [سورة البلد ، الآية : 8 ]
وعندما نتأمل – مثلاً – حال المحروم من هذه النعمة ألا وهو ( الأبكم ) ؛ فإننا ندرك – عقلياً – عِظَمَ هذه المنة الإلهية : هل يستطيع الأبكم أن يُعبر عما في نفسه ؟!
إنه عندما يُريد التعبير عن شيء فإنه يستخدم كثيراً من أعضائه ، ومع ذلك لا يشفي نفسه، ولا يبلغ مراده ، وإنْ بلغه فبشق الأنفس .
إذن ، فنعمة اللسان من أجلَّ النعم،ومن أكبر المنن الإلهية علينا. فهل حافظنا عليها ؟هل استخدمناها في الخير وجنبناها الزور والواقعية في أعراض العلماء وغير العلماء ؟
إن النصوص تدل على خطورة أمر هذه الجارحة ، وفداحة الخسارة الناجمة عن التهاون في حفظها ، قال الله – تعالى – في شأن الإفك : { إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } .[ سورة النور ، الآية :15 ]
وقال – تعالى – في المنافقين : {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } .[سورة الأحزاب ، الآية : 19 ]
وقال– تعالى - :{ يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وتصِفُ ألْسِنَتُهم الكذب أنَّ لهم الحسنى } . [ سورة الفتح ،الآية :11]
ولذلك جاء الأمر بحفظ اللسان ، والتحذير من إطلاق العنان له :
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } .[سورة الأحزاب ، الآية : 70 ]
{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } .[سورة ق ، الآية 18]
{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } . [ سورة الإسراء ، الآية : 36 ]
وفي الحديث الذي رواه الترمذي:(( وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )).
ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث المتفق على صحته : (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذية ؛ أضمن له الجنة )). رواه البخاري
إن كثير من الناس - وبخاصة الطيبون المستقيمون - يضمنون ما بين الفخذين، وهذه نعمة عظيمة، وفّقهم الله- تعالى – إليها .
ولكن ... هل نحن نضمن ما بين اللحيين؟هل يمر علينا يوم بدون أن نقع في عرض مسلم ،عالماً كان أو غير عالم ؟! ليحاسب ْ كلُّ امرئ نفسه، وليناقشها في ذلك الأمر الخطير ؛ لكي نصحح أوضاعنا في هذا الجانب ؛ امتثالاً لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)). متفق عليه ؛
وحذراً من الوعيد في مثل قوله عليه الصلاة والسلام : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )). متفق عليه
وما أحكم قول الشاعر :
يُصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه ******* وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأسه ******* وعثرته بالرجل تبــــرأ على مهـــــل
وقول الآخر :
احـفظ لسانـك أيهـا الإنـــسان ******** لا يـــلـدغــنـك إنه ثـعـبانُ
كم في المقابر من قتيل لسانه ******** كانت تهاب لقاءه الشجعانُوقول الآخر :
الصمت زين والسكوت شجاعة ****** فإذا نطقت فلا تكن مكثاراً
فـإذا نـدمـت على سكوتك مـــرة ****** فلتندمن على الكلام مراراًقال حاتم الأصم:( لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك ؛ لاحترزت منه،وكلامك يعرض على الله- جل وعلا- فلا تحترز).
* وههنا أمر لابد من إبرازه :لئن كانت غيبة العلماء من أشد وأقبح أنواع الغيبة ، فإن هذا لا يعني أن لحوم غيرهم من الناس مباحة ، بل هي محرمة كذلك ؛ قال تعالى : { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيُحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه }. [سورة الحجرات ، الآية : 12 ]
وقال– سبحانه -{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً }. [ سورة الأحزاب ، الآية : 58]
ويقول(صلى الله عليه وسلم) مبيناً ذلك:(( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وعرضه وماله )) رواه مسلم.
وقال (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع: (( إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا..ألا هل بلغت)). متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام : (( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ! قال : ذكرك أخاك بما يكره !! قيل : أ رأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)). رواه مسلم.
وفي سنن أبي داوود عن أنس - رضي الله عنه – قال : قالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم وصدورهم . فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )) . فكيف بالذي يقع في أعراض العلماء؟ ! أنه انتهاك بشع
ولابن القيم - رحمه الله- كلام نفيس في هذا المعنى ، خليقٌ أن يكتب بماء العيون ؛ لأنه ينطبق بدقة على حال كثير من طلاب العلم ، يقول : ( وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول ).
وبقية الكتاب تاتي تباعا ان شاء الله تعالى
ولا تنسوني من الدعاء بارك الله فيكم
oumyahia
2008-10-19, 11:55
السلام عليكم
بارك الله فيك جويرية وجزاك الله خيرا
وحسبنا الله من اللذين يريدون أن يلبسوا على الناس دينهم
ليتيم مراد
2008-10-19, 12:52
الناس من جهة التـمــثال أكفـاء ****** أبوهمُ آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهـم نسـب ****** يفاخرون به فالطين والــماء
ما الفضــل إلا لأهل العلـم إنهـمُ ****** على الهدى لم استهدى أذلاء
وقــدر كل امرأ ما كـان يحسنـه ****** والجاهلون لأهل العلم أعـداء
جزاكي الله خير الجزاء - بارك الله فيك على النقل الطيب
عامر1988
2008-10-19, 13:02
بارك الله فيك أختاه على الموضوع المهم....
فقد ظهر في زماننا أناس يستسهلون الكلام في العلماء والمصيبة أن هؤلاء لايتقنون قراءة المعوذتين وبضاعتهم في العلم مزجاة.
نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ابو إبراهيم
2008-10-19, 13:20
بارك الله فيك على هدا النقل المفيد وجزاك الله خيرا
---------- اخوكم ابو ابراهيم --------
السلام عليكم
بارك الله فيك جويرية وجزاك الله خيرا
وحسبنا الله من اللذين يريدون أن يلبسوا على الناس دينهم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الرحمن اختاه وجزاك ربي كل خير على المرور
وتقبل الله دعاءك
بعد هذه المقدمات المهمة ندلف إلى صلب الموضوع، وأول قضية سنبحثها هي :
أسباب أكل لحوم العلماء
1- الغَيرَة والغِيرة :
أما الغَيرَة –بالفتح - فهي محمودة ، وهي أن يغار المرء وينفعل من أجل دين الله، وحرمات الله - جل وعلا- لكنها قد تجر صاحبها – إن لم يتحرز- شيئا فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء من حيث لا يشعر .
وأما الغِيرَة – بالكسر- فهي مذمومة وهي قرينة الحسد،والمقصود بها هو : كلام العلماء بعضهم في بعض من ( الأقران ) . قال سعيد بن جبير: ( استمعوا لعلم العلماء ، ولا تصدقوا بعضهم على بعض،فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في ضرابها ) . أي : استفيدوا من علم العلماء ،ولكن لا تصدقوا كلام العلماء بعضهم على بعض ، من الأقران.
ولذلك قال الذهبي:(كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به،لاسيما إذا كان لحسدٍ أو مذهب أو هوى)
2- الحسد :
والحسد يُعْمي ويُصمّ ، ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال، فقد يطغى بعض الأقران على بعض ، ويطعن بعضهم في بعض ؛ من أجل القرب من سلطان ، أو الحصول على جاه أو مال.
3- الهوى:
إن بعض الذين يأكلون لحوم العلماء لم يتجردوا لله – تعالى –وإنما دفعهم الهوى، للوقوع في
أعراض علماء الأمة . و اتباع الهوى لا يؤدي إلى خير ، قال - تعالى- : { ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله } . [سورة ص ، الآية : 26 ]
وقال – سبحانه - :{ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم }. [ سورة القصص ، الآية : 50 ] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( صاحب الهوى يُعْميه الهوى ويُصمه ).
وكان السلف يقولون: ( احذروا من الناس صنفين، صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه ).
4 - التقليد:
لقد نعى الله – تعالى – على المشركين تقليدهم آباءهم على الضلال : { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون }. [ سورة الزخرف ، الآية : 22 ]
والتقليد ليس كلُّه مذموماً ، بل فيه تفصيل ذكره العلماء . ولكنني في هذا المقام أُحذر من التقليد الذي يؤدي إلى نهش لحوم العلماء ، فإنك - أحياناً - تسمع بعض الناس يقع في عرض عالم، فتسأله: هل استمعت إلى هذا العالم؟فيقول : لا والله . فتقول : إذن كيف علمت من حاله وأقواله كذا وكذا؟! فيقول: قاله لي فلان. هكذا يطعن في العالم تقليداً لفلان ، بهذه السهولة ، غير مراعٍ حرمة العالم .
قال ابن مسعود:( ألا لا يقلدنا أحدكم دينه رجلاً إن آمنَ آمن ، وإن كفرَ كفر ، فإنه لا أسوة في الشر).
وقال أبو حنيفة: ( لا يحلُّ لمن يُفتي من كُتُبي أن يُفتي حتى يعلم من أين قلتُ ).
وقال الإمام أحمد: ( من قِلة علم الرجل أن يقلِّد دينه الرجال ).
5 - التعصب:
من خلال سبري لأقوال الذين يتحدثون في العلماء – و بخاصة طلاب العلم و الدعاة – تبين لي أن التعصب من أبرز أسباب ذلك . والباعث على التعصب هو الحزبية ، الحزبية لمذهب أو جماعة أو قبيلة أو بلد ، الحزبية الضيقة التي فرقت المسلمين شيعاً، حتى صدق على بعضهم قول الشاعر :
وهل أنا إلا من غُزية إن غوت ****** غويت إن ترشد غزيةُ أرشد
سمعت أن بعض طلاب العلم يتكلمون في بعض العلماء ، وفجأة تغير موقفهم، وصاروا يثنون عليه ؛ لأنهم سمعوا أن فلاناً يثني عليه ؛ فأثنوا عليه ، وسبحان الله مغير الأحوال .
إذا ضل من يتعصبون له ؛ ضلوا معه، وإذا اهتدى للصواب ؛ اهتدوا معه . لقد سلَّم بعض الطلاب والدعاة عقولهم لغيرهم ، وقلدوا في دينهم الرجال .
* ولقد رأينا قريباً من ينتصر لعلماء بلده ، ويقدح في علماء البلاد الأخرى، سبحان الله ! أليست بلاد المسلمين واحدة ! أليس هذا من التعصب المذموم ! أليس من الشطط أن يتعصب أهل الشرق لعلماء الشرق ، وأهل الغرب لعلماء الغرب ، وأهل الوسط لعلماء الوسط ! .
إن هذا التعصب مخالف للمنهج الصحيح، الذي يدعونا إلى أن نأخذ بالحق مهما كان قائله ، ولهذا قال أبو حامد الغزالي في ذم التعصب:( وهذه عادة ضعفاء العقول ؛ يعرفون الحق بالرجال،لا الرجال بالحق ).
6 – التعالم :
لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء، و لتفنيد آرائهم وتقوية قوله ، وهذا أمر خطير ؛ فإن منْ أجهل الناس منْ يجهل قدر نفسه ، ويتعدى حدوده .
7- النفاق وكره الحق :
قال الله – تعالى - عن المنافقين :{ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا }. [سورة البقرة ، الآية : 10 ]
{ وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنُؤمِن كما آمن السفهاءُ ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون} [سورة البقرة ، الآية 13 ] .
{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون }[سورة البقرة ،الآية : 14 ] . * إن المنافقين الكارهين للحق؛من العلمانيين ، والحداثيين، والقوميين، وأمثالهم من أقوى أسباب أكل لحوم العلماء؛ لما في قلوبهم من المرض والبغض للحق وأهله .
ومن المؤسف الممضّ أنني استمعت في مجلس من المجالس إلى أحد هؤلاء ، المنافقين يستطيل في أعراض العلماء، فقلده بعض الطيبين من حيث لا يشعر، ووافقه على ما يقول ، حتى رُد عليه في ذلك المجلس .
إن العلمانيين الآن يتحدثون في علمائنا بكلام بذيء ، يعفُّ القلم عن تسطيره ، مما يدُلّ على ما في قلوبهم من الدغل ، ومعاداة ورثة الأنبياء ؛ وما يحملونه من الحق .
8- تمرير مخططات الأعداء كالعلمنة ونحوها:
أدرك العلمانيون - أخزاهم الله – أنه لا يمكن أن تقوم لهم قائمة، والعلماء لهم وشأن هيئة وهيبة في
البلد فأخذوا في النيل من العلماء، وشرعوا في تشويه صورة العلماء، وتحطيم قيمتهم، بالدس واللمز، والافتراء والاختلاف . لا أقول هذا جزافاً ولا رجماً بالغيب ، ولكن هو ما نقله إلينا الثقات من العلمانيين ،من كلام في العلماء لا يقبله عقل العاميّ ، فضلاً عن طالب العلم .
وسيأتي مزيد بيان وتوضيح لهذه القضية قريباً .
الناس من جهة التـمــثال أكفـاء ****** أبوهمُ آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهـم نسـب ****** يفاخرون به فالطين والــماء
ما الفضــل إلا لأهل العلـم إنهـمُ ****** على الهدى لم استهدى أذلاء
وقــدر كل امرأ ما كـان يحسنـه ****** والجاهلون لأهل العلم أعـداء
جزاكي الله خير الجزاء - بارك الله فيك على النقل الطيب
وحزاكم الله كل خير وتقبل دعاءكم
بارك الله فيك أختاه على الموضوع المهم....
فقد ظهر في زماننا أناس يستسهلون الكلام في العلماء والمصيبة أن هؤلاء لايتقنون قراءة المعوذتين وبضاعتهم في العلم مزجاة.
نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وفيكم بارك الرحمن
اي وربي وحسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء الذين لا يتجاوز الدين حناجرهم
ووقانا الله شرهم
بارك الله فيك على هدا النقل المفيد وجزاك الله خيرا
---------- اخوكم ابو ابراهيم --------
وفيكم بارك الباري اخونا وجزاكم بمثل ما دعوتم ووفقنا واياكم لما يحب ويرضى
امين
شكرا و جزاك الله خيرا
العفو......
وجزاكم بالمثل واكثر
الآثار المترتبة على الوقيعة في العلماء :
إنّ هناك عواقب وخيمة ، ونتائج خطيرة ، وآثاراً سلبية ، تترتب على أكل لحوم العلماء؛ والوقوع في أعراضهم . يدرك تلك الآثار من تأمل في الواقع ، ووسع أفقه ، وأبعد نظره ، وإليك أهمها :
1- إن جرح العالم سبب في رد ما يقوله من الحق : إن جرح العالم ليس جرحا شخصياً، كأي جرح في رجل عامّي ، ولكنه جرح بليغ الأثر ، يتعدى الحدود الشخصية ، إلى رد ما يحمله العالم من الحق .
ولذلك استغل المشركون من قريش هذه الأمر ، فلم يطعنوا في الإسلام أولاً ، بل طعنوا في شخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؛ لأنهم يعلمون – يقيناً - أنهم إذا استطاعوا أن يشوهوا صورة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أذهان الناس ؛ فلن يقبلوا ما يقوله من الحق، قالوا : إنه ساحر، كاهن ، مجنون ........... ولكنهم فشلوا - ولله الحمد – في ذلك .
وقد كانوا قبل بعثته يصفونه بالأمين، الصادق ، الحكم ، الثقة. فما الذي تغير بعد بعثته ؟ ما الذي حوله إلى كاهن، مجنون ، ساحر؟ إنهم لا يقصدون شخص محمد بن عبد الله ، فهم يعلمون أنه هُو هُوَ، ولكنهم يقصدونه بصفته رسولاً يحمل منهجاً هم يحاربونه ، فيعلموا أنهم إن استطاعوا تشويه صورته في نفوس الناس ؛ فقد نجحوا في صدهم عنه، وعما معه من الحق . هذا هو أسلوب المنافقين اليوم .
2- أن جرح العالم جرح للعلم الذي معه وهو ميراث النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ إذ العلماء ورثةُ الأنبياء، فجرح العالم جرحٌ للنبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا هو معنى قول ابن عباس : ( أن من آذى فقيها فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله - جل وعلا - )
إذن ، فالذي يجرح العالم ؛ يجرح العلم الذي معه.
ومن جرح هذا العلم ؛ فقد جرح أرث النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ وعلى ذلك فهو يطعن في الإسلام من حيث لا يشعر.
3- أن جرح العلماء سيؤدي إلى بعد طلاب العلم عن علماء الأمة، وحينئذ يسير الطلاب في طريقهم بدون مرشدين ؛ فيتعرضون للأخطار والأخطاء ، ويقعون في الشطط والزلل ، وهذا ما نخشاه على شبابنا اليوم .
4 - أن تجريح العلماء تقليل لهم في نظر العامة، وذهاب لهيبتهم ، وقيمتهم في صدورهم ، وهذا يسُرُّ أعداء الله ، ويفرحهم . يقول أحد الزعماء الهالكين في دولة عربية بعد أن سلط إعلامه على العلماء مستهتراً مستهزئا بهم - : ( عالم .. شيخ .. أعطه فرختين ؛ فيفتي لك بالفتوى التي تريد ).
لقد سقطت قيمة العلماء عند العامة، في كثير من الدول الإسلامية . ذهبت إلى بعض تلك الدول وسألت عن العلماء ، فما وجدت الناس يعرفون العلماء ، ولا يأبهون للعلماء ؛ لأن العلمنة سلطت سهامها عليهم ، فشوهت صورتهم ، ولطخت سمعتهم ؛ فأصبحوا من سقط المتاع ، في نظر كثير من الناس .
5 - تمرير مخططات الأعداء : ومن الأمثلة الواقعية لذلك : الطعن في رجال الحُسْبة ، والطعن في القضاة ، والطعن في الدعاة .
* أما رجال الحسبة فكثير منهم طلاب علم ، وقد أصبحت أعراضهم ودماؤهم مستباحة، فتجد العامة والمنافقين والعلمانيين،يستطيلون في أعراضهم بل ربما وقع ذلك من بعض طلاب العلم، تجلس في بعض المجالس فتسمع الكلام السيئ في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أخطأ رجال الهيئة..... فعل رجال الهيئة.... ترك رجال الهيئة ......، سبحان الله ! أما يخطئ إلا رجال الهيئات!لماذا لا تذكر أخطاء غيرهم ؟!
اطلعت قريباً على فتوى لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ينبه فيها إلى خطورة
التعرض لطلاب العلم . وقصتها أن مجموعة من طلاب العلم اشتكوا أحد المسئولين- ويبدو أنهم زادوا في الشكوى- فأهينوا وسُجنوا . لكن هل سمعتم أن أحداً سجن لأنه تكلم في أعراض رجال الحسبة !!
لقد جاءني بعض شباب الهيئات ، يشتكون من تطاول الناس عليهم ، وعدم وجود من يحميهم ، حتى أصبحوا هم المتهمين .
ومع ذلك نجد بعض المحسوبين على الدعاة وطلبة العلم ، يستمرئون ركوب الموجة الخبيثة ، التي تهدف إلى محاربة الهيئات والقضاء عليها ، من حيث لا يشعرون .
إننا لو ذهبنا نحصي أخطاء الآخرين من غير رجال الهيئات لوجدنا أخطاءهم أضعاف أخطاء رجال الهيئات ، ولكنها قالّةُ سوءٍ روج لها الحاقدون ، وساعدهم عليها المغفلون .
* أما القضاة فهم كذلك ، يتعرضون للطعن فيهم ، وأكل لحومهم ، فإنك تجد كثيراً من الناس ، يرددون أن القاضي الفلاني فيه كذا، القاضي الفلاني فعل كذا، القاضي الفلاني اشترى أرض كذا، والقاضي الفلاني اشترى السيارة الفاخرة ، القاضي الفلاني يؤخر المعاملة ، حتى قال قائلهم : نحن لسنا بحاجة إلى القضاة وتعقيداتهم ، القانون الفرنسي أرحم لنا منهم .
سبحان الله !! هل الخطاء خاص بالقضاة وغيرهم ملائكة !! إنها حملة مقصودة ، ينفخ فيها الضالون؛ من أجل تحطيم القضاء الشرعي.
وأنا حين أذكر ذلك لا ألقي بالقول على عواهنه ، وإنما أتكلم عن واقع ، فهناك من يُطالب بالقانون الفرنسي ، وما نظام المرافعات الذي ألغي - ولله الحمد- إلا مثال لذلك ، وقد كان على وشك التطبيق، ولا يسعنا إلا أن نشكر من كان سبباً في إلغائه .
إن نظام المرافعات مأخوذ من النظام المصري بحروفه ، والنظام المصري مأخوذ من القانون الفرنسي .
والحمد لله الذي وفق العلماء ، وطلاب العلم ، لتدارك هذا الأمر، ووفق ا المسئولين للاستجابة .
* وأما الحديث عن الدعاة فحدث ولا حرج ، لقد وصم الدعاة بألقاب لم نكن نعرفها، وصفوا بالمتطرفين ، ووصفوا بالمتزمتين، و... و... إلى آخر القاموس الظالم، الذي سلطه الحاقدون على الدعاة؛ تشويهاً لسمعتهم ؛ وتبشيعاً لواقعهم في عقول الناس .
كل تلك الحملات الشعواء على العلماء وطلاب العلم والقضاء والمحتسبين والدعاة ؛ تؤدي إلى تمرير مخططات الأعداء ، وتحقيق أهدافهم . فاليقظة اليقظة .
جزاكِ الله خيرا اختى وأحسن إليكِ
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
وعن عبد الله بن مسعود وأبي موسى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بين يدي
الساعة أياماً يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرْج،والهرْج القتل» متفق عليه
لحوم العلماء مسمومة ولحوم المجاهدين سمك طازج;)
علي الجزائري
2008-11-03, 14:13
السلام عليكم و رحمة الله ...
نشكر الأخت على الموضوع القيّم الذي ما أحوجنا إليه في هذا الزمان
الذي ظهرت فيه الفتن لكننا نظن أنّ الموضوع فيه من المسائل ما يتوجّب
فيها التفصيل :
و هذا سؤالي :
كيف الجمع بين هذه الكلمة ( لحوم العلماء مسمومة )
و بين كلمة ( إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( و هذا الدين لا يُنسخ أبدا ، لكن يكون فيه من يُدخل من التحريف و التبديل و الكذب و الكتمان ، ما يلبس به الحق بالباطل ، و لا بد أن يقيم الله فيه من تقوم به الحجة ، خلفا عن الرسل ، فينفون عنه تحريف الغالين ، و انتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين ، فيحق الله الحق و يبطل الباطل ، و لو كره المشركون ) [مجموع الفتاوى].
علي الجزائري
2008-11-03, 21:37
السلام عليكم و رحمة الله ...
نشكر الأخت على الموضوع القيّم الذي ما أحوجنا إليه في هذا الزمان
الذي ظهرت فيه الفتن لكننا نظن أنّ الموضوع فيه من المسائل ما يتوجّب
فيها التفصيل :
و هذا سؤالي :
كيف الجمع بين هذه الكلمة ( لحوم العلماء مسمومة )
و بين كلمة ( إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل ذلك كنت اتمنى لو تفهمو الامة الفقيرة الى ربها لماذا تم حذف موضوع ادعياء السلفية؟؟؟
هل هو مخالف لعقيدة التوحيد؟؟؟؟؟
اما الرد على السؤال فاقول
لحوم العلماء الربانيين مسمومة وكل من يقلل من شانهم وينتقصهم فهو في حد ذاته نقيصة
اما المقولة التي ذكرتموها اكيد ليس كل من يقول قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم فه جهبذ وعالم فذ فلابد ان ننظر ممن ناخذ ديننا
ولله در العلماء الذين لا يخشون في الله لومة لائم
والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل
علي الجزائري
2008-11-04, 13:15
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل ذلك كنت اتمنى لو تفهمو الامة الفقيرة الى ربها لماذا تم حذف موضوع ادعياء السلفية؟؟؟
هل هو مخالف لعقيدة التوحيد؟؟؟؟؟
اما الرد على السؤال فاقول
لحوم العلماء الربانيين مسمومة وكل من يقلل من شانهم وينتقصهم فهو في حد ذاته نقيصة
اما المقولة التي ذكرتموها اكيد ليس كل من يقول قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم فه جهبذ وعالم فذ فلابد ان ننظر ممن ناخذ ديننا
ولله در العلماء الذين لا يخشون في الله لومة لائم
والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل
هذا لا يحل الإشكال لأنه كلام عام و ليس فيه من التفصيل شيء ..
هذا الذي عندي اخونا
=============
ما فهمت اشكالكم
علي الجزائري
2008-11-04, 14:05
ما أردت تبيينه أوّلا هو أنّ كثيرا من الناس عندما يقرؤون مثل هذه المواضيع
( خصوصا أهل البدع و التحزب ) يستغلونها في نشر باطلهم عبر مشايخهم
و دعاتهم و هؤلاء ليسوا بعلماء بل قد يكون علماء لكن علماء سوء و باطل
فوجب التحذير منهم و تبيين ضلالهم و ما هم فيه لأن منهجهم قائم على غير المنهج
الذي رسمه لنا الشارع الكتاب و السنة الذي لا يختلف فيهما أحد من المسلمين
و فهمهما على منهج سلف الأمة و سأورد لك في المشاركات التالية إن شاء الله تعالى
تعريفا بهذا المنهج القويم ..
علي الجزائري
2008-11-04, 14:09
ليست كل طوائف المسلمين أهل السنة و الجماعة ، لأن أهل السنة هم :
المتمسكون بها العاملون بها . و الجماعة أي : المجتمعون عليها ..
و هم قلّة قليلة في هذه الأمة لكن فضلهم كبير :
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في سائر الملل . اهــ .
و أهل السنة هم الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة :
لحديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم ( كما في الصحيحين):
"لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ
وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ".
و قال صلى الله عليه و آله و سلّم :
{... وستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار
إلا واحدة. وفي لفظ "على ثلاث و سبعين ملة".
وفي رواية قالوا يا رسول الله من الفرق الناجية قال "من كان على
مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي". وفي رواية قال
"هي الجماعة يد الله على الجماعة". } "رواه الترمذي وحسنه الألباني
في صحيح الجامع .
فقد بينها بأنها التي تكون على نهج النبي عليه السلام و صحابته الكرام ،
و لو نظرنا في القرآن الكريم لوجدنا آيات كثيرة تدل على وجوب اتباع
نهج السلف الصالح: ومن أمثلة ذلك نأخذ آيتين ظاهرتين في الدلالة على ذلك:
الآية الأولى في سورة التوبة وهي قوله تعالى:
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
رضي الله عنهم ورضوا عنه)
وجه الدلالة على وجوب اتباع المنهج السلفي قوله –تبارك وتعالى-
( رضي الله عنهم ورضوا عنه) استحق الطرفان الرضا, ورضا الله واجب,
بل هو أكبر واجب, قول الله-تبارك وتعالى-ورضوان من الله أكبر)
أي أن رضا الله أكبر من دخول الجنة (ورضوان من الله أكبر),
فلما كان هذا الواجب لا يتم إلا باتباع الصحابة, فكان حكمه الوجوب,
لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, لأن هذه الجملة من الآية
تدل على وجوب اتباع المنهج؛ كيف تدل على أن المراد بهذه الآية
المنهج السلفي؟ (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار)
هناك معنيان للسابقين الأولين:
-إما أن يكون المراد بالسابقين الأولين هم الذين آمنوا قبل الفتح,
كما ورد في آيات, أو يكون السابقون الأولون هم جيل الصحابة,
فننظر في الآية نجد أن الآية تكلمت عن طبقتين:
-الطبقة الأولى: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
-الطبقة الثانية: والذين اتبعوهم بإحسان, هي أن تتكلم عن التابعين
وعن الذين اتبعهم التابعون, التابعون اتبعوا من؟ أصحاب النبي-صلى الله
عليه وسلم-؛ لا تجد تابعياً واحداً يقول أنا اتبع أبا بكر وعمر ولا اتبع أبا ذر
اتبع علياً ولا اتبع المقداد, التابعون اتبعوا الصحابة جميعا, وتلقوا الدين
عن الصحابة, والتابعي لا يكون تابعيا إلا إذا أدرك الصحابة.
إذا يكون المراد بالسابقين الأولين هم جيل الصحابة, اتباع الصحابة
هو المنهج السلفي, لأننا نقول نفهم كتاب الله, وسنة رسول الله بفهم
الصحابة, إذا هذا هو منهج السلف (والسابقون الأولون من المهاجرين
والأنصار).
الآية الثانية قول الله-تبارك وتعالى-في سورة النساء (ومن يشاقق
الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله
ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) هذه الآية التي استدل به
الإمام الشافعي-رحمه الله –على حجية الإجماع, ظاهرة الدلالة
في وجوب اتباع المنهج السلفي.
ووجه الدلالة أن الله-سبحانه وتعالى-قال ومن يشاقق الرسول
من بعد ما تبين له الهدى) ثم عطف عليها
(ويتبع غير سبيل المؤمنين) ..
لو قرأنا الآية كالآتي ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله
ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) لكان المعنى صحيح بحق الرسول
-صلى الله عليه وسلم-,لأن مشاقة الرسول-صلى الله عليه وسلم-ذنب قائم
بذاته, لكن لماذا قال: (ويتبع غير سبيل المؤمنين) لبيان أن اتباع الرسول
لا يتم إلا تباع سبيل المؤمنين, لكن اشترط الله-تبارك وتعالى-
في مشاقة الرسول تبيّن الهدى ولم يشترط في اتباع سبيل المؤمنين تبيّن
الهدى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى) لا يكون إنسان
مشاقاً للرسول أو مخالفاً للسنة إلا بعد أن تتبيّن له أنها سنة ويخالفها,
فربما خالف الإنسان سنة وهو لا يعلم أنها سنة, أو أن السنة لم تبلغه,
أو ظن أن الحديث فيها ضعيف, أو ظن أن الحديث منسوخ, أو لم تتبيّن
له دلالة الحديث على السنة, وهذه الأعذار التي بيّنها شيخ الإسلام-رحمه الله-
في كتابه " رفع الملام عن الأئمة الأعلام ", الأئمة الأربعة وغيرهم
من العلماء خالفوا بعض السنن, هل نظن-بارك الله فيكم-أن الأئمة
والعلماء يخالفون السنة مضادة ومشاقة لله ورسوله, لا, هناك أعذار
ذكرها, رجعت إلى ثلاثة, وتفرّع منها عشرة أسباب في كتابه
"رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لكن الله-سبحانه وتعالى-
وكلامه المعجز في لفظه وفي معناه وفي مبناه, يقول:
(ويتبع غير سبيل المؤمنين) لم يقل فيه (من بعد ما تبيّن له الهدى) لماذا؟
لأن الهدى الذي ينبغي أن تتبيّنه هو سبيل المؤمنين, فسبيل المؤمنين
هدىً في ذاته؛ كيف نعرف أن هذه سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-
بنقل الصحابة, بتطبيق الصحابة, بفعل الصحابة, بعمل الصحابة,
إذاً عمل الصحابة ونقل الصحابة لهذه السنة هو الهدى الذي تقام به
الحجة علينا, على أن هذه سنة الرسول-صلى الله عليه وسلم-, فما عمله
الصحابة هو سنته, وما لم يعمله ليس هو سنته, فإذاً ينبغي أن تتبع سبيل المؤمنين.
(سبيل المؤمنين), قال ابن أبي جمرة في كتابه " بهجة النفوس" (1/4)
قال: " قال العلماء سبيل المؤمنين هو سبيل أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-".
(نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) هنا من اتبع غير سبيل المؤمنين,
أي اتبع سبيلاً غير سبيل الصحابة-رضوان الله عليهم-قاده هذا السبيل إلى جهنم,
لأن السالك للسبل إما أن يكون سالكاً لسبيل الرحمن سبيل الله, أو سالكاً لسبل الشيطان,
( يتبع إن شاء الله . )
عامر1988
2008-11-04, 15:36
ما أردت تبيينه أوّلا هو أنّ كثيرا من الناس عندما يقرؤون مثل هذه المواضيع
( خصوصا أهل البدع و التحزب ) يستغلونها في نشر باطلهم عبر مشايخهم
و دعاتهم و هؤلاء ليسوا بعلماء بل قد يكون علماء لكن علماء سوء و باطل
فوجب التحذير منهم و تبيين ضلالهم و ما هم فيه لأن منهجهم قائم على غير المنهج
الذي رسمه لنا الشارع الكتاب و السنة الذي لا يختلف فيهما أحد من المسلمين
و فهمهما على منهج سلف الأمة و سأورد لك في المشاركات التالية إن شاء الله تعالى
تعريفا بهذا المنهج القويم ..
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
يا سيدي المشرف ؟؟؟؟؟؟ أنتم إخواننا في الدين ونحتسبكم كذلك .أما إذا أردتم تطبيق قاعدة بعض أدعياء التدين والتي هي <رأينا صواب لايحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ لايحتمل الصواب >..................فأنتم في حالة تسلل كما في مبارة كرة القدم......................................
اما قولك مشايخهم فمن تقصد يا أخي هل تقصد الغزالي أم القرضاوي أم حسن البنا أم .................................................أ م................................................. .................................................. ...............................
لاحول ولا قوة إلا بالله
تقبل تحياتي أخي الكريم
علي الجزائري
2008-11-04, 18:56
كنا تكلمنا عن السابقين الأولين و قلنا يكون المراد بالسابقين الأولين
هم جيل الصحابة, اتباع الصحابة هو المنهج السلفي, لأننا نقول نفهم
كتاب الله, وسنة رسول الله بفهم الصحابة, إذا هذا هو منهج السلف
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) هذا هو المنهج السلفي,
والذين اتبعوهم أي اتبعوا المنهج السلفي, اتبعوهم بإحسان,
وكما ذكرت أن الإحسان هنا أي اتبعوا كل ما جاء عن الصحابة, واتبعوا
جميع الصحابة, وميزة المنهج السلفي عن بقية الدعوات والحركات
والجماعات أننا عندما نعدل وعندما نزكي, وعندما نذكر فضل الصحابة
لا تستثني منهم أحداً, وإن كان بعضهم أفضل من بعض,
فنحن على سبيل المثال نؤمن بجميع الأنبياء, وأنهم أرسلوا من عند الله وأنزل
عليهم من عند الله, لا نفرق بين أحد من رسله بمعنى أي لا نؤمن برسول
ونكفر برسول, لكن هذا عدم التفريق أيضا نفرق, نفرق في المرتبة والمنزلة
والدرجة ونقول أن بعض الأنبياء أفضل من بعض, فالتفضيل لا يعني التفريق؛
كذلك نحن نؤمن بعدالة الصحابة جميعاً, من أولهم إلى آخرهم-رضي الله عنهم-
ونحن نعلم أن بعضهم أفضل من بعض عند الله-تبارك وتعالى-.
أهل الحديث السلفيون يؤمنون بعدالة الصحابة جميعاً؛ أما الجماعات, الحركات,
الفرق الثانية إن عدّلت قسماً طعنت في قسم, فلا يتبعون الصحابة جميعاً؛
الخوارج ما اتبعوا أحداً كفّروا الصحابة جميعاً, الروافض اتبعوا في زعمهم
ثلاثة أو سبعة أو ثلاثة عشر من الصحابة على اختلاف الروايات, وكفّروا البقية؛
المعتزلة طعنوا في أصحاب النبي, طعنوا في الزبير, وطعنوا في علي, ,
وطعنوا في طلحة, وطعنوا في معاوية, وطعنوا في عمرو بن العاص,
حتى أن واصل بن عطاء يقول: "لو شهد طلحة والزبير على باقة بقل لم أقبل
شهادتهم", الأشاعرة طعنوا في معاوية-رضي الله عنه-.
إذا الفرق القديمة إما فرقت وإما طعنت, كذلك الحركات المعاصرة للأسف,
تراهم يطعنون في بعض الصحابة, ويلمزون في أصحاب رسول الله-صلى الله
عليه وسلم-, الأمثلة كثيرة أذكر منها أمثلة:
الإخوان, هذا سيد قطب وهو أكبر مفكر حركي فيهم, تجده يطعن ويغمز في بعض
أصحاب الرسول, غمز في عثمان-رضي الله عنه-في كتاب " العدالة الاجتماعية "
, وطعن في معاوية, وطعن في عمرو بن العاص
وهذا حزب التحرير يطعنون في معاوية-رضي الله عنه-في كتابهم " الدوسية "
يسمى الدوسية, يطعنون عمرو بن العاص, يطعنون في معاوية-رضي الله عنه-.
وقس على ذلك كثير من الحركات إما تطعن في جميعهم أو تفرق بينهم.
إذاً هذا المنهج هو المنهج الوحيد, الدعوة الوحيدة التي تتبع الصحابة
جميع الصحابة, وتأخذ كل ما جاء عن الصحابة, فهذه الجماعة أو هذه الدعوة
أو هذه الفئة, الفئة السلفية, هي التي ينطبق عليها قول الله-تبارك وتعالى-
( والذين اتبعوهم بإحسان) فيكون دلالة الآية على وجوب اتباع المنهج
أن الله-سبحانه وتعالى-ذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار,
وأثنى على من اتبعهم بإحسان, وبيّن أن هذا الاتباع واجب, لأنه يتحقق به
رضوان الله-تبارك وتعالى-وهذا واضح في الدلالة على اتباع أصحاب النبي
واتباع فهمهم-رضي الله عنهم وأرضاهم-.
يتبع و تأتي الأدلة من السنة على وجوب اتباع فهم السلف الصالح :
oumyahia
2008-11-04, 19:26
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي الجزائري ووفقك لما يحبّه ويرضاه ...أثلجت صدري والله
والله يا أخي أنا خالطت أصحاب البدع ....لا علم ولا فقه ولا ......
هوى في هوى ..وتمييع للدين .......
ما أردت تبيينه أوّلا هو أنّ كثيرا من الناس عندما يقرؤون مثل هذه المواضيع
( خصوصا أهل البدع و التحزب ) يستغلونها في نشر باطلهم عبر مشايخهم
و دعاتهم و هؤلاء ليسوا بعلماء بل قد يكون علماء لكن علماء سوء و باطل
فوجب التحذير منهم و تبيين ضلالهم و ما هم فيه لأن منهجهم قائم على غير المنهج
الذي رسمه لنا الشارع الكتاب و السنة الذي لا يختلف فيهما أحد من المسلمين
و فهمهما على منهج سلف الأمة و سأورد لك في المشاركات التالية إن شاء الله تعالى
تعريفا بهذا المنهج القويم ..
هدانا الله واياكم
ممكن تضع موضوع عمن ناخذ ديننا
وفيه تنبه الى الرويبضة والجهال والمتعالمون ولكم الاجر باذن الله
اما الموضوع الذي نقلته فارى رسالته واضحة وضوح معلم اهل التوحيد واهل السنة والجماعة
يعني يعيب على كل من ينتقص من شان العلماء الربانيين
ويوضح اسباب التكالب عليهم ونهش لحومهم الطاهرة
ومع اني لم اكمل الموضوع ولكن من خلاله لا بد الجام كل متهجم على العلماء
علي الجزائري
2008-11-04, 20:11
أما الأدلة من السنة فهي كثيرة جدا جدا, ونأخذ أيضا أمثلة:
من الأمثلة في سنة الرسول-صلى الله عليه وسلم-قول الرسول-صلى الله عليه
وسلم-في التحذير وذم الخوارج, قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:
« يخرج من ضئضئ هذا » تعرفون قصة الخوارج مع الرسول أن النبي-صلى الله
عليه وسلم-لما غنم أموال حنين أعطى المؤلفة, ولم يعط بقية الجيش,
فقام رجل من بني تميم, فقال: « اعدل يا محمد فإن هذه قسمة لا يراد بها وجه الله»
هذا الحديث لو تأملناه لوجدنا وفهمنا منهج الخوارج, وسياسة الخوارج
ودوافع حركة الخوارج هذا الرجل قام لله أم للدنيا؟ للدنيا, فهؤلاء قاموا للدنيا لم يقوموا
للدين, يريد مالاً؛ هذا الرجل اعترض على خير الناس, اعترض على رسول الله-
صلى الله عليه وسلم-, وطعن في قسمته, وطعن في تقواه, وطعن في علمه,
إذاً ما دون الرسول من باب أولى يطعنوا فيهم حكاماً وعلماء, لذلك تجد من منهج
الخوارج أول منهج لهم أن يطعنوا في الأمراء والعلماء, يفصلوا الناس, يفصلوا
الشباب عن قيادتهم الحقيقية, ولذلك تسمعون منهم الآن كما سمع سلفنا من أسلافهم,
يطعنون في علم العلماء, فهذا عمرو بن عبيد يقول: " فقه الشافعي وفقه أبي حنيفة
لا يتعدى سراويل امرأة " يعني محصور في الحيض والنفاس؛ والمعاصرون
منهم يقولون عن علمائنا: " علماء الحيض والنفاس "؛ وهذا الرجل الذي طعن
في علم الرسول, وفي تقوى الرسول, قام وطعن بسفاهة, وجرأة على الله ورسوله,
ولذلك تجد هؤلاء على مر التاريخ يتصفون بالجرأة ويتصفون برقة الدين ويتصفون
بسفه الأحلام وحداثة الأسنان.
المهم هذا الرجل ذو الخويصرة قال: « اعدل يا محمد فإن هذه قسمة لا يراد بها
وجه الله» فقال له الرسول:
«ويحك من يعدل إذا لم أعدل فإني أعلمكم بالله وأتقاكم له» ثم قال الرسول-
صلى الله عليه وسلم- مبيّناً:
« يخرج من ضئضئ هذا » من نسله, ومن ذريته, ومن عقبه قوم؛ انظروا
إلى الخوارج؛ لذلك إخواني لا تستغربوا الناس إذا اتبعوا الدجال الأكبر, لأن الذي
ما عنده منهج تغرّه طول اللحية وتقصير الثوب وتنتنة, يقل لك هذا عابد زاهد صائم
النهار قائم الليل, عيناه غارتا من السهر, جبهته تقرّحت من السجود, لا تنظر
إلى هذا, انظر إلى منهجه, هل عنده منهج ملتزم به؛ يقول الرسول-صلى الله عليه
وسلم-:« يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم, وصيامهم
مع صيامكم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم», الخوارج يصلون ويصومون
ويقرؤون القرآن, عبّاد, زهاد, ومع ذلك انظروا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-
ماذا يحكم على عبادتهم وعلى صيامهم وعلى قراءتهم للقرآن التي هي أكبر
وأكثر من عبادة الصحابة, «تحقرون صلاتكم» تحقرون يعني إيش؟ تقالّون صلاتكم
مع صلاتهم, صيامكم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم
«يمروقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام
يقولون من قول خير البرية, لأن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد وثمود شر قتلى تحت أديم
السماء طوبى لمن قتلهم وقتلوه» هذا الحديث هو في حكم المتواتر, لأنه ثبت
عن جمع من الصحابة يزيد عددهم عن عشرين وهو مخرج في كتب السنة.
الرسول-صلى الله عليه وسلم-قارن بين عبادتين, عبادة الصحابة وعبادة الخوارج,
عبادة الخوارج أكثر وأكبر, وعبادة الصحابة أقل, لكن هذه الأكثرية تزيدهم من الله
بعداً, وهذا الاقتصاد يزيدهم من الله قرباً, لأن الحكم ليس على الكثرة والقلّة,
الحكم على المنهج, لذلك قال بعض الصحابة ابن عباس-رضي الله عنه- إسناد
صحيح عنه قال: " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة ".
ما المعيار الذي جعله الرسول حكماً على فساد عبادة الخوارج؟ المقارن به,
قارن الرسول عبادة الخوارج مع عبادة الصحابة, فجعل عبادة الصحابة,
وجعل منهج الصحابة, وجعل عقيدة الصحابة هي الحكم على فساد عقيدة الخوارج,
لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-يعلمنا في هذا الحديث الشريف أن منهج صحابته
حجة على من بعدهم, أن منهج الصحابة حجة على من بعدهم, وأن القرب من السنة,
وأن البعد من السنة, وأن القرب من الإسلام وأن البعد من الدين ينبغي أن يقاس
بمنهج الصحابة.
هذا النبي-صلى الله عليه وسلم-يقرر في سنته أن فهم أصحابه وفهم السلف-
رضوان الله عليهم-حجة على الأمة من بعده.
وهناك حديث آخر, هو حديث أبي موسى في صحيح مسلم: «أن النبي-صلى الله
عليه وسلم-صلى المغرب ثم صلى معه بعض الصحابة, فجلسوا فخرج إليهم
الرسول-صلى الله عليه وسلم-قال: ما زلتم قالوا: نعم قال: أصبتم أو أحسنتم,
ثم رفع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بصره إلى السماء, وقال-صلى الله عليه
وسلم-: النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد, وأنا أمنة
لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون, وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب
أصحابي أتى أمتي ما توعد».
جعل النبي-صلى الله عليه وسلم-أصحابه في أمته كمنزلته في أصحابه.
يتبع و يليه : منزلة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في الأمة ...
اضحك الله سنكم
منقولكم
والله طويل مااجد وقت لقراءته لعلكم تقصرون اخي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل ذلك كنت اتمنى لو تفهمو الامة الفقيرة الى ربها لماذا تم حذف موضوع ادعياء السلفية؟؟؟
هل هو مخالف لعقيدة التوحيد؟؟؟؟؟
اما الرد على السؤال فاقول
لحوم العلماء الربانيين مسمومة وكل من يقلل من شانهم وينتقصهم فهو في حد ذاته نقيصة
اما المقولة التي ذكرتموها اكيد ليس كل من يقول قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم فه جهبذ وعالم فذ فلابد ان ننظر ممن ناخذ ديننا
ولله در العلماء الذين لا يخشون في الله لومة لائم
والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل
نحن هنا أختى نسير على سياسة فرعون لاأريكم إلا ماأرى وماأهديكم إلا سبيل الرشاد
والويل والثبور وعظائم الأمور لمن مارس حقه وابدى رأيه إذا خالف رغبتنا وإن كان معه الصواب:mh31:
علي الجزائري
2008-11-05, 13:58
ما منزلة الرسول في الأمة؟
أن يشهد على الأمة: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس
ويكون الرسول عليكم شهيداً) إذن وظيفة الصحابة في الأمة هي الشهادة
على الأمة بل الأمم, كما أن الرسول هو شاهد على أصحابه وعلى أمته,
وأصحاب الرسول يشهدون على الأمم؛ وحديث نوح-عليه السلام-معروف:
أنه لما يأتي ربنا بنوح-عليه السلام-يقول: من يشهد لك نوح يقول: محمد
وأمته, فيأتي الله بأمة محمد فيشهدون لنوح فيقول: وما علمكم بذلك,
يقولون أخبرنا رسولنا, أخبرنا رسول الله محمد-صلى الله عليه وسلم-فنحن
نصدق ونشهد لنوح؛ فهم يشهدون لنبيهم بالرسالة, ويشهدون للأنبياء بالرسالة
لأن الرسول أخبرنا بذلك, ويشهدون على الأمة, وورد في الحديث الصحيح:
« أن جنازة مرت من عند الرسول وأصحابه عنده, فأثنوا عليها خيرا فقال:
وجبت, فمرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا فقال: وجبت, فقالوا: ما وجبت
يا رسول الله قال: الأولى أثنيتم عليها خيراً فوجبت لها الجنة, والأخرى أثنيتم
عليها شراً فوجبت لها النار, أنتم شهداء الله في الأرض».
هل الصحابي حجة على الأمة أم لا؟
حجة, فإذا كانت منزلة الصحابة في الأمة كمنزلة الرسول في الأمة, أو وظيفة
الرسول, وظيفة الصحابة كوظيفة الرسول, إذاً منهج الصحابة حجة, وجعل الرسول
-صلى الله عليه وسلم-منزلة أصحابه في أمته كمنزلة النجوم من السماء,
وما علاقة النجوم بالسماء؟
علاقة النجوم بوجود الرسول في الأمة؟ علاقة ذلك كله بوجود الصحابة في الأمة؟
النجوم في السماء لها وظائف هي ماذا؟ علامات, منارات هدى, هي رجوم للشياطين,
هي زينة للسماء: (ولقد زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) (ولقد زينا السماء
الدنيا بمصابيح) فالصحابة زينة الأمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس) خير هذه الأمة
هم الصحابة, « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»
الصحابة-رضوان الله عليهم- علامات, منهجهم علامة يقتدى به (وعلامات
وبالنجم هم يهتدون) إذاً النجوم أيضا في السماء يهتدى بها في ظلمات البر
وظلمات البحر, كذلك منهج الصحابة يهتدى به للتخلص من ظلمة الشبهات,
وظلمة الشهوات, ومنهج الصحابة رجوم لأهل البدع, كما أن النجوم رجوم
للشياطين, كما قال الله-تبارك وتعالى-في سورة الملك وفي سورة الصافات
وغيرها: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين)
فمنهج الصحابة هو رجوم لأهل الأهواء ورجوم للبدع, ولذلك إخواني
من فضل الله على الأمة أن رؤوس الطوائف ورؤوس الفرق ظهرت في عصر
الصحابة, الخوارج ظهروا ونبغوا في عصر الصحابة, الروافض خرجوا
ونبغوا في عصر الصحابة, المعتزلة خرجوا ونبغوا في عصر الصحابة,
والجهمية نبغوا وخرجوا في عهد الصحابة, فكان لوجود هذه الفرق فائدتين,
أو كان له فائدتان:
الفائدة الأولى: أنها ظهرت, فقام الصحابة بواجب الرد عليهم, ردوا عليهم,
ردّ الصحابة على القدرية كما في حديث ابن عمر في مسلم, وردّ الصحابة
على الخوارج كما في حديث جابر بن عبد الله, حديث يزيد الفقير في مسلم,
وردّ الصحابة على الشيعة الروافض كما في صحيح البخاري حديث أبي جحيفة
عن علي-رضي الله عنه-, ورد الصحابة على الخوارج أيضاً كما في مناظرو
ابن عباس للخوارج, فالصحابة ردوا على هذه البدع, فتبيّن لنا أنها بدع.
الفائدة الثانية: أن أحداً من الصحابة لم يكن في صف أحد تلك الفرق, لذلك
لما ناظر ابن عباس الخوارج قال: وجئتكم من عند ابن عم رسول الله وصهره
ومن عند أصحابه وليس فيكم أحد منهم, ما في أحد من الصحابة في صف الخوارج
ولا معتزلة ولا جهمية ولا أشاعرة ولا مرجئة ولا روافض.
إذن تبيّن لنا أن هذه الرؤوس ضلالة, ودعوات جهالة؛ فهذا الحديث يعطينا
دلالة على وجوب اتباع منهج الصحابة.
أيضا لو انتقلنا إلى طبقة الصحابة-رضوان الله عليهم-لنجد أن الصحابة احتجوا
بمنهجهم على من بعدهم, إذا كان الرسول يعلمنا أن منهج الصحابة حجة
على من بعدهم, الصحابة تلقوا هذا المنهج عن الرسول فاستدلوا بمنهجهم
على من بعدهم, ونأخذ مثالين أيضاً:
علي الجزائري
2008-11-05, 21:17
المثال الأول:
مناظرة عبد الله بن مسعود للحلق في مسجد الكوفة,
والحادثة الثانية مناظرة ابن عباس للخوارج قبل النهروان.
حديث ابن مسعود تعرفونه وقرأتموه كله, جميعكم, وهو ما أخرجه الدارمي في سننه
في مقدمة السنن: أن أبا موسى الأشعري جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال:
يا أبا عبد الرحمن جئتك من المسجد وما رأيت إلا خيراً, قال: ماذا رأيت, قال:
إن عشت سوف ترى, فذهبوا جميعاً إلى المسجد, فرأوا حلقاً حلقاً يسبحون مائة,
يكبرون مائة, يهللون مائة على كل حلقة رجل وعندهم حصى يعدون بها التسبيح
والتحميد والتكبير, فوقف عبد الله بن مسعود-شوف يا إخواني منهج علمي,
منهج تربوي في نفس اللحظة, أبو موسى الأشعري من كبار الصحابة ومع ذلك
ما أنكر عليهم مباشرة إلا بعدما رجع للعالم, عالم الكوفة يومئذ, لذلك لا يغتر أحدنا
بما عنده من علم أو عنده من معرفة أو عنده من بعض نكت العلم, فيتصدر
ويزبب قبل أن يحصرم, ويطير قبل أن يريش؛ أبو موسى الأشعري يستطيع أن يرد
عليهم, لكن قال له: ماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار أمرك, لذلك
هذه الدعوة تقوم على احترام اللاحق للسابق, هذه الدعوة ليست حزبية, وليست
تنظيمية, لكن فيها طاعات فطرية, بمعنى الصغير يحترم الكبير, وما سمعتم بحديث
النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف
لعالمنا حقه» الصغير إذا ما احترم الكبير على الدنيا السلام, والكبير إذا لم يرحم
الصغير على الدنيا السلام, الصغير يحترم الكبير, اللاحق يحترم السابق, الجاهل
أو طالب العلم يحترم العالم, طاعات هذه فطرية فطر الله الناس عليها, إذا انتكست
انتكست الفطرة, وانتكست الدعوة يا إخواني-المهم جاء عبد الله بن مسعود-
رضي الله عنه-ومعه أصحابه, فقال: ما هذا يا أمة محمد, قالوا إيش؟ والله ما أردنا
إلا الخير, قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه, أو لن يبلغه, قالوا: حصىً نعد بها
التسبيح والتحميد والتكبير, قال: ما أسرع هلكتكم هذه ثياب رسول الله لم تبلى,
وهذه آنيته لم تكسر, وهؤلاء أصحابه متوافرون, ما معنى وهؤلاء أصحابه
متوافرون؟ هؤلاء أصحاب النبي متواجدون أحياء ولم يفعلوا ما فعلتم, ولو كان
خيراً لسبقوكم إليه, ولو كان خيراً لشارككم بعضهم فيه, والله إنكم على ملة أهدى
من ملة محمد-وهذا مستحيل-أو مفتتحو باب ضلالة –حشرهم بين كفي الكماشة-
إما أنكم على ملة أهدى من ملة محمد, أو افتتحتم باب ضلالة-والجواب أنهم
افتتحوا باب ضلالة-فاحتج عبد الله-رضي الله عنه-بمنهج الرسول وبمنهج الصحابة
على الخوارج؛ هؤلاء هم أفراخ الخوارج, يقول عمرو بن سلمة راوي القصة:
" لقد رأيت عامة تلك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوراج"
خرجوا على الصحابة في الفهم, ثم خرجوا على الأمة بالسيف, ولذلك إخواني
الخروج بالكلمة أضر على الخروج بالسيف, لذلك نحن عندما نحارب الخروج
والتهييج السياسي لأننا نعرف أن هذا مقدمة الخروج بالسيف والقنبلة والتفجير
والتكفير, قد يدرك هذا أو لا يُدرك, ولكننا نحن نؤدي أمانة, ونقوم بدعوة ولا ننتظر
من أحد شكرا ولا فخراً؛ نحن نعلم أن هذه المناهج هي خطرها على الدين, خطرها
على الأمة, خطرها على الإسلام والمسلمين, أضر من خطر اليهود والنصارى,
لا يقول أحدكم أنني أشبههم باليهود والنصارى, لا, أقول مناهجهم, أفكارهم أضر
على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى, لأن اليهود والنصارى أعداء نعرفهم,
نعلمهم حقيقة, ما يماري أحد في عداوة اليهود والنصارى للدين, والذي يشك
في عداء اليهود والنصارى والصليبيين للإسلام والمسلمين فهذا رجل جاهل
أو غافل متغافل أو عميل والعياذ بالله, ما أحد يستطيع أن يقول أن اليهود والنصارى
يحبون الين والإسلام والمسلمين, اليهود يعملون من أجل الدين, لا, هؤلاء أعداء
للدين(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) هذا شر ظاهر, أما الشر المخفي
باسم الإسلام وباسم المسلمين, وباسم الحرص على الإسلام, وباسم الحرص
على المسلمين, يدمّر الإسلام ويقتل المسلمين, ثم انظروا إلى ضررهم, هل هؤلاء
ضررهم على اليهودي والأمريكاني والصلبيين؟, أم ضررهم على محمد وأحمد
وخالد وفاطمة, على رجال ونساء وأطفال وشيوخ, ما ذنب هؤلاء الأطفال.
فتوى ننظر يا إخوان إلى فتوى من أحد الخوارج يسمى أو أنس الشامي-هو أردني
ذهب إلى العراق ليقاتل معهم-الفتوى يقول: " إذا رأيت جندي أمريكاني بين ألف
طفل فاقتل الألف طفل واقتل الأمريكاني", اقتل الألف طفل!!!, أي دين هذا يا إخوة,
أي فقه هذا, أي ورع هذا, أي علم هذا؟!!! ألف طفل, أين تذهب بهم يا هذا أمام
الله يوم يجرون بتلابيبك أمام الله!!!, والله لا دين ولا علم ولا ورع ولا تقوى.
وهذا عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-حبر الأمة ترجمان القرآن, لما ناظر
الخوارج وأفحمهم وبيّن جهلهم وسفههم, وأنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم,
قال لهم كما ذكرت: جئتكم من عند ابن عم رسول الله, ومن عند أصحابه, وليس
فيكم أحد, احتج ابن مسعود على الخوارج بفهم الصحابة.
ولو انتقلنا إلى عهد التابعين, لوجدنا أن التابعين أنفسهم يحتجون بفهم الصحابة
على الفرق, افتح أول حديث في صحيح مسلم حديث جبريل-عليه السلام-تجد
أن بعض التابعين اثنين منهم, كانا بالبصرة وخرج بالبصرة معبد الجهني وهذا
من غلاة القدرية وهذه الفرقة بادت-والحمد لله-الذين كانوا ينفون علم الله,
وكانوا يقولون أن الأمر أنف أي مستأنف, أي أن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها,
لما خرج فيهم القدرية لم ينتصبوا للردّ عليهم, ويقولون نحن رجال وأنتم رجال,
لا, خرجا حاجّين أو معتمرين, وقالا لو وفّق لنا أحد من أصحاب رسول الله, التابعون
يرجعون في الردّ على الفرق إلى أصحاب الرسول-صلى الله عليه وسلم-لماذا؟
أليس هم علماء, وهم رجال, وهم فحول, ومع ذلك رجعوا إلى أصحاب النبي-
صلى الله عليه وسلم-ورجعوا وذهبوا إلى المدينة وقابلوا ابن عمر-رضي الله عنه-
فأخبروه وردّ ابن عمر على القدرية.
ولو جئت للأئمة, خذ الإمام أحمد-رحمه الله-لما ناظر المعتزلة وقالوا بخلق القرآن,
فقالوا لهم: شيء قاله الرسول, قالوا: لا, قال: شيء قاله أبو بكر قالوا: لا,
وعدّ لهم أصحاب النبي-صلى الله عليهم وسلم-قال: لا وسّع الله علينا إن لم يسعنا
ما وسع أصحاب رسول الله.
وهكذا يا إخواني يتناقل هذا المنهج جيلاً فجيل,
حتى ينتهي إلى علمائنا, ينتهي
إلى إخواننا, وينتهي إلى هذه الدعوة المباركة التي تربط الناس,
لا تربطهم بزيد أو بعمرو, نحن ما نربط الناس بالألباني أو ابن تيمية,
ولا نربط الناس بابن باز والعثيمين, ولا نربط الناس بأحمد ابن حنبل,
لا نربط الناس إلا بالله وبرسول الله – صلى الله عليه وسلم -,
ونقول للناس أن هؤلاء العلماء هم أدلة, هم أدلاء على هذا المنهج,
هم هداة على هذا المنهج, يهدون الأمة, ويدلون السالكين إلى معالم
هذا الطريق؛ وما قلنا للناس يوماً ينبغي أن تكونوا ألبانيين أو تكونوا
بازيين أو تكونوا تيميين, أو تكونوا حنابلة, أو تكونوا عمريين أو بكريين,
بل كونوا على منهج رسول الله, كونوا على منهج رسول الله,
كونوا على منهج الله؛ وهذا يعطينا عمق لهذا المنهج, أننا بفضل الله,
أننا بحمد الله نتبع منهجاً عليه دليل من كتاب الله, ومن سنة
رسول الله, ومن أقوال الصحابة ومن أقوال العلماء,
وهذا هو المنهج يا إخواني الذي ينبغي أن نتمسك به.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله
وقد شذ الناس كلهم زَمنَ أحمد بن حَنْبَل إلا نفرًا يسِيرًا فَكانُوا همْ الجماعَةُ وكانت القضَاةُ حينَئذ و المفْتُون و الخليفَةُ وأتْباعهُ كلهم هُم الشاذُّونَ وكان الإِمَامُ أحمد وحْدَهُ هو الجماعَة ;)
قال النضر بن شميل ( دخلت على المأمون .فقال ؛ كيف أصبحت يا نضر ؟ فقلت ؛ بخير يا أمير المؤمنين ، فقال ؛ ما الإرجاء ؟ فقلت ؛ دين يوافق الملوك ، يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم ، قال ؛ صدقت ) [البداية والنهاية 10/276].
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir