تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ كَثيرٌ ذُنُوبُـهُ...أبيات للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر


هشام البرايجي
2011-06-12, 22:49
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ




قال الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زين الدين ، الزرعي، ثم الدمشقي الحنبلي -رحمه الله-:



بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ كَثيرٌ ذُنُوبُـهُ * فَلَيْسَ عَلَى مَن نَالَ مِنْ عِـرْضِهِ إِثْمُ

بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ جَهُـولٌ بِنَفْسِهِ * جَهُـولٌ بِأَمْرِ اللهِ أنَّى لَهُ الْعِلْـمُ

بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ غَـدَا مُتَصَـدِّرًا * يُعَلِّـمُ عِلْمًا وَهْوَ لَيْسَ لَهُ عِلْـمُ

بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ غَدَا مُتَمَنِّيـًا * وِصَالَ الْمَعَـالِي وَالذُّنُـوبُ لَهُ هَمُّ

بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ يَـرُومُ تَرَقِّـيًا * إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى وَلَيْسَ لَهُ عَـزْمُ

بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ يَرَى الغُنْمَ فِي الَّذِي * يَزُولُ وَيَفْنَى وَالَّذِي تَرْكُهُ غُنْـمُ

بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ لَقَدْ خَابَ سَعْـيُهُ * إذَا لَمْ يَكُنْ في الصَّالحَاتِ لَهُ سَهْمُ

بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ كَمَا قَالَ رَبُّهُ * هَلُوعٌ كَنُودٌ وَصْفُهُ الجَهْـلُ والظُّلْمُ

بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ وَأمْثَالُهُ غَـدَوْا * بِفَتْوَاهُمُ هَـذِي الخَلِـيقَةُ تَـأْتَمُّ

وَلَيْسَ لَهُمْ في العِلْمِ بَاعٌ وَلا التُّقَى * وَلا الزُّهْدُ وَالدُّنْيَا لَدَيْهِمْ هِيَ الْهَمُّ

فَوَاللهِ لَوْ أنَّ الصَّحَـابَةَ شَـاهَدُوا * أفَاضِلَهُمْ قَالُوا هُمُ الصُّمُّ وَالبُكْمُ

ــــــــــــ
الأبياتُ في: " أعيان العصر، وأعوان النَّصر " للصَّلاح الصَّفَديِّ -رحمه الله-.
وقولُ ابنُ القيِّم -رحمه الله-: " بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ ": تصغيرٌ منه لنفسه؛ تواضعًا لربِّه، وذُلاًّ لمعبوده؛ كما ذَكَر ذلك فضيلة الشَّيخ/ علي الحَلَبيُّ -حفظه الله- في مقدِّمة تحقيقه: " الكافية الشَّافية "، عند إيراده هذه الأبيات، وقد علَّق -حفظه الله- على الأبياتِ قائلاً: " فماذا نقول نحن؟! اللهمَّ استُرْ علينا، واحفظْ ديننا إلينا... ".

جواهر الجزائرية
2011-06-13, 07:16
ابن القيم العالم الرباني:
علماء الأمة هم وجهها الذي به تقابل الأجنبي، وهم المنارة التي تعتز بها على الخارجي، وقد هيأ الله لهذه الأمة علماء حفظ بهم الدين، وأحيا بهم سنة سيد المرسلين، فكان الحديث عنهم جزءاً من العلم، والعلم بأحوالهم حافزاً إلى الطلب، ومن هؤلاء العلماء العلامة ابن القيم، فتمتع بالحديث عنه وعن علمه وسيرته، كما تتمتع بالقراءة في كتبه العذبة ..
يقول ابن القيم في نونيته :


يا قوم والله العظيم نصيحة من مشفقٍ وأخٍ لـكم معـوانِ
جربت هذا كله ووقعت في تلك الشباك وكنت ذا طيـرانِ
حتى أتاح لي الإله بفضله من ليس تجزيه يدي ولـساني
فتىً أتى من أرض حـران فيا أهلاً بمن قد جاء من حرانِ
من الذي جاء من حران ؟ ابن تيمية -رحمه الله- لأن ابن تيمية حراني.
فالله يجزيه الذي هو أهـله من جنة المأوى مـع الرضـوان
أخذت يداه يدي وسار فلـم يرم حتى أراني مطلـع الإيـمانِ
ورأيت أعلام المدينة حولها نزل الهـدى وعسـاكر القـرآنِ
ورأيت آثاراً عظيمـاً شأنها محجوبةً عـن زمـرة العمـيانِ
ووردت كأس الماء أبيـض صافياً حصباؤه كلآلـئ التيجـانِِ
ورأيت أكواباً هناك كثيـرةً مـثل النجـوم لـواردٍ ظــمآن
ورأيت حول الكوثر الصافي الذي لا زال يشخب فيه من زابانِ
نحن نعلم أن نهر الكوثر الذي في الجنة يصب في الحوض عبر ميزابين، فيستشهد ابن القيم رحمه الله تعالى بهذا الحديث يأخذ منه تعبيراً لكي يقول للناس: إن ابن تيمية أخذ بيدي حتى أوردني الحوض الصافي الذي يشخب فيها ميزابان الكتاب والسنة.
ميزان سنته وقول إلهه وهما مدى الأيام لا ينيانِ
والناس لا يردونه من الآلاف أفرادٌ ذوو إيمانِ
إلا من أنعم الله عليه، وإلا فإن كثيراً من الناس قد تخبطوا وضلوا، وأرادوا الحق فلم يصلوا إليه.
بارك الله فيكم
وبارك الله ورحم الله علماء الربانيين

عُبيد الله
2011-06-13, 12:44
جزاك الله خيرا أخي هشام