souad571
2011-07-14, 09:35
لا فرق بين الفساد والجهل
13-07-2011 محمد بغالي
لن أكشف جديدا عندما أقول بأن التشخيص الخاطئ لحالة المريض يعني بالضرورة وصفا خاطئا للعلاج، ويبدو أن ما تعيشه الجزائر، اليوم، ليس بعيدا عن هذه الحقيقة.
فقد أثبتت الأزمات الكثيرة والمتوالية بأننا نجانب الصواب عندما نعلق على شماعة الفساد كل إخفاقات الوطن وتخلفه وتراجعه، وإن كان الفساد عاملا لا يستهان به في حركة انحدار الشعوب وسقوطها نحو الأعمق، بل إن غياب الكفاءة عامل آخر يجب أن لا يغفل في تشخيص داء الجزائر ومعاينة آلامها.
فأزمة انقطاع التيار الكهربائي في العديد من ولايات الوطن ليس مرده، فقط، إلى الفساد الذي ينخر جسد العملاق سونلغاز، ولكنه أيضا غياب الكفاءة لدى مسؤولين يكلفون خزينة الدولة عيون الرأس، أجورا خيالية وسيارات للأهل والخلان، وسفريات للخارج بعملة كم هي صعبة؟ وسكنات للنفس وللأولاد، وفي المقابل لا يقدمون الحد الأدنى من الواجب نحو الزبائن، حتى لا نقول الشعب، واجب التنبؤ، التنبؤ بالأزمات والاستعداد الجيد لها.
نفس المعاينة يمكن أن نخلص إليها في قطاعات أخرى كثيرة، في قطاع التربية الذي عجز عن تمكين الجزائريين من إصلاح حقيقي، وقطاع الداخلية الذي فشل في إصدار جواز بيومتري سبقنا إليها اليمنيون وفلسطينيو رام الله، وقطاع البنوك الذي غرق في كأس ماء وهو يطرح للتداول ورقة الألفي دينار، وقطاع التجارة الذي دوخته أسعار السكر والزيت، وقطاع الصيد البحري الذي جننته أسعار السردين.
ليس هذا سوى غيض من فيض لواقع جزائري اشترك في تسفيهه وتشويهه والتنكيل به مسؤولون مفسدون، لأنهم فاسدون، وآخرون مفسدون، لأنهم لا يعرفون كيف يواجهون الفساد، فلا فرق في النهاية بين محاسب يتسبب بغلق شركة لأنه حول أموالها، وبين زميل له أغلقها لأنه بدد الأموال ولم يجد الحفاظ عليها واستثمارها، ولا فرق، أيضا، بين دولة تضع مفاتيح أمورها بين يدي مسيرين منحرفين، ضمائرهم ميتة، وبين دولة تتنازل عن مقاليدها لمسيرين جاهلين عقولهم ميتة.منقول من جريدة الخبر
13-07-2011 محمد بغالي
لن أكشف جديدا عندما أقول بأن التشخيص الخاطئ لحالة المريض يعني بالضرورة وصفا خاطئا للعلاج، ويبدو أن ما تعيشه الجزائر، اليوم، ليس بعيدا عن هذه الحقيقة.
فقد أثبتت الأزمات الكثيرة والمتوالية بأننا نجانب الصواب عندما نعلق على شماعة الفساد كل إخفاقات الوطن وتخلفه وتراجعه، وإن كان الفساد عاملا لا يستهان به في حركة انحدار الشعوب وسقوطها نحو الأعمق، بل إن غياب الكفاءة عامل آخر يجب أن لا يغفل في تشخيص داء الجزائر ومعاينة آلامها.
فأزمة انقطاع التيار الكهربائي في العديد من ولايات الوطن ليس مرده، فقط، إلى الفساد الذي ينخر جسد العملاق سونلغاز، ولكنه أيضا غياب الكفاءة لدى مسؤولين يكلفون خزينة الدولة عيون الرأس، أجورا خيالية وسيارات للأهل والخلان، وسفريات للخارج بعملة كم هي صعبة؟ وسكنات للنفس وللأولاد، وفي المقابل لا يقدمون الحد الأدنى من الواجب نحو الزبائن، حتى لا نقول الشعب، واجب التنبؤ، التنبؤ بالأزمات والاستعداد الجيد لها.
نفس المعاينة يمكن أن نخلص إليها في قطاعات أخرى كثيرة، في قطاع التربية الذي عجز عن تمكين الجزائريين من إصلاح حقيقي، وقطاع الداخلية الذي فشل في إصدار جواز بيومتري سبقنا إليها اليمنيون وفلسطينيو رام الله، وقطاع البنوك الذي غرق في كأس ماء وهو يطرح للتداول ورقة الألفي دينار، وقطاع التجارة الذي دوخته أسعار السكر والزيت، وقطاع الصيد البحري الذي جننته أسعار السردين.
ليس هذا سوى غيض من فيض لواقع جزائري اشترك في تسفيهه وتشويهه والتنكيل به مسؤولون مفسدون، لأنهم فاسدون، وآخرون مفسدون، لأنهم لا يعرفون كيف يواجهون الفساد، فلا فرق في النهاية بين محاسب يتسبب بغلق شركة لأنه حول أموالها، وبين زميل له أغلقها لأنه بدد الأموال ولم يجد الحفاظ عليها واستثمارها، ولا فرق، أيضا، بين دولة تضع مفاتيح أمورها بين يدي مسيرين منحرفين، ضمائرهم ميتة، وبين دولة تتنازل عن مقاليدها لمسيرين جاهلين عقولهم ميتة.منقول من جريدة الخبر