تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بطلان ما نسب لابن تيمية في صفة الله بهذ الوصف


أبو مسلم
2008-09-21, 21:15
بطلان ما نسب لابن تيمية في صفة الله بهذاالوصف



هل صحيح قول ابن تيمية إن الله شاب أمرد؟







الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:


فما ذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى غير صحيح، بل كلامه المسطور في أكثر كتبه مصرح بنفي ما ذكر عنه، وهذا كلامه في مجموع الفتاوى، قال رحمه الله تعالى: وثبت في الصحيح أن الله يدنو عشية عرفة وفي رواية إلى السماء الدنيا فيباهي الملائكة بأهل عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ما أراد هؤلاء، وقد روي أن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إن صح الحديث فإن هذا مما تكلم فيه أهل العلم


وكذلك ما روى بعضهم أن النبي لما نزل من حراء تبدى له ربه على كرسي بين السماء والأرض غلط باتفاق أهل العلم، بل الذي في الصحاح أن الذي تبدى له الملك الذي جاءه بحراء في أول مرة وقال له اقرأ فقلت لست بقارىء فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت لست بقارىء فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم فهذا أول ما نزل على النبي.


ثم جعل النبي يحدث عن فترة الوحي قال فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض رواه جابر رضي الله عنه في الصحيحين، فأخبر أن الملك الذي جاءه بحراء رآه بين السماء والأرض وذكر أنه رعب منه، فوقع في بعض الروايات الملك فظن القارىء أنه الملك وأنه الله وهذا غلط وباطل.


وبالجملة أن كل حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينيه في الأرض وفيه أنه نزل له إلى الأرض وفيه أن رياض الجنة من خطوات الحق وفيه أنه وطىء على صخرة بيت المقدس كل هذا كذب باطل باتفاق علماء المسلمين من أهل الحديث وغيرهم.


وكذلك كل من ادعى أنه رأى ربه بعينيه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة لأنهم اتفقوا جميعهم على أن أحدا من المؤمنين لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت، وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما ذكر الدجال قال واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت.


وكذلك روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر يحذر أمته فتنة الدجال وبين لهم أن أحدا منهم لن يرى ربه حتى يموت فلا يظنن أحد أن هذا الدجال الذي رآه هو ربه.


ولكن الذي يقع لأهل حقائق الإيمان من المعرفة بالله ويقين القلوب ومشاهدتها وتجلياتها هو على مراتب كثيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.


وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة وإذا كان في إيمانه، نقص رأى ما يشبه إيمانه ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق.


وقد يحصل لبعض الناس في اليقظة أيضا من الرؤيا نظير ما يحصل للنائم في المنام فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه فهذا كله يقع في الدنيا.


وربما غلب أحدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواسه فيظن أنه رأى ذلك بعيني رأسه حتى يستيقظ فيعلم أنه منام وربما علم في المنام أنه منام.


فهكذا من العباد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشعور بحواسه فيظنها رؤية بعينه وهو غالط في ذلك وكل من قال من العباد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعيني رأسه فهو غالط في ذلك، بإجماع أهل العلم والإيمان.


نعم رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة وهي أيضا للناس في عرصات القيامة كما تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب وكما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب.


وقال: جنات الفردوس أربع جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن، وقال إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويجيرنا من النار، فيكشف الحجاب فينظرون إليه فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة.


وهذه الأحاديث وغيرها في الصحاح وقد تلقاها السلف والأئمة بالقبول واتفق عليها أهل السنة والجماعة، وإنما يكذب بها أو يحرفها الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة ونحوهم الذين يكذبون بصفات الله تعالى وبرؤيته وغير ذلك وهم المعطلة شرار الخلق والخليقة.


ودين الله وسط بين تكذيب هؤلاء بما أخبر به رسول الله في الآخرة وبين تصديق الغالية بأنه يرى بالعيون في الدنيا وكلاهما باطل.


وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يراه بعيني رأسه في الدنيا هم ضُلاّل كما تقدم، فإن ضموا إلى ذلك أنهم يرونه في بعض الأشخاص إما بعض الصالحين أو بعض المردان أو بعض الملوك أو غيرهم عظم ضلالهم


وكفرهم وكانوا حينئذ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم .


وقال في موطن آخر : وهكذا أحاديث في بعضها أن محمدا رأى ربه في الطواف وفي بعضها أنه رآه وهو خارج من مكة وفي بعضها أنه رآه في بعض سكك المدينة إلى أنواع أخر، وكل حديث فيه أن محمدا رأى ربه بعينه في الأرض فهو كذب باتفاق المسلمين وعلمائهم هذا شيء لم يقله أحد من علماء المسلمين ولا رواه أحد منهم، وإنما كان النزاع بين الصحابة في أن محمدا هل رأى ربه ليلة المعراج فكان ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر علماء السنة يقولون إن محمدا رأى ربه ليلة المعراج وكانت عائشة رضي الله عنها وطائفة معها تنكر ذلك، ولم ترو عائشة رضي الله عنها في ذلك عن النبي ولا سألته عن ذلك، ولا نقل في ذلك عن الصديق رضي الله عنه كما يروونه ناس من الجهال أن أباها سأل النبي فقال نعم وقال لعائشة لا فهذا الحديث كذب باتفاق العلماء. اهـ


وقال الإمام الذهبي في السير : ولئن جوزنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ، فهو أدرى بما قال ، ولرؤياه في المنام تعبير لم يذكره صلى الله عليه وسلم ، ولا نحن نحسن أن نعبره ، فإما أن نحمله على ظاهره الحسي ، فمعاذ الله أن نعتقد الخوض في ذلك بحيث أن بعض الفضلاء قال: تصحف الحديث ، وإنما هو: رأي رِئِيَّة بياء مشددة . وقد قال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون .
وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثاً كثيراً مما لا يحتاجه المسلم في دينه ، وكان يقول: لو بثثته فيكم لقطع هذا البلعوم ، وليس هذا من باب كتمان العلم في شيء ، فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه ، والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره وينبغي للأمة نقله، والعلم المباح لا يجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء . انتهى كلام الذهبي
وأما الحديث الذي فيه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في صورة شاب أمرد، فقد تكلم العلماء فيه قال الهيثمي في مجمع الزوائد : وعن أم طفيل امرأة أبي بن كعب قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خف عليه نعلان من ذهب ، على وجهه فراش من ذهب " قال الحديث .
رواه الطبراني ، وقال ابن حبان : إنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات
وقال صاحب كتاب أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب : حديث : " رأيت ربي في صورة أمرد وله وفرة " أي شعر في رأسه ، وبلفظ : " رأيت ربي في صورة شاب أمرد " . وبلفظ : " يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس " .
موضوع كما في الذيل ، وكذا قال السبكي وغيره
وقال العلامة ملا علي القاري في كتابه الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة : حديث رأيت ربي يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس، موضوع لا أصل له كذا في الذيل، وفي اللآلىء عن ابن عباس رفعه
رأيت ربي في صورة شاب له وفرة وروي في صورة شاب أمرد.

والله أعلم.

أبو مسلم
2008-09-21, 21:19
رأيت ربي في صورة شاب أمرد في الرد على السقاف في تقوله على شيخ الإسلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد :

فقد قام المدعو السقاف باتهام شيخ الإسلام بالتشبيه وأن الله على صورة شاب أمرد واستدل بتصحيح شيخ الإسلام لهذا الكلام مع أن هذا الحديث قد تكلم عليه العلماء وحكموا عليه بالوضع إلا أنني ومن خلال بحثي للمسألة وجدت أن بعض أهل العلم قد صحح هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

والمسألة هنا ليست في الحكم على الحديث من حيث الصحة والضعف وإنما في بيان مراد شيخ الإسلام لها لقوله بصحتها

ولكن كيف يمكن فهم هذا عن شيخ الإسلام رحمه الله باستدلاله على صحتها ( علما أنني لم أجد ما قاله السخاف عن شيخ الإسلام نظرا لأن الكتاب ليس عندي فهو مخطوط غير مطبوع ) ولكن مع القول بتصحيح شيخ الإسلام لها

فلا يصح استدلال هذا السخاف بالحديث على أن شيخ الإسلام يقول ذلك

فشيخ الإسلام رحمه الله إنما أراد رؤيته في المنام هذا أولا

وثانيا : لا يلزم من رؤية المنام أن ما رآه في منامه أن الله في نفس الصورة التي رآها في المنام كما استدل السخاف والهاشمي على الدكتور الدوسري والشيخ عدنان عرعور حفظهما الله لأنه كما قال شيخ الإسلام واستدل على ذلك رحمه الله برؤيا يوسف عليه السلام عندما رأى الشمس والقمر والكواكب يسجدون له فلو كانت كما يراها السقاف أن الرؤيا في الصفات كالرؤيا في الأوامر من الكلام للزم ذلك أن يرى يوسف عليه السلام سجود الشمس والقمر له حقيقة

وسوف أترككم مع كلام شيخ الإسلام رحمه الله حتى يتبين لكم الحق إن شاء الله من كلامه لا من كلام السخاف عليه من الله ما يستحق

قال رحمه الله

( وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول الله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى فمن ظن وتوهم به أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير كان هذا الظن والتوهم حقا وإن كان الواجب تيقن ذلك

بل لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقا فقد لا يكون مطابقا كما في قوله أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا 358 وقال يرونهم مثليهم رأي العين 313 وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم

كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه وكانت حقيقته سجود أبويه وأخوته كما قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا 12100

وكذلك رؤيا الملك التي عبرها يوسف حيث رأى السنبل بل والبقر فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب

فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته بمعنى أن له تأويلا صحيحا يكون مناسبا له ومشابها له من بعض الوجوه

فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة

ولكن من اعتقد أن ما تمثل في نفسه وتخيل من الرؤيا هو مماثل لنفس الموجود في الخارج وأن تلك الأمور هي بعينها رآها فهو باطل

وإذا كان كذلك

فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام

فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس

قال بعض المشايخ إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام

إذن

هذا مراد الشيخ رحمه الله من الحديث أنه رأى ربه في صورة شاب أمرد

أي مناما ( أي في صورة حسنه أو في أحسن صورة وليس أن الله على صورة شاب أمرد) كما استدل رحمه الله في بداية قوله من حسن الظن بالله

وهذا كما فهمته منه رحمه الله فقد قال :

ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك

قلت :

وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم على عينه وأذنه لما قرأ ( إن الله كان سميعا عليما ) فهل الرسول صلى الله عليه وسلم شبه سمع الله وبصره بسمع الإنسان وبصره لما أشار إلى سمع نفسه وبصره

ولكن هذا عند العلماء يسمى تحقيق السمع والبصر لا التشبيه بأن سمع الله كسمع البشر وعينه كذلك أو بصره

وأنا أرى والله أعلم أن شيخ الإسلام رحمه الله أراد بهذا الحديث لما ثبت عنده صحته تحقيق أن الله في أحسن صورة كما يراها النائم من حسن ظنه بالله لا أن الله على صورة الشاب الأمرد

كما أريد أن أذكر كلاما هنا ذكره العجلوني رحمه الله في الحديث

قال :

والحديث ان حمل على رؤية المنام فلا إشكال وان حمل على اليقظة فأجاب عنه ابن الهمام بأن هذا حجاب الصورة قال القاري كأنه اراد بهذا التجلي الصوري ولله تعالى أنواع من التجليات بحسب الذات والصفات لكنه تعالى منزه عن الجسم والصورة بحسب الذات وأما ما قاله السبكي في الحديث فان أراد أن في سنده ما يدل على وضعه فمسلم وإلا فبات التأويل واسع انتهى ملخصا .

هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان