ربي يكثر من أمثالك..

[هشام منصوري]

في وسط يكاد يصاب أغلبه بالتعفن أميل بكل شدة للتفاؤل فالخير موجود و لا يزال حتى قيام الساعة خاصة و ان أصحابه يعملون بجد و اجتهاد حتى يهيئون أجواءه في كل مكان.
كان معلما فاضلا من طرق بابي في ذلك اليوم عندما سارعت بالخروج لمعرفة الضيف الكريم فاستقبلته محاولا استيفاء شروط الحفاوة فلم يقبل لا شاي و لا قهوة بل جاء في عجالة من أمره يصبو إلى حاجة ملحة فبعد أن تبادلنا السؤال عن الأهل و الأولاد طرقنا دون شعور مأساة التربية و التعليم و حالها في مؤسساتها باختلافها إلى أن سألني ذلك المعلم الطيب عن سبب زيارته و بأنه جاء يعتذر مني و يتأسف لأمر يظن أنه طالني بسبب إبنه المتتلمذ في مدرستنا الثانوية ... لقد كانت دهشتي كبيرة خاصة و أن هذا السلوك الطيب نادرا ما نلمسه او نراه من أولياء الأمور و للأسف الشديد و الجميع يعرف ما يقابله من تصرفات معاكسة.
القصة و ما فيها أنني حرست في الإمتحان على إبن هذا المعلم الفاضل و لم يعجبني تصرفه خلاله (الإمتحان) عينان تتحركان في كل الإتجاهات تحاول التخلص من قيد الحراسة فيها كثير من البلادة و الركاكة فما كان علي إلا ردعه بكلمات همست بها في أذنه ترمي إلى إنهاء حظوظه في الإستمرار إذا ما أصر على سلوكه... رغم أن الطالب لم يتفوه بكلمة واحدة و لم يتصرف بوقاحة البتة إلا أن حركاته أزعجتني فقط فحكيت ما حصل لي لأستاذ فاضل كان أستاذي فيما مضى فأوصل امتعاضي إلى ولي التلميذ الذي سارع للإعتذار رغم أن الحادثة مضى عليها شهرين تقريبا لكنه لم يتوانى في إظهاركل الإحترام و الإعتبار لدور المربي مهما كانت الظروف و الأسباب.
الحقيقة لقد كانت نشوتي بالغة فرحت أشكره و أدعو له بكل خير بأن يرفع الله مقامه و ان يكثر من أمثاله لما أولاه من اعتبار لدور المربي.
تقديري و شكري الكبير موصول لهذا المعلم الفاضل و كل المربين الذين يسيرون على نفس نهجه.