تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة من تأليفي.....القبر السابع


مراد صالحي
2008-09-30, 23:29
قصة غير حقيقة وهي أول قصة يؤلفها مراد صالحي
القبر السابع
وأخيرا خرج من بيته المبني من الطين والقش وهاهو ينظر إلى قمم جبال الأوراس وينظر إلى الصخرة الواقعة فوق قمة الجبل المقابل لبيته . ينظر إلى تلك الصخرة ويناديها باسمه صخرة العم مسعود.فهو يرى أنها تشبهه وحيدة مثله قاسية مثله وصامدة مثله
يلتفت العم مسعود إلى القبور الستة التي دفن فيها أهله وينظر إلى السابع الذي حفره قبل أسبوع .لقد حفره وهو يتساءل لمن احفره جميع أهلي ماتوا من التالي
يحمل عمي مسعود دلو الماء ليسقي الأزهار الموجودة أمام القبور وهو يتساءل .منذ متى اسقي الزهور وحياتي كلها أكاليل من الأشواك
وضع عمي مسعود الدلو وهو ينظر إلى أهله ويتذكر كيف ماتوا الواحد تلو الأخر .دون أن ينسى انه السبب في هذه المأساة التي صنعها بيده.
التفت عمي مسعود إلى القبر الأول حيث دفنت زوجته قبل عشر سنوات.تذكر كيف كان يعاملها بقسوة فحين تضيق عليه الحال ويمتلئ قلبه بالهموم يعود للمنزل ويوسعها ضربا حتى يطيب خاطره ويتحجج بضربها إلى أسباب تافهة
تذكر العم مسعود اليوم الذي ماتت فيه زوجته وهي تنجب ابنها الخامس.والذي سيشارك إخوته الأربعة مأساة العيش مع أبيهم
قرر العم مسعود حينها أن يدفنها بجوار المنزل فهو يعيش في مكان نائي منعزل عن بقية القرى.
لم يبعد عمي مسعود نظره عن القبور فهو ينظر إلى القبر الثاني ويتذكر ابنه الرضيع يكبر يوما بعد يوم إلى أن صار في السابعة من عمره .وكان عمي مسعود يكرهه كرها شديدا فهو يرى أنه السبب في موت زوجته لذا كان يوسعه ضربا كوالدته رغم أنه صغير وكأنه ينتقم لزوجته وكان يتخذ من أخطاء الصغار حجة لضربه وفي الحقيقة هو ليس بحاجة لحجج كي يضربه
لم يتمكن الطفل الصغير من تحمل الضرب المبرح من أبيه فهوى على الأرض مودعا الحياة للأبد.
ولا زال عمي مسعود ينظر للقبور الواحد تلوه الأخر ومع كل قبر ذكرى مريرة فهو الآن يتذكر صاحبة القبر الثالث إنها ابنته الوحيد يتذكر يوم عاد للمنزل ورآها تبكي فسألها عن سبب البكاء فصرخت في وجهه وقالت له: من أين لك بهذه القسوة عزلتنا عن الحياة وحرمتنا من والدتنا وتعاملنا بقسوة...فلم تكمل كلامها حتى أحضر شفرة وقص شعرها جزاءا لتمردها على والدها.
وفي ذات الأيام قررت أن تباغته وتضربه بحجر كبير على رأسه فتنبه لذلك وأمسك بيدها قبل أن ترمي الحجر ثم ربطها وقام بحفر القبر الثالث ودفنها وهي حية.
ابعد العم مسعود نظره عن القبور وأخذ يتأمل إلى شجرة الصنوبر الكبيرة ولكنها هي الأخرى ذكرته بصاحب القبر الرابع انه ابنه الكبير بائع الحطب.كان ابنه الكبير يبيع الحطب وان لم يعد ابنه بالمال اللازم من بيع الحطب علق على شجرة الصنوبر من قدميه ساعات وساعات.
وفي ذات الأيام كان الابن عائدا بالمال بعد بيع الحطب ولكن قطاع طرق اخذوا منه المال فعاد إلى والده وهو في قمة اليأس وصرخ في وجه أبيه وقال: لا داعي لكي تعلقني على الشجرة سأعلق نفسي بنفسي...وفعلا هذا ما فعله.لكن لم يعلق نفسه من رجليه بل من رقبته
ودفن في القبر الرابع
تنهد العم مسعود تنهيدة طويلة ليس حزنا على من ماتوا بل تعب من التذكر.
توجه العم مسعود إلى الزريبة لإطعام مواشيه.وهذا ما جعله يتذكر ابنه الراعي وتذكر ابنه حين عاد وقت المغرب وهو مهموم وقال لوالده بصوت خافت:"لقد ضاعت مني شاة بحثت كثيرا لكنني لم أجدها"رد عليه والده:"وما شأني لا تعد حتى تجدها" فقال له ابنه:"الوقت متأخر والجبل مليء بالذئاب"لكن العم مسعود لم يهتم وأصر على قراره
توجه المسكين إلى الجبل والليل قد هبط وبعد بحث طويل وجد الشاة مقطعة تحت أنياب الذئاب
حاول المسكين الفرار لكنه لم يتمكن من النجاة من أنياب الذئاب وكان مصيره مصير الشاة
في الصباح أرسل العم مسعود ابنه الوحيد ليبحث عن ابنه فوجده ميتا فحمله وهو ملطخ بالدم وعيونه مليئة بالدموع لكن هذا المنظر لم يؤثر في قلب عم مسعود المتحجر ودفنه مع البقية في قبره الخامس
قرر العم مسعود أن يتوقف عن التفكير والعودة للمنزل ولكن الذكرى راودته غصبا عنه إذ كان يحاول التهرب منها وسالت دموعه لأول مرة.
تذكر ابنه الأخير الذي قرر أن يحن عليه ويعامله بطيبة لأن ضميره بدأ يصحو ولو كان ذلك بعد فوات الأوان لأن الحمى كانت أسبق منه وأخذت ابنه قبل أسبوع وكان الوحيد الذي لم يمت بسببه
وكان صاحب القبر السادس
عمي مسعود هذا الإنسان الذي خلق من رحم الحجارة كانت القسوة والدته وكان الصمود أبوه تربى منذ صغره فقيرا لقيطا لا أحد يحن عليه الكل الجميع يقسو عليه فعاش بين المرارة واليأس الدائم
تزوج من لقيطة مثله وقرر أن ينعزل قريته ويعيش بين الجبال مع زوجته وهناك نمى الحقد والشر معه وانتقم من الدنيا في أهله
قرر العم مسعود العودة للقبور ثم دخل القبر السابع وهو ينادي لمن أنت وأخذ يصرخ لمن أنت..لمن أنت...فسمع العم صوت الصدى يرد كلامه فابتسم عمي مسعود ابتسامة عريضة استغرق وقتا ليجدها بين ثنايا القسوة والحقد لقد عرف لمن القبر السابع
تمدد العم مسعود في القبر السابع وأغمض عينيه...ثم...لاشيء
تدحرجت صخرة العم مسعود من الجبل ثم سدت قبر عمي مسعود
إنها فعلا صخرة العم مسعود قست بقسوته وصمدت بصموده وهوت بسقوطه.تأليف: مراد صالحي

مراد صالحي
2008-10-01, 02:31
لا احد يشجعني لم تعجبكم القصة

قدوري رشيدة
2008-10-01, 19:01
أخي صالحي محاولتك القصصية لا باس بها ففيها الكثير من الايحاء والقوة

كما ان اختيارك للعنوان كان موفقا

لكن هناك ملاحظات بسيطة:

التكرار وبكثرة مثلا في قولك:

يلتفت العم مسعود ..يحمل عمي مسعود ..وضع عمي مسعود ... تذكر العم مسعود

ينقصها التسلسل والترابط فجاءت على شكل عناصر والنص السردي ياتي على شكل فقرات

متناسقة.

غياب عنصر التشويق ..

وبإذن الله بمراعاة هذه الملاحظات سيكون نصك جيدا

تحياتي وبالتوفيق

"إذا كنت تريد فأنت تستطيع"

تقبل مروري

مراد صالحي
2008-10-02, 02:11
شكرا اختي رشيدة وسوف اتبع نصائحكي

مراد صالحي
2008-10-10, 23:17
لقد فقدتم حاسة الذوق يا جزائريين