المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارجوزة أبي العتاهية


*محمود*
2011-07-13, 22:47
قال صاحب الاغاني : إن هذه الارجوزة من بدائع أبي العتاهية ويقال إن فيها أربعة آلاف مثل وانما ذكرنا منها ما أمكن الحصول عليه:

ارجوزة أبي العتاهية:

حَسبُكَ، مِمّا تَبتَغيهِ، القُوتُ،
ما أكثرَ القُوتَ لمَنْ يَمُوتُ
الفَقْرُ فيما جاوَزَ الكَفَافَا،
مَنِ اتّقَى اللـهَ رَجَا وخافَا
إنْ كانَ لا يُغنيكَ ما يَكفيكَا،
فكُلّ ما في الأرْضِ لا يُغنيكَا
إن القَليلَ، بالقَليلِ، يكْثُرُ،
إنّ الصّفاءَ، بالقَذَى، لَيكدُرُ
هيَ المَقاديرُ، فلُمني، أو فذَرْ،
إنْ كنتُ أخطأتُ فما أخطا القَدَرْ
ما انْتَفَعَ المَرّءَ بمِثْلِ عَقْلِهِ،
وخَيرُ ذُخرِ المَرْءِ حُسنُ فِعلِهِ
إنّ الفَسادَ ضِدّهُ الصّلاحُ،
ورُبّ جِدٍّ جَرّهُ المُزاحُ
يُغنيكَ عن كل قَبيحٍ تَرْكُهُ،
يَرْتَهِنُ الرّأيَ الأصيلَ شَكّهُ
لكُلّ قَلبٍ أمَل يُقَلّبُهْ،
يَصْدُقُهُ طَوْراً، وطوْراً يكذِبُهُ
يا رُبّ مَنْ أسْخَطَنَا بجُهْدِهِ،
قَدْ سَرّنَا اللـهُ بغَيرِ حَمْدِهِ
مَنْ لم يَصِلْ فارْضَ إذا جفاكا،
لا تَقْطَعَنّ، للـهَوَى، أخاكَا
لَنْ يَصلُحَ النّاسُ، وأنتَ فاسِدُ،
هَيهاتِ ما أبْعَدَ ما تُكابِدُ
لكُلّ ما يؤذي، وإنْ قَلّ، ألَمْ،
ما أطوَلَ اللّيلَ على مَنْ لمْ يَنمْ
لا تَطلُعُ الشّمسُ، ولا تَغيبُ،
إلاّ لأمْرٍ شأنُهُ عَجيبُ
لكُلّ شيءٍ مَعْدِنٌ وجَوْهَرُ،
وأوْسَطٌ، وأصغَرٌ، وأكبرُ
وكلّ شيءٍ لاحِقٌ بجَوْهَرِهْ،
أصْغَرُهُ مُتّصِلٌ بأكْبَرِهْ
مَن لكَ بالمحضِ، وكلُّ مُمتَزجْ،
وَساوِسٌ في الصّدرِ منه تختَلِجْ
ما زالَتِ الدّنيا لَنا دارَ أذَى،
مَمزُوجَةَ الصّفْوِ بألوانِ القَذَى
الخَيرُ والشّرّ بهَا أزْواجُ،
لِذا نِتاجٌ، ولِذا نِتاجُ
مَنْ لكَ بالمَحضِ، وليس محْضُ،
يَخبُثُ بَعضٌ، ويَطيبُ بَعضُ
لكُلّ إنْسانٍ طَبيعَتَانِ:
خَيرٌ وشَرٌّ، وهُما ضِدّانِ
إنّكَ لَوْ تَستَنشِقُ الشّحيحَا،
وَجَدْتَهُ أنْتَنَ شيءٍ رِيحَا
والخَيرُ والشّرّ، أذا ما عُدّا،
بَيْنِهُما بُوْنٌ بَعيدٌ جِدّا
عَجِبتُ حتى غمني السّكوتُ،
صِرتُ كأنّي حائِرٌ مَبهوتُ
كذا قضَى اللـهُ، فكَيفَ أصنَعُ،
الصّمتُ، إن ضَاقَ الكَلامُ، أوْسعُ
التَّرْكُ للّدنْيا النّجاةُ منها،
لمْ تَرَ أنْهَى لَكَ مِنها عَنْهَا
مَنْ لاحَ، في عارِضِهِ، القَتيرُ،
فقَدْ أتَاهُ بالبِلَى النّذيرُ
مَنْ جَعَلَ النّمّامَ عَيناً هَلَكَا،
مُبلِغُكَ الشّرَّ كَباغِيهِ لَكَا
المَكْرُ والعَتْبُ أداةُ الغادِرِ،
والكَذِبُ المَحضُ سِلاحُ الفاجرِ
سامح، إذا سمتَ، وَلا تخشَ الغَبنْ،
لم يَغلُ شيءٌ هوَ موْجودُ الثّمَنْ
مَنْ عاشَ لم يَخلُ منَ المُصيبَه،
وقَلّما يَنْفَكّ عَنْ عَجيبَهْ
يا طالبَ الدّنْيا بدُنْيَا الـهَمّهْ!
أينَ طَلَبْتَ اللـهَ كانَ ثَمّهْ؟!
يُوسِّعُ الضّيقِ الرّضَا بالضّيقِ،
وإنّما الرّشدُ منَ التّوْفيقِ
أسْتَوْدِعُ اللـهَ أُموري كُلّها،
إنْ لم يكُنْ رَبّي لـهَا، فَمَنْ لـها؟
ما أبُعدَ الشيءَ إذا الشيءُ فُقِدْ؛
ما أقرَبَ الشيءَ إذا الشيىء وُجدْ
يَعيشُ حَيٌّ بتُراثِ مَيْتِ،
يُعْمَرُ بَيْتٌ بخَرابِ بَيْت
صلْحُ قَرينِ السّوءِ للقَرينِ،
كَمِثْلِ صُلْحِ اللّحْمِ والسّكّينِ
لم يَصْفُ للمَرْءِ صَديقٌ يَمذُقُهْ؛
ليسَ صَديقُ المرْءِ مَن لا يَصْدُقُهْ
مَعرُوف مَنْ بهِ خِداجُ،
ما طابَ عَذْبٌ شَابَهُ أُجَاجُ
ما عَيشُ مَنْ آفَتُهُ بَقاؤهُ،
نَغّصَ عَيشاً طَيّباً فَنَاؤهُ
إنّا لنَفنى نَفَساً، وطَرَفَا،
لَنْ يَترُكَ المَوْتُ لإلْفٍ إلْفَا
وللكَلامِ باطِنٌ وظاهِرُ،
في ساعَةِ العَدْلِ يَمُوتُ الجائِرُ
إنّ الشّبابَ، والفراغَ، والجَدَه،
مَفسَدَةٌ للعَقْلِ أيّ مَفسَدَهْ
إنّ الشّبابَ حُجّةُ التّصابي،
رَوائِحُ الجَنّةِ في الشّبابِ
اصْحَبْ ذوي الفضلِ وأهلَ الدينِ،
فالمَرْءُ مَنْسُوبٌ إلى القَرينِ
إيّاكَ والغِيبَةَ والنّميمَهْ،
فإنّهَا مَنْزِلَةٌ ذَميمَهْ
لا تَذهَبَنّ في الأمورِ فَرَطَا؛
لا تَسألَنّ إنْ سألْتَ شَطَطَا
وكُنْ مِنَ النّاسِ جَميعاً وَسَطَا

حميد.ص
2011-07-13, 22:49
شكرا.......

السيد زغلول
2011-07-15, 16:21
شكرا أخي محمود على هذا النقل المميز
** اللهيب الاسود **