الطيب صياد
2011-06-26, 15:07
خاطرة الشرق ... هكذا وَسَمْتُها
على الدار أرياح تجيئ و تذهب *** فتترك آثارا و إنك تلعب
سبرتك أعواما و ما فيك خصلة *** تبقى ولكن دائما تتقلب
و أثبت منك الريح عند هبوبها *** على الدار يا هذا و إني لأعتب
تحمل صديقي في الجوائح إنه *** ليجمل بالإنسان لو ما يرحب
ألا إن بعد العسر إن كنت معسرا *** ليسرين في الذكر الحكيم مرتب
و إذ ترتجي خيرا سيأتيك ضعفه *** فذو العرش رزاق و نحن نكذب
إذا ما سألت الدهر مثلك حاجة *** يلاقيك بالمن العريض فيصعب
و ربك فوق العرش ينظر عبده *** و سؤلك ما ذا ترتجيه و يطلب
و أنت عن الرحمن تعرض جاهلا *** و تغفل عن هذا العظيم و تهرب
و ما لك بعد الله ممن تريده *** سوى معدم مسترفع يتنكب
ألم تعجبوا ممن تنصل حبله *** عن السيد الأعلى فإني لأعجب
و سيده الأعلى يحب رجوعه *** و يدعوه في الأزمان و العبد يحجب
أيا عبد هذا الفضل و الرزق و الهنا *** و ذي نعم في الأرض فيها تقلب
و ها لك آلات لوجهك زينة *** و ها هي أنعام فتغذو و تركب
و ها هي شمس و النجوم سوابح *** لتحيا بخير ثم تعيى و تتعب
فتدبر في غرب ليغشاك ليلها *** فترتاح بعد الجد فيها و تلعب
و تشرق من أرض الحجاز كأنها *** فزارية، و الآن سعي و مكسب
فدع عنك سؤل القوم إن سؤالهم *** مظنة عار لو تراه سترعب
يدا الله مبسوطان بالخير دائما *** و أيديهمُ غلت عن الخير تحجب
أيا صاحبي فاعلم و كن ذا نباهة *** و ذا نية تفري بها و تهذب
و لا تنس أن الله أعطاك بدرة *** من العيش فاجلبها وللخير تجلب
و طاعتك الرحمن فيها أجورها *** فرمها ، و إن العبد يعيى و ينصب
و هذي شجون قد توارت بحدها *** عن الناس إلا من يارعي و يرقب
و إني خليط إذ تراني مناصحا *** حفيظًا، و إن الشاعر المتشبب
نسيبي خلف البحر جاءت رياحه *** مع الشرق في برد يعل و يطرب
أنا مغربي الدار مال فؤاده *** إلى الشام حيث الناس لم يتغربوا
إلى جلَّق الفيحاء تهفو مطيتي *** إلى أهلها الأبرار نفسي تقرب
أحن ودمع العين يخشى تعسفا** وفي النفس يخشى النارإذهي تحطب
عدوان قوامان بالصلح بغية *** لحزني و سلوى شوقهم تتلهب
يخيل أني في البسوس تطاولت *** أياييمها حتى عساني التشيب
كذا سنة الأشعار تأتي حزونها *** وذاغَزَلي قد عادني فهو يندب
فلستُ ببدع في الجماعة محدِثٍ *** و لكنه الأمر القديم المهذب!
و لكنكم لا تفقهون مقالتي *** و يا ليته يختار للشعر طيبُ !
ومن فوه معلول يذوق شرابه *** مريرا وهذا الماء حلو و أعذب
إذا جاء يوم فيه ألقى أحبتي *** سأرتاح لا أبكي و لا أتكرب
و ما كربي بعد التثام شتيتها***وعيني على الحوراء تقرا وتكتب
وما كربي بعد التقاط زهورها ***وأسْود من زين الحرير مشعب
حلفت لكم بالله أعظم حلفة *** أفيكم محب الخير يسعى و يطلب ؟
فما لي دواء غير لقيى أحبتي *** فهل مستطيع أو كريم مجرب ؟
جزى الله خيرا من أتانا بشقنا *** و شكري موصول له و مرتب .
************************************************** ******************كتبتها بمدينة بني عامر - المسيلة ، الجزائر
الثلاثاء 22 جمادى الأولى 1430 هـ
وفق: 17 ماي 2009 م
على الدار أرياح تجيئ و تذهب *** فتترك آثارا و إنك تلعب
سبرتك أعواما و ما فيك خصلة *** تبقى ولكن دائما تتقلب
و أثبت منك الريح عند هبوبها *** على الدار يا هذا و إني لأعتب
تحمل صديقي في الجوائح إنه *** ليجمل بالإنسان لو ما يرحب
ألا إن بعد العسر إن كنت معسرا *** ليسرين في الذكر الحكيم مرتب
و إذ ترتجي خيرا سيأتيك ضعفه *** فذو العرش رزاق و نحن نكذب
إذا ما سألت الدهر مثلك حاجة *** يلاقيك بالمن العريض فيصعب
و ربك فوق العرش ينظر عبده *** و سؤلك ما ذا ترتجيه و يطلب
و أنت عن الرحمن تعرض جاهلا *** و تغفل عن هذا العظيم و تهرب
و ما لك بعد الله ممن تريده *** سوى معدم مسترفع يتنكب
ألم تعجبوا ممن تنصل حبله *** عن السيد الأعلى فإني لأعجب
و سيده الأعلى يحب رجوعه *** و يدعوه في الأزمان و العبد يحجب
أيا عبد هذا الفضل و الرزق و الهنا *** و ذي نعم في الأرض فيها تقلب
و ها لك آلات لوجهك زينة *** و ها هي أنعام فتغذو و تركب
و ها هي شمس و النجوم سوابح *** لتحيا بخير ثم تعيى و تتعب
فتدبر في غرب ليغشاك ليلها *** فترتاح بعد الجد فيها و تلعب
و تشرق من أرض الحجاز كأنها *** فزارية، و الآن سعي و مكسب
فدع عنك سؤل القوم إن سؤالهم *** مظنة عار لو تراه سترعب
يدا الله مبسوطان بالخير دائما *** و أيديهمُ غلت عن الخير تحجب
أيا صاحبي فاعلم و كن ذا نباهة *** و ذا نية تفري بها و تهذب
و لا تنس أن الله أعطاك بدرة *** من العيش فاجلبها وللخير تجلب
و طاعتك الرحمن فيها أجورها *** فرمها ، و إن العبد يعيى و ينصب
و هذي شجون قد توارت بحدها *** عن الناس إلا من يارعي و يرقب
و إني خليط إذ تراني مناصحا *** حفيظًا، و إن الشاعر المتشبب
نسيبي خلف البحر جاءت رياحه *** مع الشرق في برد يعل و يطرب
أنا مغربي الدار مال فؤاده *** إلى الشام حيث الناس لم يتغربوا
إلى جلَّق الفيحاء تهفو مطيتي *** إلى أهلها الأبرار نفسي تقرب
أحن ودمع العين يخشى تعسفا** وفي النفس يخشى النارإذهي تحطب
عدوان قوامان بالصلح بغية *** لحزني و سلوى شوقهم تتلهب
يخيل أني في البسوس تطاولت *** أياييمها حتى عساني التشيب
كذا سنة الأشعار تأتي حزونها *** وذاغَزَلي قد عادني فهو يندب
فلستُ ببدع في الجماعة محدِثٍ *** و لكنه الأمر القديم المهذب!
و لكنكم لا تفقهون مقالتي *** و يا ليته يختار للشعر طيبُ !
ومن فوه معلول يذوق شرابه *** مريرا وهذا الماء حلو و أعذب
إذا جاء يوم فيه ألقى أحبتي *** سأرتاح لا أبكي و لا أتكرب
و ما كربي بعد التثام شتيتها***وعيني على الحوراء تقرا وتكتب
وما كربي بعد التقاط زهورها ***وأسْود من زين الحرير مشعب
حلفت لكم بالله أعظم حلفة *** أفيكم محب الخير يسعى و يطلب ؟
فما لي دواء غير لقيى أحبتي *** فهل مستطيع أو كريم مجرب ؟
جزى الله خيرا من أتانا بشقنا *** و شكري موصول له و مرتب .
************************************************** ******************كتبتها بمدينة بني عامر - المسيلة ، الجزائر
الثلاثاء 22 جمادى الأولى 1430 هـ
وفق: 17 ماي 2009 م