امير19
2011-07-28, 09:45
الكاتب الليبي د. فتحي الفاضلي
الجمعة 13 مايو 2011
سنحطم هذا الصنم..
الطغاة.. فئة قذرة.. دنيئة .. نجسة..
د. فتحي الفاضلي
فهم.. وأتباعهم.. واتباع اتباعهم.. لا يستمتعون إلا بأنين المعذبين.. ولا يطربون إلا لصراخ المظلومين.. ولا يتلذذون إلا بآلام الضعفاء والمحرومين.. وهم... مجانين.. يرتدون ثوب العقل.. ما ان يضعوا ايديهم على فريسة.. من البشر.. حتى تظهر عليهم اعراض الجنون.. فيمزقون ضحيتهم بوحشية تأباها المردة والجن والشياطين.
وهم.. فوق ذلك.. كُتل من الشر.. يعيشون في قلق واضطراب دائمين.. لا يهدأ لهم بال.. ولا يسكن لهم حال.. ولا يحسون بالاستقرار.. إلا وعلامات الرعب مرتسمة على وجوه ضحاياهم.. بل ما ان ينتهوا من ضحية حتى يحسوا بالحنين إلى غيرها.
وهم اجساد سكنتها المردة.. فنمت دوافع الشر فيها.. وانقرضت جوانب الانسانية منها.. بما في ذلك شيء من لمسات الرحمة.. التي قد نجدها عند اشرس الهوام واعنفها.. ولا نجدها .. عند الطغاة.. واذيالهم.. وجندهم.. واعوانهم.
وهم.. حتماً.. فئة.. تنتمي الى غير دائرة البشر.. فنواميسهم وقوانينهم ومصالحهم.. تتصادم وتتعارض وتتناقض مع نواميس وقوانين ومصالح الانسان الذي نعرفه على وجه البسيطة.
بل انهم.. اصنام تسجد لأصنام.. ودمى تحركها دمى.. وعبيد يركعون لعبيد.. ومخلوقات تعيش في ظلمات فوقها ظلمات.. واجساد باردة لا يبعث فيها الدفء الا إرادة ظالم او طاغية.. مثلهم.. وهم جثث لا تدب فيها الحياة إلا بموت الاخرين.
ماتت احاسيسهم.. ومشاعرهم.. وعواطفهم.. وحل محلها رغبات دموية.. استقرت في نفوس مريضة تسممت بداء الحقد.. وانغمست في مستنقع الشر.. وتلوثت بداء الجهل والفسق والبغض.
فهم ادوات لقهر البشر.. جفت عندهم منابع الرحمة.. واُستبدلت بمزيج من مقت وحقد وحسد.. لهم قلوب من حجر.. بل (.. وإن من الحجارة لما يتفجر منه الانهار.. وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء.. وأن منها لما يهبط من خشية الله.. وما الله بغافل عما تعملون.. البقرة/74).
ثم انهم.. مسلوبو العقل والرأي.. ومسلوبو الفكر والارادة.. الهوا سادتهم.. فاضاعوا إنسانيتهم.. وسر خلقهم.. وحكمة وجودهم.. وتحولوا الى ادوات.. تكفيها همسة او إيماء ليخروا ساجدين.. ملبين نداء أسيادهم وأربابهم مستجيبين لأوامرهم.. منفذينها دون قيد او شرط.
خلقهم الله سبحانه وتعالى لأداء أشرف مهمة.. على هذه الارض.. ورزقهم بحواس لتتأمل عظمة وجمال الكون فتؤمن بصانعه ومبدعه.. فاذا بحواسهم تتحول الى ادوات جامدة تتحسس احوال الناس وتتلمس طريقها في ظلمات المكر والكيد والغدر.. باحثة عن ضحاياها من عباد الله.. مخلفة اكواما من الجثث وأنهارا من دماء الراكعين لقيوم السموات والارض.
لكن.. وبالرغم من بشاعتها.. لم تكن ممارسات الطغاة.. واتباعهم.. مظهراً من مظاهر القوة.. بل كانت.. انتفاشة ظالم.. تتوارى خلفها قلوباً واجفة.. وافئدة فارغة.. ونفوس خائفة.. هلعة.. مرتعبة.. جزعة.
لذلك..
لم.. ولن تثمر اعمالهم الا ثمرات فاسدة.. كريهة.. ونتنة.. خبيثة.. وسيلفظهم في الدنيا الناس والتاريخ.. ويلفظهم في الاخرة.. الله.. وسيأتوا يوم تعني الوجوه لقيوم السموات والارض.. وعلى وجوههم.. باذنه تعالى.. غبرة.. وترهقها.. قترة.. وسيأتي شهداؤنا ووجوههم.. باذنه تعالى.. ناضرة.. الى ربها.. ناظرة.
ولان ممارساتهم.. لا تمثل الا.. انتفاشة ظالم.. لذلك.. لم ولن تثن.. هذه الممارسات.. المؤمنين عن ايمانهم.. ولم تثن المسلمين عن مبادئهم.. ولم تثن الناس عن خياراتهم.. خاصة.. خيارات.. الامن والحرية والامان.. تماماً.. كما لم يثن الاخدود اصحاب الاخدود.. ولم يثن الموت آل ياسر.. ولم يثن الصرب آل البوسنة.. فكذلك.. لن يثن.. النظام الصنم.. في ليبيا.. وطواغيته وجنده واتباعه.. واتباع اتباعه.. لن يثن.. آل ليبيا.. عن تحطيم الصنم.. الذي نصب نفسه الهة.. فاستباح الدماء.. ونشر في الارض الفساد.. واحرق الاخضر واليابس.. وارعب الناس.. واذلهم البشر.
ليس فقط.. تحطيم هذا الصنم.. بل.. ونسفه.. في اليم نسفا.
د. فتحي الفاضلي
fathifadhli@yahoo.com
www.fathifadhli.com
____________________
* سبق لي نشر هذا المقال ضمن محتويات كتاب التبعية ، وكذلك في ثورة الكلمة تحت عنوان "وكان حصاد الطواغيت سرابا".
ــ اضغط هنا لزيارة موقعي على الفيس بوك : ليبيا ارض الشهداء
الجمعة 13 مايو 2011
سنحطم هذا الصنم..
الطغاة.. فئة قذرة.. دنيئة .. نجسة..
د. فتحي الفاضلي
فهم.. وأتباعهم.. واتباع اتباعهم.. لا يستمتعون إلا بأنين المعذبين.. ولا يطربون إلا لصراخ المظلومين.. ولا يتلذذون إلا بآلام الضعفاء والمحرومين.. وهم... مجانين.. يرتدون ثوب العقل.. ما ان يضعوا ايديهم على فريسة.. من البشر.. حتى تظهر عليهم اعراض الجنون.. فيمزقون ضحيتهم بوحشية تأباها المردة والجن والشياطين.
وهم.. فوق ذلك.. كُتل من الشر.. يعيشون في قلق واضطراب دائمين.. لا يهدأ لهم بال.. ولا يسكن لهم حال.. ولا يحسون بالاستقرار.. إلا وعلامات الرعب مرتسمة على وجوه ضحاياهم.. بل ما ان ينتهوا من ضحية حتى يحسوا بالحنين إلى غيرها.
وهم اجساد سكنتها المردة.. فنمت دوافع الشر فيها.. وانقرضت جوانب الانسانية منها.. بما في ذلك شيء من لمسات الرحمة.. التي قد نجدها عند اشرس الهوام واعنفها.. ولا نجدها .. عند الطغاة.. واذيالهم.. وجندهم.. واعوانهم.
وهم.. حتماً.. فئة.. تنتمي الى غير دائرة البشر.. فنواميسهم وقوانينهم ومصالحهم.. تتصادم وتتعارض وتتناقض مع نواميس وقوانين ومصالح الانسان الذي نعرفه على وجه البسيطة.
بل انهم.. اصنام تسجد لأصنام.. ودمى تحركها دمى.. وعبيد يركعون لعبيد.. ومخلوقات تعيش في ظلمات فوقها ظلمات.. واجساد باردة لا يبعث فيها الدفء الا إرادة ظالم او طاغية.. مثلهم.. وهم جثث لا تدب فيها الحياة إلا بموت الاخرين.
ماتت احاسيسهم.. ومشاعرهم.. وعواطفهم.. وحل محلها رغبات دموية.. استقرت في نفوس مريضة تسممت بداء الحقد.. وانغمست في مستنقع الشر.. وتلوثت بداء الجهل والفسق والبغض.
فهم ادوات لقهر البشر.. جفت عندهم منابع الرحمة.. واُستبدلت بمزيج من مقت وحقد وحسد.. لهم قلوب من حجر.. بل (.. وإن من الحجارة لما يتفجر منه الانهار.. وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء.. وأن منها لما يهبط من خشية الله.. وما الله بغافل عما تعملون.. البقرة/74).
ثم انهم.. مسلوبو العقل والرأي.. ومسلوبو الفكر والارادة.. الهوا سادتهم.. فاضاعوا إنسانيتهم.. وسر خلقهم.. وحكمة وجودهم.. وتحولوا الى ادوات.. تكفيها همسة او إيماء ليخروا ساجدين.. ملبين نداء أسيادهم وأربابهم مستجيبين لأوامرهم.. منفذينها دون قيد او شرط.
خلقهم الله سبحانه وتعالى لأداء أشرف مهمة.. على هذه الارض.. ورزقهم بحواس لتتأمل عظمة وجمال الكون فتؤمن بصانعه ومبدعه.. فاذا بحواسهم تتحول الى ادوات جامدة تتحسس احوال الناس وتتلمس طريقها في ظلمات المكر والكيد والغدر.. باحثة عن ضحاياها من عباد الله.. مخلفة اكواما من الجثث وأنهارا من دماء الراكعين لقيوم السموات والارض.
لكن.. وبالرغم من بشاعتها.. لم تكن ممارسات الطغاة.. واتباعهم.. مظهراً من مظاهر القوة.. بل كانت.. انتفاشة ظالم.. تتوارى خلفها قلوباً واجفة.. وافئدة فارغة.. ونفوس خائفة.. هلعة.. مرتعبة.. جزعة.
لذلك..
لم.. ولن تثمر اعمالهم الا ثمرات فاسدة.. كريهة.. ونتنة.. خبيثة.. وسيلفظهم في الدنيا الناس والتاريخ.. ويلفظهم في الاخرة.. الله.. وسيأتوا يوم تعني الوجوه لقيوم السموات والارض.. وعلى وجوههم.. باذنه تعالى.. غبرة.. وترهقها.. قترة.. وسيأتي شهداؤنا ووجوههم.. باذنه تعالى.. ناضرة.. الى ربها.. ناظرة.
ولان ممارساتهم.. لا تمثل الا.. انتفاشة ظالم.. لذلك.. لم ولن تثن.. هذه الممارسات.. المؤمنين عن ايمانهم.. ولم تثن المسلمين عن مبادئهم.. ولم تثن الناس عن خياراتهم.. خاصة.. خيارات.. الامن والحرية والامان.. تماماً.. كما لم يثن الاخدود اصحاب الاخدود.. ولم يثن الموت آل ياسر.. ولم يثن الصرب آل البوسنة.. فكذلك.. لن يثن.. النظام الصنم.. في ليبيا.. وطواغيته وجنده واتباعه.. واتباع اتباعه.. لن يثن.. آل ليبيا.. عن تحطيم الصنم.. الذي نصب نفسه الهة.. فاستباح الدماء.. ونشر في الارض الفساد.. واحرق الاخضر واليابس.. وارعب الناس.. واذلهم البشر.
ليس فقط.. تحطيم هذا الصنم.. بل.. ونسفه.. في اليم نسفا.
د. فتحي الفاضلي
fathifadhli@yahoo.com
www.fathifadhli.com
____________________
* سبق لي نشر هذا المقال ضمن محتويات كتاب التبعية ، وكذلك في ثورة الكلمة تحت عنوان "وكان حصاد الطواغيت سرابا".
ــ اضغط هنا لزيارة موقعي على الفيس بوك : ليبيا ارض الشهداء