تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النفس كالشريك الخائن، إن لم تحاسبه ذهب بمالك


أسير الذنوب
2008-09-26, 01:30
كل إنسان على وجه الأرض تعرّض للمشاكل والمصاعب فى فترات حياتة المختلفة ، فى الصغر أخطاء تربوية ، فى المراهقة مشاكل نفسية ، فى مراحل العمر المختلفة مشاكل حياتيّة ، فالجميع عنده نقاط قوة ونقاط ضعف ، تختلف من شخص لآخر ، ليس هناك من يسلم منها .

الجميع تعرّض للإخفاقات والفشل والأخطاء ، الجميع اعترضته مصاعب الحياة وعوائقها ، لكن اختلفنا فى ردود الأفعال ، هناك المستسلم وهناك المواجه بكل ما أوتى من قوّة:
أما المستسلم فهو من سلّم عقله وزمام نفسه إلى الهوى والشيطان والأفكار السلبية يفكّر وكأنه الوحيد المصاب فى هذا الكون ، هو الوحيد الذى تعرض للفشل والإخفاقات ، يفكّر بسلبية وكأنه خلق ليكون فاشلا ، ليس له هدف سام ولا غاية وان كان له فمع أول عائق يترك هدفه ويتنازل عنه بمنتهى السهولة لا يبالى بسباق الحياة ولا يعرف ان الحياة لن تنتظره حتى يستفيق ، فقد وقع هذا فى المحظور وشغل نفسه بالباطل.

على الجانب الآخر ترى المثابر الايجابى الذى يواجه الحياة بكل ما أوتى من قوّة ، يصارع الحياة فتغلبه تارة ويغلبها تارات أخرى ، غير مستعد للتنازل عن أهدافه مهما حصل ، يطرد الأفكار السلبية ويجعل الايجابية تتربع على عرش تفكيرة فهو شغل نفسه بالحق ففاز بالملذّات

أما المستلم فقد اتخذ أقصر الطرق للهلاك.

نفسك إن لم تشغلها بالحق تشغلك بالباطل.

وقال ابن القيم رحمه الله

النفس كالشريك الخائن، إن لم تحاسبه ذهب بمالك

lana44
2008-09-26, 13:06
بارك الله فيك يا أخي على هذا الموضوع بالفعل النفس كاشريك الخائن إن لم تحاسبه ذهب بمالك وإليك مقال إبن القيم رحمه الله
يقول ابن القيم رحمه الله:
وقد مثلت النفس مع صاحبها بالشريك فى المال، فكما أنه لا يتم مقصود الشركة من الربح إلا بالمشارطة على ما يفعل الشريك أولا، ثم بمطالعة ما يعمل، والإشراف عليه ومراقبته ثانيا، ثم بمحاسبته ثالثا، ثم بمنعه من الخيانة إن اطلع عليه رابعا، فكذلك النفس: يشارطها أولا على حفظ الجوارح السبعة التى حفظها هو رأس المال، والربح بعد ذلك. فمن ليس له رأس مال، فكيف يطمع فى الربح؟

وهذه الجوارح السبعة وهى العين، والأذن، والفم، واللسان والفرج، واليد، والرجل: هى مراكب العطب والنجاة، فمنها عطب من عطب بإهمالها. وعدم حفظها، ونجا من نجا بحفظها ومراعاتها فحفظها أساس كل خير، وإهمالها أساس كل شر. قال تعالى: {قُلْ لِلمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيحفظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30]. وقال تعالى: {وَلا تَمْشِ فى الأرْضِ مَرَحًا إِنّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الجبَالَ طُولا} [الإسراء: 37] وقال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلٌم إِن السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء: 36] وقال تعالى: {وَقُلْ لِعِبادى يَقُولُوا الّتى هِىَ أحْسَنُ} [الإسراء: 53] وَقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيداً} [الأحزاب: 70] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].

فإذا شارطها على حفظ هذه الجوارح انتقل منها إلى مطالعتها والإشراف عليها ومراقبتها، فلا يهملها، فإنه إن أهملها لحظة رتعت فى الخيانة ولا بد، فإن تمادى على الإهمال تمادت فى الخيانة حتى تُذهب رأس المال كله، فمتى أحس بالنقصان انتقل إلى المحاسبة، فحينئذ يتبين له حقيقة الربح والخسران، فإذا أحَسَّ بالخسران وتيقنه استدرك منها ما يستدركه الشريك من شريكه: من الرجوع عليه بما مضى، والقيام بالحفظ والمراقبة فى المستقبل، ولا مطمع له فى فسخ عقد الشركة مع هذا الخائن، والاستبدال بغيره، فإنه لا بد له منه فليجتهد فى مراقبته ومحاسبته، وليحذر من إهماله.

ويعينه على هذه المراقبة والمحاسبة: معرفته أنه كلما اجتهد فيها اليوم استراح منها غدا إذا صار الحساب إلى غيره، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غدا.

ويعينه عليها أيضا: معرفته أن ربح هذه التجارة سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، وخسارتها: دخول النار والحجاب عن الرب تعالى، فإذا تيقن هذا هان عليه الحساب اليوم. فحق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها فى حركاتها وسكناتها وخطراتها وخطواته.
فكل نَفَس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا حظ لها يمكن أن يشترى بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد. فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها بها ما يجلب هلاكه: خسران عظيم لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلا.

وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً} [آل عمران: 30].

شاااااكر
2008-09-26, 13:44
نعم أخي النفس أمارة بالسوء
والظمير الصاحي يعرف أن نفسه مشغولة مشغولة
فيختار تشغيلها بالحق حتى لا يترك لها فرصة لتشتغل بالباطل
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله كل خير.
http://www.fosta.net/giffgallaryxx/a_rosen9.gif

العصنوني
2008-12-03, 17:06
QUOTE]http://www.7mar.cc/get-7-2008-djnhzlkz.gifبارك الله فيك موضوع في غاية الروعة

العصنوني
2008-12-03, 17:09
http://www.fosta.net/giffgallaryxx/a_rosen9.gif

أختكم في الله
2008-12-03, 17:43
http://www.fosta.net/giffgallaryxx/a_rosen9.gif
بارك الله فيك أخي وفي أمثالك
http://www.fosta.net/giffgallaryxx/a_rosen9.gifأعلم أن الأخ شااكر لن يمانع في النسخ