رضا الجزائري.
2011-06-25, 20:07
ورد في كتاب ( الرد على الشعوبية ) لابن قتيبة 276هـ ، و هو يوازن بين طريقتي تناول الطعام عند العرب و الفرس ، نص يقول فيه ، و هو يعيب الفرس
( و أمّا أكلهم بالبارجين و السكين فمفسد للطعام ، و ناقص للذته ، و النّاس يعلمون ، إلاّ من عاند منهم ، و قال بخلاف ما تعرفه نفسه ، أنّ أطيب المأكول ما باشرته كفّ آكله ، و لذلك خلقت الكفّ للبطش ، و التناول ..و التقذّر من اليدّ المطهرة ضعف و عجب . و أولى بالتقذر من اليد : الرّيق و البلغم و النّخاع الّذي لا يسوغ الطعام إلاّ به . و كفّ الطباخ و الخباز تباشره ، و الإنسان ربّما كان منه أقل تقذرا و أشد أنسا )
( بواسطة كناشة النوادر ج1 عبد السلام هارون )
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله751هـ ( وَكَانَ يَأْكُلُ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - بِأَصَابِعِهِ الثّلَاثِ وَهَذَا أَنْفَعُ مَا يَكُونُ مِنْ الْأَكَلَاتِ فَإِنّ الْأَكْلَ بِأُصْبُعٍ أَوْ أُصْبُعَيْنِ لَا يَسْتَلِذّ بِهِ الْآكِلُ وَلَا يُمْرِيهِ وَلَا يُشْبِعُهُ إلّا بَعْدَ طُولٍ وَلَا تَفْرَحُ آلَاتُ الطّعَامِ وَالْمَعِدَةُ بِمَا يَنَالُهَا فِي كُلّ أَكْلَةٍ فَتَأْخُذُهَا عَلَى إغْمَاضٍ كَمَا يَأْخُذُ الرّجُلُ حَقّهُ حَبّةً أَوْ حَبّتَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فَلَا يَلْتَذّ بِأَخْذِهِ وَلَا يُسَرّ بِهِ وَالْأَكْلُ بِالْخَمْسَةِ وَالرّاحَةِ يُوجِبُ ازْدِحَامَ الطّعَامِ عَلَى آلَاتِهِ وَعَلَى الْمَعِدَةِ وَرُبّمَا انْسَدّتْ الْآلَاتُ فَمَاتَ وَتُغْصَبُ الْآلَاتُ عَلَى دَفْعِهِ وَالْمَعِدَةُ عَلَى احْتِمَالِهِ وَلَا يَجِدُ لَهُ لَذّةً وَلَا اسْتِمْرَاءً ( زاد المعاد بواسطة المكتبة الشاملة )
قال القاضي عياض رحمه الله "فإن اضطر إلى ذلك - أي إلى الأكل بأكثر من الثلاث- لخفة الطعام وعدم تلفيفه بالثلاث، فيدعمه بالرابعة أو الخامسة" اهـ فتح الباري (9/578) بواسطة المكتبة الشاملة
قال العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
( والعجب أن بعض الناس استنبط من هذا النص أنه ينبغي أن يأكل اللحم بالشوكة، وغير اللحم بالملعقة، قال: لأنه يمسك الشوكة بثلاث أصابع، والملعقة بثلاث أصابع، سبحان الله ! نحن لا يضرنا في الوقت الحاضر إلا الأفهام الخاطئة! فهذا لا يقال: أكل بالأصابع، وإنما بالشوكة وبالملعقة ، والعلماء ـ رحمهم الله ـ مع قولهم إنه يأكل بثلاث أصابع قالوا: لا بأس بالأكل بالملعقة ، قال شارح الإقناع: (وقد يؤخذ من قول الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ «أكره كل مُحدَث» أنه يُكره الأكل بالملعقة)؛ لأنها محدثة، ونحن لا نرى كراهة الأكل بالملعقة، لكن لا نرى أن الأكل بها يعني الأكل بثلاث أصابع.
فالصواب: أن الأكل بالملعقة لا بأس به، لا سيما مع دعاء الحاجة، وقد حدثني بعض الناس عن شخص له وزنه أنه كان مع جماعة كانوا يأكلون بالملعقة وهو يأكل بيده، فقالوا له: يا فلان لماذا لا تأكل بالملعقة؟ قال: أنا آكل بملعقة لا يأكل بها إلا أنا، وأنتم تأكلون بملعقة كل الناس يأكلون بها، أنا آكل بملعقة باشرتُ تنظيفها، وأنتم تأكلون بملاعق ما باشرتم تنظيفها، فربما يكون من نظفها نظفها جيداً، وربما لم ينظفها، وهذا جواب جيد، لكن لكل امرئ من دهره ما تعودا، فنحن لا نستطيع أن ننكر الأكل بالملعقة، لكننا لا نقول: إنه هو السنة؛ لأنه أكل بثلاث أصابع
( الشرح الممتع 12/364 باب وليمة العرس (تتمة) طبعة ابن الجوزي )
( و أمّا أكلهم بالبارجين و السكين فمفسد للطعام ، و ناقص للذته ، و النّاس يعلمون ، إلاّ من عاند منهم ، و قال بخلاف ما تعرفه نفسه ، أنّ أطيب المأكول ما باشرته كفّ آكله ، و لذلك خلقت الكفّ للبطش ، و التناول ..و التقذّر من اليدّ المطهرة ضعف و عجب . و أولى بالتقذر من اليد : الرّيق و البلغم و النّخاع الّذي لا يسوغ الطعام إلاّ به . و كفّ الطباخ و الخباز تباشره ، و الإنسان ربّما كان منه أقل تقذرا و أشد أنسا )
( بواسطة كناشة النوادر ج1 عبد السلام هارون )
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله751هـ ( وَكَانَ يَأْكُلُ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - بِأَصَابِعِهِ الثّلَاثِ وَهَذَا أَنْفَعُ مَا يَكُونُ مِنْ الْأَكَلَاتِ فَإِنّ الْأَكْلَ بِأُصْبُعٍ أَوْ أُصْبُعَيْنِ لَا يَسْتَلِذّ بِهِ الْآكِلُ وَلَا يُمْرِيهِ وَلَا يُشْبِعُهُ إلّا بَعْدَ طُولٍ وَلَا تَفْرَحُ آلَاتُ الطّعَامِ وَالْمَعِدَةُ بِمَا يَنَالُهَا فِي كُلّ أَكْلَةٍ فَتَأْخُذُهَا عَلَى إغْمَاضٍ كَمَا يَأْخُذُ الرّجُلُ حَقّهُ حَبّةً أَوْ حَبّتَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فَلَا يَلْتَذّ بِأَخْذِهِ وَلَا يُسَرّ بِهِ وَالْأَكْلُ بِالْخَمْسَةِ وَالرّاحَةِ يُوجِبُ ازْدِحَامَ الطّعَامِ عَلَى آلَاتِهِ وَعَلَى الْمَعِدَةِ وَرُبّمَا انْسَدّتْ الْآلَاتُ فَمَاتَ وَتُغْصَبُ الْآلَاتُ عَلَى دَفْعِهِ وَالْمَعِدَةُ عَلَى احْتِمَالِهِ وَلَا يَجِدُ لَهُ لَذّةً وَلَا اسْتِمْرَاءً ( زاد المعاد بواسطة المكتبة الشاملة )
قال القاضي عياض رحمه الله "فإن اضطر إلى ذلك - أي إلى الأكل بأكثر من الثلاث- لخفة الطعام وعدم تلفيفه بالثلاث، فيدعمه بالرابعة أو الخامسة" اهـ فتح الباري (9/578) بواسطة المكتبة الشاملة
قال العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
( والعجب أن بعض الناس استنبط من هذا النص أنه ينبغي أن يأكل اللحم بالشوكة، وغير اللحم بالملعقة، قال: لأنه يمسك الشوكة بثلاث أصابع، والملعقة بثلاث أصابع، سبحان الله ! نحن لا يضرنا في الوقت الحاضر إلا الأفهام الخاطئة! فهذا لا يقال: أكل بالأصابع، وإنما بالشوكة وبالملعقة ، والعلماء ـ رحمهم الله ـ مع قولهم إنه يأكل بثلاث أصابع قالوا: لا بأس بالأكل بالملعقة ، قال شارح الإقناع: (وقد يؤخذ من قول الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ «أكره كل مُحدَث» أنه يُكره الأكل بالملعقة)؛ لأنها محدثة، ونحن لا نرى كراهة الأكل بالملعقة، لكن لا نرى أن الأكل بها يعني الأكل بثلاث أصابع.
فالصواب: أن الأكل بالملعقة لا بأس به، لا سيما مع دعاء الحاجة، وقد حدثني بعض الناس عن شخص له وزنه أنه كان مع جماعة كانوا يأكلون بالملعقة وهو يأكل بيده، فقالوا له: يا فلان لماذا لا تأكل بالملعقة؟ قال: أنا آكل بملعقة لا يأكل بها إلا أنا، وأنتم تأكلون بملعقة كل الناس يأكلون بها، أنا آكل بملعقة باشرتُ تنظيفها، وأنتم تأكلون بملاعق ما باشرتم تنظيفها، فربما يكون من نظفها نظفها جيداً، وربما لم ينظفها، وهذا جواب جيد، لكن لكل امرئ من دهره ما تعودا، فنحن لا نستطيع أن ننكر الأكل بالملعقة، لكننا لا نقول: إنه هو السنة؛ لأنه أكل بثلاث أصابع
( الشرح الممتع 12/364 باب وليمة العرس (تتمة) طبعة ابن الجوزي )