تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " الجنس المتحجب "


باية
2008-09-29, 00:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-هذه مقالة صادفتني مطالعتها،رأيت فيها بعض الإنصاف للمرأة المسلمة،فأردت تقاسم محتواها مع أعضاء المنتدى للإطلاع والتعليق-.
[font=Arial] " الجنس المتحجب " [/B] [ /font]
امرأة مغطاة بالأسود من الرأس إلى القدمين , امرأة بخمار أو جلباب تمشى في أحد شوارع أوربا أو أمريكا الشمالية في وسط نسوة يرتدين تنورة قصيرة أو سروالا لا يتجاوز الركبتين يعلوه قميص غالبا بأكتاف و أذرع عارية .
تمر تلك المرأة أمام صور ضخمة لإعلانات تحمل صور نساء تتمطين انبهارا أو تتمددن في إغراءات موحية في أوضاع شبه عارية .ألا يكون مثل هذا المشهد أكثر تعبيرا عن حرج الغرب تجاه العادات الإسلامية أو العكس ؟.
كثيرا ما يكون جسد المرأة مركزا للصراعات الإيديولوجية , و نظرة الغرب المعادية للإسلام ليست استثناءا للقاعدة .
لما منعت فرنسا ارتداء الخمار في المدرسة و استعملت فكرة الحجاب كذريعة (لفرض) القيم الغربية عموما بما فيها وضع المرأة .
و لما كان الأمريكان يستعدون لاقتحام أفغانستان , كان "الطالبان" موضوع حملة مقرضة، خاصة لرفضهم استعمال المساحيق أو صبغ الشعر للنساء ,
و لما قضوا على حكم "الطالبان" لاحظ الغربيون أن كثيرا من النساء خلعن الخمار. و لكن , ألم يكن الغرب مخطئا تماما في فهمه للعادات الإسلامية خاصة في مغزى الحجاب لدى كثير من المسلمين .
السنا عاجزين عن رؤية علامات القمع و رقابة المرأة لدينا ؟
بالنسبة للمجتمعات الغربية فإن ارتداء الحجاب هو نوع من قمع المرأة
و القضاء على الجنس لديها , و لكنني خلال رحلاتي في بلاد إسلامية, وعند تلبيتي لدعوات المشاركة، ضمن نقاشات مقصورة على النساء فقط , عرفت أن نظرة المسلمين للمظهر والجنس لدى المرأة لا تعتمد على القمع و لكن على حس مرهف لما يخص الجانب العام و الجانب الشخصي , و لما هو حق الله على المرأة و حق زوجها عليها. فالإسلام لاينكر الجنس ولكنه ينظمه بصفة متطورة نحو الزواج الذي هو الرابط الضامن لحياة أسرية واللحمة التي تدعم قيام البيت. و قد لاحظت أن كل شيء كان يمثل التحفظ و الحياء خارج جدران البيوت التقليدية الإسلامية التي زرتها في المغرب و الأردن و مصر .
و لكن في داخلها , كانت النساء المسلمات مهتمات أيضا بالمظهر والإغراء مثلهن مثل كل نساء العالم .
فلديهن- ضمن المحيط الزوجي الشخصي- الألبسة الداخلية وفق الموضة الجذابة و مواد التجميل .و لقد اطلعت على أشرطة تصويرية -خاصة- تتضمن رقصات إغراء تتعلمها الزوجة و تؤديها لزوجها لترغيبه فيها. كان ذلك بالنسبة لي، ما يوحي أن التدلل ليس غريبا عن المسلمات ولكنها تفهمك أن الرغبة والجنس سواء لدى الذكر أو الأنثى لا يجب أن يكون مبتذلا وبصفة هدامة أمام أعين الجميع .
و حقا , فإن العديد من المسلمات اللائي التقيتهن لا ترين أنهن خاضعات (للرجال) بارتدائهن الحجاب بل بالعكس فإنهن يرين أنهن متحررات من نظرة الغرب , غير المحتشمة و التي تجعل منهن أشياء جنسية . و معظم هؤلاء النسوة قلن لي " أنا لما أرتدي ثيابا غربية , فإن الرجال ينظرون الي كشيء, و أني أقضي وقتي لمقارنة نفسي بصور نساء المجلات، كمثال يصعب تقليده مع التقدم في السن ومع المجهود الذي أضيعه طوال الوقت دون جدوى .
و لما ارتدي الحجاب أو الجلباب فإن الناس ينظرون الي كشخص و ليس كشيء , فأحس نفسي محترمة ".
طبعا , هذه النظرة لا تتطابق مع رأي دعاة الأنوثة في الغرب و مع ذلك نجد فيها مجموعة من الأحاسيس المتطابقة معها .
و لقد مررت شخصيا بتجربة في هذا المجال فلقد ارتديت جلابة مغربية و خمارا و خرجت للتسوق , و لاحظت أن الحفاوة التي قوبلت بها لربما كان مرجعها المفاجأة برؤية امرأة غربية ترتدي ذلك الزي , و بينما كنت أمشي في السوق مستورة الصدر،مخفية الساق،معصوبة الرأس أحسست بطمأنينة و هدوء جديدين .
نعم , فبمعنى آخر كنت أحس نفسي حرة .
و من جهة أخرى , ليس المسلمون وحدهم الذين يتبنون نظرة خاصة للجنس
فالنظرة التقليدية المسيحية في الغرب تصف الجنس، وحتى في العلاقة الزوجية،
بأنه تصرف غير أخلاقي , بينما الإسلام واليهودية لم يتخذوا هذا الموقف المفرق بين الجسد والروح.و كلتا الثقافتين تنظمان الجنس في إطار الزواج و تعتبران الحياة العائلية مصدر البركة المسموح بها من الرب (الله) .
و ربما هذا ما يجعل المسلمات،واليهوديات الأرتدوكس، يحققن أيضا درجة عليا من الإشباع العاطفي الحسي في حياتهن الزوجية أكثر من معظم الغربيين .
و لما يبقى الجنس في إطار خصوصي ويعتبر شيئا مقدسا , و لمالا يرى الزوج زوجته (أو نساء أخريات) نصف عارية طوال اليوم فإنه عند خلع الخمار أو الجلباب في إطار عائلي خصوصي تثور لديه الرغبة الجامحة .
و يلاحظ أن شباب الغرب الذي يكبر في وسط الصور الإباحية و الجنسية في كل مكان، هذا الشباب يسوده وباء متنام يتمثل في ضعف "الليبيدو" ( الرغبة الجنسية) .
فمن السهل إذا، تصور سلطة الجنس في ثقافة أكثر تواضعا , فمن الضروري تفهم التجارب الإيجابية للرجال والنساء في ثقافات يكون الجنس فيها مسيرا بطريقة محافظة.
ليس في نيتي التقليل من نضال الكثير من النساء النافذات في العالم الإسلامي , اللائي يرين أن الحجاب وسيلة رقابة يستعملها الرجال .و لكن على أهل الغرب أن يعترفوا أنه لما تختار امرأة ارتداء الحجاب في فرنسا أو بريطانيا , ليس ضروريا أن يكون ذلك عنوان قهر لها. و أهم من ذلك , لما تختار امرأة لباس التنورة القصيرة مع قميص بأكتاف عارية- في محيط ثقافة غربية حيث ليس للنساء فيها حرية الشيخوخة , ولا حرية أن تكون محترمات كأمهات عاملات أو"كائن روحي"وأن لا تلتفتن لعالم الإشهار-. فيكون حينها من الحكمة أن نفكر بطريقة أكثر تدبرا لمفهوم "حرية المرأة".
==================
_ مقالة بالإنجليزية " نعومي وولف" /عضوة مؤسسة للحركة الأمريكية من أجل الديمقراطية.
_ مترجم الى النص الفرنسي بواسطة "ماجالي آدامس" .
_منقول و مترجم عن جريدة "Le quotidien d'Oran "عدد يوم الخميس 04/09/008 بواسطة:"باية".