المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات الداعي الى الله


عيشة
2007-07-04, 02:27
صفات الداعي إلى الله

1 ـ الاقتداء بالصالحين

سورة الأنعام(6)

قال الله تعالى: {أولئك الَّذين هَدى الله فبِهُدَاهُم اقْتَدِهْ قُلْ لا أسئَلُكم عليه أجراً إن هو إلاَّ ذِكرى للعالمين(90)}

ومضات:

ـ إن الدَّعوة إلى دين الله لا تثمر ولا تؤتي أُكُلها، ما لم يكن الداعي متخلِّقاً بأخلاق النبيين الَّتي تجعل منه قدوة حسنة للآخرين.

ـ يكتفي بعض الناس بقراءة الكتب الدِّينية وسِيَر الأنبياء والصالحين، لعلَّهم يهتدون إلى المعرفة ويتزوَّدون بالعلوم الدِّينية، ولكنَّ هذا لا يفي بالغرض، بل ربَّما يؤدِّي بهم إلى العزلة ضمن محيط الدائرة النظرية للكتب، دون أن تمنحهم اللمسة الروحية والإحساس العميق بالهداية الَّتي يكتسبونها من قلبٍ حيٍّ نابض بالإيمان.

ـ هذه الآية تُوجِّه دعوةً للمؤمن كي ينطلق خارج دائرة العُزلة والانطواء على الذات ويبحث عن أهل العلم والفضل، عن ورثة الأنبياء الحقيقيين الداعين إلى الله بإذنه، للاستفادة والاستزادة من علومهم والتخلُّق بأخلاقهم، لتكتمل بنية المجتمع الإيماني الَّذي يُطلَبُ من جميع أفراده أن يكونوا في عداد أحد فريقين: إمَّا فريق العلماء، أو فريق المتعلِّمين، ولا خير فيمن سواهما.






فالداعية إلى الله هو الدليل الَّذي يدلُّ العباد على الله، وقبل أن يكون داعية هو بحاجة إلى من يدلُّه على شرائع الله وأحكامه، وعلى الأساليب والوسائل الَّتي يتَّبعها للتبليغ، وله في سِيَر الأنبياء والعلماء الَّذين كان لهم السبق في هذا المجال العون والمدد، لكي ينهج نهجهم ويقتدي بهم، ففي اطِّلاعه على سيرتهم وثباتهم وصبرهم، ومواقفهم من أقوامهم ومواقف أقوامهم منهم، ومعاشرته للدُّعاة المخلصين ما ينير له الطريق، ويذلِّل له الصعاب من أجل تحقيق الهدف المرجوِّ وهو الوصول بالناس إلى الإيمان الحقيقي.

إن كلَّ فرد مكلَّف أن يتَّخذ دليلاً يدلُّه على الله، يسلِّم له أمر تربيته، وقيادته، ليكون له عوناً في تزكية نفسه وتَعَلُّم الكتاب والحكمة، غير آبِهٍ بأقوال الحسَّاد الناقمين، والأعداء الناقدين الَّذين يشوِّهون سمعة رجال الدِّين، بل عليه أن يقوم بدراسة ميدانية جادَّة ليصل إلى الهداة الحقيقيين، ويرتشف نور الإيمان من قلوبهم وتوجُّهاتهم وأعمالهم وتربيتهم.





2 ـ الحكمة

سورة النحل(16)

قال الله تعالى: {ادعُ إلى سبيلِ ربِّكَ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وجادِلْهم بالَّتي هي أحسنُ إنَّ ربَّك هو أعلمُ بمن ضلَّ عن سبيلهِ وهو أعلمُ بالمهتدين(125)}

ومضات:

ـ يجب أن تبقى الدعوة إلى دين الله قائمة دون تهاون، وبالأسلوب الَّذي يتناسب مع عظمة الشريعة الَّتي ندعو إليها.

ـ تقضي الحكمة بأن نعطي المريض الدواء المناسب في الوقت المناسب وبالأسلوب الأمثل، وبالتالي فإن من الحكمة أيضاً أن نأخذ الشخص البعيد عن جادَّة الحقِّ بالرفق، لأنه مريض في فكره وقلبه، فالضلالة داؤه والإيمان دواؤه والسبيل إلى ذلك الحكمة.

ـ الموعظة الحسنة هي أن تخاطب الناس على قدر عقولهم، لا على قدر بلاغتك وفصاحتك.

ـ الحوار الإيجابي البنَّاء، القائم على الحُجَّة والبرهان، والَّذي يهدف إلى إقامة جسور المودَّة مع الآخرين، يثمر الإقناع والهداية والارتباط بمنهج السعادة، وعلى النقيض من ذلك فإن الجدال العقيم القائم على التبجُّح بالمعارف، والاستعلاء على الآخرين، يثمر التنافر وضياع الهدف.

ـ الإسلام لا يعوِّل على المظاهر بقدر ما يعوِّل على البواطن والحقائق، والله ربُّ العالمين هو وحده العالم بخفايا الناس، القادر على تقييمهم وإنزالهم المنازل الَّتي يستحقُّونها، فكم من أشعث أغبر ذي طمرين (ثوبين باليين) لا يؤْبَه له لو أقسم على الله لأبرَّه، وكم من متظاهر بالدِّين مدَّعٍ لفهمه، متستر بثياب العلم، يتفوَّه بالكلمة الضالَّة المُضلَّة لتهوي به وبغيره في النار سبعين خريفاً.





إن القرآن الكريم رسم منهج الدعوة؛ للرسول الكريم أوَّلاً، ولكلِّ داع إلى الله من بعده، فأرسى قواعدها ومبادئها وعيَّن وسائلها وطرائقها. والدعوة يجب أن تكون خالصة وموجَّهة إلى سبيل الله، لا لشخص الداعي ولا لقومه، فليس على الداعي في دعوته إلا البلاغ، وأجره بعد ذلك على الله. ويجب أن يرتكز أسلوب الدعوة إلى شريعة الله تعالى على النقاط التالية:

1 ـ الحكمة: وهي حسن مخاطبة الآخرين في الوقت المناسب، والمكان المناسب، وبالأسلوب المناسب الَّذي يكفل الوصول إلى شغاف قلوبهم لاستمالتها، وإلى عقولهم وضمائرهم لتحريكها وتسديد مسارها.

2 ـ الموعظة الحسنة: وهي الترغيب الحسن، والعرض المشوِّق المبني على المنطق والعقل السليم، وبالرفق والمداراة ولين الكلام، والتعريض دون التصريح والتنبيه دون الزجر، فإن الرفق في الموعظة كثيراً ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلِّف بين القلوب المتنافرة. فالرفق ما دخل في شيء إلا زانه ولا مُنِعَ من شيء إلا شانه، ويكفي في هذا المجال ما جاء في الأثر: [من حُرِم الرفق فقد حُرِم الخير كلَّه].

3 ـ الجدال المثمر: وهو الحوار القائم على دراسة نفسيَّة من نخاطبهم، وإيجاد أفضل السبل للوصول معهم إلى قناعات مقرِّبة لا إلى صدامات حادَّة منفِّرة، ودون تحامل على المخالف حتَّى يطمئن إلى الداعي، ويشعر أن هدفه ليس الغلبة في الجدل، ولكنَّ الإقناع والوصول إلى الحق. فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا ترجع عن الرأي الَّذي تعتقد صحَّته إلا بالرفق حتَّى لا تشعر بالهزيمة، فالجدل بالحُسنى يُشعر المجادل أن ذاته مصونة، وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة والهدي إليها من أجل الله تعالى. أمَّا الهداية والضلال والمجازاة عليهما فأمرهما إلى الله سبحانه، إذ هو أعلم بحال من ضلَّ عن سبيله، وهو أعلم بمن اهتدى، وإليه ترجع الأمور جميعاً.

وإن المتتبِّع لمسيرة الدعوة النبوية يجد أن الحكمة من أهمِّ الصفات المُمَيِّزَة والمرافقة لها، من حيث اختيار الزمان والمكان المناسب، واختيار الطريقة الحكيمة السليمة في التعامل مع الأشخاص والأحداث. وقد كان من نتائج هذه الحكمة توحيد الجزيرة العربية تحت راية الإسلام في مدة لم تتجاوز ثلاثاً وعشرين سنة، بأقل من خمسمائة قتيل وشهيد من المشركين والمسلمين. والأمثلة على ذلك كثيرة، فقد استمر النبي صلى الله عليه وسلم في مكَّة أكثر من عشر سنوات يدعو إلى توحيد الله، ونبذ عبادة الأصنام، ومع ذلك كان يطوف حول الكعبة الشريفة، وحولها ثلاثمائة وستون صنماً دون أن يتعرَّض لأحد هذه الأصنام أو يؤذيها، حرصاُ منه على عدم استثارة مشاعر المشركين، وتجنُّب المزيد من إيذائهم له. ولكن حين فتح عليه السَّلام مكَّة، ودخلها بالنصر المبين، طاف حول الكعبة، ثمَّ أخذ يمرُّ على الأصنام واحداً واحداً، ويطعنها بعود كان بيده، ويقول: «جاء الحقُّ وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً، جاء الحقُّ وما يبدئُ الباطل وما يُعيد». (رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)

ولـو أن النبي صلى الله عليه وسلم فعـل ذلـك منذ بدايـة الدعوة، لكـان مصيره مثـل إبراهيم ـ عليه السَّلام ـ الَّذي تحدَّى قومه منذ الأيام الأولى لدعوته، وحطَّم العديد من أصنامهم، فأثار غضبهم، وكانت نتيجة ذلك أن أوقدوا له ناراً عظيمة وألقوه فيها ، وكاد يهلك لولا أن تدخَّل الله تعالى وأنجاه منها، قال تعالى:{قَالوا حَرِّقُوه وَانْصُروا آلِهَتِكُم إِنْ كُنتم فَاعِلين * قُلْنَا يَا نَارُ كُوْنِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْرَاهِيمَ} (21 الأنبياء آية 68-69).

وكذلك تظهر الحكمة في سلوك النبي صلى الله عليه وسلم من خلال استفادته من كلِّ ما يخدم الدعوة، حتَّى لو كان من العادات الجاهلية، ومن ذلك أنه لمَّا ذهب إلى دعوة أهل الطائف وعَلِم المشركون من أهل مكَّة بذلك أرادوا أن يمنعوه من الرجوع إلى مكَّة ودخولها.. فأرسل صلى الله عليه وسلم إلى عدد من زعماء المشركين طالباً منهم أن يدخل مكَّة في حمايتهم وجوارهم فرفضوا إلا المُطعم بن عدي، الَّذي خرج بأبنائه السبعة، وأحاط برسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى طاف حول الكعبة، وهو في ظلِّ حمايتهم.. وبات في بيت المُطعم ليلتين، واستمرت الدعوة في حمايته قريباً من سنة. وهكذا شأن الداعي الحكيم الَّذي لا يُبالي إلا باستمرار الدعوة ووصولها إلى جميع الخلق، ولو كان ذلك لا يتمُّ إلا في حماية المشركين.

إن دراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم منذ بدء نزول الوحي ولحين هجرته إلى المدينة، يعطينا نموذجاً عملياً في أسلوب الدعوة إلى الله، وفي براعة التعامل مع غير المسلمين، على الرَّغم من الضغوط الشديدة الَّتي عانى منها بسبب تعنُّتهم وإيذائهم. فالداعي إلى الله يجب أن ينظر إلى الواقع الحالي مع أَملٍ بالمستقبل نظرة واحدة وفي نفس الوقت.. وهذه ميزة عجز عن الاستفادة منها الكثير ممن ينتسبون إلى الدعوة، ويلبسون لباس الدعاة. فإن تمكَّنتَ من كظم غيظك أمام عدوٍ للإسلام، أملاً في أن يُصبح مسلماً يشدُّ من أزر الدعوة في الغد القريب، تمكَّنت بهذا الشعور أن تسايره وتلاطفه، وتعامله بحنوٍّ وعطف؛ حنوِّ الأمِّ على طفلها المريض... وعلى العكس من ذلك فإن أعطيت لنفسك العنان، فانطلقت تخاصم وتعاتب وتهدِّد وتتوعَّد، فإنك ولا شكَّ تقلب العمل المنتج إلى بناء متَصدِّع ، والإيمان إلى تكفير؛ وتقريب القلوب إلى تهجير، ويفوت على الكثير من المقبلين الخير الكثير، بسبب قصورنا عن فهم الحكمة وأسلوب تطبيقها الفهم الصحيح.

أما إذا رغبنا معرفة صورة عن السلوك العملي للنبي صلى الله عليه وسلم في تطبيق الحكمة، وعُدْنا إلى ما جرى بينه ـ عليه السَّلام ـ وبين سهيل بن عمرو في صلح الحديبية.. فقد كان سهيل هذا لا يترك فرصة تمرُّ لإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم إلا واستغلَّها، يُعينه في ذلك أبو سفيان. وعندما جلس سهيل مندوباً عن قريش ومفاوضاً للنبي صلى الله عليه وسلم وبعد الاتفاق على شروط الصلح، دعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب وقال له: «اكتب: بِسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم»، فقال سهيل أمَّا الرحمن فوالله ما أدري ما هو.. ولكن اكتب: باسمك اللهم. ثمَّ قال صلى الله عليه وسلم: «هذا ما قضى عليه محمَّد رسول الله»، فقال سهيل: والله لو كُنَّا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، اكتب: محمَّد بن عبد الله. فقال صلى الله عليه وسلم: «والله إنِّي لرسول الله وإن كذَّبتموني، اكتب: محمَّد بن عبد الله»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «على أن تُخلُّوا بيننا وبين البيت، فنطـوف به». فقال سهيل: والله لا تتحدَّث العرب أنَّا أُخِذنا ضَغْطةً، ولكن ذلك من العام المقبل، وعلى أن لا يأتيك مِنَّا رجل، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا.. (رواه البيهقي عن المِسور بن مخرمة).







3 ـ الرِّفْق واللين

سورة آل عمران(3)

قال الله تعالى: {فبما رحمةٍ من الله لِنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظَ القلبِ لانفَضُّوا من حولكَ فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاوِرهُم في الأمرِ فإذا عزمتَ فتوكَّل على الله إنَّ الله يُحِبُّ المتوكِّلينَ(159)}

سورة التوبة(9)

وقال أيضاً: {لقد جاءَكُم رسولٌ من أنفسِكُم عَزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ حريصٌ عليكم بالمؤمنين رَؤوفٌ رحيم(128)}

ومضات:

ـ القانون الإلهي قائم على الرحمة لأنها مفتاح كلِّ خير لاسيَّما في مقام الدعوة. فالداعية الناجح هو من يُوغِل برفق في القلوب، ويتعهَّد بذور الخير فيها بالرعاية واللطف واللين إلى أن تنمو وتزهر.

ـ المؤمن يألف ويؤلف، والفظاظة تنفِّر القلوب وتبعثر الطاقات.

ـ ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، ثمَّ عزم وقرَّر، متوكِّلاً على رعاية الله وحفظه وعنايته.


.



وكان على الداعي أن يكون رحيماً بعباد الله، لأن التراحم بين الناس يشدُّ بعضهم إلى بعض، ويخلق بينهم جواً من الألفة والترابط، ويزرع في أعماقهم غيرة على المصلحة العامَّة، ممَّا يجعلهم أهلاً للمشورة وإبداء الرأي في سياسة الأمَّة وفي الحرب والسلم، وغير ذلك للوصول إلى الحلِّ السديد. فالإسلام يقرِّر مبدأ الشورى، وهذا نصٌ قاطع لا يدع للأمَّة المسلمة شكاً في كونه مبدأً أساسياً يجب ألا يقوم نظام الحياة على أساس سواه، أمَّا الوسيلة الَّتي يتحقَّق بها فهي تبعٌ لأمور قابلة للتحوير والتطوير، وفق أوضاع الأمَّة وملابسات حياتها. وللشورى فوائد عظيمة منها: أن العقول متفاوتة والأفكار متباينة بين الناس، وربَّما ظهر لبعضهم من صالح الآراء ما لا يظهر لغيرهم، ولكنَّ تبادُل الأفكار والآراء يهيِّئ الفرصة أمام هذه العقول لتتضافر مع بعضها، فتغدو وكأنها عقل واحد كبير، يكون على مستوى الأمر المتداول فيه، قادراً على رؤيته من جميع الزوايا رؤية دقيقة شاملة.




4 ـ الثبات

سورة الجاثية(45)

قال الله تعالى: {ثمَّ جعلناكَ على شَريعَةٍ من الأمر فاتَّبِعْها ولا تتَّبع أهواءَ الَّذين لا يعلمون(18) إنَّهم لن يُغْنوا عنكَ من الله شيئاً وإنَّ الظَّالمينَ بعضُهم أولياءُ بعضٍ والله وليُّ المتَّقين(19)}

سورة الإسراء(17)

وقال أيضاً: {وإن كادوا لَيَفْتِنونَكَ عن الَّذي أوحينا إليكَ لتفتَريَ علينا غيرَهُ وإذاً لاتَّخذوكَ خليلاً(73) ولولا أنْ ثبَّتناكَ لقد كدتَّ ترْكَنُ إليهم شيئاً قليلاً(74) إذاً لأذَقْناكَ ضِعفَ الحياةِ وضِعفَ المماتِ ثمَّ لا تجدُ لك علينا نصيراً(75)}

ومضات:

ـ رسم الله تعالى معالم طريق الدعوة الَّتي ينبغي على النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلكها، محدِّداً له القواعد الثابتة في الشريعة، وطلبمنه أن يلتزم بالسير عليها، دون الالتفات إلى الجَهَلة المغرضين، لأن جهلهم مبني على الظلم، وتعاونهم قائم على البغي والعدوان.

ـ يجب أن لا يغفل قلب الداعي عن حضرة الله، وأن يبقى متمسِّكاً بحبل العناية الإلهية حذراً من التأثُّر بالفتن الَّتي يحيكها المغرضون من حوله، والإغراءات الَّتي يحاولون بها صرفه عن هدفه.[/color][/font][/font][/size][/size]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»size=3][font=Arial][font

ـ.

أختكم
2007-07-04, 07:34
بارك الله فيك أختي الكريمة عيشة و الله لقد ذرفت عيني مع هذا الصباح ...وأنا أجد أن أول مشاركة لكِ على المنتدى هي موضوع قَيـِّــــــم على المنتدى الإسلامي فخيرا مابه قد ابتدأتِ و نسأل لله لك حسن الختام ...أهلا بك معينة لنا على البر و التقوى ! وجزاك الله كل خير

أحمد حمادة
2007-07-04, 07:46
جزاك الله خيرا ياعائشة
وجازى أختنا على ردها وتاثرها
لله در الكاتب والمعقب

أختكم
2007-07-04, 07:56
أما عن الموضوع غالِيَتي فهو قيم و به فوائد جمة و إن طريق الدعوة إلى الله لصعب جدا ...لأن آخذ هذا الطريق عليه التحلي بالثبات ..أو بالأحرى يحتاج أن يرزقه الله الثبات ..فكثيرا ما نصدق في الأمر و نجد فيه ثم يعكر علينا ظرفٌ ما فنتخاذل أو يخبو حماسنا أو حتى نقع ضحية طبائعنا التي جُبلنا عليها...وفي هذه الحال قد تكون النتيجة سيئة خصوصا و إن اتخذَنا غيرُنا قدوة ...فالله المستعان!

و مع كل ما كتبته غالِيَتي إلا أنني لا أوافقك الرأي في مثال الحكمة الذي ضَربته ...فلا يُمكن القول أن إبراهيم عليه السلام لم يكن حكيما لجهره بالدعوة فكل ما أعرفه هو أنه كان أُمَّة ! وهو يُقتدى به أولا و آخرًا ..و رميه في النار ليس لأنه تسرع عليه الصلاة و السلام و إنما هذا هو دأب كل الأنبياء ..والرسول عليه الصلاة والسلام ما سلم من الإبتلاء هو ومن آمن معه ...فحتى كلمة لو التي استعملتها لاتجوز بمعنى هل تقصدين أن إبراهيم لو لم يجهر بالدعوة لما رُمِي في النار!!!!!!
لكن هذه سنة الله في خلقه


قال الله تعالى

***
أَفحسِبْتُم أنْ تَدْخُلوا الجَنَّة ولمَّا يأْتِكُم مَثَل الَّذين خَلَوا من قبلكم مسَّتهُم الْبأساءُ والضَّراء وزُلْزِلوا حتَّى يَقول الرَّسول و الّذين آمنوا معه متَى نَصرُ الله ...ألا إنّ نصرَ الله قريب **





ولـو أن النبي صلى الله عليه وسلم فعـل ذلـك منذ بدايـة الدعوة، لكـان مصيره مثـل إبراهيم ـ عليه السَّلام ـ الَّذي تحدَّى قومه منذ الأيام الأولى لدعوته، وحطَّم العديد من أصنامهم، فأثار غضبهم، وكانت نتيجة ذلك أن أوقدوا له ناراً عظيمة وألقوه فيها ، وكاد يهلك لولا أن تدخَّل الله تعالى وأنجاه منها، قال تعالى:{قَالوا حَرِّقُوه وَانْصُروا آلِهَتِكُم إِنْ كُنتم فَاعِلين * قُلْنَا يَا نَارُ كُوْنِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْرَاهِيمَ} (21 الأنبياء آية 68-69).ـ.

أختكم
2007-07-04, 08:06
بارك الله فيك أخي الكريم أحمد على حسن الظن
جزاك الله خيرا