علي النموشي
2008-09-23, 17:53
هي قصيدة مستوحاة من قصة حقيقية حدثت للشاعر على النموشي * بن نجوع علي إبن تبسة *
في مهــب الريــح
عجبـتُ لدنيــــا قــلّ فيهـــا الوفاء ******* لصــاحب ومحـــب وغــاب عنهـا الحياء
وعمّها النفـاق ونـدُر منها الصفاء ******* وزادت همومهــــا وكثــــر فيهـــا الجفاء
فصــــار الإخـــوة فيها نِدٌّ و أعداء ******* ليت شعــــري إنهـــــا لزَيْــف و شعواء
فيهـــــا الــورى خبطــــى عشــواء ******* ظاهرهــــا فتاة وباطنهـا عجوز شمطاء
حالها كحـــال رجـــل كثيــر الشقاء ******* ناهـــــز الثلاثيـــــن من العـمر و زهـاء
أروي حكايتــه لعلكم للعبرة إحتذاء ******* عليكـــــم أسردهـــا مــن الألف إلى الياء
أُجتُبٍِـــي فيهـــا ونـــال منها إبتلاء ******* من فــــــرط كيــــد القـــواريــر والبــلاء
فأصبح كشمعـــة في مهــب الهواء ******* تميـــل يمينـــــــا وشمـــــالا ثــم إنطفاء
كان فارغ الفؤاد مرتاحــا بلا عنـاء ******* لا امتحـــان فـــــي شأنهـــــا ولا إجتباء
قليـــل الخــــــلان زهيــــد الأحباء ******* على نفســـه منطوي خشيــــة الأخطــاء
لم يطــــرق بـــــاب قلبـــــه إطراء ******* يزدَري الصبايا، بشعــة كانت أو حسناء
يردد إنّ صـدري كحصــــن البلقاء ******* لن يسقــــــط أبـــدا فــي شــراك النساء
حتى عــرف امــــرأة في استحياء ******* كأنهــــــا البـــــدر في الليلــــة الظلمــاء
فصــار يحــب رؤيتهــــا أنـّى جــاء ******* هي علامـــة التيــم لا غــــْرَو يــا علاء
وتدرج الحـــال بينهمـــا إلى الأداء ******* حركـــــات و إشـــــارات وحسن إمراء
حتى وقـــع في شباكهـــا بـلا عناء ******* دون مـــــا إحســـــاس وبــــلا إستيــاء
بها يتغنــى كمـــا يفعـــــل الشعراء ******* غـــــَزلا ، ثم هجــــاءا لحالـــــه ورثاء
ينظـــم الشعــــر والقصيــد كـإهداء ******* لهـــا، في قوافــي و أعطى لها الــولاء
ويُمني نفســـه معهــا ساعـــة لقاء ******* ليطفـــــــأ نـــــار اللوعــــة والاستيـاء
قـــد كــــان قبلــــــه قيـــس وليلاء ******* حالهمـــــا متشابـــــه بــل همــا ســواء
وجميــــل وبثينـــــة روض الهنــاء ******* والمنخــــل اليَشكـري وفتاتــه السمراء
إسمهـــا مـــن إســـم مفــــرد الأحياء ******* حيــــــــــاة و ليســــت كمثــــل النساء
يقـول إن لهـــا من الحســن والبهاء ******* ما يصيب المـــرء بالهـــوس والإغماء
بيضـــاء غيــــداء هذبــــاء تيمــــاء ******* غنجـــاء عفـــــراء نجـــــلاء فيحـــاء
إن قامت هيفــاء وإن مشت شيمــاء ******* وإن وقفت بتـراء وإن جلســت هضباء
لها شعــــر كالخُـــزِّ أملـــس تراءَ ******* للناظر، كلــون الذهــب في الليلة الظلماء
وجبيـــن لُجَيْـــن من شــــدة الصفـاء ******* إذا مــــا بــدى تــــــرى لــــه ضيــاء
عينـاهــــا كعيــــن الريــــــم والمهـاء ******* فــــي لـــــــون الزمـــــــــرد خضراء
واسعتــــان كالنـوفل فطحــــاء حوراء ******* كمثــــل ِشْسع الصحـــاري و البـيداء
تأســــر الناظــر إليها كفعــل الضيعاء ******* وتزيـــــد حالــــــه عنـاءا على عناء
وأهــــداب ورمـــوش مقوسة سوداء ******* زادتــــاهـــــا رونقــــا وجمالا وبهاء
وحاجبـــــان رقيقـــــان فــــي انحناء ******* كرســــــم ريشــــــة فنـــــان باعتنــاء
شفتاها مكتنزتــــان كالعقيـــق حمراء ******* بــــلا زينـــــة و لا ألــــــــوان هُراء
وثغــــــر مشكــــل كالخـــــاتم الذهباء ******* إذا تبسمـــــت فـــاحكم علـــيّ بالفناء
لها أنــف دقيــــــق غــَـــضٌّ كاليرقاء ******* مسترســـــــل زادهـــــا رفعــا ورفـاء
وذقـــــن كأنـــــه فاكهـــــــة الكِستناء ******* و خــــدّ فــــــي لــــون الــورد لميــاء
أسنانهــــا كحبــــــات البـَـــــَرد ثلجاء ******* بـــــل همـــا زَبَرْجـــد و لـؤلـؤ وضّاء
إن هي ضحكت سطــع منهمـــا سناء ******* وزادت حـــــــــــالي لوعــــــة وبكــاء
وجيد أبهَــٌر أفلــَـــجٌ ألْيَــــنٌ كالجوزاء ******* في طـــــــول عنـــــق ضبـــي البهاء
وبشــــــرة لينــــــة لَمِيـــــــس ملساء ******* في لــون زهــــــر نبــــــات الهندبــاء
في خصـــــر نحيـــل وطــــرف كحلاء ******** كمثــــل العَسْجَـــــد يلــوح من بعداء
ورحــــت أَهــــذي من فــــرط الأهواء ******* أنــــــادي بصوت لـــه دوي و أصداء
أيـــــا مهجـــــة الـــــروح يـــا زوراء ******* يـــــا من ملكـــــتِ الفـــؤاد والأجواء
بهــــا صرت متيمـــــا ومنهـــا الغلباء ******* وشُــطر فــــؤادي وضُـــــّرج بالدماء
رفقـــــا بحــــالي يــــا أملــــي ورجاء ******* هل يفعــــل المحــب بالحبيب ما يشاء
إني وفيّ لهُيامــك مـــادمت من الأحياء ******* ولســــوف أنــــالك ولـو بشق العناء
هذا هو حـــال العــاشق الولهان إن َباء ******* خــــذوا العبـــرة ولا تعبـدوا الأهواء
إن كيـــدهن ليرجـــع الإنســــان ببغاء ******* يردد ما يسمـــع ويفعــل كما الأشقياء
إلا من كـــان صــــاحب نباهــــة وذكاء ******* ولـــم يكن مـــن ذوي الغفلـة والغباء
علي بن نجوع / جويلية 2009
في مهــب الريــح
عجبـتُ لدنيــــا قــلّ فيهـــا الوفاء ******* لصــاحب ومحـــب وغــاب عنهـا الحياء
وعمّها النفـاق ونـدُر منها الصفاء ******* وزادت همومهــــا وكثــــر فيهـــا الجفاء
فصــــار الإخـــوة فيها نِدٌّ و أعداء ******* ليت شعــــري إنهـــــا لزَيْــف و شعواء
فيهـــــا الــورى خبطــــى عشــواء ******* ظاهرهــــا فتاة وباطنهـا عجوز شمطاء
حالها كحـــال رجـــل كثيــر الشقاء ******* ناهـــــز الثلاثيـــــن من العـمر و زهـاء
أروي حكايتــه لعلكم للعبرة إحتذاء ******* عليكـــــم أسردهـــا مــن الألف إلى الياء
أُجتُبٍِـــي فيهـــا ونـــال منها إبتلاء ******* من فــــــرط كيــــد القـــواريــر والبــلاء
فأصبح كشمعـــة في مهــب الهواء ******* تميـــل يمينـــــــا وشمـــــالا ثــم إنطفاء
كان فارغ الفؤاد مرتاحــا بلا عنـاء ******* لا امتحـــان فـــــي شأنهـــــا ولا إجتباء
قليـــل الخــــــلان زهيــــد الأحباء ******* على نفســـه منطوي خشيــــة الأخطــاء
لم يطــــرق بـــــاب قلبـــــه إطراء ******* يزدَري الصبايا، بشعــة كانت أو حسناء
يردد إنّ صـدري كحصــــن البلقاء ******* لن يسقــــــط أبـــدا فــي شــراك النساء
حتى عــرف امــــرأة في استحياء ******* كأنهــــــا البـــــدر في الليلــــة الظلمــاء
فصــار يحــب رؤيتهــــا أنـّى جــاء ******* هي علامـــة التيــم لا غــــْرَو يــا علاء
وتدرج الحـــال بينهمـــا إلى الأداء ******* حركـــــات و إشـــــارات وحسن إمراء
حتى وقـــع في شباكهـــا بـلا عناء ******* دون مـــــا إحســـــاس وبــــلا إستيــاء
بها يتغنــى كمـــا يفعـــــل الشعراء ******* غـــــَزلا ، ثم هجــــاءا لحالـــــه ورثاء
ينظـــم الشعــــر والقصيــد كـإهداء ******* لهـــا، في قوافــي و أعطى لها الــولاء
ويُمني نفســـه معهــا ساعـــة لقاء ******* ليطفـــــــأ نـــــار اللوعــــة والاستيـاء
قـــد كــــان قبلــــــه قيـــس وليلاء ******* حالهمـــــا متشابـــــه بــل همــا ســواء
وجميــــل وبثينـــــة روض الهنــاء ******* والمنخــــل اليَشكـري وفتاتــه السمراء
إسمهـــا مـــن إســـم مفــــرد الأحياء ******* حيــــــــــاة و ليســــت كمثــــل النساء
يقـول إن لهـــا من الحســن والبهاء ******* ما يصيب المـــرء بالهـــوس والإغماء
بيضـــاء غيــــداء هذبــــاء تيمــــاء ******* غنجـــاء عفـــــراء نجـــــلاء فيحـــاء
إن قامت هيفــاء وإن مشت شيمــاء ******* وإن وقفت بتـراء وإن جلســت هضباء
لها شعــــر كالخُـــزِّ أملـــس تراءَ ******* للناظر، كلــون الذهــب في الليلة الظلماء
وجبيـــن لُجَيْـــن من شــــدة الصفـاء ******* إذا مــــا بــدى تــــــرى لــــه ضيــاء
عينـاهــــا كعيــــن الريــــــم والمهـاء ******* فــــي لـــــــون الزمـــــــــرد خضراء
واسعتــــان كالنـوفل فطحــــاء حوراء ******* كمثــــل ِشْسع الصحـــاري و البـيداء
تأســــر الناظــر إليها كفعــل الضيعاء ******* وتزيـــــد حالــــــه عنـاءا على عناء
وأهــــداب ورمـــوش مقوسة سوداء ******* زادتــــاهـــــا رونقــــا وجمالا وبهاء
وحاجبـــــان رقيقـــــان فــــي انحناء ******* كرســــــم ريشــــــة فنـــــان باعتنــاء
شفتاها مكتنزتــــان كالعقيـــق حمراء ******* بــــلا زينـــــة و لا ألــــــــوان هُراء
وثغــــــر مشكــــل كالخـــــاتم الذهباء ******* إذا تبسمـــــت فـــاحكم علـــيّ بالفناء
لها أنــف دقيــــــق غــَـــضٌّ كاليرقاء ******* مسترســـــــل زادهـــــا رفعــا ورفـاء
وذقـــــن كأنـــــه فاكهـــــــة الكِستناء ******* و خــــدّ فــــــي لــــون الــورد لميــاء
أسنانهــــا كحبــــــات البـَـــــَرد ثلجاء ******* بـــــل همـــا زَبَرْجـــد و لـؤلـؤ وضّاء
إن هي ضحكت سطــع منهمـــا سناء ******* وزادت حـــــــــــالي لوعــــــة وبكــاء
وجيد أبهَــٌر أفلــَـــجٌ ألْيَــــنٌ كالجوزاء ******* في طـــــــول عنـــــق ضبـــي البهاء
وبشــــــرة لينــــــة لَمِيـــــــس ملساء ******* في لــون زهــــــر نبــــــات الهندبــاء
في خصـــــر نحيـــل وطــــرف كحلاء ******** كمثــــل العَسْجَـــــد يلــوح من بعداء
ورحــــت أَهــــذي من فــــرط الأهواء ******* أنــــــادي بصوت لـــه دوي و أصداء
أيـــــا مهجـــــة الـــــروح يـــا زوراء ******* يـــــا من ملكـــــتِ الفـــؤاد والأجواء
بهــــا صرت متيمـــــا ومنهـــا الغلباء ******* وشُــطر فــــؤادي وضُـــــّرج بالدماء
رفقـــــا بحــــالي يــــا أملــــي ورجاء ******* هل يفعــــل المحــب بالحبيب ما يشاء
إني وفيّ لهُيامــك مـــادمت من الأحياء ******* ولســــوف أنــــالك ولـو بشق العناء
هذا هو حـــال العــاشق الولهان إن َباء ******* خــــذوا العبـــرة ولا تعبـدوا الأهواء
إن كيـــدهن ليرجـــع الإنســــان ببغاء ******* يردد ما يسمـــع ويفعــل كما الأشقياء
إلا من كـــان صــــاحب نباهــــة وذكاء ******* ولـــم يكن مـــن ذوي الغفلـة والغباء
علي بن نجوع / جويلية 2009