souad571
2011-06-22, 06:42
كل شيء نورمال!
م. آيت أوفلة
تتداول الصحافة الوطنية، في الأسابيع الأخيرة، أخبارا هامة وخطيرة في نفس الوقت، حيث يتساءل الجميع هل هذه هي حقيقة الأوضاع في الجزائر أم كل ما ينشر ما هو إلا نسج من خيال الصحافيين؟ للأسف أن ما نقرأه في الجزائر لا يمكن أن يكون من اختراع الصحافيين، بل حقائق أصبحت مميعة بسبب عدم الاهتمام بتأثيراتها، تداعياتها وخلفيتها. أصبح المواطن الجزائري يستهلك بدون هضم أو فرز الأخبار، وكل ما يكتب على أعمدة الجرائد، مثلما يستهلك أي سلعة أو غذاء. فأصبحنا نفكر ونسير بمنطق كول برك، كل شيء يفوت، فكل الأخبار مميعة كالغاز وأصبحت كلمة نورمال هي الكلمة السيدة في المجتمع.
فلجنة بن صالح، التي استحدثها الرئيس لجمع اقتراحات الفعاليات السياسية حول الإصلاحات، استقبلت كل من هب ودب، وكل النكرات التي اختفت في العشرية الأخيرة، لتظهر فجأة للرأي العام كأنها قوى مؤثرة وذات مصداقية. فتحولت المشاورات من محطة هامة للإقلاع بالإصلاحات إلى حدث غير مهم في المجتمع. نورمال يقول عامة الناس.
تنشر الصحافة الوطنية بمختلف أنواعها وتوجهاتها أخبارا في غاية الخطورة حول الرشوة، الفساد وإهدار المال العام، فلا احد أصبح يعير لها اهتماما فأصبحت لا حدث وطنيا، بل أشياء تافهة. نورمال مثلما يقول عامة الناس. أخبار الإجرام واللصوصية أصبحت تملأ صفحات الجرائد، دون أن تشكل في حد ذاتها أحداثا يجب معالجتها ودراستها، فأصبحت لا حدث تقرأ مثلما تقرأ الأخبار التافهة المنشورة في الدول الأوروبية. نورمال مثلما يقول عامة الناس. نقرأ على أعمدة الصحافة الوطنية أخبارا في غاية الخطورة حول حجز كميات كبيرة جدا من المخدرات، خاصة على الحدود الغربية دون أن تثير اهتمام أي كان، فأصبحت لا حدث. نورمال يقول عامة الناس.
كل يوم تطل علينا الجرائد بأخبار حول الترهيب، التهريب، التخريب، الترغيب، الاختطاف، الانتحار، الإجرام، النصب، الاحتيال، الغش، المخدرات دون أن تشكل هذه الآفات الخطيرة أحداثا تستوقف كل ذي عقل بشري، نظرا لخطورتها على المجتمع بكل مكوناته، بل أصبح ينظر إليها كأنها أخبار عادية: نورمال مثلما يقول عامة الناس. كل شيء مميع في المجتمع، وكل شيء أصبح لا حدث. الحدث الوحيد في الجزائر هو لا حدث. فأصبحت نورمال كلمة يطلقها الجزائريون على كل شيء دون استثناء.
إن الوضع ليس نورمال، على الجميع أن يستفيق لأن عدم الاهتمام بالآفات سيؤدي بالمجتمع إلى الهلاك. ليبقى نورمال في محطة البنزين، ونعالج الأحداث، التي تشكل المشهد اليومي، قبل أن تصبح المشاكل مستعصية الحل.
م. آيت أوفلة
تتداول الصحافة الوطنية، في الأسابيع الأخيرة، أخبارا هامة وخطيرة في نفس الوقت، حيث يتساءل الجميع هل هذه هي حقيقة الأوضاع في الجزائر أم كل ما ينشر ما هو إلا نسج من خيال الصحافيين؟ للأسف أن ما نقرأه في الجزائر لا يمكن أن يكون من اختراع الصحافيين، بل حقائق أصبحت مميعة بسبب عدم الاهتمام بتأثيراتها، تداعياتها وخلفيتها. أصبح المواطن الجزائري يستهلك بدون هضم أو فرز الأخبار، وكل ما يكتب على أعمدة الجرائد، مثلما يستهلك أي سلعة أو غذاء. فأصبحنا نفكر ونسير بمنطق كول برك، كل شيء يفوت، فكل الأخبار مميعة كالغاز وأصبحت كلمة نورمال هي الكلمة السيدة في المجتمع.
فلجنة بن صالح، التي استحدثها الرئيس لجمع اقتراحات الفعاليات السياسية حول الإصلاحات، استقبلت كل من هب ودب، وكل النكرات التي اختفت في العشرية الأخيرة، لتظهر فجأة للرأي العام كأنها قوى مؤثرة وذات مصداقية. فتحولت المشاورات من محطة هامة للإقلاع بالإصلاحات إلى حدث غير مهم في المجتمع. نورمال يقول عامة الناس.
تنشر الصحافة الوطنية بمختلف أنواعها وتوجهاتها أخبارا في غاية الخطورة حول الرشوة، الفساد وإهدار المال العام، فلا احد أصبح يعير لها اهتماما فأصبحت لا حدث وطنيا، بل أشياء تافهة. نورمال مثلما يقول عامة الناس. أخبار الإجرام واللصوصية أصبحت تملأ صفحات الجرائد، دون أن تشكل في حد ذاتها أحداثا يجب معالجتها ودراستها، فأصبحت لا حدث تقرأ مثلما تقرأ الأخبار التافهة المنشورة في الدول الأوروبية. نورمال مثلما يقول عامة الناس. نقرأ على أعمدة الصحافة الوطنية أخبارا في غاية الخطورة حول حجز كميات كبيرة جدا من المخدرات، خاصة على الحدود الغربية دون أن تثير اهتمام أي كان، فأصبحت لا حدث. نورمال يقول عامة الناس.
كل يوم تطل علينا الجرائد بأخبار حول الترهيب، التهريب، التخريب، الترغيب، الاختطاف، الانتحار، الإجرام، النصب، الاحتيال، الغش، المخدرات دون أن تشكل هذه الآفات الخطيرة أحداثا تستوقف كل ذي عقل بشري، نظرا لخطورتها على المجتمع بكل مكوناته، بل أصبح ينظر إليها كأنها أخبار عادية: نورمال مثلما يقول عامة الناس. كل شيء مميع في المجتمع، وكل شيء أصبح لا حدث. الحدث الوحيد في الجزائر هو لا حدث. فأصبحت نورمال كلمة يطلقها الجزائريون على كل شيء دون استثناء.
إن الوضع ليس نورمال، على الجميع أن يستفيق لأن عدم الاهتمام بالآفات سيؤدي بالمجتمع إلى الهلاك. ليبقى نورمال في محطة البنزين، ونعالج الأحداث، التي تشكل المشهد اليومي، قبل أن تصبح المشاكل مستعصية الحل.