الصادع بالحق
2011-07-05, 10:21
الدين لله والوطن لله
له مافي السموات ومافي الأرض
هل صحيح الدين لله والوطن للجميع ام ان الدين والوطن لله تعالى لاشريك له؟ننقل لكم عن الشيخ
عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني في كتابه ((كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة )):
1- قال الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني في معرض الحديث عن مثالب الديمقراطية في الحقوق والحريات :
إن الديمقراطية باعتبارها تنادي بأن الدين لله والوطن للجميع ، وأن شأن الأقليات في الدولة كشأن الأكثرية في الحقوق والواجبات ، تمكن الأقليات من التكاتف والتناصر ، لاستغلال الوضع الديمقراطي ، ضد الأكثرية ومبادئها وعقائدها ودينها . وتمكنها أيضاً من التسلل إلى مراكز القوة في البلاد ، ثم إلى طرد عناصر الأكثرية رويداً رويداً من هذه المراكز ، بوسائل الإغراء ، وبالتساعد والتساند مع الدول الخارجية المرتبطة بالأقليات ارتباطاً عقدياً أو مذهبياً أو سياسياً أو قومياً ، أو غير ذلك .
وتصحو الأكثرية من سباتها بعد حين ، لتجد نفسها تحت براثن الأقلية ، محكومة حكماً ديكتاتورياً ثورياً من قبلها ، مع أنها لم تصل إلى السلطة إلا عن طريق الديمقراطية .
لقد كانت الديمقراطية بغلة ذلولاً أوصلت أعداء الأكثرية وحسادها والمتربصين الدوائر بها ، إلى عربة ثيران ديكتاتورية الأقلية .
*** *** ***
2-وقال في مبحث آخر عن الوطنية:
وبالمفهوم المعاصر للوطنية الذي روّجه الطامعون بسلخ المسلمين من حقوقهم في السيادة على الأوطان الإسلامية ، اتسع شعار الوطنية ، حتى صار في المفهوم الشائع يضم كل سكان الوطن الواحد ، ولو كانوا في الأصل نزلاء ، أو ضيوفه ، أو مقيمين فيه ، بعهد أو أمان أو ذمة .
وبهذا التوسيع المقصود الذي يراد به كيد المسلمين مالكي الأوطان الحقيقيين ، غدا هؤلاء النزلاء والضيوف المقيمون بعهد أو أمان أو ذمة لهم في الملكية العامة للوطن حقوق متساوية لحقوق مالكيه الأصليين .
وبمكر مدبر انطلقت عبارة : "الدين لله والوطن للجميع" . وأطلق مروجو شعار الوطنية بين المسلمين حديثاً لا أصل له ، نسبوه إلى النبي، وهو : "حب الوطن من الإيمان" .
وهذا التوسيع في حق الملكية العامة المشاعة للوطن ، جر إلى التسليم بحق الجميع في إدارته السياسية .
ولما كان هؤلاء الجميع مختلفي الأديان والمبادئ والعقائد ، وقد صار لهم جميعاً الحق في الإدارة السياسية للوطن الواحد ، بمقتضى مكيدة الزحف الانتقالي من فكرة إلى فكرة ، كان لا بد من اللجوء إلى مكيدة أخرى ، هي المناداة بفصل الدين عن السياسة ، والمناداة بعلمانية الدولة .
ثمّ إن الأخذ بعلمانية الدولة التي تتضمن إبعاد الدين عن الإدارة السياسية لبلاد المسلمين وأوطانهم ، قد مكّن الطوائف غير المسلمة فيها من الوصول إلى مراكز الإدارة السياسية ، والقوة العسكرية ، حتى مستوى القمة أو قريباً منها .
وتدخلت ألاعيب كيدية كثيرة خارجية وداخلية معادية للإسلام والمسلمين ، في تهيئة الظروف السياسية ، وتقبلت جماهير المسلمين ذلك ببراءة وغفلة وحسن نية ، وكان بعض قادتهم السياسيين والعسكريين وغيرهم عملاء وأجراء لأعدائهم .
ثمّ لما تمكنت هذه الطوائف غير المسلمة من القوى الفعالة داخل بعض بلاد المسلمين ، كشفت الأقنعة عن وجوهها التي كانت تخادع بها ، وتدّعي الإخاء الوطني ، وصارت تدعي أن الوطن لها ، وأخذت تنبش الدفائن لتستخرج مزاعم تاريخية قديمة ، سابقة للفتح الإسلامي ، وهذه المزاعم لا أساس لها من الصحة .
ثمّ أخذت تفرض سلطانها بالقوة في هذه البلاد ، مؤيَّدةً من الدول الكبرى المعادية للإسلام والمسلمين ، وحارب الأكثرية المسلمة بضراوة وحق ، وأخذت تحرمها من حقوقها في أوطانها ، حتى جعلتها بمثابة أقليات مستضعفة .
ونسفت الطوائف غير المسلمة بعد تمكنها أفكار الحق الوطني القائم على العلمانية نسفاً ، ونسفت الإخاء الوطني ، وأظهرت تعصبها الطائفي المقيت ، القائم على الانتماء لأديانها وعقائدها التقليدية الموروثة .
وكانت لعبة شعار الوطنية مكيدة انخدع بها جمع غفير من المسلمين ببراءة وسلامة صدر ، حتى استلّ أعداؤهم منهم معظم حقوقهم ، ومعظم مقدّراتهم .اهـ
والله من وراء القصد
له مافي السموات ومافي الأرض
هل صحيح الدين لله والوطن للجميع ام ان الدين والوطن لله تعالى لاشريك له؟ننقل لكم عن الشيخ
عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني في كتابه ((كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة )):
1- قال الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني في معرض الحديث عن مثالب الديمقراطية في الحقوق والحريات :
إن الديمقراطية باعتبارها تنادي بأن الدين لله والوطن للجميع ، وأن شأن الأقليات في الدولة كشأن الأكثرية في الحقوق والواجبات ، تمكن الأقليات من التكاتف والتناصر ، لاستغلال الوضع الديمقراطي ، ضد الأكثرية ومبادئها وعقائدها ودينها . وتمكنها أيضاً من التسلل إلى مراكز القوة في البلاد ، ثم إلى طرد عناصر الأكثرية رويداً رويداً من هذه المراكز ، بوسائل الإغراء ، وبالتساعد والتساند مع الدول الخارجية المرتبطة بالأقليات ارتباطاً عقدياً أو مذهبياً أو سياسياً أو قومياً ، أو غير ذلك .
وتصحو الأكثرية من سباتها بعد حين ، لتجد نفسها تحت براثن الأقلية ، محكومة حكماً ديكتاتورياً ثورياً من قبلها ، مع أنها لم تصل إلى السلطة إلا عن طريق الديمقراطية .
لقد كانت الديمقراطية بغلة ذلولاً أوصلت أعداء الأكثرية وحسادها والمتربصين الدوائر بها ، إلى عربة ثيران ديكتاتورية الأقلية .
*** *** ***
2-وقال في مبحث آخر عن الوطنية:
وبالمفهوم المعاصر للوطنية الذي روّجه الطامعون بسلخ المسلمين من حقوقهم في السيادة على الأوطان الإسلامية ، اتسع شعار الوطنية ، حتى صار في المفهوم الشائع يضم كل سكان الوطن الواحد ، ولو كانوا في الأصل نزلاء ، أو ضيوفه ، أو مقيمين فيه ، بعهد أو أمان أو ذمة .
وبهذا التوسيع المقصود الذي يراد به كيد المسلمين مالكي الأوطان الحقيقيين ، غدا هؤلاء النزلاء والضيوف المقيمون بعهد أو أمان أو ذمة لهم في الملكية العامة للوطن حقوق متساوية لحقوق مالكيه الأصليين .
وبمكر مدبر انطلقت عبارة : "الدين لله والوطن للجميع" . وأطلق مروجو شعار الوطنية بين المسلمين حديثاً لا أصل له ، نسبوه إلى النبي، وهو : "حب الوطن من الإيمان" .
وهذا التوسيع في حق الملكية العامة المشاعة للوطن ، جر إلى التسليم بحق الجميع في إدارته السياسية .
ولما كان هؤلاء الجميع مختلفي الأديان والمبادئ والعقائد ، وقد صار لهم جميعاً الحق في الإدارة السياسية للوطن الواحد ، بمقتضى مكيدة الزحف الانتقالي من فكرة إلى فكرة ، كان لا بد من اللجوء إلى مكيدة أخرى ، هي المناداة بفصل الدين عن السياسة ، والمناداة بعلمانية الدولة .
ثمّ إن الأخذ بعلمانية الدولة التي تتضمن إبعاد الدين عن الإدارة السياسية لبلاد المسلمين وأوطانهم ، قد مكّن الطوائف غير المسلمة فيها من الوصول إلى مراكز الإدارة السياسية ، والقوة العسكرية ، حتى مستوى القمة أو قريباً منها .
وتدخلت ألاعيب كيدية كثيرة خارجية وداخلية معادية للإسلام والمسلمين ، في تهيئة الظروف السياسية ، وتقبلت جماهير المسلمين ذلك ببراءة وغفلة وحسن نية ، وكان بعض قادتهم السياسيين والعسكريين وغيرهم عملاء وأجراء لأعدائهم .
ثمّ لما تمكنت هذه الطوائف غير المسلمة من القوى الفعالة داخل بعض بلاد المسلمين ، كشفت الأقنعة عن وجوهها التي كانت تخادع بها ، وتدّعي الإخاء الوطني ، وصارت تدعي أن الوطن لها ، وأخذت تنبش الدفائن لتستخرج مزاعم تاريخية قديمة ، سابقة للفتح الإسلامي ، وهذه المزاعم لا أساس لها من الصحة .
ثمّ أخذت تفرض سلطانها بالقوة في هذه البلاد ، مؤيَّدةً من الدول الكبرى المعادية للإسلام والمسلمين ، وحارب الأكثرية المسلمة بضراوة وحق ، وأخذت تحرمها من حقوقها في أوطانها ، حتى جعلتها بمثابة أقليات مستضعفة .
ونسفت الطوائف غير المسلمة بعد تمكنها أفكار الحق الوطني القائم على العلمانية نسفاً ، ونسفت الإخاء الوطني ، وأظهرت تعصبها الطائفي المقيت ، القائم على الانتماء لأديانها وعقائدها التقليدية الموروثة .
وكانت لعبة شعار الوطنية مكيدة انخدع بها جمع غفير من المسلمين ببراءة وسلامة صدر ، حتى استلّ أعداؤهم منهم معظم حقوقهم ، ومعظم مقدّراتهم .اهـ
والله من وراء القصد