تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الليالي المِــلاح أيام سوق الفلاح -1-


الأستـ كريم ــاذ
2011-06-15, 15:44
هذا بعضٌ مما استحضرته من ذاكرتي، "الليالي المِلاح أيام سوق الفلاح"...

عُرف البوليسي فاتح بالضمير الحي، والخلال الحسنة.. أخاله كان من الندرة القليلة، أو من القلة النادرة التي تقدس وتمجد القانون في زنقتنا، التي كانت –حينذاك- لم تتعود بعد على احترام القانون؛ لحداثة تحررها من مبدأ الغاب التي كانت تعيشه، ومن تقاليدها الاستفزازية.
ولاستقامته وورعه القانوني، أثار فاتح دهشة أهل الحومة، وغازلته صبايا المدينة؛ وفيهن من راودته على نفسه وقالت له: "هيت لك"؛ أما أنا وأقراني من الصغار –آنذاك- جعلناه مثالا وأسوة للاقتداء.. كان حريا بذلك أن يستحق بجدارة احترام كل وحدات الأمن، من شرطة ودرك وجيش، بل وكل من يلبس طاقية ويحمل مسدسا.
تزوج فاتح البوليسي من رشيدة، أرملة تكبره في السن، ذات بنت وحيدة يافعة (13 سنة ينقص أو يزيد قليلاً)، كان اسم البنوتة فايزة، على قدر من الجمال الجسدي، وعلى قدر كبير من الفساد والانحلال الخُلُقي، تشرب السجائر مع من تخرج معهم، وتتفوه بالكلام الفاحش الذي لم أكن بعد أجيده (...)، وترجع لبيت أمها بعد صلاة المغرب، طبعا حينها لم أكن أعرف أبداً: ما طبيعة عملها أو سفرياتها أو خرجاتها.. وجد فاتح نفسه في محنة لم تخطر له على بال، وأكدت المحنة البنت فايزة على أساس ضبطها في وضعية مشبوهة مع أحد زبائنها في أحد الحوانيت، وطبعا الذي ضبطهما متلبسين ببداية الفعل المخل بالحياء هو البوليسي الساهر اليقظ فاتح، الذي ظن في البداية أن اللصوص اقتحموا حانوت الحاج المكي،، في بداية الأمر غطى على الخبر، وتمادى في ضرب ابنة زوجته وصديقها ضربا مبرحا، ورافقها في الصباح، عند طبيبة أخصائية للكشف عليها، فتأكد أن الفتاة فايزة لا زالت على عذريتها، فهدأ روعَه وغادرته أحلام العار.. (وكل ذلك دون علم والدتها)، ولما أفاق؛ أدرك أنه خسِر جوهره الذي ميزه بين الناس، وشعر بالخزي وخامره حزنٌ رهيب.. وتمادت فايزة (مدللة أمها) في فسادها، فثار غضب البوليسي فاتح، وجعل ينهال عليها بالضرب، حتى ضاقت به الفتاة، وقالت له مرة:
- لا تضربني.. إني أحذرك.. أبي رحمه الله لم يضربني قط.
فانقضّ عليها ليؤدبها، ولكنّها تراجعت إلى ركن وصاحت به:
- سأعترف، سأذهب إلى الضابط (الكوميسار) وأعترف بكل شيء، وأعترف له ولأمي الطيبة أنك تريد النيل من شرفي، وأنك لم تتزوج أمي إلا لأجلي.
(طبعا هذا من تربية وأخلاق الشوارع).
ذُهل فاتح من كذبها، وزورها لما زوّرت قولها، وسألها وهو يكتم فيضان وهيجان غضبه:
- أنت تهدديني بعد كل ما فعلت لأجلكما، أنا يا ابنتي في مقام أبيك.
- لا تضربني مرة أخرى وإلا سجنتك وورطتك.
- حسن، لن أضربك ثانية، لكن أقلعي عن فسادك.
- أنا حرة، ولا آبه بك وبتربيتك لي إطلاقا
وهربت فايزة بعيدا كاشفة عن تنورتها، فقال فاتح في نفسه متحسرا:
- إني أفقد كل يوم شيئا ثمينا لا يُعوّض.
ولاحظ سكان الحي أن البوليسي القانوني قد تغير، وأن شائبة قد شابت استقامة قامته، ومن ناحيته، شعر أن الناس يتغيرون أيضا، يجاملونه ولكنّ نظراتهم لا تخلو من سخرية، لقد أوشكوا –يوما- مع إعجابهم به أن يحقدوا عليه لصلابة أخلاقه، أما اليوم فهم يعطفون ويسخرون.
وأنهى فاتح مسلسل عذابه بأن ذهب إلى الضابط واعترف.
تأثر الكوميسار، وأمر بالقبض على فايزة، وضبطت مرة أخرى في وضع مشين، في سيارة عمي العربي قرب المقبرة، وحينها لم تعد عزباء، ولات حين مندم..
قال الضابط لفاتح:
- قدم استقالتك كيلا تُطرد، إني أُعطيك هذه الفرصة إكراما لتاريخك.
ولم يمهل فاتح بلا عمل وبلا عائلة شريفة طويلا، لأنه استخدم في مدرسة الحي كحارس ليلي، وتزوج بعائشة بنت الحوّات.
وعُدّ سلوك فاتح مثالا طيبا عند أناس، كما اعتُبر نوعا من البله والجنون ودعوة الشر عند أناسٍ آخرين.




انتهى

fatimazahra2011
2012-08-11, 16:22
♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪




http://www.ahlalsunna.com/f/uploads/images/sunna.362ffac404.gif







█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

staifia
2012-08-11, 21:26
بارك الله فيك

الأستـ كريم ــاذ
2013-06-21, 19:51
♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪




http://www.ahlalsunna.com/f/uploads/images/sunna.362ffac404.gif







█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

بارك الله فيك





شكرا لكما أختاي


وبارك الله فيكما



ولكما مني السلام والاحترام