tarek22
2011-07-25, 16:53
فرج احمودة
http://www.libya-alyoum.com/news/images/kotaab/050pen.jpg
في الوقت الذي تسيل فيه الدماء في كل مكان وتنجرف البلاد الى حروب اهلية وكوارث انسانية ما انزل الله بها من سلطان تطل علينا هذه الايام الامم المتحدة بمبادرة عملية من شان اعتمادها ان تحقن الدماء وتحفظ الاعراض ويستتب الامن ويبلغ الشعب مايريد دون مزيد من الرعب الذي ساد البر والبحر.
مبعوث الامم المتحدة ذو الجنسية الاردنية الدكتور عبدالاله الخطيب له اليوم في عنق كل ليبي وليبية فضل لا يضاها ودين لا يرد بان وفقه الله في ايجاد تسوية عادلة لقضيتنا تخرج بلادنا من نفق مظلم وتضعه في بداية طريق يؤدي الى مقاصد هذه الدماء التي سفكت بغزارة ولازالت تسفكت.
هذه المبادرة تقترح وقفاً لإطلاق النار يعقبه فورا تشكيل حكومة انتقالية تقتسم بالتساوي بين الحكومة في طرابلس والمعارضة في بنغازي مع استبعاد كامل لمعمر القذافي وأبنائه.
اهم مافي هذه المبادرة من بنود انها تضع حدا للدم الذي يسيل وتخرج القذافي وابنائه من دائرة الحكم, هذا الى جانب كونها في الاصل صادرة عن الامم المتحدة بمباركة من الدول اعضاء مجلس الامن.
وفقا لها فانه وفور وقف اطلاق النار تسلم ليبيا لحكومة موحدة مشكلة من التكنوقراط يدخل فيها اعضاء من حكومة طرابلس واخرون من المجلس الوطني وان هذه الحكومة تنخرط فور تشكيلها في العمل على انشاء اطار سياسي وقانوني لليبيا الجديدة بعيدا عن القذافي وافكاره السياسية.
انها بحق خارطة طريق من شان اعتمادها تخفيف حدة الشرخ الاجتماعي الذي بدا يتعمق يوما بعد يوم وتقريب القلوب الى بعضها واجبار كسر لحمتنا الوطنية الذي بات امرا واضحا وضوح الشمس, فهي لا تقصي طرفا على حساب الطرف الاخر وانما فقط تخرج الاشخاص سبب الصراع. هذه المبادرة لا تسمح ببلوغ جزء من الشعب الليبي وان كان يمثل الغالبية الكاسحة اهدافه عن طريق الانتصار العسكري على الجزء الاخر وانما تضع الليبيين جميعا في نقطة واحدة نقطة اللاغالب واللا مغلوب, نقطة السائمين من حرب بين الاهل والاخوة في اشهر حرم, التواقين الى الرضى والقبول بالعيش المشترك في ليبيا الجديدة والتقاسم الاخوي لشانها العام من دون غبن او اقصاء.
انها مبادرة الامل الذي يتوق اليه كل ليبي حر, سواء اولائك الذين كانوا ضحايا للكتائب او هؤلاء ضحايا الناتوا, وسواء هؤلاء الذين يتابعون الجزيرة ومن سار على نهجها فمالت قلوبهم لاخوانهم, او اولائك الذين يتابعون قناة الليبية والجماهيرية فاخذتهم العصبية لاولادهم. ان ليبيا تعاني اليوم من خلل اجتماعي كان سببه الرئيسي تشبت معمر القذافي وابنائه بالحكم وبدا هذا السبب ينحى باتجاه الدماء التي سفكت على ايدي الليبيين بعضهم بعض الى درجة ان المتابع صار يخشى من اليوم الذي لا يذكر فيه معمر القذافي الا عرضا.
لم نعد اليوم كما كنا خلال شهر فبراير شعب في وجه شخص وانما وبكل اسف وواقعية مرة طرف في مواجهة طرف اخر. دخول الناتو على خط الازمة وظهور شخصيات على اعلام القذافي لها من الدهاء والمكر ماليس لسيدها استطاع مع مرور الزمن ان يحيد انظار الكثيرين عن سبب الصراع الى نتائجه التي تخدم النظام. مددنا باكملها بات المرء لا يتردد في ادراجها ضمن المؤيدين.
لا احد يستطيع ان يخفي ان في الاصابعة وفي غريان وطرابلس وصبراتة وغيرهن من اغلب المدن الليبية نسبا معتبرة من خصوم الثورة الذين ليسو بالضرورة انصارا للقذافي. للاسف هذا هو الواقع ينبغي على السادة اعضاء المجلس الوطني ان يتعاملو معه بكل تقبل.
الاستاذ مصطفى عبدالجليل وزملائه مطالبون ان تنظروا الى معاناة الملايين من المواطنين الذين يستقبلون يوميا الصواريخ على بيوتهم ويودعون الاحبة واحدا تلو الاخر.
وصلتني معلومات من زليتن ان مقبرة السبعة امتلات ليس بالاموات ولكن بالاحياء الذين تركوا بيوتهم ولم يجدوا غيرها ملاذا امنا من الحديد المشتعل.
اعضاء المجلس الوطني مطالبون ان يراجعوا رفضهم لهذه المبادرة وان ينزلوا من عليائهم الى الاطفال والنساء والعجزة الذين يتلهفون الى رحمة الله ثم رحمتهم.
ليس معقولا ما يفعلون ما تاتيهم من مبادرة الا ولوا عنها معرضين ولكان مايصيب اهلنا ليس بالامر الجلل العظيم الذي يدمي القلوب ويمزق الاحشاء.
فليتواضعوا لجهود الاخرين او يجتهدوا بانفسهم لوقف الماساة, فحكم ليبيا اهون من صرحة طفل يلتحف العراء في شمس يوليو, او دمعة ام فقدت فلذة كبدها او شيخ ضاقت به الدنيا بما رحبت من هول ماوقع في بيته. لا احد يطالبهم ان يذعنوا لمن طغوا في البلاد وعاثوا فيها فساد ولكن فقط يستشعروا مصائب الناس في انفسهم واهلهم وليقبلوا الحلول المنصفة او القريبة الى الانصاف ولا يسفهوا كل شي, ليتقدمو بمبادرات علها تلقى قبولا من الطرف الاخر.
المصدر : ليبيا اليوم
http://www.libya-alyoum.com/news/images/kotaab/050pen.jpg
في الوقت الذي تسيل فيه الدماء في كل مكان وتنجرف البلاد الى حروب اهلية وكوارث انسانية ما انزل الله بها من سلطان تطل علينا هذه الايام الامم المتحدة بمبادرة عملية من شان اعتمادها ان تحقن الدماء وتحفظ الاعراض ويستتب الامن ويبلغ الشعب مايريد دون مزيد من الرعب الذي ساد البر والبحر.
مبعوث الامم المتحدة ذو الجنسية الاردنية الدكتور عبدالاله الخطيب له اليوم في عنق كل ليبي وليبية فضل لا يضاها ودين لا يرد بان وفقه الله في ايجاد تسوية عادلة لقضيتنا تخرج بلادنا من نفق مظلم وتضعه في بداية طريق يؤدي الى مقاصد هذه الدماء التي سفكت بغزارة ولازالت تسفكت.
هذه المبادرة تقترح وقفاً لإطلاق النار يعقبه فورا تشكيل حكومة انتقالية تقتسم بالتساوي بين الحكومة في طرابلس والمعارضة في بنغازي مع استبعاد كامل لمعمر القذافي وأبنائه.
اهم مافي هذه المبادرة من بنود انها تضع حدا للدم الذي يسيل وتخرج القذافي وابنائه من دائرة الحكم, هذا الى جانب كونها في الاصل صادرة عن الامم المتحدة بمباركة من الدول اعضاء مجلس الامن.
وفقا لها فانه وفور وقف اطلاق النار تسلم ليبيا لحكومة موحدة مشكلة من التكنوقراط يدخل فيها اعضاء من حكومة طرابلس واخرون من المجلس الوطني وان هذه الحكومة تنخرط فور تشكيلها في العمل على انشاء اطار سياسي وقانوني لليبيا الجديدة بعيدا عن القذافي وافكاره السياسية.
انها بحق خارطة طريق من شان اعتمادها تخفيف حدة الشرخ الاجتماعي الذي بدا يتعمق يوما بعد يوم وتقريب القلوب الى بعضها واجبار كسر لحمتنا الوطنية الذي بات امرا واضحا وضوح الشمس, فهي لا تقصي طرفا على حساب الطرف الاخر وانما فقط تخرج الاشخاص سبب الصراع. هذه المبادرة لا تسمح ببلوغ جزء من الشعب الليبي وان كان يمثل الغالبية الكاسحة اهدافه عن طريق الانتصار العسكري على الجزء الاخر وانما تضع الليبيين جميعا في نقطة واحدة نقطة اللاغالب واللا مغلوب, نقطة السائمين من حرب بين الاهل والاخوة في اشهر حرم, التواقين الى الرضى والقبول بالعيش المشترك في ليبيا الجديدة والتقاسم الاخوي لشانها العام من دون غبن او اقصاء.
انها مبادرة الامل الذي يتوق اليه كل ليبي حر, سواء اولائك الذين كانوا ضحايا للكتائب او هؤلاء ضحايا الناتوا, وسواء هؤلاء الذين يتابعون الجزيرة ومن سار على نهجها فمالت قلوبهم لاخوانهم, او اولائك الذين يتابعون قناة الليبية والجماهيرية فاخذتهم العصبية لاولادهم. ان ليبيا تعاني اليوم من خلل اجتماعي كان سببه الرئيسي تشبت معمر القذافي وابنائه بالحكم وبدا هذا السبب ينحى باتجاه الدماء التي سفكت على ايدي الليبيين بعضهم بعض الى درجة ان المتابع صار يخشى من اليوم الذي لا يذكر فيه معمر القذافي الا عرضا.
لم نعد اليوم كما كنا خلال شهر فبراير شعب في وجه شخص وانما وبكل اسف وواقعية مرة طرف في مواجهة طرف اخر. دخول الناتو على خط الازمة وظهور شخصيات على اعلام القذافي لها من الدهاء والمكر ماليس لسيدها استطاع مع مرور الزمن ان يحيد انظار الكثيرين عن سبب الصراع الى نتائجه التي تخدم النظام. مددنا باكملها بات المرء لا يتردد في ادراجها ضمن المؤيدين.
لا احد يستطيع ان يخفي ان في الاصابعة وفي غريان وطرابلس وصبراتة وغيرهن من اغلب المدن الليبية نسبا معتبرة من خصوم الثورة الذين ليسو بالضرورة انصارا للقذافي. للاسف هذا هو الواقع ينبغي على السادة اعضاء المجلس الوطني ان يتعاملو معه بكل تقبل.
الاستاذ مصطفى عبدالجليل وزملائه مطالبون ان تنظروا الى معاناة الملايين من المواطنين الذين يستقبلون يوميا الصواريخ على بيوتهم ويودعون الاحبة واحدا تلو الاخر.
وصلتني معلومات من زليتن ان مقبرة السبعة امتلات ليس بالاموات ولكن بالاحياء الذين تركوا بيوتهم ولم يجدوا غيرها ملاذا امنا من الحديد المشتعل.
اعضاء المجلس الوطني مطالبون ان يراجعوا رفضهم لهذه المبادرة وان ينزلوا من عليائهم الى الاطفال والنساء والعجزة الذين يتلهفون الى رحمة الله ثم رحمتهم.
ليس معقولا ما يفعلون ما تاتيهم من مبادرة الا ولوا عنها معرضين ولكان مايصيب اهلنا ليس بالامر الجلل العظيم الذي يدمي القلوب ويمزق الاحشاء.
فليتواضعوا لجهود الاخرين او يجتهدوا بانفسهم لوقف الماساة, فحكم ليبيا اهون من صرحة طفل يلتحف العراء في شمس يوليو, او دمعة ام فقدت فلذة كبدها او شيخ ضاقت به الدنيا بما رحبت من هول ماوقع في بيته. لا احد يطالبهم ان يذعنوا لمن طغوا في البلاد وعاثوا فيها فساد ولكن فقط يستشعروا مصائب الناس في انفسهم واهلهم وليقبلوا الحلول المنصفة او القريبة الى الانصاف ولا يسفهوا كل شي, ليتقدمو بمبادرات علها تلقى قبولا من الطرف الاخر.
المصدر : ليبيا اليوم