اياد27
2011-07-17, 15:36
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض مذاهب الجاهليين*
http://up.arab-x.com/July11/iEa13867.jpg
كان للعرب مذاهب في الجاهلية في النفس ، وتنازع في كيفياتها ، فمنهم من زعم أن النفس هي الـــدم ، و أن الروح الهــــواء الذي في باطن جسم الإنسان الذي منه نفسه ، فقالوا : إن الميت لا يوجد فيه الدم ، و إنّما يوجد في الحياة مع الحرارة و الرطوبة ، لأن كل حي فيه حرارة و رطوبة، فإذا مات ذهبت حرارته و حل به اليبس و البرودة . و طائفة منهم يزعمون أن النفس طائر ينشط من جسم الإنسان إذا مات أو قتل ، ولا يزال متصوراً في صورة الطائر ، يصرخ على قبره مستوحشاً له . و في ذلك يقول بعضهم :
سلط الموت و المنون عليهم
فلهم في صدى المقابر هام
ثم جاء الإسلام ، و العرب ترى صحة أمر الهام ، حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا عدوى و لا طيرة و لا صفر و لا هــــام " و زعموا أن هذا الطائر يكون صغيراً و يكبر حتى يصير كضرب من البوم ، و يتوحش و يصرخ ، و يوجد في الديار المعطلة ، و النواويس و مصارع القتلى . و يزعمون أن الهامة (1) لا تزال عند ولد الميت لتعلم مايكون من خبره ، فتخبر الميت.
والصفر: حية تكون في البطن ، زعم العرب أن الإنسان إذا جاع ، عض على شرسوفه (2) الصفر.
وأما بشأن الرتم و الرتيمة ، و التعيمة و التفقئة والعر ، فقد كان للعربي بذلك رؤىوتصورات تمتزج بمزاجه ، وتختلط بذوقه و عواطفه و تفكيره.
أما الرتم فهو شجر معروف ، كانت العرب إذا خرج أحدهم إلى سفر ، عمد إلى شجرة الرتم فيعقد غصنا منها ، فإذا عاد من سفره ، و وجده قد انحل قال: خانتني إمرأتي ، و إن وجده على حالته قال: لم تخني.
http://up.arab-x.com/July11/vNm14119.jpg
شجرة الرتـــــم
والرتيمة ناقة ، كانت العرب إذا مات واحد منهم عقلوا ناقته عند قبره و سدوا عينيها حتى تموت ، يزعمون أنه اذا بعث من قبره ركبها.
و أما التعمية والتفقئة ، فقد كان الرجل اذا بلغت إبله ألفًا ، قلع عين الفحل ، يقولون :إن ذلك يدفع عنها العين ،فإذا زادت عن الألف فقأ عينه الأخرى .
و العر داء يصيب الإبل شبه الجرب ، كانووا يكوون السليمة ، و يزعمون ان ذلك يبرىء داء العر .
http://up.arab-x.com/July11/awV13867.jpg
------------------------------------------------------------------------------
* الأبشيهي : المستطرف في كل فن مستظرف ج2ص89/إبن أبي حديد-شرح نهج البلاغة مجلد4ص433.
1-ومما كانت العرب كالمجتمعة عليه الهامة ، وذلك أنهم كانوا يقولون ليس من ميت يموت ولا قتيل يقتل إلاّ و يخرج من رأسه هامة . فإن كان قتل و لم يؤخذ بثأره نادت الهامة على قبره اسقوني فاني صدية - أي عطشى -
2-الشرسوف ج شراسيف : طرف الضلع المشرف على البطن .
بعض مذاهب الجاهليين*
http://up.arab-x.com/July11/iEa13867.jpg
كان للعرب مذاهب في الجاهلية في النفس ، وتنازع في كيفياتها ، فمنهم من زعم أن النفس هي الـــدم ، و أن الروح الهــــواء الذي في باطن جسم الإنسان الذي منه نفسه ، فقالوا : إن الميت لا يوجد فيه الدم ، و إنّما يوجد في الحياة مع الحرارة و الرطوبة ، لأن كل حي فيه حرارة و رطوبة، فإذا مات ذهبت حرارته و حل به اليبس و البرودة . و طائفة منهم يزعمون أن النفس طائر ينشط من جسم الإنسان إذا مات أو قتل ، ولا يزال متصوراً في صورة الطائر ، يصرخ على قبره مستوحشاً له . و في ذلك يقول بعضهم :
سلط الموت و المنون عليهم
فلهم في صدى المقابر هام
ثم جاء الإسلام ، و العرب ترى صحة أمر الهام ، حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا عدوى و لا طيرة و لا صفر و لا هــــام " و زعموا أن هذا الطائر يكون صغيراً و يكبر حتى يصير كضرب من البوم ، و يتوحش و يصرخ ، و يوجد في الديار المعطلة ، و النواويس و مصارع القتلى . و يزعمون أن الهامة (1) لا تزال عند ولد الميت لتعلم مايكون من خبره ، فتخبر الميت.
والصفر: حية تكون في البطن ، زعم العرب أن الإنسان إذا جاع ، عض على شرسوفه (2) الصفر.
وأما بشأن الرتم و الرتيمة ، و التعيمة و التفقئة والعر ، فقد كان للعربي بذلك رؤىوتصورات تمتزج بمزاجه ، وتختلط بذوقه و عواطفه و تفكيره.
أما الرتم فهو شجر معروف ، كانت العرب إذا خرج أحدهم إلى سفر ، عمد إلى شجرة الرتم فيعقد غصنا منها ، فإذا عاد من سفره ، و وجده قد انحل قال: خانتني إمرأتي ، و إن وجده على حالته قال: لم تخني.
http://up.arab-x.com/July11/vNm14119.jpg
شجرة الرتـــــم
والرتيمة ناقة ، كانت العرب إذا مات واحد منهم عقلوا ناقته عند قبره و سدوا عينيها حتى تموت ، يزعمون أنه اذا بعث من قبره ركبها.
و أما التعمية والتفقئة ، فقد كان الرجل اذا بلغت إبله ألفًا ، قلع عين الفحل ، يقولون :إن ذلك يدفع عنها العين ،فإذا زادت عن الألف فقأ عينه الأخرى .
و العر داء يصيب الإبل شبه الجرب ، كانووا يكوون السليمة ، و يزعمون ان ذلك يبرىء داء العر .
http://up.arab-x.com/July11/awV13867.jpg
------------------------------------------------------------------------------
* الأبشيهي : المستطرف في كل فن مستظرف ج2ص89/إبن أبي حديد-شرح نهج البلاغة مجلد4ص433.
1-ومما كانت العرب كالمجتمعة عليه الهامة ، وذلك أنهم كانوا يقولون ليس من ميت يموت ولا قتيل يقتل إلاّ و يخرج من رأسه هامة . فإن كان قتل و لم يؤخذ بثأره نادت الهامة على قبره اسقوني فاني صدية - أي عطشى -
2-الشرسوف ج شراسيف : طرف الضلع المشرف على البطن .