هشام منصوري
2011-06-17, 14:03
ترددت كثيرا فيما مضى حول أهمية كتابة مثل هذه المواضيع التي لا تزيد في الحقيقة شيئا في أرصدتنا العلمية لكن قد تكون فرصة للتعبير عن سلوكات غريبة و ساذجة يتسم بها الكثير من الناس -غفر الله لنا و لهم- ممن نهلوا من وديان عقد الفوقية و جنون العظمة.
يدرك جميعنا تعاليم الدين الحنيف فيما يتعلق بنتانة العنصرية و ما يحوطها لهذا لن أتجرأ على الخطابة في هذا المجال لأن هدفي مغاير تماما فما أريده من خلال هذا الطرح تبيان خطورة سقم عضال أصاب الكثير من أفراد أمتنا العربية المساكين فتراهم يزيدون مرضا و انتفاخا كلما تغلغل فيهم هذا الفيروس أكثر.
رغم أنني رأيت و جالست الكثير من الحالات الفارطة الذكر(شفاهم الله) إلا أنني لم أعط الموضوع كما كبيرا من الإعتبار - رغم تقززي- لأن الحكاية لا تتعدى أن تكون سلوكات مهزوزة مخلخلة تعبر على شيء واحد دون سواه ألا و هو الإستعلاء و الإكبار .
في بادئ الأمر كنت أظن أن السلوك ربما محدود في إطار ما أعرف ضمن الحدود لكنه تجاوز ذلك ليمثل ظاهرة في كل الوطن العربي و العالم أجمع حسب العديد من المقالات و القصص و حتى النكت العربية و الأجنبية هنا و هناك.
قرأت ذات يوم و أنا أتصفح منتدى عربي عن استعلاء و تكبر بعض أهل منطقة في السعودية على منطقة أخرى في حديث تخلله شيء من الطرفة ذكر فيه صاحب الموضوع حكايته مع بعض المحقرين لجهته قائلا أنه كلما التقى بأحدهم سأله عن القرود (كيف حال قرودكم؟) طبعا له الحق أن يسأل عن القرود و حتى جداتهم !! لكن بدون لهجة امتهان و احتقار.
ذكرني هذا الأخ السعودي الفاضل بالكثير من القصص التي تحدث مرارا في بلادي الجزائر و لك أن تشم رائحة نتنة من خلالها ..فعقدة التفوق و الإستعلاء تبدأ من الشمال (حفظ الله كل أهالينا هناك دون تمييز) نزولا إلى الجنوب (حفظ الله أهله كذلك) قد يصيبك الدوار و ربما الغثيان و أنت تتحدث لبعض المغرورين من الشمال حين يصدم المسكين بأنك وافد من الجنوب و يسألك بكل عجابة :" واش السخانة ..الدبان..الغبار!!؟" و قد يتصور استهبالا و عبثا أنك عقلت (ربطت) جملك عند مدخل المدينة و انك - بشيء من المبالغة و الطرفة - نسيت أن تحضر صرعوفة الماعز لتسرح و تمرح في مراعي التل الخضراء.
قد يشعر بعض إخواني - سامحهم الله - بنشوة من التعالي و الغرور عندما يذكرون كلمة (الصحرا) أو (صحاب الصحرا) بنغمة تحمل مدلولات الإستصغار و الإحتقار للطبيعة و من يسكنها معا ...و كأن أهلها هم من أوجدوها (أستغفر الله).
قد يمزح المرء مع أخيه أحيانا في هذا الأمر و هو مقبول بلا شك لكن أن يتحول هذا المزاح إلى تحقير للأصل و التراب فهذا لا يقبله عاقل .. قرأت في العديد من المرات مواضيع تمت بصلة إلى هذا الإشكال حيث نسب أحدهم الغباء لصديقه و وصفه بأنه "جاي من الصحرا" قلت من أين؟؟ من الصحراء ...أمممممممممممممم
لا شك أن الفضلاء و الأكرمين كثر تراهم يرسمون على محياهم ابتسامة ترد الروح قائلا بكل وجاهة "خيار الناس" مفتخرا بجميع أبناء وطنه دون تفريق .
اللهم صل على سيدنا محمد العربي البدوي الأمي خير خلق الله أجمعين الذي ولد بين أحضان البيداء لا براري هولندا الخضراء و الذي كان شديد التعلق بمكة الذي وضع فيها أول بيت (بيت الحرام) و لم يوضع في مكان آخر أكثر نظارة و خضرة.
دعوتي ضمنية في هذا المقام للكثير من اخواني الطيبين لمراجعة مثل هذه السلوكات الغريبة عن أصلنا و أصالتنا و أن نترك كل فنون التعصب و العصبية و القبلية و الجهوية و العنصرية النتنة.
بارك الله فيكم ... و الله من وراء القصد.
يدرك جميعنا تعاليم الدين الحنيف فيما يتعلق بنتانة العنصرية و ما يحوطها لهذا لن أتجرأ على الخطابة في هذا المجال لأن هدفي مغاير تماما فما أريده من خلال هذا الطرح تبيان خطورة سقم عضال أصاب الكثير من أفراد أمتنا العربية المساكين فتراهم يزيدون مرضا و انتفاخا كلما تغلغل فيهم هذا الفيروس أكثر.
رغم أنني رأيت و جالست الكثير من الحالات الفارطة الذكر(شفاهم الله) إلا أنني لم أعط الموضوع كما كبيرا من الإعتبار - رغم تقززي- لأن الحكاية لا تتعدى أن تكون سلوكات مهزوزة مخلخلة تعبر على شيء واحد دون سواه ألا و هو الإستعلاء و الإكبار .
في بادئ الأمر كنت أظن أن السلوك ربما محدود في إطار ما أعرف ضمن الحدود لكنه تجاوز ذلك ليمثل ظاهرة في كل الوطن العربي و العالم أجمع حسب العديد من المقالات و القصص و حتى النكت العربية و الأجنبية هنا و هناك.
قرأت ذات يوم و أنا أتصفح منتدى عربي عن استعلاء و تكبر بعض أهل منطقة في السعودية على منطقة أخرى في حديث تخلله شيء من الطرفة ذكر فيه صاحب الموضوع حكايته مع بعض المحقرين لجهته قائلا أنه كلما التقى بأحدهم سأله عن القرود (كيف حال قرودكم؟) طبعا له الحق أن يسأل عن القرود و حتى جداتهم !! لكن بدون لهجة امتهان و احتقار.
ذكرني هذا الأخ السعودي الفاضل بالكثير من القصص التي تحدث مرارا في بلادي الجزائر و لك أن تشم رائحة نتنة من خلالها ..فعقدة التفوق و الإستعلاء تبدأ من الشمال (حفظ الله كل أهالينا هناك دون تمييز) نزولا إلى الجنوب (حفظ الله أهله كذلك) قد يصيبك الدوار و ربما الغثيان و أنت تتحدث لبعض المغرورين من الشمال حين يصدم المسكين بأنك وافد من الجنوب و يسألك بكل عجابة :" واش السخانة ..الدبان..الغبار!!؟" و قد يتصور استهبالا و عبثا أنك عقلت (ربطت) جملك عند مدخل المدينة و انك - بشيء من المبالغة و الطرفة - نسيت أن تحضر صرعوفة الماعز لتسرح و تمرح في مراعي التل الخضراء.
قد يشعر بعض إخواني - سامحهم الله - بنشوة من التعالي و الغرور عندما يذكرون كلمة (الصحرا) أو (صحاب الصحرا) بنغمة تحمل مدلولات الإستصغار و الإحتقار للطبيعة و من يسكنها معا ...و كأن أهلها هم من أوجدوها (أستغفر الله).
قد يمزح المرء مع أخيه أحيانا في هذا الأمر و هو مقبول بلا شك لكن أن يتحول هذا المزاح إلى تحقير للأصل و التراب فهذا لا يقبله عاقل .. قرأت في العديد من المرات مواضيع تمت بصلة إلى هذا الإشكال حيث نسب أحدهم الغباء لصديقه و وصفه بأنه "جاي من الصحرا" قلت من أين؟؟ من الصحراء ...أمممممممممممممم
لا شك أن الفضلاء و الأكرمين كثر تراهم يرسمون على محياهم ابتسامة ترد الروح قائلا بكل وجاهة "خيار الناس" مفتخرا بجميع أبناء وطنه دون تفريق .
اللهم صل على سيدنا محمد العربي البدوي الأمي خير خلق الله أجمعين الذي ولد بين أحضان البيداء لا براري هولندا الخضراء و الذي كان شديد التعلق بمكة الذي وضع فيها أول بيت (بيت الحرام) و لم يوضع في مكان آخر أكثر نظارة و خضرة.
دعوتي ضمنية في هذا المقام للكثير من اخواني الطيبين لمراجعة مثل هذه السلوكات الغريبة عن أصلنا و أصالتنا و أن نترك كل فنون التعصب و العصبية و القبلية و الجهوية و العنصرية النتنة.
بارك الله فيكم ... و الله من وراء القصد.