حازم312
2011-07-12, 09:23
هكذا عنون صحفي جريدة الوطن المفرنسة مقاله الطويل و هو يتحدث عن مسلمي تونس ..و الذين لا فرق بينهم و بين الاسلاميين و الاصوليين عنده و عند التيار الذي ينتمي اليه ...بمجرد ان يجهروا او يغاروا او يدافعوا عن اسلامهم و مقدساتهم
http://www.elwatan.com/images/2011/07/11/islamisme_555355_465x348.jpg
الشيخ عادل المحاط بعدة اشخاص اغلبهم اطفال ...سيقوم بالقاء درس هذا المساء يشرح لهم فيه ما هو ممنوع و ما هو مسموح به من خلال النصوص القرانية
هذا الدرس هو تحضيري لدرس اخر يقام بين صلاتي المغرب و العشاء للشيخ لحسن ..هذا الشيخ الذي يدعي انه شارك في حرب افغانستان و السودان و الذي يقوم منذ شهر بالقاء خطبه في مسجد عون الله بمقاطعة التضامن ....لاقناع المستمعين بضرورة الحرب بين المؤمنين (من هم داخل المسجد ) و الكفار (من هم خارجه)
لم يكن احدا يتصور هذا في مساجد تونس التي كان يمنع دخولها خارج اوقات الصلاة ..لكن بعد 14 جانفي ...استغل الاسلاميون الفرصة من خلال خطابات أئمة لم يكونوا معروفون حتى من طرف الشؤون الدينية كما يؤكد ذلك السيد محمد علي عمري احد أعضاء خلية حماية الثورة و احد سكان هذا الحي الشعبي و الذي يعتبر اكبر تجمع سكاني بتونس
هاته الضاحية التونسية الفقيرة التي تتجاهلها الخرائط السياحية و التي ترفض سيارات الاجرة الذهاب اليها (و ذلك للسمعة السيئة التي لحقتها و لعدة سنوات كما يقول محمد علي )..... وجدت المناخ المناسب و التربة الخصبة للدعاية الاسلامية بسبب الفقر و و البطالة و الامية و الاجرام التي رمتها فيها عشريات طويلة من التهميش
القنوات الارانية و السعودية و حتى القطرية وجدت طريقها الى الاسر منذ زمن طويل محضرة بذلك الحملة الانتخابية لحزب النهضة و التحرير ....و لاغرابة ان كان الحجاب الاسلامي هو السمة الغالبة لدى نساء مقاطعة التضامن بسبب دروس عمرو خالد ...و غيره من ائمة الفضائيات
دليلنا الذي دخلنا برفقته الى الحي الشعبي اكد لنا ان حزب النهضة يتحكم في كل شيئ هناك بعد التفافه على الثورة و خلاياها المحلية ....و يتحكم ايضا في كل المساجد .. بفضل أئمته الذين يمارسون التجارة السياسية و يستقطبون بفضل المساعدات المقدمة للاهالي الكثير من المتعاطفين ..
و لا يعتبر الخطاب السياسي لحزب النهضة و زعيمه الغنوشي هو الخطاب الوحيد لمنطقة التضامن ..بل هناك ايضا الحزب الاسلامي الغير معترف به ..حزب التحرير ..و اعداد كثيرة من السلفيين
الفتنة
في 3 جويلية و بحجة منع الكفار من الدخول الى حي التضامن ..تم الاعتداء جسديا على كثير من مناضلي الحزب الشيوعي الذي كان يحضر لتجمع له في قاعة رياضية
الكثير من الاحياء الشعبي مثل الملاسين و القبالية ...هي فريسة للدعاية الاسلامية ...بدعوى ان طريقة تعايش التونسيين ليست سوى نتيجة النظام البائد و بذلك فهي مرفوضة ..كما يقول المحامي فاخر القفسي متخوفا ..انهم ينشرون ان اللائكية كفر و المشكل ان الشعب بدأ يتقبل ذلك
و ما حدث 7 جويلية يؤكد تفاقم الوضع و الاصطدام الحتمي بين المعسكرين المتعاكسين ..ففي مسجد الزيتونة و امام العشرات فتح مجموعة من العلماء النار على نادية فني كاتبة فيلم ..لا ربي ..لا سيدي ..و دعت الحكومة الى ايقاف ..ما عتبرته اساءات الى.. قدسية الله و... كرامة الشعب التونسي و هويته العربية الاسلامية
و كرد فعل على ذلك خرج في نفس اليوم تقريبا الالاف من الرجال و النساء و الشخصيات الوطنية و السياسية و الصحفيين و الفنانين في مظاهرة احتجاجا ضد اعمال العنف التي استهدفت الفنانين و المثقفين ..و ضد التطرف الديني و للدفاع عن الحرية و الديمقراطية
كيف وصل الحال الى هذا الحد
يوم الاحد 12 جوان و بهتافات ..الله اكبر تونس دولة اسلامية ..هاجم حوالي خمسون اسلاميا سينما افريقيا ..لمنع بث فيلم ...لا ربي لا سيدي ..
و قبل هاته الواقعة التي تناقلتها وسائل الاعلام ..كانت هناك الكثير من اعمال التطرف العنيف من طرف الاسلاميين و التي مرت مرور الكرام ..ففي نهاية ماي ...تعرضت حانة خمر شعبية ....الى تخريب من طرف ملتحين ..بعدها تعرضت الكثير من بيوت الدعارة في تونس سوس القيروان الى التخريب بحجة تطهير المدن ....و في حادثة اخرى بمسجد عقبة بن نافع في القيروان تم منع مجموعة من الاروبيين من زيارة الموقع ..و في 20 جوان و في اريانة نزل مجموعة من الاسلاميين الى السواحل و منعوا النساء من الاستحمام بالمايوهات ..و في ابن سينا احد الاحياء الشعبية التونسة ...قام مجموعة من الاسلاميين بمراقبة احتفالات الفائزين بالباكالوريا و ضمان خلوها من الخمور ....
كما اضحت الكثير من مناضلات حقوق النساء في تونس عرضة لمجانين الله ..فلقد تلقت الناشطة الحقوقية يسرى فراوس بعد مداخلتها على قناة الجزيرة اكثر من 1200 تعليق و شتائم ذات طابع اسلامي على صفحتها في الفيس بوك ...و يوم 4 جويلية تعرض الكثير من المحامين الى التعنيف من طرف اسلاميين غاضبين اتوا للمطالبة بالافراج عن اخوانهم المتهمين في قضية الهجوم على سينما افريقيا
هل هو تعقل ام سذاجة
بالنسبة للاتحاد العام للعمال التونسيين ..فان اعمال العنف الاخيرة تعتبر اعمال غريبة و دخيلة على المجتمع التونسي ..و انها من طرف مجموعات متطرفة لم تفهم الاسلام جيدا ..و حذرت المركزية النقابية في بيان نشرته في صحيفتها الشعب ..من استعمال الدين كغطاء ووسيلة لتبرير الاعتداءات و العنف ضد اطفالهم و حرمانهم من التمتع من كامل حرياتهم
كما ان تجمع ..لم الشمل.. و الذي يضم 80 جمعية .. سجل استياءه الكبير من تزايد الضغط الاسلامي في تونس و اعتبر الهجوم على سينما افريقيا شيئ خطيرا و حذرت الراي العام من عواقب مثل هاته التصرفات ..و الى ضرورة اخذ الحيطة و الحذر
لكن تبقى تصرحيات الاتحاد العام للعمال التونسيين و تجمع لم الشمل اضافة الى مظاهرة الخميس الردود الوحيدة لحد الان ضد هاته الظاهرة
بالنسبة للطبقة السياسية فهي تتعامل في معظمها مع مظاهر تنامي العنف السياسي في المرافق العمومية بخجل و لامبالاة ...و لقد ذهب بعض المثقفين الى حد اتهام الصحافة بتضخيم الامور باسم الديمقراية و حرية الراي
و لقد دعا حزب حما حماني الشيوعي الحكومة الى ضرورة الاعتراف بحزب التحرير الاسلامي الذي يدعوا صراحة الى عودة الخلافة
و الكثير من المناضلين الديمقراطيين لم يفصلوا بعد في مثل هاته التصرفات المرتكبة باسم الدين ..فلقد رفضت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ..توجيه اصابع الاتهام فقط للاسلاميين ..بالنسبة لها هناك الكثير من الاطراف التي ترفض التحولات الديمقراطية التي تعيشها تونس و تعمل على افشالها ..و ليست فقط اطرافا اسلامية بل هناك الكثير من انصار النظام البائد .....
و اعتبر محمد لعروسي بن صالح مدير تحرير جريدة الشعب الاسبوعية اليسارية..ان ذلك كله مجرد ردود فعل لكنها متكررة و في تصاعد يجعلنا نخاف من ان تكون عبارة عن حملة اصولية متسلقة ..و المستقبل وحده من سيكشف لنا الى اين ستصل
اما الحكومة فهي تفضل المراقبة عن بعد ...و ذلك في غياب بديل يستطيع مواجهة المد الاسلامي و تهور الاسلاميين و حسب العقيد هشام مداب الناطق الرسمي لوزارة الداخلية ..فانه لا احد باستطاعته التاثير على نمط عيش التونسيين ..الذين يحبون الحرية و لا احد يستطيع ان يرغمهم على تغييره ..و التطرف في تونس ليس له قاعدة شعبية و لن يذهب بعيدا في تونس.....و هي نفس التبررات التي اعادها لنا السيد محمد الازهر الاكرمي الوزير المكلف باصلاح الجهاز الامني الذي استقبلنا في مكتبه ..بالنسبة له فان الطبقة المتوسطة في تونس هي طبقة قوية و واعية ..و هي تهتم كثيرا بنمط العيش و تدافع عنه اكثر من اهتمامها بالبرامج السياسية و اكد لنا انه لن تكون هناك انتخابات انتقامية لصالح الاسلاميين كما حدث في الجزائر
هكذا هي الاراء المختلفة في الظاهرة الاسلامية في تونس ما بعد 14 جانفي .....و ستبدي لنا الايام ان كانت تستطيع هاته الطبقة المتوسطة الصمود في وجه المد الاسلامي و الدفاع على نمط عيش التونسيين او الاستسلام لأغاني الظلاميين و نمطهم الثيوقراطي
------------------
النوري نسروش .........جريدة الوطن ليوم 12 جويلية 2011
http://www.elwatan.com/images/2011/07/11/islamisme_555355_465x348.jpg
الشيخ عادل المحاط بعدة اشخاص اغلبهم اطفال ...سيقوم بالقاء درس هذا المساء يشرح لهم فيه ما هو ممنوع و ما هو مسموح به من خلال النصوص القرانية
هذا الدرس هو تحضيري لدرس اخر يقام بين صلاتي المغرب و العشاء للشيخ لحسن ..هذا الشيخ الذي يدعي انه شارك في حرب افغانستان و السودان و الذي يقوم منذ شهر بالقاء خطبه في مسجد عون الله بمقاطعة التضامن ....لاقناع المستمعين بضرورة الحرب بين المؤمنين (من هم داخل المسجد ) و الكفار (من هم خارجه)
لم يكن احدا يتصور هذا في مساجد تونس التي كان يمنع دخولها خارج اوقات الصلاة ..لكن بعد 14 جانفي ...استغل الاسلاميون الفرصة من خلال خطابات أئمة لم يكونوا معروفون حتى من طرف الشؤون الدينية كما يؤكد ذلك السيد محمد علي عمري احد أعضاء خلية حماية الثورة و احد سكان هذا الحي الشعبي و الذي يعتبر اكبر تجمع سكاني بتونس
هاته الضاحية التونسية الفقيرة التي تتجاهلها الخرائط السياحية و التي ترفض سيارات الاجرة الذهاب اليها (و ذلك للسمعة السيئة التي لحقتها و لعدة سنوات كما يقول محمد علي )..... وجدت المناخ المناسب و التربة الخصبة للدعاية الاسلامية بسبب الفقر و و البطالة و الامية و الاجرام التي رمتها فيها عشريات طويلة من التهميش
القنوات الارانية و السعودية و حتى القطرية وجدت طريقها الى الاسر منذ زمن طويل محضرة بذلك الحملة الانتخابية لحزب النهضة و التحرير ....و لاغرابة ان كان الحجاب الاسلامي هو السمة الغالبة لدى نساء مقاطعة التضامن بسبب دروس عمرو خالد ...و غيره من ائمة الفضائيات
دليلنا الذي دخلنا برفقته الى الحي الشعبي اكد لنا ان حزب النهضة يتحكم في كل شيئ هناك بعد التفافه على الثورة و خلاياها المحلية ....و يتحكم ايضا في كل المساجد .. بفضل أئمته الذين يمارسون التجارة السياسية و يستقطبون بفضل المساعدات المقدمة للاهالي الكثير من المتعاطفين ..
و لا يعتبر الخطاب السياسي لحزب النهضة و زعيمه الغنوشي هو الخطاب الوحيد لمنطقة التضامن ..بل هناك ايضا الحزب الاسلامي الغير معترف به ..حزب التحرير ..و اعداد كثيرة من السلفيين
الفتنة
في 3 جويلية و بحجة منع الكفار من الدخول الى حي التضامن ..تم الاعتداء جسديا على كثير من مناضلي الحزب الشيوعي الذي كان يحضر لتجمع له في قاعة رياضية
الكثير من الاحياء الشعبي مثل الملاسين و القبالية ...هي فريسة للدعاية الاسلامية ...بدعوى ان طريقة تعايش التونسيين ليست سوى نتيجة النظام البائد و بذلك فهي مرفوضة ..كما يقول المحامي فاخر القفسي متخوفا ..انهم ينشرون ان اللائكية كفر و المشكل ان الشعب بدأ يتقبل ذلك
و ما حدث 7 جويلية يؤكد تفاقم الوضع و الاصطدام الحتمي بين المعسكرين المتعاكسين ..ففي مسجد الزيتونة و امام العشرات فتح مجموعة من العلماء النار على نادية فني كاتبة فيلم ..لا ربي ..لا سيدي ..و دعت الحكومة الى ايقاف ..ما عتبرته اساءات الى.. قدسية الله و... كرامة الشعب التونسي و هويته العربية الاسلامية
و كرد فعل على ذلك خرج في نفس اليوم تقريبا الالاف من الرجال و النساء و الشخصيات الوطنية و السياسية و الصحفيين و الفنانين في مظاهرة احتجاجا ضد اعمال العنف التي استهدفت الفنانين و المثقفين ..و ضد التطرف الديني و للدفاع عن الحرية و الديمقراطية
كيف وصل الحال الى هذا الحد
يوم الاحد 12 جوان و بهتافات ..الله اكبر تونس دولة اسلامية ..هاجم حوالي خمسون اسلاميا سينما افريقيا ..لمنع بث فيلم ...لا ربي لا سيدي ..
و قبل هاته الواقعة التي تناقلتها وسائل الاعلام ..كانت هناك الكثير من اعمال التطرف العنيف من طرف الاسلاميين و التي مرت مرور الكرام ..ففي نهاية ماي ...تعرضت حانة خمر شعبية ....الى تخريب من طرف ملتحين ..بعدها تعرضت الكثير من بيوت الدعارة في تونس سوس القيروان الى التخريب بحجة تطهير المدن ....و في حادثة اخرى بمسجد عقبة بن نافع في القيروان تم منع مجموعة من الاروبيين من زيارة الموقع ..و في 20 جوان و في اريانة نزل مجموعة من الاسلاميين الى السواحل و منعوا النساء من الاستحمام بالمايوهات ..و في ابن سينا احد الاحياء الشعبية التونسة ...قام مجموعة من الاسلاميين بمراقبة احتفالات الفائزين بالباكالوريا و ضمان خلوها من الخمور ....
كما اضحت الكثير من مناضلات حقوق النساء في تونس عرضة لمجانين الله ..فلقد تلقت الناشطة الحقوقية يسرى فراوس بعد مداخلتها على قناة الجزيرة اكثر من 1200 تعليق و شتائم ذات طابع اسلامي على صفحتها في الفيس بوك ...و يوم 4 جويلية تعرض الكثير من المحامين الى التعنيف من طرف اسلاميين غاضبين اتوا للمطالبة بالافراج عن اخوانهم المتهمين في قضية الهجوم على سينما افريقيا
هل هو تعقل ام سذاجة
بالنسبة للاتحاد العام للعمال التونسيين ..فان اعمال العنف الاخيرة تعتبر اعمال غريبة و دخيلة على المجتمع التونسي ..و انها من طرف مجموعات متطرفة لم تفهم الاسلام جيدا ..و حذرت المركزية النقابية في بيان نشرته في صحيفتها الشعب ..من استعمال الدين كغطاء ووسيلة لتبرير الاعتداءات و العنف ضد اطفالهم و حرمانهم من التمتع من كامل حرياتهم
كما ان تجمع ..لم الشمل.. و الذي يضم 80 جمعية .. سجل استياءه الكبير من تزايد الضغط الاسلامي في تونس و اعتبر الهجوم على سينما افريقيا شيئ خطيرا و حذرت الراي العام من عواقب مثل هاته التصرفات ..و الى ضرورة اخذ الحيطة و الحذر
لكن تبقى تصرحيات الاتحاد العام للعمال التونسيين و تجمع لم الشمل اضافة الى مظاهرة الخميس الردود الوحيدة لحد الان ضد هاته الظاهرة
بالنسبة للطبقة السياسية فهي تتعامل في معظمها مع مظاهر تنامي العنف السياسي في المرافق العمومية بخجل و لامبالاة ...و لقد ذهب بعض المثقفين الى حد اتهام الصحافة بتضخيم الامور باسم الديمقراية و حرية الراي
و لقد دعا حزب حما حماني الشيوعي الحكومة الى ضرورة الاعتراف بحزب التحرير الاسلامي الذي يدعوا صراحة الى عودة الخلافة
و الكثير من المناضلين الديمقراطيين لم يفصلوا بعد في مثل هاته التصرفات المرتكبة باسم الدين ..فلقد رفضت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ..توجيه اصابع الاتهام فقط للاسلاميين ..بالنسبة لها هناك الكثير من الاطراف التي ترفض التحولات الديمقراطية التي تعيشها تونس و تعمل على افشالها ..و ليست فقط اطرافا اسلامية بل هناك الكثير من انصار النظام البائد .....
و اعتبر محمد لعروسي بن صالح مدير تحرير جريدة الشعب الاسبوعية اليسارية..ان ذلك كله مجرد ردود فعل لكنها متكررة و في تصاعد يجعلنا نخاف من ان تكون عبارة عن حملة اصولية متسلقة ..و المستقبل وحده من سيكشف لنا الى اين ستصل
اما الحكومة فهي تفضل المراقبة عن بعد ...و ذلك في غياب بديل يستطيع مواجهة المد الاسلامي و تهور الاسلاميين و حسب العقيد هشام مداب الناطق الرسمي لوزارة الداخلية ..فانه لا احد باستطاعته التاثير على نمط عيش التونسيين ..الذين يحبون الحرية و لا احد يستطيع ان يرغمهم على تغييره ..و التطرف في تونس ليس له قاعدة شعبية و لن يذهب بعيدا في تونس.....و هي نفس التبررات التي اعادها لنا السيد محمد الازهر الاكرمي الوزير المكلف باصلاح الجهاز الامني الذي استقبلنا في مكتبه ..بالنسبة له فان الطبقة المتوسطة في تونس هي طبقة قوية و واعية ..و هي تهتم كثيرا بنمط العيش و تدافع عنه اكثر من اهتمامها بالبرامج السياسية و اكد لنا انه لن تكون هناك انتخابات انتقامية لصالح الاسلاميين كما حدث في الجزائر
هكذا هي الاراء المختلفة في الظاهرة الاسلامية في تونس ما بعد 14 جانفي .....و ستبدي لنا الايام ان كانت تستطيع هاته الطبقة المتوسطة الصمود في وجه المد الاسلامي و الدفاع على نمط عيش التونسيين او الاستسلام لأغاني الظلاميين و نمطهم الثيوقراطي
------------------
النوري نسروش .........جريدة الوطن ليوم 12 جويلية 2011