المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتبه!! إنه رمـضــان


tapatop
2011-07-25, 02:04
انتبه!! إنه رمـضــان

شهرالعابدين ،شهرالصادقين،شهر المحبين لربهم،نعم إنه الضيف المحبوب الذى تشتاق إليه القلوب ولكن ليست أى قلوب ، إنها قلوب العارفين ،قلوب العاشقين لجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
لذلك هناك أمور يجب أن ننتبه إليها قبل مجىء هذا الحبيب .
أولها : إنتبه أن تصيبك دعوة النبى - صلى الله عليه وسلم- وأمين وحى السماء جبريل - عليه السلام – فتكون من المبعدين عن رحمة رب العالمين ، فروى الحاكم عن كعب بن عجرة –رضى الله عنه- قال:قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-(احضروا المنبر،فحضرنا،فلما أرتقى درجة قال:أمين،فلما أرتقى الدرجة الثانية قال: أمين، فلما أرتقى الدرجة الثالثة قال: أمين،فلما نزل قلنا :يارسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه،قال:إن جبريل عرض لى فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفرله،قلت أمين،فلما رقيت الثانية قال:بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت أمين، فلما رقيت الثالثة قال:بعدمن أدرك أبويه الكبر عنده أوأحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت: أمين ) صححه الألبانى فى صحيح الترغيب .
فيالها من مصيبة أن يبعدك الله عزوجل ، يبعدك رغماًعنك عن كل خير،يبعدك رغماًعنك عن كل فلاح،فتجد نفسك بعيداً عن أهل الطاعات قريباً من أهل الفساد والمنكرات، وإن كان مازال فى قلبك شىء من الخير تستشعر هذا المعنى أنك بعدت رغماً عنك عن رحمة الله ، وإلا فقل على قلبك السلام .
ثانى هذه الأمور إنتبه فهو غنيمة للمؤمنين
فعن أبى هريرة –رضى الله عنه- أنه قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (بمحلوف رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ،ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان ، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان ،وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم ، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده وصححه أحمد شاكر.
نعم هو أفضل الشهور التى تأتى على المسلمين ، فتجد المؤمن يستعد له من القوة للعبادة فى هذا الشهر فيعود نفسه عل الصيام والقيام والصدقة وأوجه البر ، يعود هذه النفس التى طالما أشتكى منها طوال العام ، يعودها على حب الناس هذا الحب الذى أصبح مهجوراً فى زماننا هذا ، تجد الناس الأن كل همه أن ينتقم لنفسه ، كل همه أن يحقرمن شأن أخيه ، الكل لا يتحمل كلمة من أحد . والله المستعان. فتجد المؤمن يعود نفسه على كل أوجه البر حتى إذا جاء رمضان صارت هذه العبادات يسيرة على قلبه بإذن الله لا تحتاج إلى عناء ومشقة ، فالمؤمن كيس فطن، يريد أن يخرج من رمضان وقد اغتنم منه ما اغتنم فهو يعلم أنه قد يكون أخر رمضان له ، لذلك يستعد له قبل مجيئه لينهل من هذا الخير الكثير والثواب الجزيل فهو يعلم أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال:أن من صام رمضان إيماناً واحتساباً ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ،
فسبحان الله إنها فعلاً غنيمة عظيمة، فمن منا لا يأمل أن تغفر له ذنوبه كلها ؟ ومن منا لا يأمل أن يعتق من النار؟ وقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-إن لله فى رمضان عتقاء من النار وذلك كل ليلة . حقاً إنه غنيمة للمؤمن .
وانتبه أن تحرم خير ليلة هى عند الله خير من ألف شهر
فقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- إذا كانت أول ليلة من رمضان،قالأتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه،تفتح فيه أبواب السماء،وتغلق فيه أبواب الجحيم،وتغل فيه مردة الشياطين،لله فيه ليله خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) رواه النسائى والبيهقى،وحسنه الألبانى
فالعقلاء هم الذين يعلمون قدر الله عزوجل ويعلمون أن الحرمان الحقيقى هو حرمان الطاعة ، لاسيما فى هذا الموسم من الطاعات ،وبالأخص هذه الليلة التى هى خير من ألف شهر،والتى تتنزل فيها الملائكة وتشهد عبادة العابدون لربهم سبحانه وتعالى، فهل يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون؟ هل يستوى من يقومون لربهم ويصومون مع من يؤثرون النوم والراحة على عبادة ربهم؟
فانتبه أن تكون ممن تشهد لهم الملائكة فى هذه الليلة .

وانتبه أن تصم بطنك فقط
قال صحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك،ودع أذى الجار،ولاتجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء).
فتجد كثير منا يفهم الصيام فهماً خاطئاً ، فتجده يصوم عن الطعام والشراب فقط،، فهوفى الأصل لا يغذى بطنه ولكن يغذى قلبه،فالقلب مرأة السمع والبصر، فتجده لا يأكل ولا يشرب ولكنه يشاهد الأفلام والمسلسلات ،وتجده لا يأكل ولا يشرب ولكنه يستمع إلى الغناء، والكلام هنا لا يخص النهار دون الليل ، فالذى يطيع ربه يطيعه فى كل حين، وتجده لا يأكل ولا يشرب ولكنه يؤذى الناس إما بلسانه أو بأفعاله،فبالله عليك هل هذا النوع من الناس حقق مراد الله تبارك وتعالى منه حيث قال عز وجل ( ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة:183
فالمراد من الصيام تحقيق تقوى الله عزوجل ، قال: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-(رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر) رواه أحمد وبن ماجه وصححه الألبانى
وأخيراً لا تنسى شهر شعبان
ثبت في الصحيحين عن عائشة رضِيَ الله عَنْهَا أنها قالت: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّه». وفي رواية لهما عنها رضي الله عنها: «كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا».
ففي شعبان ترفع الأعمال كما أخير نبينا صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة، قال فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم: «يَطَّلِعُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».
وأخرج البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه».
ولا تنسى قول الله تعالى( وَمَن يَعْمَلْ سُوءً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [النساء/110].
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ. قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي» رواه أحمد.
تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة
كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد
اصلح ما بينك وبين الله ،يصلح الله ما بينك وبين الناس
ازهد فى الدنيا يحبك الله،وازهد فيما عند الناس يحبك الناس
فاللهم بلغنا رمضان ووفقنا للعمل الصالح فيه واجعلنا فيه من المقبولين
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين