تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فضلا لا أمرا شارك في حفظ الأربعين نووية..............


نهج السلف
2011-07-29, 13:01
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مع قرب شهر رمضان المبارك جعلنا الله جميعا من صوامه و قوامه و أعتقنا فيه من نيرانه آمين

ارتأيت إخوتي لو نقوم على الأقل بحفظ الأربعين نووية فأفضل الأعمال أدومها و إن قل

و سأقوم كل يوم بوضع حديث يتم حفظه بإذن الله من طرف من لديه رغبة في ذلك

أو إن تعذر علي وضع الحديث أرجو أن لا يبخل الأعضاء علينا بوضع الحديث و أجرهم على الله

نسأل الله الإخلاص في القول و العمل للجميع

كما نسأله أن ييسر لنا ذلك إنه ولي ذلك و القادر عليه

نهج السلف
2011-07-29, 13:08
الحديث الأول:

" إنما الأعمال بالنيات "

عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".

رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما

اللهم صل على سيدنا محمد صلوا عليه

~~إســـــــــــــــــــلام~~
2011-07-29, 13:44
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا

محــ الأمين ــــــــمد43
2011-07-29, 13:46
بارك الله فيييييييييييييييك

محب السلف الصالح
2011-07-29, 14:19
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك

محــ الأمين ــــــــمد43
2011-07-29, 14:43
بارك الله فيييييييييييييييييييييييييك

البتول سمية
2011-07-29, 15:42
جزاك الله خيرا

نهج السلف
2011-07-29, 17:46
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا

بارك الله فيكم و غفر لنا و لكم آمين

نهج السلف
2011-07-29, 17:48
بارك الله فيييييييييييييييك

و فيكم بارك الله و جزاكم الجنة آمين

نهج السلف
2011-07-29, 17:49
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

و فيكم بارك الله و بلغكم رمضان آمين

نهج السلف
2011-07-29, 17:50
جزاك الله خيرا

آمين بارك الله فيك و جعلك من صوام و قوام رمضان آمين

راجي الصّمدِ
2011-07-29, 17:50
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
حديث النيّات حُفِظ إن شاء الله
نسأل الله التّوفيق للجميع
حبّذا لو تختارون نسخة مضبوطة بالشّكل التّام
إن كنتم تستعينون بالنسخ واللّصق ...

نهج السلف
2011-07-29, 17:57
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا وبارك فيكم حديث النيّات حُفِظ إن شاء الله نسأل الله التّوفيق للجميع

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

نرجو أن يكون الأعضاء كلهم ممن يسارعون في الخيرات و لا ننسى أن الأجور مضاعفة في شهر رمضان

كما لا ننسى قول الله عز و جل :

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}

راجي الصّمدِ
2011-07-29, 18:01
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

نرجو أن يكون الأعضاء كلهم ممن يسارعون في الخيرات و لا ننسى أن الأجور مضاعفة في شهر رمضان

كما لا ننسى قول الله عز و جل :

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}

أرجو الإنتباه لما كتبته في الرّد
من استحباب اختيار نسخة مضبوطة الشّكل التّام حتّي نتجنّب التّصحيف والتّحريف ...
والله الموفّق...

نهج السلف
2011-07-29, 18:09
أرجو الإنتباه لما كتبته في الرّد
من استحباب اختيار نسخة مضبوطة الشّكل التّام حتّي نتجنّب التّصحيف والتّحريف ...
والله الموفّق...



بارك الله فيكم على التنبيه

سنحاول بإذن الله لأن الأحاديث أقوم بكتابتها مباشرة دون النسخ

"جُوهَرْ"
2011-07-29, 20:59
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك عنّا خير الجزاء.

اللهم بلغنا رمضان.

نهج السلف
2011-07-29, 22:29
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك عنّا خير الجزاء.

اللهم بلغنا رمضان.


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

آمين و فيك بارك الله أختي و جزاك الجنة آمين

الفقيرة الى الله
2011-07-29, 23:03
جزاك الله خيرا اختاه فكرة طيبة . جعل ما قدمته في ميزان حساناتك
نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح .

نهج السلف
2011-07-29, 23:14
جزاك الله خيرا اختاه فكرة طيبة . جعل ما قدمته في ميزان حساناتك نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح .

آمين أختي بارك الله فيك

سعدت بأول مشاركة لك في مواضيعي

بلغك الله رمضان و جعلك من صوامه وقوامه وأدخلك جنته بغير حساب و لا عذاب آمين

الفقيرة الى الله
2011-07-29, 23:21
آمين أختي بارك الله فيك


سعدت بأول مشاركة لك في مواضيعي


بلغك الله رمضان و جعلك من صوامه وقوامه وأدخلك جنته بغير حساب و لا عذاب آمين
جزاك الله خيرا اختي الغالية .على الدعاء الطيب ولك مثله..
سعدت كثيرا بكلامك وشرف لي ان اشارك في مواضيعك الرائعة . واعانني واياك وسائر المسلمين على خدمة الاسلام والمسلمين .
أحبك في الله

نهج السلف
2011-07-29, 23:43
جزاك الله خيرا اختي الغالية .على الدعاء الطيب ولك مثله..
سعدت كثيرا بكلامك وشرف لي ان اشارك في مواضيعك الرائعة . واعانني واياك وسائر المسلمين على خدمة الاسلام والمسلمين .
أحبك في الله

آمين أختي نسأل الله أن يظلنا يوم لا ظل إلا ظله

أحبك الذي أحببتني فيه

*(بحر ثاااائر)*
2011-07-30, 00:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة طيبة، تشكرين عليها،
الحديث الثاني:

مراتب الدِّين الإسلامي وأشراط الساعة

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ [ جُلُوسٌ ] عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَر خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ». قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ « أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ ». قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِى « يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ».

رواه مسلم

samuray
2011-07-30, 07:03
الحديث الأول:

" إنما الأعمال بالنيات "

عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".

رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما

اللهم صل على سيدنا محمد صلوا عليه


شكرا أخي ولكن في الحديث الأول يجب أن تعرف أولا عن البخاري ومسلم فلا تقول رواه البخاري ومسلم ولكن قا:
رواه إماما المحدثين أبي عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاي’ وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب المصنفة.
شكرا أخي ولا أحب التباهي ولكنني حفظت الأربعين النووية من قبل بطريقة جيدة ولاأزال أحفظها شكرا على الموضوع:19:

نهج السلف
2011-07-30, 19:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة طيبة، تشكرين عليها،
الحديث الثاني:

مراتب الدِّين الإسلامي وأشراط الساعة

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَر خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ». قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ « أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ ». قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِى « يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ».

رواه مسلم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

بارك الله فيكم و جزاكم خيراعلى المبادرة الطيبة

نرجو من الجميع المساهمة و بارك الله في الجميع

أردت فقط الإشارة إلى كلمة جلوس" بينما نحن جلوس" لا توجد في الحديث المكتوب أعلاه من أجل التصحيح

نهج السلف
2011-07-30, 19:26
شكرا أخي ولكن في الحديث الأول يجب أن تعرف أولا عن البخاري ومسلم فلا تقول رواه البخاري ومسلم ولكن قا: رواه إماما المحدثين أبي عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاي’ وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب المصنفة. شكرا أخي ولا أحب التباهي ولكنني حفظت الأربعين النووية من قبل بطريقة جيدة ولاأزال أحفظها شكرا على الموضوع:19:

بارك الله فيكم و فيما حفظتم و جزاكم خيرا

*(بحر ثاااائر)*
2011-07-30, 21:10
أردت فقط الإشارة إلى كلمة جلوس" بينما نحن جلوس" لا توجد في الحديث المكتوب أعلاه من أجل التصحيح

قد زدت للحديث كلمة [ جلوس ] والشكر لك على التنبيه، وقد وضعتها بين معكوفتين للإشارة إلى أن الحديث ثبت بإثبات الكلمة ودون تلك الكلمة.

نهج السلف
2011-07-30, 22:09
قد زدت للحديث كلمة [ جلوس ] والشكر لك على التنبيه، وقد وضعتها بين معكوفتين للإشارة إلى أن الحديث ثبت بإثبات الكلمة ودون تلك الكلمة.

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

noor18-2011
2011-07-31, 00:44
مشكورة اخيتي في الله

راجي الصّمدِ
2011-07-31, 06:33
الحديث الثّاني (حديث جبريل المشّهور)
عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال :
"بينما نحن جلوس عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب
شديد سواد الشّعر لا يرى عليه أثر السّفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدّقه قال فأخبرني عن الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه قال فأخبرني عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن آماراتها قال أن تلد الأمة ربّتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ثم مضى فلبثت مليا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم " رواه مسلم

*(بحر ثاااائر)*
2011-07-31, 15:56
الحديث الثّاني (حديث جبريل المشّهور)
عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال :
"بينما نحن جلوس عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب
شديد سواد الشّعر لا يرى عليه أثر السّفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدّقه قال فأخبرني عن الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه قال فأخبرني عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن آماراتها قال أن تلد الأمة ربّتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ثم مضى فلبثت مليا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم " رواه مسلم


السلام عليكم.
بارك الله فيك على المبادرة الطيبة،
ولكن سبقك بها عكاشة، أنظر إلى المشاركة فوق.

الفقيرة الى الله
2011-07-31, 18:06
*******الحديث الثالث******]

عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ الله بْنِ عٌَمرَبْنِ الخَطّابِ رَضِّيَ الله ٌعَنْهٌ قاَلَ: "بٌنِيَ الاسْلاَمٌ عَلَى خَمْسٍ .شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلآ اللهُ وأنّ مُحمداًّ رَسٌولٌ الله ،وإقَامِ الصّلاَة ِ، وإيتَاءِ الزكَاةِ، وحَجِ الَبيْتِ ، وصَوْم ِرَمَضَانَ "

* رواه البخاري ومسلم

نهج السلف
2011-07-31, 19:10
مشكورة اخيتي في الله

بارك الله فيك أختي نور و أعانك على الصيام و القيام آآآآآآآآآآآمين

نهج السلف
2011-07-31, 19:13
الحديث الثّاني (حديث جبريل المشّهور) عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال : "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب شديد سواد الشّعر لا يرى عليه أثر السّفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدّقه قال فأخبرني عن الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه قال فأخبرني عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن آماراتها قال أن تلد الأمة ربّتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ثم مضى فلبثت مليا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم " رواه مسلم

جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و أعانكم على الصيام و القيام آمين

مواصلين بإذن الله

نهج السلف
2011-07-31, 19:15
السلام عليكم. بارك الله فيك على المبادرة الطيبة، ولكن سبقك بها عكاشة، أنظر إلى المشاركة فوق.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا و أعانكم على الصيام و القيام آمين

نهج السلف
2011-07-31, 19:18
*******الحديث الثالث******] عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ الله بْنِ عٌَمرَبْنِ الخَطّابِ رَضِّيَ الله ٌعَنْهٌ قاَلَ: "بٌنِيَ الاسْلاَمٌ عَلَى خَمْسٍ .شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلآ اللهُ وأنّ مُحمداًّ رَسٌولٌ الله ،وإقَامِ الصّلاَة ِ، وإيتَاءِ الزكَاةِ، وحَجِ الَبيْتِ ، وصَوْم ِرَمَضَانَ " * رواه البخاري ومسلم

بارك الله فيك أختي سعدت كثيرا لمسارعة الأعضاء إلى إضافة الأحاديث

جزاكم الله خيرا على حسن نياتكم و أعانكم جميعا على الصيام و القيام

أرجو فقط التصحيح و إضافة :

سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بعد جملة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

راجي الصّمدِ
2011-08-01, 07:47
السلام عليكم.
بارك الله فيك على المبادرة الطيبة،
ولكن سبقك بها عكاشة، أنظر إلى المشاركة فوق.


وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
شكرا أخي الكريم
إنّما جئت هنا لأحفظ ما أقدر على حفظه و أراجع ما نسيته
وليس لأضع الحديث ابتداءً مثل ما فعلت أنت أخي الطّيب ..
لذلك كتبت الحديث بيدي ولم أنسخه.........
شكرا
جزاك الله خيرا
ورمضانك مبارك إن شاء الله تعالى.......

الحديث الثّالث :
عن أبي عبد الرّحمن عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما
قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :" بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّد رسول الله وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة وحجّ البيت وصوم رمضان " متفق عليه

نهج السلف
2011-08-01, 17:20
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث الرابع :

إن أحدكم يجمع في بطن أمه

عن أبي عبْدِ الرَّحْمن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال:

حدَّثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهُوَ الصَّادقُ المَصْدوق:

" إن أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّه أرْبعينَ يوْماً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلك، ثُمَّ يَكُون مُضْغَةً مِثْلَ ذلك، ثُمَّ يُرْسَلُ إليه المَلكُ فَيَنْفخُ فيه الرُّوحَ ويُؤمَرُ بأرْبَعِ كلماتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وأَجَلِهِ وعَمَلِهِ وشَقيٌّ أم سَعيدٌ،

فَوَاللهِ الَّذي لا إله غَيْرُهُ إنَّ أَحَدَكُمْ ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ حتى ما يكُون بَيْنَهُ وبَيْنَها إلا ذِرَاعُ، فَيَسْبقُ عَليْه الكِتابُ فَيَعْمَلُ بعَملُ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُها.وإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهل النَّارِ حتى ما يَكُون بَيْنَهُ وبَيْنَها إلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكتابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهل الجنَّةِ فَيَدْخُلُها ".

رواه البخاري ومسلم.

جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و جعل ما تحفظون في ميزان حسناتكم

أعانكم الله على الصيام و القيام و جعلكم من عتقائه من النار في هذا الشهر آمين

رحا الجنة
2011-08-01, 18:38
انا ساشارك لطالما اردت حفظها بارك الله فيك وجزا كالله كل خير وثقل بها ميزان حسناتك

نهج السلف
2011-08-01, 18:50
انا ساشارك لطالما اردت حفظها بارك الله فيك وجزا كالله كل خير وثقل بها ميزان حسناتك

و فيك بارك الله أختي جزاك خيرا و أعانك على الصيام و القيام

نرجو أن تكوني من نساء الجنة و ليس رحاها

اللهم صل على سيدنا محمد صلوا عليه

راجي الصّمدِ
2011-08-02, 07:32
الحديث الرّابع:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو الصّادق المصدوق قال :
"إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقيّ أو سعيد فوالله الذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"متفق عليه

نهج السلف
2011-08-02, 17:26
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث الخامس:

البدع المُحْدَثَةُ في الدِّيْنِ مردودة

عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم :

« مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ».

رواه البخاري ومسلم

وفي رواية لمسلم: « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».

تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و غفر لنا و لكم أجمعين آمين

عبلة السلفية
2011-08-03, 09:30
بارك الله فيكي اختي

جرح أليم
2011-08-03, 12:21
حبذا لو كان هناك ادراج بعض الفوائد الحديثية لكل حديث حتى تزداد الفائدة

نهج السلف
2011-08-03, 12:39
بارك الله فيكي اختي

و فيك بارك الله أختي عبلة و أعانك على الصيام و القيام آمين

نهج السلف
2011-08-03, 12:42
حبذا لو كان هناك ادراج بعض الفوائد الحديثية لكل حديث حتى تزداد الفائدة

بارك الله فيكم على التنبيه أرجو أن تكون هناك مساعدة من الأعضاء فمثلا يتبرع أحد الأعضاء و يضيف فوائد الأحاديث حتى يعم الأجر و النفع

نهج السلف
2011-08-03, 17:56
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث السادس :

إن الحلال بين و إن الحرام بين

عن أبي عبدِ اللهِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُـهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُكُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وهِيَ الْقَلْبُ))

رواه البخاريُّ ومسلِمٌ.

وفقكم الله لما يحبه و يرضى و تقبل منكم الصيام و القيام آمين

عبد الرحيم
2011-08-03, 18:39
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم على المبادرة الطيبة وجعلها في ميزان حسناتكم

هذا شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية لابن دقيق العيد
أردت وضع شرح العثمين رحمه الله فوجدته طويلا لذلك وضعت شرح ابن دقيق العيد رحمه الله

إنما الأعمال بالنيّات

1 – عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". رواه إماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.
............................................

هذا حديث صحيح متفق على صحته وعظيم موقعه وجلالته وكثرة فوائده رواه الإمام أبو عبد الله البخاري في غير موضع من كتابه، ورواه أبو الحسين مسلم بن الحجاج في آخر كتاب الجهاد، وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، قال الإمام أحمد والشافعي رحمهما الله: "يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم" قاله البيهقي، وغيره. وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه والنية أحد الأقسام الثلاثة.

وروى عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أن قال: يدخل هذا الحديث في سبعين باباً من الفقه، وقال جماعة من العلماء: هذا الحديث ثلث الإسلام1.
واستحب العلماء أن تستفتح المصنفات بهذا الحديث، وممن ابتدأ به في أول كتابه: الإمام أبو عبد الله البخاري. وقال عبد الرحمن ابن مهدي: ينبغي لكل من صنف كتاباً أن يبتدئ فيه بهذا الحديث تنبيهاً للطالب على تصحيح النية.
وهذا حديث مشهور بالنسبة إلى آخره غريب بالنسبة إلى أوله لأنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يروه عن عمر إلا علقمة بن أبي وقاص ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي ولم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بن سعيد الأنصاري ثم اشتهر بعد ذلك فرواه عنه أكثر من مائتي إنسان أكثرهم أئمة.
ولفظة: "إنما" للحصر: تثبت المذكور وتنفي ما عداه وهي تارة تقتضي الحصر المطلق وتارة تقتضي حصراً مخصوصاً ويفهم ذلك بالقرائن كقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} 2. فظاهره الحصر في النذارة والرسول لا ينحصر في ذلك بل له أوصاف كثيرة جميلة: كالبشارة وغيرها وكذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} 3.

............................................

1 - قال أبو داود: نظرت في الحديث المسند، فإذا هو أربعة آلاف حديث ثم نظرت فإذا مدار أربعة آلاف حديث على أربعة أحاديث: حديث النعمان بن بشير: "الحلال بيّنٌ والحرام بيّنٌ" وحديث عمر هذا، وحديث أبي هريرة: "إنّ الله طيّب" وحديث أبي هريرة أيضاً: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، قال: فكل حديث من هذه الأربعة ربع العلم.
2 - سورة الرعد: الآية 7.
3 - سورة محمد: الآية 36.
فظاهره والله أعلم الحصر باعتبار من آثرها وأما بالنسبة إلى ما في نفس الأمر فقد تكون سبباً إلى الخيرات ويكون ذلك من باب التغليب فإذا وردت هذه اللفظة فاعتبرها فإن دل السياق والمقصود من الكلام الحصر في شيءٍ مخصوص: فقل به وإلا فاحمل الحصر على الإطلاق ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" والمراد بالأعمال: الأعمال الشرعية. ومعناه: لا يعتد بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والاعتكاف وسائر العبادات، فأما إزالة النجاسة فلا تحتاج إلى نية لأنها من باب الترك والترك لا يحتاج إلى نية، وذهب جماعة إلى صحة الوضوء والغسل بغير نية.
وفي قوله: "إنما الأعمال بالنيات" محذوف واختلف العلماء في تقديره: فالذين اشترطوا النية قدروا: صحة الأعمال بالنيات، والذين لم يشترطوها قدروا: كمال الأعمال بالنيات.
وقوله: "وإنما لكل امرئ ما نوى" قال الخطابي يفيد معنىً خاصاً غير الأول وهو تعيين العمل بالنية، وقال الشيخ محي الدين النووي: فائدة ذكره أن تعيين المنوي شرط فلو كان على إنسان صلاة مقضية لا يكفيه أن ينوي الصلاة الفائتة بل يشترط أن ينوي كونها ظهراً أو عصراً أو غيرهما، ولو لا اللفظ الثاني لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين أو أوهم ذلك والله أعلم.
وقوله: "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" المتقرر عند أهل العربية: أن الشرط والجزاء والمبتدأ والخبر لا بد أن يتغايرا وههنا قد وقع الاتحاد وجوابه "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله" نية وقصداً "فهجرته إلى الله ورسوله" حكماً وشرعاً.

وهذا الحديث ورد على سبب لأنهم نقلوا: أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة ليتزوج امرأة يقال لها: أم قيس، لا يريد بذلك فضيلة الهجرة فكان يقال له: مهاجر أم قيس. والله أعلم.

نهج السلف
2011-08-03, 19:04
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم على المبادرة الطيبة وجعلها في ميزان حسناتكم

هذا شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية لابن دقيق العيد
أردت وضع شرح العثمين رحمه الله فوجدته طويلا لذلك وضعت شرح ابن دقيق العيد رحمه الله

إنما الأعمال بالنيّات

1 – عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". رواه إماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.
............................................

هذا حديث صحيح متفق على صحته وعظيم موقعه وجلالته وكثرة فوائده رواه الإمام أبو عبد الله البخاري في غير موضع من كتابه، ورواه أبو الحسين مسلم بن الحجاج في آخر كتاب الجهاد، وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، قال الإمام أحمد والشافعي رحمهما الله: "يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم" قاله البيهقي، وغيره. وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه والنية أحد الأقسام الثلاثة.

وروى عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أن قال: يدخل هذا الحديث في سبعين باباً من الفقه، وقال جماعة من العلماء: هذا الحديث ثلث الإسلام1.
واستحب العلماء أن تستفتح المصنفات بهذا الحديث، وممن ابتدأ به في أول كتابه: الإمام أبو عبد الله البخاري. وقال عبد الرحمن ابن مهدي: ينبغي لكل من صنف كتاباً أن يبتدئ فيه بهذا الحديث تنبيهاً للطالب على تصحيح النية.
وهذا حديث مشهور بالنسبة إلى آخره غريب بالنسبة إلى أوله لأنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يروه عن عمر إلا علقمة بن أبي وقاص ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي ولم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بن سعيد الأنصاري ثم اشتهر بعد ذلك فرواه عنه أكثر من مائتي إنسان أكثرهم أئمة.
ولفظة: "إنما" للحصر: تثبت المذكور وتنفي ما عداه وهي تارة تقتضي الحصر المطلق وتارة تقتضي حصراً مخصوصاً ويفهم ذلك بالقرائن كقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} 2. فظاهره الحصر في النذارة والرسول لا ينحصر في ذلك بل له أوصاف كثيرة جميلة: كالبشارة وغيرها وكذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} 3.

............................................

1 - قال أبو داود: نظرت في الحديث المسند، فإذا هو أربعة آلاف حديث ثم نظرت فإذا مدار أربعة آلاف حديث على أربعة أحاديث: حديث النعمان بن بشير: "الحلال بيّنٌ والحرام بيّنٌ" وحديث عمر هذا، وحديث أبي هريرة: "إنّ الله طيّب" وحديث أبي هريرة أيضاً: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، قال: فكل حديث من هذه الأربعة ربع العلم.
2 - سورة الرعد: الآية 7.
3 - سورة محمد: الآية 36.
فظاهره والله أعلم الحصر باعتبار من آثرها وأما بالنسبة إلى ما في نفس الأمر فقد تكون سبباً إلى الخيرات ويكون ذلك من باب التغليب فإذا وردت هذه اللفظة فاعتبرها فإن دل السياق والمقصود من الكلام الحصر في شيءٍ مخصوص: فقل به وإلا فاحمل الحصر على الإطلاق ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" والمراد بالأعمال: الأعمال الشرعية. ومعناه: لا يعتد بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والاعتكاف وسائر العبادات، فأما إزالة النجاسة فلا تحتاج إلى نية لأنها من باب الترك والترك لا يحتاج إلى نية، وذهب جماعة إلى صحة الوضوء والغسل بغير نية.
وفي قوله: "إنما الأعمال بالنيات" محذوف واختلف العلماء في تقديره: فالذين اشترطوا النية قدروا: صحة الأعمال بالنيات، والذين لم يشترطوها قدروا: كمال الأعمال بالنيات.
وقوله: "وإنما لكل امرئ ما نوى" قال الخطابي يفيد معنىً خاصاً غير الأول وهو تعيين العمل بالنية، وقال الشيخ محي الدين النووي: فائدة ذكره أن تعيين المنوي شرط فلو كان على إنسان صلاة مقضية لا يكفيه أن ينوي الصلاة الفائتة بل يشترط أن ينوي كونها ظهراً أو عصراً أو غيرهما، ولو لا اللفظ الثاني لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين أو أوهم ذلك والله أعلم.
وقوله: "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" المتقرر عند أهل العربية: أن الشرط والجزاء والمبتدأ والخبر لا بد أن يتغايرا وههنا قد وقع الاتحاد وجوابه "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله" نية وقصداً "فهجرته إلى الله ورسوله" حكماً وشرعاً.

وهذا الحديث ورد على سبب لأنهم نقلوا: أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة ليتزوج امرأة يقال لها: أم قيس، لا يريد بذلك فضيلة الهجرة فكان يقال له: مهاجر أم قيس. والله أعلم.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

آمين و فيكم بارك الله

جزاكم الله خيرا على تقديم الشرح و بارك فيكم

مواصلين بإذن الله

*ابن الاسلام*
2011-08-03, 21:24
بارك الله فيك على مبادرتك الطيبة والنافعة وجزاك كل خير
فائدة حول أنسب شروح الأربعين نووية:
قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله:


أنسب شرُوح الأربعين النووية :

1 . شرح للشيخ عبد المحسن العبَّاد, شرح مُختصر ومُناسب .

2 . شرح النووي نفسهُ أيضاً شرح طيِّب .

3 . وكُلُّ الصَّيد في جوف الفِرا في جامع العلوم والحكم .

و قال الشيخ عبد الكريم الخضير :

[ إنْ أردتَ الاختصار فعليك بشرحِ المؤلفِ ، وإن أردتَ البَسْطَ فعليك بشرحِ "ابن رجب" ، وإنْ أردتَ أنْ تفهمَ ما العلم؟ بكل يُسرٍ وسهولةٍ فعليك بشرحِ الشيخ "ابن عثيمين" ، وبقية الشروح كلها لا تسلم من فائدة ] . انتهى .

المصدر : الدرس الثاني من "شرح الأربعين النووية" للشيخ عبد الكريم الخضير [2/6/1428هـ] .

*ابن الاسلام*
2011-08-03, 21:31
فوائد ودرر من حديث انما الأعمال بالنيات:

قال الإمام الشافعي رحمه الله:هذا الحديث ثلث العلم.ويدخل في سبعين بابا من الفقه.

وقال الإمام أحمد رحمه الله:أصول الإسلام في ثلاثة أحاديث :حديث عمر{الآعمال بالنياتْ}وحديث عائشة{من أحدث في أمرنا ماليس منه فهو رد}وحديث النعمان ابن بشير ْ{الحلال بين والحرام بين}رضي الله عنهم.

فوائد مستنبطة من شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

-1أنه ميزان الأعمال الباطنة.
2-أنه يجب تمييز العبادات بعضها من بعض،وتمييز العبادات عن العادات.
3-الحث على الإخلاص لله عز وجل.
4-الحث على الهجرة من بلاد الشرك إلى بلد الآسلام.
و من الفوائد المستنبطة من شرح الشيخ العثيمين :

التلفظ بالنية كما يقوم به عوام الناس اليوم في الصلاة بدعة حادثة في الدين و لا عمل للجوارح فيها بل هي عمل قلبي محض كما أشار إلى ذلك أخوي أبو عبد الرحمن و أبو هشام .

أمثلة :
لتميز العادات عن العبادات : الغسل مثلا قد يكون غسل شرعي مثل غسل يوم الجمعة أو غسل عادة للتبرد و لو كان يوم الجمعة .
لتميز العبادات فيما بعضها البعض : رجل دخل قبل صلاة الفجر فصلى ركعتين قد تكون ركعتي الراتبة أو ركعتي تحية المسجد ، وكذا رجل صلى أربع ركعات قد تكون ظهرا أو عصرا .

من الفوائد الحديثية :

قول عمر رضي الله عنه : سمعت يوحي أنه أخذ هذا الحديث سماعا مباشرة من عند النبي صلى الله عليه وسلم .

هذا الحديث من أحاديث الآحاد التي تقبلتها الأمة بالقبول و هو حديث غريب أي وجد على الأقل في طبقة من طبقاة رواته راوٍ واحد .

و من الفوائد البلاغية :

قوله صلى اله عليه وسلم : " إنما " أداة حصر و فائدتها من ناحية البلاغة إثبات الحكم للمذكور و نفيه عما سواه .

في تكرير نية المهاجر في سبيل الله بالفظ نفسه تَعلِيةٌ و رِفعَةٌ لشأن هذه النية و في عدم تكرارها باللفظ نفسه في نية المهاجر للدنيا أو من أجل امرأة ينكحها تحقير و حَطٌ لشأن هذه النية .

محبة الرسول 95
2011-08-03, 21:47
بارك الله فيك

نهج السلف
2011-08-03, 22:08
بارك الله فيك

و فيك بارك الله نور الهدى

جزاك الله خيرا على المرور

نهج السلف
2011-08-03, 22:16
فوائد ودرر من حديث انما الأعمال بالنيات: قال الإمام الشافعي رحمه الله:هذا الحديث ثلث العلم.ويدخل في سبعين بابا من الفقه. وقال الإمام أحمد رحمه الله:أصول الإسلام في ثلاثة أحاديث :حديث عمر{الآعمال بالنياتْ}وحديث عائشة{من أحدث في أمرنا ماليس منه فهو رد}وحديث النعمان ابن بشير ْ{الحلال بين والحرام بين}رضي الله عنهم. فوائد مستنبطة من شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: -1أنه ميزان الأعمال الباطنة. 2-أنه يجب تمييز العبادات بعضها من بعض،وتمييز العبادات عن العادات. 3-الحث على الإخلاص لله عز وجل. 4-الحث على الهجرة من بلاد الشرك إلى بلد الآسلام. و من الفوائد المستنبطة من شرح الشيخ العثيمين : التلفظ بالنية كما يقوم به عوام الناس اليوم في الصلاة بدعة حادثة في الدين و لا عمل للجوارح فيها بل هي عمل قلبي محض كما أشار إلى ذلك أخوي أبو عبد الرحمن و أبو هشام . أمثلة : لتميز العادات عن العبادات : الغسل مثلا قد يكون غسل شرعي مثل غسل يوم الجمعة أو غسل عادة للتبرد و لو كان يوم الجمعة . لتميز العبادات فيما بعضها البعض : رجل دخل قبل صلاة الفجر فصلى ركعتين قد تكون ركعتي الراتبة أو ركعتي تحية المسجد ، وكذا رجل صلى أربع ركعات قد تكون ظهرا أو عصرا . من الفوائد الحديثية : قول عمر رضي الله عنه : سمعت يوحي أنه أخذ هذا الحديث سماعا مباشرة من عند النبي صلى الله عليه وسلم . هذا الحديث من أحاديث الآحاد التي تقبلتها الأمة بالقبول و هو حديث غريب أي وجد على الأقل في طبقة من طبقاة رواته راوٍ واحد . و من الفوائد البلاغية : قوله صلى اله عليه وسلم : " إنما " أداة حصر و فائدتها من ناحية البلاغة إثبات الحكم للمذكور و نفيه عما سواه . في تكرير نية المهاجر في سبيل الله بالفظ نفسه تَعلِيةٌ و رِفعَةٌ لشأن هذه النية و في عدم تكرارها باللفظ نفسه في نية المهاجر للدنيا أو من أجل امرأة ينكحها تحقير و حَطٌ لشأن هذه النية .

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على النفع و جعله في ميزان حسناتكم آمين

نريد أن يكون هكذا كل الأعضاء و بارك الله في الجميع

مواصلين بإذن الله

نهج السلف
2011-08-04, 18:25
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث السابع

"الدين النصيحة"

عَنْ أبي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بن أَوْسٍٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ " صلى الله عليه وسلم" قَال: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ)). قُلنَا: لِمَنْ؟ قَال: ((للَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)) .

رواه مسلم.

أعانكم الله على الصيام و القيام و بلغكم ليلة القدر آمين

*ابن الاسلام*
2011-08-04, 19:46
فوائد ودرر من حديث جبريل :



فوائد مستنبطة من شرح الشيخ ابن عثيمين:


منها : أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه ، وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم .

ومنها : أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة مع الناس ومجالسة ، وأن لا ينزوي عنهم .

ومن فوائد الحديث : أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه ، فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ".

ومن فوائد هذا الحديث:
أن الملائكة ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر ؛ لأن جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر ، شديد بياض الثياب ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه من الصحابة أحد .

ومن فوائد الحديث :
حسن أدب المتعلم أمام المعلم حيث جلس جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه .
ومنها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ، لقوله : " يا محمد " . وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي : قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله : (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا )) [ النور : 63 ] . على أحد التفسيرين ، ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه : يا محمد . وهذا أقرب ؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .

ومن فوائد هذا الحديث :
جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم ؛ لأن جبريل كان يعلم الجواب ؛ لقوله في الحديث " صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .

ومن فوائد هذا الحديث : أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " . مع أن المعلم هو الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لكن لمّا كان جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ هو المعلم .

ومن فوائد هذا الحديث : بيان أن الإسلام له خمسة أركان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال :" الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ،وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " .

ومن فوائد هذا الحديث : أنه لابد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله .
فمعنى" لا إله ": أي لا معبود حق إلا الله ، فتشهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق : من الأنبياء ، أو الأولياء ، أو الصالحين ، أو الشجر ، أو الحجر ، أو غير ذلك حق إلا الله ، وأن ما عبد من دون الله فهو باطل ؛ لقول الله تعالى :(( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )) [ الحج : 62 ] .

ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله ، وهو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي ، ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ .

ومن فوائد هذا الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله في ركن واحد ؛ وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين :

الإخلاص لله : وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله .
والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله ؛ ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ......"

ومن الفوائد :

قوله رضي الله عنه : "بينما نحن جلوس عـند رسـول الله ذات يوم " فيه جواز الجلوس مع الأصحاب بما لا يضيع الأوقات .و فيه أيضا أنهم كانوا يجلسون مع النبي عليه الصلاة و السلام .

الضمير " الهاء " في كلمة " فخذيه " عائد على جبريل عليه السلام .

قوله " يا محمد " فيه جواز التورية بأنه أعرابي لأن من عادة الأعراب أن ينادوا الشخص الذي لا يعرفوه يا محمد .

و التورية إذا كانت تؤدي إلى خير فهي جائزة وقد تكون واجبة .
و إذا كانت تؤدي إلى شر فهي شر
و إذا كانت لا تؤدي لا إلى خير أو شر فالأولى تركها و قيل بتحريمها .

أن الإسلام و الإيمان من الألفاظ التي إذا إجتمعت في السياق إفترقت في المعنى بأن يفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة و الإيمان بالأعمال الباطنةو إذا إن فرد كل منهما دخل الواحد منهما في معنى الأخر .

في قوله صلى الله عليه وسلم : "وأن محـمـداً رسـول الله " ذكر إسمه صريحا ففيه زيادة تأكيد .

قوله : " قال: ( فأخبرني عن الإحسان ) قال: { أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك } " أفاد أن للإيمان مقامان أحدها أعلى من الأخر .
الأول : مقام المشاهدة وهو عبادة الطلب في قوله " أن تعبد الله كأنك تراه "
الثاني : مقام المراقبة و هو عبادة الهرب في قوله " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .


قوله عليه السلام : " ( فأخبرني عن الساعة ) قال: { ما المسؤول عنها بأعلم من السائل } أفاد أن علم الساعة من علم الغيب الذي إختص به و أن لا الرسول الملكي و لا البشري يعلم متى تقع .

الغيب نوعان :
غيب مطلق وهو ماغاب عن كل المخلوقات و لا يعلمه إلا الله و هو سره
و غيب نسبي ما غاب عن آحاد الناس دون غيرهم .

قوله عليه السلام : " فأخبرني عن أماراتها " الأمارة هي العلامة البينة الواضحة .

وفي الحديث أن طريقة السؤال و الجواب طريقة نبوية في التعليم .

يتبع

نهج السلف
2011-08-04, 22:10
فوائد ودرر من حديث جبريل :



فوائد مستنبطة من شرح الشيخ ابن عثيمين:


منها : أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه ، وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم .

ومنها : أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة مع الناس ومجالسة ، وأن لا ينزوي عنهم .

ومن فوائد الحديث : أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه ، فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ".

ومن فوائد هذا الحديث:
أن الملائكة ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر ؛ لأن جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر ، شديد بياض الثياب ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه من الصحابة أحد .

ومن فوائد الحديث :
حسن أدب المتعلم أمام المعلم حيث جلس جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه .
ومنها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ، لقوله : " يا محمد " . وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي : قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله : (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا )) [ النور : 63 ] . على أحد التفسيرين ، ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه : يا محمد . وهذا أقرب ؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .

ومن فوائد هذا الحديث :
جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم ؛ لأن جبريل كان يعلم الجواب ؛ لقوله في الحديث " صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .

ومن فوائد هذا الحديث : أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " . مع أن المعلم هو الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لكن لمّا كان جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ هو المعلم .

ومن فوائد هذا الحديث : بيان أن الإسلام له خمسة أركان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال :" الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ،وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " .

ومن فوائد هذا الحديث : أنه لابد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله .
فمعنى" لا إله ": أي لا معبود حق إلا الله ، فتشهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق : من الأنبياء ، أو الأولياء ، أو الصالحين ، أو الشجر ، أو الحجر ، أو غير ذلك حق إلا الله ، وأن ما عبد من دون الله فهو باطل ؛ لقول الله تعالى :(( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )) [ الحج : 62 ] .

ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله ، وهو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي ، ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ .

ومن فوائد هذا الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله في ركن واحد ؛ وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين :

الإخلاص لله : وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله .
والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله ؛ ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ......"

ومن الفوائد :

قوله رضي الله عنه : "بينما نحن جلوس عـند رسـول الله ذات يوم " فيه جواز الجلوس مع الأصحاب بما لا يضيع الأوقات .و فيه أيضا أنهم كانوا يجلسون مع النبي عليه الصلاة و السلام .

الضمير " الهاء " في كلمة " فخذيه " عائد على جبريل عليه السلام .

قوله " يا محمد " فيه جواز التورية بأنه أعرابي لأن من عادة الأعراب أن ينادوا الشخص الذي لا يعرفوه يا محمد .

و التورية إذا كانت تؤدي إلى خير فهي جائزة وقد تكون واجبة .
و إذا كانت تؤدي إلى شر فهي شر
و إذا كانت لا تؤدي لا إلى خير أو شر فالأولى تركها و قيل بتحريمها .

أن الإسلام و الإيمان من الألفاظ التي إذا إجتمعت في السياق إفترقت في المعنى بأن يفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة و الإيمان بالأعمال الباطنةو إذا إن فرد كل منهما دخل الواحد منهما في معنى الأخر .

في قوله صلى الله عليه وسلم : "وأن محـمـداً رسـول الله " ذكر إسمه صريحا ففيه زيادة تأكيد .

قوله : " قال: ( فأخبرني عن الإحسان ) قال: { أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك } " أفاد أن للإيمان مقامان أحدها أعلى من الأخر .
الأول : مقام المشاهدة وهو عبادة الطلب في قوله " أن تعبد الله كأنك تراه "
الثاني : مقام المراقبة و هو عبادة الهرب في قوله " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .


قوله عليه السلام : " ( فأخبرني عن الساعة ) قال: { ما المسؤول عنها بأعلم من السائل } أفاد أن علم الساعة من علم الغيب الذي إختص به و أن لا الرسول الملكي و لا البشري يعلم متى تقع .

الغيب نوعان :
غيب مطلق وهو ماغاب عن كل المخلوقات و لا يعلمه إلا الله و هو سره
و غيب نسبي ما غاب عن آحاد الناس دون غيرهم .

قوله عليه السلام : " فأخبرني عن أماراتها " الأمارة هي العلامة البينة الواضحة .

وفي الحديث أن طريقة السؤال و الجواب طريقة نبوية في التعليم .

يتبع


بارك الله فيكم و جزاكم الجنة على النفع القيم الذي قدمتموه آمين

مواصلين بإذن الله

نرجو ممن يستطيع الإفادة أن لا يبخل علينا

راجي الصّمدِ
2011-08-05, 06:51
الحديث الخامس :
عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ "
متفق عليه
ولمسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ "


الحديث السّادس :
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من النّاس فمن اتقى الشّبهات فقد استبرئ لدينه وعرضه ومن وقع في الشّبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكلّ ملك حمى ألا وإنّ حمى الله محارمه ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب"
متفق عليه


الحديث السابع :
عن أبي رقية تميم بن أوس الدّاري قال :سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : الدين النّصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم " رواه مسلم

راجي الصّمدِ
2011-08-05, 06:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من ألطف الشّروح التي قرأتها وأنصح جميع الإخوة باقتنائها
شرح الشّيخ
إسماعيل بن محمّد الأنصاري رحمه الله تعالى
المسمى
التّحفة الرّبانية في شرح الأربعين حديثا النّووية

تجدونه هنا إن شاء الله

بسم الله (http://www.4muhammed.com/40-nawawi/)

راجي الصّمدِ
2011-08-05, 07:00
الحديث الثّامن


عن ابنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْهُما

أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:

" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى "

رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

imi02i
2011-08-05, 07:16
سلام الله عليكم
وبارك الله فيكم على الموضوع القيم
أحفظ نسبة كبيرة من الأربعين النووية لكن ينقصني مراجعة فيها
سأحاول أن أتتبع هذا الموضوع
رمضان كريم

نهج السلف
2011-08-05, 12:53
سلام الله عليكم
وبارك الله فيكم على الموضوع القيم
أحفظ نسبة كبيرة من الأربعين النووية لكن ينقصني مراجعة فيها
سأحاول أن أتتبع هذا الموضوع
رمضان كريم -رمضان مبارك أفضل

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

و فيك بارك الله أختي

أهلا و مرحبا في جميع الأوقات نرجو أن تفيدي و تستفيدي

و نرجو من الجميع الإجتهاد قدر الإمكان

اللهم تقبل منا الصيام و القيام آمين

نهج السلف
2011-08-05, 12:58
الحديث الثّامن عن ابنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْهُما أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى " رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على المبادرة الطيبة و الإضافات القيمة وجعلها في ميزان حسناتكم

مواصلين بإذن الله

فأرجو أن لا يبخل جميع الإعضاء بالإضافات و أجرهم على الله

تقبل الله من الجميع الصيام و القيام آمين

عبد الرحيم
2011-08-05, 18:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا أن أعود بكم إلى الوراء وأبدأ معكم من البداية مع

الأربعون النووية
بتعليقات
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

سأحاول كل يوم إن شاء الله حسبما توفر لي من الوقت والجهد أن أضع بين أيديكم مجموعة من أحاديث الأربعين النووية بتعليقات مختصرة ومفيدة للشيخ العثيمين رحمه الله.
نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا

الحديث الأول ...

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها و امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " متفق عليه .

الشرح : هذا الحديث اصل عظيم في أعمال القلوب , لان النيات من أعمال القلوب قال العلماء : وهذا الحديث نصف العبادات , لأنه ميزا الأعمال الباطنة وحديث عائشة رضي الله عنها " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي لفظ آخر " من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد " نصف الدين , لأنه ميزا الأعمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات " أنه ما من عمل إلا وله نية , لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملا بلا نية , حتى قال بعض العلماء " لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق " ويتفرع من هذه الفائدة :

الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات ثم يقول لهم الشيطان : إنكم لم تنووا . فإننا نقول لهم : لا , لا يمكن أبدا أن تعملوا عملا إلا بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس .

ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله "

ويستفاد من هذا الحديث أيضا أن الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له , فقد يكون الشيء المباح في الأصل يكون طاعة إذا نوى به الإنسان خيرا , مثل أن ينوي بالأكل والشرب التقوي على طاعة الله , ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة "
* ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها الحكم , وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا مثلا بالهجرة , وهي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وبين أن الهجرة وهي عمل واحد تكون لإنسان أجرا وتكون لإنسان حرمانا , فالمهاجر الذي يهاجر إلى الله ورسوله هذا يؤجر , ويصل إلى مراده . وهذا الحديث يدخل في باب العبادات وفي باب المعاملات وفي باب الأنكحة وفي كل أبواب الفقه .


*************************

الحديث الثاني...

* عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم , وفي رواية لمسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "

* الشرح : هذا الحديث قال العلماء : إنه ميزان ظاهر الأعمال وحديث عمر الذي هو في أول الكتاب " إنما الأعمال بالنيات " ميزان باطن الأعمال , لأن العمل له نية و له صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل .

* وفي هذا الحديث فوائد : أن من أحدث في هذا الأمر -أي الإسلام- ما ليس منه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية وينبني على هذه الفائدة أن جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته .

* ومن فوائد هذا الحديث : أن من عمل عملا ولو كان أصله مشروعا ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردودا بناء على الرواية الثانية في مسلم .

وعلى هذا فمن باع بيعا محرما فبيعه باطل , ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا , لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون باطلة مردودة .

*************************

الحديث الثالث...

عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الحلال بين و الحرام بين , وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه , ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وأن لكل ملك حمى , ألا وإن حمى الله محارمه , إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح : قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام :

قسم حلال بين لا اشتباه فيه , وقسم حرام بين لا اشتباه فيه , وهذان واضحان أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به , وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به .

مثل الأول : حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني : تحريم الخمر .

أما القسم الثالث فهم الأمر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام ؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس , وإلا فهو معلوم عند آخرين .

فهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله , واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون : فلان وقع في الحرام , حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعي يرعى حول الحمى " أي حول الأرض المحمية التي لا ترعها البهائم فتكون خضراء , لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها " " كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه الصلاة والسلام : " ألا وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير " ألا وإن حمى الله محارمه " أي ما حرمه على عباده فهو حماه , لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن في الجسد مضغة يعني لحمة بقدر ما يمضغه الاكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله " ألا وهي القلب " وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي مافي قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات .

*فيستفاد من هذا الحديث :

أولا : أن الشريعة الإسلامية حلالها بين وحرامها بين والمشتبه منها يعلمه بعض الناس .

ثانيا : أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمر أحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلال .

*ومن فوائد الحديث : أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبه هان عليه أن يقع في الأمور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك .

*ومن فوائد هذا الحديث : جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين الأمر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن المدار في الصلاح والفاسد على القلب وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه .

*ومن فوائد الحديث : أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله " ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن


*************************

الحديث الرابع...


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر , لا يرى عليه أثر السفر , ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ووضح كفيه على فخذيه , وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال صدقت فعجبا له يسأله ويصدقه , قال : أخبرني عن الإيمان قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : صدقت , قال : فأخبرني عن الإحسان , قال " أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال , فأخبرني عن الساعة , قال " ما المسئول بأعلم من السائل " قال فأخبرني عن اماراتها . قال " أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق فلبث مليا , ثم قال " يا عمر , أتدري من السائل ؟" , قلت : الله ورسوله أعلم , قال " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم .

*الشرح :هذا الحديث يستفاد من فوائد :

منها أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم , ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة من الناس ومجالسة وأن لا ينزوي عنهم .

*ومن فوائد الحديث : أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه , فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر "

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر , لأن جبريل عليه الصلاة والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلاة والسلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذه .

*منها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه لقوله " يا محمد " وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله " لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا " ]النور/63[ ... على أحد التفسيرين ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب , لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .

*ومن فوائد هذا الحديث : جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم , لأن جبريل كان يعلم الجواب , لقوله في الحديث " صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " مع أن المعلم هو الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم .

*ومن فوائد هذا الحديث : بيان أن الإسلام له خمسة أركان , لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا "

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا بد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله فبمعنى لا إله أي لا معبود حق إلا الله فتسهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إلا الله وأن ما عبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " الحج/62 ...

*ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله وهو محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي , ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القران وما تيسر من السنة وكتب التاريخ .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله في ركن واحد , وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين الإخلاص لله وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله , ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة ... " وذكر تمام الحديث .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة , وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاء به الشريعة , ولها -أي إقامة الصلاة- إقامة واجبة و إقامة كاملة , فالواجبة أن يقتصر على أقل ما يجب فيها .

والكاملة أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء .

*ومن فوائد الحديث : أنه لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة . والزكاة هي المال المفروض من الأموال الزكوية وإيتاؤها وإعطاؤها من يستحقها , وقد بين الله ذلك في سورة التوبة في قوله " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة/60 ...

وأما صوم رمضان فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس , ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال .

وأما حج البيت فهو القصد إلى مكة لأداء المناسك , وقيد بالاستطاعة , لأن الغالب فيه المشقة وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة لقوله تعالى " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ " التغابن/16

ومن القواعد المقررة عند العلماء " أنه لا واجب مع عجز ولا محرم مع الضرورة " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فإن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق .

*ومن فوائد الحديث : ذكاء الصحابة رضي الله عنهم حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله , والأصل أن السائل جاهل والجاهل لا يمكن أن يحكم على الكلام بالصدق أو الكذب لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم " .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان يتضمن ستة أمور : وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره .

*ومن فوائد هذا الحديث : التفريق بين الإسلام والإيمان , وهذا عند ذكرهما جميعا فإنه يقسر الإسلام بأعمال الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملا للآخر فقوله تعالى " .. وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .. " المائدة/3 ... وقوله " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا .. " ال عمران/85 ... يشمل الإسلام والإيمان وقوله تبارك وتعالى " وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ... " الأنفال/19 ... وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان و الإسلام وكذلك قوله تعالى " .. فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ .. " النساء/92 ... يشمل الإسلام والإيمان .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أن تؤمن بالله .. " .

والإيمان يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ليس هو الإيمان بمجرد وجوده بل لا بد أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة : الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : إثبات الملائكة والملائكة عال غيبي وصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القران ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة وكيفية الإيمان بهم : أن نؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم منهم ومن لم يعين لأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالا ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها , ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها , ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل الصلاة والسلام وله ستمائة جناح قد سد بها الأفق على خلقته التي خلق عليها .

وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لأنهم عباد الله قائمون بأمره كمال قال تعالى".. وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ " الأنبياء19/20.

*ومن فواد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عزوجل على رسله عليهم الصلاة والسلام قال تعالى " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ .. " الحديد/25 .

فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله لكن نؤمن إجمالا ونصدق بأنه حق . أما تفصيلا فإن الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير فلم يكن للإنسان أن يميز من الحق منها والباطل وعلى هذا فنقول : نمن بما أنزله الله من الكتب على سبيل الأجمال . أما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حرف وبدل وغير هذا بالنسبة للإيمان بالكتب . أما العمل بها فالعمل إنما هو بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقط . أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق أتى بالحق صادق فيما أخبر صادق بما أمر به فنؤمن بهم إجمالا فيمن لم نعرفه بيعنه وتفصيلا فيمن عرفناه بيعنه .

قال تعالى " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ .. " غافر/78.. فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بيعنه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالا , والرسل عليهم الصلاة والسلام أولهم نوح و آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم , ومنهم الخمسة أولوا العزم الذين جمعهم الله في آيتين من كتاب الله فقال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب " وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .. " الآية الأحزاب/7 , وقال تعالى في سورة الشورى " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا .. " الاية الشورى/13 .

*ومن فوائد هذا الحديث : الإيمان باليوم الآخر , واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي آخرا , لأنه آخر المطاف للبشر فإن للبشر أربعة دور :

الدار الأول : بطن أمه ... الدار الثاني : هذه الدنيا ... والدار الثالث : البرزخ ... والدار الرابع : اليوم الآخر , ولا دار بعده فإما إلى جنة أو إلى نار .

والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- " كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمور أربعة :

الأول : أن تؤمن أن الله محيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا أزلا وأبدا .

الثاني : أن تؤمن بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة .

الثالث : أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله عزوجل لا يخرج شيء عن مشيئته .

الرابع : أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء , فكل شيء مخلوق لله عزوجل سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات أو من فعل العبد وفعل المخلوقات , فإن فعل المخلوقات من خلق الله عزوجل , لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والإرادة والقدرة من صفات العبد . والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى .

ولقد قدر الله عزوجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فما قدر على الإنسان لك يكن ليخطئه وما لم يقدر لك يكن ليصيبه . هذه أركان الإيمان الستة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا . نسأل الله أن يجعلنا جميعا من المؤمنين بها .

*ومن فوائد هذا الحديث : بيان الإحسان وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه , وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل , فأن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية : أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله عزوجل فمن ادعى علمه فهو كاذب , وهذا كان خافيا على أفضل الرسل من الملائكة جبريل عليه الصلاة السلام وأفضل الرسل من البشر محمد عليه الصلاة السلام .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن للساعة أشراطا أي علامات كمال قال تعالى " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون " الزخرف/66 ... أي علاماتها , وقسم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام :

قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد , وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماما وهي الأشراط الكبرى العظمى كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها .

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أماراتها أن تلد الأمة ربتها يعني أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس ويؤيد ذلك المثل الذي بعده " وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان " .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل أم لا ؟ من أجل أن يعلمهم به وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء , لإنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن السائل عن العلم يعتبر معلما وسبقت الإشارة إلى هذا لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه ولو كان عالما به من أجل أن ينال أجر التعليم . والله الموفق.

نهج السلف
2011-08-05, 19:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا أن أعود بكم إلى الوراء وأبدأ معكم من البداية مع

الأربعون النووية
بتعليقات
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

سأحاول كل يوم إن شاء الله حسبما توفر لي من الوقت والجهد أن أضع بين أيديكم مجموعة من أحاديث الأربعين النووية بتعليقات مختصرة ومفيدة للشيخ العثيمين رحمه الله.
نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا

الحديث الأول ...

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها و امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " متفق عليه .

الشرح : هذا الحديث اصل عظيم في أعمال القلوب , لان النيات من أعمال القلوب قال العلماء : وهذا الحديث نصف العبادات , لأنه ميزا الأعمال الباطنة وحديث عائشة رضي الله عنها " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي لفظ آخر " من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد " نصف الدين , لأنه ميزا الأعمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات " أنه ما من عمل إلا وله نية , لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملا بلا نية , حتى قال بعض العلماء " لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق " ويتفرع من هذه الفائدة :

الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات ثم يقول لهم الشيطان : إنكم لم تنووا . فإننا نقول لهم : لا , لا يمكن أبدا أن تعملوا عملا إلا بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس .

ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله "

ويستفاد من هذا الحديث أيضا أن الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له , فقد يكون الشيء المباح في الأصل يكون طاعة إذا نوى به الإنسان خيرا , مثل أن ينوي بالأكل والشرب التقوي على طاعة الله , ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة "
* ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها الحكم , وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا مثلا بالهجرة , وهي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وبين أن الهجرة وهي عمل واحد تكون لإنسان أجرا وتكون لإنسان حرمانا , فالمهاجر الذي يهاجر إلى الله ورسوله هذا يؤجر , ويصل إلى مراده . وهذا الحديث يدخل في باب العبادات وفي باب المعاملات وفي باب الأنكحة وفي كل أبواب الفقه .


*************************

الحديث الثاني...

* عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم , وفي رواية لمسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "

* الشرح : هذا الحديث قال العلماء : إنه ميزان ظاهر الأعمال وحديث عمر الذي هو في أول الكتاب " إنما الأعمال بالنيات " ميزان باطن الأعمال , لأن العمل له نية و له صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل .

* وفي هذا الحديث فوائد : أن من أحدث في هذا الأمر -أي الإسلام- ما ليس منه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية وينبني على هذه الفائدة أن جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته .

* ومن فوائد هذا الحديث : أن من عمل عملا ولو كان أصله مشروعا ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردودا بناء على الرواية الثانية في مسلم .

وعلى هذا فمن باع بيعا محرما فبيعه باطل , ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا , لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون باطلة مردودة .

*************************

الحديث الثالث...

عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الحلال بين و الحرام بين , وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه , ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وأن لكل ملك حمى , ألا وإن حمى الله محارمه , إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح : قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام :

قسم حلال بين لا اشتباه فيه , وقسم حرام بين لا اشتباه فيه , وهذان واضحان أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به , وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به .

مثل الأول : حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني : تحريم الخمر .

أما القسم الثالث فهم الأمر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام ؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس , وإلا فهو معلوم عند آخرين .

فهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله , واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون : فلان وقع في الحرام , حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعي يرعى حول الحمى " أي حول الأرض المحمية التي لا ترعها البهائم فتكون خضراء , لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها " " كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه الصلاة والسلام : " ألا وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير " ألا وإن حمى الله محارمه " أي ما حرمه على عباده فهو حماه , لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن في الجسد مضغة يعني لحمة بقدر ما يمضغه الاكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله " ألا وهي القلب " وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي مافي قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات .

*فيستفاد من هذا الحديث :

أولا : أن الشريعة الإسلامية حلالها بين وحرامها بين والمشتبه منها يعلمه بعض الناس .

ثانيا : أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمر أحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلال .

*ومن فوائد الحديث : أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبه هان عليه أن يقع في الأمور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك .

*ومن فوائد هذا الحديث : جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين الأمر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن المدار في الصلاح والفاسد على القلب وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه .

*ومن فوائد الحديث : أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله " ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن


*************************

الحديث الرابع...


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر , لا يرى عليه أثر السفر , ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ووضح كفيه على فخذيه , وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال صدقت فعجبا له يسأله ويصدقه , قال : أخبرني عن الإيمان قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : صدقت , قال : فأخبرني عن الإحسان , قال " أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال , فأخبرني عن الساعة , قال " ما المسئول بأعلم من السائل " قال فأخبرني عن اماراتها . قال " أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق فلبث مليا , ثم قال " يا عمر , أتدري من السائل ؟" , قلت : الله ورسوله أعلم , قال " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم .

*الشرح :هذا الحديث يستفاد من فوائد :

منها أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم , ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة من الناس ومجالسة وأن لا ينزوي عنهم .

*ومن فوائد الحديث : أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه , فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر "

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر , لأن جبريل عليه الصلاة والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلاة والسلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذه .

*منها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه لقوله " يا محمد " وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله " لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا " ]النور/63[ ... على أحد التفسيرين ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب , لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .

*ومن فوائد هذا الحديث : جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم , لأن جبريل كان يعلم الجواب , لقوله في الحديث " صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " مع أن المعلم هو الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم .

*ومن فوائد هذا الحديث : بيان أن الإسلام له خمسة أركان , لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا "

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا بد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله فبمعنى لا إله أي لا معبود حق إلا الله فتسهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إلا الله وأن ما عبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " الحج/62 ...

*ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله وهو محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي , ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القران وما تيسر من السنة وكتب التاريخ .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله في ركن واحد , وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين الإخلاص لله وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله , ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة ... " وذكر تمام الحديث .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة , وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاء به الشريعة , ولها -أي إقامة الصلاة- إقامة واجبة و إقامة كاملة , فالواجبة أن يقتصر على أقل ما يجب فيها .

والكاملة أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء .

*ومن فوائد الحديث : أنه لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة . والزكاة هي المال المفروض من الأموال الزكوية وإيتاؤها وإعطاؤها من يستحقها , وقد بين الله ذلك في سورة التوبة في قوله " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة/60 ...

وأما صوم رمضان فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس , ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال .

وأما حج البيت فهو القصد إلى مكة لأداء المناسك , وقيد بالاستطاعة , لأن الغالب فيه المشقة وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة لقوله تعالى " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ " التغابن/16

ومن القواعد المقررة عند العلماء " أنه لا واجب مع عجز ولا محرم مع الضرورة " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فإن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق .

*ومن فوائد الحديث : ذكاء الصحابة رضي الله عنهم حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله , والأصل أن السائل جاهل والجاهل لا يمكن أن يحكم على الكلام بالصدق أو الكذب لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم " .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان يتضمن ستة أمور : وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره .

*ومن فوائد هذا الحديث : التفريق بين الإسلام والإيمان , وهذا عند ذكرهما جميعا فإنه يقسر الإسلام بأعمال الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملا للآخر فقوله تعالى " .. وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .. " المائدة/3 ... وقوله " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا .. " ال عمران/85 ... يشمل الإسلام والإيمان وقوله تبارك وتعالى " وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ... " الأنفال/19 ... وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان و الإسلام وكذلك قوله تعالى " .. فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ .. " النساء/92 ... يشمل الإسلام والإيمان .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أن تؤمن بالله .. " .

والإيمان يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ليس هو الإيمان بمجرد وجوده بل لا بد أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة : الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : إثبات الملائكة والملائكة عال غيبي وصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القران ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة وكيفية الإيمان بهم : أن نؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم منهم ومن لم يعين لأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالا ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها , ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها , ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل الصلاة والسلام وله ستمائة جناح قد سد بها الأفق على خلقته التي خلق عليها .

وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لأنهم عباد الله قائمون بأمره كمال قال تعالى".. وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ " الأنبياء19/20.

*ومن فواد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عزوجل على رسله عليهم الصلاة والسلام قال تعالى " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ .. " الحديد/25 .

فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله لكن نؤمن إجمالا ونصدق بأنه حق . أما تفصيلا فإن الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير فلم يكن للإنسان أن يميز من الحق منها والباطل وعلى هذا فنقول : نمن بما أنزله الله من الكتب على سبيل الأجمال . أما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حرف وبدل وغير هذا بالنسبة للإيمان بالكتب . أما العمل بها فالعمل إنما هو بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقط . أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق أتى بالحق صادق فيما أخبر صادق بما أمر به فنؤمن بهم إجمالا فيمن لم نعرفه بيعنه وتفصيلا فيمن عرفناه بيعنه .

قال تعالى " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ .. " غافر/78.. فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بيعنه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالا , والرسل عليهم الصلاة والسلام أولهم نوح و آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم , ومنهم الخمسة أولوا العزم الذين جمعهم الله في آيتين من كتاب الله فقال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب " وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .. " الآية الأحزاب/7 , وقال تعالى في سورة الشورى " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا .. " الاية الشورى/13 .

*ومن فوائد هذا الحديث : الإيمان باليوم الآخر , واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي آخرا , لأنه آخر المطاف للبشر فإن للبشر أربعة دور :

الدار الأول : بطن أمه ... الدار الثاني : هذه الدنيا ... والدار الثالث : البرزخ ... والدار الرابع : اليوم الآخر , ولا دار بعده فإما إلى جنة أو إلى نار .

والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- " كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمور أربعة :

الأول : أن تؤمن أن الله محيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا أزلا وأبدا .

الثاني : أن تؤمن بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة .

الثالث : أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله عزوجل لا يخرج شيء عن مشيئته .

الرابع : أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء , فكل شيء مخلوق لله عزوجل سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات أو من فعل العبد وفعل المخلوقات , فإن فعل المخلوقات من خلق الله عزوجل , لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والإرادة والقدرة من صفات العبد . والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى .

ولقد قدر الله عزوجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فما قدر على الإنسان لك يكن ليخطئه وما لم يقدر لك يكن ليصيبه . هذه أركان الإيمان الستة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا . نسأل الله أن يجعلنا جميعا من المؤمنين بها .

*ومن فوائد هذا الحديث : بيان الإحسان وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه , وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل , فأن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية : أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله عزوجل فمن ادعى علمه فهو كاذب , وهذا كان خافيا على أفضل الرسل من الملائكة جبريل عليه الصلاة السلام وأفضل الرسل من البشر محمد عليه الصلاة السلام .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن للساعة أشراطا أي علامات كمال قال تعالى " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون " الزخرف/66 ... أي علاماتها , وقسم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام :

قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد , وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماما وهي الأشراط الكبرى العظمى كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها .

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أماراتها أن تلد الأمة ربتها يعني أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس ويؤيد ذلك المثل الذي بعده " وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان " .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل أم لا ؟ من أجل أن يعلمهم به وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء , لإنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن السائل عن العلم يعتبر معلما وسبقت الإشارة إلى هذا لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه ولو كان عالما به من أجل أن ينال أجر التعليم . والله الموفق.

بارك الله فيكم و جزاكم الجنة على المساعدة و المشاركة القيمة

نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم آمين

عبد الرحيم
2011-08-06, 06:52
الحديث الخامس ...
*عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا اللهوأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج , وبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه بني على خمس ك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وقد تقدم الكلام على كل هذه الأركان في حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه .

سؤال : ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى من أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب رضي الله عنه الحدث ]الحديث الرابع [ ؟

الجواب : الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبدالله بن عمر التصريح بأن الإسلام بني على هذه الأركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك , لأنه قال " الإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله .. إلخ "


***********************


الحديث السادس ...

عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومانطفة ثم علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ,ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه , وأجله , وعمله , وشقي أم سعيد . فوالله الذي لاإله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبقعليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكونبينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : هذا الحديث الخامس من الأحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق الإنسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك .

فيقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه " حدثنارسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قد عبدالله بن مسعود هذه المقدمة , لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمهأربعين يوما ... الخ
" .
* ففي هذا الحديث منالفوائد :بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه , وأنه أربعة أطوار .

الأول : طور النطفة أربعون يوما ... والثاني :طور العلقة أربعون يوما ... والثالث :طور المضغة أربعون يوما ... والرابع :الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار .

* ومن فوائد هذا الحديث :أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بإنه إنسان حي , وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة اشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه , لأنه لم يكن إنسانا بعد .

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي , فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كلما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر .

* ومن فوائد هذاالحديث :أن للأرحام ملكا موكلا بها لقوله : " فيبعث إليهالملك " أي الملك الموكل بالأرحام .

* ومن فوائد هذاالحديث :أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقة أم سعيد , ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب ى يتقدم ولا يتأخر .

* ومن فوائد هذا الحديث :أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر " إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلاذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها "

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهرا طويلا ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره .

فإن قال قائل : ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ؟

فالجواب : إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة , فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بالله من ذلك . وعلى هذا فيكون المراد بقوله " حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع " قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله .


***********************


الحديث السابع ...

عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الدينالنصيحة قلنا لمن ؟ قال : لله ولرسوله وللأئمة المسلمين و عامتهم " رواه البخاري ومسلم .

* الشرح : فالنصيحة لله عزوجل :هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والإنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه .



والنصيحة لكتابه : الإيمان بأنه كلام الله وأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا .

والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم :الإيمان به وأنه رسول الله إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه .

والنصيحة لأئمة المسلمين : مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم الأذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفةومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع الأعداء ونحو ذلك ..

والنصيحة لعامة المسلمين : أي سائر المسلمين هي أيضا بذل النصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وماأشبه هذا , ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل في عامة المسلمين نفس الإنسان أن ينصح الإنسان نفسه .

* ومن فوائد هذا الحديث :

أولا : انحصار الدين في النصيحة لقول الني صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة "

ثانيا : أن مواطن النصيحة خمسة : لله , ولكتابه , ولرسوله , لأئمة المسلمين , وعامتهم.

* ومن فوائد الحديث :الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة , لأنها إذا كانت هذه هي الدين فإن الإنسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به , ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة في هذه المواطن الخمسة .

* ومن فوائد هذا الحديث :تحريم الغش لأنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على خلاف الدين وقد ثبت عن النـبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من غشنا فليسمنا" .


***********************

الحديث الثامن ...

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أنأقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاةويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : " أمرت" : أي أمره الله عزوجل وأبهم الفاعل لأنه معلوم فإن الآمر والناهي هو الله تعالى .

" أقاتل الناس حتى يشهدوا " هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِالْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَدِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَعَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "التوبة/29

وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا و يعطوا الجزية .

* ومن فوائد هذاالحديث : وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية لهذا الحديث وللأدلة الأخرى التي ذكرناها .

* ومن فوائد هذاالحديث : أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر -رضي الله عنه- الذين امتنعوا عن الزكاة .

* ومن فوائد الحديث : أن الإنسان إذا دان الإسلام ظاهرا فإن باطنه يوكل إلى الله , ولهذا قال : " فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم علىالله "

* ومن فوائد الحديث : إثبات الحساب أي أن الإنسان يحاسب على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر قال الله تعالى ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) الزلزلة7-8

***********************

الحديث التاسع ...

عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم , فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلم واختلافهم على أنبيائهم " رواه البخاري ومسلم .

* الشرح :" ما " في قوله " ما نهيتكم " وفي قوله " ما أمرتكم " شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئا , لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه, وأما المأمور فقال " وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " لأن المأمور فعل وقد يشق على الإنسان , ولذلك قيده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " فأتوا منه ما استطعتم ."

* فيستفاد منهذا الحديث فوائد :وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك ما نهى الله عنه من باب أولى . وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة .

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه لا يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله .

* ومن فوائد الحديث :وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن الأمر للاستحباب .

* ومن فوائده :أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع .

* ومنفوائده :سهولة هذا الدين الإسلامي حيث لم يجب على المرء إلا ما يستطيعه .

* ومن فوائده :أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائما صلى قاعدا ومن لم يستطع قاعدا صلى على جنبومن أكنه أن يركع فليركع ومن لا يمكنه فليومئ بالركوع , وهكذا بقية العبادات يأتي الإنسان منها بما يستطيع .

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب , وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط .

* ومن فوائد هذا الحديث :أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا .

* ومن فوائد الحديث :التحذير من كثرة المسائل والاختلاف , لأن ذلك أهلك من كان قبلنا , فإذا فعلناه , فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا ..

***********************

الحديث العاشر ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه: " حديث حسن رواه الترمذيوغيره هكذا

* الشرح : هذا الحديث أصل في الأدب والتوجيه السليم وهو أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه وما لا علاقة له به فإن هذا من حسُن إسلامه ويكون أيضا راحة له , لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحة له بلا شك وأريح لنفسه .

* فيستفاد من هذا الحديث : : أن الإسلام يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن لقوله " من حسن إسلام المرء " .

* ومن فوائد هذا الحديث : : أنه ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في أمور دينه ولا دنياه , لأن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب , ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إلا بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له .

* ومن فوائد الحديث : : أن لا يضيع الإنسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود .

***********************

راجي الصّمدِ
2011-08-06, 06:57
الحديث الخامس ...

*عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج , وبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه بني على خمس ك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وقد تقدم الكلام على كل هذه الأركان في حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه .

سؤال : ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى من أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب رضي الله عنه الحدث ]الحديث الرابع [ ؟

الجواب : الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبدالله بن عمر التصريح بأن الإسلام بني على هذه الأركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك , لأنه قال " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .. إلخ "


***********************


الحديث السادس ...
عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح , ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه , وأجله , وعمله , وشقي أم سعيد . فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة " رواه البخاري ومسلم

*الشرح : هذا الحديث الخامس من الأحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق الإنسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك .

فيقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه " حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قد عبدالله بن مسعود هذه المقدمة , لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ... الخ " .

*ففي هذا الحديث من الفوائد : بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه , وأنه أربعة أطوار .

الأول : طور النطفة أربعون يوما ... والثاني : طور العلقة أربعون يوما ... والثالث : طور المضغة أربعون يوما ... والرابع : الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بإنه إنسان حي , وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة اشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه , لأنه لم يكن إنسانا بعد .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي , فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كلما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن للأرحام ملكا موكلا بها لقوله : " فيبعث إليه الملك " أي الملك الموكل بالأرحام .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقة أم سعيد , ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب ى يتقدم ولا يتأخر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر " إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها "

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهرا طويلا ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره .

فإن قال قائل : ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ؟

فالجواب : إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة , فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بالله من ذلك . وعلى هذا فيكون المراد بقوله " حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع " قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله .


***********************


الحديث السابع ...

عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال : لله ولرسوله وللأئمة المسلمين و عامتهم " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح : فالنصيحة لله عزوجل : هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والإنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه .



والنصيحة لكتابه : الإيمان بأنه كلام الله وأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا .

والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم : الإيمان به وأنه رسول الله إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه .

والنصيحة لأئمة المسلمين : مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم الأذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع الأعداء ونحو ذلك ..

والنصيحة لعامة المسلمين : أي سائر المسلمين هي أيضا بذل النصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا , ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل في عامة المسلمين نفس الإنسان أن ينصح الإنسان نفسه .

*ومن فوائد هذا الحديث :

أولا : انحصار الدين في النصيحة لقول الني صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة "

ثانيا : أن مواطن النصيحة خمسة : لله , ولكتابه , ولرسوله , لأئمة المسلمين , وعامتهم.

*ومن فوائد الحديث : الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة , لأنها إذا كانت هذه هي الدين فإن الإنسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به , ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة في هذه المواطن الخمسة .

*ومن فوائد هذا الحديث : تحريم الغش لأنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على خلاف الدين وقد ثبت عن النـبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من غشنا فليس منا" .


***********************

الحديث الثامن ...

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى " رواه البخاري ومسلم

*الشرح : " أمرت " : أي أمره الله عزوجل وأبهم الفاعل لأنه معلوم فإن الآمر والناهي هو الله تعالى .

" أقاتل الناس حتى يشهدوا " هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "التوبة/29

وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا و يعطوا الجزية .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية لهذا الحديث وللأدلة الأخرى التي ذكرناها .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر -رضي الله عنه- الذين امتنعوا عن الزكاة .

*ومن فوائد الحديث : أن الإنسان إذا دان الإسلام ظاهرا فإن باطنه يوكل إلى الله , ولهذا قال : " فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله "

*ومن فوائد الحديث : إثبات الحساب أي أن الإنسان يحاسب على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر قال الله تعالى ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) الزلزلة7-8

***********************


الحديث التاسع ...

عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم , فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلم واختلافهم على أنبيائهم " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح :" ما " في قوله " ما نهيتكم " وفي قوله " ما أمرتكم " شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئا , لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه, وأما المأمور فقال " وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " لأن المأمور فعل وقد يشق على الإنسان , ولذلك قيده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " فأتوا منه ما استطعتم ."

*فيستفاد من هذا الحديث فوائد : وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك ما نهى الله عنه من باب أولى . وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله .

*ومن فوائد الحديث : وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن الأمر للاستحباب .

*ومن فوائده : أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع .

*ومن فوائده : سهولة هذا الدين الإسلامي حيث لم يجب على المرء إلا ما يستطيعه .

*ومن فوائده : أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائما صلى قاعدا ومن لم يستطع قاعدا صلى على جنب ومن أكنه أن يركع فليركع ومن لا يمكنه فليومئ بالركوع , وهكذا بقية العبادات يأتي الإنسان منها بما يستطيع .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب , وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا .

*ومن فوائد الحديث : التحذير من كثرة المسائل والاختلاف , لأن ذلك أهلك من كان قبلنا , فإذا فعلناه , فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا ..

***********************

الحديث العاشر ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه: " حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا

*الشرح : هذا الحديث أصل في الأدب والتوجيه السليم وهو أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه وما لا علاقة له به فإن هذا من حسُن إسلامه ويكون أيضا راحة له , لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحة له بلا شك وأريح لنفسه .

*فيستفاد من هذا الحديث : : أن الإسلام يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن لقوله " من حسن إسلام المرء " .

*ومن فوائد هذا الحديث : : أنه ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في أمور دينه ولا دنياه , لأن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب , ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إلا بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له .

*ومن فوائد الحديث : : أن لا يضيع الإنسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود .

***********************


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخي عبد الرّحيم على الجهد المبذول

أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة

بارك الله فيك

عبد الرحيم
2011-08-06, 07:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخي عبد الرّحيم على الجهد المبذول

أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة

بارك الله فيك


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله وجزاك خيرا على الدعاء الطيب

راجي الصّمدِ
2011-08-06, 07:56
الحديث التاسع: النهي عن كثرة السؤال والتشدد

عَن أبي هُريرةَ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ صَخْرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:
{مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ،
فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ واخْتِلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ})
رواه البخاريُّ ومسلمٌ.


الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

فاجتنبوه : باعدوا منه حتما في المحرم ، وندبا في المكروه .

فأتوا منه : وجوبا في الواجب ، وندبا في المندوب .

استطعتم : أطقتم .

واختلافهم : بالرفع ، لأنه أبلغ في ذم الاختلاف ، إذ لا يتقيد حينئذ بكثرة خلافه لو جرّ ، ومعنى الاختلاف على الأنبياء مخالفتهم . وهي تستلزم اختلاف الأمة فيما بينها .



يستفاد منه :

1-الأمر بامتثال الأوامر ، واجتناب النواهي .

2-أن النهي أشد من الأمر ، لأن النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه ، وأمر قيد بالاستطاعة ، ولهذا قال بعض السلف : أعمال البر يعملها البار والفاجر ، والمعاصي لا يتركها إلا صدّيق .

3-أن العجز عن الواجب أو عن بعضه مسقط للمعجوز عنه ، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، إلا أن المعجوز عنه إن كان له بدل فأتى به فقد أتى بما عليه ، كمن عجز عن القيام في الصلاة فانتقل إلى الصلاة قاعدا ، أو على جنب ، وإن عجز عن أصل العبادة فلم يأت بها كالمريض يعجز عن الصيام سقطت عنه المباشرة حالة العجز ، ووجب عليه القضاء بعده . وقد يكون الوجوب منوطا بالقدرة حالة الوجوب فقط ، فإذا عجز عنه سقط رأسا كزكاة الفطر لمن عجز عن قوته وقوت عياله .

4-النهي عن كثرة السؤال . وقد قسم العلماء السؤال إلى قسمين : أحدهما _ ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين ، فهذا مأمور به لقوله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وعلى هذا النوع تتنزل أسئلة الصحابة عن الأنفال والكلالة وغيرهما . والثاني _ ما كان على وجه التعنت والتكلف وهذا هو المنهي عنه .

5-تحذير هذه الأمة من مخالفة نبيها ، كما وقع في الأمم التي قبلها .


ونسأل الله التّوفيق والقَبول للجميع .....

عبد الرحيم
2011-08-06, 18:08
الحديث الحادي عشر ...

عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

*الشرح :

عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وعن أبيه وأمه وهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الحسنين فإن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه وقال " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين " ,فأصلح الله بين الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان فنال بذلك السيادة .

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دع ما لا يريبك إلى ما لا يريبك " يعني أي اترك الذي ترتاب فيه وتشك فيه إلى الشيء الذي لا تشك فيه , وهذا يشبه الحديث السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في أمور الدنيا أو أمور الآخرة فالأحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى لا يكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت .

*فمن فوائد هذا الحديث :

ما دل على لفظه من ترك الإنسان للأشياء التي يرتاب فيها إلى الأشياء التي لا يرتاب فيها , ومنها أن الإنسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق .

ــــــــــ


الحديث الثاني عشر ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : " لا تغضب " فردد مِرارا , قال " لا تغضب " رواه البخاري .

*الشرح

الوصية هي العهد بالأمر الهام , وهذا الرجل صبي من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فقال " لا تغضب " وعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله عز وجل بها هذه الأمة وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله " لا تغضب " لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله أعلم أنه كثير الغضب ولهذا أوصاه بقوله " لا تغضب " وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعة الإنسان , ولكن المراد : املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب , لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون أشياء لا يحمد عقباها وربما يندم ندماً عظيماً على ما حصل منه , فلهذا أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله .

*ما يؤخذ من الحديث : أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي وحال المتعلم وأن يخاطبه بما تقتضيه حاله , وإن كان لو خاطبا غيره فخاطبه بشيء اخر .

ــــــــــ


الحديث الثالث عشر ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً أو ليصمت , ومن كان يوم بالله واليوم الاخر فليكرم جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه "رواه البخاري ومسلم .

*الشرح

هذا الحديث من الاداب الإسلامية الواجبة :

الأول : إكرام الجار فإن الجار له حق , قال العلماء : إذا كان الجار مسلماً قريباً فله ثلاث حقوق , الجوار والإسلام والقرابة , وإن كان كان مسلماً غير قريب فله حقان , وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار .

الثاني :وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر , فهو غريب محتاج وأما القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون على الإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت .

*ففي هذا الحديث من الفوائد : وجوب إكرام الجار فيكون بكق الأذى عنه وبذل المعروف له , فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن , والله لا يؤمن والله لا يؤمن " قالوا من يا رسول الله ؟ قال " من لا يأمن جاره بوائقه " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلاة والسلام " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه " ومن إكرامه إحسان ضيافته , والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ولا ينبغي لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة فإذا زاد على ثلاثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى لا يكلف عليه .

*ومن فوائد هذا الحديث : رعاية الإسلام للجوار والضيافة , فهذا يدل على كمال الإسلام وأنه متضمن للقيام بحق الله سبحانه وتعالى وبحق الناس .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه يصح نفي الإيمان لانتفاء كماله لقوله " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر " ونفي الإيمان ينقسم إلى قسمين :

نفي مطلق : ون الإنسان به كافراً كفراً مخرجاً من الملة .

ومطلق نفي : وهذا الذي يكون به الإنسان كافراً من هذه الخصلة التي فرط فيها لكنه معه أصل الإيمان , وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة أن الإنسان قد يجتمع فيه خصال الإيمان وخصال الكفر .

ــــــــــ


الحديث الرابع عشر ...

عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه –خادم رسول اله صلى الله عليه وسلم قال " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم

*الشرح :

" لا يؤمن " يعني الإيمان الكامل . قوله " حتى يحب لأخيه " أي أخيه المسلم . " ما يحب لنفسه " من أمور الدين والدنيا , لأن هذا مقتضى الأخوة الإيمانية أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك .

*فيستفاد من هذا الحديث : أن الإيمان يتفاضل منه كامل , ومنه ناقص وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص .

*ومن فوائد هذا الحديث : الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله " حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .

*ومن فوائد هذا الحديث : التحذير من أن يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لأنه ينقص بذلك إيمانه حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنه الإيمان , مما يدل على أهمية محبة الإنسان لإخوانه ما يحب لنفسه .

*ومن فوائد الحديث : تقوية الروابط بين المؤمنين .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن من اتصف به فإنه لا يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو في عرضه أو أهله , لأنه لا يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فلا يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد في ذلك .

*ومن فوائد الحديث : أن الأمة الإسلامية يجب أن تكون يداً واحدة وقلباً واحداً وهذا مأخوذ من كون كمال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه .

*ومن فوائد الحديث : استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلام في قوله " لأخيه " ولو شاء لقال " لا يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه " لكنه قال " لأخيه " استعطافاً أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه .

ــــــــــ


الحديث الخامس عشر ...

عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ،وان الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ..فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا... " المؤمنون /51... وقال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم ..." البقرة/172 ... ثم ذكر رجل يطيل السفر أشعث اغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإنى يستجاب له " رواه المسلم .

*الشرح :

" إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " الطيب في ذاته طيب في صفاته طيب في أفعاله ولا يقبل ألا طيبا في ذاته وطيبا في كبسة .وأما الخبيث في ذاته كالخمر ، أو في كبسة كالمكتسب بالربا فإن الله تعالى لا يقبله " وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين " فقال تعالى "... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم ... " البقرة/172... فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فأنها حرام عليهم لقوله تعالى في وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم"...وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ... "الأعراف/157 ... ثم أن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام انه تبعد إجابة دعائه وان وجدت منه أسباب الإجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء " السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإني يستجاب لذلك " هذا الرجل اتصف بأربع صفات :

*الأولى : بأنه يطيل السفر والسفر الإجابة أي إجابة داعي

*الثانية : انه أشعث أغبر والله تعالى عند المنكسر قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول " أتوني شعثاً غبراً " وهذا من الأسباب الإجابة أيضا .

*الثالثة : أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة ، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا .

*الرابعة : دعاءه إياه " يا رب يا رب " وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته وهو من أسباب الإجابة ولكنه لا تجاب دعوته ..لأن مطعمه حرام ، وملبسه حرام و غذي بالحرام فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن تجاب دعوته وقال " فأنى يستجاب لذلك "

يستفاد من هذا الحديث فوائد:
-منها وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً .

-ومنها تنزيه الله تعالى عن كل نقص .

-ومنها أن من الأعمال ما يقبله الله ومنها ما لا يقبله .

-ومنها أن الله تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا الله سبحانه وتعالى .

-ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا... " المؤمنون/51 ... وقال للمؤمنين "... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ... " البقرة/172... فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح .

-ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام " أنى يستجاب لذلك " .

-ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان في سفر .

-ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى الله .

-ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله بالربوبية لإنها هي التي بها الخلق والتدبير

-ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك .

-ومنها وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى ".. وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ... " البقرة/172.

-ومنها أن ينبغي بل يجب على الإنسان أن يفعل الأسباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب الأسباب التي يمتنع بها مطلوبه .

ــــــــــ

نهج السلف
2011-08-06, 18:18
الحديث الخامس ...
*عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا اللهوأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج , وبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه بني على خمس ك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وقد تقدم الكلام على كل هذه الأركان في حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه .

سؤال : ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى من أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب رضي الله عنه الحدث ]الحديث الرابع [ ؟

الجواب : الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبدالله بن عمر التصريح بأن الإسلام بني على هذه الأركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك , لأنه قال " الإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله .. إلخ "


***********************


الحديث السادس ...

عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومانطفة ثم علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ,ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه , وأجله , وعمله , وشقي أم سعيد . فوالله الذي لاإله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبقعليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكونبينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : هذا الحديث الخامس من الأحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق الإنسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك .

فيقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه " حدثنارسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قد عبدالله بن مسعود هذه المقدمة , لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمهأربعين يوما ... الخ
" .
* ففي هذا الحديث منالفوائد :بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه , وأنه أربعة أطوار .

الأول : طور النطفة أربعون يوما ... والثاني :طور العلقة أربعون يوما ... والثالث :طور المضغة أربعون يوما ... والرابع :الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار .

* ومن فوائد هذا الحديث :أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بإنه إنسان حي , وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة اشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه , لأنه لم يكن إنسانا بعد .

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي , فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كلما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر .

* ومن فوائد هذاالحديث :أن للأرحام ملكا موكلا بها لقوله : " فيبعث إليهالملك " أي الملك الموكل بالأرحام .

* ومن فوائد هذاالحديث :أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقة أم سعيد , ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب ى يتقدم ولا يتأخر .

* ومن فوائد هذا الحديث :أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر " إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلاذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها "

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهرا طويلا ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره .

فإن قال قائل : ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ؟

فالجواب : إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة , فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بالله من ذلك . وعلى هذا فيكون المراد بقوله " حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع " قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله .


***********************


الحديث السابع ...

عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الدينالنصيحة قلنا لمن ؟ قال : لله ولرسوله وللأئمة المسلمين و عامتهم " رواه البخاري ومسلم .

* الشرح : فالنصيحة لله عزوجل :هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والإنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه .



والنصيحة لكتابه : الإيمان بأنه كلام الله وأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا .

والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم :الإيمان به وأنه رسول الله إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه .

والنصيحة لأئمة المسلمين : مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم الأذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفةومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع الأعداء ونحو ذلك ..

والنصيحة لعامة المسلمين : أي سائر المسلمين هي أيضا بذل النصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وماأشبه هذا , ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل في عامة المسلمين نفس الإنسان أن ينصح الإنسان نفسه .

* ومن فوائد هذا الحديث :

أولا : انحصار الدين في النصيحة لقول الني صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة "

ثانيا : أن مواطن النصيحة خمسة : لله , ولكتابه , ولرسوله , لأئمة المسلمين , وعامتهم.

* ومن فوائد الحديث :الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة , لأنها إذا كانت هذه هي الدين فإن الإنسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به , ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة في هذه المواطن الخمسة .

* ومن فوائد هذا الحديث :تحريم الغش لأنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على خلاف الدين وقد ثبت عن النـبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من غشنا فليسمنا" .


***********************

الحديث الثامن ...

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أنأقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاةويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : " أمرت" : أي أمره الله عزوجل وأبهم الفاعل لأنه معلوم فإن الآمر والناهي هو الله تعالى .

" أقاتل الناس حتى يشهدوا " هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِالْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَدِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَعَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "التوبة/29

وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا و يعطوا الجزية .

* ومن فوائد هذاالحديث : وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية لهذا الحديث وللأدلة الأخرى التي ذكرناها .

* ومن فوائد هذاالحديث : أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر -رضي الله عنه- الذين امتنعوا عن الزكاة .

* ومن فوائد الحديث : أن الإنسان إذا دان الإسلام ظاهرا فإن باطنه يوكل إلى الله , ولهذا قال : " فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم علىالله "

* ومن فوائد الحديث : إثبات الحساب أي أن الإنسان يحاسب على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر قال الله تعالى ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) الزلزلة7-8

***********************

الحديث التاسع ...

عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم , فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلم واختلافهم على أنبيائهم " رواه البخاري ومسلم .

* الشرح :" ما " في قوله " ما نهيتكم " وفي قوله " ما أمرتكم " شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئا , لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه, وأما المأمور فقال " وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " لأن المأمور فعل وقد يشق على الإنسان , ولذلك قيده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " فأتوا منه ما استطعتم ."

* فيستفاد منهذا الحديث فوائد :وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك ما نهى الله عنه من باب أولى . وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة .

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه لا يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله .

* ومن فوائد الحديث :وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن الأمر للاستحباب .

* ومن فوائده :أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع .

* ومنفوائده :سهولة هذا الدين الإسلامي حيث لم يجب على المرء إلا ما يستطيعه .

* ومن فوائده :أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائما صلى قاعدا ومن لم يستطع قاعدا صلى على جنبومن أكنه أن يركع فليركع ومن لا يمكنه فليومئ بالركوع , وهكذا بقية العبادات يأتي الإنسان منها بما يستطيع .

* ومن فوائد هذا الحديث :أنه لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب , وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط .

* ومن فوائد هذا الحديث :أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا .

* ومن فوائد الحديث :التحذير من كثرة المسائل والاختلاف , لأن ذلك أهلك من كان قبلنا , فإذا فعلناه , فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا ..

***********************

الحديث العاشر ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه: " حديث حسن رواه الترمذيوغيره هكذا

* الشرح : هذا الحديث أصل في الأدب والتوجيه السليم وهو أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه وما لا علاقة له به فإن هذا من حسُن إسلامه ويكون أيضا راحة له , لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحة له بلا شك وأريح لنفسه .

* فيستفاد من هذا الحديث : : أن الإسلام يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن لقوله " من حسن إسلام المرء " .

* ومن فوائد هذا الحديث : : أنه ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في أمور دينه ولا دنياه , لأن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب , ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إلا بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له .

* ومن فوائد الحديث : : أن لا يضيع الإنسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود .

***********************


بارك الله فيكم و بلغكم ليلة القدر و أعتقكم فيها من النار آمين

مواصلين بإذن الله

نهج السلف
2011-08-06, 18:22
الحديث التاسع: النهي عن كثرة السؤال والتشدد

عَن أبي هُريرةَ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ صَخْرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:
{مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ،
فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ واخْتِلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ})
رواه البخاريُّ ومسلمٌ.


الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

فاجتنبوه : باعدوا منه حتما في المحرم ، وندبا في المكروه .


فأتوا منه : وجوبا في الواجب ، وندبا في المندوب .

استطعتم : أطقتم .

واختلافهم : بالرفع ، لأنه أبلغ في ذم الاختلاف ، إذ لا يتقيد حينئذ بكثرة خلافه لو جرّ ، ومعنى الاختلاف على الأنبياء مخالفتهم . وهي تستلزم اختلاف الأمة فيما بينها .



يستفاد منه :

1-الأمر بامتثال الأوامر ، واجتناب النواهي .

2-أن النهي أشد من الأمر ، لأن النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه ، وأمر قيد بالاستطاعة ، ولهذا قال بعض السلف : أعمال البر يعملها البار والفاجر ، والمعاصي لا يتركها إلا صدّيق .

3-أن العجز عن الواجب أو عن بعضه مسقط للمعجوز عنه ، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، إلا أن المعجوز عنه إن كان له بدل فأتى به فقد أتى بما عليه ، كمن عجز عن القيام في الصلاة فانتقل إلى الصلاة قاعدا ، أو على جنب ، وإن عجز عن أصل العبادة فلم يأت بها كالمريض يعجز عن الصيام سقطت عنه المباشرة حالة العجز ، ووجب عليه القضاء بعده . وقد يكون الوجوب منوطا بالقدرة حالة الوجوب فقط ، فإذا عجز عنه سقط رأسا كزكاة الفطر لمن عجز عن قوته وقوت عياله .

4-النهي عن كثرة السؤال . وقد قسم العلماء السؤال إلى قسمين : أحدهما _ ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين ، فهذا مأمور به لقوله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وعلى هذا النوع تتنزل أسئلة الصحابة عن الأنفال والكلالة وغيرهما . والثاني _ ما كان على وجه التعنت والتكلف وهذا هو المنهي عنه .

5-تحذير هذه الأمة من مخالفة نبيها ، كما وقع في الأمم التي قبلها .


ونسأل الله التّوفيق والقَبول للجميع .....









بارك الله فيكم و أدخلكم جنته من غير حساب و لا عذاب آمين

أعتذر للجميع عن وضع الأحاديث صباحا لأن ذلك يتعذر علي إلا نادرا

مواصلين بإذن الله

نهج السلف
2011-08-06, 18:26
الحديث الحادي عشر ... عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح . *الشرح : عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وعن أبيه وأمه وهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الحسنين فإن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه وقال " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين " ,فأصلح الله بين الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان فنال بذلك السيادة . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دع ما لا يريبك إلى ما لا يريبك " يعني أي اترك الذي ترتاب فيه وتشك فيه إلى الشيء الذي لا تشك فيه , وهذا يشبه الحديث السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في أمور الدنيا أو أمور الآخرة فالأحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى لا يكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت . *فمن فوائد هذا الحديث : ما دل على لفظه من ترك الإنسان للأشياء التي يرتاب فيها إلى الأشياء التي لا يرتاب فيها , ومنها أن الإنسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق . ــــــــــ الحديث الثاني عشر ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : " لا تغضب " فردد مِرارا , قال " لا تغضب " رواه البخاري . *الشرح الوصية هي العهد بالأمر الهام , وهذا الرجل صبي من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فقال " لا تغضب " وعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله عز وجل بها هذه الأمة وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله " لا تغضب " لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله أعلم أنه كثير الغضب ولهذا أوصاه بقوله " لا تغضب " وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعة الإنسان , ولكن المراد : املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب , لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون أشياء لا يحمد عقباها وربما يندم ندماً عظيماً على ما حصل منه , فلهذا أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله . *ما يؤخذ من الحديث : أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي وحال المتعلم وأن يخاطبه بما تقتضيه حاله , وإن كان لو خاطبا غيره فخاطبه بشيء اخر . ــــــــــ الحديث الثالث عشر ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً أو ليصمت , ومن كان يوم بالله واليوم الاخر فليكرم جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه "رواه البخاري ومسلم . *الشرح هذا الحديث من الاداب الإسلامية الواجبة : الأول : إكرام الجار فإن الجار له حق , قال العلماء : إذا كان الجار مسلماً قريباً فله ثلاث حقوق , الجوار والإسلام والقرابة , وإن كان كان مسلماً غير قريب فله حقان , وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار . الثاني :وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر , فهو غريب محتاج وأما القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون على الإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت . *ففي هذا الحديث من الفوائد : وجوب إكرام الجار فيكون بكق الأذى عنه وبذل المعروف له , فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن , والله لا يؤمن والله لا يؤمن " قالوا من يا رسول الله ؟ قال " من لا يأمن جاره بوائقه " . *ومن فوائد هذا الحديث : وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلاة والسلام " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه " ومن إكرامه إحسان ضيافته , والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ولا ينبغي لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة فإذا زاد على ثلاثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى لا يكلف عليه . *ومن فوائد هذا الحديث : رعاية الإسلام للجوار والضيافة , فهذا يدل على كمال الإسلام وأنه متضمن للقيام بحق الله سبحانه وتعالى وبحق الناس . *ومن فوائد هذا الحديث : أنه يصح نفي الإيمان لانتفاء كماله لقوله " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر " ونفي الإيمان ينقسم إلى قسمين : نفي مطلق : ون الإنسان به كافراً كفراً مخرجاً من الملة . ومطلق نفي : وهذا الذي يكون به الإنسان كافراً من هذه الخصلة التي فرط فيها لكنه معه أصل الإيمان , وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة أن الإنسان قد يجتمع فيه خصال الإيمان وخصال الكفر . ــــــــــ الحديث الرابع عشر ... عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه –خادم رسول اله صلى الله عليه وسلم قال " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم *الشرح : " لا يؤمن " يعني الإيمان الكامل . قوله " حتى يحب لأخيه " أي أخيه المسلم . " ما يحب لنفسه " من أمور الدين والدنيا , لأن هذا مقتضى الأخوة الإيمانية أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك . *فيستفاد من هذا الحديث : أن الإيمان يتفاضل منه كامل , ومنه ناقص وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص . *ومن فوائد هذا الحديث : الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله " حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . *ومن فوائد هذا الحديث : التحذير من أن يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لأنه ينقص بذلك إيمانه حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنه الإيمان , مما يدل على أهمية محبة الإنسان لإخوانه ما يحب لنفسه . *ومن فوائد الحديث : تقوية الروابط بين المؤمنين . *ومن فوائد هذا الحديث : أن من اتصف به فإنه لا يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو في عرضه أو أهله , لأنه لا يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فلا يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد في ذلك . *ومن فوائد الحديث : أن الأمة الإسلامية يجب أن تكون يداً واحدة وقلباً واحداً وهذا مأخوذ من كون كمال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه . *ومن فوائد الحديث : استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلام في قوله " لأخيه " ولو شاء لقال " لا يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه " لكنه قال " لأخيه " استعطافاً أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه . ــــــــــ الحديث الخامس عشر ... عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ،وان الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ..فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا... " المؤمنون /51... وقال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم ..." البقرة/172 ... ثم ذكر رجل يطيل السفر أشعث اغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإنى يستجاب له " رواه المسلم . *الشرح : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " الطيب في ذاته طيب في صفاته طيب في أفعاله ولا يقبل ألا طيبا في ذاته وطيبا في كبسة .وأما الخبيث في ذاته كالخمر ، أو في كبسة كالمكتسب بالربا فإن الله تعالى لا يقبله " وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين " فقال تعالى "... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم ... " البقرة/172... فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فأنها حرام عليهم لقوله تعالى في وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم"...وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ... "الأعراف/157 ... ثم أن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام انه تبعد إجابة دعائه وان وجدت منه أسباب الإجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء " السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإني يستجاب لذلك " هذا الرجل اتصف بأربع صفات : *الأولى : بأنه يطيل السفر والسفر الإجابة أي إجابة داعي *الثانية : انه أشعث أغبر والله تعالى عند المنكسر قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول " أتوني شعثاً غبراً " وهذا من الأسباب الإجابة أيضا . *الثالثة : أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة ، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا . *الرابعة : دعاءه إياه " يا رب يا رب " وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته وهو من أسباب الإجابة ولكنه لا تجاب دعوته ..لأن مطعمه حرام ، وملبسه حرام و غذي بالحرام فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن تجاب دعوته وقال " فأنى يستجاب لذلك " يستفاد من هذا الحديث فوائد: -منها وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً . -ومنها تنزيه الله تعالى عن كل نقص . -ومنها أن من الأعمال ما يقبله الله ومنها ما لا يقبله . -ومنها أن الله تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا الله سبحانه وتعالى . -ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا... " المؤمنون/51 ... وقال للمؤمنين "... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ... " البقرة/172... فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح . -ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام " أنى يستجاب لذلك " . -ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان في سفر . -ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى الله . -ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله بالربوبية لإنها هي التي بها الخلق والتدبير -ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك . -ومنها وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى ".. وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ... " البقرة/172. -ومنها أن ينبغي بل يجب على الإنسان أن يفعل الأسباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب الأسباب التي يمتنع بها مطلوبه . ــــــــــ

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا آمين

راجي الصّمدِ
2011-08-07, 06:51
عن أبي هريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامِ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامَ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟)

رواه مسلمٌ.

الشرح للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله

المفردات :



طيب : مقدس منزه عن النقائص والعيوب .

لا يقبل : من الأعمال والأموال .

إلا طيبا : وهو من الأعمال ما كان خاليا من الرياء والعجب ، و غيرهما من المفسدات ، ومن الأموال الحلال الخالص .

بما أمر به المرسلين : من الأكل من الطيبات والعمل الصالح .

أشعث . جعد الرأس .

أغبر : مغبر اللون لطول سفره في الطاعات .

يمد يديه : يرفعها بالدعاء إلى الله تعالى .

غذى : بضم الغين المعجمة وتخفيف الذال المكسورة .

فأنى يستجاب له : من أين يستجاب لمن هذه صفته . والمراد أنه ليس أهلا للإجابة ، وليس صريحا في استحالتها بالكلية .



يستفاد منه :

1-الأمر بإخلاص العمل لله عز وجل .

2-الحث على الإنفاق من الحلال

3-النهي عن الإنفاق من غيره .

4-أن الأصل استواء الأنبياء مع أممهم في الأحكام الشرعية ، إلا ما قام الدليل على أنه مختص بهم .

5-أن التوسع في الحرام يمنع قبول العمل وإجابة الدعاء .

6-أن من أسباب إجابة الدعاء أربعة أشياء : أحدها _ إطالة السفر لما فيه من الانكسار الذي هو من أعظم أسباب الإجابة . الثاني : رثاثة الهيئة ، ومن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره) . الثالث : مد اليدين إلى السما ء فإن الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفر خائبتين . الرابع : الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته ، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء .

جرح أليم
2011-08-07, 16:20
السلام عليكم ورجمة الله
من الفوائد :

- اثبات إسم من أسماء الله عز وجل و هو " الطيب " في قوله " إن الله تعالى طيب ".

- كمال غنى الله عز وجل عن خلقه فهو لا يقبل إلا ماكان طيبا " لا يقبل إلا طيباً " .

- معنى إسم الله عز وجل " الطيب " أنه طيب في ذاته طيب في أقواله طيب في أفعاله طيب في أحكامه .
من أسباب إجابة الدعاء

- أن يكون الرجل في سفر . [ يطيل السفر ]
- أن يرفع يديه . [ يمد يديه إلى السماء ]
- السؤال بالربوبية . [ يا رب ! يا رب ! ]
- التذلل لله . [ أشعث أغبر ]
- الأكل من الحلال . [ ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ]
قوله صلى الله عليه وسلم " يمد يديه إلى السماء " فيه دليل على أن الله عز وجل في السماء و ذاك موافق لما فطر عليه بنو آدم على خلاف ما قال به أهل البدع .

قوله صلى الله عليه وسلم " يا رب ! يا رب ! " فيه الإلحاح في الدعاء سبب من إجابة الدعاء .

نهج السلف
2011-08-07, 17:02
عن أبي هريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامِ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامَ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟)

رواه مسلمٌ.

الشرح للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله

المفردات :



طيب : مقدس منزه عن النقائص والعيوب .

لا يقبل : من الأعمال والأموال .

إلا طيبا : وهو من الأعمال ما كان خاليا من الرياء والعجب ، و غيرهما من المفسدات ، ومن الأموال الحلال الخالص .

بما أمر به المرسلين : من الأكل من الطيبات والعمل الصالح .

أشعث . جعد الرأس .

أغبر : مغبر اللون لطول سفره في الطاعات .

يمد يديه : يرفعها بالدعاء إلى الله تعالى .

غذى : بضم الغين المعجمة وتخفيف الذال المكسورة .

فأنى يستجاب له : من أين يستجاب لمن هذه صفته . والمراد أنه ليس أهلا للإجابة ، وليس صريحا في استحالتها بالكلية .



يستفاد منه :

1-الأمر بإخلاص العمل لله عز وجل .

2-الحث على الإنفاق من الحلال

3-النهي عن الإنفاق من غيره .

4-أن الأصل استواء الأنبياء مع أممهم في الأحكام الشرعية ، إلا ما قام الدليل على أنه مختص بهم .

5-أن التوسع في الحرام يمنع قبول العمل وإجابة الدعاء .

6-أن من أسباب إجابة الدعاء أربعة أشياء : أحدها _ إطالة السفر لما فيه من الانكسار الذي هو من أعظم أسباب الإجابة . الثاني : رثاثة الهيئة ، ومن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره) . الثالث : مد اليدين إلى السما ء فإن الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفر خائبتين . الرابع : الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته ، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء .















بارك الله فيكم على المبادرة الطيبة و المتكررة و جعلها في ميزان حسناتكم آمين

نهج السلف
2011-08-07, 17:05
السلام عليكم ورجمة الله
من الفوائد :

- اثبات إسم من أسماء الله عز وجل و هو " الطيب " في قوله " إن الله تعالى طيب ".

- كمال غنى الله عز وجل عن خلقه فهو لا يقبل إلا ماكان طيبا " لا يقبل إلا طيباً " .

- معنى إسم الله عز وجل " الطيب " أنه طيب في ذاته طيب في أقواله طيب في أفعاله طيب في أحكامه .
من أسباب إجابة الدعاء

- أن يكون الرجل في سفر . [ يطيل السفر ]
- أن يرفع يديه . [ يمد يديه إلى السماء ]
- السؤال بالربوبية . [ يا رب ! يا رب ! ]
- التذلل لله . [ أشعث أغبر ]
- الأكل من الحلال . [ ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ]
قوله صلى الله عليه وسلم " يمد يديه إلى السماء " فيه دليل على أن الله عز وجل في السماء و ذاك موافق لما فطر عليه بنو آدم على خلاف ما قال به أهل البدع .

قوله صلى الله عليه وسلم " يا رب ! يا رب ! " فيه الإلحاح في الدعاء سبب من إجابة الدعاء .

بارك الله فيكم و في جميع الأعضاء الذين لا يتوانون عن إثراء الموضوع و جزاكم الجنة أجمعين آمين

مواصلين بحول الله و قوته

** أم عبد الرحمن **
2011-08-07, 17:26
جزاك الله خيرا يا أمّ سارة وجعله الله في ميزان حسناتك ، معكم بإذن الله

نهج السلف
2011-08-07, 17:37
جزاك الله خيرا يا أمّ سارة وجعله الله في ميزان حسناتك ، معكم بإذن الله

آمين أختي افتقدتك كثيرا في المنتدى

الحمد لله على العودة

و الحمد لله لأن عدد المنضمين ارتفع

** أم عبد الرحمن **
2011-08-07, 17:55
آمين أختي افتقدتك كثيرا في المنتدى

الحمد لله على العودة

و الحمد لله لأن عدد المنضمين ارتفع

وأنا أيضا افتقدتك أخيتي,وبارك الله فيك على الترحيب .

سأحاول تدارك ما فاتني (ابتسامة) ، جزاكِ الله خيرا.

نهج السلف
2011-08-07, 18:07
وأنا أيضا افتقدتك أخيتي,وبارك الله فيك على الترحيب . سأحاول تدارك ما فاتني (ابتسامة) ، جزاكِ الله خيرا.

آمين و فيك بارك الله أختي

لا يزال الوقت بإذن الله و نحن في الحديث العاشر

موفقة بإذن الله

عبد الرحيم
2011-08-08, 05:50
الحديث السادس عشر ...

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل دمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس , والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح :

هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة لا يحل انتهاكها إلا بإحدى ثلاث :

-الأول : " الثيب الزاني " وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن من الله عليه بالزواج , فهذا يحل دمه , لأن حده أن يرجم بالحجارة حتى يموت .

-الثاني : " النفس بالنفس " وهذا في القصاص لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ... "البقرة/ 178 .

-الثالث :" التارك لدينه المفارق للجماعة " والمراد به من خرج على الإمام , فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عزوجل , وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض .

*في هذا الحديث فوائد : منها احترام المسلم وأنه معصوم الدم لقوله " لا يحل دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث " ومنها أنه يحل دمُ المرء بهذه الثلاث " الثيب الزاني " وهو الذي زنى بعد أن منّ الله عليه بالنكاح الصحيح وجامع زوجته فيه ثم يزني بعد ذلك فإنه يرجم حتى يموت . " والنفس بالنفس " يعني إذا قتل شخصاً وتمت شروط القصاص فإنه يُقتل به , لقوله تبارك وتعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ... " البقرة/178 ... وقال تعالى " وَكَتَبْنَاعَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ " المائدة/ ...45 " والتارك لدينه المفارق للجماعة " وهذا المرتد وإنه إذا ارتد بعد إسلامه حل دمه , لأنه صار غير معصوم الدم .

*ومن فوائد هذاالحديث : وجوب رجم الزاني لقوله " الثيب الزاني " .

*ومن فوائده أيضا :جواز القصاص لكن الإنسان مخيّر –أعني من له القصاص- بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو يعفو مجاناً .

*ومن فوائده أيضاً : وجوب قتل المرتد إذا لم يتب .

ــــــــــ


الحديث السابع عشر ...
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء , فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ,وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " رواه مسلم .

*الشرح : " الإحسان " ضد الإساءة وهو معروف . " كتب " بمعنى شرع , وقوله " على كل شيء " الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء , يعني أن الإحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء " فإذا قتلتم فأحسنواالقتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " وهذا من الإحسان .

وقوله " إذا قتلتم " هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يسنُ من الحيوانات من وحوش وغيرها .

وقوله " فأحسنوا القتلة " أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغير أذية لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن والجواب عنه أن قال : إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال : المراد " فأحسنوا القتلة " موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع .

وأما قوله " فأحسنوا الذبحة " والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل الأنعام والصيد وغير ذلك .. فإن الإنسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة , ولهذا قال " وليحد أحدكم شفرته " أي سكينته , " وليرح ذبيحته " أي يفعل ما به راحتها .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة , وذلك بأن يسلك أسهل الطرق لإرهاق الروح ووجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لإزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع .

*ومن فوائد هذا الحديث :طلب تفقد آلات الذبح لقوله عليه الصلاة والسلام " وليحد أحدكم شفرته " .

*ومن فوائد هذا الحديث :طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضا أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الأربعة اليدين والرجلين بدون إمساك , لأن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة , ولأن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى .

ــــــــــ


الحديث الثامن عشر ...

عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اتق الله حيثما كنت , وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي , وقال : حديث حسن وفي بعض النسخ : حسن صحيح .

*الشرح :

قوله " اتق الله" فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهذا هو التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها .

وقوله " اتق الله حيثما كنت " في أي مكان كنت , فلا تتقي الله في مكان يراك الناس فيه , ولا تتقيه في مكان لا يراك فيه أحد , فإن الله تعالى يراك حيثما كنت فأتقه حيثما كنت .

وقوله " وأتبع السيئة الحسنة " يعني اعل الحسنة تتبع السيئة , فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك –أي إتباع السيئة بالحسنة- أن تتوب إلى الله من السيئة فأن التوبة حسنة .

وقوله " تمحها " يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى " ...إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ..."هود/114 .

*وفي هذا الحديث من الفوائد :حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح , ومنها وجوب حرص تقوى الله عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب التقوى في السر والعلن , لقوله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت " .

*ومن فوائد هذاالحديث :الإشارة إلى السيئة إذ اتبعها الحسنة إذا اتبعتها الحسنة فإنها تمحوها وتزيلها بالكلية , وهذا عام في كل حسنة وسيئة إذا كانت الحسنة هي التوبة , لأن التوبة تهدم ما قبلها , أما إذا كانت الحسنة غير التوبة وهو أن يعمل الإنسان عملاً سيئاً ثم يعمل عملاً صالحاً فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ زال أُره كما قال تعالى " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِالْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْخَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " الأنبياء/47 ... ثم قال " وخالق الناس بخلق حسن " عاملهم بالأخلاق الحسنة بالقول والعمل , فإن ذلك خير وهذا الأمر , إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الاستحباب .

*فيستفاد منه :مشروعية مخالفة الناس بالخلق الحسن وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم كيفية المخالفة , وهي تختلف بحسب أحوال الناس فقد تكون حسنة لشخص , ولا تكون حسنة لغيره , والإنسان العاقل يعرف ويزن .

ــــــــــ


الحديث التاسع عشر ...

عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال " يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظالله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمةلو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة , واعلمأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر ,وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً " .

*الشرح :

قوله " كنت خلف النبي " يحتمل أن راكب معه , ويحتمل أنه يمشي خلفه , وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة .

قال : " إني أعلمك كلمات " قال ذلك من أجل أن ينتبه لها .

الكلمة الأولى : قوله " احفظ الله يحفظك " هذه كلمة " احفظ الله" يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك , لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم .
وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزوجل , وفي هذا الترغيب على حفظ حدود الله عزوجل .

الكلمة الثانية :قال " احفظ الله تجده اتجاهك "ونقول في قوله " احفظالله" كما قلنا في الأولى , ومعنى " تجده اتجاهك " أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه .

الكلمة الثالثة : قوله " إذا سألت فاسأل الله" إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عزوجل ولا تسأل المخلوق شيئاً , وإذا قُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه , فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عزوجل فاعتمد على الله تعالى .

الكلمة الرابعة : : قوله " وإذا استعنت فاستعن بالله" فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب إلا من الله , لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة وتوكلت عليه أعانك وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أن سبب وأن الله هو الذي سخره لك .

الكلمة الخامسة : : قوله " واعلم أن الأمة لواجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك " الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة , لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم , أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزوجل .

الكلمة السادسة : " وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللهعليك " وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك لأن الله تعالى قال " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " الشورى/40 .

الكلمة السابعة :" رفعتالأقلام وجفت الصحف " يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله .

*رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح , وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك " وهذا بمعنى " احفظ الله تجده اتجاهك " .

" تعرفعلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " يعني قم بحق الله عزوجل في حال الرخاء , وفي حال الصحة , وفي حال الغنى " يعرفك في الشدة" إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت إلى الله عرفك بما سبق لك , أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزوجل .

" واعلم أن ماأخطأك لم يكن ليصيبك , وما أصابك لم يكن ليخطئك " يعني أن ما قدر الله تعالى أن يصيبك فإنه لا يخطئك , بلا لابد أن يقع , لأن الله قدره .

وأن ما كتب الله أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداً فالأمر كله بيد الله وهذا يؤدي إلى أن يعتمد الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً ثم قال " واعلم أن النصر معالصبر " فهذه الجملة فيها الحث على الصبر , لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال الصبر .

وقوله " وأن الفرج معالكرب , وأن مع العسر يسرا ً " الفجر انكشاف الشدة والكرب الشديد جمعه كروب كمال قال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَالْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 .

في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنها – فوائد :

*من فوائده :ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو دونه حيث قال " يا غلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائده :أنه ينبغي لمن ألقى كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه حيث قال " ياغلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائد الحديث :أن من حفظ الله حفظه لقوله " احفظ الله يحفظك" وسبق معنى احفظ الله يحفظك .

*ومن فوائد الحديث :أن من أضاع الله –أي أضَاع دين الله- فإن الله يضيعه ولا يحفظه قال تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " الحشر/19 .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن من حفظ الله عزوجل هداه ودله على ما فيه الخير وأن من لازم حفظ الله له أن يمنع عنه الشر إذ قوله " احفظ الله تجده تجاهك " كقوله في اللفظ الآخر " تجده أمامك " .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع أن يستعين بغير الله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي صلى الله عليه وسلم " وتعينالرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة " .

*ومن فوائد الحديث :أن الأمة لن تستطيع أن ينفعوا أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه .

*ومن فوائد هذا الحديث :أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاؤه بالله عزوجل وأن لا يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن كل شيء مكتوب منتهى منه , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة .

*ومن فوائد الحديث :في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء , عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته .

*ومن فوائده :أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه , وأن الله إذا لم يكتب عليه شيء فإنه لا يصيبه .

*ومن فوائد هذا الحديث :البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر .

*ومن فوائده :البشارة العظيم أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدات مقرون بالكرب فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه .

*ومن فوائده أيضاً :البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر الله تعالى ذلك في القران فقال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 ... فإذا عسرت بك الأمور فالتجئ إلى الله عزوجل منتظراً تيسيره مصدقاً بوعده .

ــــــــــ


الحديث العشرون ...

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لمتستح فاصنع ما شئت " واه البخاري .

*الشرح :

قال في الأربعين النووية : الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستح فاصنع ماشئت " يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة .

وأقرتها هذه الشريعة " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني إذا لم تفعل فعلاً يستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين , أي ففعله في المعنى الثاني أن الإنسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح .

*يستفاد من هذا الحديث : أن الحياء من الأشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة , وأن الإنسان ينبغي له أن يكون صريحاً , فإذا كان الشيء لا يستحى منه فليفعله وهذا الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفاً من هذه المفسدة .

ــــــــــ

راجي الصّمدِ
2011-08-08, 07:15
الحديث السادس عشر ...

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل دمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس , والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح :

هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة لا يحل انتهاكها إلا بإحدى ثلاث :

-الأول : " الثيب الزاني " وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن من الله عليه بالزواج , فهذا يحل دمه , لأن حده أن يرجم بالحجارة حتى يموت .

-الثاني : " النفس بالنفس " وهذا في القصاص لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ... "البقرة/ 178 .

-الثالث :" التارك لدينه المفارق للجماعة " والمراد به من خرج على الإمام , فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عزوجل , وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض .

*في هذا الحديث فوائد : منها احترام المسلم وأنه معصوم الدم لقوله " لا يحل دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث " ومنها أنه يحل دمُ المرء بهذه الثلاث " الثيب الزاني " وهو الذي زنى بعد أن منّ الله عليه بالنكاح الصحيح وجامع زوجته فيه ثم يزني بعد ذلك فإنه يرجم حتى يموت . " والنفس بالنفس " يعني إذا قتل شخصاً وتمت شروط القصاص فإنه يُقتل به , لقوله تبارك وتعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ... " البقرة/178 ... وقال تعالى " وَكَتَبْنَاعَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ " المائدة/ ...45 " والتارك لدينه المفارق للجماعة " وهذا المرتد وإنه إذا ارتد بعد إسلامه حل دمه , لأنه صار غير معصوم الدم .

*ومن فوائد هذاالحديث : وجوب رجم الزاني لقوله " الثيب الزاني " .

*ومن فوائده أيضا :جواز القصاص لكن الإنسان مخيّر –أعني من له القصاص- بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو يعفو مجاناً .

*ومن فوائده أيضاً : وجوب قتل المرتد إذا لم يتب .

ــــــــــ


الحديث السابع عشر ...
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء , فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ,وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " رواه مسلم .

*الشرح : " الإحسان " ضد الإساءة وهو معروف . " كتب " بمعنى شرع , وقوله " على كل شيء " الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء , يعني أن الإحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء " فإذا قتلتم فأحسنواالقتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " وهذا من الإحسان .

وقوله " إذا قتلتم " هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يسنُ من الحيوانات من وحوش وغيرها .

وقوله " فأحسنوا القتلة " أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغير أذية لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن والجواب عنه أن قال : إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال : المراد " فأحسنوا القتلة " موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع .

وأما قوله " فأحسنوا الذبحة " والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل الأنعام والصيد وغير ذلك .. فإن الإنسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة , ولهذا قال " وليحد أحدكم شفرته " أي سكينته , " وليرح ذبيحته " أي يفعل ما به راحتها .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة , وذلك بأن يسلك أسهل الطرق لإرهاق الروح ووجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لإزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع .

*ومن فوائد هذا الحديث :طلب تفقد آلات الذبح لقوله عليه الصلاة والسلام " وليحد أحدكم شفرته " .

*ومن فوائد هذا الحديث :طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضا أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الأربعة اليدين والرجلين بدون إمساك , لأن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة , ولأن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى .

ــــــــــ


الحديث الثامن عشر ...

عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اتق الله حيثما كنت , وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي , وقال : حديث حسن وفي بعض النسخ : حسن صحيح .

*الشرح :

قوله " اتق الله" فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهذا هو التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها .

وقوله " اتق الله حيثما كنت " في أي مكان كنت , فلا تتقي الله في مكان يراك الناس فيه , ولا تتقيه في مكان لا يراك فيه أحد , فإن الله تعالى يراك حيثما كنت فأتقه حيثما كنت .

وقوله " وأتبع السيئة الحسنة " يعني اعل الحسنة تتبع السيئة , فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك –أي إتباع السيئة بالحسنة- أن تتوب إلى الله من السيئة فأن التوبة حسنة .

وقوله " تمحها " يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى " ...إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ..."هود/114 .

*وفي هذا الحديث من الفوائد :حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح , ومنها وجوب حرص تقوى الله عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب التقوى في السر والعلن , لقوله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت " .

*ومن فوائد هذاالحديث :الإشارة إلى السيئة إذ اتبعها الحسنة إذا اتبعتها الحسنة فإنها تمحوها وتزيلها بالكلية , وهذا عام في كل حسنة وسيئة إذا كانت الحسنة هي التوبة , لأن التوبة تهدم ما قبلها , أما إذا كانت الحسنة غير التوبة وهو أن يعمل الإنسان عملاً سيئاً ثم يعمل عملاً صالحاً فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ زال أُره كما قال تعالى " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِالْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْخَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " الأنبياء/47 ... ثم قال " وخالق الناس بخلق حسن " عاملهم بالأخلاق الحسنة بالقول والعمل , فإن ذلك خير وهذا الأمر , إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الاستحباب .

*فيستفاد منه :مشروعية مخالفة الناس بالخلق الحسن وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم كيفية المخالفة , وهي تختلف بحسب أحوال الناس فقد تكون حسنة لشخص , ولا تكون حسنة لغيره , والإنسان العاقل يعرف ويزن .

ــــــــــ


الحديث التاسع عشر ...

عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال " يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظالله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمةلو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة , واعلمأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر ,وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً " .

*الشرح :

قوله " كنت خلف النبي " يحتمل أن راكب معه , ويحتمل أنه يمشي خلفه , وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة .

قال : " إني أعلمك كلمات " قال ذلك من أجل أن ينتبه لها .

الكلمة الأولى : قوله " احفظ الله يحفظك " هذه كلمة " احفظ الله" يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك , لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم .
وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزوجل , وفي هذا الترغيب على حفظ حدود الله عزوجل .

الكلمة الثانية :قال " احفظ الله تجده اتجاهك "ونقول في قوله " احفظالله" كما قلنا في الأولى , ومعنى " تجده اتجاهك " أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه .

الكلمة الثالثة : قوله " إذا سألت فاسأل الله" إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عزوجل ولا تسأل المخلوق شيئاً , وإذا قُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه , فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عزوجل فاعتمد على الله تعالى .

الكلمة الرابعة : : قوله " وإذا استعنت فاستعن بالله" فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب إلا من الله , لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة وتوكلت عليه أعانك وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أن سبب وأن الله هو الذي سخره لك .

الكلمة الخامسة : : قوله " واعلم أن الأمة لواجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك " الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة , لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم , أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزوجل .

الكلمة السادسة : " وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللهعليك " وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك لأن الله تعالى قال " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " الشورى/40 .

الكلمة السابعة :" رفعتالأقلام وجفت الصحف " يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله .

*رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح , وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك " وهذا بمعنى " احفظ الله تجده اتجاهك " .

" تعرفعلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " يعني قم بحق الله عزوجل في حال الرخاء , وفي حال الصحة , وفي حال الغنى " يعرفك في الشدة" إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت إلى الله عرفك بما سبق لك , أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزوجل .

" واعلم أن ماأخطأك لم يكن ليصيبك , وما أصابك لم يكن ليخطئك " يعني أن ما قدر الله تعالى أن يصيبك فإنه لا يخطئك , بلا لابد أن يقع , لأن الله قدره .

وأن ما كتب الله أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداً فالأمر كله بيد الله وهذا يؤدي إلى أن يعتمد الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً ثم قال " واعلم أن النصر معالصبر " فهذه الجملة فيها الحث على الصبر , لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال الصبر .

وقوله " وأن الفرج معالكرب , وأن مع العسر يسرا ً " الفجر انكشاف الشدة والكرب الشديد جمعه كروب كمال قال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَالْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 .

في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنها – فوائد :

*من فوائده :ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو دونه حيث قال " يا غلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائده :أنه ينبغي لمن ألقى كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه حيث قال " ياغلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائد الحديث :أن من حفظ الله حفظه لقوله " احفظ الله يحفظك" وسبق معنى احفظ الله يحفظك .

*ومن فوائد الحديث :أن من أضاع الله –أي أضَاع دين الله- فإن الله يضيعه ولا يحفظه قال تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " الحشر/19 .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن من حفظ الله عزوجل هداه ودله على ما فيه الخير وأن من لازم حفظ الله له أن يمنع عنه الشر إذ قوله " احفظ الله تجده تجاهك " كقوله في اللفظ الآخر " تجده أمامك " .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع أن يستعين بغير الله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي صلى الله عليه وسلم " وتعينالرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة " .

*ومن فوائد الحديث :أن الأمة لن تستطيع أن ينفعوا أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه .

*ومن فوائد هذا الحديث :أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاؤه بالله عزوجل وأن لا يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن كل شيء مكتوب منتهى منه , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة .

*ومن فوائد الحديث :في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء , عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته .

*ومن فوائده :أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه , وأن الله إذا لم يكتب عليه شيء فإنه لا يصيبه .

*ومن فوائد هذا الحديث :البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر .

*ومن فوائده :البشارة العظيم أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدات مقرون بالكرب فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه .

*ومن فوائده أيضاً :البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر الله تعالى ذلك في القران فقال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 ... فإذا عسرت بك الأمور فالتجئ إلى الله عزوجل منتظراً تيسيره مصدقاً بوعده .

ــــــــــ


الحديث العشرون ...

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لمتستح فاصنع ما شئت " واه البخاري .

*الشرح :

قال في الأربعين النووية : الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستح فاصنع ماشئت " يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة .

وأقرتها هذه الشريعة " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني إذا لم تفعل فعلاً يستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين , أي ففعله في المعنى الثاني أن الإنسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح .

*يستفاد من هذا الحديث : أن الحياء من الأشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة , وأن الإنسان ينبغي له أن يكون صريحاً , فإذا كان الشيء لا يستحى منه فليفعله وهذا الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفاً من هذه المفسدة .

ــــــــــ



جزاك الله خيرا أخانا على الإفادة
أسأل الله أن يبارك فيك وفي جهدك المبذول

راجي الصّمدِ
2011-08-08, 07:19
الحديث الحادي عشر ......


عن أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ،
سِبْطِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ورَيْحانَتِهِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ:
( حَفِظْتُ مِنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ}).
رواهُ التِّرمذيُّ والنَّسائِيُّ، وقالَ التِّرمذيُّ: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ


الشّرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله


المفردات :

سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها .

وريحانته : شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة ، تهش إليه النفس وترتاح له .

دع : اترك .

ما يريبك : بفتح ياء المضارعة وضمها ، والفتح أفصح وأشهر : أي ما تشك فيه .

إلى مالا يريبك : ما لا تشك فيه .



يستفاد منه :

1-أن على المسلم بناء أموره على اليقين . وأن يكون في دينه على بصيرة .

2-النهي عن الوقوع في الشبهات ، والحديث أصل عظيم في الورع وقد
روى الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعا (( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين
حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس )).

راجي الصّمدِ
2011-08-08, 07:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي سؤال بسيط فقط لجميع إخواني وأخواتي المشاركات

وجدت صعوبة في حفظ ترتيب الأحدايث فهل هذا يضرّ ...؟؟

أي أنني أحفظ لكنّي في أحيان كثيرة لا أستطيع حفظهم بالتّرتيب

فأريد أن أعرف رأيكم ي هذا وبارك الله في الجميع ونسأل الله القَبول

رمضانكم مبارك

وصحّ فطوركم مسبقا

نهج السلف
2011-08-08, 17:42
الحديث السادس عشر ...

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل دمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس , والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح :

هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة لا يحل انتهاكها إلا بإحدى ثلاث :

-الأول : " الثيب الزاني " وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن من الله عليه بالزواج , فهذا يحل دمه , لأن حده أن يرجم بالحجارة حتى يموت .

-الثاني : " النفس بالنفس " وهذا في القصاص لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ... "البقرة/ 178 .

-الثالث :" التارك لدينه المفارق للجماعة " والمراد به من خرج على الإمام , فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عزوجل , وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض .

*في هذا الحديث فوائد : منها احترام المسلم وأنه معصوم الدم لقوله " لا يحل دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث " ومنها أنه يحل دمُ المرء بهذه الثلاث " الثيب الزاني " وهو الذي زنى بعد أن منّ الله عليه بالنكاح الصحيح وجامع زوجته فيه ثم يزني بعد ذلك فإنه يرجم حتى يموت . " والنفس بالنفس " يعني إذا قتل شخصاً وتمت شروط القصاص فإنه يُقتل به , لقوله تبارك وتعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ... " البقرة/178 ... وقال تعالى " وَكَتَبْنَاعَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ " المائدة/ ...45 " والتارك لدينه المفارق للجماعة " وهذا المرتد وإنه إذا ارتد بعد إسلامه حل دمه , لأنه صار غير معصوم الدم .

*ومن فوائد هذاالحديث : وجوب رجم الزاني لقوله " الثيب الزاني " .

*ومن فوائده أيضا :جواز القصاص لكن الإنسان مخيّر –أعني من له القصاص- بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو يعفو مجاناً .

*ومن فوائده أيضاً : وجوب قتل المرتد إذا لم يتب .

ــــــــــ


الحديث السابع عشر ...
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء , فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ,وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " رواه مسلم .

*الشرح : " الإحسان " ضد الإساءة وهو معروف . " كتب " بمعنى شرع , وقوله " على كل شيء " الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء , يعني أن الإحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء " فإذا قتلتم فأحسنواالقتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " وهذا من الإحسان .

وقوله " إذا قتلتم " هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يسنُ من الحيوانات من وحوش وغيرها .

وقوله " فأحسنوا القتلة " أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغير أذية لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن والجواب عنه أن قال : إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال : المراد " فأحسنوا القتلة " موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع .

وأما قوله " فأحسنوا الذبحة " والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل الأنعام والصيد وغير ذلك .. فإن الإنسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة , ولهذا قال " وليحد أحدكم شفرته " أي سكينته , " وليرح ذبيحته " أي يفعل ما به راحتها .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة , وذلك بأن يسلك أسهل الطرق لإرهاق الروح ووجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لإزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع .

*ومن فوائد هذا الحديث :طلب تفقد آلات الذبح لقوله عليه الصلاة والسلام " وليحد أحدكم شفرته " .

*ومن فوائد هذا الحديث :طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضا أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الأربعة اليدين والرجلين بدون إمساك , لأن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة , ولأن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى .

ــــــــــ


الحديث الثامن عشر ...

عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اتق الله حيثما كنت , وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي , وقال : حديث حسن وفي بعض النسخ : حسن صحيح .

*الشرح :

قوله " اتق الله" فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهذا هو التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها .

وقوله " اتق الله حيثما كنت " في أي مكان كنت , فلا تتقي الله في مكان يراك الناس فيه , ولا تتقيه في مكان لا يراك فيه أحد , فإن الله تعالى يراك حيثما كنت فأتقه حيثما كنت .

وقوله " وأتبع السيئة الحسنة " يعني اعل الحسنة تتبع السيئة , فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك –أي إتباع السيئة بالحسنة- أن تتوب إلى الله من السيئة فأن التوبة حسنة .

وقوله " تمحها " يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى " ...إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ..."هود/114 .

*وفي هذا الحديث من الفوائد :حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح , ومنها وجوب حرص تقوى الله عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب التقوى في السر والعلن , لقوله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت " .

*ومن فوائد هذاالحديث :الإشارة إلى السيئة إذ اتبعها الحسنة إذا اتبعتها الحسنة فإنها تمحوها وتزيلها بالكلية , وهذا عام في كل حسنة وسيئة إذا كانت الحسنة هي التوبة , لأن التوبة تهدم ما قبلها , أما إذا كانت الحسنة غير التوبة وهو أن يعمل الإنسان عملاً سيئاً ثم يعمل عملاً صالحاً فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ زال أُره كما قال تعالى " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِالْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْخَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " الأنبياء/47 ... ثم قال " وخالق الناس بخلق حسن " عاملهم بالأخلاق الحسنة بالقول والعمل , فإن ذلك خير وهذا الأمر , إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الاستحباب .

*فيستفاد منه :مشروعية مخالفة الناس بالخلق الحسن وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم كيفية المخالفة , وهي تختلف بحسب أحوال الناس فقد تكون حسنة لشخص , ولا تكون حسنة لغيره , والإنسان العاقل يعرف ويزن .

ــــــــــ


الحديث التاسع عشر ...

عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال " يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظالله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمةلو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة , واعلمأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر ,وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً " .

*الشرح :

قوله " كنت خلف النبي " يحتمل أن راكب معه , ويحتمل أنه يمشي خلفه , وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة .

قال : " إني أعلمك كلمات " قال ذلك من أجل أن ينتبه لها .

الكلمة الأولى : قوله " احفظ الله يحفظك " هذه كلمة " احفظ الله" يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك , لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم .
وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزوجل , وفي هذا الترغيب على حفظ حدود الله عزوجل .

الكلمة الثانية :قال " احفظ الله تجده اتجاهك "ونقول في قوله " احفظالله" كما قلنا في الأولى , ومعنى " تجده اتجاهك " أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه .

الكلمة الثالثة : قوله " إذا سألت فاسأل الله" إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عزوجل ولا تسأل المخلوق شيئاً , وإذا قُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه , فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عزوجل فاعتمد على الله تعالى .

الكلمة الرابعة : : قوله " وإذا استعنت فاستعن بالله" فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب إلا من الله , لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة وتوكلت عليه أعانك وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أن سبب وأن الله هو الذي سخره لك .

الكلمة الخامسة : : قوله " واعلم أن الأمة لواجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك " الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة , لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم , أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزوجل .

الكلمة السادسة : " وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللهعليك " وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك لأن الله تعالى قال " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " الشورى/40 .

الكلمة السابعة :" رفعتالأقلام وجفت الصحف " يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله .

*رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح , وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك " وهذا بمعنى " احفظ الله تجده اتجاهك " .

" تعرفعلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " يعني قم بحق الله عزوجل في حال الرخاء , وفي حال الصحة , وفي حال الغنى " يعرفك في الشدة" إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت إلى الله عرفك بما سبق لك , أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزوجل .

" واعلم أن ماأخطأك لم يكن ليصيبك , وما أصابك لم يكن ليخطئك " يعني أن ما قدر الله تعالى أن يصيبك فإنه لا يخطئك , بلا لابد أن يقع , لأن الله قدره .

وأن ما كتب الله أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداً فالأمر كله بيد الله وهذا يؤدي إلى أن يعتمد الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً ثم قال " واعلم أن النصر معالصبر " فهذه الجملة فيها الحث على الصبر , لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال الصبر .

وقوله " وأن الفرج معالكرب , وأن مع العسر يسرا ً " الفجر انكشاف الشدة والكرب الشديد جمعه كروب كمال قال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَالْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 .

في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنها – فوائد :

*من فوائده :ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو دونه حيث قال " يا غلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائده :أنه ينبغي لمن ألقى كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه حيث قال " ياغلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائد الحديث :أن من حفظ الله حفظه لقوله " احفظ الله يحفظك" وسبق معنى احفظ الله يحفظك .

*ومن فوائد الحديث :أن من أضاع الله –أي أضَاع دين الله- فإن الله يضيعه ولا يحفظه قال تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " الحشر/19 .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن من حفظ الله عزوجل هداه ودله على ما فيه الخير وأن من لازم حفظ الله له أن يمنع عنه الشر إذ قوله " احفظ الله تجده تجاهك " كقوله في اللفظ الآخر " تجده أمامك " .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع أن يستعين بغير الله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي صلى الله عليه وسلم " وتعينالرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة " .

*ومن فوائد الحديث :أن الأمة لن تستطيع أن ينفعوا أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه .

*ومن فوائد هذا الحديث :أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاؤه بالله عزوجل وأن لا يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن كل شيء مكتوب منتهى منه , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة .

*ومن فوائد الحديث :في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء , عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته .

*ومن فوائده :أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه , وأن الله إذا لم يكتب عليه شيء فإنه لا يصيبه .

*ومن فوائد هذا الحديث :البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر .

*ومن فوائده :البشارة العظيم أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدات مقرون بالكرب فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه .

*ومن فوائده أيضاً :البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر الله تعالى ذلك في القران فقال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 ... فإذا عسرت بك الأمور فالتجئ إلى الله عزوجل منتظراً تيسيره مصدقاً بوعده .

ــــــــــ


الحديث العشرون ...

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لمتستح فاصنع ما شئت " واه البخاري .

*الشرح :

قال في الأربعين النووية : الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستح فاصنع ماشئت " يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة .

وأقرتها هذه الشريعة " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني إذا لم تفعل فعلاً يستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين , أي ففعله في المعنى الثاني أن الإنسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح .

*يستفاد من هذا الحديث : أن الحياء من الأشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة , وأن الإنسان ينبغي له أن يكون صريحاً , فإذا كان الشيء لا يستحى منه فليفعله وهذا الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفاً من هذه المفسدة .

ــــــــــ


بارك الله فيكم و جزاكم خيرا لمتابعة الموضوع و إثرائه

نهج السلف
2011-08-08, 17:44
الحديث الحادي عشر ......


عن أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ،
سِبْطِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ورَيْحانَتِهِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ:
( حَفِظْتُ مِنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ}).
رواهُ التِّرمذيُّ والنَّسائِيُّ، وقالَ التِّرمذيُّ: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ


الشّرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله


المفردات :

سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها .

وريحانته : شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة ، تهش إليه النفس وترتاح له .

دع : اترك .

ما يريبك : بفتح ياء المضارعة وضمها ، والفتح أفصح وأشهر : أي ما تشك فيه .

إلى مالا يريبك : ما لا تشك فيه .



يستفاد منه :

1-أن على المسلم بناء أموره على اليقين . وأن يكون في دينه على بصيرة .

2-النهي عن الوقوع في الشبهات ، والحديث أصل عظيم في الورع وقد
روى الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعا (( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين
حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس )).











جزاكم الله الجنة على المبادرة المتكررة و الطيبة و رزقكم من حيث لا تحتسبون آمين

نهج السلف
2011-08-08, 17:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي سؤال بسيط فقط لجميع إخواني وأخواتي المشاركات

وجدت صعوبة في حفظ ترتيب الأحدايث فهل هذا يضرّ ...؟؟

أي أنني أحفظ لكنّي في أحيان كثيرة لا أستطيع حفظهم بالتّرتيب

فأريد أن أعرف رأيكم ي هذا وبارك الله في الجميع ونسأل الله القَبول

رمضانكم مبارك

وصحّ فطوركم مسبقا




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

أرجو أن ينفعنا من لديه علم

و على كل فنفس المشكل مطروح لدي

و نصيحتي هي الحفظ و التكرار حتى يثبت ترتيب الأحاديث والمداومة على المراجعة من فترة لأخرى و الله الموفق

و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

** أم عبد الرحمن **
2011-08-08, 18:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضوا هذه المطوية البسيطة عن "" أفضل طريقة لحفظ المتُون "" لعلّها بإذن الله تفيد.

http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=5777&d=1284195816

http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=5778&d=1284195816

نقلتها لكم من شبكة الآجري. (http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=15078)

و فقنا الله وإياكم.

جرح أليم
2011-08-08, 18:53
الحديث الحادي عشر ......


عن أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ،
سِبْطِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ورَيْحانَتِهِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ:
( حَفِظْتُ مِنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ}).
رواهُ التِّرمذيُّ والنَّسائِيُّ، وقالَ التِّرمذيُّ: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ


الشّرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله


المفردات :

سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها .

وريحانته : شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة ، تهش إليه النفس وترتاح له .

دع : اترك .

ما يريبك : بفتح ياء المضارعة وضمها ، والفتح أفصح وأشهر : أي ما تشك فيه .

إلى مالا يريبك : ما لا تشك فيه .



يستفاد منه :

1-أن على المسلم بناء أموره على اليقين . وأن يكون في دينه على بصيرة .

2-النهي عن الوقوع في الشبهات ، والحديث أصل عظيم في الورع وقد
روى الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعا (( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين
حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس )).











بارك الله فيكم

[الحسن بن علي]: هو ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم
[سبط ]: السبط هو ابن البنت
[ريحانته]: أي زهرة طيبة الرائحة و هو وصف النبي لهما قال صلى الله عليه و سلم (( إن الحسن و الحسين هما ريحانتي من الدنيا )) أخرجه البخاري و الترمذي و أحمد و صححه الألباني
[دع] : أترك
[يريبك]: أي ما يلحقك به شك و ريب
[دع ما يريبك إلى ما لا يريبك] : أي أترك الأمر الذي تشك فيه إلى الأمر الذي لا تشك فيه.
و هذا الترك يكون في العبادات و في المعاملات

الحسن هو بن علي رضي الله عنه أخو الحسين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ابناي هذان : الحسن و الحسين : سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما "
( ابن عساكر ) عن علي وعن ابن عمر .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 47 في صحيح الجامع

إلا أن الحسن أفضل من الحسين لما ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام : " إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين "
) عن أبي بكرة .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1528 في صحيح الجامع

هذا الحديث قاعدة في الدين بين أن الإنسان يدع أي شيئ فيه شك و شبهة .

وفيه حرص الصحابة على حفظ الأحاديث .

أن قول الترمذي حديث حسن صحيح فيه إحتمالان :
- إما أن يكون للحديث طريقان أحدهما صحيح و الأخر حسن
- و إما أن يكون تردد الترمذي في الحديث هل هو حسن أو ارتقى إلا درجة الصحة

نهج السلف
2011-08-08, 18:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضوا هذه المطوية البسيطة عن "" أفضل طريقة لحفظ المتُون "" لعلّها بإذن الله تفيد.

http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=5777&d=1284195816

http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=5778&d=1284195816

نقلتها لكم من شبكة الآجري. (http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=15078)

و فقنا الله وإياكم.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

آمين بارك الله فيك أختي أمة الله و جزاك خيرا على المساعدة

سعدت لمرورك العطر

موفقة بإذن الله

نهج السلف
2011-08-08, 18:59
بارك الله فيكم

[الحسن بن علي]: هو ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم
[سبط ]: السبط هو ابن البنت
[ريحانته]: أي زهرة طيبة الرائحة و هو وصف النبي لهما قال صلى الله عليه و سلم (( إن الحسن و الحسين هما ريحانتي من الدنيا )) أخرجه البخاري و الترمذي و أحمد و صححه الألباني
[دع] : أترك
[يريبك]: أي ما يلحقك به شك و ريب
[دع ما يريبك إلى ما لا يريبك] : أي أترك الأمر الذي تشك فيه إلى الأمر الذي لا تشك فيه.
و هذا الترك يكون في العبادات و في المعاملات

الحسن هو بن علي رضي الله عنه أخو الحسين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ابناي هذان : الحسن و الحسين : سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما "
( ابن عساكر ) عن علي وعن ابن عمر .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 47 في صحيح الجامع

إلا أن الحسن أفضل من الحسين لما ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام : " إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين "
) عن أبي بكرة .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1528 في صحيح الجامع

هذا الحديث قاعدة في الدين بين أن الإنسان يدع أي شيئ فيه شك و شبهة .

وفيه حرص الصحابة على حفظ الأحاديث .

أن قول الترمذي حديث حسن صحيح فيه إحتمالان :
- إما أن يكون للحديث طريقان أحدهما صحيح و الأخر حسن
- و إما أن يكون تردد الترمذي في الحديث هل هو حسن أو ارتقى إلا درجة الصحة

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على النفع الطيب آمين

*زينب*
2011-08-08, 20:31
بارك الله فيكي

نهج السلف
2011-08-08, 22:40
بارك الله فيكي

و فيك بارك الله زينب أهلا و سهلا و مرحبا

عبد الرحيم
2011-08-09, 05:30
الحديث الحادي والعشرون ...

عن أبي عمرو وقيل : أبي عمرة سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه – قال : يا رسول الله , قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك, قال " قل آمنت بالله ثم استقم " رواه مسلم .

*الشرح :

الحديث الحادي والعشرون من الأربعين النووية عن أبي عمرو وقيل : أبي عمرة سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه – قال : يا رسول الله , قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك, قال " قل آمنت بالله ثم استقم " يعني قولاً يكون جامعاً واضحاً بيناً لا أسأل أحداً غيرك فيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " قل آمنت بالله ثم استقم " آمنت بالله هذا بالقلب , والاستقامة تكون بالعمل , فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت بالله يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عزوجل ن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به , وتتضمن أيضاً الانقياد ولهذا قال " ثم استقم " وهو مبني على الإيمان ومن ثم أني ب " ثم " الدالة على الترتيب والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , ومتى بنى الإنسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي الاخرة.

*في هذا الحديث فوائد : حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم .

ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال أي أحد . حيث قال " قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك " .

*ومن فوائده : أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث , الإيمان بالله ثم الاستقامة على ذلك بقوله " آمنت بالله ثم استقم " .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان بالله لا يكفي عن الاستقامة بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الدين الإسلامي مبني على هذين الأمرين , الإيمان ومحله القلب , والاستقامة ومحلها الجوارح , وإن كان القلب منها نصيب لكن الأصل أنها في الجوارح . والله أعلم .


***********

الحديث الثاني والعشرون ...

عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات , وصمت رمضان وأحللت الحلال , وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئاً أأدخل الجنة ؟ قال - نعم - رواه مسلم .

قال النووي : ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته ... ومعنى الحلال : فعلته معتقداً حله .

قال الشيخ رحمه الله :

الحديث الثاني : عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال - أرأيت - بمعني : أخبرني .

- أرأيت إذا صليت المكتوبات - بمعنى الفرائض , وهي الفرائض الخمس والجمعة .

- وصمت رمضان - وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال .

- وأحللت الحلال - أي فعلته معتقداً حله .

- وحرمت الحرام - أي اجتنبته معتقداً تحريمه .

- ولم أزد على ذلك , أأدخل الجنة ؟ قال - نعم -. رواه مسلم .

في هذا الحديث يسأل الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلال وحرم الحرام ولم يزد على ذلك شيئاً هل يدخل الجنة ؟ قال - نعم - .

وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج , فإما أن يقال : إن ذلك داخلاً في قوله " حرمت الحرام - لأن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام .

ويمكن أن يقال : أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه , وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي صلى الله عليه وسلم علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله .

*في هذا الحديث من الفوائد : حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم .

*وفيه : أن الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة .

*وفيه أيضا : أهمية الصلوات المكتوبات , وأنها سبب لدخول الجنة مع باقي ما ذكر في الحديث ,

*وفيه أيضا : أهمية الصيام , وفيه وجوب إحلال الحلال وتحريم الحرام , أي أن يفعل الإنسان الحلال معتقداً حله وأن يتجنب الحرام معتقداً تحريمه , ولكن الحلال يخير فيه الإنسان إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله , أما الحرام فلا بد أن يتجنبه ولا بد أن يصطحب هذا اعتقاداً .
تفعل الحلال معتقداً حله , والحرام تجتنبه معتقداً تحريمه .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن السؤال معادٌ في الجواب فإن قوله - نعم - يعني تدخل الجنة .

" قال النووي –رحمه الله- ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته وينبغي أن يقال : اجتنبته معتقداً تحريمه " والله أعلم .

**************

راجي الصّمدِ
2011-08-09, 07:35
الحديث الثّاني عشر ..

عن أبي هريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:

( قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:


({ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ }).


حديثٌ حَسَنٌ رواه التِّرمذيُّ وغيرُه هكذا





الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :


من : تبعيضية ، أو بيانية .

ما لا يعنيه : بفتح ياء المضارعة ، من عناء الأمر إذا تعلقت به عنايته ، وكان من قصده وإرادته .



يستفاد منه :

1-أن من قبح إسلام المرء أخذه فيما لا يعنيه ، وهو الفضول كله على اختلاف أنواعه ، فإن معاناته ضياع للوقت النفيس الذي لا يمكن أن يعوض فائته فيما لم يخلق لأجله .

2-الحث على الاشتغال بما يعني ، وهو ما يفوز به المرء في معاده من الإسلام والإيمان والإحسان ، وما يتعلق بضرورة حياته في معاشه ، فإن المشتغل بهذا يسلم من المخاصمات وجميع الشرور .

جرح أليم
2011-08-09, 17:36
من : تبعيضية . ومعناها : إذا صح استبدال " من " بـ " بعض " فهي تبعيضية .

كقولك : "شربت من الماء " أي بعضه .

و كقول الله عز وجل : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103) سورة التوبة . أي من بعض أموالهم و هو نصيب الزكاة المفروض .

حُسن : جمال .

إسلام : الإسلام هو الدين الذي تعبدنا الله به و هو بمعنى الإستسلام و الإنقياد .

المرء : الشخص .

تركه : ما يقدر عليه

ما لا يعـنيه : ما لا تتعلق عنايته به .

وأيضا للإسلام محاسن
أن المسلم ينبغي له أن يطلب تلك المحاسن.
أن من تتيع ما لا يعنيه يدل على ضعف إسلامه
أن من ترك ما لا يعنيه فهو من حسن إسلامه

و في هذا الحديث و الذي قبله دليل على أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أُوتي جوامع الكلم


ذكر الشيخ صالح آله الشيخ في شرحه لهذا الحديث : و من حسن إسلام المرء الاهتمام بما يعنيه .

و ذكر الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في كتابه فتح القوي المتين أن في ترك ما لا يعنيه راحة لنفسه و حفظا لوقته و سلامة لعرضه
و قال ابن رجب في جامع العلوم و الحكم نقلا من فتح القوي المتين للشيخ عبد المحسن العباد ما معناه : ليس المراد أنه يترك ما لا عناية له و لا إرادة بحكم الهوى و طلب النفس , بل بحكم الشرع و الإسلام و لهذا جعله من حسن الإسلام
و قال أيضا العناية : شدة الاهتمام بالشيء
ويضاف أيضا : من شرح الشيخ صالح آل شيخ :

احسان الاسلام ليس مر تبة واحدة بل الناس مختلفون فيه فبقدر احسان الاسلام يكون له الاجر والثواب
فمثلا في قوله عليه الصلاة والسلام "اذا احسن احدكم اسلامه كان له بكل حسنة يعملها عشر حسنات الى سبعمائة ضعف "
قالوا هنا : عشر حسنات الى سبعمائة ضعف
عشر حسنات لكل من احسن اسلامه الى سبعمائة ضعف بحسب درجته في احسان الاسلام

نهج السلف
2011-08-09, 19:08
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم و نفع بكم و جزاكم الجنة على الإضافات آمين

اللهم صل على سيدنا محمد صلوا عليه

عبد الرحيم
2011-08-09, 22:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خير الجزاء وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم يوم القيامة

أعتذر عن عدم تمكني من متابعة الموضوع معكم لذلك أضع بين أيديكم للتحميل (الأربعون النووية بتعليقات ابن عثيمين)

هنــــا (http://www.saaid.net/book/1/261.zip)

دمتم في رعاية الله وحفظه
والسلام عليكم ورحة الله

*ابن الاسلام*
2011-08-09, 23:24
فوائد ودرر من حديث:
{ بـني الإسـلام على خـمـس: شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيـتـاء الـزكـاة، وحـج البيت، وصـوم رمضان }.


لا إله إلا الله كلمة التوحيد:
أي لا معبود بحق إلا الله، كلمة تشتمل على النفي والإثباث، على الكفر والإيمان، وهي معنى قوله تعالى أو يفسرها، يفسر هذه الشهادة، قوله تعالى خير تفسير: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها"

ومعنى أشهد أن محمدا رسول الله:
أن تصدقه في كل ما أخبر وإن كانت الأخبار بالنسبة لعقلك غريبة، لا يجوز أن تعرض أخباره وأحاديثه عليه الصلاة والسلام، على عقلك أو على عقل شيخك، إن قبل العقل قبلت وإلا رددت، هذا مذهب العقلانيين.

لنطبق صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام:
في صلاتنا وذلك دليل على صدق المحبة وعلى صدق الإتباع، محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام، شعبة عظيمة من شعب الإيمان، وليس معنى المحبة مجرد الدعوة بل المحبة التي تترجمها الأعمال والتطبيق والالتزام.

وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان :
وهذا التقديم والتأخير هنا، الترتيب من باب الترتيب الذكري لا الترتيب العملي، وإلا الصيام مقدم على الحج.

فيه من الفوائد واللطائف :

خطأ من فسر شهادة أن لا إله إلا الله بلا خالق و لا رازق إلا الله وذلك من ناحية اللغة فالإله في اللغة هو المعبود و من جهة أخرى أن العرب كانوا مقرين بهذا الأمر فلو صح التفسير لدخلوا في الإسلام .

و شهادة أن محمدا رسول الله تقتضي أمران :
أنه عَبدٌ لا يُعبَد فكلمة عبد تنفي عنه الغلو .
و رَُسوُلٌ لا يُكَذب أما كلمة رسول تنفي عنه الجفاء .

إقامة الصلاة : إستدل بعض العلماء أن القيام ركن في الصلاة .

و فيه أنه يجب تفسير الكلمات الشرعية على الأساس الشرعي فلو فسرنا كلمتي الصلاة و الزكاة لغة لكان المعنى الدعاء و النماء .

في الحديث دلالة على الإرتباط بالأشهر و الحساب القمري فالزكاة و الحج و الصوم كل منهما متعلق بالتقويم القمري فالزكاة يشترط فيها الحول بالسنة القمرية و كذا الحج و الصوم فهما في شهران قمريان ذي الحجة و رمضان .

*ابن الاسلام*
2011-08-09, 23:35
فوائد ودرر من الحديث الرابع:
أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله - وهو الصادق المصدوق: { إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مـضغـةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }.

[رواه البخاري:3208، ومسلم:2643].


من الفوائد :

قوله رضي الله عنه : "و هو الصادق المصدوق " : أي الصادق فيما يُخبِرُ بِهِ و كانت قريش تسميه من قبل بالصادق الأمين و المصدوق فيما يُخبَرُ بِهِ من عند الله عز وجل و هو القائل : " ومن أصدق من الله حديثا "

و إنما أتى ابن مسعود بهذه الجملة المؤكدة - رغم أن الصحابة يعلون صدق الني عليه الصلاة و السلام - لأن الحديث شتمل على أمور غيبية لا مجال لإدركها سوى القبول و التسليم و هذا من فقهه رضي الله عنه .

قوله صلى الله عليه و سلم : " في بطن أمه " : أي في رحمها و الرحم داخل البطن لهذا أخد حكم الإحتواء .

قوله صلى الله عليه و سلم : " نطفه " : الماء الأبيض اللزج .

قوله صلى الله عليه و سلم : " علقة " : عبارة عن دم غليظ .

قوله صلى الله عليه و سلم : " مضغة " : قطعة لحم بقدر ما يمضغ .

قوله صلى الله عليه و سلم : " ثم يُرسَلُ "و مثلها " يؤمر " و الذي أرسل و أمر هو الله عزوجل [ يقال الفعل مبني لما لم يسم فاعله و لا يقال مبني للمجهول لأنه معلوم و تأدبا معه سبحانه ].
ومن الفوائد :

هذا الحديث أصل في باب القدر والعناية بذلك، والخوف من السوابق، والخوف من الخواتيم.

وأيضا هذا الحديث دل على أنّ هناك تقديرًا عُمْريًا لكل إنسان، وهذا التقدير العُمْري يكتُبه المَلك بأمر الله جل وعلا كما جاء في هذا الحديث.

و هذا الحديث مَسُوقٌ لبيان التقدير العُمْري لكل إنسان؛ وليَخاف المرء السوابق والخواتيم؛ وليؤمن بأنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ومن فوائد هذ الحديث:
-أن في هذا الحديث إثباث القدر كما هو مذهب أهل السنة وأن جميع الواقعات بقضاء الله تعالى وقدره خيرها وشرها نفعها وضرها.


ومن اللطائف:
قال صلى الله عليه وسلم:

"اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ثم تلا قول الله عز وجل: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى.فَسَنُيَسِّرهُ لِلْيُسْرَى.وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}


وهؤلاء الذين يحتجون بالقدر لو ضربهم أحد أو أخذ مالهم ثم احتج عليهم بأن هذا قضاء وقدر فلن يقبلوا، ولهذا فالاحتجاج بالقدر إبطال للشرع، لأن كل من يقترف إثماً من زنى، أو قتل، أو شرب خمر، وغيره سيقول : هذا قضاء وقدر فتفسد الأرض ويفسد الشرع.

وقد ذكر أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتي بسارق فأمر بقطع يده، فقال السارق: مهلاً يا أمير المؤمنين، والله ما سرقت إلا بقضاء الله وقدره، فقال عمر: ونحن نقطع يدك بقضاء الله وقدره. فاحتج عليه عمر بما احتج به هو على عمله السييء.

راجي الصّمدِ
2011-08-10, 06:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خير الجزاء وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم يوم القيامة

أعتذر عن عدم تمكني من متابعة الموضوع معكم لذلك أضع بين أيديكم للتحميل (الأربعون النووية بتعليقات ابن عثيمين)

هنــــا (http://www.saaid.net/book/1/261.zip)

دمتم في رعاية الله وحفظه
والسلام عليكم ورحة الله




السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خيرا المانع إن شاء الله تعالى

نسأل الله أن يوفقك لما يحبّه ويرضاه

وفي انتظار مشاركاتك قريبا إن شاء المولى عزّ وجلّ

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا....

راجي الصّمدِ
2011-08-10, 06:58
عن أبي حمزةَ أنسِ بنِ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ خادمِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}
رواه البخاريُّ ومسلمٌ.








الشّرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :



لا يؤمن : يفسر هذا النفي رواية أحمد بلفظ ( لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير )، وكثيرا ما يأتي هذا النفي لانتفاء بعض واجبات الإيمان وإن بقي أصله .

لأخيه : في الإسلام .

ما يحب لنفسه : من الخير كما في رواية أحمد المتقدمة . والخير كلمة جامعة تعم الطاعات و المباحات الدينية والدنيوية . وتخرج المنهيات .



يستفاد منه :

- أن من خصال الإيمان أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه ، ويستلزم ذلك أن يبغض له ما يبغض لنفسه ، وبهذا تنتظم أحوال المعاش والمعاد ، ويجري الناس على مطابقة قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )، وعماد ذلك وأساسه : السلامة من الأمراض القلبية ، كالحسد وغيره .

نهج السلف
2011-08-10, 18:15
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم جميعا و جزاكم الجنةعلى متابعة الموضوع آمين

اللهم اغفر لنا و لهم و ارحمنا و ارحمهم آمين

و أعتذر مرة أخرى لعدم تمكني من إضافة الأحاديث باكرا نظرا لظروف الدراسة

اللهم صل على سيدنا محمد صلوا عليه

عبد الرحيم
2011-08-10, 18:25
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خيرا المانع إن شاء الله تعالى

نسأل الله أن يوفقك لما يحبّه ويرضاه

وفي انتظار مشاركاتك قريبا إن شاء المولى عزّ وجلّ

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا....



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليك وبارك فيك وجزاك خيرا أخي الكريم جليبيب..
الغياب سببه ضيق الوقت وإن شاء الله سأحاول تجاوز الأمر حتى أتمكن من متابعة الموضوع معكم

تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نهج السلف
2011-08-11, 18:23
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث الرابع عشر

" لا يحل دم امرئ مسلم "

عَنِ ابنَ مَسعُودٍ رضي الله عنه قَال:قَال رَسُولُ اللهِ"صلى الله عليه وسلم" :

((لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍٍ مُسْلِمٍٍ يَشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إلا اللهُ، وَأنٌي رَسُولُ اللهِ إلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ : الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفَارِقُ لِلجَمَاعَةِ)).

رواه البخاري ومسلم.

أعانكم الله على الصيام و القيام و بلغكم ليلة القدر آمين

راجي الصّمدِ
2011-08-12, 06:14
الحديث الخامس عشر.


عن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ،
أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ}.
رواه البخاريُّ ومسلمٌ.




الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

يؤمن : الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى رضاه

بالله : أنه الذي خلقه .

واليوم الآخر : أنه سيجازى فيه بعمله .
فليقل : هذه اللام لام الأمر ، ويجوز سكونها وكسرها لكونها بعد الفاء .

خيرا : كالإبلاغ عن الله وعن رسوله ، وتعليم الخير والأمر بالمعروف عن علم وحلم ، والنهي عن المنكر عن علم ورفق ، والإصلاح بين الناس ، والقول الحسن لهم ، وكلمة حق عند من يخاف شره ويرجى خيره ، في ثبات وحسن قصد .

ليصمت : بضم الميم وكسرها ، ليسكت .

فليكرم جاره : بالإحسان إليه وكف الأذى عنه ، وتحمل ما يصدر منه ، والبشر في وجهه ، وغير ذلك من وجوه الإكرام .

فليكرم ضيفه : بالبشر في وجهه ، وطيب الحديث معه ، وإحضار المتيسر .



يستفاد منه :



1- التحذير من آفات اللسان ، وأن على المرء أن يتفكر فيما يريد أن يتكلم به ، فإذا ظهر له أنه لا ضرر عليه في التكلم به تكلم به ، وإن ظهر له فيه ضرر أو شك فيه أمسك ، وقد ندب الشارع إلى الإمساك عن كثير من المباحات ، لئلا تجر صاحبها إلى المحرمات والمكروهات .

2- تعريف حق الجار ، والحث على حفظ جواره وإكرامه وجاء في تفسير هذا الإكرام عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن إستقرضك أقرضته ، وإن استعانك أعنته ، وإن مرض عدته ، وإن احتاج أعطيته ، وإن افتقر عدت عليه ، وأصابه خير هنيته ، وإن أصابته مصيبة عزيته ، وإذا مات اتبعت جنازته ، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الرياح إلا بإذنه ، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها ، وإن اشتريت فاكهة فأهد له ، وإن لم تفعل فأدخلها سرا ، ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده). وفي بعض رواياته ( وإن أعوز سترته) ، وأسانيد هذا الحديث واهية ، لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن له أصلا في فتح الباري .

3- الأمر بإكرام الضيف ، وهو من آداب الإسلام وخلق النبيين .

4- أن هذه الخصال من شعب الإيمان .وفي ذلك دليل على دخول الأعمال في الإيمان . والخصال المذكورة في الحديث ترجع إلى التخلي عن الرذيلة ، والتحلي بالفضيلة .

حنان ع
2011-08-12, 08:01
مشكووووووووووووووووووووووور اخي حفظك الله

نهج السلف
2011-08-12, 13:23
مشكووووووووووووووووووووووور اخي حفظك الله

لا شكر على واجب أختي حنان جزاك الله خيرا و مشكورة على الدعاء

أختك نهج السلف

نهج السلف
2011-08-12, 13:27
الحديث الخامس عشر.


عن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ،
أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ}.
رواه البخاريُّ ومسلمٌ.




الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

يؤمن : الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى رضاه

بالله : أنه الذي خلقه .

واليوم الآخر : أنه سيجازى فيه بعمله .
فليقل : هذه اللام لام الأمر ، ويجوز سكونها وكسرها لكونها بعد الفاء .

خيرا : كالإبلاغ عن الله وعن رسوله ، وتعليم الخير والأمر بالمعروف عن علم وحلم ، والنهي عن المنكر عن علم ورفق ، والإصلاح بين الناس ، والقول الحسن لهم ، وكلمة حق عند من يخاف شره ويرجى خيره ، في ثبات وحسن قصد .

ليصمت : بضم الميم وكسرها ، ليسكت .

فليكرم جاره : بالإحسان إليه وكف الأذى عنه ، وتحمل ما يصدر منه ، والبشر في وجهه ، وغير ذلك من وجوه الإكرام .

فليكرم ضيفه : بالبشر في وجهه ، وطيب الحديث معه ، وإحضار المتيسر .



يستفاد منه :



1- التحذير من آفات اللسان ، وأن على المرء أن يتفكر فيما يريد أن يتكلم به ، فإذا ظهر له أنه لا ضرر عليه في التكلم به تكلم به ، وإن ظهر له فيه ضرر أو شك فيه أمسك ، وقد ندب الشارع إلى الإمساك عن كثير من المباحات ، لئلا تجر صاحبها إلى المحرمات والمكروهات .

2- تعريف حق الجار ، والحث على حفظ جواره وإكرامه وجاء في تفسير هذا الإكرام عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن إستقرضك أقرضته ، وإن استعانك أعنته ، وإن مرض عدته ، وإن احتاج أعطيته ، وإن افتقر عدت عليه ، وأصابه خير هنيته ، وإن أصابته مصيبة عزيته ، وإذا مات اتبعت جنازته ، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الرياح إلا بإذنه ، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها ، وإن اشتريت فاكهة فأهد له ، وإن لم تفعل فأدخلها سرا ، ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده). وفي بعض رواياته ( وإن أعوز سترته) ، وأسانيد هذا الحديث واهية ، لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن له أصلا في فتح الباري .

3- الأمر بإكرام الضيف ، وهو من آداب الإسلام وخلق النبيين .

4- أن هذه الخصال من شعب الإيمان .وفي ذلك دليل على دخول الأعمال في الإيمان . والخصال المذكورة في الحديث ترجع إلى التخلي عن الرذيلة ، والتحلي بالفضيلة .




بارك الله فيكم و جعل ما تقدمون من خير في ميزان حسناتكم اللهم آمين

*رذاذ المطر*
2011-08-12, 15:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته


بارك الله لكِ في رمضان يا أم سارة وجزاكِ الفردوس الأعلى على هذه الإلتفاتة

الطيّبة

تمّ بعون الله وفضله حفظ الحديثين الأول والثّاني


الحديث الأول : الأعمال بالنيّات

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه - قال : سمعتُ

رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : { إنّمــا الأعمال بالنّياتِ وإنّما لكل

امرِئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ،

ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكِحُها فهجرته إلى ما هاجر إليه }

رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .

الحديث الثاني : مراتبُ الدين

عن عمر رضي الله عنه قال : ( بينما نحنُ جُلوسٌ عند رسول الله - صلى الله

عليه وسلّم - ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثّياب ،شديد سواد

الشّعرِ ، لا يُرى عليه أثر السّفر ، ولا يعرفه منّا أحدٌ ، حتّى جلس إلى النّبي صلى

الله عليه وسلّم فأسند رُكبتيه إلى ركبتيهِ ، ووضع كفّيهِ على فخِذيه ِ، قال :

يامحمّدُ ، أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم { الإسلامُ

أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسولُ اللهِ ، وتقيم الصلاةَ ، وتؤتي الزّكاةَ،

وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً }. قال : صدقتَ ،

قال: فَعجِبنا له يسأله ويُصدِّقهُ . قال : فأخبرني عن الإيمانِ. قال : { أن تؤمن

باللهِ وملائكته وكتبِه ورُسله واليوم الآخر ، وتُؤمنَ بالقدر خيرِهِ وشرّهِ }.

قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان . قال: { أن تعبُدَ الله كأنّك

تراهُ، فإن لم تكن تراه فإنّهُ يراكَ } .

قال : فأخبرني عن السّاعةِ . قال: { ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من

السائلِ } .قال : فأخبرني عن أماراتها . قال : { أن تلدَ الأمةُ ربّتها ، وأن


ترى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاء الشّاءِ ، يتطاولون في البُنيانِ }.

قال: ثمَّ انطلق ، فلبثتُ مليّاً . ثُمّ قال لي :{ يا عمرُ ، أتـدري من السّائلُ ؟ }

قلت: اللهُ ورسوله أعلمُ .قال : {فإنّه جبريلُ أتاكم يُعلّمكم دينكم} )

رواه مسلم

تقبّل الله منّا ومنك صالح الأعمال

** أم عبد الرحمن **
2011-08-12, 19:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمّ ولله الحمد حفظ الثلاث أحاديث الأولى ، جزاكِ الله عنا خيرا يا أمّ سارة وجعل هذا العمل صدقة جارية لكِ...آمين

الحديث الأوَّل:
عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنّما لكلِّ امرىءٍ ما نوى، فمن كانت هِجرَتُهُ إلى اللهِ ورسولهِ ، فهِجرَتُهُ إلى اللهِ ورسولهِ ، ومن كانت هجرتُهُ لدنيا يُصيبُها أو امرأةٍ ينكحُها فهجرتهُ إلى ما هاجر إليه ))
رواه إماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي ، وأبو الحسن مُسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما.

الحديث الثاني:
عن عمرَ رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوسٌ عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، إذْ طلعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ ، شديدُ سوادِ الشَّعرِ ، لا يُرى عليهِ أثرُ السفرِ ولا يعرفهُ منَّا أحدٌ. حتى جلس إلى النّبيِ صلى الله عليه وسلم ، فأسند رُكبتيه إلى رُكبتيه، وجعل كفّيهِ على فخذيهِ ، وقال: (( يا محمّد أخبرني عن الإسلام))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( الإسلامُ أنْ تشهدَ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ ، وتقيمَ الصلاةَ، وتُؤتِي الزكاة ، وتَصومَ رمضان ، وتَحُجُّ البيتَ إنِ استطعت إليه سبيلاً)).
قال: صدقت.
فعجِبْنَا له، يسأله ويصدِّقه!
فقال: أخبرني عن الإيمان.
قال: ((أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره.))
قال:صدقت.
قال: فأخبرني عن الإحسان.
قال: ((أن تَعبُدَ الله كأنَّك تَراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنَّهُ يراكَ))
قال: فأخبرني عن السَّاعة.
قال: (( ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائلِ)).
قال:فأخبرني عن أماراتها.
قال:(( أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاةَ العُراةَ العَالةَ رِعَاء الشَّاة يَتَطَاولُون في البنيانِ)).
ثمّ انطلق، فلبث مليا، ثم قال: (( يا عمرُ أتدري من السائل ؟))
قلت: اللهُ ورسولهُ أعلم.
قال: ((فإنّه جبريل، آتاكم يعلمكم دينكم)).
رواه مسلم.

الحديث الثالث:
عن أبِي عبدِ الرحمنِ عبد اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله علي وسلم يقول: (( بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسولُ الله ، وإقامِ الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وحجِّ البيت وصوم رمضان)). رواه البخاري ومسلم.

نهج السلف
2011-08-12, 22:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته


بارك الله لكِ في رمضان يا أم سارة وجزاكِ الفردوس الأعلى على هذه الإلتفاتة

الطيّبة

تمّ بعون الله وفضله حفظ الحديثين الأول والثّاني


الحديث الأول : الأعمال بالنيّات

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه - قال : سمعتُ

رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : { إنّمــا الأعمال بالنّياتِ وإنّما لكل

امرِئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ،

ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكِحُها فهجرته إلى ما هاجر إليه }

رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .

الحديث الثاني : مراتبُ الدين

عن عمر رضي الله عنه قال : ( بينما نحنُ جُلوسٌ عند رسول الله - صلى الله

عليه وسلّم - ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثّياب ،شديد سواد

الشّعرِ ، لا يُرى عليه أثر السّفر ، ولا يعرفه منّا أحدٌ ، حتّى جلس إلى النّبي صلى

الله عليه وسلّم فأسند رُكبتيه إلى ركبتيهِ ، ووضع كفّيهِ على فخِذيه ِ، قال :

يامحمّدُ ، أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم { الإسلامُ

أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسولُ اللهِ ، وتقيم الصلاةَ ، وتؤتي الزّكاةَ،

وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً }. قال : صدقتَ ،

قال: فَعجِبنا له يسأله ويُصدِّقهُ . قال : فأخبرني عن الإيمانِ. قال : { أن تؤمن

باللهِ وملائكته وكتبِه ورُسله واليوم الآخر ، وتُؤمنَ بالقدر خيرِهِ وشرّهِ }.

قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان . قال: { أن تعبُدَ الله كأنّك

تراهُ، فإن لم تكن تراه فإنّهُ يراكَ } .

قال : فأخبرني عن السّاعةِ . قال: { ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من

السائلِ } .قال : فأخبرني عن أماراتها . قال : { أن تلدَ الأمةُ ربّتها ، وأن


ترى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاء الشّاءِ ، يتطاولون في البُنيانِ }.

قال: ثمَّ انطلق ، فلبثتُ مليّاً . ثُمّ قال لي :{ يا عمرُ ، أتـدري من السّائلُ ؟ }

قلت: اللهُ ورسوله أعلمُ .قال : {فإنّه جبريلُ أتاكم يُعلّمكم دينكم} )

رواه مسلم

تقبّل الله منّا ومنك صالح الأعمال

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

و فيك بارك الله أختي رذاذ أهلا و سهلا في جميع الأوقات

أرجو فقط أن تواصلي الحفظ

مواصلة معنا بإذن الله

بارك الله فيك

نهج السلف
2011-08-12, 22:57
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تمّ ولله الحمد حفظ الثلاث أحاديث الأولى ، جزاكِ الله عنا خيرا يا أمّ سارة وجعل هذا العمل صدقة جارية لكِ...آمين الحديث الأوَّل: عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنّما لكلِّ امرىءٍ ما نوى، فمن كانت هِجرَتُهُ إلى اللهِ ورسولهِ ، فهِجرَتُهُ إلى اللهِ ورسولهِ ، ومن كانت هجرتُهُ لدنيا يُصيبُها أو امرأةٍ ينكحُها فهجرتهُ إلى ما هاجر إليه )) رواه إماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي ، وأبو الحسن مُسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما. الحديث الثاني: عن عمرَ رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوسٌ عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، إذْ طلعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ ، شديدُ سوادِ الشَّعرِ ، لا يُرى عليهِ أثرُ السفرِ ولا يعرفهُ منَّا أحدٌ. حتى جلس إلى النّبيِ صلى الله عليه وسلم ، فأسند رُكبتيه إلى رُكبتيه، وجعل كفّيهِ على فخذيهِ ، وقال: (( يا محمّد أخبرني عن الإسلام))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( الإسلامُ أنْ تشهدَ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ ، وتقيمَ الصلاةَ، وتُؤتِي الزكاة ، وتَصومَ رمضان ، وتَحُجُّ البيتَ إنِ استطعت إليه سبيلاً)). قال: صدقت. فعجِبْنَا له، يسأله ويصدِّقه! فقال: أخبرني عن الإيمان. قال: ((أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره.)) قال:صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: ((أن تَعبُدَ الله كأنَّك تَراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنَّهُ يراكَ)) قال: فأخبرني عن السَّاعة. قال: (( ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائلِ)). قال:فأخبرني عن أماراتها. قال:(( أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاةَ العُراةَ العَالةَ رِعَاء الشَّاة يَتَطَاولُون في البنيانِ)). ثمّ انطلق، فلبث مليا، ثم قال: (( يا عمرُ أتدري من السائل ؟)) قلت: اللهُ ورسولهُ أعلم. قال: ((فإنّه جبريل، آتاكم يعلمكم دينكم)). رواه مسلم. الحديث الثالث: عن أبِي عبدِ الرحمنِ عبد اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله علي وسلم يقول: (( بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسولُ الله ، وإقامِ الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وحجِّ البيت وصوم رمضان)). رواه البخاري ومسلم.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

دائما أسعد بمرورك أختي أمة الله

أسأل الله لك التوفيق و السداد

لا تنسيني من دعائك ضغط الدراسة أختي و لدينا الإمتحانات الثالثة في 4 سبتمبر

أرجو أن لا تغادري الصفحة حتى نكمل الحفظ بإذن الله

مواصلة بإذن الله أختي

راجي الصّمدِ
2011-08-13, 07:06
الحديث السادس عشر.


عنْ أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ،
أنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( أَوْصِني. قالَ: {لاَ تَغْضَبْ} فَرَدَّدَ مِرارًا، قالَ: {لاَ تَغْضَبْ}).

رواه البخاريُّ .







الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

رجلا : لعله أبو الدرداء ، والقول بأنه جارية بن قدامة عارضه يحيى القطان بأن جارية المذكور تابعي لا صحابي .

أوصني : وصية وجيزة جامعة لخصال الخير .

لا تغضب : لا تتعرض لما يجلب الغضب ، ولا تفعل ما يأمرك به .

فردد: كرر ذلك الرجل قوله (( أوصني )) يلتمس أنفع من ذلك ، أو أبلغ أو أعم .

مرارا: في رواية عثمان بن أبي شيبة بيان عددها ، فإنها بلفظ (( لا تغضب ثلاث مرات )).

قال : النبي صلى الله عليه وسلم له في المرة الثانية والثالثة .

لا تغضب : فيه بتكرارها على عظيم نفعها وعمومه .



يستفاد منه :

1-معالجة كل ذي مرض بما يناسب مرضه ، إن صح أن النبي صلى الله عليه وسلم خص هذا الرجل بهذه الوصية . لأنه كان غضوبا .

2-التحذير من الغضب فإنه جماع الشر ، و التحرز منه جماع الخير ، وفي هذا الوصية استجلاب المصلحة ، ودرء المفسدة ما يتعذر إحصاؤه ، فإن الغضب يترتب عليه من المفاسد تغير الظاهر والباطن والأثر القبيح في اللسان ، أما تغير الظاهر ، فبتغير اللون والرعدة في الأطراف ، وخروج الأفعال من غير ترتيب ، واستحالة الخلقة ، بحيث لو رأى الغضبان نفسه لا ستحيا من قبح صورته ، وأما الباطن أشد ، لأنه يولد الحقد في القلب والحسد ، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه ، بل تغير ظاهره ثمرةتغير باطنه ، وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحى منه العاقل ، ويندم قائله عند سكون الغضب ، ويظهر أثر الغضب أيضا في الفعل بالضرب أو القتل ، وإن فات ذلك بهروب المغضوب عليه رجع الغضبان إلى نفسه فيمزق ثوبه ، ويلطم خده ، وربما سقط صريعا ، وربما أغمى عليه ، وربما كسر الآنية ، أو ضرب من ليس له جريمة في ذلك .

3-الأمر بالأخلاق التي إذا تخلق بها المرء وصارت له عادة دفعت عنه الغضب عند حصول أسبابه ، كالكرم والسخاء ، والحلم والحياء ، والتواضع والاحتمال ، وكف الأذى ،والصفح والعفو، وكظم الغيظ والشر ، ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة .

هامتارو
2011-08-13, 09:00
http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/267242_155521111188389_155273991213101_346983_6318 513_n.jpg (http://tanahcity.com/vb/showthread.php?t=31342)
http://www10.0zz0.com/2011/01/27/21/117846609.gif

نهج السلف
2011-08-13, 17:06
http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/267242_155521111188389_155273991213101_346983_6318 513_n.jpg (http://tanahcity.com/vb/showthread.php?t=31342)
http://www10.0zz0.com/2011/01/27/21/117846609.gif



نرجو أن تساهم في الحفظ و بارك الله فيكم و أعانكم على الخير آمين

نهج السلف
2011-08-13, 17:15
الحديث السادس عشر. عنْ أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَوْصِني. قالَ: {لاَ تَغْضَبْ} فَرَدَّدَ مِرارًا، قالَ: {لاَ تَغْضَبْ}). رواه البخاريُّ . الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله المفردات : رجلا : لعله أبو الدرداء ، والقول بأنه جارية بن قدامة عارضه يحيى القطان بأن جارية المذكور تابعي لا صحابي . أوصني : وصية وجيزة جامعة لخصال الخير . لا تغضب : لا تتعرض لما يجلب الغضب ، ولا تفعل ما يأمرك به . فردد: كرر ذلك الرجل قوله (( أوصني )) يلتمس أنفع من ذلك ، أو أبلغ أو أعم . مرارا: في رواية عثمان بن أبي شيبة بيان عددها ، فإنها بلفظ (( لا تغضب ثلاث مرات )). قال : النبي صلى الله عليه وسلم له في المرة الثانية والثالثة . لا تغضب : فيه بتكرارها على عظيم نفعها وعمومه . يستفاد منه : 1-معالجة كل ذي مرض بما يناسب مرضه ، إن صح أن النبي صلى الله عليه وسلم خص هذا الرجل بهذه الوصية . لأنه كان غضوبا . 2-التحذير من الغضب فإنه جماع الشر ، و التحرز منه جماع الخير ، وفي هذا الوصية استجلاب المصلحة ، ودرء المفسدة ما يتعذر إحصاؤه ، فإن الغضب يترتب عليه من المفاسد تغير الظاهر والباطن والأثر القبيح في اللسان ، أما تغير الظاهر ، فبتغير اللون والرعدة في الأطراف ، وخروج الأفعال من غير ترتيب ، واستحالة الخلقة ، بحيث لو رأى الغضبان نفسه لا ستحيا من قبح صورته ، وأما الباطن أشد ، لأنه يولد الحقد في القلب والحسد ، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه ، بل تغير ظاهره ثمرةتغير باطنه ، وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحى منه العاقل ، ويندم قائله عند سكون الغضب ، ويظهر أثر الغضب أيضا في الفعل بالضرب أو القتل ، وإن فات ذلك بهروب المغضوب عليه رجع الغضبان إلى نفسه فيمزق ثوبه ، ويلطم خده ، وربما سقط صريعا ، وربما أغمى عليه ، وربما كسر الآنية ، أو ضرب من ليس له جريمة في ذلك . 3-الأمر بالأخلاق التي إذا تخلق بها المرء وصارت له عادة دفعت عنه الغضب عند حصول أسبابه ، كالكرم والسخاء ، والحلم والحياء ، والتواضع والاحتمال ، وكف الأذى ،والصفح والعفو، وكظم الغيظ والشر ، ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة .

بارك ا لله فيكم و جعلها صدقة جارية لكل من أفاد اللهم آمين

راجي الصّمدِ
2011-08-14, 06:39
الحديث السّابع عشر

عن أبي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ،
عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{ إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ،
وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ }.
رواه مسلِمٌ.








الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

كتب : أوجب .

على كل شيء : (( على )) هنا بمعنى (( إلى )) أو (( في ))

فإذا قتلتم : قودا أو حدا .

فأحسنوا القتلة : بأن تختاروا أسهل الطرق وأخفها وأسرعها زهوقا ، القتلة بكسر القاف .

وإذا ذبحتم : ما يحل ذبحه من البهائم .

فأحسنوا الذبحة : بأن ترفقوا بالبهيمة وبإحداد الآلة ، وتوجيهها القبلة والتسمية ، ونية التقرب بذبحها إلى الله .

وليحد : بضم الياء ، من حد السكين ، وبفتحها من حد شفرته بفتح الشين ، آلة الذبح .

وليرح : بضم الياء .

ذبيحته: مذبوحته ، فعيلة بمعنى مفعولة .



يستفاد منه :

1-الأمر بالإحسان وهو في كل شيء بحسبه ، فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة :الإتيان بها على وجه كمال واجباتها ، فهذا القدر من الإحسان فيها واجب ، وأما الإحسان بإكمال مستحباتها فمستحب ، والإحسان في ترك المحرمات : الانتهاء عنها وترك ظاهرها وباطنها ، وهذا القدر منه واجب ، والإحسان في الصبر على المقدورات ، الصبر عليها من غير تسخط ، ولا جزع . والإحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم : القيام بما أوجب الله من حقوقهم . والإحسان الواجب في ولاية الخلق : القيام فيهم بواجبات الولاية المشروعة . والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الدواب : إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها وأرجاها ، من غير زيادة في التعذيب ، فإنه إيلام لا حاجة إليه .

2-النهي عما كانت عليه الجاهلية من التمثيل في القتل بجدع الأنوف وقطع الآذان والأيدي والأرجل ، ومن الذبح بالمدى الكالة ونحوها مما يعذب الحيوان ، ومن أكلهم المنخنقة ، وما ذكر معها في آية المائدة .

راجي الصّمدِ
2011-08-15, 07:35
الحديث الثامن عشر..

عن أبي ذرٍّ جُندُبِ بنِ جُنَادَةَ وأبي عبدِ الرَّحمنِ مُعاذِ بنِ جبلٍ رضِي اللهُ عَنْهُما،
عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{ اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا،
وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ }
رواه التِّرمذيّ، وقالَ حديثٌ حَسَنٌ. وفي بعضِ النُّسَخِ حسنٌ صحيحٌ.








الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

اتق الله : بامتثال أمره واجتناب نهيه ، والوقوف عند حده .

حيثما كنت : في أي مكان كنت فيه حيث يراك الناس ، وحيث لا يرونك ، فإنه مطلع عليك .

وأتبع : بالهمزة ، وسكون المثناة فوق ، وكسر الموحدة : ألحق .

السيئة : وهي ترك بعض الواجبات ، أو ارتكاب بعض المحظورات .

الحسنة : التوبه منها . أو الإتيان بحسنة أخرى .

تمحها : تمح عقابها من صحف الملائكة وأثرها السيء في القلب .

وخالق الناس : عاملهم .

بخلق حسن : وهو أن تفعل معهم ما تحب أن يفعلوه معك ، فبذلك تجمع القلوب ، وتتفق الكلمة ، وتنتظم الأحوال .



يستفاد منه :

1- الأمر بتقوى الله ، وهو وصية الله لجميع خلقه ، ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته .

2- إن الإتيان بالحسنة عقب السيئة يمحو السيئة . وهذا من فضل الله تعالى على عبده ، فإنه لا بد أن يقع منه أحيانا تفريط في التقوى : إما بترك بعض المأمورات ، أو بارتكاب بعض المحظورات ، فأمره الله بفعل ما يمحو ذلك التفريط ، وهو أن يتبعه بالحسنة .

3- الترغيب في حسن الخلق ، وهو من خصال التقوى التي لا تتم التقوى إلا به ، وإنما أفرد بالذكر للحاجة إلى بيانه ، فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى بمجرد القيام بحق الله دون حقوق عباده ، وليس الأمر كذلك ، بل الجمع بين حقوق الله وبين حقوق عباده هو المطلوب شرعا ، وهو عزيز لا يقوى عليه إلا الكمل .

imi02i
2011-08-15, 07:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا العمل وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم

بالنسبةلي: املك كتاب : الإبريزية في شرح الأربعين النووية

وقد بدأت في حفظها يوم أمس

لكن المشكلة أن الأحاديث غير مشكلة

مما يتعسر علي حفظها

لكنني أستند إلى موضوعكم هذا

بارك الله فيكم مرة أخرى

راجي الصّمدِ
2011-08-15, 08:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا العمل وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم

بالنسبةلي: املك كتاب : الإبريزية في شرح الأربعين النووية

وقد بدأت في حفظها يوم أمس

لكن المشكلة أن الأحاديث غير مشكلة

مما يتعسر علي حفظها

لكنني أستند إلى موضوعكم هذا

بارك الله فيكم مرة أخرى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله لك التّوفيق للجميع
هذا الموقع يساعدك إن شاء الله تعالى
http://www.4muhammed.com/40-nawawi/

نهج السلف
2011-08-15, 17:02
الحديث الثامن عشر..

عن أبي ذرٍّ جُندُبِ بنِ جُنَادَةَ وأبي عبدِ الرَّحمنِ مُعاذِ بنِ جبلٍ رضِي اللهُ عَنْهُما،
عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{ اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا،
وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ }
رواه التِّرمذيّ، وقالَ حديثٌ حَسَنٌ. وفي بعضِ النُّسَخِ حسنٌ صحيحٌ.








الشرح لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله

المفردات :

اتق الله : بامتثال أمره واجتناب نهيه ، والوقوف عند حده .

حيثما كنت : في أي مكان كنت فيه حيث يراك الناس ، وحيث لا يرونك ، فإنه مطلع عليك .

وأتبع : بالهمزة ، وسكون المثناة فوق ، وكسر الموحدة : ألحق .

السيئة : وهي ترك بعض الواجبات ، أو ارتكاب بعض المحظورات .

الحسنة : التوبه منها . أو الإتيان بحسنة أخرى .

تمحها : تمح عقابها من صحف الملائكة وأثرها السيء في القلب .

وخالق الناس : عاملهم .

بخلق حسن : وهو أن تفعل معهم ما تحب أن يفعلوه معك ، فبذلك تجمع القلوب ، وتتفق الكلمة ، وتنتظم الأحوال .



يستفاد منه :

1- الأمر بتقوى الله ، وهو وصية الله لجميع خلقه ، ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته .

2- إن الإتيان بالحسنة عقب السيئة يمحو السيئة . وهذا من فضل الله تعالى على عبده ، فإنه لا بد أن يقع منه أحيانا تفريط في التقوى : إما بترك بعض المأمورات ، أو بارتكاب بعض المحظورات ، فأمره الله بفعل ما يمحو ذلك التفريط ، وهو أن يتبعه بالحسنة .

3- الترغيب في حسن الخلق ، وهو من خصال التقوى التي لا تتم التقوى إلا به ، وإنما أفرد بالذكر للحاجة إلى بيانه ، فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى بمجرد القيام بحق الله دون حقوق عباده ، وليس الأمر كذلك ، بل الجمع بين حقوق الله وبين حقوق عباده هو المطلوب شرعا ، وهو عزيز لا يقوى عليه إلا الكمل .




جزاكم الله خير على متابعة الموضوع و بارك فيكم اللهم آمين

نهج السلف
2011-08-15, 17:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا العمل وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم

بالنسبةلي: املك كتاب : الإبريزية في شرح الأربعين النووية

وقد بدأت في حفظها يوم أمس

لكن المشكلة أن الأحاديث غير مشكلة

مما يتعسر علي حفظها

لكنني أستند إلى موضوعكم هذا

بارك الله فيكم مرة أخرى

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

و فيك بارك الله أختي أهلا و سهلا و قد سعدت كثيرا لمتابعتك الحفظ

أعرف أنني طرحت الموضوع و لكنني لا أستطيع وضع الأحاديث مبكرا لظروف فأعتذر مرة أخرى

و جزى الله خيرا بعض الأعضاء و بارك فيهم لا نملك لهم إلا الدعاء في ظهر الغيب لأنهم لم يبخلوا علينا بالنقل و النفع جزاهم الفردوس الأعلى من الجنة و أعتقهم في هذا الشهر المبارك من النار و كل المسلمين آمين

اللهم صل على سيدنا محمد صلوا عليه

نهج السلف
2011-08-16, 17:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله لك التّوفيق للجميع
هذا الموقع يساعدك إن شاء الله تعالى
http://www.4muhammed.com/40-nawawi/

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

جزاكم الله خيرا على الرابط و هو جيد لمن أراد الحفظ مع الشرح

أرى فقط نقل الأحاديث لمتابعة الموضوع و الله الموفق

الحديث التاسع عشر:

عَنْ أبي العَبَّاسٍ عبدِ الله بْنَ عَبٌاسٍٍ "رضِي اللَّه عنهمَا" قَال: ((كُنْتُ خَلفَ النٌبيٌِ"صلى الله عليه وسلم" يَوْمَاً، فَقَال: يَا غُلامُِ، إنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَأَلتَ فَاسْأَل اللَّهَ، وَإِذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لمْ يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَليْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ)) . رواه التِرمِذِي وقَال:هَذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وفِي رِوايةِ غيرِ التِرمِذِيّ: ((احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، واعلَم أَنَّ ما أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وما أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، واعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنْ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)).

راجي الصّمدِ
2011-08-17, 07:12
الحديث العشرون ..

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقبةَ بنِ عَمْرٍو الأنصاريِّ الْبَدْريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ :

قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

{ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى

إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ }.

رواه البخاريُّ.

نهج السلف
2011-08-17, 22:19
الحديث العشرون ..

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقبةَ بنِ عَمْرٍو الأنصاريِّ الْبَدْريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ :

قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

{ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى

إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ }.

رواه البخاريُّ.








بارك الله فيكم و جزاكم الجنة على المبادرة الطيبة

نسأل الله أن يعتقكم و يعتقنا جميعا من النار في هذه الأيام المباركة اللهم آمين

نهج السلف
2011-08-18, 18:48
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث الحادي و العشرون :


عَن أبي عمرٍو وَقِيلَ: أَبي عَمْرةَ سُفيانَ بنِ عَبْدِ اللهِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قُلْتُ:

( يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الإسلامِ قَوْلاً لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ. قالَ: { قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ }).

رواه مسلِمٌ.

boulboul211
2011-08-18, 23:37
شكرا على الموضوع الرائع

ب.علي
2011-08-19, 02:00
بارك الله فيك نهج السلف

راجي الصّمدِ
2011-08-19, 08:04
الحديث الثّاني والعشرون..



عن أبي عبدِ اللهِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُما،
أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
( أَرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوباتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلالَ،
وَحَرَّمْتُ الْحَرامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذلِكَ شَيْئًا، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ قالَ: { نَعَمْ }.

رواه مسلِمٌ.

ومعنى حَرَّمْتُ الحرامَ: اجْتَنَبْتُه. ومعنى أَحْلَلْتُ الحلالَ: فَعَلْتُه مُعْتَقِدًا حِلَّه).

نهج السلف
2011-08-19, 18:17
شكرا على الموضوع الرائع

لا شكر على واجب و بارك الله فيكم

نهج السلف
2011-08-19, 18:18
بارك الله فيك نهج السلف

و فيكم بارك الله و جزاكم الجنة آمين

نهج السلف
2011-08-19, 18:21
الحديث الثّاني والعشرون..



عن أبي عبدِ اللهِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُما،
أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
( أَرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوباتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلالَ،
وَحَرَّمْتُ الْحَرامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذلِكَ شَيْئًا، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ قالَ: { نَعَمْ }.

رواه مسلِمٌ.

ومعنى حَرَّمْتُ الحرامَ: اجْتَنَبْتُه. ومعنى أَحْلَلْتُ الحلالَ: فَعَلْتُه مُعْتَقِدًا حِلَّه).









بارك الله فيكم و أعتقكم في هذه العشر المباركات من النار اللهم آمين

عبد الرحيم
2011-08-20, 16:05
الحديث الثالث والعشرون ...

عن أبي مالك -الحارث بن عاصم- الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقران حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو مُوبقها -" رواه مسلم .

قال الشيخ رحمه الله :-

الحديث الثالث والعشرون : عن أبي مالك -الحارث بن عاصم- الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الطهور شطر الإيمان - بضم الطاء يعني الطهارة .
شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي , أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك , لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى - إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا -[التوبة28]

فلهذا كان الطهور شطر الإيمان , وقيل : - إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان , لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور- ... لكن المعنى الأول أحسن وأعم .

*وقال : -والحمد لله تملأ الميزان - الحمد لله تعني : وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية تملأ الميزان , أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - كلمتان خفيفتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - .

*وقال -سبحان الله والحمد لله - يعني الجمع بينهما - تملأ - أو قال - تملان ما بين السماء والأرض - وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص , وعلى إثبات الكمال لله عزوجل ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال , فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض .

*ثم قال - والصلاة نور - يعني : أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه , وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى - يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ...-[الحديد12]
وهي أيضاً نور بالنسبة للاهتداء والعلم وغير ذلك من كل ما فيه النور .

*وقال : - والصدقة برهان - أي دليل على صدق صاحبها , وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه.

*قال - والصبر ضياء - الصبر أقسامه ثلاثة : صبر على طاعة الله , وصبر على معصية الله , وصبر على أقدار الله .

*وقال -" ضياء - نوراً مع حرارة كما قال تعالى -هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا-[يونس5].

والشمس فيها النور والحرارة , والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار .

*وقال أيضا - والقران حجة لك أو عليك - والقران حجة لك , أي عند الله عزوجل أو حجة عليك ...

فإن عملت به كان حجة لك , وإن أعرضت عنه كان حجة عليك , ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الناس يغدون أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم .

*وقال - فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها - كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم , فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه أي حررها من رق الشيطان

*ففي الحديث فوائد :

1-الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين , وأنه شطر الإيمان .
2-الحث على حمد الله وتسبيحه , وأن ذلك يملأ الميزان وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض .
3-الحث على الصلاة , وأنها نور يتفرع على هذه الفائدة أنها تفتح للإنسان باب العلم والفقه .
4-الحث على الصدقة , وبيان أنها برهان ودليل عل صدق إيمان صاحبها .
5-الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة على الإنسان كما تحصل المشقة بالحرارة .
6-أن القران حجة للإنسان أو عليه , وليس هناك واسطة بحيث لا يكون حجة للإنسان أو حجة عليه , بل إما كذا وإما كذا , فنسأل الله أن يجعله حجة لنا نافعاً لنا .

*ومن فوائد الحديث : أن كل الناس لا بد أن يعملوا لقوله - كل الناس يغدو- وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - أصدق الأسماء حارث وهمام - لأن كل إنسان حارث وهمام .

*ومن فوائد الحديث : أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها , فإن عمل بطاعة الله واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان الأمر بالعكس فقد أوبقها . أي أهلكها .

*ومن فوائد الحديث : أن الحرية حقيقة هي : القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراده , قال ابن القيم رحمه الله في النونية :

هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان

فكل إنسان يفر من عبادة الله , فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان .

نهج السلف
2011-08-20, 17:02
الحديث الثالث والعشرون ... عن أبي مالك -الحارث بن عاصم- الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقران حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو مُوبقها -" رواه مسلم . قال الشيخ رحمه الله :- الحديث الثالث والعشرون : عن أبي مالك -الحارث بن عاصم- الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الطهور شطر الإيمان - بضم الطاء يعني الطهارة . شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي , أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك , لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى - إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا -[التوبة28] فلهذا كان الطهور شطر الإيمان , وقيل : - إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان , لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور- ... لكن المعنى الأول أحسن وأعم . *وقال : -والحمد لله تملأ الميزان - الحمد لله تعني : وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية تملأ الميزان , أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - كلمتان خفيفتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - . *وقال -سبحان الله والحمد لله - يعني الجمع بينهما - تملأ - أو قال - تملان ما بين السماء والأرض - وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص , وعلى إثبات الكمال لله عزوجل ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال , فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض . *ثم قال - والصلاة نور - يعني : أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه , وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى - يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ...-[الحديد12] وهي أيضاً نور بالنسبة للاهتداء والعلم وغير ذلك من كل ما فيه النور . *وقال : - والصدقة برهان - أي دليل على صدق صاحبها , وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه. *قال - والصبر ضياء - الصبر أقسامه ثلاثة : صبر على طاعة الله , وصبر على معصية الله , وصبر على أقدار الله . *وقال -" ضياء - نوراً مع حرارة كما قال تعالى -هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا-[يونس5]. والشمس فيها النور والحرارة , والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار . *وقال أيضا - والقران حجة لك أو عليك - والقران حجة لك , أي عند الله عزوجل أو حجة عليك ... فإن عملت به كان حجة لك , وإن أعرضت عنه كان حجة عليك , ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الناس يغدون أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم . *وقال - فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها - كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم , فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه أي حررها من رق الشيطان *ففي الحديث فوائد : 1-الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين , وأنه شطر الإيمان . 2-الحث على حمد الله وتسبيحه , وأن ذلك يملأ الميزان وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض . 3-الحث على الصلاة , وأنها نور يتفرع على هذه الفائدة أنها تفتح للإنسان باب العلم والفقه . 4-الحث على الصدقة , وبيان أنها برهان ودليل عل صدق إيمان صاحبها . 5-الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة على الإنسان كما تحصل المشقة بالحرارة . 6-أن القران حجة للإنسان أو عليه , وليس هناك واسطة بحيث لا يكون حجة للإنسان أو حجة عليه , بل إما كذا وإما كذا , فنسأل الله أن يجعله حجة لنا نافعاً لنا . *ومن فوائد الحديث : أن كل الناس لا بد أن يعملوا لقوله - كل الناس يغدو- وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - أصدق الأسماء حارث وهمام - لأن كل إنسان حارث وهمام . *ومن فوائد الحديث : أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها , فإن عمل بطاعة الله واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان الأمر بالعكس فقد أوبقها . أي أهلكها . *ومن فوائد الحديث : أن الحرية حقيقة هي : القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراده , قال ابن القيم رحمه الله في النونية : هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان فكل إنسان يفر من عبادة الله , فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان .

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا اللهم آمين

عبد الرحيم
2011-08-21, 18:11
الحديث الرابع والعشرون ...

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل أنه قال : - يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني, يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم, وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه - رواه مسلم

*الحديث الرابع والعشرون : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي , لأنه يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال -" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما - فبين الله عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم أحداً لا بزيادة سيئة ولا بنقص حسنة كما قال تعالى - وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا[-طه112] .

- وجعلته بينكم محرماً - أي جعلت الظلم بينكم محرماً , فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً , ولهذا قال - فلا تظالموا - والفاء للتفريع على ما سبق - يا عبادي , كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم - العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إلا من هداه الله عزوجل وإذا كان الأمر كذلك فالواجب طلب الهداية من الله , ولهذا قال - فاستهدوني أهدكم - أي اطلبوا مني أهدكم , والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق , - يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم - , وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إلا من أطعمه الله ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم وذلك لأن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى - أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ[ -الواقعة63-64-65] ... ثم المال الذي يحصل به الحرث هو لله عزوجل .

- يا عبادي كلكم عار- أي قد بدت عورته إلا من كساه الله ويسر له الكسوة , ولهذا قال - إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم - اطلبوا مني الكسوة أكسكم , لأن كسوة بني ادم مما أخرجه الله تعالى من الأرض , ولو شاء الله تعالى لم يتيسر ذلك .

- يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم - وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح- كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون - فالناس يخطئون ليلاً ونهاراً أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر الله ورسوله بفعل المحذور أو ترك المأمور , ولكن هذا الخطأ , له دواء - ولله الحمد - وهو قوله - فاستغفروني أغفر لكم - أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم , والمغفرة : ستر الذنب مع التجاوز عنه .

- يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي - لأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الأرض فلن يضروا الله شيئاً , ولو آمن كل أهل الأرض لن ينفعوا الله شيئاً , لأنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا - لأن طاعة الطائع إنما تنفع الطائع نفسه أما الله عزوجل فلا ينتفع بها لأنه غني عنها , فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك الله شيئاً .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً - وذلك لأن الله غني عنا , فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر - وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده , فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئاً , وقوله - إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر - وهذا من باب تأكيد عدم النقص , لأنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه لا ينقص البحر شيئاً لأن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء .

- يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم - أي أعدها لكم وتكتب على الإنسان - ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه - ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح فيما دون الشرك والله أعلم

وهذا حديث عظيم حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال- إني حرمت الظلم على نفسي ...- وقد شرحه شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة جيدة كما شرحه ابن رجب ضمن الأحاديث الأربعين النووية .

*وفيه من الفوائد : رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وهو ما يسميه أهل العلم بالحديث القدسي .

*ومن فوائده : أن الله عزوجل حرم الظلم عل نفسه لكمال عدله جل وعلا , فهو قادر على أن يظلم , قادر على أن يبخس المحسن من حسناته وأن يضيف إلى المسيء أكثر من سيئاته ولكنه لكمال عدله حرم ذلك على نفسه جل وعلا .

*ومن فوائده : أن الظلم بيننا محرم وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام في مِنى يوم - إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام محرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا - .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل بقوله تعالى - وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا .....[ -النحل78] ... وقوله في هذا الحديث " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم " . والأصل فيه أيضاً الغي والظلم .

*ومن فوائده : وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث - استهدوني أهدكم - .

*ومن فوائد الحديث : أن الإنسان بل كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عزوجل , ويترتب على هذه الفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم - .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن العباد عراة إلا من كساه الله عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له , ولهذا قال - فاستكسوني أكسكم - أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم , وإنما ذكر الله عزوجل العري بعد ذكر الطعام , لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن بني ادم خطاء يخطئون كثيراً في الليل والنهار , ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عزوجل لكل ذنب , وأن الله يغفر الذنوب جميعاً كما قال تعالى - قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا - [الزمر53] ,ويترتب على هذا أن الإنسان يعرف قدر نفسه , فكلما أخطأ استغفر الله عزوجل .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الذنوب مهما كثرت فإن الله تعالى يغفرها إذا استغفر الله الإنسان ربه , لقوله تعالى في الحديث القدسي -" وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم - وقوله - يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني - وذلك لأن الله سبحانه وتعالى مستغن عن جميع خلقه , ومن أسمائه العزيز وهو الذي عز أن يناله ضرر , وكذلك هو الغني الحميد فلا حاجة إلى أن يسعى أحد لنفعه ولن يبلغ أحد ضرره لكمال غناه جل وعلا .

- يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً - وذلك لكمال غناه عزوجل فلو كان الناس كلهم من إنس وجن على أتقى قلب رجل فأن ذلك لا يزيد من ملك الله شيئاً ً .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً " وذلك لكمال غناه فلا تنفعه طاعة الطائعين , ولا تضره معصية العاصين والمقصود من هاتين الجملتين : الحث على طاعة الله عزوجل والبعد عن معصيته .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر - وذلك لكمال غناه جل وعلا وسعته , فيستفاد من هذه الجملة : أن الله سبحانه وتعالى واسع الغنى والكرم وقوله - إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر - سبق لنا أن المقصود بذلك المبالغة في أن ذلك لا ينقص من الله شيئاً .

وقوله- يا عبادي إنما أعمالكم ...الخ - فيستفاد منها الحث على العمل الصالح حتى يجد الإنسان الخير .

*ومن فوائده أيضاً : أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً .

*ومن فوائده : أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم لقوله " ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " .

نهج السلف
2011-08-21, 18:16
الحديث الرابع والعشرون ...

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل أنه قال : - يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني, يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم, وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه - رواه مسلم

*الحديث الرابع والعشرون : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي , لأنه يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال -" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما - فبين الله عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم أحداً لا بزيادة سيئة ولا بنقص حسنة كما قال تعالى - وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا[-طه112] .

- وجعلته بينكم محرماً - أي جعلت الظلم بينكم محرماً , فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً , ولهذا قال - فلا تظالموا - والفاء للتفريع على ما سبق - يا عبادي , كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم - العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إلا من هداه الله عزوجل وإذا كان الأمر كذلك فالواجب طلب الهداية من الله , ولهذا قال - فاستهدوني أهدكم - أي اطلبوا مني أهدكم , والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق , - يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم - , وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إلا من أطعمه الله ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم وذلك لأن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى - أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ[ -الواقعة63-64-65] ... ثم المال الذي يحصل به الحرث هو لله عزوجل .

- يا عبادي كلكم عار- أي قد بدت عورته إلا من كساه الله ويسر له الكسوة , ولهذا قال - إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم - اطلبوا مني الكسوة أكسكم , لأن كسوة بني ادم مما أخرجه الله تعالى من الأرض , ولو شاء الله تعالى لم يتيسر ذلك .

- يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم - وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح- كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون - فالناس يخطئون ليلاً ونهاراً أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر الله ورسوله بفعل المحذور أو ترك المأمور , ولكن هذا الخطأ , له دواء - ولله الحمد - وهو قوله - فاستغفروني أغفر لكم - أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم , والمغفرة : ستر الذنب مع التجاوز عنه .

- يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي - لأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الأرض فلن يضروا الله شيئاً , ولو آمن كل أهل الأرض لن ينفعوا الله شيئاً , لأنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا - لأن طاعة الطائع إنما تنفع الطائع نفسه أما الله عزوجل فلا ينتفع بها لأنه غني عنها , فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك الله شيئاً .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً - وذلك لأن الله غني عنا , فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر - وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده , فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئاً , وقوله - إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر - وهذا من باب تأكيد عدم النقص , لأنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه لا ينقص البحر شيئاً لأن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء .

- يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم - أي أعدها لكم وتكتب على الإنسان - ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه - ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح فيما دون الشرك والله أعلم

وهذا حديث عظيم حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال- إني حرمت الظلم على نفسي ...- وقد شرحه شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة جيدة كما شرحه ابن رجب ضمن الأحاديث الأربعين النووية .

*وفيه من الفوائد : رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وهو ما يسميه أهل العلم بالحديث القدسي .

*ومن فوائده : أن الله عزوجل حرم الظلم عل نفسه لكمال عدله جل وعلا , فهو قادر على أن يظلم , قادر على أن يبخس المحسن من حسناته وأن يضيف إلى المسيء أكثر من سيئاته ولكنه لكمال عدله حرم ذلك على نفسه جل وعلا .

*ومن فوائده : أن الظلم بيننا محرم وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام في مِنى يوم - إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام محرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا - .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل بقوله تعالى - وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا .....[ -النحل78] ... وقوله في هذا الحديث " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم " . والأصل فيه أيضاً الغي والظلم .

*ومن فوائده : وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث - استهدوني أهدكم - .

*ومن فوائد الحديث : أن الإنسان بل كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عزوجل , ويترتب على هذه الفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم - .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن العباد عراة إلا من كساه الله عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له , ولهذا قال - فاستكسوني أكسكم - أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم , وإنما ذكر الله عزوجل العري بعد ذكر الطعام , لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن بني ادم خطاء يخطئون كثيراً في الليل والنهار , ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عزوجل لكل ذنب , وأن الله يغفر الذنوب جميعاً كما قال تعالى - قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا - [الزمر53] ,ويترتب على هذا أن الإنسان يعرف قدر نفسه , فكلما أخطأ استغفر الله عزوجل .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الذنوب مهما كثرت فإن الله تعالى يغفرها إذا استغفر الله الإنسان ربه , لقوله تعالى في الحديث القدسي -" وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم - وقوله - يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني - وذلك لأن الله سبحانه وتعالى مستغن عن جميع خلقه , ومن أسمائه العزيز وهو الذي عز أن يناله ضرر , وكذلك هو الغني الحميد فلا حاجة إلى أن يسعى أحد لنفعه ولن يبلغ أحد ضرره لكمال غناه جل وعلا .

- يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً - وذلك لكمال غناه عزوجل فلو كان الناس كلهم من إنس وجن على أتقى قلب رجل فأن ذلك لا يزيد من ملك الله شيئاً ً .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً " وذلك لكمال غناه فلا تنفعه طاعة الطائعين , ولا تضره معصية العاصين والمقصود من هاتين الجملتين : الحث على طاعة الله عزوجل والبعد عن معصيته .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر - وذلك لكمال غناه جل وعلا وسعته , فيستفاد من هذه الجملة : أن الله سبحانه وتعالى واسع الغنى والكرم وقوله - إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر - سبق لنا أن المقصود بذلك المبالغة في أن ذلك لا ينقص من الله شيئاً .

وقوله- يا عبادي إنما أعمالكم ...الخ - فيستفاد منها الحث على العمل الصالح حتى يجد الإنسان الخير .

*ومن فوائده أيضاً : أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً .

*ومن فوائده : أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم لقوله " ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " .




بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

حبذا لو يكون الحديث بالشكل التام و أثابكم الله اللهم آمين

عبد الرحيم
2011-08-21, 18:27
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

حبذا لو يكون الحديث بالشكل التام و أثابكم الله اللهم آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنحاول فيما تبقى من الأحاديث إن شاء الله

نهج السلف
2011-08-22, 17:49
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث الخامس و العشرون :

عن أبي ذَرٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، ويَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَموالِهِم. قالَ: { أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ}. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ أَجْرٌ؟ قالَ: { أَرَأيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ}). رواه مسلم

عبد الرحيم
2011-08-22, 18:13
الحديث الخامس والعشرون ...

عن أبي ذَرٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، ويَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَموالِهِم. قالَ: { أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ}. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ أَجْرٌ؟ قالَ: { أَرَأيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ}). رواه مُسلِمٌ.


الحديث الخامس والعشرون أيضاً :

يعني بالإضافة إلى الحديث السبق القدسي أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله - وهؤلاء فقراء - قالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور - يعني أهل الأموال ذهبوا بالأجور , يعني اختصوا بها .

- يصلون كما نصلي و ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم - فهم شاركوا الفقراء في الصلاة والصوم وفضولهم في الصدقة .

قال النبي صلى الله عليه وسلم - أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ... إلخ-

لما اشتكى الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء لا يتصدقون . بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة التي يطيقونها فقال - أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به , إن لكم بكل تسبيحة صدقة- يعني أن يقول الإنسان سبحان الله صدقة " وبكل تكبيره صدقة - يعني إذا قال : الله أكبر فهذه صدقة - وكل تحميده صدقة - يعني إذا قال : الحمد لله فهذه صدقة - وكل تهليلة صدقة - يعني إذا قال : لا إله إلا الله فهذه صدقة - وأمر بالمعروف - يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة - ونهياً عن منكر - يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن ذلك صدقة " وفي بضع أحدكم صدقة - يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله صلى الله عليه وسلم " وفي بضع أحدكم صدقة " وليس للشك في هذا , لأنهم يعلمون أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلام - قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ... - [ال عمران40] ... أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به .

قال - أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ - والجواب : نعم يكون عليه وزر قال " فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر " وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلال فقال صلى الله عليه وسلم - فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر - .

*في هذا الحديث من الفوائد :

-حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات .

-ينبغي للإنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قالوا - ذهب أهل الدثور بالأجور - بينوا وجع ذلك فقالوا - يصلون كما نصلي ..الخ -

-أن كل قول يقرب إلى الله تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة .

-الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار , لأن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى الله عزوجل .

-أن الاكتفاء بالحلال والحرام يجعل الحلال قربة وصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم - وفي بضع أحدكم صدقة-

-جواز الاستثبات في الخبر ولو كان صادراً من صداق لقولهم - أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ -

-حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بإيراد كلامه على سبيل الاستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه , ون هذا قوله عليه الصلاة والسلام حين سئل عن بيع الرطب بالتمر - أينقص إذا جف ؟ - قالوا : نعم , فنهى عن ذلك .

عبد الرحيم
2011-08-22, 18:19
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحديث الخامس و العشرون :

عن أبي ذَرٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، ويَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَموالِهِم. قالَ: { أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ}. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ أَجْرٌ؟ قالَ: { أَرَأيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ}). رواه مسلم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك خيرا وجعله في ميزان حسناتك

آميـــن

نهج السلف
2011-08-22, 18:33
الحديث الخامس والعشرون ...

عن أبي ذَرٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، ويَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَموالِهِم. قالَ: { أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ}. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ أَجْرٌ؟ قالَ: { أَرَأيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ}). رواه مُسلِمٌ.


الحديث الخامس والعشرون أيضاً :

يعني بالإضافة إلى الحديث السبق القدسي أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله - وهؤلاء فقراء - قالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور - يعني أهل الأموال ذهبوا بالأجور , يعني اختصوا بها .

- يصلون كما نصلي و ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم - فهم شاركوا الفقراء في الصلاة والصوم وفضولهم في الصدقة .

قال النبي صلى الله عليه وسلم - أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ... إلخ-

لما اشتكى الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء لا يتصدقون . بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة التي يطيقونها فقال - أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به , إن لكم بكل تسبيحة صدقة- يعني أن يقول الإنسان سبحان الله صدقة " وبكل تكبيره صدقة - يعني إذا قال : الله أكبر فهذه صدقة - وكل تحميده صدقة - يعني إذا قال : الحمد لله فهذه صدقة - وكل تهليلة صدقة - يعني إذا قال : لا إله إلا الله فهذه صدقة - وأمر بالمعروف - يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة - ونهياً عن منكر - يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن ذلك صدقة " وفي بضع أحدكم صدقة - يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله صلى الله عليه وسلم " وفي بضع أحدكم صدقة " وليس للشك في هذا , لأنهم يعلمون أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلام - قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ... - [ال عمران40] ... أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به .

قال - أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ - والجواب : نعم يكون عليه وزر قال " فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر " وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلال فقال صلى الله عليه وسلم - فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر - .

*في هذا الحديث من الفوائد :

-حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات .

-ينبغي للإنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قالوا - ذهب أهل الدثور بالأجور - بينوا وجع ذلك فقالوا - يصلون كما نصلي ..الخ -

-أن كل قول يقرب إلى الله تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة .

-الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار , لأن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى الله عزوجل .

-أن الاكتفاء بالحلال والحرام يجعل الحلال قربة وصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم - وفي بضع أحدكم صدقة-

-جواز الاستثبات في الخبر ولو كان صادراً من صداق لقولهم - أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ -

-حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بإيراد كلامه على سبيل الاستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه , ون هذا قوله عليه الصلاة والسلام حين سئل عن بيع الرطب بالتمر - أينقص إذا جف ؟ - قالوا : نعم , فنهى عن ذلك .


بارك الله فيكم و غفر لنا و لكم اللهم آمين

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

هند الجزايرية
2011-08-22, 18:48
بارك الله فيك اختي امينة

اللهم اجعل عبارات التهليل والتسبيح وقراءة الاحاديث على كل لسان
جارتك هند

نهج السلف
2011-08-22, 22:35
بارك الله فيك اختي امينة

اللهم اجعل عبارات التهليل والتسبيح وقراءة الاحاديث على كل لسان
جارتك هند


و فيك بارك الله هند و سعدت لمرورك الجميل

غفر الله لنا و لك في هذه الأيام المباركة آمين

سلامي إلى هديل

عبد الرحيم
2011-08-23, 17:43
الحديث السادس والعشرون

عَنْ أَبي هُريرة رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { ُكل سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ , وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ }. رواه البخاريُّ ومسلِمٌ.

الحديث السادس والعشرون : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - كل سُلامى من الناس صدقة , كل يوم تطلع فيه الشمس .. - كل سُلامى أي كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة " كل يوم تطلع فيه الشمس - أي صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس فقوله - كل سُلامى - مبتدأ و - عليه صدقة - جملة خبر المبتدأ - وكل يوم - ظرف والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل الإنسان صدقة يؤديها شكراً لله تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع .

- تعدل بين اثنين صدقة - أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى - لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ... - [النساء114] .

- وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة - وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك المسلم في دابته إما أن تحمله عليها إن كان لا يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني - عفشه - هذا أيضاً لأنها إحسان والله يحب المحسنين .

- والكلمة الطيبة صدقة - الكلمة الطيبة , كل كلمة تقرب إلى الله كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم , وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة .

- وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة فإنها صدقة - وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط بها خطيئة .

- وتميط الأذى عن الطريق صدقة - إماطة الأذى يعني إزالة الأذى عن الطريق , والأذى ما يؤذي المارة من ماء أو حجر أو زجاج أو شوك أو غير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الأرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة .

*وفي هذا الحديث فوائد منها :

1-أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً -والله أعلم .

2-أن كل ما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة , وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في حديث آخر - أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى - .


**************************************

الحديث السابع والعشرون

عن النَّوَّاسِ بنِ سِمْعانَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: { الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ , وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أنْ يَطَّلِعَ عليْهِ النَّاسُ }.
وعن وابِصَةَ بنِ مَعْبَدٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:( أتيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقالَ : { جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ } قُلْتُ: نَعَمْ.
قالَ : { اسْتَفْتِ قَلْبَكَ؛ الْبِرُّ مَا اطْمَأنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكََ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ }). حَديثٌ حَسَنٌ رُوِّينَاهُ في مُسْنَدَيِ الإمامَيْنِ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ والدَّارِمِيِّ بإسنادٍ حَسَنٍ.

*الشرح :

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - البر حسن الخلق - البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير وحسن الخلق يعني أن يكون الإنسان واسع البال منشرح الصدر مطمئن القلب حسن المعاملة , فيقول عليه الصلاة والسلام - إن البر حسن الخلق - فإذا كان الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن وأما الإثم فبينه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه - ما حاك في نفسك - وهو يخاطب النواس بن سمعان , والنواس ابن سمعان صحابي جليل فلا يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا قال - ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس - وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق , ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك , وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون مع أهل الخير والصلاح , ومثل الحديث عن وابصة بن معد رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال - جئت تسأل عن البر؟ - قلت : نعم , قال - استفت قلبك - يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب , فمتى وجدت نفسك مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله - والإثم ما حاك نفسك - في النفس وتردد في الصدر , فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم قال- وإن أفتاك الناس وأفتوك - يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة , وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء ولا يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس : هذا حلال وهذا لابأس به , لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال : مثل هذا إنه إثم فاجتنبه .

ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله : فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق هو البر .

ومن فوائده أيضاً : أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب .

ومن فوائده : أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي , فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه .

ومن فوائدها : فراسة النبي صلى الله عليه وسلم حيث اتى إليه وابصة رضي الله عنه فقال - جئت تسأل عن البر ؟ -

*ومن فوائدها : إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير , لقوله - البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب-

*ومن فوائد الحديثين أيضاً : أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى ما يكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده .

*ومن فوائدهما : أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لا يعدل إلى التقليد لقوله - وإن أفتاك الناس وأفتوك - .

نهج السلف
2011-08-23, 22:03
الحديث السادس والعشرون

عَنْ أَبي هُريرة رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { ُكل سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ , وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ }. رواه البخاريُّ ومسلِمٌ.

الحديث السادس والعشرون : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - كل سُلامى من الناس صدقة , كل يوم تطلع فيه الشمس .. - كل سُلامى أي كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة " كل يوم تطلع فيه الشمس - أي صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس فقوله - كل سُلامى - مبتدأ و - عليه صدقة - جملة خبر المبتدأ - وكل يوم - ظرف والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل الإنسان صدقة يؤديها شكراً لله تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع .

- تعدل بين اثنين صدقة - أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى - لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ... - [النساء114] .

- وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة - وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك المسلم في دابته إما أن تحمله عليها إن كان لا يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني - عفشه - هذا أيضاً لأنها إحسان والله يحب المحسنين .

- والكلمة الطيبة صدقة - الكلمة الطيبة , كل كلمة تقرب إلى الله كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم , وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة .

- وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة فإنها صدقة - وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط بها خطيئة .

- وتميط الأذى عن الطريق صدقة - إماطة الأذى يعني إزالة الأذى عن الطريق , والأذى ما يؤذي المارة من ماء أو حجر أو زجاج أو شوك أو غير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الأرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة .

*وفي هذا الحديث فوائد منها :

1-أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً -والله أعلم .

2-أن كل ما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة , وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في حديث آخر - أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى - .


**************************************

الحديث السابع والعشرون

عن النَّوَّاسِ بنِ سِمْعانَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: { الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ , وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أنْ يَطَّلِعَ عليْهِ النَّاسُ }.
وعن وابِصَةَ بنِ مَعْبَدٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:( أتيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقالَ : { جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ } قُلْتُ: نَعَمْ.
قالَ : { اسْتَفْتِ قَلْبَكَ؛ الْبِرُّ مَا اطْمَأنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكََ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ }). حَديثٌ حَسَنٌ رُوِّينَاهُ في مُسْنَدَيِ الإمامَيْنِ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ والدَّارِمِيِّ بإسنادٍ حَسَنٍ.

*الشرح :

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - البر حسن الخلق - البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير وحسن الخلق يعني أن يكون الإنسان واسع البال منشرح الصدر مطمئن القلب حسن المعاملة , فيقول عليه الصلاة والسلام - إن البر حسن الخلق - فإذا كان الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن وأما الإثم فبينه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه - ما حاك في نفسك - وهو يخاطب النواس بن سمعان , والنواس ابن سمعان صحابي جليل فلا يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا قال - ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس - وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق , ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك , وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون مع أهل الخير والصلاح , ومثل الحديث عن وابصة بن معد رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال - جئت تسأل عن البر؟ - قلت : نعم , قال - استفت قلبك - يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب , فمتى وجدت نفسك مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله - والإثم ما حاك نفسك - في النفس وتردد في الصدر , فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم قال- وإن أفتاك الناس وأفتوك - يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة , وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء ولا يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس : هذا حلال وهذا لابأس به , لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال : مثل هذا إنه إثم فاجتنبه .

ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله : فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق هو البر .

ومن فوائده أيضاً : أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب .

ومن فوائده : أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي , فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه .

ومن فوائدها : فراسة النبي صلى الله عليه وسلم حيث اتى إليه وابصة رضي الله عنه فقال - جئت تسأل عن البر ؟ -

*ومن فوائدها : إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير , لقوله - البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب-

*ومن فوائد الحديثين أيضاً : أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى ما يكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده .

*ومن فوائدهما : أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لا يعدل إلى التقليد لقوله - وإن أفتاك الناس وأفتوك - .

بارك الله فيكم و جعلكم من عتقائه هذه الأيام من النار اللهم آمين

عبد الرحيم
2011-08-24, 18:02
الحديث الثامن والعشرون

عَنْ أَبي نَجِيحٍ العِرْباضِ بنِ سَاريةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:( وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْها القُلوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْها العُيُونُ , فَقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، كَأنَّها مَوْعِظَةُ مُودِّعٍ فَأَوْصِنا. قالَ: { أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا, فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ , تَمَسَّكُوا بِهَا , وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ , وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ })
رواهُ أبو داوُدَ والتِّرمِذِيُّ ، وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.


*الشرح : قوله -وعظنا - الوعظ : هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة ولا يكثر عليهم مخافة السآمة , قوله - وجلت منها القلوب - أي خافت , - وذرفت منها العيون - أي بكت حتى ذرفت دموعها - فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا - لأن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل - وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي صلى الله عليه وسلم بما فيه خير , قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل - وتقوى الله اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق الله عزوجل - والسمع والطاعة - يعني لولاة الأمور أي اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون , - وإن تأمر عليكم عبد - يعني وإن كان الأمير عبداً فأسمعوا له وأطيعوه , وهذا هو مقتضى عموم الآية - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ...- ]النساء59] .

قوله - فإنه من يعش منكم - أي من تطول حياته فسيرى اختلافاً كثيراً ووقع ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد حصل الاختلاف الكثير في زمن الصحابة رضي الله عنهم ثم أمر صلى الله عليه وسلم بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين والخلفاء الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته علماً وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم .

- المهديين - وصف كاشف , لأن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم الله عزوجل لطريق الحق

- عضوا عليها بالنواجذ - وهي أقصى الأضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من محدثات الأمور فقال - إياكم - أي أحذركم من محدثات الأمور وهي الأمور وهي ما أحدث في الدين بلا دليل شرعي وذلك لأنه لما لأمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال - فإن كل بدعة ضلالة - رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

*وفي الحديث فوائد منها : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه , حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها الأعين .

*ومنها : أن الإنسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم , موعظة مؤثرة بليغة , لأن المواعظ عند الوداع لا تنسى .

*ومنها : الوصية بتقوى الله عزوجل , فهذه الوصية هي وصية الله في الأولين والآخرين لقوله تعالى - ...وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ... - ]النساء131] .

*ومنها : الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وقد أمر الله بذلك في قوله - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... - ]النساء59 [... وهذا الأمر مشروط بأن لا يؤمر بمعصية الله , فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة في معصية الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم - إنما الطاعة في المعروف - ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... - ]النساء59] ... حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء الأمور بل جعلها تابعة لطاعة الله ورسوله .

*ومن فوائد هذا الحديث : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع , فهو أيضاً يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها .

*ومنها : أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة , لأن بعض الوعاظ يأتي بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب , ولكنها وإن أفادت في هذا تضر , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين - .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة , لقوله " كأنها موعظة مودعٍ " .

*ومنها : طلب الوصية من أصحاب العلم .

*ومنها : أن لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عزوجل قال تعالى - ... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ... - ]النساء131] , وقد سبق شرحها , وقد سبق شرحها .

*ومنها : الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيداً لقوله صلى الله عليه وسلم - والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبدٌ - لأن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة .

*ومن فوائد الحديث : ظهور آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال - من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً - والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلافاً كثيراً كما يعلم ذلك من التاريخ .

*ومن فوائد الحديث : لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما عند الاختلاف والتفرق ولهذا قال - فعليكم بسنتي - .

*ومنها : أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ , لئلا تفلت من الإنسان .

*ومن فوائد الحديث : التحذير من محدثات الأمور , والمراد بها المحدثات في الدين , وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذير منه ' أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله , والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً .

*ومن فوائد الحديث : أن كل بدعة ضلالة , وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء , بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو من أحد أمرين : إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة , وإما أنها ليست حسنة وظن اهو أنها حسنة , وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي صلى الله عليه وسلم- فإن كل بدعة ضلالة - .

***************************************
الحديث التاسع والعشرون

عن معاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ، قالَ: قُلْتُ:( يا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ ويُباعِدُني عَنِ النَّارِ. قالَ: {لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ؛ تَعْبُدُ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ , وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ}. ثمَّ قَالَ: {أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ}. ثُمَّ تَلاَ: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ..) حَتى بَلَغَ: ( يَعْمَلُونَ ) . ثُمَّ قالَ: {أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟}.
قُلْتُ: بَلى يَا رسولَ اللهِ.
قالَ: {رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ}. ثمَّ قالَ: {أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟}.
قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وقالَ: {كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا}.
قُلْتُ: يا نَبِيَّ اللهِ، وإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ به؟
فقالَ: {ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أو قالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِم إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ}).
رواه التِّرمذيُّ , وقالَ: حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ


*الشرح :

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال - قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار - الجنة هي الدار التي أعدها الله عزوجل لعباده المتقين , فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , والنار هي الدار التي أعدها الله عزوجل للكافرين , وفيها من العذاب الشديد ما هو معلوم في الكتاب والسنة , سأل عن هذا الأمر لأنه أهم شيء عنده رضي الله عنه وينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا أهم شيء عنده , أن يدخل الجنة ويباعد عن النار .

وهذا هو غاية الفوز لقوله تعالى -... فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ- ]ال عمران 185] فقال النبي صلى الله عليه وسلم - لقد سألت عن عظيم - أي شيء ذي عظمة وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار ولكن قال - وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه - ويحتمل أن يكون قوله- عن عظيم - عن العمل الذي يدخل الجنة ويباعده عن النار - وإنه - أي ذلك العمل - ليسير عن من يسره الله تعالى عليه - أي سهل على من سهله الله عليه ثم فصل له ذلك بقوله - تعبد الله ولا تشرك به شيئاً - وعبادة الله سبحانه وتعالى هي القيام بطاعته امتثالاً لأمره واجتناباً لنهيه مخلصاً له - لا تشرك به شيئاً- أي لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً , لأنه من شرط العبادة والإخلاص له عزوجل .

والأمر الثاني : من العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار إقامة الصلاة حيث قال - وتقيم الصلاة - ومعنى إقامتها أن تأتي بها مستقيمة تامة الأركان والواجبات والشروط وتكميلها بمكملاتها .

الأمر الثالث: - وتؤتي الزكاة - وهي المال الذي أوجبه الله عزوجل وجل يخرجه الإنسان من أموال معينة بشروط معروفة إلى أهلها المستحقين لها , وهذا معروف في كتب العلماء رحمهم الله .

الأمر الرابع : أي شهر رمضان وهو أيضاً معلوم والصوم هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .

الأمر الخامس : -وتحج البيت - أي تقصد البيت الحرام وهو الكعبة لأداء المناسك .

وهذه أركان الإسلام الخمسة , تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت .

وشهادة أن محمداً رسول الله داخلة في شهادة أن لا إله إلا الله إذا لم تذكر معها , لأن شهادة أن لا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله ومن عبادة الله التصديق برسوله صلى الله عليه وسلم واتباعه .

ثم قال أي النبي صلى الله عليه وسلم - ألا أدلك على أبواب الخير؟ - يعني على ما تتوصل به إلى الخير , كأنه قال نعم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم - الصوم جُنة - يعني أنه وقاية يقي من المعاصي في حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال صلى الله عليه وسلم- والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار - الصدقة هي بذل المال للفقير المحتاج تقرباً لله سبحانه وتعالى وتقرباً وإحساناً إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة , أي ما أخطأ به الإنسان من ترك واجب أو فعل محرم - كما يطفئ الماء النار - وكلنا يعرف أن إطفاء المار للنار لا يبقي من النار شيئاً , كذلك الصدقة لا تبقي من الذنوب شيئاً .

- وصلاة الرجل في جوف الليل - أي تطفئ الخطيئة كما يطفئ المار النار , وجوف الليل وسطه وأفضل صلاة الليل النصف الثاني أو ثلث الليل بعد النصف الأول وقد كان داود عليه السلام ينام نصف اللي ويقوم ثلثه وينام سدسه ثم قرأ - تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ - ]السجدة16-17]... قرأها استشهاداً بها , و الاية كما هو ظاهر فيها أنها تتجافى جنوبهم عن المضاجع يعني للصلاة في الليل وينفقون مما رزقهم الله وهاتان هما الصدقة وصلاة الليل اللتان ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث .

ثم قال صلى الله عليه وسلم - ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ - قلت بلى يا رسول الله قال- رأس الإسلام - الأمر يعني الشأن الذي هو أعظم الشئون ورأسه الإسلام يعلو ولا يعلى عليه وبالإسلام يعلو الإنسان على شرار عباد الله من الكفار والمشركين والمنافقين , وعموده -أي عمود الإسلام الصلاة , لأن عمود الشيء ما يبنى عليه الشيء ويستقيم به الشيء ولا يستقيم إلا به وإنما كانت الصلاة عمود الإسلام , لأن تركها يخرج الإنسان من الإسلام إلى الكفر والعياذ بالله وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والسنام ما علا ظهر البعير وذروة أعلاه وإنما ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله , لأن به يعلو المسلمون على أعدائهم .

ثم قال صلى الله عليه وسلم - ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ - أي بما به ملاك هذا الأمر كله- فقلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه - وقال - كف عليك هذا - يعني لا تطلقه بالكلام لأنه خطر قلت- يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ - هذه جملة استفهامية والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟ .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم - ثكلتك أمك - أي فقدتك حتى كانت ثكلى من فقدك , وهذه الجملة لا يراد بها معناها , وإنما يراد بها الحث والإغراء , على فهم ما يقال , فقال - ثكلتك أمك , وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال - على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ - , أو هنا للشك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم-على وجوههم - أو قال - على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم - أي إلا ما تحصد ألسنتهم من الكلام والمعنى أن اللسان إذا أطلقه الإنسان كان سبباً أن يُكب على وجهه في النار والعياذ بالله .

*وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة :

حرص الصحابة رضي الله عنهم على الأعمال التي تدخلهم الجنة وتباعدهم من النار وأن هذا هو أهم شيء عندهم ولهذا سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار .

*ومنها : إثبات الجنة والنار وهما الان موجودتان وهما لا يفنيان أبداً .

*ومنها : بيان أن سؤال معاذ بن جبل رضي الله عنه عظيم لأن عوضه عظيم والعوض على قدر المعوض ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - لقد سألت عن عظيم - أي سألت عن عمل عظيم بدليل ما ترتب عليه من جزاء .

ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الشيء العظيم يسير على من يسره الله عليه , فيستفاد من هذا أنه ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عزوجل في طلب تيسير الأمور وليعلم أن من أسباب تيسير الله تقوى الله لقوله تعالى - ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا - ]الطلاق4] .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن أول شيء وأعظمه توحيد الله عزوجل والإخلاص لله لقوله - تعبد الله ولا تشرك به شيئاً - .

ومن فوائد هذا الحديث: : أهمية الصلاة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرها بعد الإخلاص فإن قال قائل : أين الشهادة الثانية ؟ شهادة أم محمداً رسول الله , قلنا : إنها معلومة من قوله - تعبد الله لا تشرك به شيئاً - وسبق بيان ذلك .

*ومن فوائد الحديث : تقديم الزكاة على الصوم لأنها أكد .

*ومن فوائد الحديث: تقديم الصوم على الحج لأنه يتكرر كل عاف بخلاف الحج فإنه لا يجب إلا في مرة في العمر .

*ومن فوائد الحديث : الإشارة في هذه الجملة إلى أركان الإسلام الخمسة - تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت - .

*ومن فوائد الحديث : عرض المسألة على الطالب بالتشويق لقوله - ألا أدلك على أبواب الخير ؟ - .

*ومن فوائد الحديث : أن للخير أبواباً وهذه الأبواب لها مداخل وهو يشبه قول الرسول صلى الله عليه وسلم - الإيمان بضع وسبعون شعبة -

*ومن فوائد الحديث : أن الصوم جنة , أي مانع للصائم من اللغو والرفث ومن قول الزور والعمل به والجهل , وهو أيضاً جنة للصائم من النار يقيه النار لقوله تعالى - الصوم لي وأنا أجزي به - .

*ومن فوائد الحديث : فضيلة الصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم - والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار - .

*ومن فوائد خذا الحديث : أن صلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة لقول النبي صلى الله عليه وسلم - والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل -

*ومن فوائد الحديث : ان النبي صلى الله عليه وسلم يستدل بالقران لأنه تلي قوله تعالى - تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ- ]السجدة16-17] .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرض المسائل بضيغة الاستفهام لتنبيه المخاطب كما مر في هذا الحديث .

*ومن فوائد الحديث : أن الأمر -أي شأن الخلق - له رأس وله عمود وله ذروة سنام فرأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة يعني عمود الإسلام الصلاة , وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن تارك الصلاة كافر لقوله صلى الله عليه وسلم - وعموده -أي عمود الإسلام- الصلاة - ومعلوم أن العمود إذا سقط البنيان وهذا القول الراجح من أقوال أهل العلم بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وقد بينا ذلك في رسالة لنا في هذا الأمر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الجهاد في سبيل الله فيه علو الإسلام ورفعته لقوله - ذروة سنامه الجهاد-.

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الذي يملك هذا كله هو حفظ اللسان لقوله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ - فقلت ك بلى يا رسول الله , فأخذ بلساني وقال - كف عليك هذا " .

*ومن فوائد هذا الحديث : جواز التعليم بالإشارة , لأنه صلى الله عليه وسلم أخذ بلسان نفسه وقال : - كف عليك هذا -.

*ومن فوائد هذا الحديث : خطر اللسان على الإنسان لقوله صلى الله عليه وسلم - ثكلتك أمك , وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال - على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟!- .

*ومن فوائد هذا الحديث : تحري ما نقل في الحديث من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال - على وجوههم أو على مناخرهم - , وهذا يدل على الأمانة التامة في نقل الحديث , والله الحمد .

عبد الرحيم
2011-08-25, 22:50
الحديث الثلاثون

عَن أَبي ثَعْلبةَ الْخُشَنِيِّ جُرثُومِ بنِ ناشرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ عَن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : ( إنَّ اللهَ تَعَالى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْها ). حديثٌ حسنٌ رواه الدَّارَقُطْنِيُّ وغيرُه.

- الشرح :

قوله صلى الله عليه و سلم : - ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها - أي : أوجب إيجابا حتميا على عباده فرائض معلومة ولله الحمد كالصلوات الخمس و الزكاة و الصيام و الحج و بر الوالدين و صلة الأرحام و غير ذلك .

- فلا تضيعوها - أي : لا تهملوها إما بترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها.

- وحد حدودا - أي : أوجب واجبات و حددها بشروط وقيود .

- فلا تعتدوها - أي : لا تتجاوزوها

- وحرم أشياء فلا تنتهكوها - حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين و قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق و الخمر و السرقة و أشياء كثيرة .

- فلا تنتهكوها - أي : فلا تقعوا فيها ، فأن وقوعكم فيها انتهاك لها .

- وسكت عن أشياء - أي : أي لم يفرضها و لم يوجبها و لم يحرمها .

- رحمة بكم - من اجل الرحمة و التخفيف عليكم .

- غير نسيان - فإن الله تعالى لا ينسى كما قال موسى عليه الصلاة و السلام -... لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى [-طه52] فهو تركها جل وعلا رحمة بالخلق ، و ليس نسيان لها .

- فلا تسألوا عنها - أي : لا تبحثوا عنها .

فوائد هذا الحديث :

- حسن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين .

- ومن فوائد هذا الحديث : إن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم و اليقين ، و الفرائض قال أهل العلم : أنها تنقسم الى قسمين : فرض كفاية ، و فرض عين . فأما فرض الكفاية : فأنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله ، وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين ، و فرض العين هو : ما قصد به الفعل و الفاعل ووجب على كل أحد بعينه ، فأما الأول فمثله الآذان و الإقامة و صلاة الجنازة و غيرها .

و أما الثاني : فمثل الصلوات الخمس و الزكاة و الصوم و الحج .

و قوله - وحد حدودا - أي: أوجب واجبات محددة و معينة بشروطها

- فيستفاد من هذا الحديث : انه لا يجوز للانسان ان يتعدى حدود الله ، و يتفرع من هذه الفائدة انه لا يجوز المغالاة في دين الله ، و لهذا أنكر النبي صلى الله علية وسلم على الذين قال أحدهم : - أنا أصوم و لا افطر ، وقال الثاني : أنا أقوم ولا أنام ، و قال الثالث : أنا لا أتزوج النساء - أنكر عليهم و قال : - و إما أنا فاصلي و أنام و أصوم و افطر و أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني-

- ومن فوائد الحديث : تحريم انتهاك المحرمات لقوله - فلا تنتهكوها - ثم ان المحرمات نوعان كبائر و صغائر

فالكبائر : لا تغفر إلا بالتوبة ، و الصغائر : تكفرها الصلاة و الحج والذكر و ما اشبه ذلك

- ومن فوائد الحديث : ان ما سكت الله عنه فهو عفو ، فإذا أتشكل علينا حكم الشي هل هو واجب أم ليس بواجب و لم نجد له أصلا في الوجوب ؛ فهو مما عفا الله عنه ، و اذا شككنا هل هذا حرام ام ليس حراما و هو ليس اصله التحريم ؛ كان هذا أيضا مما عفا الله عنه

*ومن فوائد الحديث : انتفاء النسيان عن الله عز زجل ، و هذا يدل على كمال علمه و ان الله عز وجل بكل شئ عليم فلا ينسى ما علم و لم يسبق علمه جهلا ، بل هو بكل شئ عليم أزلا و أبدا .

*ومن فوائد الحديث : انه لا ينبغي في البحث و السؤال إلا ما دعت أليه الحاجة ، و هذا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لأنه عهد التشريع و يخشى ان أحدا يسال عن شئ لم يجب فيوجبه من اجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من اجل مسألته و لهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البحث عنها فقال - فلا تبحثوا عنها-.


***************************************


الحديث الحادي والثلاثون

عن أبي العبَّاسِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ الساعديِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ : ( جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا رسولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللهُ وأَحبَّنِيَ النَّاسُ. فَقَالَ: { ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ }. حديثٌ حَسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه وغيرُهُ بأسانيدَ حَسنةٍ.

- الشرح :

عن آبي العباس سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم و لم يبين اسم الرجل ؛ لانه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم و معرفة القضية فقال : - يا رسول الله ، دلني على عمل إذا عملته احبني الله و احبني الناس - وهذا الطلب لا شك انه مطلب عالي يطلب فيه السائل ما يجلب محبة الله له و ما يجلب محبة الناس له ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم - ازهد في الدنيا - يعني : اترك في الدنيا ما لا ينفعك في الآخرة و هذا يتضمن انه يرغب في الآخرة ؛ لان الدنيا و الآخرة ضرتان إذا زهد في إحداهما فهو راغب في الأخرى بل هذا يتضمن أن الإنسان يحرص على القيام بأعمال الآخرة من فعل الأوامر وترك النواهي ويدع ما لا ينفعه في الآخرة من الأمور التي تضيع و قته و لا ينتفع بها إما ما يكون سببا لمحبة الناس فقال - ازهد فيما عند الناس يحبك الناس - فلا يطلب من الناس شيئا و لا يتشوق أليه و لا يستشرف له و يكون ابعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس ؛ لان الناس إذا سئل الإنسان ما في أيديهم استثقلوه و كرهوه ، و إذا كان بعيدا عن ذلك فانهم يحبونه .

*من فوائد هذا الحديث : حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على سؤال النبي صلى الله عليه و سلم فيما ينفعهم .

*و من فوائده : أن الإنسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله و أن يحبه الناس ويكره أن يمقته الله و يمقته الناس فبين النبي صلى الله عليه و سلم ما يكون به ذلك .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن من الزهد في الدنيا احبه الله ؛ لان الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة في الآخرة ، وقد سبق معنى الزهد : و انه ترك ما لا ينفع في الآخرة .

*ومن فوائد هذا الحديث : إن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك .

*ومن فوائد هذا الحديث : إن الطمع في الدنيا و التعلق بها سبب لبغض الله للعبد وان الطمع فيما عند الناس و الترقب له يوجب بغض الناس للإنسان ، و الزهد فيما في أيديهم هو اكبر أسباب محبتهم


***************************************


الحديث الثاني والثلاثون

عَنْ أَبِي سعيدٍ سعدِ بنِ سِنانٍ الخُدْريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ , أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ ).
حديثٌ حسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه والدَّارَقُطْنِيُّ وغيرُهُما مُسْنَدًا، ورواهُ مالكٌ في الْمُوَطَّأِ مُرْسَلاً, عَنْ عَمْرِو بنِ يَحْيَى, عَنْ أبيهِ , عَنِ النبيِّ صلّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم، فأَسْقَطَ أبا سعيدٍ، وَلَهُ طُرُقٌ يُقَوِّي بعضُها بعضًا.

- الشرح :

عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال - لا ضرر و لا ضرار - ثم تكلم المؤلف - رحمه الله - على طرق هذا الحديث .
قوله - لا ضرر - أي : أن الضرر منفي شرعا ، - و لا ضرار - أي : مضاره و الفرق بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد ، و الضرار يحصل بقصد فنفى النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين ، و الضرار اشد من الضرر ؛ لأن الضرار يحصل قصدا كما قلنا .

مثال ذلك : لو إنسانا له جار و هذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة إلى بيت الجار لكن بلا قصد ، وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة : أنا ما أقصد المضارة ، نقول له : إن لم تقصد ؛ لأن الضرر منفي شرعا أما الضرار فإن الجار يتعمد الإضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته و ما أشبه ذلك ، و كل هذا منفي شرعا و قد أخذ العلماء من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار و غيره ، وما أحسن أن يراجع الإنسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح وحكم الجوار .


***************************************

الحديث الثالث والثلاثون

عنْ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ( لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْواهُمْ، لاَدَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ قَوْمٍ وَدِمَاءَهُمْ، لَكِنِ الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ).
حديثٌ حَسَنٌ رواه البيهقيُّ وغيرُه هكذا، وبعضُه في الصحيحينِ.

- الشرح :

قوله - لو يعطى الناس بدعواهم - أي : بما يدعونه على غيرهم ، و ليعلم أن إضافة الشيء على أوجه :

الأول : أن يضيف لنفسه شيئا لغيره ، مثل أن يقول - لفلان علي كذا - فهذا إقرار .

و الثاني : أن يضيف شيئا لنفسه على غيره ، مثل أن يقول - لي على فلان كذا و كذا - فهذه دعوى .

فهذا الثالث : أن يضيف شيئا لغيره على غيره ، مثل أن يقول - لفلان على فلان كذا و كذا - فهذه شهادة .

و الحديث الآن في الدعوى فلو ادعى شخص على آخر قال - أنا اطلب مائة درهم مثلا - فإنه لو قبلت دعواه لا ادعى رجال أموال قوم و دماءهم ، وكذلك لو قال لاخر - أنت قتلت أبي - لكان ادعى دمه وهذا يعني أنها لا تقبل دعوى إلا ببينة ولهذا قال - لكن البينة على المدعي - فإذا ادعى إنسان على اخر شيئاُ قلنا : أحضر لنا البينة والبينة كل ما بان به الحق سواء كانت شهوجا أو قرائن حسية أو غير ذلك .

و لهذا قال - لكن البينة على المدعي - فإذا ادعى إنسان على آخر شيئا قلنا : احضر البينة ، و البينة كل ما بان به الحق سواء كان شهودا أو قرائن حسية أو غير ذلك .

- و اليمين على من أنكر- أي : من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا قال زيد لعمرو - أنا اطلب مائة درهم - قال عمرو : لا ، قلنا لزيد ائت ببينة ، فإن لم يأتي بالبينة قلنا لعمرو : احلف على نفي ما ادعاه ، فإذا حلف برئ .

*و هذا الحديث فيه فوائد : منها أن الشريعة الإسلامية حريصة على حفظ أموال الناس و دماءهم لقوله - لو يعطى الناس بدعواهم لا ادعى رجال أموال قوم و دماءهم -

*و من فوائد هذا الحديث : أن المدعي إذا قام ببينة على دعواه حكم له بما ادعاه ، لقوله عليه الصلاة و السلام - لكن البينة على المدعي - و البينة كل ما بين به الحق و يتضح كما اسلفا في الشرح ، و ليست خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق فهو بينة .


*ومن فوائد الحديث : أن اليمين على من أنكر أي : من أنكر دعوى المدعي .

*ومن فوائده : أن لو أنكر المنكر و قال - لا أحلف - فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى أ، يحلف فقد امتنع مما يجب عليه فيحكم عليه به .

***************************************

الحديث الرابع والثلاثون

عَنْ أَبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ , فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ , وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإيمَانِ).
رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

- الشرح :

قوله - من رأى - من هذه شرطية و هي للعموم ، قوله - رأى - يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب ، وهي العلم ، و الثاني أشمل و أعم ، و قوله - منكراً - المنكر هو : ما أنكره الشرع و ما حرمه الله عز و جل أ, رسوله ،

قوله - فليغيره بيده - اللام هذه للأمر أي : يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ، إما بمنعه مطلقا أي : بتحويله إلى شئ مباح - بيده - إن كان له قدرة اليد .

قوله -فإن لم يستطع - أي : أن يغيره بيده

-فبلسانه - بأن يقول لفاعله : اتقي الله ، اتركه ، و ما أشبه ذلك

-فإن لم يستطع - باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام

-فبقلبه - أي : يغيره بقلبه و ذلك بكرا هته إياه .

و قال - و ذلك أضعف الإيمان- أي : أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان .

*ففي هذا الحديث فوائد: وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات و المراتب باليد أولا و هذا لا يكون غلا للسلطان و إن لم يستطع فبلسانه و هذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات .

*ومن فوائده : أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه .

*ومن فوائد هذا الحديث : تيسير الشرع و تسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله -فإن لم يستطع -

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف و بعضه قوي و هذا مذهب أهل السنة و الجماعة وله أدلة من القرآن و السنة على أنه يتفاوت .

وليعلم أن المراتب ثلاث : دعوه - أمر - تغيير . فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس و يبين لهم الشر و يحذرهم منه و يبين لهم الخير و يرغبهم فيه , و الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر : هو الذي يأمر الناس و يقول افعلوا أو ينهاهم و يقول : لا تفعلوا . و المغير : هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته و لا لأمره و نهيه

عبد الرحيم
2011-08-26, 14:46
الحديث الخامس والثلاثون


عَنْ أَبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُم عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقوَى هَهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِه ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وعِرْضُهُ ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

الشرح :

قوله - لا تحاسدوا - هذا نهي عن الحسد ، و الحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن ، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.

- و لا تناجشوا - قال العلماء : المناجشه أن يزيد في السلعة ، أي : في ثمنها في المناداة و هو لا يريد شراءها و إنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري.

- و لا تباغضوا - البغضاء هي الكراهه ، أي : لا يكره بعضكم بعضا.

- و لا تدابروا - أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه.

- و لا يبع بعضكم على بيع بعض - يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه ، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري و يقول : أنا أبيع عليك بأقل ؛ لان هذا يفضي إلى العداوة و البغضاء.

- وكونوا عباد الله إخوانا - كونوا يا عباد الله إخوانا أي : مثل الإخوان في المودة و المحبة و الألفة و عد الاعتداء ثم أكد هذه الاخوة بقوله - المسلم أخو المسلم - للجامع بينهما و هو الإسلام و هو أقوى صله تكون بين المسلمين.

- لا يظلمه - أي : لا يعتدي عليه.

- ولا يخذله - في مقام أن ينتصر فيه.

- و لا يكذبه - أي : يخبره بحديث كذب.

- و لا يحقره - أي : يستهين به.

- التقوى ها هنا - يعني : تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - يعني : يقول التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا.

ثم قال - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم - بحسب يعني : حسب فالباء زائدة و الحسب الكفاية و المعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافيا.

- المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه - دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دونه ذلك.

- و ماله - لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك.

- و عرضه - أي : سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.

* فوائد الحديث : النهي عن الحسد ، و النهي للتحريم ، و الحسد له مضار كثيرة منها :انه كره لقضاء الله و قدره، ومنها انه عدوان على أخيه ، و منها انه يوجب في القلب الحاسد حسره ؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه.

* ومن الفوائد : تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير و كونها سببا للتباغض و أسبابه ، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سببا يكون جالبا للبغض.

* ومن فوائد الحديث : تحريم التدابر ، و هو أن يولي أخاه ظهره و لا يأخذ منه و لا يستمع إليه ؛ لان هذا ضد الاخوة الإيمانية.

* ومن فوائده : تحريم البيع على البيع المسام و مثله الشراء على شرائه و الخطبة على خطبته و الإجارة على إجارته و غير ذلك من حقوقه.

*ومنها : وجوب تنمية الاخوة الإيمانية لقوله - و كونوا عباد الله إخوانا -- و منها بيان حال المسلم مع أخيه و انه لا يظلمه و لا يخذله و لا يكذبه و لا يحقره ؛ لان هذا ينافي الاخوة الإيمانية.

* ومن فوائده : أن محل التقوى هو القلب ، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح و ليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية و أنكر عليه قال : التقوى ها هنا و هي كلمة حق لكنه أراد بها باطلا و هذا جوابه أن نقول : لو كان هنا تقوى لا تقت الجوارح لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول - ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب -

* ومن فوائد هذا الحديث : تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها و فهمها ، قال - التقوى ها هنا - و أ شار إلى صدره ثلاث مرات.

* ومن فوائده : عظم احتقار المسلم ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم - و ذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد.

* ومن فوائد الحديث : تحريم دم المسلم و ماله و عرضه وهذا هو الأصل ، لكن توجد أسباب تبيح ذلك ؛ و لهذا قال الله سبحانه و تعالى [ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَق ِّ ][الشورى42] ... وقال تعالى [ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل ٍ ][الشورى41].

* ومن فوائده : أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا و الآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية ، تحصل بها المصالح و تنكف بها المفاسد.

عبد الرحيم
2011-08-26, 17:43
الحديث السادس والثلاثون

عَن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، عنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَومٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ , وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَه، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ).
رواه مسلِمٌ بهذا اللفظِ.

الشرح :

قال النووي - رحمه الله تعالى - في الأربعين النووية الحديث السادس و الثلاثون عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال -من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة -- و الكرب يعني : الشدة و الضيق و الضنك ، و التنفيس معناه : إزالة الكربة ورفعها ، وقوله -من كرب الدنيا - يعم المالية و البدنية و الأهلية و الفردية و الجماعية .

- نفس الله عنه - أي : كشف الله عنه و أزال.

- كربة من كرب يوم القيامة - و لا شك أن كرب يوم القيامة أعظم و أشد من كرب الدنيا ، فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من مرب يوم القيامة .

- ومن يسر على معسر- أي : سهل عليه أزال عسرته .

- يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة - و هنا صار الجزاء في الدنيا و الآخرة و في الكرب كربة من كرب يوم القيامة ؛ لان كرب يوم القيامة عظيمة جدا .

- ومن ستر مسلما - أي : ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أو دينيا أو دنيويا إذا ستره و غطاه حتى لا يتبن للناس .

- ستره الله في الدنيا و الآخرة - أي : حجب عيوبه عن الناس في الدنيا و الآخرة .

ثم قال صلى الله عليه و سلم كلمة جامعه مانعة قال - و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه - أي : ان الله تعالى يعين الإنسان على قد معونته أخيه كما و كيفا و زمنا ، فما دام الإنسان في عون أخيه فالله في عونه ، و في حديث آخر -من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته -.

و قوله -من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة - يعني : من دخل طريقا و صار فيه يلتمس العلم والمراد به العلم الشرعي سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، لان الإنسان علم شريعة الله تيسر عليه سلوكها ، و معلوم أن الطريق الموصل إلى هو شريعته ، فإذا تعلم الإنسان شريعة الله سهل الله له به طريقا إلى الجنة.

- و ما اجتمع قوم قي بيت من بيوت الله - المراد به المسجد فإن بيوت الله هي المساجد قال الله تعالى [ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ...][النور36] و قال تعالى [ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ][الجن18] ... و قال : [ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ... ][البقرة114] ... فأضاف المساجد إليه ؛ لأنها موضع ذكره .

قوله -يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم - يتلونه : يقرءونه و يتدارسونه أي : يدرس بعضهم على بعض ،

- إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة - نزلت عليهم السكينة يعني : في قلوبهم و هي الطمأنينة و الاستقرار ، و غشيتهم الرحمة : غطتهم و شملتهم

- و حفتهم الملائكة - صارت من حولهم . - و ذكرهم الله فيمن عنده- أي : من الملائكة .

- ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه- أي : من تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه لا يغنيه و لا يرفعه و لا يقدمه و النسب هو الانتساب إلى قبيلة و نحو ذلك .

* في هذا الحديث فوائد : الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله صلى الله عليه وسلم - من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة -.

* ومن فوائده : الإشارة الى يوم القيامة و أنها ذات كرب وقد بين ذلك الله تعالى في قوله [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عظيم * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ][الحج1-2]

* و من فوائد هذا الحديث : تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة ؛ لأنه يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين و يقام فيه العدل و يقوم الأشهاد .

* و من فوائد الحديث : الترغيب في التيسير على المعسرين لقوله صلى الله عليه وسلم -من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخر - و التيسير على المعسر يكون بحسب عسرته ؛ فالمدين مثلا الذي ليس عنده مالا يوفي به يكون التيسير عليه إما بإنظاره ، و إما بإبرائه و إبراؤه أفضل من إنظاره ، و التيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة و يساعد و تهون عليه المصيبة و يعود بالأجر و الثواب وغير ذلك ، المهم أن التيسير يكون بحسب العسرة التي أصابت الإنسان .

* ومن فوائد هذا الحديث : الترغيب في ستر المسلم لقوله صلى الله عليه و سلم -من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخر - و المراد بالستر : هو إخفاء العيب ، و لكن الستر لا يكون محمودا إلا إذا كان فيه مصلحة و لم يتضمن مفسده ، فمثلا المجرم إذا أجرم لا نستر عليه إذا كان معروفا بالشر و الفساد ، ولكن الرجل الذي يكون مستقيما في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا ؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة ، فالإنسان المعروف بالشر و الفساد لا ينبغي ستره ، والإنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى هذا هو الذي يسن ستره.

* ومن فوائد هذا الحديث : الحث على عون العبد المسلم و أن الله تعالى يعين المعين حسب إعانته لأخيه لقوله صلى الله عليه وسلم -و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه - وهذه الكلمة يرويها بعض الناس : ما دام العبد و لكن الصواب ما كان العبد في عون أخيه كما قال صلى الله عليه وسلم.

* ومن فوائد الحديث : الحث على طلب العلم لقوله صلى الله عليه وسلم -من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة - و قد سبق في الشرح معنى الطريق و أنه قسمان حسي و معنوي .

* ومن فوائد الحديث : فضيلة اجتماع الناس على قراءة القران لقوله -و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله .. الخ - .

* ومن فوائد الحديث : أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت الله أي : في مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لأن أفضل البقاع مساجدها .

* ومن فوائد الحديث : بيان حصول هذا الأجر العظيم تنزل عليهم السكينة و هي الطمأنينة القلبية و تغشاهم الرحمة أي : تغطيهم و تحفهم الملائكة أي : تحيط بهم من كل جانب و يذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة لأنهم يذكرون الله تعالى عن ملأ ، و قد قال الله تعالى في الحديث القدسي -من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم- .

* من فوائد الحديث : أن النسب لا ينفع إذا لم يكن العمل الصالح لقوله -من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه –

* ومن فوائد الحديث : أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه و أن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى .

نهج السلف
2011-08-26, 17:59
الحديث الخامس والثلاثون


عَنْ أَبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُم عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقوَى هَهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِه ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وعِرْضُهُ ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

الشرح :

قوله - لا تحاسدوا - هذا نهي عن الحسد ، و الحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن ، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.

- و لا تناجشوا - قال العلماء : المناجشه أن يزيد في السلعة ، أي : في ثمنها في المناداة و هو لا يريد شراءها و إنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري.

- و لا تباغضوا - البغضاء هي الكراهه ، أي : لا يكره بعضكم بعضا.

- و لا تدابروا - أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه.

- و لا يبع بعضكم على بيع بعض - يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه ، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري و يقول : أنا أبيع عليك بأقل ؛ لان هذا يفضي إلى العداوة و البغضاء.

- وكونوا عباد الله إخوانا - كونوا يا عباد الله إخوانا أي : مثل الإخوان في المودة و المحبة و الألفة و عد الاعتداء ثم أكد هذه الاخوة بقوله - المسلم أخو المسلم - للجامع بينهما و هو الإسلام و هو أقوى صله تكون بين المسلمين.

- لا يظلمه - أي : لا يعتدي عليه.

- ولا يخذله - في مقام أن ينتصر فيه.

- و لا يكذبه - أي : يخبره بحديث كذب.

- و لا يحقره - أي : يستهين به.

- التقوى ها هنا - يعني : تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - يعني : يقول التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا.

ثم قال - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم - بحسب يعني : حسب فالباء زائدة و الحسب الكفاية و المعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافيا.

- المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه - دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دونه ذلك.

- و ماله - لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك.

- و عرضه - أي : سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.

* فوائد الحديث : النهي عن الحسد ، و النهي للتحريم ، و الحسد له مضار كثيرة منها :انه كره لقضاء الله و قدره، ومنها انه عدوان على أخيه ، و منها انه يوجب في القلب الحاسد حسره ؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه.

* ومن الفوائد : تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير و كونها سببا للتباغض و أسبابه ، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سببا يكون جالبا للبغض.

* ومن فوائد الحديث : تحريم التدابر ، و هو أن يولي أخاه ظهره و لا يأخذ منه و لا يستمع إليه ؛ لان هذا ضد الاخوة الإيمانية.

* ومن فوائده : تحريم البيع على البيع المسام و مثله الشراء على شرائه و الخطبة على خطبته و الإجارة على إجارته و غير ذلك من حقوقه.

*ومنها : وجوب تنمية الاخوة الإيمانية لقوله - و كونوا عباد الله إخوانا -- و منها بيان حال المسلم مع أخيه و انه لا يظلمه و لا يخذله و لا يكذبه و لا يحقره ؛ لان هذا ينافي الاخوة الإيمانية.

* ومن فوائده : أن محل التقوى هو القلب ، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح و ليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية و أنكر عليه قال : التقوى ها هنا و هي كلمة حق لكنه أراد بها باطلا و هذا جوابه أن نقول : لو كان هنا تقوى لا تقت الجوارح لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول - ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب -

* ومن فوائد هذا الحديث : تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها و فهمها ، قال - التقوى ها هنا - و أ شار إلى صدره ثلاث مرات.

* ومن فوائده : عظم احتقار المسلم ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم - و ذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد.

* ومن فوائد الحديث : تحريم دم المسلم و ماله و عرضه وهذا هو الأصل ، لكن توجد أسباب تبيح ذلك ؛ و لهذا قال الله سبحانه و تعالى [ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَق ِّ ][الشورى42] ... وقال تعالى [ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل ٍ ][الشورى41].

* ومن فوائده : أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا و الآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية ، تحصل بها المصالح و تنكف بها المفاسد.

بارك الله فيكم و غفر لكم بما قدمتم من خير اللهم آمين

راجي الصّمدِ
2011-08-28, 07:50
الحديث السابع والثلاثون...


عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما،
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيما يَرْويهِ عَنْ ربِّهِ تَبَارَكَ وتَعالى قالَ:
{إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً}.
رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما بهذهِ الحروفِ.

نهج السلف
2011-08-28, 18:13
الحديث السابع والثلاثون...


عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما،
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيما يَرْويهِ عَنْ ربِّهِ تَبَارَكَ وتَعالى قالَ:
{إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً}.
رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما بهذهِ الحروفِ.



بارك الله فيكم و جزاكم الجنة اللهم آمين

غدا إن شاء الله سنقوم بوضع الأحاديث الخمسة المتبقية فربما يكون آخر أيام رمضان

تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال جميعا

nefoula
2011-08-28, 18:32
بارك الله فيك

عبد الرحيم
2011-08-28, 20:33
الحديث السابع والثلاثون

عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيما يَرْويهِ عَنْ ربِّهِ تَبَارَكَ وتَعالى قالَ: ( إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ).
رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما بهذهِ الحروفِ.
الشرح :
الحديث السابع و الثلاثون عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى قال - إن الله كتب الحسنات و السيئات - إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا.
و قوله - إن الله كتب الحسنات و السيئات - أي : كتب ثوابهما و كتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات ؛ لأن الله تعالى حين خلق القلم قال له - اكتب قال : رب ، و ماذا اكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة - و ظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة الثانية ، و هي كتابة الثواب لقوله - ثم بين ذلك - أي : و ضحه بالتفصيل
فقال - فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كالمة - الهم يعني : الإرادة ، أراد الإنسان أن يعمل حسنة و لكنه لم يعملها .
*ففي هذا الحديث فوائد : أن الله كتبها حسنة كاملة يعني : لا نقص فيها . و قد دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزا عنها أي : تركها عجزا بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملا لقوله تبارك و تعالى [.... وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ ... ][النساء100] . و أما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة و ذلك بنيته الطيبة ، قال - و إن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف على أضعاف كثيرة - إذا هم بها و عملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصا متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة و هذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل و الإخلاص فيه و قد تكون فضلا من الله سبحانه و تعالى و إحسانا .
قال تعالى [ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ][البقرة261] و قال - و إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة - و إن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة و ذلك فيما تركها لله كما في بعض ألفاظ الحديث - لأنه تركها من جرائي - أي : من أجلي و قد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلاث أقسام :
القسم الأول : أن يحاول فعلها و يسعى فيه و لكن لم يدركه لأن يكتب عليه وزر السيئة كاملة
القسم الثاني : إن بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله و لكن لأن نفسه عزفت فهذا يكتب له و لا عليه .
القسم الثالث : أن يتركها لله عز و جل خوفا منه و خشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها الله حسنة كاملة .
قال - و إن هم بها فعملها كتبها الله سيئة كاملة - و يشهد لهذا قوله تعالى [ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ....][الانعام160] و هذا الحكم بالنسبة للسيئة أي : أنها تكون سيئة واحدة في مكة و غيرها و في كل زمن إلا في الأشهر الحرم و لكنها في مكة تكون أشد و أعظم لهذا قال الله تعالى [ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ....][الحج25]
و قال العلماء : إن الحسنات و السيئات تضاعف في كل زمن فاضل و في كل مكان فاضل و لا تضاعف بالعدد لقوله تعالى [ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا... ][الانعام160] و لهذا الحديث الذي ساقه المؤلف - رحمه الله - إن الله يكتبها سيئة واحدة .قال المؤلف : رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف . أي : أن المؤلف - رحمه الله - ساقه بلفظه وأكد ذلك - رحمه الله - لما في الحديث من البشارة العظيمة و الإحسان العظيم .
* ومن فوائد الحديث : حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا .
* ومن فوائده : أن الله سبحانه و تعالى كتب للحسنات جزاء و للسيئات جزاء ، و هذا من تمام عدله و إحكامه جل و علا للأمور .
* ومن فوائد الحديث : أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، و أما السيئة فواحدة .
* ومن فوائد هذا الحديث : الفرق بين الهم بالحسنة و الهم بالسيئة فالحسنة إذا هم بها الإنسان و لم يعملها كتب الله عنه حسنة كاملة و هذا مما إذا تركها لغير عذر فإنه يكتب له الأجر كاملا أجر النية و إذا كان من عادته أن يعملها و لمكن تركها لعذر فإنه يكتب له الأجر كاملا أجر النية و العمل ؛ لحديث - من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحا قائما - . أما السيئة فالهمام بها إذا تركها لله عز وجل كتبها الله عنده حسنة كاملة و إن تركها له و لا عليه ، و إن تركها عجزا عنها كتب له وزر الفاعل بالنية إلا إذا كان قد سعى فيها و لكن عجز بعد السعي فإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل و المقتول في النار - قالوا : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال - لأنه كان حريصا على قتل صاحبه - .

الحديث الثامن والثلاثون ...

عَنْ أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قال َ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لأَُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأَُعِيذَنَّهُ)
رواه البخاريُّ.
* الشرح :
قوله - إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب - هذا الحديث حديث قدسي لأن النبي صلى الله عليه و سلم رواه عن ربه و كل حديث رواه النبي صلى الله عليه وسلم عم ربه يسمى عند العلماء حديثا قدسي . المعاداة ضد الموالاة ، و الولي ضد العدو و أولياؤه سبحانه و تعالى هم المؤمنون المتقون و دليله قوله و تعالى [ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ][يونس62-63]
و قوله -آذنته - يعني : أعلمته أي : إني أعلنت الحرب ، فيكون من عادى و ليا من أولياء الله فقد آذن الله تعالى بالحرب و صار حربا لله ، ثم ذكر تبارك و تعالى أسباب الولاية فقال - و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه - يعني : ما عبدني أحد بشيء احب إلى مما افترضته عليه لأن العبادة تقرب إلى الله سبحانه و تعالى فمثلا ركعتان من الفريضة أحب إلى الله من ركعتين نفلا ، و درهم من زكاة احب إلى الله من درهم صدقة ، حج فريضة أحب إلى الله من حج تطوع ، صوم رمضان أحب إلى الله من صوم تطوع ، وهلم جرى ولهذا جعل الله تعالى الفرائض لازمة في العبادة مما يدل على آكاديتها و محبته لها .
- و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل - يعني : الفرائض و الفعل - لا يزال - يدل على الاستمرار يعني : و يستمر -عبدي يتقرب إلي بالنوافل - يعني : بعد الفرائض حتى أحبه الله ، -حتى- تحتمل هنا الغاية و تحتمل التعليل فعلى الأول يكون المعنى : أن تقرب إلى الله بالنوافل ويكون هذا التقرب سببا لمحبته و الغاية واحدة ،
- فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به - أي : سددته في كل ما يسمع فلا يسمع إلا ما فيه الخير له و ليس المعنى أن الله يكون سمع الإنسان لأن سمع الإنسان صفه من صفاته أي: صفات الإنسان محدث بعد أ، لم يكن ، و هو صفة فيه أي : في الإنسان و كذلك يقال في بصره الذي يبصر به أي : أن الله فيما يرى إلا ما كان فيه خير و لا ينظر إلا إلى ما كان فيه خير .
- و يده التي يبطش بها - يقال فيها ما سبق في السمع أي : أن الله تعالى يسدده في بطشه و عمله بيده فلا يعمل إلى ما فيه الخير .
- و لئن سألني - أي : دعاني بشيء و طلب مني شيئا لأعطينه .
- و لئن استعاذني لأعيذنه - فذكر السؤال الذي به حصول المطلوب ، و الاستعاذة التي بها النجاة من المهروب و أخبر أنه سبحانه و تعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل و يعيذه مما استعاذ .
من فوائد الحديث : و أعني الحديث الثامن و الثلاثين فيه فوائد أولا : إثبات الولاية لله عز و جل أي : أن لله تعالى أولياء و هذا قد دل عليه القرآن الكريم قال الله تعالى : [أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ][يونس62-63] .
* ومن فوائد الحديث : كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن الله بالحرب .
* ومن فوائد هذا الحديث : أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل ذلك إيذانا بالحرب .
* ومن فوائد الحديث : أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقوله -وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه - .
* ومن فوائد الحديث : الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان : فرائض ، نوافل .
* ومن فوائد الحديث : إثبات المحبة لله عز و جل لقوله - أحب إلي مما افترضته عليه - و المحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب و ثوابه و قربه من الله عز و جل .
* ومن فوائد الحديث : أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها .

* ومن فوائد الحديث : الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة و الجماعة من أن الإيمان يزيد و ينقص لأن الأعمال من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد و ينقص بحسب تفاضلها .
* ومن فوائد الحديث : أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه و بصره و يده و رجله مؤيدا من الله عز وجل .
* ومن فوائد هذا الحديث : أنه كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه و اعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث - و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه

عبد الرحيم
2011-08-28, 20:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر عن عدم تمكني من تنسيق النص بشكل جيد وذلك بسبب ضيق الوقت
سأحاول إصلاح ذلك لاحقا إن شاء الله.

نهج السلف
2011-08-28, 22:18
بارك الله فيك

و فيكم بارك الله و جزاكم خيرا

نهج السلف
2011-08-28, 22:23
الحديث السابع والثلاثون

عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيما يَرْويهِ عَنْ ربِّهِ تَبَارَكَ وتَعالى قالَ: ( إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ).
رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما بهذهِ الحروفِ.
الشرح :
الحديث السابع و الثلاثون عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى قال - إن الله كتب الحسنات و السيئات - إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا.
و قوله - إن الله كتب الحسنات و السيئات - أي : كتب ثوابهما و كتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات ؛ لأن الله تعالى حين خلق القلم قال له - اكتب قال : رب ، و ماذا اكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة - و ظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة الثانية ، و هي كتابة الثواب لقوله - ثم بين ذلك - أي : و ضحه بالتفصيل
فقال - فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كالمة - الهم يعني : الإرادة ، أراد الإنسان أن يعمل حسنة و لكنه لم يعملها .
*ففي هذا الحديث فوائد : أن الله كتبها حسنة كاملة يعني : لا نقص فيها . و قد دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزا عنها أي : تركها عجزا بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملا لقوله تبارك و تعالى [.... وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ ... ][النساء100] . و أما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة و ذلك بنيته الطيبة ، قال - و إن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف على أضعاف كثيرة - إذا هم بها و عملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصا متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة و هذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل و الإخلاص فيه و قد تكون فضلا من الله سبحانه و تعالى و إحسانا .
قال تعالى [ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ][البقرة261] و قال - و إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة - و إن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة و ذلك فيما تركها لله كما في بعض ألفاظ الحديث - لأنه تركها من جرائي - أي : من أجلي و قد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلاث أقسام :
القسم الأول : أن يحاول فعلها و يسعى فيه و لكن لم يدركه لأن يكتب عليه وزر السيئة كاملة
القسم الثاني : إن بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله و لكن لأن نفسه عزفت فهذا يكتب له و لا عليه .
القسم الثالث : أن يتركها لله عز و جل خوفا منه و خشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها الله حسنة كاملة .
قال - و إن هم بها فعملها كتبها الله سيئة كاملة - و يشهد لهذا قوله تعالى [ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ....][الانعام160] و هذا الحكم بالنسبة للسيئة أي : أنها تكون سيئة واحدة في مكة و غيرها و في كل زمن إلا في الأشهر الحرم و لكنها في مكة تكون أشد و أعظم لهذا قال الله تعالى [ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ....][الحج25]
و قال العلماء : إن الحسنات و السيئات تضاعف في كل زمن فاضل و في كل مكان فاضل و لا تضاعف بالعدد لقوله تعالى [ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا... ][الانعام160] و لهذا الحديث الذي ساقه المؤلف - رحمه الله - إن الله يكتبها سيئة واحدة .قال المؤلف : رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف . أي : أن المؤلف - رحمه الله - ساقه بلفظه وأكد ذلك - رحمه الله - لما في الحديث من البشارة العظيمة و الإحسان العظيم .
* ومن فوائد الحديث : حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا .
* ومن فوائده : أن الله سبحانه و تعالى كتب للحسنات جزاء و للسيئات جزاء ، و هذا من تمام عدله و إحكامه جل و علا للأمور .
* ومن فوائد الحديث : أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، و أما السيئة فواحدة .
* ومن فوائد هذا الحديث : الفرق بين الهم بالحسنة و الهم بالسيئة فالحسنة إذا هم بها الإنسان و لم يعملها كتب الله عنه حسنة كاملة و هذا مما إذا تركها لغير عذر فإنه يكتب له الأجر كاملا أجر النية و إذا كان من عادته أن يعملها و لمكن تركها لعذر فإنه يكتب له الأجر كاملا أجر النية و العمل ؛ لحديث - من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحا قائما - . أما السيئة فالهمام بها إذا تركها لله عز وجل كتبها الله عنده حسنة كاملة و إن تركها له و لا عليه ، و إن تركها عجزا عنها كتب له وزر الفاعل بالنية إلا إذا كان قد سعى فيها و لكن عجز بعد السعي فإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل و المقتول في النار - قالوا : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال - لأنه كان حريصا على قتل صاحبه - .

الحديث الثامن والثلاثون ...

عَنْ أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قال َ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لأَُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأَُعِيذَنَّهُ)
رواه البخاريُّ.
* الشرح :
قوله - إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب - هذا الحديث حديث قدسي لأن النبي صلى الله عليه و سلم رواه عن ربه و كل حديث رواه النبي صلى الله عليه وسلم عم ربه يسمى عند العلماء حديثا قدسي . المعاداة ضد الموالاة ، و الولي ضد العدو و أولياؤه سبحانه و تعالى هم المؤمنون المتقون و دليله قوله و تعالى [ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ][يونس62-63]
و قوله -آذنته - يعني : أعلمته أي : إني أعلنت الحرب ، فيكون من عادى و ليا من أولياء الله فقد آذن الله تعالى بالحرب و صار حربا لله ، ثم ذكر تبارك و تعالى أسباب الولاية فقال - و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه - يعني : ما عبدني أحد بشيء احب إلى مما افترضته عليه لأن العبادة تقرب إلى الله سبحانه و تعالى فمثلا ركعتان من الفريضة أحب إلى الله من ركعتين نفلا ، و درهم من زكاة احب إلى الله من درهم صدقة ، حج فريضة أحب إلى الله من حج تطوع ، صوم رمضان أحب إلى الله من صوم تطوع ، وهلم جرى ولهذا جعل الله تعالى الفرائض لازمة في العبادة مما يدل على آكاديتها و محبته لها .
- و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل - يعني : الفرائض و الفعل - لا يزال - يدل على الاستمرار يعني : و يستمر -عبدي يتقرب إلي بالنوافل - يعني : بعد الفرائض حتى أحبه الله ، -حتى- تحتمل هنا الغاية و تحتمل التعليل فعلى الأول يكون المعنى : أن تقرب إلى الله بالنوافل ويكون هذا التقرب سببا لمحبته و الغاية واحدة ،
- فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به - أي : سددته في كل ما يسمع فلا يسمع إلا ما فيه الخير له و ليس المعنى أن الله يكون سمع الإنسان لأن سمع الإنسان صفه من صفاته أي: صفات الإنسان محدث بعد أ، لم يكن ، و هو صفة فيه أي : في الإنسان و كذلك يقال في بصره الذي يبصر به أي : أن الله فيما يرى إلا ما كان فيه خير و لا ينظر إلا إلى ما كان فيه خير .
- و يده التي يبطش بها - يقال فيها ما سبق في السمع أي : أن الله تعالى يسدده في بطشه و عمله بيده فلا يعمل إلى ما فيه الخير .
- و لئن سألني - أي : دعاني بشيء و طلب مني شيئا لأعطينه .
- و لئن استعاذني لأعيذنه - فذكر السؤال الذي به حصول المطلوب ، و الاستعاذة التي بها النجاة من المهروب و أخبر أنه سبحانه و تعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل و يعيذه مما استعاذ .
من فوائد الحديث : و أعني الحديث الثامن و الثلاثين فيه فوائد أولا : إثبات الولاية لله عز و جل أي : أن لله تعالى أولياء و هذا قد دل عليه القرآن الكريم قال الله تعالى : [أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ][يونس62-63] .
* ومن فوائد الحديث : كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن الله بالحرب .
* ومن فوائد هذا الحديث : أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل ذلك إيذانا بالحرب .
* ومن فوائد الحديث : أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقوله -وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه - .
* ومن فوائد الحديث : الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان : فرائض ، نوافل .
* ومن فوائد الحديث : إثبات المحبة لله عز و جل لقوله - أحب إلي مما افترضته عليه - و المحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب و ثوابه و قربه من الله عز و جل .
* ومن فوائد الحديث : أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها .

* ومن فوائد الحديث : الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة و الجماعة من أن الإيمان يزيد و ينقص لأن الأعمال من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد و ينقص بحسب تفاضلها .
* ومن فوائد الحديث : أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه و بصره و يده و رجله مؤيدا من الله عز وجل .
* ومن فوائد هذا الحديث : أنه كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه و اعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث - و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر عن عدم تمكني من تنسيق النص بشكل جيد وذلك بسبب ضيق الوقت
سأحاول إصلاح ذلك لاحقا إن شاء الله.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا على المتابعة و بارك فيكم

Zahra Ahmed
2011-08-28, 22:25
بارك الله فيك و جزاك الله عنا كل خير

نهج السلف
2011-08-28, 22:30
بارك الله فيك و جزاك الله عنا كل خير

اللهم آمين و فيك بارك الله و جزاك الجنة

عبد الرحيم
2011-08-29, 07:02
الحديث التاسع والثلاثون

عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما, أَنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : ( إنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي: الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ).
حديثٌ حسَنٌ رواه ابنُ ماجَه والبيهقيُّ وغيرُهما.

الشرح :

قوله - تجاوز - بمعنى : عفا ، - الخطأ - فعل الشيء عن غير قصد ، - النسيان - ذهول القلب عن شيء معلوم ، و الاستكراه إلجاء الإنسان ، وهذه ثلاثة أشياء بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تجاوز عن أمته هذه الأشياء الثلاثة و قد دل على ذلك القرآن قال الله تعالى [ ...رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ... ][البقرة286] فقال الله : قد فعللت ، و قال الله تعالى : [ ...وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ... ][الأحزاب5] و قال تعالى [ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ][النحل106 .

* فيستفاد من هذا الحديث فوائد :

منها سعة رحمة الله عز وجل و أن رحمته سبقت غضبه ، و منها أن الإنسان إذا فعل الشيء خطأ فإنه لا يؤاخذ عليه و لكن إن كان محرما فإنه لا يترتب عليه إثم و لا كفارة و لا فساد عبادة و قع فيها ، و أما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه الإثم و لكن لا بد من ترك تدارك الواجب .

* ومن فوائد الحديث :
أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه لا يؤاخذ به لقوله - وما استكرهوا عليه - و هذا عام سواء كان الإكراه على فعل أو على قول و لا دليل لمن فرق بين الإكراه على الفعل و الإكراه على القول ، ولكن إذا كان الإكراه في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الأدلة الشرعية مثل : أن يكره شخصا على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكره و المكره لأن الإكراه لا يبيح قتل الغير و لا يمكن و لا يجوز للإنسان أن يستبقي حياته بإتلاف غيره .

******************************************

الحديث الأربعون

عن ابنِ عمرَ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ : ( أَخَذَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبَيَّ فقالَ:{كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ).
وكانَ ابنُ عُمَر رَضِي اللهُ عَنْهُما يقولُ : إذا أمسيـْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإذا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المساءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، ومِنْ حياتِكَ لِمَوْتِكَ ).
رواه البخاريُّ.


الشرح :

الحديث الأربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال -أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي - يعني : أمسك بمهما لأجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول فقال له - كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل - الغريب : المقيم في البلد وليس من أهلها , أو عابر سبيل : هو الذي مر بالبلد , وهو ماشي مسافر , ومثل هؤلاء - أعني الغريب أو عابر سبيل - لا يتخذ هذا البلد موطناً ومستقراً , لأنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول - إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء - يعني إذا أمسيت فلا تقول : سوف أبقى إلى الصباح كم من إنسان أمسى ولم يصبح , وكذلك قوله - وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء - فكم من إنسان أصبح ولم يمسي ومراد بن عمر في ذلك : أن ينتهز الإنسان الفرصة للعمل الصالح حتى لا تضيع عليه الدنيا وهو لا يشعر , قال - وخذ من صحتك لمرضك - يعني : بادر في الصحة قبل المرض فإن الإنسان ما دام صحيحاُ يسهل عليه العمل , لأنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس , والمريض يضيق صدره ولا تنبسط نفسه فلا يسهل عليه العمل .

- ومن حياتك لموتك - أي انتهز الحياة ما دمت حياُ قبل أن تموت لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله صح ذك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال- إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا ثلاث : صدقة جارية , أو علمٍ ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له - .

* ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله - كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل - .

* ومن وفوائده : أن ينبغي للعاقل ما دام باقياُ والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله , ومنها أن ينبغي للمعلم أن يفعل الأسباب التي يكون فيها انتباه المخاطب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بمنكبي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .

* ومن وفوائد الحديث : فضيلة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .


******************************************


الحديث الحادي والأربعون

عَنْ أَبي مُحَمّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ ).
حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ، رُوِّينَاهُ في كتابِ الْحُجَّةِ بإسنادٍ صحيحٍ.

الشرح :

قوله- لا يؤمن - أي لا يؤمن الإيمان الكامل , وليس المراد نفي الإيمان بالكلية وقوله - حتى يكون هواه - أي : ميله وإرادته وقوله - تبعاُ لما جئت به - أي : لما جاء به من الشرع فلا يلتفت إلى غيره , قال المؤلف : حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح .

* في الحديث فوائد منها : أن الإيمان قد ينفى عن من قصر في بعض واجبه فق قوله - لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاُ لما جئت به - وهذا موقوف على ما ورد به الشرع , فليس للإنسان أن ينفي الإيمان عن الشخص بمجرد أنه رآه على معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعي .

* ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الانقياد لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .

* ومن فوائده : أن يجب تخلي الإنسان عن هواه المخالف لشريعة الله .

* ومن فوائده : أن الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة .

******************************************

الحديث الثاني والأربعون

عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ : ( قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ , لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأََتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ).
رواهُ التِّرْمِذيُّ , وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيح.

الشرح :

هذا الحديث من الأحاديث القدسية التي يريوها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال جلال وعلا - يا بن ادم - الخطاب لجميع بني ادم

- إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك - , - ما - شرطية يعني : متى دعوتني ورجوتني .

- دعوتني - أي سألتني أن أغفر لك .

- رجوتني - رجوت مغفرتي ولم تيأس .

- غفرت لك - هذا جواب الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه , أي : أن الله يستر ذنبك عن الناس ويتجاوز عنك فلا يعاقبك .

وقوله - على ما كان منك ولا أبالي - يعني على ما كان منك من المعاصي وهذا يشهد له قوله تعالى [ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرحيم ] [الزمر-53].

- يا بن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء - يعني لو بلغت أعلى السماء

- ثم استغفرتني غفرت لك - يعني مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت الله بصدق وإخلاص وافتقار غفر الله لك .

" يا بن ادم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة " قرابها يعني قرب ملئها إذا لقي الإنسان ربه عزوجل بقراب الأرض أي : ملئها أو قربه خطايا لكنها دون الشرك ولهذا قال " ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مفغرة " وهذا يدل على فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب.

* في هذا الحديث من الفوائد : أن الإنسان مهما دعا الله بأي شيء ورجا الله في ألا شيء إلا غفر له .

* ومن فوائده : بيان سعة فضل الله عزوجل .

* ومن وفوائده : أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفر الإنسان ربه منها غفرها الله له .

*ومن فوائد هذا الحديث : فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب وقد قال تعالى - إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ...[النساء-48].. فنسأل الله تعالى أ، يعمنا جميعاً بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب .

عبد الرحيم
2011-08-29, 07:15
تم بحمد الله وعونه وتوفيقه
وبهذا يكون هذا الموضوع - إن شاء الله - مرجعا ميسرا لمن أراد حفظ متن الأربعبن النووية أو الإطلاع على الشروحات والتعليقات والإستفادة منها
نشكر كل الإخوة والأخوات الذين شاركوا في الموضوع بوضع الأحاديث وشروحها
بارك الله فيهم وجزاهم خيرا

ونشكر كثيرا الأخت الكريمة (أم سارة) على هذه الفكرة ونسأل الله أن يجازيها عنا خير الجزاء فمن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة..

وأعتذر على ما كان مني من تقصير أو خطأ في المشاركات بالتأخير أحيانا وبسوء تنسيق النص أحيانا أخرى بسبب ضيق الوقت

فمعذرة من الجميع

صح فطوركم
وعيدكم مبارك
وتقبل الله منا ومنكم

http://img37.imageshack.us/img37/7987/95089920.png

http://img109.imageshack.us/img109/2357/60789188.png

راجي الصّمدِ
2011-08-29, 08:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله في الأخت نهج السّلف
وفي جميع الإخوة والأخوات
الذين شاركوا في الموضوع
أسأل الله لهم دوام الصّحة والعافية
والتّوفيق للأعمال الصّالحة وقَبولها
جزاكم الله كلّ الخير وأسعدكم الله في الدّنيا والآخرة

ولتعمّ الفائدة إن شاء الله
أحببت أن أضيف
زيادات الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله
على الأربعين النّووية والتّي ضمّها إلى الأحاديث
وشرحها بكتاب سمّاه جامع العلوم والحكم
وعدد الأحاديث المضافة ثمانية
أسأل الله أن ينفع بها الجميع

الحد يث الثالث والأربعون

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما أبقت الفرائض ، فلأولى رجل ذكر ).
رواه البخاري [ رقم : 6732 ] ، ومسلم [ رقم : 1615 ].

الحديث الرابع والأربعون

عـن عـائشة رضي الله عـنها ، عـن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( الرضاعـة تـحـرم ما تـحـرم الولادة ).
رواه البخاري [ رقم : 2646 ] ، ومسلم [ رقم : 1444 ].

الـحديث الخامس والأربعون

عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم عام الفتح وهو
بمكة يقول : ( إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام )
فقيل : يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة ، فإنه يطلى بها السفن ، ويدهن بها
الجلود ، ويستصبح بها الناس ؟ قال : ( لا وهو حرام ) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قاتل الله اليهود ، إن الله حرم عليهم الشحوم ، فأجملوه ، ثم باعوه ، فأكلوا ثمنه ).
رواه البخاري [ رقم : 2236 ] ، ومسلم [ رقم : 1581 ].

الحديث السادس والأربعون

عن أبي بردة ، عن أبيه أبي أبي موسي الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعثه إلى اليمن ، فسأله عن أشربة تصنع بها ، فقال : ( وما هي ؟ ) قال : البتع
والمزر ، فقيل لأبي بردة : وما البتع ؟ قال : نبيذ العسل والمزر نبيذ الشعير
، فقال : ( كل مسكر حرام ).
رواه البخاري [ رقم : 6214 ].

الحديث السابع والأربعون

عن المقدام بن معد يكرب قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ).
رواه أحمد [ رقم : 4 / 132 ] ، والترمذي [ رقم : 2380 ] ، وابن ماجه ، وقال الترمذي حديث حسن .

الـحديث الثامن والأربعون

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألاربع من كن فيه كان منافقا ، وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر ) .
رواه البخاري [ رقم : 34 ] ، ومسلم [ رقم : 58 ] .

الحديث التاسع والأربعون

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا ).

رواه أحمد [ رقم : 1/ 30 و 52 ] ، والترمذي [ رقم : 2344 ] ، والنسائي في ( الكبرى ) كما في (التحفة) [ رقم : 8/ 79 ] ، وابن ماجه [ رقم : 4164 ] .
وصححه ابن حبان (730 ) ، والحاكم 4 / 318 ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

الحديث الخمسون

عن عبد الله بن بسر قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا ، فباب نتمسك به جامع ؟ قال : ( لا يزال
لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل ) .

رواه أحمد [ رقم : 188 و 190 ] .

وجزاكم الله كلّ خير وبارك فيكم
تقبّل الله منّا و منكم صالح الأعمال
صحّ فطوركم
عيدكم مبارك
وكلّ عام وأنتم بألف خير

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...

نهج السلف
2011-08-29, 17:06
تم بحمد الله وعونه وتوفيقه
وبهذا يكون هذا الموضوع - إن شاء الله - مرجعا ميسرا لمن أراد حفظ متن الأربعبن النووية أو الإطلاع على الشروحات والتعليقات والإستفادة منها
نشكر كل الإخوة والأخوات الذين شاركوا في الموضوع بوضع الأحاديث وشروحها
بارك الله فيهم وجزاهم خيرا

ونشكر كثيرا الأخت الكريمة (أم سارة) على هذه الفكرة ونسأل الله أن يجازيها عنا خير الجزاء فمن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة..

وأعتذر على ما كان مني من تقصير أو خطأ في المشاركات بالتأخير أحيانا وبسوء تنسيق النص أحيانا أخرى بسبب ضيق الوقت

فمعذرة من الجميع

صح فطوركم
وعيدكم مبارك
وتقبل الله منا ومنكم

http://img37.imageshack.us/img37/7987/95089920.png

http://img109.imageshack.us/img109/2357/60789188.png


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله في الأخت نهج السّلف
وفي جميع الإخوة والأخوات
الذين شاركوا في الموضوع
أسأل الله لهم دوام الصّحة والعافية
والتّوفيق للأعمال الصّالحة وقَبولها
جزاكم الله كلّ الخير وأسعدكم الله في الدّنيا والآخرة

ولتعمّ الفائدة إن شاء الله
أحببت أن أضيف
زيادات الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله
على الأربعين النّووية والتّي ضمّها إلى الأحاديث
وشرحها بكتاب سمّاه جامع العلوم والحكم
وعدد الأحاديث المضافة ثمانية
أسأل الله أن ينفع بها الجميع

الحد يث الثالث والأربعون

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما أبقت الفرائض ، فلأولى رجل ذكر ).
رواه البخاري [ رقم : 6732 ] ، ومسلم [ رقم : 1615 ].

الحديث الرابع والأربعون

عـن عـائشة رضي الله عـنها ، عـن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( الرضاعـة تـحـرم ما تـحـرم الولادة ).
رواه البخاري [ رقم : 2646 ] ، ومسلم [ رقم : 1444 ].

الـحديث الخامس والأربعون

عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم عام الفتح وهو
بمكة يقول : ( إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام )
فقيل : يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة ، فإنه يطلى بها السفن ، ويدهن بها
الجلود ، ويستصبح بها الناس ؟ قال : ( لا وهو حرام ) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قاتل الله اليهود ، إن الله حرم عليهم الشحوم ، فأجملوه ، ثم باعوه ، فأكلوا ثمنه ).
رواه البخاري [ رقم : 2236 ] ، ومسلم [ رقم : 1581 ].

الحديث السادس والأربعون

عن أبي بردة ، عن أبيه أبي أبي موسي الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعثه إلى اليمن ، فسأله عن أشربة تصنع بها ، فقال : ( وما هي ؟ ) قال : البتع
والمزر ، فقيل لأبي بردة : وما البتع ؟ قال : نبيذ العسل والمزر نبيذ الشعير
، فقال : ( كل مسكر حرام ).
رواه البخاري [ رقم : 6214 ].

الحديث السابع والأربعون

عن المقدام بن معد يكرب قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ).
رواه أحمد [ رقم : 4 / 132 ] ، والترمذي [ رقم : 2380 ] ، وابن ماجه ، وقال الترمذي حديث حسن .

الـحديث الثامن والأربعون

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألاربع من كن فيه كان منافقا ، وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر ) .
رواه البخاري [ رقم : 34 ] ، ومسلم [ رقم : 58 ] .

الحديث التاسع والأربعون

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا ).

رواه أحمد [ رقم : 1/ 30 و 52 ] ، والترمذي [ رقم : 2344 ] ، والنسائي في ( الكبرى ) كما في (التحفة) [ رقم : 8/ 79 ] ، وابن ماجه [ رقم : 4164 ] .
وصححه ابن حبان (730 ) ، والحاكم 4 / 318 ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

الحديث الخمسون

عن عبد الله بن بسر قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا ، فباب نتمسك به جامع ؟ قال : ( لا يزال
لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل ) .

رواه أحمد [ رقم : 188 و 190 ] .

وجزاكم الله كلّ خير وبارك فيكم
تقبّل الله منّا و منكم صالح الأعمال
صحّ فطوركم
عيدكم مبارك
وكلّ عام وأنتم بألف خير

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...






و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله الجنة و غفر لكم ما تقدم من ذنبكم و أعتقكم من النار اللهم آمين

بارك الله فيكم فقد كنتم بفضل الله من أكثر المشاركين جعلها الله في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

كما أشكر كل المشاركين سواء بالحفظ أو الإضافات أو كلمة طيبة و أسأل الله أن يجعلها نورا لكم في حياتكم و منهاجا تقتدون به اللهم آمين

تقبل الله منا و منكم أجمعين

تم بحمد الله و فضله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

*رذاذ المطر*
2011-09-16, 01:49
السلام عليكم



تمّ بعون الله حفظ الحديث الثالث والرابع ،

الحديث الثالث : أركان الإسلام

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر الخطاب -رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول

الله -صلى الله عليه وسلم يقول - : { بُنيَ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله

وأن محمدا رسول الله ، و إيقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت وصوم رمضان }

رواه البخاري ومسلم


الحديث الرابع : مراحل الخلق


عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه قال (حدّثنا رسول الله صلى الله

عليه وسلم - وهو الصادقُ والمصدوق :{ إنّ أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين

يوما نُطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثمّ يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل

إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله ، وشقيٌّ أو

سعيدٌ . فوالله الذي لاإله غيره ، إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة ، حتى مايكون بينه

وبينها إلاّ ذراعٌ ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها ، وإنّ أحدكم

ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ ،

فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها } )

رواه البخاري ومسلم

نهج السلف
2011-09-16, 14:08
السلام عليكم



تمّ بعون الله حفظ الحديث الثالث والرابع ،

الحديث الثالث : أركان الإسلام

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر الخطاب -رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول

الله -صلى الله عليه وسلم يقول - : { بُنيَ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله

وأن محمدا رسول الله ، و إيقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت وصوم رمضان }

رواه البخاري ومسلم


الحديث الرابع : مراحل الخلق


عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه قال (حدّثنا رسول الله صلى الله

عليه وسلم - وهو الصادقُ والمصدوق :{ إنّ أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين

يوما نُطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثمّ يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل

إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله ، وشقيٌّ أو

سعيدٌ . فوالله الذي لاإله غيره ، إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة ، حتى مايكون بينه

وبينها إلاّ ذراعٌ ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها ، وإنّ أحدكم

ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ ،

فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها } )

رواه البخاري ومسلم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أخيتي و جزاك خيرا

سعدت كثيرا لأنك تواصلين الحفظ

واصلي و الله يوفقك بإذنه تعالى

*رذاذ المطر*
2011-09-16, 17:09
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أخيتي و جزاك خيرا

سعدت كثيرا لأنك تواصلين الحفظ

واصلي و الله يوفقك بإذنه تعالى

أهلا بأم سارة

وفيكِ بارك الله أختي

وأنا أكثر والله ، ويسعدني أكثر دعواتكِ أسأل الله أن يتقبلها منكِ ولكِ منّي مثلها في ظهر الغيب

أحبكِ في الله

نهج السلف
2011-09-16, 17:13
أهلا بأم سارة

وفيكِ بارك الله أختي

وأنا أكثر والله ، ويسعدني أكثر دعواتكِ أسأل الله أن يتقبلها منكِ ولكِ منّي مثلها في ظهر الغيب

أحبكِ في الله

أهلا و مرحبا ........... لا أستطيع أن أذكر اسمك حتى تأذني لي

جزاك الله خيرا و أحبك الذي أحببتني فيه

*رذاذ المطر*
2011-09-16, 17:18
أهلا و مرحبا ........... لا أستطيع أن أذكر اسمك حتى تأذني لي

جزاك الله خيرا و أحبك الذي أحببتني فيه

لا بأس أخيتي ولامانع لديّ إن ذكرته ، فالكثيرون هنا ينادونني بإسمي " الذي أحببته

أكثر لأنّكِ تحبينه وستسمين به ابنتكِ ان شاء الله ;)"

وجزاكِ بالمثل وجمعني بكِ في جنّته

دمتِ في حفظ الله ورعايته

نهج السلف
2011-09-16, 17:34
لا بأس أخيتي ولامانع لديّ إن ذكرته ، فالكثيرون هنا ينادونني بإسمي " الذي أحببته

أكثر لأنّكِ تحبينه وستسمين به ابنتكِ ان شاء الله ;)"

وجزاكِ بالمثل وجمعني بكِ في جنّته

دمتِ في حفظ الله ورعايته


اللهم آمين ســـــــــــــــــارة

*رذاذ المطر*
2011-09-17, 01:04
السلام عليكم

الحديث الخامس : النهي عن الإبتداع في الدين

عن أمّ المؤمنين ،أمّ عبد الله ، -عائشة رضي الله عنها - قالت: ( قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلّم - : { من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رِدٌّ }

رواه البخاري ومسلم

وفي رواية لمسلم : { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ }

الحديث السادس :البعد عن مواطن الشبهات

عن أبي عبد الله ، النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال : ( سمعت رسول الله -

صلى الله عليه وسلّم - يقول : { إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّنٌ ، وبينهما أمور

مشتبِهات لا يعلهمنّ كثير من النّاس ، فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن

وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى ، يُوشك أن يرتع فيه ،

ألا وإنّ لكل ملك حمى ، ألا وإنّ حمى الله محارمه ، ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا

صلحت صلُح الجسد كلّه وإذا فسدت ، فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب }
رواه البخاريّ ومسلم

راجي الصّمدِ
2011-09-17, 07:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفّق الجميع لما فيه الخير والصّلاح
وأعاننا جميعا على حفظ سنة المختار عليه صلاة الله وسلامه والعمل بها مخلصين صادقين ....
جزاكم الله خيرا ......

نهج السلف
2011-09-17, 12:19
السلام عليكم

الحديث الخامس : النهي عن الإبتداع في الدين

عن أمّ المؤمنين ،أمّ عبد الله ، -عائشة رضي الله عنها - قالت: ( قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلّم - : { من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رِدٌّ }

رواه البخاري ومسلم

وفي رواية لمسلم : { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ }

الحديث السادس :البعد عن مواطن الشبهات

عن أبي عبد الله ، النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال : ( سمعت رسول الله -

صلى الله عليه وسلّم - يقول : { إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّنٌ ، وبينهما أمور

مشتبِهات لا يعلهمنّ كثير من النّاس ، فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن

وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى ، يُوشك أن يرتع فيه ،

ألا وإنّ لكل ملك حمى ، ألا وإنّ حمى الله محارمه ، ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا

صلحت صلُح الجسد كلّه وإذا فسدت ، فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب }
رواه البخاريّ ومسلم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك سارة و أعانك على الحفظ و سهل لك كل عسير آمين

واصلي و موفقة بإذن الله

نهج السلف
2011-09-17, 12:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفّق الجميع لما فيه الخير والصّلاح
وأعاننا جميعا على حفظ سنة المختار عليه صلاة الله وسلامه والعمل بها مخلصين صادقين ....
جزاكم الله خيرا ......


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

اللهم آمين بارك الله فيكم و رزقكم من حيث لا تحتسبون

*رذاذ المطر*
2011-09-18, 01:30
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك سارة و أعانك على الحفظ و سهل لك كل عسير آمين

واصلي و موفقة بإذن الله

آمين يارب ، تقبل الله منّا ومنكم ورزقنا الإخلاص لوجهه الكريم

ان شاء الله أخيّتي

لا تحرميني من دعواتكِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفّق الجميع لما فيه الخير والصّلاح
وأعاننا جميعا على حفظ سنة المختار عليه صلاة الله وسلامه والعمل بها مخلصين صادقين ....
جزاكم الله خيرا ......

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين يارب ، تقبل الله منك الدعاء أخي جليبب

نفعني الرابط كثيرا ، كتب الله لك الأجر وأجزل لك المثوبة

دعواتك أخي

*رذاذ المطر*
2011-09-18, 01:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تمّ بفضل الله حفظ الحديثين السابع والثامن


الحديث السابع : النصيحة عماد الدين


عن أبي رقيّة تميم بن أوس الدّاري ، رضي الله عنه ،- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم - قال : { الدينُ النّصيحة } ؛

قلنا: لمن ؟ ، قال : { لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم } رواه البخاريّ ومسلم

الحديث الثامن : حرمة دم المسلم وماله

عن بن عُمر رضي الله عنهما ، أنّ -رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : { أُمرت أن أقاتل النّاس ،حتى يشهدوا أن لاإله إلاّ الله وأنّ محمّدا

رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإن فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى }

رواه البخاريّ ومسلم

نهج السلف
2011-09-18, 11:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تمّ بفضل الله حفظ الحديثين السابع والثامن


الحديث السابع : النصيحة عماد الدين


عن أبي رقيّة تميم بن أوس الدّاري ، رضي الله عنه ،- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم - قال : { الدينُ النّصيحة } ؛

قلنا: لمن ؟ ، قال : { لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم } رواه البخاريّ ومسلم

الحديث الثامن : حرمة دم المسلم وماله

عن بن عُمر رضي الله عنهما ، أنّ -رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : { أُمرت أن أقاتل النّاس ،حتى يشهدوا أن لاإله إلاّ الله وأنّ محمّدا

رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإن فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى }

رواه البخاريّ ومسلم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

بارك الله فيك سارة واصلي أختي

أسأل الله أن يديم عليك نعمة الصحة و العافية اللهم آمين

*رذاذ المطر*
2011-09-30, 13:58
السلام عليكم

تمّ حفظ الحديث التاسع والعاشر والحادي عشر بفضل من الله تعالى

الحديث التاسع : النهي عن كثرة السؤال والتشدّد

عن أبي هُريرة عبد الرحمن بن صخر - رضي الله عنه - قال : (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -

يقول : {مانهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ،

فإنّما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم } رواه البخاري ومسلم

الحديث العاشر : سبب إجابة الدعاء

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : { إنّ الله تعالى طيّب لا يقبل إلاّ طيّبا ، وإنّ الله أمر المؤمنين

بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : " يا أيّها الرسل كلوا من الطيّبات واعملوا صالحا " ، وقال تعالى : " يا أيّها الذين آمنوا كلوا من طيّبات

مارزقناكم " ، ثمّ ذكر الرجل يُطيل السفر ، أشعثَ أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء ، ياربُّ ....ياربُّ ،

ومطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام و غذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له } )

رواه مسلم

الحديث الحادي عشر : اترك ماشككت فيه

عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طلب ، سِبط رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - وريحانته - رضي الله عنهما - قال: ( حفظت من رسول

الله - صلى الله عليه وسلّم - : { دع مايريبُك ، إلى ما لا يريبُك } رواة الترمذيّ والنسائيّ

وقال الترمذيّ : حديث حسن صحيح

نهج السلف
2011-10-03, 16:18
السلام عليكم

تمّ حفظ الحديث التاسع والعاشر والحادي عشر بفضل من الله تعالى

الحديث التاسع : النهي عن كثرة السؤال والتشدّد

عن أبي هُريرة عبد الرحمن بن صخر - رضي الله عنه - قال : (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -

يقول : {مانهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ،

فإنّما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم } رواه البخاري ومسلم

الحديث العاشر : سبب إجابة الدعاء

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : { إنّ الله تعالى طيّب لا يقبل إلاّ طيّبا ، وإنّ الله أمر المؤمنين

بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : " يا أيّها الرسل كلوا من الطيّبات واعملوا صالحا " ، وقال تعالى : " يا أيّها الذين آمنوا كلوا من طيّبات

مارزقناكم " ، ثمّ ذكر الرجل يُطيل السفر ، أشعثَ أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء ، ياربُّ ....ياربُّ ،

ومطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام و غذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له } )

رواه مسلم

الحديث الحادي عشر : اترك ماشككت فيه

عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طلب ، سِبط رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - وريحانته - رضي الله عنهما - قال: ( حفظت من رسول

الله - صلى الله عليه وسلّم - : { دع مايريبُك ، إلى ما لا يريبُك } رواة الترمذيّ والنسائيّ

وقال الترمذيّ : حديث حسن صحيح

و عليم السلام و رحمة الله وبركاته

كيف الأحوال أختي سارة أرجو أن تكوني بخير و عافية

بارك الله فيك أختي على مواصلة الحفظ و أعتذر عن التأخر في الرد لأنني مشغولة

لا تتوقفي أختي عن الحفظ و أعانك الله

أختك أمينة

*رذاذ المطر*
2011-10-03, 17:20
و عليم السلام و رحمة الله وبركاته

كيف الأحوال أختي سارة أرجو أن تكوني بخير و عافية

بارك الله فيك أختي على مواصلة الحفظ و أعتذر عن التأخر في الرد لأنني مشغولة

لا تتوقفي أختي عن الحفظ و أعانك الله

أختك أمينة

السلام عليكم

أهلا أهلا بأخيّتي أم ســارة ،ليتكِ تعلمين كم سُررت لرؤيتكِ وكم افتقدت بصماتكِ هنا

أنا بخير والحمد لله وما أحوالكِ أنتِ ، وما أخبار دراستكِ ؟؟

وفّقكِ الله ويسّرها عليكِ

سأواصل بإذن الله أمينة :)

دمتِ بخير

نهج السلف
2011-10-03, 17:29
السلام عليكم

أهلا أهلا بأخيّتي أم ســارة ،ليتكِ تعلمين كم سُررت لرؤيتكِ وكم افتقدت بصماتكِ هنا

أنا بخير والحمد لله وما أحوالكِ أنتِ ، وما أخبار دراستكِ ؟؟

وفّقكِ الله ويسّرها عليكِ

سأواصل بإذن الله أمينة :)

دمتِ بخير

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

اللهم آمين , بارك الله فيك سارة على الرد الرائع

الحمد لله , لم أتعود جيدا فقط على الوضع الجديد و لكن سنتعود بإذن الله , و الأيام تمر بسرعة و إن كنا من الأحياء سنعود إن شاء الله لما يرضي الله

أعانك الله أخيتي

*رذاذ المطر*
2011-10-07, 01:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمّ بفضل الله حفظ الحديث 12 ، 13 ، 14 و 15

الحديث الثاني عشر " الاشتغال بما يفيد "

عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

{ من حُسن إسلام المرء ، تركه مالا يعنيه }

حديث حسن ، رواه الترمذيّ و غيره كذلك

الحديث الثالث عشر : من كمال الإيمان

عن أبي حمزة أنس بن مالك - رضي الله عنه - خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم

- أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : { لا يؤمن أحدكم

حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه } رواه البخاري ومسلم

الحديث الرابع عشر : متى يهدر دم المسلم

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -:

{ لا يحلّ دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله وأنّني رسول الله إلاّ بإحدى ثلاث :

الثيّب الزّاني، والنفس بالنفس ، و التارك لدينه ، المفارق للجماعة } رواه البخاري ومسلم

الحديث الخامس عشر : إكرام الضيف

عن أبي هريرة -رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : { من

كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت

، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ،ومن كان يؤمن بالله

واليوم الآخر فليكرم ضيفه }

رواه البخاري ومسلم

نهج السلف
2011-10-07, 21:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمّ بفضل الله حفظ الحديث 12 ، 13 ، 14 و 15

الحديث الثاني عشر " الاشتغال بما يفيد "

عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

{ من حُسن إسلام المرء ، تركه مالا يعنيه }

حديث حسن ، رواه الترمذيّ و غيره كذلك

الحديث الثالث عشر : من كمال الإيمان

عن أبي حمزة أنس بن مالك - رضي الله عنه - خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم

- أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : { لا يؤمن أحدكم

حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه } رواه البخاري ومسلم

الحديث الرابع عشر : متى يهدر دم المسلم

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -:

{ لا يحلّ دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله وأنّني رسول الله إلاّ بإحدى ثلاث :

الثيّب الزّاني، والنفس بالنفس ، و التارك لدينه ، المفارق للجماعة } رواه البخاري ومسلم

الحديث الخامس عشر : إكرام الضيف

عن أبي هريرة -رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : { من

كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت

، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ،ومن كان يؤمن بالله

واليوم الآخر فليكرم ضيفه }

رواه البخاري ومسلم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

بارك الله فيك سارة على مواصلة الحفظ

واصلي نسأل الله أن يرزقك خيري الدنيا و الآخرة اللهم آمين

sousou333
2011-10-07, 21:21
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: " سل؟ ". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: " أو غير ذلك" قلت: هو ذاك. قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود "1.

نهج السلف
2011-10-07, 21:42
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: " سل؟ ". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: " أو غير ذلك" قلت: هو ذاك. قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود "1.

بارك الله فيك و جزاك خيرا على البصمة الطيبة

أعاننا الله جميعا على كثرة السجود اللهم آمين

موفقة أختي بإذن الله

*رذاذ المطر*
2011-10-15, 00:11
السلام عليكم

تمّ بفضل الله حفظ الحديث 16 ، 17 ، و18

الحديث السادس عشر : النهي عن الغضب

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أنّ رجلا قال للنبيّ - صلى الله عليه وسلّم - : أوصني ،

قال : ( لا تغضب ) ، فردّد مرارا ، قال : ( لاتغضب )

رواه البخاري

الحديث السابع عشر : الرفق بالحيوان

عن أبي يعلى ، شدّاد بن أوس - رضي الله عنه - ،

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - قال : { إنّ الله كتب الإحسان على كل شيء ،

فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة ، وليُحدّ أحدكم شفرته ، وليُرح ذبيحته }

رواه مُسلم

الحديث الثامن عشر : الخلق الحسن

عن أبي ذرّ جندب بن جنادة ، وأبي عبد الرحمن ، مُعاذ بن جبل - رضي الله عنهما - ،

عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : { اتّقِ الله حيثما كنت ،

وأتبع السيّئة الحسنة تمحُها ، وخالِق النَّاس بخُلق حسنٍ }

رواه الترمذيّ ، وقال حديث حسن ، وفي بعص النسخ ، حديث حسن صحيح

*رذاذ المطر*
2011-10-15, 23:27
السلام عليكم

تمّ بفضل الله حفظ الحديث 19، 20، 21

الحديث 19 : الإيمان بالقضاء والقدر

عن أبي العبَّاس عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما - قال : كنتُ خلف النّبي - صلى الله عليه وسلّم - يوما ،

فقال : { يا غُلام ، إني أعلمك كلماتٍ ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تُجاهك ،

إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ،واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ،

لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يَضرّوك بشيء ،

لم يَضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف }

رواه الترمذيّ ، وقال حديث حسنٌ صحيح ،

وفي رواية غير الترمذيّ : { احفظ الله تجدهُ أمامك ، تعرّف على الله في الرّخاء يعرفك في الشدّة ، واعلم أن ّ

ماأخطأك لم يكن ليُصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطِئك ،

واعلم أنّ النصر مع الصبر ، وأنّ الفرج مع الكرب ، وأنّ مع العسر يُسرًا }

الحديث 20 : الحياءُ من الإيمان

عن أبي مسعود ، عُقبة بن عَمروو الأنصاريّ البدريّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - : { إنّ ممّا أدرك النّاس من

كلام النبوّة الأولى ، إذا لم تستحِ فاصنع ماشئت }

رواه البخاريّ

الحديث 21 : الإستقامة بالإسلام

عن أبي عمرو ، وقيل أبي عمرة سُفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال قُلتُ : ( يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً ،

لاأسأل عنه أحدًا غيرَكَ ، قال : { قُل آمنتُ بالله ، ثمّ استقِم } )

رواه مسلم

** أم عبد الرحمن **
2011-10-16, 17:40
وفقكِ الله أُخيتي رذاذ المطر لكل خير
وأعاننا الله وإياك على طاعته

قلم مكسور
2011-10-16, 17:46
إييييييييييييه ذكرتني بالذي مضى

موفق كل من يسعى للخير

*رذاذ المطر*
2011-10-16, 19:12
وفقكِ الله أُخيتي رذاذ المطر لكل خير
وأعاننا الله وإياك على طاعته

السلام عليكم

آميـــن ، آميــــن

تقبّل الله منّا ومنكم

سُررت جدّا بدعوتكِ أختي :)

دمتِ بخير

نهج السلف
2011-10-19, 11:33
السلام عليكم

تمّ بفضل الله حفظ الحديث 16 ، 17 ، و18

الحديث السادس عشر : النهي عن الغضب

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أنّ رجلا قال للنبيّ - صلى الله عليه وسلّم - : أوصني ،

قال : ( لا تغضب ) ، فردّد مرارا ، قال : ( لاتغضب )

رواه البخاري

الحديث السابع عشر : الرفق بالحيوان

عن أبي يعلى ، شدّاد بن أوس - رضي الله عنه - ،

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - قال : { إنّ الله كتب الإحسان على كل شيء ،


فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة ، وليُحدّ أحدكم شفرته ، وليُرح ذبيحته }

رواه مُسلم

الحديث الثامن عشر : الخلق الحسن

عن أبي ذرّ جندب بن جنادة ، وأبي عبد الرحمن ، مُعاذ بن جبل - رضي الله عنهما - ،

عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : { اتّقِ الله حيثما كنت ،

وأتبع السيّئة الحسنة تمحُها ، وخالِق النَّاس بخُلق حسنٍ }

رواه الترمذيّ ، وقال حديث حسن ، وفي بعص النسخ ، حديث حسن صحيح

السلام عليكم

تمّ بفضل الله حفظ الحديث 19، 20، 21

الحديث 19 : الإيمان بالقضاء والقدر

عن أبي العبَّاس عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما - قال : كنتُ خلف النّبي - صلى الله عليه وسلّم - يوما ،

فقال : { يا غُلام ، إني أعلمك كلماتٍ ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تُجاهك ،

إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ،واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ،

لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يَضرّوك بشيء ،

لم يَضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف }

رواه الترمذيّ ، وقال حديث حسنٌ صحيح ،

وفي رواية غير الترمذيّ : { احفظ الله تجدهُ أمامك ، تعرّف على الله في الرّخاء يعرفك في الشدّة ، واعلم أن ّ

ماأخطأك لم يكن ليُصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطِئك ،

واعلم أنّ النصر مع الصبر ، وأنّ الفرج مع الكرب ، وأنّ مع العسر يُسرًا }

الحديث 20 : الحياءُ من الإيمان

عن أبي مسعود ، عُقبة بن عَمروو الأنصاريّ البدريّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - : { إنّ ممّا أدرك النّاس من

كلام النبوّة الأولى ، إذا لم تستحِ فاصنع ماشئت }

رواه البخاريّ

الحديث 21 : الإستقامة بالإسلام

عن أبي عمرو ، وقيل أبي عمرة سُفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال قُلتُ : ( يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً ،

لاأسأل عنه أحدًا غيرَكَ ، قال : { قُل آمنتُ بالله ، ثمّ استقِم } )

رواه مسلم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أختي سارة على الحفظ و أعانك عليه

أرجو أن تكوني بخير و صحة و عافية

موفقة بإذن لله

نهج السلف
2011-10-19, 11:35
وفقكِ الله أُخيتي رذاذ المطر لكل خير
وأعاننا الله وإياك على طاعته

بارك الله فيك , أنت فعلا أختي و نعم الأخت

قد قمت بالواجب و أكثر

أسأل الله أن يرزقك الله خيري الدنيا و الآخرة أختي نـــــ...........

اللهم آمين

نهج السلف
2011-10-19, 11:36
إييييييييييييه ذكرتني بالذي مضى

موفق كل من يسعى للخير

اللهم آمين أختي و أنت كذلك

بارك الله فيك

*رذاذ المطر*
2011-10-20, 01:19
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أختي سارة على الحفظ و أعانك عليه

أرجو أن تكوني بخير و صحة و عافية

موفقة بإذن لله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله يا أم سارة

بخير أنا والحمد لله وأتمنّاكِ بخير أنـتِ الأخرى

دمتِ في حفظ الله

نهج السلف
2012-06-23, 00:17
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يرفع للفائدة رفع الله قدركم آمين

تصفية وتربية
2012-06-23, 00:51
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكِ أختي أم سـارة على البادرة الطيِّبة
كان لي رمضان الماضي نفس المشروع في أحد المنتديات، والحمد لله لاقى إقبال طيِّب، كنت كل يوم أضع حديث مع الشرح للشيخ بن عثيمين -رحمه الله- وكان ذو فائدة طيِّبة ولله الحمد.
كما أن الشيخ جمال الحارثي -حفظه الله- كان داعمًا للمشروع وقد وجّه كلمة تشجيعية للأخوات. وكان لها صدًا طيِّب ولله الحمد.
وهذا كله من فضل الله علينا

abdellatef
2012-06-23, 08:37
بارك الله فيك وجزاك الله الف خير
:dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17:

نهج السلف
2012-06-23, 13:44
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكِ أختي أم سـارة على البادرة الطيِّبة
كان لي رمضان الماضي نفس المشروع في أحد المنتديات، والحمد لله لاقى إقبال طيِّب، كنت كل يوم أضع حديث مع الشرح للشيخ بن عثيمين -رحمه الله- وكان ذو فائدة طيِّبة ولله الحمد.
كما أن الشيخ جمال الحارثي -حفظه الله- كان داعمًا للمشروع وقد وجّه كلمة تشجيعية للأخوات. وكان لها صدًا طيِّب ولله الحمد.
وهذا كله من فضل الله علينا



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

أهلا أختي ألم الفراق

الحمد لله هذا كله من فضل ربي

كنت أتمنى أن يكون هناك مشروع آخر في رمضان المقبل علينا إن شاء الله و لكنني للأسف سأكون شبه غائبة في الأيام الأولى إن شاء الله

و نرجو أن تكون هناك مبادرات من الإخوة و الأخوات

بارك الله فيم أختي و جزى الله الشيخ خيرا آمين

نهج السلف
2012-06-23, 13:46
بارك الله فيك وجزاك الله الف خير
:dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17:

و فيكم بارك الله و جزاكم خيرا

و يا حبذا تغيير كلمة "ألف خير" إلى "خير" كما ثبت في السنة

و بارك الله فيكم

ammar8689
2012-06-23, 15:02
بارك الله فيك

نهج السلف
2012-06-23, 15:44
بارك الله فيك

و فيكم بارك الله و جزاكم خيرا

opira99
2012-06-23, 15:46
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووور

نهج السلف
2012-06-23, 17:36
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووور

بارك الله فيكم و نرجو الفائدة للجميع