تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صد عدوان الجهمي المشين


جمال البليدي
2011-06-12, 22:47
.بسم الله الرحمان الرحيم



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى ثم بعد:


صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين

إعداد:جمال البليدي
-ستر الله عيوبه-

كنت قد جمعت بحثا بعنوان(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) على عجالة-كما ذكرت في المقدمة- وبينت فيه الأدلة على إثبات نزول رب العالمين في الثلث الأخير من الليل كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ورددت على شبه الفلسفية السوفساطئية التي يرددها أهل الكلام مبارزين بذلك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا بأحد الجهمية المشاغبين يكتب موضوعا بعنوان(دك حصون الحشوية وإثبات التزوير في موضوع دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) يزعم فيه أنه يرد على موضوعي السابق لكن هيهات هيهات فالحق أبلج والباطل لجج ,ومن عادة أهل البدع أنهم لا يردون بعلم ولا بحجة إنما فقط سباب وكذب وخروج عن الموضوع فقد سود صفحات موضوعه بنقاط خارج البحث لم ولن يستطع أن يرد على حججي في إثبات نزول رب العالمين بل راح ينقل من هنا وهناك ويستغيث بكتب الكوثري وسعيد فودة ويطعن في علماء أهل السنة بالكذب تارة وبالتدليس أخرى, وحقيقة لم أستغرب من هذا فقد تعودنا على هذا من كبارئهم فضلا عن صغارهم ومقلديهم, وموضوعه هذا لم يزد موضوعي إلا قوة في الحجة والبيان فليته سكت لعله بذلك لا يشهر بموضوعي الذي دك حصونهم وكشف عوارهم وأبطل فلسفتهم وتناقضاتهم ورقصهم مابين محرف ومعطل لكن أبى الله إلا أن يظهر الحق على فلتات لسانه فمازاد موضوعي إلا قمعا لبدعهم وكشفا لباطلهم ,ورده علي لم يكن إلا سباب وخروج عن موضوع ولم يستطع أن يناقش أي نقطة من موضوعي ألبتة ,ولم يجد من يسعفه من كتب أشياخهم فراح ينقل عن كتاب(الأشاعرة أهل السنة) وعن كتب الكوثري مالا علاقة له بالبحث ليس إلا لغرض واحد وهو ملأ الصفحات وتكثير الجمل والحروفات .
وهاهنا سأكشف لكم مدى تلبيسه وكذبه على أهل العلم ومدى تعصبه للرجال سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد والإخلاص والرشاد.





1-خلطه بين المفرد والجمع وبين السلفية كمنهج والسلفية كأفراد:



لقد افتتح ذاك الجهمي موضوعه بالطعن وسب أهل السنة ووصفه إياهم بالحشوية فكان عنوانه(دك حصون الحشوية), وهذا في حقيقة قد استغربت منه كثير لأنني فرد واحد وإن أخطأت فخطئي على نفسي فلِمَ يدخل أهل السنة كلهم في موضوعي(دك حصون المفترين)؟ويكتب موضوعه بصيغة الجمع(الحشوية)؟ هل هذا من الإنصاف والعدل؟ أم من الظلم والجور؟
لذلك أقول وبالله وحده أصول: إنني لا أمثل إلا نفسي وإن أخطات فإن خطئي مردود علي ولا علاقة لخطئي بالسلفية الذي سماها هذا المتسول بالحشوية بل السلفية نهج معصوم بخلاف المنتسبين إليها فإنهم بشر يصيبون ويخطئون فليعلم هذا جيدا فقد رأيت الرجل ينقل بعض أخطاء أهل السنة ويلزم السلفيين بها متناسيا أن السلفيين ليس لهم متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم لا يعتقدون العصمة في بشر كائنا كان إلا الأنبياء.
قال الشيخ عبد العزيز الريس في كتابه(الحجج السلفية في الرد على أراء ابن فرحان المالكي البدعية)
((عقيدة أهل السنة والجماعة السلفيين عقيدة موروثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأهلها الجامعون للحق كله دون غيرهم؛ لأن سيماهم الاتباع والتحذير من الابتداع، فمعتقدهم هو معتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه – رضي الله عنهم – وليس لهم رأس وإنما إمامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف غيرهم من الطوائف، فإن رأس الجهمية جهم بن صفوان الذي أخذ معتقده عن الجعد بن درهم، ورأس المعتزلة واصل بن عطاء، ورأس الأشاعرة أبو الحسن الأشعري، ورأس الماتريدية أبو منصور الماتريدي وهكذا… ، وبقي أهل السنة السلفيون هكذا يتوارثون معتقدهم جيلاً بعد جيل، وأمة بعد أمة، مصداقاً لما ثبت في الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس".)) انتهى كلامه.


2-حول مصطلح الحشوية والوهابية:


من سنن‎ ‎الله الجارية في خلقه، أنه‎ –‎تعالى- ما‏‎ ‎أرسل نبيًا إلا وعاداه ‏قومه ونبذوه، وبالباطل لمزوه، مصداقًا لقوله‎: "‎وكذلك جعلنا لكل نبي‎ ‎عدوًا شياطين الإنس والجن‎ ‎يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ‏غرورًا‎".
ولما أرسل محمدًا -صلى الله عليه‎ ‎وسلم- للخلق ليدعوهم إلى عبادة ‏الله وحده ويخرجهم من الظلمات إلى النور قال‎ ‎الكافرون: إنما يريد ‏محمد أن يفرق شملنا ويشتت جمعنا، وقالوا عنه: إنه ساحر، وإنه‎ ‎كاهن، ووصفوه بكل قبيح؛ وهو -صلى الله عليه وسلم- فرق بين ‏الحق والباطل، ولكن‎ ‎الظالمين بآيات الله يجحدون‎.
وهكذا أهل‎ ‎البدع والأهواء‎ –‎في كل زمان ومكان- يطعنون في كل من ‏يريد الإصلاح،‎ ‎وينبذونه بالألقاب السيئة، ويثيرون حوله الشبهات، ‏ويحذرون منه كي ينفروا الناس‎ ‎ويبعدوهم عنه.‏
ومن جملة تلك التسميات المنفرة قولهم(حشوية-مشبهة-مجسمة-‏وهابية-باديسية) للتنفير عن أهل الحديث والطعن فيهم وانتقاصهم ‏‏,و(تلك الأسماء ليست مطابقة ‏لمسماها,بل هي من ‏جنس تسمية الأوثان((آلهة‎)) ‎‏و((أربابا)),وتسمية ‏‏((مسيلمة الكذاب)) وأمثاله((أنبياء)) ‏‎: ‎‏((إِنْ ‏هِيَ‎ ‎إِلاَّ أَسْمَاءٌ ‏سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا‎ ‎مِن سُلْطَانٍ إِن ‏يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ‏الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ‎ ‎جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ‏الْهُدَى‎ )) ‎النجم23(2‏‎)‎.
وهذا المصطلح إنما يطلقه أهل البدع عبر العصور على أهل السنة والجماعة فلكل قوم وارث
قال أبو عبد الله : وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ‏ينسب إلى نوع الإلحاد‎ ‎والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا ‏بعين الحقارة‎ ‎ويسميها‎ ‎الحشوية‎ .
معرفة علوم الحديث‎ (35)
وجاء في طبقات الحنابلة (2|208) في وصف أهل‎ ‎الحديث‎
‎"‎وهي الفرقة الناجية والجماعة العادلة والطائفة‎ ‎المنصورة إلى يوم القيامة فهم أصحاب ‏الحديث والأثر والوالد السعيد تابعهم هم خلفاء‎ ‎الرسول وورثة علمه وسفرته بينه ‏وبين أمته بهم يلحق التالي وإليهم يرجع العالي‎ ‎وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال ‏وقائلو الزور والمحال أنهم مشبهة‎ ‎جهال ونسبوهم إلى الحشو والطغام‎ .
ومن ذلك قول الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني لما سئل عن‎ ‎البخاري قال‎ : ‎ومن البخاري ؟! حشوي لا يعول عليه‎.
سير أعلام النبلاء‎ (16|512)‎
وحتى تكون على بينة من الأمر ، وتتضح لك: جلية الحال ، وتعرف المقصود بهذه ‏الألقـــاب والمسميات ، وتعرف قدمها ، فإني أتركك مع شيخ الإسلام ، الإمام ، ‏أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الشافعي (373-449 ) من علماء القرن ‏الرابع والخامس الهجري – رحمه الله – الذي قال عنه الإمام عبد الوهاب السبكي – ‏رحمه الله – في كتاب [ طبقات الشافعية الكبرى ](3/291 ) : ( كان مجمعا على ‏دينه ، وسيادته ، وعلمه ، لا يختلف عليه أحد من الفرق ) حيث قال شيخ الإسلام ‏الصابوني في رسالته التي ألفها في [السنة ] :‏
‏ ( وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية ، وأظهر علاماتهم : شدة معاداتهم ‏لحملة أخبار النبي – صلى الله عليه وسلم - ، واحتقارهم لهم ، وتسميتهم إياهم ‏حشــوية ، وجهلة ، وظاهرية ، ومشبهة ، اعتقادا منهم في أخبار رسول الله – ‏صلى الله عليه وسلم – أنها بمعزل عن العلم ، وأن العلم ما يلقيه الشيـطان إليهم ، ‏من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدورهم المظلمة ، ، وهواجس قلوبهم الخالية ‏من الخير ، العاطلة ، وحججهم – بل شبههم – الداحضة الباطلة : ( أولئك الذين ‏لعنهم الله ، فأصمهم وأعمى أبصارهم )[سورة محمد الآية 33 ] ، ( ومن يهن الله فما ‏له من مكرم ) [ سورة الحج الآية 18 ] ) . ‏
‏ ثم ذكر – رحمه الله تعالى – بإسناده بعض الآثار في شرف أهل الحديث ، وفيها ‏الإشارة إلى ما يروجه المبتدعة عنهم من قالة السوء ، ثم قال – رحمه الله – في هذا ‏السياق ‏ ‏ :‏
‏ ( سمعت الأستاذ أبا منصور محمد بن عبدالله حمشاد ، العالم الزاهد يقول : سمعت ‏أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي ، يقول : قرىء على أبى عبدالرحمن بن أبي ‏حاتم الرازي ، وأنا أسمع : سمعت أبي يقول – عنى به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد ‏بن إدريس الحنظلي ، يقول : ‏
‏ " علامة أهل البدع : الوقيعة في أهل الأثر (‏ ‏) .‏
وعلامة الزنادقـــة : تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون بذلك إبطال الآثار . ‏
وعلامة القدريـــة : تسميتهم أهل السنة مجبرة .‏
وعلامة الجهميـــة : تسميتهم أهل السنة مشبهة .‏
وعلامة الرافضـــة : تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة . ‏)).
وقال الإمام ابن قتيبة ((فأهل البدع لقبوا أهل السنة‎ ‎بالحشوية والنابتة والمجبرة وربما قالوا الجبرية وسموهم ‏الغثاء والغثر وهذه كلها‎ ‎أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أتى عنه ‏في القدرية أنهم‎ ‎مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم‎([1]), ‎وفي ‏الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق‎ ‎السهم من الرمية‎ ([2]) ‎، فهذه أسماء من رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم وتلك‎ ‎أسماء مصنوعة‎.(‎‏ أنظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (80/81‏‎).‎
وما قيل في الحشوية يقال في مصطلح الوهابية التي ينسبون أهل السنة إليها مع أننا سلفيون ولسنا متعصبين لأحد بحمد الله بل كل يؤخذ من قوله ويرد وما محمد ابن عبد الوهاب إلا مجدد قد خلى المجددون من قبله.
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ""إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".رواه أبو داوود"
والإمام محمد بن عبد الوهاب نحسبه منهم مثله كمثل الإمام أحمد وابن تييمة وابن باديس في الجزائر وتقي الدين الهلالي في المغرب و صديق حسن خان والشيخ نذير حسين والعظيم أبادي والشيخ ثناء الله الأمرستري وأسرة الدهلوي، وغيرهم من كبار علماء الحديث والتوحيد في شبه القارة الهندية، و الشيخ محمد حامد الفقي وأحمد محمد شاكر وإخوانهما في مصر، و الشيخ الألباني في الشام وغيرهم كثير فلماذا نسيتموهم وركزتم على مجددي السعودية دون غيرهم مع أن هؤلاء رغم تباعد الأزمان والأقطار بينهم نجدهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد قوامه الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.
قال الإمام ابن باديس(" قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ : " الوهابيين " . لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة .
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين ).


3-قال ذاك الجهمي:




لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع أن الحشوية ديدنهم الكذب والتزوير والتلبيس ولذلك نكتب هذا الموضوع ليكون جلاء لقلوب كثير من المتشككين وسنظل بفضل الله نرد على بدعهم وضلالتهم وتحريفهم الكلم. أقول:ضربني وبكى سبقني واشتكى
«إن هذا الكلام ليس فيه من الحجة والدليل ما يستحق أن يخاطب به أهل العلم؛ فإن الرد بمجرد ((الشتم والتهويل)) لا يعجز عنه أحد!!، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب!!؛ لكان عليه أن يذكر من ((الحجة)) ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم. فقد قال الله عز وجل لنبيه ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة ((الحسنة)) وجادلهم ((بالتي هي أحسن))، وقال تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا ((بالتي هي أحسن)). فلو كان خصم من يتكلم بهذا الكلام؛ من أشهر الطوائف بالبدع كالرافضة!!؛ لكان ينبغي أن يذكر ((الحجة)) ويعدل عما ((لا فائدة فيه)) إذ كان في مقام الرد عليهم »اهـ عن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/ 186) باختصار.
وأنت لم ترد على موضوعي ولم تعقب على أدلتي إنما رحت تخرج عن الموضوع وتكذب وتدلس على أهل العلم كما سأبين لك بالأدلة والحجج فلست ممن يتهم جزافا لينصر باطله كما هو حالك للأسف الشديد .
ولست أدري أين التزوير, وأنا لست إلا ناقل لك كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وناقل كلام أئمة السلف عبر القرون ؟!
إن كان إثبات الصفات الواردة في الكتاب والسنة كذبا وتدليسا فما قولكم في تحريفها وإخراجها على ظاهرها بحجة أن عقولكم لم تستوعبها؟!
أما عن التحريف فليت شعري:من الذي حرف النزول وزعم أن الله لا ينزل إنما ملائكته ومن الذي حرف اليد إلى النعمة ومن الذي حرف الإستواء إلى الإستيلاء إن كانت لكم كل هذه الجرأة على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة لتحرفوها وتتفنون تارة في تأويلها وتارة في تعطليها فما الذي يمنعك بعد هذا من تحريف كلام اهل العلم ؟!


4-قال الجهمي:




ويبدو أن كاتب المقال دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين يهوى الكتابة كثيرًاحتى أنه يأتي بكل ما يخص الموضوع من بعيد أو بعيد
فتارة يتحدث عن اليدين وتارة عن الاستواء وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه !!. أقول:
أولا:هذا موضوعي منشور على النت وقد قرأه الكثيرون فأين كلامي عن اليد أو الإستواء أو غيرها من الصفات فكل ما في أمر أنني نقلت كلام أئمة السنة عبر العصور حول حديث النزول وقد يتخلله أحيانا الكلام عن اليد وبعض الصفات لأن نهج السلف في الصفات واحد بحمد الله فلا يفرقون بين صفات الله تعالى فيثبتون سبعة ويحرفون الباقي دون دليل ولا برهان!.
ثانيا:قولك((وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه !!.)) هذا الكلام غير صحيح وهو من الكذب علي بل أنا تكلمت عن النزول ولم أتكلم عن الإنتقال والحركة ,ولكن مشكلتكم أنكم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تفهمونه من صفات المخلوق فلا تفهمون من العلو إلا الجهة والمكان, ولا تفهمون من اليد إلا الجارحة ,ولا تفهمون من النزول إلا الحركة والانتقال وخلو العرش, فهذا فهمكم المبني على التشبيه فأنتم المشبهة أولا فالمعطلة ثانيا فالمحرفة ثالثا .
أما نحن فنقول(ينزل إلى السماء الدنيا) كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم نزولا يليق بجلاله ولا نقول كيف .
ونقول الله فوق العرش عال على خلقه ولا نقول كيف.
ونقول لله يدين كما أخبر ولا نقول كيف.
ومعنى هذه الألفاظ واضح في اللغة العربية لكنكم لا تفهمون منها إلا ما ترونه في المخلوقات فتظنون أن الظاهر منها هو ما تشاهدنه في المخلوقات .
جاء في رسالة(إثبات الفوقية) المنسوبة للجويني: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).
والمشكلة الكبرى والطامة العظمى أن صحاب الموضوع قد بنى موضوعه الخاوي على عروشه على دعوى أنني أقول بالحركة والإنتقال وغيرها من الألفاظ التي أحدثوها في دينهم فجل موضوعه لا علاقة له بالنزول إنما عن الحركة والإنتقال!.
وهذه هي حالهم للأسف الشديد نحن في واد وهم في واد آخر:

نحن نتكلم عن النزول وهم يتكلمون عن الحركة والإنتقال!
نحن نتكلم عن العلو وهم يتكلمون عن الجهة والحيز والمكان!
نحن نتكلم عن اليد وهم يتكلمون ع الجارحة!


وقس على هذا إثباتنا لباقي الصفات الواردة في الكتاب والسنة دون تمثيل ولا تكييف.

معنى قول السلف(أجروها على ظاهرها):


5-قال الجهمي:



((فقول الأئمة : (اجراؤها على ظاهرها) الذي أستشهد به كثيراً المقصود منه اثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه بدليل نفيهم لمعاني هذا الظاهر في مواضع أخرى
وهناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة وهو ليس بمعنى حقيقي للصفة بل معنى لمتعلقاتها ، بينما الذين
يدعونه معنى حقيقي للصفة وفهمهم لمعنى الصفة على حقيقتها هو فرع عن معرفة الماهية التي ينكرون معرفتها وهو تناقض ظاهر .
فادعاؤهم معرفة الصفة على ظاهرها على أنه معنى حقيقي للصفة لاشك هو معرفة للماهية بوجه ما .)). أقول:
أولا: لقد ادعيت أيها الجهمي أن ظاهر القرآن,الذي هو حجة الله ‏على عباده ,والذي هو خير الكلام ,وأصدقه,وأحسنه,وأفصحه,وهو الذي ‏هدى الله به عباده,وجعله شفاء لما في الصدور,وهدى ورحمة ‏للمؤمنين,ولم ينزل كتاب من السماء أهدى منه ,ولا أحسن ,ولا ‏أكمل,فانتهكت حرمته ,وادعيت أن ظاهره يستلزم التشبيه والتجسيم ‏‏(1).وهذا الإلزام إنما هو لمن جاء بالنصوص الدالة على علو الله على ‏عرشه أوالنصوص الدالة على نزوله وإتيانه,وتكلم بها,ودعا الأمة إلى الإيمان بها ومعرفتها,ونهاهم عن ‏تحريفها وتبدليها.‏
يا قوم والله العظيم أسأتم***بأئئمة الإسلام ظن الشأنِ.‏
ما ذنبهم ونبيهم قد قال***ما قالوا كذلك منزل الفرقانِ
ما الذنب إلا للنصوص لديكم***إذ جسمت بل شبهت صنفان ِ‏
ما ذنب من قد قال ما نطقت به***مِنْ غير تحريفٍ ولا عدوانِ

ثانيا:ان معنى قول السلف أمروها كما جاءت أو قولهم(أجروها على ظاهرها) أي اعتقدوها وءامنوا بها وبما دلت عليه من المعنى دون التعرض لها بالتحريف ولا بالتأويل ولا بالتشبيه ولابالتمثيل مع عدم التعرض للكيفية .
ولذلك فان بعض الروايات كما عند البيهقي في الاعتقاد واللالكائي في اعتقادأهل السنة والذهبي في العلو (أمروها كما جاءت بلا كيف ) وهذا نص صريح في الايمان بها وبمعناها دون التعرض للكيفية, ولو لم يكونوا يؤمنون بمعناها ما كان لتخصيص ذكر الكيفية فائدة.
ثالثا: إن كنت تقصد بالمعنى "المعنى الخاص" بالمخلوقات كتفسير نزول الخالق بنزول المخلوق وتفسير علو الله بعلو المخلوق فهذا المعنى الباطل وإن كنت تقصد بالمعنى أي القول بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير لكن نؤمن ونجزم بأن نزوله ليس كنزول المخلوق وعلوه على العرش ليس كعلو المخلوق فهذا المعنى حق وهذا المعنى هو الظاهر اللهم إلا عندما من نكست فطرتهم وتبدد عقله.
قال شيخ الإسلام بن تيمية : (( ولو كان القوم – أي السلف – قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه لما قالوا: ( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ) ولما قالوا: ( أمروها كما جاءت بلا كيف ) فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنـزلة حروف المعجم ، فقولهم : ( أمروها كما جاءت) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظاً دالةً على معاني… ))
[ مجموع الفتاوى ( 5 / 41 ) ]

وحقيقة (( القول بالتفويض )) هي أن فيه فيه (( نسبةُ الجهل إلى الأنبياء والمرسلين )) وأنهم كانوا (( يجهلون معاني )) نصوص صفـات الله تعالى وأنهم كانـوا (( يخـاطبـوننا بما لم يكونوا يعرفوا معناه )) .
ولهذا لما سُئل الإمامُ ( أبو جعفر الترمذي ) فقيه بغداد وعالمها عن كيفية نزول الله تعالى ؟؟ قال : (( النـزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ))
قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً على هذا الكلام : (( صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه ، إذ السؤال عن النـزول ماهو ؟ عيٌّ ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة ، وإلا فالنـزول والكلام والسمـع و البصـر والعلـم والاستـواء عبـاراتٌ جليلـةٌ واضحـةٌ للسَّامع ، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ )) أهـ .
[ العلو للعلي الغفار الذهبي ص 156 ]
رابعا:وما يدل على ان السلف أثبتوا المعنى اللائق بالله تعالى دون تمثيل ولا تكييف هذه النصوص:
النص الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟" قلنا: شديدا[أي فرحه]. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته". أخرجه مسلم.
هكذا يعتني عليه الصلاة والسلام ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح ففي صفة الفرح ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الفرح وهو فرح رجل في صحراء مهلكة قد انفلتت دابته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها واستظل بظل شجرة ينتظر الموت فإذا براحلته وعليها طعامه وشرابه ففرح الرجل بذلك وليس في المخلوق فرح أشد من هذا فإذا عقل السامع عظم هذ الفرحة وشدتها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده، من هذا الرجل براحلته وهل هناك تحقيق للمراد وتوضيحه أكثر من هذا .؟

النص الثاني: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها).رواه البخاري.
وهاهنا في صفة الرحمة ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الرحمة وهو رحمة امرأة بحثت عن رضيعها واشتد حزنها وهمها وبعد مدة وجدته وألصقته بصدرها ترضعه فقال: (أترون هذه طارحة ولدها في النار) وليس في المخلوق رحمة أشد من هذه الرحمه فإذا عقل السامع عظم هذه الرحمه وفهمها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أرحم بعباده من هذه بولدها ، سبحانه وتعالى عما يعطل المعطلون.
النص الثالث: قال صلى الله عليه وسلم ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا الله-[وجعل رسول الله] يقبض أصابعه ويبسطها-. أنا الملك)) حتى قال ابن عمر :نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
والحديث أخرجه مسلم و أبو داود في الرد على الجهمية وابن خزيمه في التوحيد (باب تمجيد الرب عز وجل نفسه)

لماذا يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ويبسطها حين ذكر أن الله يأخذ سماواته وأرضيه بيديه ؟
طبعاً لا يريد التشبيه بل هو صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح كما وضحنا من قبل .
هذا ونصوص السلف والأئمة كثير لا تحصى لكنكم دائما تفهمون من ظاهر النصوص ما تفهمونه من المخلوق مع أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

خامسا:هل أنتم تثبتون الصفات على ظاهرها كما تدعون؟أم أنك تحرفون الكلم عن مواضعه؟ لماذا إذن رحت تنسب التأويل للسلف فهل أنت مفوض أم مؤول أم كلاهما؟!.




إستنكاره إطلاق لفظ(بذاته) و(حقيقة) على النزول :


6-قال الجهمي:



وقول الوهابية أدعياء السلفية : أن الله تعالى ( ينزل بذاته ) وأنه سبحانه
( ينزل نزول حقيقي ) (وأنه إذا لزمه الحركة تحرك)
ويقولون هذا من حمل النصوص علي ظواهرها
نقول: هذا المذهب مذهب مناقض للوحي مرذول من حيث العقل وقد نص أئمة على أن هذا المذهب ليس هو مذهب السلف بل هو مذهب المجسمة المشبهة فقولهم حقيقةً وأنه انتقال وحركه من علو لسفل
يعني أن لله جهة ولا يخفي علي كل باحث أن الأعلى والأسفل جهات فكيف يدافع هؤلاء عن الجهات وينسبونها لله تعالى
ثم يقولون من أين لفظ الجهة؟؟
وقد قال صاحب الطحاوية (لاتحويه الجهات الست) أليست هذه عقيدة أهل السنة ؟
وحتى الآن صار لله عند الوهابية من هذا المقال كما رأيناه
جهتين أعلى وأسفل ماعدا أن الأسفل هي للثلث الأخير من الليل
بل يلزمه صعود فما هذا الجهل الذي به يقولون حركة نزول وصعود؟ أقول:
أولا:إن إستنكارك للفظ "بذاته" ولفظ(حقيقة) وادعاءك أنه مذهب مرذول مردود عليك من أوجه:
الوجه الأول:لقد ثبتت هذه الألفاظ عن السلف فقد قال القرطبي رحمه الله في تفسيره((وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها. وهذا القدر كاف، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء. والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار. )).
بل قد نقل الإمام أبو نصر السجزي الإجماع على ذلك فقال في الإبانة((وأئمتنا كسفيان الثوري,ومالك بن أنس,وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد,وحماد بن سلمة,وعبد الله بن المبارك,وفضيل بن عياض,وأحمد بن حنبل,وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان )).
وسبقه المزني حيث قال في شرح(أصول السنة) :((عال على عرشه في مجده بذاته)) ثم حكى الإجماع على ذلك فقال((هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى,وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى).
ونقل الطلمنكي الإجماع كذلك كما في كتابه الوصول إلى معرفة الأصول : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله وهو معكم أينما كنتم ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء. وقال أهل السنة في قوله الرحمن على العرش استوى إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز)
وقد قالها عبد القادر الجيلاني ومن قبله الحارث المحاسبي
وقالها أبو المظفر السمعاني إمام الشافعية في زمانه في قصيدته التي شرح بها عقيدة ‏أهل السنة:‏
عقائدهم أن الإله بذاته على عرشه مع علمه بالغوائب‏.
الوجه الثاني:إن قول من قال من السلف((بذاته)) هو من باب التأكيد والتنصيص,والرد على المعطلة الذين يفسرون صفات الله تعالى بما قام بغيره,وينكرون أن يقوم بذات الله تعالى صفة متعلقة بمشيئته.فيقولون:نزوله نزول أمره وملائكته ومجيئه مجيئ ثوابه,وهكذا.
وكذا قولهم "حقيقة" تأكيد لحقيقة الصفة ,ورد على من جعلها مجازا.
وهذا كما زاد السلف لفظ(بائن) في إثباتهم لعلو الله تعالى فقالوا"على عرشه بائن من خلقه" وذلك ردا على الجهمية الذين يزعمون أن الله في مكان بذاته ,تعالى الله عن ذلك.
ومعلوم أن الخبر وقع عن نفس ذات الله تعالى لا عن غيره,كما في قوله((الرحمان على العرش استوى)) ,وقول النبي صلى الله عليه وسلم((إن الله ينزل إلى السماء الدنيا)) وهذا خبر عن مسمى هذا الإسم العظيم.
فيقال لهم:كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي كنفي الجهة والحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي اخترعتموها ثم ونفيتموها لتنفوا بها بعد ذلك الصفات الثابتة في الكتاب والسنة ,وفي المقابل نجد عندكم التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب و السنة,وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها أهل التعطيل والتهجيم مضمونها إنكار حقائق صفات الله تعالى,وعبروا عن ذلك بعبارة كقوله(بذاته) و(حقيقة),فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك؟!وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له,فإن هذه الألفاظ لم تثبت صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة ,بل بينت ما عطله المبطلون من حقيقة اتصافه بصفات الكمال.
الوجه الثالث: أن يقال لهم: أمامكم واحدة من اثنتين: إما أن تقولوا استوى بذاته أو تقولوا استوى بغيره. أنتم تجعلون لله صفة القيام بالنفس مع أن الله ذكر بأنه قائم على كل نفس. فلماذا قلتم هو قائم بالنفس وليس على كل نفس. فقولنا: استوى بذاته لا بغيره كقولكم قائم بنفسه لا بغيره.
وبهذه الأوجه يتبين أن كلامك هو المرذول المنبوذ عند أئمة السلف والسنة .
ثانيا:إنك للأسف لم تفهم من ظاهر الصفات إلا ما تفهمه من صفات المخلوقات فأنت لا تفهم من النزول إلا الحركة والإنتقال ولا تفهم من العلو إلا الجهة والجهات .
لذلك أقول لك:إن ألفاظك المبتدعة(جهة-حد-حيز-حركة-إنتقال)لم تأتي لا في كتاب ولا في سنة ونحن معشر أهل السنة لا نثبت إلا ما أثبته الله لنفسه فإن كنتم تقصدون بالحركة والإنتقال أن الله ينزل ويأتي ويجيء فهذا حق ولن نترك كلام ربنا لتسميتك إياه حركة أو إنتقال.
وإن كنتم تقصدون بالجهة أن الله فوق العرش عال على خلقه فهذا حق ولن نترك كلام ربنا لتسميتك له بالجهة (إن هي إلا أسماء سميتموها).
أما إن كنتم تقصدون بالحركة أن الله يماثل المخلوقات في تحركاتهم وانتقالاتهم فهذا باطل ننفيه جملة وفصيلا وكذلك إن كنتم تقصدون بالجهة أن الله تحتويه الجهات فهذا باطل ننفيه تماما مثلما نفاه الإمام الطحاوي رحمه الله في قوله(ولا تحتويه الجهات الست).
ثالثا:أما كلامك عن صعود ونزول فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ينزل فهل نكذبه إستنادا لعقلك الذي لا يفهم غير التشبيه؟!
أما عن الصعود فلم يخبرنا به ربنا فلا نقول به بل نقول (ينزل) ولا نقول كيف ولا نخوض فيما بعد ذلك بل نؤمن بأن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ونؤمن بأن الله عال على خلقه فوق العرش ولا تعارض بين علو تعالى وبين نزوله إلى السماء الدنيا لأننا لا نعرف لا كيفية النزول ولا كيفية العلو بل نؤمن بها بعيد عن التحريف بعيدا عن التعطيل أو التمثيل .

7-أما قولك أيها الجهمي:




((ونقولات كاتب المقال كلها تضاد فماذا يريد كاتب هذا المقال الحشوي؟
فهذا المعنى الحقيقي من حركة وإنتقال الذي يثبتة غير لائق بالله تعالى))).فأقول:
دعوى أن نقولاتي كلها تضاد مردودة عليك في المقال نفسه فهل أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم تضاد؟ وهل أقول أئمة السنة والهدى تضاد؟.
بل كلامك وردك الهزيل هذا هو التضاد وللصواب محاد وإلا قلي بربك:هل أنت مفوض أم مؤول أم كلاهما؟فمالي أراك تارة تشيد بمذهب التفويض وتارة بمذهب التأويل فهل يجتمع النقيضين؟!
ثم من قال لك أنني أثبت لله الحركة أصلا؟ .
إن لفظ الحركة والسكون إنما هي ألفاظ اخترعتموها لتبارزوا بها كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فليس منا إلا أن نستفصل منكم؟
فإن كنتم تقصدون بالحركة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ويأتي يوم القيامة للفصل بين العباد فهذا حق نثبته لأنه ثابت في الكتاب والسنة سواء سميتموه حركة أم سميتموه سكون ولا زم الحق حق.
وإن كنتم تقصدون بالحركة ما يماثل تحركات المخلوقات فهذا لا نقول به ولا نثبته فبيننا وبينكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم أقوال السلف من أهل القرون المفضلى قبل أن يظهر الجهمي والأشعري والماتوريدي!


8-إلزمات فاسدة:
والعجب كل العجب أن صاحب الرد الهزيل يعيد نفس الشبهات التي رددت عليها في موضوعي السابق وهذا دليل على عدم تمكنه من مناقشة ردودي على شبهاتهم فهاهو يعيد نفس الشبهات فيقول:




لأنه يقتضي أمورا فاسدة وهي :
1- الجسمية .
2- الحلول في السماء عند النزول. والجواب عليه:
أولا: دعواك أن النزول يقتضي التجسيم فهذا الكلام من الهذيان بلا ريب ولم أسمع بأحد قاله ولو كان حقا لأخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلخصمك أن يقول إن إثباتك للسمع والبصر يقتضي التجسيم؟ بل وقد قال لكم خصومكم المعتزلة إن إثباتكم للرؤية يقتضي التشبيه والتجسيم! فما الظابط في معرفة ما يقتضيه التجسيم؟ ثم من قال لكم أن نزول الخالق كنزول المخلوق أصلا حتى قلتم بهذا اللازم الباطل العاطل؟ أم أنك لا تفهم من صفات الخالق إلا ما تفهمه من صفات المخلوقات؟ أوليس هذا الكلام منك دخول في الكيفية؟
‎وقولكم أن هذه الأمور كالمجيئ والإتيان ‏والنزول من خصائص أجسام قول باطل قطعا لأن ‏الأعراض كذلك توصف بذلك فيقال ‏‎:‎جاء البرد ,جاء ‏الحر,جاء الصيف ,وجاءت الحمى...فهل هذه أجسام ‏عندكم؟وبالتالي قولكم هذا من الهذيان والهراء والحمد ‏لله .‏
ثانيا : أما لازم الحلول في السماء؟! فهذا لأنك لم تفهم من النزول إلا ما تراه في النزول المخلوقات بل أقول لك:
إن الله تعالى أعظمُ منْ أنْ يظنَّ ذلكَ بهِ، وإنَّما يظنُّهُ الذينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67] .
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: العليُّ الأعلى العظيمُ، فهو أعلى منْ كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ. فلا يكونُ نزولهُ وإتيانهُ بحيثُ تكونُ المخلوقاتُ تحيطُ بهِ، أو تكونُ أعظمَ منهُ وأكبرَ، وهذا ممتنعٌ .
فالمخلوقُ إذا نزلَ من علوٍّ إلى سفلٍ زالَ وصفهُ بالعلوِّ وتبدَّلَ إلى وصفهِ بالسُّفولِ، وصارَ غيرهُ أعلى منهُ.
والرَّبُّ تعالى لا يكونُ شيءٌ أعلى منهُ قطُّ، بلْ هوَ العليُّ الأعلى، ولا يزالُ هوَ العليُّ الأعلى مع أنَّهُ يقربُ إلى عبادهِ ويدنو منهم، وينزلُ إلى حيثُ شاءَ، ويأتي كما شاءَ. وهو في ذلكَ العليُّ الأعلى، الكبيرُ المتعال، عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّهِ.
فهذا وإنْ لمْ يتَّصفْ بهِ غيرهُ فلعجزِ المخلوقِ أنْ يجمعَ بينَ هذا وهذا. كمَا يعجزُ أنْ يكونَ هو الأولَ والآخرَ والظاهرَ والباطنَ .
وقَالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: ونزولهُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا سلامٌ ممَّا يضادُّ علوَّهُ، وسلامٌ مما يضادُّ غناهُ وكمالهُ، سلامٌ منْ كلِّ ما يتوهَّمُ معطِّلٌ أو مشبِّهٌ، وسلامٌ منْ أنْ يصيرَ تحتَ شيءٍ أو محصورًا في شيءٍ. تعالى الله ربُّنا عن كلِّ ما يضادُّ كمالَهُ .
فتبيَّنَ بهذا الكلامِ النفيسِ، بطلانُ ما ذكرهُ السَّقافُ؛ وأنَّهُ مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ منَ الخيالاتِ والأوهامِ.
وليتأمَّل هذا الجهمي وأمثالهُ منْ أهلِ الكلامِ الأثرَ التالي:
قالَ محمَّدُ بنُ حاتمٍ المظفريُّ: سمعتُ عمرو بن محمد يقولُ: كانَ أبو معاوية الضريرُ يحدِّثُ هارونَ الرشيد، فحدثَّهُ بحديثِ أبي هريرةَ: «احتجَّ آدمُ وموسى» فقالَ عليُّ بنُ جعفرٍ: كيفَ هذا وبينَ آدمَ وموسى ما بينهما؟! قالَ: فوثبَ بهِ هارونُ وقالَ: يحدِّثكَ عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضهُ بكيفَ؟! فما زالَ يقولُ حتَّى سكتَ عنهُ .
قالَ المحدِّثُ الصابونيُّ معقِّبًا: هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يعظِّمَ أخبارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويقابلها بالقبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ، وينكرُ أشدَّ الإنكارِ على منْ يسلكُ فيها غيرَ هذا الطريقِ الذي سلكهُ هارونُ الرشيدُ رحمه الله معَ مَنِ اعترضَ على الخبرِ الصَّحيحِ الذي سمعهُ بـ«كيف»؟! على طريقِ الإنكارِ لهُ، والابتعادِ عنهُ، ولمْ يتلقَّهُ بالقبولِ كمَا يجبُ أنْ يتلقَّى جميعُ ما يردُ مِنَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
جعلنا الله سبحانهُ مِنَ الذينَ يستمعونَ القولَ ويتَّبعونَ أحسنهُ ويتمسَّكونَ في دنياهم مدَّةَ حياتهم بالكتابِ والسنَّةِ، وجنَّبنا الأهواءَ المضلَّةَ والآراءَ المضمحلةَ والأسواءَ المذلَّةَ، فضلًا منهُ ومنَّةً



9-أسئلة تشبيهية :
وقد طرح الجهمي بعض الأسئلة التي تدل على مدى التشبيه الذي يعتقدون به في صفات الله تعالى فقال:


1- فهل تكون الذات العليه نازله على الدوام؟ أقول: بل الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ولا نقول كيف.
اقتباس:


2- و إن قالوا نازل على الدوام أو غير الدوام هل يخلو العرش من الذات عند النزول؟ الجواب:لقد أخبرنا الله تعالى أنه فوق العرش عال على خلقه وكذلك أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بأنه ينزل إلى السماء الدينا كل ليلة فآمنا بالله ورسوله فقلنا:أن الله تعالى فوق عرشه وقلنا أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ولا تعارض بينهما لأن الله(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) لكن كاتب الموضوع وأمثاله لمْ يفهموا منْ نزولِ الخالقِ إلى السَّماءِ الدنيا إلَّا كمَا فهموا منْ نزولِ المخلوقاتِ، «وهذا عينُ التمثيلِ، ثَّم إنَّهم بعدَ ذلكَ جعلوهُ كالواحدِ العاجزِ منهم الذي لا يمكنهُ أنْ يجمعَ منَ الأفعالِ ما يعجزُ غيرهُ عنْ جمعهِ» . وكذبوا في هذا الفهمِ، وضلُّوا في هذا الظنِّ والوهمِ الكاسدِ.
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يطوي الله عزَّ وجلَّ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذهنَّ بيدهِ اليمنى، ثمَّ يقول: أنا الملكُ. أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المتكبِّرونَ؟ ُثمَّ يطوي الأرضينَ بشمالهِ ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتكبرونَ؟!» .
فمنْ هذهِ عظمتهُ، كيفَ يحصرهُ مخلوقٌ مِنَ المخلوقاتِ. سماءٌ أو غيرُ سماءٍ؟! حتَّى يقال: إنَّهُ إذا نزلَ إلى السماء الدنيا صارَ العرشُ فوقهُ، أو يصيرُ شيءٌ مِنَ المخلوقاتِ يحصرهُ ويحيطُ بهِ سبحانه وتعالى .



3- و إن قالوا لا يخلوا العرش فهل يثبتوا الذات فى مكانين فى نفس الوقت؟ بل إن مصطلح"المكان" من ألفاظكم المبتدعة التي اخترعتموها فما علينا إلا أن نستفصل منكم فإن كنتم تقصدون بالمكان أن الله تعالى حال في خلقه والمخلوقات تحيط به فهذا المعنى باطل لا نقول به أما إن كنتم تقصدون بالمكان أن الله تعالى فوق العرش فهذا حق دل عليه الكتاب والسنة ولن نتركه لتسميتكم له (مكان) .
وبالتالي نقول: إن الله بذاته فوق العرش وبذاته ينزل إلى السماء الدنيا ولا نقول(كيف) وسؤالك هذا سؤال عن الكيفية ولسان حالك يقول:كيف ينزل وهو فوق عرشه فجوابنا: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل ينزل وهو فوق عرشه كما شاء ومتى شاء.
أما إستشهاداتك بما جاء في التوراة فمردود عليك بقول النبي صلى الله عليه وسلم(لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) بل العبرة بماجاء في الكتاب والسنة فيكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم((ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول)) فلسنا بحاجة للتوراة لكي نثبت عقيدتنا أو نردها بل ما وافق الكتاب والسنة نقول به وماخالفه نضرب به عرض الحائط.


يتبع.....

جمال البليدي
2011-06-16, 11:22
موقفنا من الإمام النووي وابن حجر:


10-قال الجهمي:




بل و هذا المدعي كاتب المقال بكل وقاحة يكون في مراجعة رسالة قبيحة من أحد العوام المدعين للعلم بإسم الردود والتعقيبات على أخطاء النووي في الصفات
أصبح الإمام النووي عند بني وهبان من أصحاب الأخطاء
ولا عجب فكبيرهم
مدعي العلم ربيع بن عبدالهادي المدخلي قال:
ابن حجر العسقلاني والنووي دول ما عندهم أخطاء دول عندهم بدع.
فادخلهم في زمرة المبتدعة الفسقة والعياذ بالله في العقائد والفقه ..!
وهو وجميع الوهابية عاله على كتب هؤلاء الأئمة لفهم الدين.
ولا عجب أيضاً فقد قال شيخهم ابن عثيمين أن ابن حجر العسقلاني والنووي ليسا من أهل السنة والجماعة في الصفات والعقيدة..
أقول:
أولا:إن الأخطاء لا يسلم منها أحد لكن الحد الفاصل بيننا وبينكم أنكم تتعصبون وتقسدون الأشخاص ولا ترضون أي نقد لهم ورد عليهم لأنكم تظنون أن الرد على المخالف يقتضي الطعن فيه كما ظننتم أن القول بالعلو يقتضي المكان وظننتم أن النزول ؤ
يقتضي الحركة والحلول فهذه الإلزمات منكم لا نقول بها ولا نعتقدها بحمد الله تعالى ,وردود أهل العلم السلفيين على النووي وابن حجر غرضها بيان الحق وتبيان الصواب فكل يؤخذ من قوله ويرد.
ثانيا: أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين ، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون ، ولا ينقصون قدرهم ، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل ، والتأول له ، والترحم عليه ، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه ؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه ، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال .
وبيان خطأ المخطئ في الشرع سواء كانت هذه الأخطاء بدعا أو دون ذلك لا يعتبر سبا ولا منقصة بل هو من تمام العدل والإنصاف والنصح لدين الله .ومات ذكره الشيخين لا غبار عليه فهو عين الحق والإنصاف إذ من المعلوم أن الإمام النووي وابن حجر قد وقعوا في بعض البدع فهم ليسوا من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل بدع ومن أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة فهل هناك عدل وإنصاف أكبر من هذا؟!
أم أنكم تريدون منا أن نتجمل مع أخطاء الناس في دين الله؛ فنصبح كاليهود الذين {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}؟!
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ؟!
هذا وليعلم هؤلاء أن السلفيين يفرقون بين الأخطاء الصادرة عن علماء الإسلام مما أصلوا دعواتهم على منهج أهل السنة فتكون من قبيل الإجتهاد الذي يؤجرون عليه أجرا واحدا وخطؤهم مردود وبين أخطاء دعاة البدعة ممن كانت أصولهم قائمة إبتداءا على غير منهج أهل السنة فتحمل أخطائهم على البدعة
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به والثاني : وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ وقع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية » الإعتصام(1/193/-197).
.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله((( وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه ،وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة )) .
ويقول((( إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم، فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول، فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ، فهذا أصل عظيم، فتدبره فغنه نافع )) .
ويقول((((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر))[معارج الوصول ص:43].
ثالثا: إن مشايخ أهل السنة والجماعة لما ردوا على النووي وابن حجر وغيرهم من كبار أهل العلم إنما ردوا عليهم بعلم وأدب وترحموا عليهم أما أنت أيها الجهمي فقد طعنت في الشيخ مشهور والشيخ العلامة ربيع المدخلي والعلامة العثيمين رحمه الله بجهل وهوى وتعصب فقط فليس لك حجة فيما قلت إلا التهويل والتشويش فحسبك هذا الفرق بيننا وبينكم.



طعونات الأشاعرة في الإمام النووي وابن حجر:



قال شيخ الجهمية المعروف(الكوثري) عن ابن حجر العسقلاني: وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي.وابن دقماق المؤرخ.والتقي المقيزي،والبدر العيني،والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى.(التأنيب ص7)
وقال السقاف في (( زهر الريحان )) ص (137 ) : (( والقسم الثالث : نواصب وهم على نوعين ! نواصب بالتوارث دون قصد أمثال النووي ، ونواصب عن قصد وهم مثل الجوزجاني وابن العربي المالكي صاحب القواصم واحترت في الهيتمي هل هو قائل بالنصب وراثة متأثرا بالأجواء التي عاش بها أم أنه متعمد قاصد لكن تصنيفه لذلك الكتاب الفارط يرجح القصد والتعمد ! )) .
وبهذه النقولات عن شيوخ جهمية العصر يتبين من هم الذين يسبون العلماء وينتقصونهم ومن هم الذين يعتذرون لهم ويبينون أخطاءه نصحا لدين الله.




الجهمي لا يفرق بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة:



11-قال الجهمي:




فسبحان الله ملكوا صكوك الغفران كبابوات روما في السابق.
عليهم من الله ما يستحقون.
ولا نعلم إذا كان ابن حجر العسقلاني والنووي الأئمة الجهابذة
مبتدعة وعقائدهم فاسدة كما يقولون.
وهم من لا تخلو مكتبة من شروحاتهم للبخاري ومسلم ومن لا يملك شروحاتهم فلا يفقة في العلم كوعه من بوعه
قلت:وهذا الكلام يدل على مدى الغلو في التكفير عند هذا الجهمي فهو يتصور (نظرا لغلوه في التكفير) أن الرد على المخالف وبيان خطأه يقتضي تكفيره وإخراجه من الإسلام والحكم عليه بالنار!!!
لهذا راح يتحدث عن صكوك غفران!ولست أدري من طعن في الإمام ابن حجر غير شيخهم الكوثري وطعن في النووي واتهمه بالنصب غير شيخهم السقاف!
وليعلم هذا الجهمي أن بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة ‏له‎ ‎بمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأ‎ ‎والكلام جرحا وتعديلا ‏عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّ‎ ‎للأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم - ‏أعني أهل العلم - عدم أدائه, لا علاقة للكلام‎ ‎في بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين ‏للمخطئ أو للمبتدع, ولا‎ ‎بمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين‎.
ذكر‎ ‎الخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّ‎ ‎وهو ‏الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)), فقال له يوسف‎ ‎الصوفيّ‎: (‎كم من هؤلاء ‏القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئة‎ ‎سنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟‎) ‎فبكى عبد الرحمن‎.
وذكر ابن‎ ‎الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابن‎ ‎الصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله‎: (‎إنّا‎ ‎لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتي‎ ‎سنة‎)).
وهذا الذي نقلته قد قاله هؤلاء الأئمة في المبتدعة وكبارهم فمن باب أولى أن يقال في الأئمة الكبار كالحافظ ابن حجر والنووي .
قال العلامة أمان جامي رحمه الله: الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله.....)
إلى أن قال: ((وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم اخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء)) من شريط قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية.


هذا مع العلم أن ابن حجر قد انتقد الأشاعرة باسمهم الصريح بل وصرح بمخالفتهم لإمام أحمد
قال الحافظ (13/469) (( وقالت الأشاعرة كلام الله ليس بحرف ولا صوت وأثبتت الكلام النفسي، وحقيقته معنى قائم بالنفس وإن اختلفت عنه العبارة كالعربية والعجمية، واختلافها لا يدل على اختلاف المعبر عنه، والكلام النفسي هو ذلك المعبر عنه، وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت، أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن، وأما الصوت فمن منع قال إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحجرة، وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر، وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه، وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه، وقد قال عبد الله بن أحمد ابن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت، فقال لي أبي: بل تكلم بصوت، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره)).


(و في هذا النص فوائد
الأولى: نقض شبهة منكر صفة الصوت
الثانية: اظهار التباين بين عقد الأشاعرة وعقد الإمام أحمد
الثالثة :عدم وصف الحافظ لمثبت الحرف والصوت بالتجسيم .)(1)
فما قول هؤلاء الجهمية هل سيصبح الحافظ ابن حجر مبتدع عندهم إستنادا لتصورهم الفاسد وهل سيحكمون عليه بالنار ولا يترحمون عليه .
ولو سردنا مخالفات الأشاعرة للنووي وابن حجر لما انتهى البحث لكن يكفينا ما نقلناه عن ابن حجر لكن جهمية العصر يتمسكون بزلات العلماء ويبنون عليها أصولهم على أنها وحي منزل فلا يقبلون فيهم ردا ولا بيانا!

12-قال الجهمي:






السلف الصالح كانوا ينفون عن الله المكان والحركة والسكون والانتقال وسائر صفات المخلوقين وكل هذا يعطيه قول الله سبحانه وتعالى:
( ليس كمثله شيء) .
أقول: بل السلف لم يتلفظوا بهذه الألفاظ المبتدعة لا نفيا ولا إثباتا إنما نطقوا بما جاء في الكتاب والسنة وآمنوا بماجاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعلوا آيات الصفات كالحروف الهجائية في بعض أوائل السور ألبتة بل معناها معلوم والكيف فيها مجهول هذا هو الذي ثبت عن السلف وكذلك لم يفهموا من الصفات تلك اللوزام الموجودة في المخلوقات بل هم يعلمون أنه( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ولم يثبت أن أي أحد منهم تحريف نصوص الصفات ولم نسمع منهم إثبات سبعة وترك الباقي كما هو حال الأشاعرة اليوم .


13-قال الجهمي:




وإن أردت إثبات النزول كما جاء في الخبر فكلامك صحيح وإن أردت النزول بمعناه الحقيقي فانت مجسم قد نبذت عقلك وراء ظهرك وتتظاهر بالعقل .
وهذا ما اتضح بعد الاطلاع علي كامل الموضوع أنك تريد النزول بالمعني الحقيقي من الحركة والإنتقال من أعلى لأسفل والعياذ بالله.
أقول: هذا الكلام في غاية التناقض وإلا فمن أين لك تقسيم الكلام إلى حقيقة وخيال؟.
إن الذي جاء في الخبر معلوم وكيفه مجهول فنؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدينا حقيقة كما نؤمن بأن الله خلقنا حقيقة ويأتي يوم القيامة حقيقة ويتكلم حقيقة ويحاسبنا حقيقة ويدخل الكفار إلى النار حقيقة والأبرار إلى الجنة حقيقة ونراه يوم القيامة حقيقة .
فهل من العربية أن تسأل المتكلم عن أي شيء، كأن تقول له: هل أتى أبوك حقيقة ؟ هل أنت هنا حقيقة ؟ هل أمك ولدتك حقيقةا؟ بل هل يعقل أن يقول قائل: هل الله موجود حقيقة؟
ونزول الله لا يلزم منه حركة ولا انتقال بل الله(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فإن كان نزول المخلوق يلزم منه خلو مكان وإعمار مكان ويلزم منه حركة وانتقال فإن الله تعالى لا يماثل أحد من خلقه فهو على عرشه كما شاء وينزل كما شاء وكل هذا حقيقة وليس خيال لأن الأصل في الكلام الحقيقة وليس الخيال إنما الخيال تجده في منامات الصوفية والجهمية فقط .
أ فيظن الجاهل أنَّا نجحد علو الله على عرشه,لأسماء سموها,هم ‏وسلفهم,ما أنزل الله بها من سلطان,وألقاب وضعوها من تلقاء ‏أنفسهم,لم يأت بها سنة ولا قرآن ,وشبهات قذفت بها قلوب,ما ‏استنارت بنور الوحي,ولا خالطتها بشاشة الإيمان,وخيالات هي من ‏تخييلات الممرورين,وأصحاب الهوس,أشبه منها بقضايا العقل ‏والبرهان,ووهميات نسبتها إلى العقل الصحيح كنسبة السراب إلى ‏الأبصار في القيعان.‏
فدعونا من هذه الدعاوي الباطلة ,التي لا تفيد إلا تضييع ‏الزمان,وإتعاب الأذهان,وكثرة الهذيان,وحاكمونا إلى الوحي,لا إلى ‏نخالة الأفكار وزبالة الأذهان وعفارة الآراء,ووساوس الصدور,التي لا ‏حقيقة لها في التحقيق ,ولا تثبت على قدم الحق والتصديق,فملأتم بها ‏الأوراق سوادا ,والقلوب شكوكا,والعالم فاسدا.‏

يا قومنا والله إن لقولنا‎ ‎ألفا تدل عليه بل ألفان
عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ‎ ‎ولى وذوق حلاوة القرآن
كل يدل بأنه سبحانه‎ ‎فوق السماء مباين الأكوان
أترون أنا تاركون ذا كله‎ ‎لجعاجع التعطيل والهذيان

يتبع...

جواهر الجزائرية
2011-06-16, 17:00
جزاكم الله خيرا وستركم الله
وجعلكم سيوفا الحق
في وجه كل مبتدعة

السلطان محمد الفاتح
2011-06-16, 17:05
أتمنى أن تكون لك بحوث في الرد على اليهود والنصارى واهل الزندقة والالحاد.

جمال البليدي
2011-06-16, 20:17
أتمنى أن تكون لك بحوث في الرد على اليهود والنصارى واهل الزندقة والالحاد.

يمكنك زيارة مدونتي:


قضية فلسطين المسلمة. (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a9/)

منبر الرد على طعونات شمس (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b7%d8%b9%d9%88%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%b4%d9%85%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86/) الدين

رمضانيات (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa/) (4)


منبر الدفاع عن السلفية... (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%a9/) (50)


الردود على أعداء الإسلام... (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85/) (27)


حقوق المرأة (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9/) (8)


الأسرة والمجتمع (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%b9/) (4)


التحذير من التطرف و الإر... (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d9%81-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8/) (30)


الرد على الروافض(الشيعة)... (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%81%d8%b6%d8%a7%d 9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9/) (3)


الرد على الصوفية و الأشاعرة... (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a9/) (17)


الأشعار و القصائد... (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%b9%d8%a7%d8%b1-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d8%a7%d8%a6%d8%af/) (1)


التعريف بالمصطفى صلى الله عليه وسلم... (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%b5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d9%88%d8%b3%d9%84%d9%85/) (1)


العقيدة والمنهج (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d9%87%d8%ac/) (4)


أخلاقيات (http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%aa/) (5)

جمال البليدي
2011-06-16, 20:34
جزاكم الله خيرا وستركم الله
وجعلكم سيوفا الحق
في وجه كل مبتدعة



وإياكم أخت جواهر.

جمال البليدي
2011-06-16, 20:35
14-قال الجهمي:


وهذا ما اتضح بعد الاطلاع علي كامل الموضوع أنك تريد النزول بالمعني الحقيقي من الحركة والإنتقال من أعلى لأسفل والعياذ بالله.

أقول:بل الموضوع برمته لا يتحدث عن حركة أو سكون بل عن النزول لكنكم لا تفهمون من النزول إلا الحركة والإنتقال كما أنكم لا تفهمون من العلو إلا المكان والحيز والحد ,ولا تفهمون من اليد إلا الجارحة .

أما ما رحت تقتبسه من كلامي فكل ذلك لا علاقة له بإثبات الحركة أو نفيها بل إنني رددت على من زعم أن النزول الحقيقي يستلزم الحركة والإنتقال فقلت بكل وضوح:
إن كان‎ ‎قصدكم بالحركة أن الله إستوى العرش وكلم ‏موسى وينزل كل ليلة في الثلث الأخير وأنه‎ ‎خلق ‏السموات وخلق الخلق وأنه أنزل الله الكتب وأنه يجيء ‏يوم القيامة ليحاسب العباد‎ ‎فهذا المعنى حق دل عليه ‏الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة‎ ((‎واتفق أهل‎ ‎السنة ‏على القول بمقتضى ما دل عليه الكتاب والسنة من ‏ذلك غير خائضين فيه ، ولا‎ ‎محرفين للكلم عن ‏مواضعه، ولا معطلين له عن دلائله . وهذه النصوص ‏في إثبات الفعل ،‎ ‎والمجيء ، والاستواء ، والنزول ‏إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله‎ ‎فالحركة ‏له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها ، وإن ‏كنا لا نعقل كيفية هذه‎ ‎الحركة‎.(...إلى آخر كلامي الذي نقلته عن أئمة الهدى كما ذكرت في الهامش.

فليس في كلامي هذا الذي بنيت عليه كل موضوعك(وهذا من إنصافك الغريب العجيب) إثباتا للحركة ولا نفيها لأن لفظ(الحركة) لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة!
إنما كان هذا إستفصال في المعنى فقد يراد بالحركة النزول والاستواء والمجيء والخلق فهذا المعنى حق ثابت في الكتاب والسنة لكن اللفظ غير ثابت فالأفضل والأسلم والأجدر تركه وإن قال به بعض الأئمة الكبار كالإمام الدارمي وبعض أهل السنة لكننا لسنا مقلدين لأحد .
الذين أثبتوا الحركة قد قصدوا بها النزول والإستواء والمجيء ولم يقصدوا غير ذلك كما هو واضح في كتبهم بدليل أنهم قالوا بها في مقام ردهم على الجهمية(أجدادكم القدامى) المنكرين للنزول والإستواء بحجة أن هذا يستلزم الحركة والانتقال-زعموا- .
وأما إن كنت تقصد بالحركة ما يماثل حركات المخلوقات فهذا باطل ننفيه جملة وتفصيلا.
و كلام الإمام الدارمي رحمه الله الذي ألزمتني به ليس وحياً من الله تعالى و لا هو بالمعصوم فليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم فلتعلموا هذا جيدا لأننا سلفيون ولسنا دارميون بل كل يؤخذ من قوله ويرد, و كلام الدارمي جاء في مقابلة من زعم أن الله تعالى لا يفعل , فقابل الدارمي نفي الفعل بإثبات الحركة .

و قد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية المسألة فخلص الى ان جماعة من أهل العلم أثبتوا الحركة على معنى الفعل , و منهم من توقف في اللفظ و هو الأحسن و الأحكم لا لأن ابن تيمية قاله بل لأنه الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الاستقامة (76-79):

"وكذلك لفظ الحركة أثبته طوائف من أهل السنة والحديث وهو الذي ذكره حرب بن اسماعيل الكرماني في السنة التي حكاها عن الشيوخ الذين أدركهم كالحميدي وأحمد بن حنبل وسعيد بن منصور واسحاق بن إبراهيم ....
ونفاه طوائف منهم أبو الحسن التميمي وأبو سليمان الخطابي ....
والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك ولم يثبت عنه إثبات لفظ الحركة وإن أثبت أنواعا قد يدرجها المثبت في جنس الحركة....
وقد نقل عنه في رسالة عنه إثبات لفظ الحركة مثل مافي العقيدة التي كتبها حرب بن إسماعيل وليست هذه العقيدة ثابتة عن الإمام أحمد بألفاظها فإني تأملت لها ثلاثة أسانيد مظلمة برجال مجاهيل والألفاظ هي ألفاظ حرب بن إسماعيل لا ألفاظ الإمام أحمد ولم يذكرها المعنيون بجمع كلام الإمام أحمد كأبي بكر الخلال في كتاب السنة وغيره من العراقيين العالمين بكتاب أحمد ولارواها المعروفون بنقل كلام الإمام لاسيما مثل هذه الرسالة الكبيرة وإن كانت راجت على كثير من المتأخرين"ا.هـ

و قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري"(6/533):

"أهل الحديث في النـزول على ثلاث فرق:
فرقة منهم تجعل النـزول من الأفعال الاختيارية التي يفعلها الله بمشيئته وقدرته وهو المروي عن ابن المبارك ونعيم بن حماد وإسحاق بن راهويه وعثمان الدارمي
وهو قول طائفة من أصحابنا ومنهم : من يصرح بلوازم ذلك من إثبات الحركة .
وقد صنف بعض المحدثين المتأخرين من أصحابنا مصنفاً في إثبات ذلك ورواه عن الامام أحمد من وجوه كلها ضعيفة لا يثبت عنه منها شيء"ا.هـ.


و الأمر كما قال شيخ الإسلام في مسألة الحركة في موضعه من الفتاوى

( والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبته الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل، والسمي، والكفؤ، والند ) اهـ.
فلا داعي لتكثير الجمل والحروف بالنقل عن بعض الأئمة الكبار بل نحن ليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وماعدا ذلك كل يؤخذ من قوله ويرد.
وهب جدلا أننا نثبت الحركة كما ادعيت وافتريت –لتُوهِمَ الصوفية الذين يقرؤون لك أنك استطعت أن ترد على موضوعي الذي حيرهم وأفزعهم – فقلي ما وجه استنكارك لذلك؟ هل لأن اللفظ لم يرد في الكتاب أو السنة؟ .
فإن كانت هذه حجتك فأين في الكتاب أو السنة أو كلام السلف الصالح مصطلح(الكلام النفسي) الذي أثبتموه لله جلا جلاله!.
وأين مصطلح(البدعة الحسنة) بل أين أصلها في الكتاب والسنة أم من كلام سلف الأمة هذا إن لم يكن سلفك إلا جهم وزمرته!
أم أن حجتك أن هذا من التشبيه ؟فإن كان كذلك فأنت المشبه لله بالجماد لأن الذي لا يتحرك ولا ينزل و لا يأتي ولا يجيء ولا يتكلم فلا يكون إلا جمادا فهنيئا لكم التشبيه الجديد بهروبك من التشبيه المُتوَهَمْ الذي لا أصل له إلا في عقولكم المتشبعة بالفلسفة والمنامات وكثرة الوسوسات .
وكذلك الذي لا يكون خارج العالم ولا داخله ولا فوق ولا تحت فهذا لا يكون إلا عدما فكيف سولت لكم أنفسكم أن جعلتم ظاهر كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام تشبيها وتناسيتم أن ظاهر كلامكم الجديد هو التشبيه بعينه!
فقد هرب بكم الشيطان من تشبيه غرسه في عقولكم إلى تشبيه زينه في قلوبكم كما قال تعالى((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ))
وبهذا التزيين الشيطاني أصبحتم ترون الإثبات تشبيه والتحريف تأويل والتعطيل تفويض وتنزيه



فيا أيها القوم:

لا تجعلوا الإثبات تشبيها له يا فرقة التشبيه والطغيان ‏
كم ترتقون بسلم التنزيه للتـــــــــعطيل ترويجا على العميان
فالله أكبر أن تكون صفاته كصفاتنا جل عظيم الشَّانِ
هذا هو التشبيه لا إثبات أوصاف كمال فما هما سِيَّانِ
سميتم التحريف تأويلا كذا التعطيل تنزيها هما لقبان
وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا شرا وأقبح منه ذا بهتان
فجعلتم الإثبات تجسيما و تشبيها وذا من أقبح العدوان
فقلبتم تلك الحقائق مثل ما قُلِبَتْ قلوبكم عن الإيمان‏
وجعلتم الممدوح مذموما كذا بالعكس حتى استكمل اللّبْسَانِ.



15-أما قولك أيها الجهمي:

اقتباس:
و في كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:
" قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم"

في كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي عَلّق عليه صلاح عويضه و أحمد القادري - الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول ص / 235 - يقول:" قال النبى: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه".

في كتاب " معارج القبول " - الجزء الأول لحافظ حكمي ص/ 243 يقول:"يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي قائمه"
وينسب هذا الكفر إلى رسول الله.

ويقول ابن تيمية في كتاب " شرح حديث النـزول "- طبع دار العاصمة ص/ 198 نسب ابن تيمية إلى الرسول أنه قال:
" إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا"


أقول:
بادئ ذي بدأ يجب أن تعلم بل يجب أن تضع هذا نصب عينك أننا سلفيون ولسنا تيميون ولا دارميون فاحفظ هذا حتى تقتصد الكثير من الجمل والإلزامات التي سودت بها موضوعك.
ثم:
الدارمي فيما نقلت عنه إنما نقل أثر عن أحد السلف ألا وهو الضاحك ابن مزاحم فإن كان صحيحا فهو صحيح فهل ستطعن في الإمام الضاحك ابن مزاحم مثلما طعنتم في جمهور علماء السنة بل حتى بعض علماء الأشاعرة !
أما إن كان ضعيفا فنقول :لقد أخطأ الإمام الدارمي في نقله للأثر لأنه ضعيف .
وما قيل يقال في باقي الكلام الذي نقلته عن الحافظ الحكمي وابن تيمية فكلاهما ينقلان أثار وأحاديث فإن كانت صحيحة أثبتناها بكل ثقة واطمئنان مهما هولتم وشنعتم وإن كانت ضعيفة رددناها واعتذرنا للأئمة الذين اعتبروها صحيحة عن اجتهاد منهم فنحن كما قلت ولا أزال أقول:سلفيون ولسنا دارميون ولا تيميون ولا حكميون!
لكن أبشرك بأنك بترت كلام الحافظ الحكمي فإنه بعد أن ذكر حديث((: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي......)) قال :(( رواه ابن منده قال وله أصل مرسل)) فالحديث مرسل فلا داعي أن تنشع لا الحكمي ولا على الحديث(وهذا منك ومن أمثالك غير مستغرب).
أما الحديث الثاني الذي ذكره الحكمي فلا علاقة له بالدنيا إنما عن الآخرة وهو ضعيف والحكمي لم يحكم لا بصحته ولا بضعفه إنما نقله ليقوي به أدلة نزول الله تعالى إلى الخلائق يوم القيامة للحساب فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد رواه مسلم.
فما قولكم في هذا الحديث هل ستنزل الملائكة لتحاسب الخلق يوم القيامة أم الله جلا جلاله!
فهل بعد هذا تبقى تتهم غيرك بالكذب والتدليس يا من حملت لواءه؟!


ومن تدليسك أنك ادعيت أن شيخ الإسلام ابن تيمية نسب للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال((" إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا)) وهذا كذب على شيخ الإسلام إنما ابن تيمية نقل ذلك عن ابن مندة فقط.
قال رحمه الله((فهذا تلخيص ما ذكره عبد الرحمن بن منده،مع أنه استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه مثل قوله‏:‏ ‏(‏ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا إذا مضى ثلث الليل الأول‏,‏ فيقول‏:‏ أنا الملك، من ذا الذي يسألني فأعطيه‏؟‏ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له‏؟‏ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له‏؟‏ فلا يزال كذلك إلى الفجر‏)‏‏.‏ وفي لفظ‏:‏ ‏(‏إذا بقي من الليل ثلثاه يهبط الرب إلى سماء الدنيا‏)‏ وفي لفظ‏: ‏"‏حتى ينشق الفجر ثم يرتفع‏"، وفي رواية يقول‏:‏ ‏"لا أسأل عن عبادي غيري‏,‏ من ذا الذي يسألني فأعطيه‏"‏‏،‏ وفي رواية عمرو بن عبسة‏:‏ ‏"أن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا‏"‏، وفي لفظ‏:‏ "‏حتى ينشق الفجر، ثم يرتفع‏"‏ وذكر نزوله عشية عرفة من عدة طرق) انتهى كلامه من المصدر الذي أحلتني إليه!!!
فأنظر واعدد كذباتك فليس لي الوقت الكافي لعدها وحصرها .
لكن السؤال المهم هو أن يقال لك:لما استنكرت الحديث ألأنك درست طرقه فبان لك ضعفه أم لأنه لم يتقبله عقلك !
فإن كانت الأولى فأين حجتك في بيان ضعفه؟! وإن كانت الثانية فقد أظهرت للناس مدى تهجمك على أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وأن عداوتك بل عداوتكم (لأنك تنسخ من غيرك) ليست للدارمي وابن تيمية والحكمي فحسب بل لأقوال الله تعالى ورسوله التي تناولتموها تارة بالتحريف وتارة بالتعطيل ,ولا عجب فأنتم لم تتقبلوا لفظ(ينزل) فلما تقبلون لفظ(يتدلى)!!!!

16-قال الجهمي:

ونقول النزول في حق الله لا يلزم منه الانتقال كما تدعون فإن لم يكن معنى النزول عندك هو الانتقال تابعاً لعقيدة الحشوية مثل من ذكرنا فاسكت كما سكت بعض السلف
ولا تتكلم على ما لم يفسر السلف!
ولا نعتقد انك ستصمت لان عقيدتك كشفت للجميع.!!
أقول: بل لم تحرفوا النزول إلا لأنكم فهمتم منه الحركة والإنتقال فأنتم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تشاهدوه في المخلوق فتقيسون الغائب على الشاهد تماما مثل اليهود والنصارى ,ودعواك أننا نقول بالحركة قد تم بيان زيفها ولله الحمد والمنة ,وحقيقة لقد صدعت رؤوسنا بالكلام عن الحركة والإنتقال مع أنني لم أثبتها ولم أنفيها وإلى الآن لم نراك ترد على حججي ولا على ردودي!!! فعن أي تزوير تتحدث وعن أي تدليس تدندن !!
إن كنت تريد خداع معجبيك من الصوفية والجهمية فهم مخدوعين من الأول لأن عقولهم لم تستنر بالوحي المنزل وإن كنت تريد خداع عوام الناس فإن أغلب العوام بل جلهم يقولون بما ورد في الكتاب والسنة من الصفات ولا يفهمون منها تشبيها بالرغم من أنهم لم يدرسوا في الجامعات الجهمية ولا الأشعرية ولا الإعتزالية ولا حتى السلفية بل لأنها الفطرة التي جعلت شيوخكم يتمنون لو يموتوا على عقيدة العجائز فقبل أن تريد مني أن أصمت على بهتانك وجهالاتك عليك أن تسكت أنت على اتهام غيرك فلا ترمي غيرك بالحجارة وبيتك من زجاج.
ومن فضلك لا تتكلم عن السلف فمذهبك ليس له سلف إلا جهم الذي أخذ دينه عن فلاسفة اليونان فمنذ متى كنتم تستشهدون بالسلف أصلا!
فهل مما عليه النبي صلى‏‎ ‎الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة : تقديم العقل ‏على النقل أو نفي الصفات ما عدا‎ ‎المعنوية والمعاني ، أو الاستدلال بدليل ‏الحدوث والقدم ، أو الكلام على الجوهر‎ ‎والعرض والجسم والحال ، أو أن الإيمان ‏هو مجرد التصديق القلبي ،‎ ‎أو القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ‏ولا تحته ، أو الكلام النفسي‎ ‎الذي لا صيغة له ، أو نفي قدرة العبد وتأثير ‏المخلوقات ، أو إنكار الحكمة والتعليل‎ … ‎إلى آخر ما في عقيدتكم ؟
إننا نربأ بكل مسلم أن يظن‎ ‎ذلك أو يقوله .‏
بل نحن نزيدكم إيضاحاً‎ ‎فنقول :‏‎ ‎
إن هذه العقائد التي‎ ‎أدخلتموها في الإسلام وجعلتموها عقيدة الفرقة الناجية ‏بزعمكم ، هي ما كان عليه‎ ‎فلاسفة اليونان ومشركوا الصابئة وزنادقة أهل ‏الكتاب .‏
لكن ورثها عنهم الجهم بن‎ ‎صفوان وبشر المريسي وابن كلاب وأنتم ورثتموها عن ‏هؤلاء ، فهي من تركة الفلاسفة‎ ‎والابتداع وليست من ميراث النبوة والكتاب .‏
ومن أوضح الأدلة على ذلك‎ ‎أننا ما نزال حتى اليوم نرد عليكم بما ألفه أئمة ‏السنة الأولون من كتب في الردود‎ ‎على‎ ‎‏"‏‎ ‎الجهمية‎ ‎‏"‏‎ ‎كتبوها قبل ظهور مذهبكم‎ ‎بزمان ، ومنهم الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والدارمي وابن أبي حاتم …‏
فدل هذا على أن سلفكم أولئك‎ ‎الثلاثة وأشباههم مع مازدتم عليهم وركبتم من ‏كلامهم من بدع جديدة .‏
على أن المراء حول الفرقة‎ ‎الناجية ليس جديداً من الأشاعرة ، فقد عقدوا ‏لشيخ الإسلام ابن تيمية محاكمة كبرى‎ ‎بسبب تأليفه‎ ‎‏"‏‎ ‎العقيدة الواسطية‎ ‎‏"‏‎ ‎وكان ‏من أهم التهم الموجهة إليه أنه قال في أولها :‏‎ ‎‏"‏‎ ‎فهذا اعتقاد الفرقة الناجية…‏‎ ‎‏"‏‎ ‎‎.‎
إذ وجدوا هذا مخالفاً لما‎ ‎تقرر لديهم من الفرقة الناجية هي الأشاعرة والماتريدية ‏ ‏.‏
وكان من جواب شيخ الإسلام‎ ‎لهم أنه أحضر أكثر من خمسين كتاباً من كتب ‏المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية‎ ‎والمتكلمين كلها توافق ما في الواسطية ‏وبعضها ينقل إجماع السلف على مضمون تلك‎ ‎العقيدة .‏
وتحداهم رحمه الله قائلاً :‏‎ ‎‏"‏‎ ‎قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث ‏سنين ،‎ ‎فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة … يخالف ما ‏ذكرت فأنا أرجع عن ذلك‎ ‎‏"‏‎ .‎
قال :‏‎ ‎‏"‏‎ ‎ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ‏ما يناقض‎ ‎ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه‎ ‎‏"‏‎ .‎
فهل يريد الأشاعرة‎ ‎المعاصرون أن نجدد التحدي ونمدد المهلة أم يكفي أن نقول ‏لهم ناصحين :‏‎ ‎
إنه لا نجاة لفرقة ولا لأحد‎ ‎في الابتداع ، وإنما النجاة كل النجاة في التمسك ‏والاتباع .‏
ترجو النجاة ولم تسلك‎ ‎مسالكها إن السفينة لا تجري ‏على اليبس.‏

يتبع...

جمال البليدي
2011-06-18, 15:01
17-وقد حاول الجهمي أن يضعف أثر الإمام الشافعي الذي فيه((القول في السُّنة التي أنا عليها ‏ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم‎ ‎وأخذت عنهم مثل ‏سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن‎ ‎محمداً ‏رسول الله‎ ‎وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف ‏شاء وأن الله‎ ‎تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء‎)).

مع أن الأثر لا يوجد فيه لا حركة ولا انتقال إنما فيه إثبات ما أثبت الله لنفسه مع عدم الخوض في الكيف !!!. فقد أفصح هذا الجهمي على ما في قلبه فهو لا ينكر الحركة والإنتقال أو غيرها من الألفاظ التي أحدثوها بأنفسهم إنما هو ينكر ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله!!!.

وبالرغم من أن هكاري الذي نسب هذا القول للإمام الشافعي( لم يكن موثقا ويغلب على حديثه الغرائب والمنكرات إلا أن الكتاب المنسوب للشافعي من طرف الهكاري قد أثبته علماء أجلاء وأئمة محققون منهم:

ابن قدامة في العلو
والذهبي في العلو
وفي السير وسماه معتقد الشافعي
والسبكي في الطبقات
والروداني في صلة الخلف
والسيوطي في الأمر بالاتباع
ولو كان السند في قول الشافعي هنا ضعيف ؛ فإثبات عقيدة الشافعي رحمه الله نص عليها أكثر من واحد وهي موافقة لعقيدة السلف .
ورسالة الهكاري , وإن كانت ضعيفة , فقد قبلها العلماء ونقلوا عنها لأنها لا تخالف ما ثبت في اعتقاده من غير طريق الهكاري)(1) .

قال الحافظ ابن حجرفي الفتح (13/418) الطبعة السلفية (( وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونسبن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها، ومن خالف بعدثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لايدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر، فثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه))

قلت هذا سندٌ صحيح فلا عشاري هنا ولا هكاري ولا حتى مقدسي وكتاب مناقب الشافعي لابن أبي حاتم من مرويات الحافظ في معجمه المفهرس (183)

وليس في سنده العشاري أو الهكاري أو المقدسي ونفي الشافعي للتشبيه يدل على أنه يثبت الصفات _ كما صرح بذلك _ إذ أن المفوض لا يثبت شيئاً فلا يرد عليه استلزام التشبيه _الذي يتصوره أصحاب العقول المريضة_ (2).





الذب عن عرض الإمام الدارمي :


18-قال الجهمي معلقا على قول الإمام الدارمي الآتي:

والآثار التي جاءت عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله ‏عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه))انتهى كلام الإمام الدارمي.

فقال هذا الجهمي معلقا:



فهذا الدرامي مجسم مشهور عنه التجسيم وفي أقواله ما يشين الإسلام ، فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الذي فيه
.





أقول:

كان عليك أن ترد على كلام الدارمي بالحجة والبرهان لا الخروج عن الموضوع والتهجم على شخص الإمام الدارمي رحمه الله فلسنا هاهنا نتكلم عن عقيدة هذا أو ذاك بل عن الأدلة والنصوص الأثرية فلا تخلط بين الدليل وبين صاحبه !.

لكنك أثبت عجزك وهروبك عن الرد على الإمام الدرامي فلم تجد سبيلا إلا التهجم عليه مع أن كلامه لا يخالف أئمة أهل السنة في شيء

فقد قال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله(399ه)تعليقا على حديث ‏النزول ‏‎: ‎‏ هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون ‏الأرض,وهو أيضا بين في كتاب الله,وفي غير ما حديث عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم .ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)).



وقال ابن عبد البر رحمه الله((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح ‏الإسناد,لا يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل على أن الله عز و ‏جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات,وعلمه في كل مكان كما ‏قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر,ثم ذكر الآيات الدالة على علو ‏الله عز وجل(

أما فرية التجسيم والتشبيه فليست بجديدة من أتباع المريسي وجهم بن صفوان فقد تعودنا عليها منهم فكل من آمن بصفات الله عز وجل فهوعندكم تارة مشبه وتارة مجسم أما المكذبون المحرفون والمعطلون فهم عندكم منزهون. وما هم والله إلا جاهلون بعيدون عن نور الكتاب والسنة فهم لا يفهمون من النصوص إلا التشبيه والتجسيم كما بينت آنفا.

إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش أو نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة ‏بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي.‏
أما اللفظي ‏‎:‎فتسميتكم علو الله على العرش أونزوله إلى السماء الدنيا تجسيما وتشبيها ‏وتحيزا.وتواصيكم بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي,والعقل ‏والفطرة,فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم ‏وعلى اللغة,ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود.‏
وأما خطأكم في المعنى ‏‎:‎‏ فنفيكم,وتعطيلكم لعلو الرحمن أو نزوله بواسطة هذه ‏التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم ‏في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه,فسأل عنه فقيل له ‏‎:‎‏ ‏مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير,ومن لم يعرف العسل ينفر ‏عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة ‏له,ورغبة فيه,وما أحسن ما قال القائل ‏‎:‎
تقول هذا جني النحل تمدحه***وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير‏
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما***والحق قد يعتريه سوء التعبير.

ومن عادة أهل السنة أنهم يستفصلون في مثل هذه الألفاظ التي أحدثتموها فنقول لكم:

وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه ‏غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة
والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو ‏من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.‏
وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ‏ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا ‏نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد ‏صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما ‏مشبها.‏
فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم ‏
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم
فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم.‏

وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ ‏الجمع الأعظم مشيرا له.‏
وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله ‏صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.‏
أما قولك((فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس))فهذا جهل كبير منك لأن كتاب الدارمي قد أثنى عليه الأئمة الكبار بل ونقلوا منه لكونه ثقة من إمام ثقة

فلو كان الأمر على طريقتك أيها الجهمي لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم


و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو :


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) :

وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517


و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 :

وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ

و قال في الفتح ج 20 ص 484 :

وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ


و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ

و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) :

(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ


و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال :
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة } ) اهـ ج1 / 338-339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب :

4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329
و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع


و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - :

( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا .
ا هـ .


و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!.








وأمثلة على ذلك
الله له لسان عند الدرامي المجسم
نعم لله ( تعالى الله ) لسان عن الدرامي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلا بلسان متكلم به).


قلت:ولا يوجد في هذا الكلام الذي نقلته عن الإمام الدارمي إضافة اللسان للرب تبارك وتعالى!!!.

لكنني أعذرك فأنت تنسخ من غيرك وليس لك سلف في قولك إلا شيخك الكوثري المعروف بتهجمه على أهل العلم بما فيهم الحافظ ابن حجر الذي تمسحت به.


اقتباس:



ص/ 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:" قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى".


أقول: ولا يوجد هاهنا إثبات اللسان لله تبارك وتعالى إنما إثبات اللغة التي تكلم بها الله عز وجل فاللسان يطلق على اللغة كذلك أفلم تقرأ قوله تعالى((( وإنه لتنزيل رب العالمين ( 192 ) نزل به الروح الأمين ( 193 ) على قلبك لتكون من المنذرين ( 194 ) بلسان عربي مبين ( 195 ) ))).

فالله عز وجل تكلم باللسان العربي أي باللغة العربية وليس ها هنا إثبات اللسان بالمفهوم الذي ترمي إليه.

وهذا الكلام الذي نقلته إنما هو منسوب لكعب الأحبار فليس الدارمي إلا ناقل لوكنت تفقه!!!











الله اذا أراد يستقر علي ظهر بعوضة تُقِلُه والعياذ بالله

قوله (1/458) : " ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم " .







والجواب عليك من ثلاث أوجه:

الأول: أن هذا الكلام قد قاله الإمام الدارمي في مقام النقض والرد لا مقام التقرير فالفرق شاسع بينهما فهو يرد على المريسي الذي أنكر علو الله تعالى ,ومقام الرد غير مقام التقرير, وشيوخك الجهمية إلى يومنا هذا لم يجدوا في الكتب السلفية ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالتجأوا إلى نقل عبارات لبعض الأئمة السلفيين قد تكون أحيانا مطلقة لها تقييد في مقام الآخر فأخذوا بالمطلق وتركوا المقيد أو تكون أحيانا في مقام الرد على أهل البدع فجعلها شيوخك تقريرا وحجة للطعن في نهج السلف الصالح.

الثاني:الإمام الدارمي لم يجزم في كلامه بل إستعمل لفظ(لو قد شاء) وأنت توهم الناس بتشنيعك أنه يجزم.

الثالث:على فرض خطأ الدارمي فإنه رغم إمامته ومكانته لدى علماء الأمة إلا أنه يبقى بشر يصيب ويخطئ فلا داعي لكل هذا التهويل والتشويش وقارع الحجة بالحجة فإنك لم تفند شيئا ولم ترد على شيئ!!!.



19-لقد اقتبس الجهمي كلام الإمام الطبري الآتي((

وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى ‏السماء الدنيا,لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم))(

ثم علق عليه قائلا:



نقول لم يقصد الإمام الطبري الحركة والإنتقال كما تصرحون في كتبكم وأن الله ينزل حقيقة ويتحرك كيفما شاء فهذه عقيدة فاسده
فينبغي لمن استند إلى هذا المقال والحالة أنه يرتضي كلام الإمام ابن جرير الطبري ويأخذ بأقواله أن يتبع محكم كلام الطبري الواضح الصريح ويقدمه على متشابهه وفي نفس الكتاب ليعلم القاصي والداني أن من الدلائل على أن هؤلاء النقلة لا يتقون الله عز وجل ولا يخافون من يوم الحساب أنهم ينقلون ما يريدون مما يؤيد مذهبهم ولا ينقلون كل المعاني ويحررون موطن النزاع ..

وقد صرح الإمام الطبري في كتاب التبصير (ص 201)
(باجتماع الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون.)
وهذا نص صريح قاطع لا يحتمل التأويل في نفي حمل الهبوط ـ إن صح- على حقيقته المعهودة في الأجسام ولو مع نفي العلم بكيفية ذلك الهبوط بخلاف لفظ الهبوط فهو من حيث اللغة والفهم وقبول التأويل كلفظ النزول فصار نفي الحركة والسكون على الله تعالى من طرف الإمام الطبري ونقله الإجماع على ذلك من باب الكلام المحكم الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا وأما إثبات الهبوط والنزول فهو من باب إثبات المتشابه الذي له مجموعة احتمالات منها احتمال مقطوع بفساده وهو الاحتمال الملازم للحركة والسكون ومنها احتمالات أخرى تصح نسبتها إلى الله تعالى ولا يعلم حقيقة تأويلها إلا الله تعالى والذي يهمنا هنا أنّا إذا صححنا إرادة الإمام الطبري للمعنى الحقيقي المعهود بيننا من الهبوط والنزول ومع ذلك صححنا نفيه للحركة والسكون على الله تعالى جعلناه متناقضا تناقضاً صريحاً ويتنزه الإمام الطبري عن مثل هذه التناقض الذي لا يقع فيه إلى غبي مجسم فلم يبق إلا اتباع المحكم من كلامه وهو نفي الحركة والسكون على الله تعالى ونبذ المعنى الفاسد من المتشابه وحمله على محامل صحيحية أو تفويض علم حقيقته إلى الله تعالى كما صرح بذلك ابن قدامة مثلا في روضة المناظر وفي هذا كفاية للمتأمل.




أقول:

لا زلت أيها الجهمي تصدع رؤوسنا بالكلام على ألفاظك المبتدعة(حركة –سكون) مع أننا نثبت النزول ولا نقول لا بالحركة ولا بالسكون إنما نثبت ما أثبت الله لنفسه وقد تقدم الكلام عن هذا مرارا وتكرارا .

والمضحك أنك تدندن حول الرجوع إلى الكلام المحكم وكأن هذا الكلام غامض يحتاج منك إلى تحريف جديد فبعد أن حرفتم النزول إلى عدة تحريفات ها أنت تحاول جاهدا تحريف الهبوط مع أن النزول والهبوط معنى واحد ,وفي هذا أقوى رد على بطلان بدعة التعطيل الذي تسمونها تفويض أو تنزيه فهاهو الإمام الطبري لا يتوقف عن تفسير لفظ( النزول) بل يصرح ويقول باللفظ المرادف له ألا وهو (الهبوط) فهل ستسألني مثلما يفعل شيوخك عن معنى (الهبوط) بعد أن سألتم عن معنى (النزول) وكأنكم أعاجم لا تفهمون اللغة العربية؟!...إن الذي له الحق في السؤال هم أهل السنة والجماعة عن ألفاظكم المبتدعة المجملة المحدثة(حركة-سكون-حيز-حد-جهة-جسم-جارحة) والله نحن أولى من السؤال عن هذه الألفاظ منكم لأن ألفاظنا نطق بها الكتاب والسنة أما ألفاظكم فليس إلا خزعبلات صدعتم بها رؤوسنا فـتأمل!.

ولا تناقض بين إثبات النزول ونفي الحركة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن النزول ولم يخبرنا عن كيفيته فنؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدينا ولا نفوض الكيفية فالغباء غباءك والتجسيم تجسيمك لأنك لا تفهم من صفات الله إلا ما تراه في المخلوقات.

وقد أثبت الإمام الطبري صفة العلو لله تعالى كما فسر الاستواء بالعلو والإرتفاع مما يدل على أنه لم يكن معطلا ولا محرفا بل مثبتا سلفيا

قال رحمه في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم‎ ‎أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ‏ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو‎ ‎على عرشه فوق سماواته السبع‎ . ( ‎تفسير الطبري 27 / 216‏‎ )



‎ ‎و قال رحمه الله في تفسيره : (وأولى المعاني بقول الله جل‎ ‎ثناؤه : { ثم استوى إلى السماء فسواهن‎ } ‎علا عليهن‎ ‎وارتفع‎ ‎فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات‎ )
و قال رحمه‎ ‎الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو‎ ‎الله‎ ))
‎ ‎و قال ايضا رحمه الله : (وعني‎ ‎بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو‎ ‎على عرشه‎ )

وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره‎: ‎تصعد‎ ‎الملائكة والروح، وهو جبريل عليه ‏السلام إليه،‎ ‎يعني‎ ‎إلى الله‎ ‎عز و جل‎ ))




20-ومن عجيب صنع هذا الجهمي المتعالم أنه أورد شبهة قد رددت عليها في نفس الموضوع الذي يدعي أنه يرد علي فيه مما يدل على أنه رد علي حتى يقال له لقد رد

فقال هذا الجهمي:



كما أن حديث النزول يمكن أن يؤول بحديث آخر فلماذا التجسيم واجب في تشبيه رب العباد والقول انه يتحرك ينتقل من علو لسفل ومن سفل لعلو فقولوا خيراً أو اسكتوا أفضل لكم أيها الحشوية.



( إن الله يمهل حتى إذا كان شطر الليل الآخر أرسل ملكاً...... وفي رواية أمر منادياً)
هذا الحديث في شعب الإيمان للبيهقي ج3/ص335
_عمل اليوم والليلة النسائي ج/1ص340
الطبراني ج9/ص55
مسند إسحاق بن راهويه
إعتقاد أهل السنة اللالكائي ج1/222
وكذلك من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه في
ج1/ ص234 الترغيب والترهيب ج1/ص320
والترغيب والترهيب ج2/ص61
وفيه كل ليلة من رمضان فيض القديرج2/316
وعلل الترمذي ج1/ص83
ونيل الأوطار ج3/ص70 وج4/ص420
وغير هذا كثير.
وهكذا يجب التوفيق بين الأحاديث
فلا ينبغي الإقتصار على رواية واحدة طالما يمكننا الجمع بين الروايات وحمل بعضها على بعض وفق الشروط المعتبرة عند العلماء.
أقول: وكأنك أيها الجهمي لم تقرأ ردي على هذه الشبهة أم أنك تجاهلته ليقال : لقد رد...

فأعذرني أيها الراد المتهور أن أنقل ردي القديم على تخبط الجسيم وبهتانك الأثيم :



أولاً: أن هذه الرواية لا ذكر فيها: لا لنزول الله ولا نزول الملك، فمن أين ‏حكمت بأن النزول هو نزول الملك بأمره؟ فالتعويل على هذه الرواية يلغي موضوع ‏النزول برمته.‏
ثانياً: أنه تفرد بهذه اللفظة حفص بن غياث وهو ‏ممن تغير حفظه قليلا بأخرة,وخالفه غير‎ ‎واحد من ‏الثقات ,مثل:شعبة ومنصور بن المعتمر وفضيل بن ‏غزوان ومعمر بن راشد,فرووه‎ ‎بلفظ((إن‎ ‎الله يمهمل ‏حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ,نزل إلى السماء‎ ‎الدنيا,فيقول:هل من مستغفر‎....)).
فروايته السابقة شاذة وإن صحت فلها وجه‎ ‎وهو‎:‎
الثالث ‏‎:‎‏ إن هذا إن كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم فإن الرب يقول ذلك,..ويأمر مناديا‎ ‎فينادي...لا ‏أن المنادي يقول((من يدعوني فاستجيب له)) ومن ‏روى عن النبي صلى الله‎ ‎عليه وسلم أن المنادي يقول ‏ذلك فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم فإنه-مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر ‏الذي نقلته الأمة خلفا عن‎ ‎السلف-فاسد في ‏المعقول,يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين,كما روى ‏بعضهم((يُنزِّلٌ‎)) ‎بالضم وكما قرأ بعضهم(وكلم اللهَ ‏موسى تكليما))(39) ونحو ذلك من تحريفهم للفظ‎ ‎والمعنى‎ .‎
الرابع ‏‎:‎‏ أن الرواية على ضعفها خبر آحاد وتمسككم ينقض ما زعمتم ‏التزامه وهو عدم الاحتجاج بحديث الآحاد في العقائد.‏
الخامس ‏‎:‎‏ أن تحريفكم هذا يحقق حكم أبي الحسن الأشعري فيكم أنكم من ‏أهل الزيغ والضلالة. فقد روى الحافظ ابن عساكر عن أبي الحسن الأشعري أن الله هو ‏الذي "يقول (هل من سائل هل من مستغفر) خلافاً لما قاله أهل الزيغ والضلالة.
وقال "ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله ‏أهل الرواية عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ قال: ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا(.
فاعدد: كم من المسائل خالفت بها الأشعري ووافقت بها المعتزلة.‏



فهلا رددت على هذا بدلا من سياسة الهروب إلى الأمام .


21-قال الجهمي:



ولتوضيح المقصود
حديث: مرضت فلم تعدني، بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟
فهم يأولون الحديث هنا بأنه ليس الله بنفسه وذاته يوجد عند العبد فمن أين لهم هذا الفهم ولماذا لجأوا للتأويل ولم يقولوا إن الله عند العبد بنفسه وذاته كما يدعون في جميع أقوالهم في فهم الاحاديث والآيات؟؟
فيقولون إن الحديث مفسر
فنقول لهم فلماذا لا يأول حديث النزول بتتمة الحديث: بقوله: هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه، فالنزول هو نزوله بهذه الكلمات عن طريق الملك...
أقول:

أولا: لقد أثبت لكل قارئ منصف أنك متخبط في ضلالك غير واضخ في عقيدتك فتارة تشيد بالتعطيل والآن تميل إلى التحريف فاثبت على قول ودع عنك الرقص بين النقيضين واختر أحدهما إما تعطيل أو إما تحريف.

ثانيا:إننا ولله الحمد والمنة نثبت ما أثبت الله لنفسه ونفسر آيات الصفات على ظاهرها والظاهر لا يعرف إلامن سياق الكلام فظاهر حديث(بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده)) أي وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى والدليل على ذلك ما قاله عز وجل بعد ذلك ( لو أطعمته لوجدت ذلك عندى ) أى لوجدت ثوابه وجزاءه عندى .

وفي هذا يقول الإمام النووي((ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه والله اعلم[

ثم إن العندية لا تستلزم المخالطة والمماسة ومن الأدلة قوله تعالى { ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته}

وقوله عليه الصلاة والسلام .:(( لما قضى الله الخلق كتاب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي ))

فالملائكة عند الله ؛ وهذا الكتاب عند الله ولا يفهم المخالطة والمماسة , وهذا لازم له .



فلا يوجد تأويل هاهنا ألبتة , وكذلك في حديث النزول فأن ظاهره أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول عند نزوله((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب علي)) فنزوله حقيقة وكلامه بهذه الكلمات حقيقة فكما أن الكلام منسوب إليه وحده فكذلك النزول منسوب إليه وحده فهو وحده الذي ينزل وهو وحده الذي يقول((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له)) فتدبر وكف عنك التحريف فإنه طريق مسدود ومن رب العباد مردود.



وأما قولك بعد ذلك(فهذا قولنا في النزول ولا نقول نزول على الحقيقة)).

فهذا من التناقض الذي سودت به موضوعك فالأصل في الكلام الحقيقة لا الخيال فهل تقول بأن الله لم يخلقك حقيقة ولم يكتب رزقك حقيقة ولا يحاسبك يوم القيامة حقيقة ولم يخلق السموات والأرضون حقيقة!!!

فدعك إذن من هذا الهذيان!.

--------------
(1)من رسالة خاصة للأخ عبد الباسط بن يوسف الغريب.

(2) من رسالة خاصة للأخ عبد الله خليفي.

جمال البليدي
2011-06-18, 21:39
22-قال الجهمي :


و قد حكى الإمام الشهرستاني عن المشبهة والحشوية أمثالكم فقال:
" معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض, إما روحانية وإما جسمانية, ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن) الملل ص 105

أقول:
لقد حرفت كلام الشهرستاني بالرغم من أنه أشعري (وأنت جهمي) فإليك بيان تحريفك وتدليسك :
قال الشهرستاني:
(فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف, فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث, مثل : مالك بن أنس ومقاتل بن سليمان, وسلكوا طريق السلامة فقالوا : نؤمن بما ورد به الكتاب والسنة, ولا نتعرض للتأويل, بعد أن نعلم قطعا أن الله عز وجل لا يشبه شيئا من المخلوقات) الملل ص 104
قلت: وهذه العقيدة التي نقلها الشهرستاني هي عقيدة السلفيين الذين سميتهم مجسمة ومشبهة وغيرها من الألقاب التنفيرية متناسيا أنك المشبه لله بالجماد والمشبه لله بالعدم!
ثم بعدها ببضعة سطور قال الشهرستاني:
" غير أن جماعة من الشيعة الغالية وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه مثل : الهشاميين من الشيعة ومثل مضر وكهمس وأحمد الهجيمي وغيرهم من الحشوية قالوا : معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض إما روحانية وإما جسمانية ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن ..."الملل ص105.
فكلام الشهرستاني يدور عن الشيعة والروافض لا عن السلف والسلفيين فتأمل ودع عنك التدليس والتلبيس فإنه من صنع ابليس.



الجهمي يكذب علي علنا:



23-ثم اقتبس الجهمي كلام الإمام أبو عمر الداني رحمه الله(ت440) الذي كنت نقلته في موضوعي:
((ومن قولهم ‏‎:‎‏ أن الله جلا ‏جلاله وتقدست أسماؤه ‏‎:‎‏ ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث ‏الباقي من اليل ,فيقول(هل من داعي يدعوني فاستجيب له,وهل من سائل ‏يسألني فاعطيه,وهل من مستغفر يستغفرني فاغفر له؟)حتى ينفجر ‏الصبح,على ما صحت به الأخبار ,وتواترت به الآثار عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم .نزوله تبارك وتعالى كيف شاء,بلا حد ولا ‏تكييف.وهذا دين الأمة وقول أهل السنة في هذه الصفات أن تمر كما ‏جاءت بغير تحديد ولا تكييف,فمن تجاوز المروي فيها وكيف شيئا منها ‏ومثلها بشيء من جوارحنا وآلتنا فقد ضل واعتدى ,وابتدع في الدين ما ‏ليس منه,وخرق إجماع المسلمين,وفارق أئئمة الدين)

ثم علق الجهمي قائلا:



والعجيب أن مصدرك رسالة من حشوية الوهابية وهي الرسالة الوافية للمدعو أبي بشار
عبد الغني القعشمي اليريمي تلميذ الحجوري فما أعطيتنا مصدر نرجع إليه إلا بحث لأحد طلاب الحجوري وهم من الحشوية كما لا يخفى علي كل عاقل مطلع..


قلت:
وهذا من الكذب الصراح والبهت الوقاح فإنني قد ذكرت المصدر ولم أنقل شيء من رسالة تلميذ الحجوري السلفي بالرغم من أنني لا أعرفه إلا أنني تأكدت من سلفيته وسنيته لوصفك إياه بالحشوية إذ من المعلوم انه من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .
أما مصدر ما نقلته عن الإمام أبو عمر الداني رحمه الله فهو عن الرسالة الوافية لأبي عمر الداني رحمه الله كما بينت لك في الهامش فلست أدري ما الذي أعماك عن رؤية ذلك أم أنه رد من أجل الرد؟!
ثم ألست أنت من كنت تقول وتدعي أنك تقول بالنزول دون كيف فما مشكلتك إذن فيما نقلت لك عن الإمام أبو عمر الداني!!!!!!!!!!.



ثانياً:- قول الإمام الداني لا يعني الحركة والأنتقال الذي به تقولون فما هو سر وضعك لهذا القول في وسط الأقوال وهذه ليست المره الاولي التي تقوم بذلك؟؟
الحمد لله إذن فقد أفتيت نفسك بنفسك فما سر تدخلك واتهامك لي بالقول بالحركة وغيرها من ألفاظك المبتدعة فها أنا أنقل كلام الأئمة الأعلام الذي لا يوجد فيه لفظ الحركة لا تصريحا ولا تلميحا! فما الذي جعلك تبني ردك الهزيل على لفظ(الحركة) الذي لم اقل به في كل موضوعي ولم أثبته إطلاقا!!!!..

أما قولك أيها الجهمي:



في الحديث جاء أن الله ينزل ومذهب أهل السنة والجماعة التفويض والتأويل فما هو إعتراضك لا نعلم !! أتريد أن تثبت أن الإمام الداني يقول بالحركة والإنتقال مثلكم؟
حاشاه أن يقول بذلك.


فأقول:
نعم في الحديث أن الله ينزل والنزول معلوم والكيف مجهول لكنك تتناقض وترقص ما بين تعطيل وتحريف فكيف سولت لك نفسك أن عطلت صفة النزول وقلت بالتفويض أو ذهبت بعيدا وقلت بالتحريف فزعمت أن الله لا ينزل بل تنزل رحمته أو ينزل ملائكته بل والأدهى والأمر أن نسبت هذا القول المشين إلى أهل السنة والجماعة وأئمتهم بالرغم من النقولات التي نقلتها لك (والتي لم تستطع أن ترد عليها ببنت شفة) تعري كلامك تماما فالتجأت إلى الكلام عن ألفاظك الفلسفية المبتدعة (حركة-سكون-جسم...) بدلا من مقارعة الحجة بالحجة ,ويا سبحان الله كيف يجتمع النقيضين فتارة تفويض وتارة تأويل فهل أهل السنة منقسمين إلى مؤؤلة ومفوضة ؟وهل نسي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أن يحسم هذه المسألة العقائدية المتعلقة برب العباد ولم ينسى أن يعلمنا كيف ندخل بيت الخلاء؟.كلا ورب الكعبة فقد تركنا النبي عليه الصلاة والسلام على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع عنها إلا هالك فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن ربنا ينزل ولم يأمرنا لا بالتأويل ولا بالتحريف بل لقد تقدمت الأحاديث النبوية في إثبات معاني الكثير من الصفات فما كان منا إلا أن صدقناه وأخذنا بقوله ثم بقول أصحابه الذين عايشوه في الإيمان بهذه الصفات على ظاهرها دون تحريفها أو تعطيلها.
وعلى هذا سار أئمة أهل السنة والجماعة عبر العصور فلم ثبت عنهم شيء من التأويل أو التفويض ألبتة ويدل على هذا نفيهم للكفية إذ لو كانوا مفوضة لما تكلموا عن الكيفية أصلا لأن المفوض لا يثبت شيء فما حاجته للكلام عن الكيفية؟!!!
وأما المؤول فلم يؤول إلا بعد أن توهم التشبيه بعد أن دخل بعقله المريض في الكيفية فكان يسعه أن يثبت وينفي الكفية لكن بعد أن خاض في الكيفية ولم يفهم من الصفة إلا ما يراه في المخلوقات التجأ إلى التحريف فلو كان هؤلاء مؤولة لما احتاجوا إلى الكلام عن الكيفية أصلا فتأمل.
قال الإمام الترمذي صاحب السنن بعد روايته حديث: "إِنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُها بِيَمِينِه"- الترمذي (662)- وتصحيحه له: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يُتوهم، ولا يقال: كيف). هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: (أمروها بلا كيف). وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: (هذا تشبيه). وقد ذكر الله عز وجل، في غير موضع من كتابه اليد، والسمع، والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات، ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: (إن الله لم يخلق آدم بيده). وقالوا: (إن معنى اليد هاهنا القوة). وقال إسحاق بن إبراهيم: (إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع. فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع. فهذا التشبيه، وأما إذا قال، كما قال الله تعالى: يد، وسمع، وبصر. ولا يقول: كيف. ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع. فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى، في كتابه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى: 11] السنن (3/50، 51).

أما عن الحركة والإنتقال وغيرها من الألفاظ المبتدعة فقد تقدم الكلام عنها مرارا وتكرارا وموضوعنا يدور عن صفة النزول الثابتة في الكتاب والسنة وليس عن الحركة التي لم يثبت لفظها إلا في عقولكم فلا تخلط الحابل بالنابل .



حول عقيدة الإمام أبو عمر الداني رحمه الله:


24-وقد حاول الجهمي جاهدا إثبات أشعرية مزعومة للإمام أبو عمر الداني رحمه الله مع أن موضوعنا لا يدور عن عقيدة كائنا من كان غير عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لكن يبدوا أن عقدة الإستكثار بالرجال وتقديسهم أصبحت أصل من أصول جهمية العصر فقد قال هذا الجهمي:



وهو الإمام أبي عمر الداني الأشعري رضي الله عنه تلميذ
شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري
وهو علي مذهب أهل السنة والجماعة السادة الأشاعرة ومذهبه هو التفويض والتأويل فما هو الجديد في نقلك؟؟

قلت:
1-دعواك بأن الإمام أبو عمر الداني رحمه الله قد تتلمذ على أبي بكر الباقلاني الأشعري إنما هي دعوة تحتاج إلى دليل فإنني بحثت في التراجم ولم أجد شيئا من ذلك فيا حبذا لو تتكرم علينا بمصدر ماذكرته فقد ألفنا منكم التدليس والتلبيس .وعلى فرض صدق ما قلته فإن هذا ليس دليل على جهمية أو أشعرية الإمام أبو عمر الداني إذ أن مشايخه كثيرون وقد توقي الإمام الداني بعد قرابة 30 سنة من وفاة الباقلاني فتأمل.
ومن مشايخ الإمام أبو عمر الداني رحمه الله:
عبد العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي.
- أبو الفرج محمد بن عبد الله النجاد.
- محمد بن يوسف، خال أبي عمرو الداني ويعرف بالنجاد أيضا
- عبد الله بن أبي عبد الرحمٰن المصاحفي.
- أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، سمع منه كتاب السبعة لابن مجاهد.
- أحمد بن عمر بن محفوظ.
- محمد بن عبد الواحد البغدادي.
- الحسن بن سليمان الأنطاكي.

- الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي.
وغيرهم كثير
2-وأما دعواك بأنه كان مفوض أو محرفا مثلك فهذه الدعوى منقوضة بأدلة كثيرة منها ما ذكرت أنت بنفسك حيث نقلت عنه-رحمه الله- أنه قال:
(واستواؤه جلّ جلاله علوّه بغير كيفية ولا تحديد ولا مجاورة ولا مماسة) اهـ
وهذا تفسير منه للإستواء بالعلو مع عدم الخوض في الكيفية والألفاظ الفلسفية الجهمية المبتدعة(حد-مماسة-مجاورة....) على طريقة أهل السنة السلفيين الذين سميتهم حشويين وقد قيل (ضربني وبكى سبقني واشتكى) خلافا للمحرفة الذين فسروه بالإستلاء على العرش أو المعطلة الذين جعلوه كلاما أعجميا مبهما مثله مثل كلمات الحيوانات والدواب!!!!.
وكذلك قد نقلت عنه أيها الجهمي قوله((
(ونزوله تبـارك وتعـالى كيف شـاء، بلا حدّ، ولا تكييـف، ولا وصف بانتقال ولا زوال) اهـ.

وهذا إثباتا منه للنزول بعيدا عن الخوض في الكيفية والألفاظ المحدثة(حد-انتقال-زوال...) فهل أنت تثبت نزول رب العالمين أم أنك من الراقصين على وتر التحريف تارة والتعطيل تارات؟!.
3-وأما قوله رحمه الله (((( وأنه سبحانه فوق سماواته، مستو على عرشه، مستولٍ على جميع خلقه). وتحميلك له مالم يحتمل بقولك العجيب:



وهذا تفسير منه للإستواء بمعنى الاستيلاء .

فهذه من إحدى غرائبك-وما أكثرها- إذ لا يوجد في ما ذكره أبي عمر الداني تحريف الإستواء إلى الإستلاء كما ادعيت بل إنه رحمه الله أثبت لله تعالى :
-الفوقية بقوله(وأنه فوق سماواته مستو على عرشه) بخلاف جهيمة العصر الذين ضيعوا ربهم وضلوا ضلالا بعيدا فقالوا بأن الله لا داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا...ولا ..إلى آخر تلك الجهالات والضلالات .
-الإستلاء على الخلق فهذا أمر ثثبته أهل السنة والجهمية والأشاعرة بل وجل الطوائف الإسلامية فكلنا متفقون بأن مستول على خلقه وقاهر لكننا نقول بأنه فوق سمواته على عرشه وأنتم تقولون لا داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت.
فلا تخلط بين هذا وذاك.
هذا أولا ..
وثانيا: لقد حرفت وبترت كعادتك كلام الإمام الداني رحمه الله فلم تكمل باقي كلامه الذي يكشف عوارك ويعري اتهامك ويبين لمعجبيك مدى تعصبك وقبح كذبك وافتراءك وإني أوجه ندائي للقراء خاصة المعجبين منهم والمطبلين لهذا الذي يدعي أنه يرد على السلفيين في تلك المنتديات الجهمية وغيرها أن يعدوا كذبات وتدليسات هذا الرجل فقد عجزت عن عدها لكثرتها-والله المستعان- وإليك كلام الإمام الداني بسباقه ولحاقه :
«ومنْ قولهم: إنَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ سماواتهِ مستوٍ عَلَى عرشه، ومُسْتَوْلٍ على جميعِ خلقهِ، وبائنٌ منهم بذاتهِ، غيرُ بائنٍ بعلمهِ، بلْ علمهُ محيطٌ بهم، يعلمُ سرَّهم وجهرهم، ويعلمُ ما يكسبونَ عَلَى ما وردَ بِهِ خبرهُ الصَّادقُ، وكتابهُ النَّاطقُ فقالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، واستواؤه جلّ جلاله عُلُوُّه بغير كيفيةٍ، ولا تحديدٍ، ولا مجاورةٍ ولا مماسةٍ...
قالَ جلّ جلاله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} [الحديد: 4]. يعني أَنَّ علمَهُ محيطٌ بهم حيثما كانوا، بدليلِ قولهِ: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12]. وقال عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الملك: 17]، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، وقال: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ} [السجدة: 5] وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، وقال: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]، وقال مخبرًا عَنْ فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] الآية.
وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3] الآية. المعنى: وَهُوَ المعبودُ فِي السَّمَاوَاتِ وفي الأرضِ...
وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] يعني: أَنَّهُ إلهُ أهلِ السَّمَاءِ، وإلهُ أهلِ الأرضِ.
وقولُهُ سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128]: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] و: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] يعني: أنَّه يحفظهم وينصرهم ويؤيدهم، لا أنَّ ذاته معهم، تعالى الله عنْ ذلكَ علوًا كبيرًا، وقوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] الآية. يعني: أنَّه تبارك وتعالى عالمٌ بهم وبما خَفِيَ منْ سرِّهم ونجواهم بدليلِ قولهِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [المجادلة: 7]، وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فابتدأَ الآيةَ بالعِلْمِ، وختمها بالعِلْمِ» [
الرسالة الوافية (ص129 - 132)، طبعة دار الإمام أحمد - الكويت - تحقيق: دغش بن شبيب العجمي.

فأين في كلامه هذا تفيسير الإستواء بالإستلاء أو القول بأن الله لا داخل ولا خارج ؟
وليتأمل القارئ جيدا قوله مباشرة بعد الكلام المبتور الذي نقله الجهمي((وبائنٌ منهم بذاتهِ، غيرُ بائنٍ بعلمهِ)) فبعد أن ذكر الإمام الداني إستيلاء الله على جميع خلقه ذكر بينونته وفوقيته عليهم لكن صاحبنا الجهمي بتر ذلك فما قول المنصفين العقلاء في هذا وغيره كثير !!!
4-ومما يبطل افتراءك على هذا الإمام رحمه الله هو قوله في «أرجوزته» التي في عقودِ الدِّيانةِ:
كَلَّمَ مُوسى عبدَهُ تكليمًا ولـم يَـزَلْ مُدَبِّـرًا حَكِيمـًا
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ وهو فوقَ عَرْشِـهِ العَظِيـمُ
والقـولُ فـي كتابِـهِ المُفَضَّـلُ بأنَّهُ كلامُهُ المُنَزَّلُ
علـى رَسُـولـِـهِ النَّـبِيِّ الصَّـادِقِ ليسَ بمخلـوقٍ ولا بِخَالـِـقٍ))
فهل بعد كل هذا يصح اتهام هذا الإمام بالأشعرية أو الجهمية؟!
5-ومن عجيب صنع هذا الجهمي أنه نقل كلام الإمام الداني الذي فيه إثبات بعض الصفات التي هي محل اتفاق بين السلفيين والأشاعرة ليلصق بدعة التمشعر بهذا الإمام فقد نقل إثبات الإمام الداني لكل من هذه الصفات(الحياة -القدرة-العلم-الإرادة-السمع-البصر –الكلام-البقاء) وكأن السلفيين لا يثبتونها! وكأن السلفيين يحرفونها أو يعطلونها!!!! وما درى المسكين أن إثبات الأشاعرة لهذه الصفات لهو حجة عليهم إذ ما الذي منعهم هاهنا من التحريف أو التعطيل الذي هو أصل من أصولهم!!
فلما أثبتهم هذه الصفات ولم تثبتوا البقية هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟!
إن إثباتكم لهذه الصفات وتحريفك أو تعطيلك للباقي بحجة التشبيه أو غيرها من الحجج الواهيات لهو أقوى ما ينقض أصولكم ويهدم بدعكم فإننا نلزمكم بأمرين للخروج من هذا التناقض:
الأول: - تأويل جميع الصفات دون تفريق بين الصفات الفعلية والصفات الذاتية طرداً للباب، وهي الطريقة العملية مع بطلانها.
الثاني :أن تغلقوا باب التأويل وتمروا نصوص الصفات على ظاهرها على ما يليق بالله فيلحقوا بالمثبتة من سلف هذه الأمة الذين عافاهم الله مما ابتلي به غيرهم من التناقض لتسليمهم لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام هذا المنهج السليم الموافق للعقل السليم والنقل الصحيح، ولسلامة هذا المنهج وبعده من التناقض ومن التكلف رجع إليه كثير من علماء الكلام في آخر حياتهم كما سيأتي.
ولأبي الوليد الأندلسي موقف فريد من المؤولة الذين يسرفون في التأويل كالمعتزلة ويدعون الناس إلى الأخذ بتأويلهم ويضرب لذلك مثلاً رائعاً حيث يقول: "ومثال من أول شيئاً من الشرع وزعم أن ما أوله هو ما قصد الشرع وصرح بذلك التأويل للجمهور، مثال من أتى إلى دواء قد ركبه طبيب ماهر ليحفظ صحة جميع الناس أو الأكثر فجاء رجل فلم يلائمه ذلك الدواء المركب العظيم لرداءة مزاج كان به ليس يعرض إلا للأقل من الناس، فزعم أن بعض تلك الأدوية، الذي صرح باسمه الطبيب الأول في ذلك الدواء العام المنفعة المركب لم يرد به ذلك الدواء الذي جرت العادة أن يدل بذلك الاسم عليه، وإنما أريد به دواء آخر مما يمكن أن يدل عليه بذلك الاسم باستعارة بعيدة، فأزال ذلك الدواء الأول من ذلك المركب الأعظم، وجعل في بدل الدواء الذي ظن أنه الذي قصده الطبيب، وقال للناس: هذا هو الذي قصده الطبيب الأول فاستعمل الناس ذلك الدواء المركب على الوجه الذي تأوله عليه المتأول، ففسدت به أمزجة كثير من الناس، فجاء آخرون شعروا بفساد أمزجة الناس من ذلك الدواء المركب، فرأوا إصلاحه بأن أبدلوا بعض أدويته بدواء آخر غير الدواء الأول، فعرض من ذلك للناس نوع من المرض غير النوع الأول، فجاء ثالث فتأول في أدوية ذلك المركب غير التأويل الأول والثاني فعرض للناس من ذلك نوع ثالث من المرض غير النوعين المتقدمين، فجاء متأول رابع فتأول دواء آخر غير الأدوية المتقدمة، فعرض منه للناس نوع رابع من المرض، غير الأمراض المتقدمة، فلما طال الزمان بهذا المركب الأعظم، وسلط الناس التأويل على أدويته وغيروها وبدلوها، عرض منه للناس أمراض شتى حتى فسدت المنفعة المقصودة بذلك الدواء المركب في حق أكثر الناس، ثم قال أبو الوليد: وهذه هي حال الفرقة الحادثة في هذه الطريقة مع الشريعة، وذلك أن كل فرقة منهم تأولت في الشريعة تأويلاً غير التأويل الذي تأولته الفرقة الأخرى، وزعمت أنه الذي قصده الشرع، حتى تمزق كل ممزق، وبعد جداً عن موضعه الأول. ولما علم صاحب الشرع عليه الصلاة والسلام أن مثل هذا يعرض - ولا بد - في شريعته قال: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة"(1).
نقول تعليقاً على هذا المثل المضروب للمتأولة: "اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً". وأبو الوليد له تجربة طويلة مع علماء الكلام وله معهم صولة وجولة، فهو خير من يشهد لهم أو عليهم. واستشهادنا بكلامه لا يعني أنه محل رضانا مطلقاً، بل يؤخذ من كلامه ويرد كغيره من الرجال، بل هو فيلسوف أرسطي ومع ذلك له كلام يؤخذ بل يقدر كما رأيت. وقريب مما أنكره ابن رشد على أهل الكلام من الإسراف في التأويل، قول سهل بن عبد الله التستري حيث يقول: لا يخرجنكم تنـزيه الله إلى التلاشي ولا يخرجنكم تثبيته إلى الجسد، أي التجسيد (الله يتجلى كيف يشاء)(2)

6-إننا بلا شك لا ننكر أن الإمام الداني قد وقع في بعض أخطاء الأشاعرة وبدعهم فإننا ولله الحمد والمنة ليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم لكننا نفرق بين الأخطاء الصادرة من علماء الإسلام الذين ينطلقون من أصول سنية سلفية فنعتذر لخطئهم ونرد عليهم وبين علماء البدعة و الهوى الذي تعتبر أخطاؤهم من قبيل البدع لكونها تنطلق من أصول بدعية فالإمام الداني رحمه الله قد خالف الأشاعرة فمسائل عدة ولا تحصى ووافق أهل السنة السلفيين في أصولهم إلا أنه وقع فيه بعض ما وقع في الأشاعرة لكن ليس كل من وافق قوم ألحق بهم وأنصح كل عاقل منصف أن يتجرد للحق ويعرف الرجال بالحق وليس الحق بالرجال كما هو حال هذا الجهمي فقد خرح بنا عن لب الموضوع إلى الكلام في الرجال وأشخاصهم والإستكثار بهم وكأن الحق يعرف بهم؟!!


يتبع....


-----------
(1)ٍ الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة بتحقيق مصطفى عبد الجواد عمران الطبعة الثالثة في 1388هـ.
(2) راجع المعارضة والرد لسهل بن عبد الله التستري المتوفي 283هـ، تحقيق وتعليق الدكتور كمال جعفر ص: 75.

جمال البليدي
2011-06-19, 13:01
25-كعادة هذا الجهمي: لقد اقتبس كلام الإمام ابن عبد البر السلفي المعروف ثم بدلا من أن يتعقبه حاول جاهدا الحيدة عنه بإثبات أشعرية مزعومة لهذا الإمام رحمه الله فاقتبس كلاما كنت قد اشتهدت به في موضوعي(دك حصون المفترين بإثبات النزول رب العالمين) وهذا نصه:
((وقد قال قوم:إنه ينزل ‏أمره وتنزل رحمته‎ ‎ونعمته.وهذا ليس بشيء ,لأن ‏أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا‎ ‎تقويت ثلث الليل ولا غيره))..
ثم علق عليه قائلا:


أنظر الي جهل الاخ واذا كان قد اطلع علي كتب الامام ابن عبدالبر وجمع بين النصوص لفهم معني قول ابن عبدالبر ولكنه الهوي الوهابي!!!!

قلت: بل الجهل جهلك فإنك لا تفتأ تحرف كلام الله ثم كلام خلقه إذ هذا الكلام للإمام ابن عبد البر في غاية البيان والوضوح فهو يرد على تحريفكم للنزول بنزول الأمر والرحمة ويبين لكم أن نزول رحمته وأمره ليس خاصا بالثلث الأخير من الليل فقط بل هو نزول على الدوام فليس في كلامه ما يحتاج إلى تحريف على طريقة المعتزلة والجهمية لكنك استحييت أن تصف هذا الإمام بالتجسيم وترميه بالوهابية فابشرك يا من تدعي الأشعرية أن الإمام ابن عبد البر قد انتقدكم وبدعكم بإسمكم الصريح بل وذهب إلى أكثر من ذلك فرد شهادتكم وأمر بهجركم وتأديبك فقال رحمه الله: لا تجوز شهادة أهل البدع و أهل الأهواء . أهل الأهواء عند مالك و سائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء و البدع أشعرياً كان أو غير أشعري و لا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً و يهجر و يؤدّب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب ". (جامع بيان العلم و فضله 2/96)ا.هـ .
فهل بعد هذا تزعم أنه كان أشعريا وهو يبدعهم ولا يرى صحة شهادتهم بل يأمر بهجرهم وتأديبهم؟!


ذكر الرواية ابن عبدالبر في (التمهيد) 7/143 عن مالك (بأنه ينزل أمره ورحمته) فلم يستبعدها لا من حيث السند ولا من حيث المتن بل قدمها أولاً بقوله :
(( وقد قال قوم من أهل الأثر أيضا أنه ينزل أمره وتنزل رحمته )) اهـ.
ثم ذكر إسنادها إلى مالك .. وعقب عليها بقوله :
(( وقد يحتمل أن يكون كما قال مالك رحمه الله على معنى أنه تتنزل رحمته وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك من أمره أي أكثر ما يكون في ذلك الوقت ، والله أعلم...)) اهـ.

قلت:
هذا من تلبيس وتدليسك وبيان ذلك من أوجه:
الأول: إن الرواية التي ساقها الإمام ابن عبد البر قد تعقبها بعد ذلك بقوله(((( وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك ، وغيره )) ، فلم ينسبه لمالك .
الثاني: إن الإمام ابن عبد البر لم يحرف نزول رب العالمين إلى نزول الرحمة إنما أثبت نزوله أولا ثم نزول رحمته ثانيا وبعدها بين مقصود كلام الإمام المالك-في حالة إن صح- فبرأ الإمام المالك من التحريف رواية ودراية.. أما رواية فقد ضعفها بقوله(( وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك) أي لم ينسبها للإمام مالك وأما دراية فبين أن هذا القول ليس بتحريف بل هو إثبات الأمرين معا:
-نزول رب العالمين.
-ونزول رحمته وعفوه واستجابته .

ومما يدل على أن الإمام ابن عبد البر لا يجزم بصحة هذه الرواية المنسوبة للإمام مالك رحمه الله هو قوله في كتابه الإستذكار((ولو صح ما روي في ذلك عن مالك كان معناه أن الأغلب من استجابته دعاء من دعاه من عباده برحمته وعفوه يكون في ذلك الوقت))الاستذكار ق/79) مخطوط في المحمودية.

أما تحريف نزول رب العاملين إلى نزول رحمته فقط فقد رد عليها بقوله((وقد قال قوم:إنه ينزل ‏أمره وتنزل رحمته‎ ‎ونعمته.وهذا ليس بشيء ,لأن ‏أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا‎ ‎تقويت ثلث الليل ولا غيره)) وبهذا نكون قد جمعنا كل كلام الإمام ابن عبد ليتبين قوله الفصل في المسألة كما يتبين تلبيسك ومراوغتك البائسة في ذلك.

وأما قوله رحمه الله((وقد قالت فرقة منتسبة إلى السنة : إنه ينزل بذاته ! ، وهذا قول مهجور، لأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات )) اهـ .
فليس فيه إثبات أشعرية هذا الإمام خاصة وأنه بدعهم وأمر بهجرهم لأن لفظ(بذاته) لم ترد في الكتاب ولا في السنة فلا حاجة لعقد الولاء والبراء على هذه الألفاظ أصلا وهو إنما يرد اللفظ لا المعنى فقد قال رحمه الله(("أهل السنة مجمعون على الإقرار ‏بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على ‏المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة" أهـ.‏
هذا وقد ذكر رحمه الله من الأقوال في النزول بأن الله ينزل بذاته ((وروى عن نعيم بن حماد قوله:حديث النزول يرد على الجهمية قولهم وقال نعيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه))التمهيد(7/144).
ولكنه-رحمه الله- لم يرتضي هذا القول بل رده معللا ذلك بأنه يلزم منه التكييف كما نقل صاحبنا الجهمي عنه ذلك.
وقد تكلم أبو قاسم التميمي عن هذا اللفظ(بذاته)بعد أن روى حديثا ضعيف حول ذلك فقال ((وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور ,كما لو قيل إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض,وهوبنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش,ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها بنفسه وهو بنفسه فعلها فالمعنى صحيح,وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن مرفوعا))شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية .
وإن كان الإمام ابن عبد البر ينكر هذا اللفظ فغيره كثير من السلف الصالح وغيرهم يثبتها كما نقل الإمام أبو نصر السجزي قول الكثير من السلف في ذلك فقال في الإبانة((وأئمتنا كسفيان الثوري,ومالك بن أنس,وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد,وحماد بن سلمة,وعبد الله بن المبارك,وفضيل بن عياض,وأحمد بن حنبل,وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان ))..
وقد تقدمت أثار السلف حول هذا في أول البحث فلا داعي للتكرار.

والجدير بالذكر أن ابن القيم-رحمه الله- ذكر أن أهل السنة(=السلفيين) اختلفوا في جواز اطلاق بأن الله تعالى ينزل بذاته أولا.على ثلاثة أقوال:
أحدهما:أن ينزل بذاته
الثاني: لا ينزل بذاته
الثالث:ينزل لكن لا يقال بذاته ولا بغير ذاته,بل يطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ,ويسكت عما سكت عنه))مختصر الصواعق(2/252-253).
وهذا الأخير هو الذي قرره ابن عبد البر .ولا شك أن قول لأهل السنة السلفيين.
أما تقييد النزول بأنه بذاته فهذا لم يكن معروفا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإنما أطلقه الأئمة-رحمهم الله- لمواجهة المبتدعة من الجهمية ونحوهم ممن يقول إن الله في كل مكان أو يقول أن النازل أمره ورحمته ونحو ذلك.
ويلاحظ أن تقييد من قيد النزول بأنه بالذات ,إنما يأتي غالبا في الرد على الخصوم ,لا في معرض تقرير العقيدة ابتداء والفرق بين المقامين واضح.
ولا يلزم على قول من قال بنزل بذاته شيء من التكييف لأن من قال بذلك يقول إنه ينزل بذاته كيف يشاء سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ولا يشبه نزول المخلوقين .
وأما نقلك لنفي الإمام ابن عبد البر لألفاظكم المبتدعة(جسم-حد-حركة) فهذا أقوى دليل على سلفيته الخالصة إذ أن طريقة السلفيين في رد ألفاظكم المبتدعة على ضربين:
الأول: إما نفيها جملة وتفصيلا كما فعل الإمام ابن عبد البر.
الثاني: أو الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذه بعض نصوص الإمام ابن عبد البر تبين سلفيته المحضة وبراءته من الأشعرية والجهمية:
-لقد تقدم تبديع ابن عبد البر لأهل الكلام بما فيهم الجهمية والأشاعرة وقوله بهجرانهم وتأديبهم

موقفه من نصوص الصفات:
-قال رحمه الله((لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه,على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له.ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن))التمهيد(7/137)
-وقال رحمه الله((ليس في الإعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتمعت عليه الأمة,وما جاء من أخبار الأحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)جامع بيان العلم وفضله (2/96).
-وقال رحمه الله((ولا يصفه ذوو العقول إلا بخير,ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه,أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم,فلا نتعدى إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير ,فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) التمهيد(7/145).
ويقصد بالقياس هنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين كما هو حالكم معشر الجهمية والأشاعرة فإنكم لم تلتجأوا إلى بدعة التحريف أو التعطيل إلا بعد أن توهمت عقولكم المريضة التشبيه فقاست خالقها على المخلوقات والحسيات فهربت من هذا المرض إلى مرض آخر سمته بالتأويل أو التنزيه وكان الأولى أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتعلم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.
-وقد أنكر رحمه الله حمل نصوص الصفات على المجاز ونقل الإجماع على ذلك كما تقدم ..وقال كذلك((ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته,حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ,إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزلنا إلينا من ربنا إلا على ذلك))(7/131)
-ويقرر رحمه الله بأن الجهل بكيفية الصفة لا يلزم نفي معناها فيقول((وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء.وقد أدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح ,يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه))التمهيد(7/137).
-ولا ينسى ابن عبد البر في هذا المقام أن يرد على المعطلة أمثالكم الذين يصفون مثبتة الصفات من أهل السنة بالمشبهة .فيرد عليهم ويبين أن إثبات الصفات الواردة في الشرع ليس من التكييف ولا من التشبيه في شيء : وفي هذا يقول ((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء))الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.

-والإمام ابن عبد البر يرى إثبات صفة العلو ويدلل عليها ويرد على شبهات من نفاها من الجهمية والأشاعرة .
ومن ذلك قوله في معرض حديثه عن النزول:
((وفيه دليل على أن الله-عز وجل-في السماء على العرش من فوق سبع سماوات,كما قالت جماعة,وهو من حججهم على المعتزلة والجهمية,في قولهم أن الله في كل مكان ,وليس على العرش ,والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله-عز وجل- ((الرحمان على العرش استوى)) ..وقوله(إليه يصعد الكلم الطيب)) ..وقال جل ذكره(سبح اسم ربك الأعلى)) وهذا من العلو ..والجهمي يزعم أنه أسفل ..وقال لعيسى(إني متوفيك ورافعك إلي)..وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة)التمهيد(7/129-131) باختصار.
ويذكر الدليل الفطري فيقول((ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا داهمهم أمر وكربهم غمر يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله -عز وجل- في الكشف عنهم))التمهيد(8/106) مخطوط في المكتبة الملكية.



26-ولا يزال الجهمي جاهدا يحاول إلصاق تهمة الأشعرية وبدعتها على الأئمة الذين استشهدت بأقوالهم حتى يهرب من الرد عليهم بالحجج والبراهين فقد اقتبس الجهمي كلام الإمام السلفي الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله(449ه) : والذي فيه قوله((( ويثبت ‏أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ‏من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما ‏أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر ‏الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله )
وكنت قد علقت عليه بقولي: ((قوله ‏‏: ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله ‏بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال ‏الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ‏وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ سورة الشورى ، الآية : 11 ]) .

فاستنكر علي الجهمي ذلك فراح يسب ويشتم ليواري ضعف حجته فقال :

أقول انظر الي أصحاب السفه والفهم السقيم
ييستند الي أقول الإمام العلامة الصابوني الأشعري علي طريقة أهل الحديث الصوفي بل ويشرح معني كلماته !! أرأيتم سفه أكبر من ذلك وتحريف بغيض أبغض من ذلك؟؟
فالإمام الصابوني يقول
( ويثبت ‏أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ‏من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما ‏أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر ‏الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله)

فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه
فيأتي الاخ بقول جديد فيقول
قلت : قوله ‏‏: ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله ‏بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال ‏الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل

وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟؟
فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه... فالفرق واضح للأعمي قبل البصير فلا تنشر أكاذيبك في المنتديات لتفتن الناس في دينهم.
هناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة فكلام الإمام الصابوني بلا تمثيل ولا تكييف بل إثباتها وتقف عند هذا الحد فلا تتعدى وتقول معناها معروف فهذا من التشبيه القبيح.
كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية.
وقبل سردها نقول لك اتنقل من صوفي أشعري على طريقة أهل الحديث ومنهجه التفويض وهو مذهب بعض السلف الصالح وهو مذهب
السادة الأشاعرة ومذهبنا التفويض والتأويل!!.
قال ابن القيم
اجتماع الجيوش الإسلامية [ جزء 1 - صفحة 155 ]
الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته

أقول وبالله أصول وأجول:

أولا: إن رميك لي بالسفه والفهم السقيم لهو دليل على إفلاسك وضعف حجتك وبعدك عن جادة السلف إذ لو كان لك حجة في بيان مقصد قول الإمام الصابوني لذكرتها لكنك لم ولن تتمكن من إثبات أشعرية أو جهمية لهذا الإمام السلفي.. وإلا فقد ثبتت عليك الكذبات وانتشرت عنك التحريفات, وموضوعك هذا نموذج حي للتدليس والكذب والسفه الذي أصبح أكبر علامات بني جنسك من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة.
ثانيا:إن السفه كل السفه أن تزعم بلا حياء أن ظاهر كلام الله يوهم التشبيه بقولك(((فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه ))..
بل إن كلام الصابوني الذي تناولته بتحريفك لأقوى رد على من زعم وادعى وافترى بأن ظاهر الآيات يوهم التشبيه فهو على طريقة أهل السنة يثبت الصفة على ظاهرها ثم ينفي عنها التشبيه والتكييف بخلافكم أيها الجهمية فإنكم تحرفونها وتعطلونها بعد أن تتوهموا التشبيه فيها فأنتم المشبهة أولا ثم المحرفة ثانيا فالمعطلة :

ثالثا:لقد ابعدت النجعة في قولك((وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟؟)) لأن هذا الفهم للنزول إنما هو فهمك الذي دفعك إلى التحريف والتعطيل فأنت لم تفهم من النزول إلا الحركة والإنتقال كما لم تفهم من اليد إلا جارحة فأردت أن تهرب من هذا الفهم السقيم فلم تجد ما يسعفك إلا التحريف أو التعطيل لك مذهبا تتشربه وليتك وقفت عند هذا الحد بل رحت تفتري على أهل السنة السلفيين وزعمت أنه يقولون بذاك الفهم الذي أورده الشيطان في ذهنك لتهرب منه فرميتنا بما توهمت في الأول لتواري سوء فعلتك وتغطي بدعة التعطيل والتأويل التي أنتم عليها.
رابعا:-أما قول الصابوني رحمه الله((ويَكِلون علمه إلى الله ))
فهوفي غاية الوضوح فإنه يريد به حقيقة ما عليه الصفة وكيفيتها بدليل إثباته لها على ظاهرها ومنعه من التعرض لها بتأويل وغيره .فلو كان اللفظ غير مفهوم لم يكن إمراره على ظاهره معنى ,كيف وقد بين وجوب إمراره بلا تشبيه ولا تكييف , ونقل إجماع الأمة على علو الله تعالى على خلقه واستواءه على عرشه بمعنى العلو فقال في الإستواء والعلو كما في رسالته في السنة :((ويعتقد أصحاب الحديث ، ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه ، وعلماء الأمة , وأعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه ، وعرشه فوق سمواته ). انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقروه .
وقد ذكر رحمه الله حديث الجارية(أين الله) ثم قال((فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء ,وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية))عقيدة السلف وأهل الحديث(ص44-45).
وكذلك مما يبطل بدعة التعطيل عن هذا الإمام هو قوله الفصل في هذه المسألة الذي أورده قبل الكلام الذي اقتبسته أنت ثم حرفته فكان لا بد أن نأتي بكلامه سباقا ولحاقا :
قال رحمه الله حاكيا عن عقيدة أهل الحديث((

ويثبتون له جلا جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه ,وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ,ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ,فيقولون: خلق آدم بيده ,كما نص سبحانه عليه في قوله-عز من قائل-((يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت ببدي)ص75 ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين ,تحريف المعتزلة الجهمية ,أهلكهم الله ,ولا يكيفونها بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين ,تشبيه المشبهة خذلهم الله ,وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف ,ومن عليهم بالتعريف والتفهيم,حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه,وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه واتبعوا قول الله عز وجل(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى11
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح؛ من السمع،والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعزة، والعظمة، والإرادة، والمشيئة،والقول ، والكلام، والرضى ،والسخط ، والحب والبغض، والفرح ، والضحك، وغيرها؛ من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين؛ بل ينتهون فيها إلى ماقاله الله تعالى وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير،ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه؛ بتأويل منكر يستنكر ، ويجرون على الظاهر ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله؛ كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (( َوالَراسخُونَ فيِ العِلمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)) المصدر السابق (ص36-39).
فقوله ((وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه)) وقوله((ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه) يوضح معنى قوله(ويجرون على الظاهر) فتهوى بذلك تهمة التعطيل عن هذا الإمام وتتبين سلفيته الناصعة بأقوى صورها وتنكشف حقيقة هذا الجهمي الذي لا يفتري على كتاب الله ويزعم أن معناه يستلزم التشبيه فيظهر بذلك من هم أحق بالوصف بالسفه والجهل الذين تكلم عنهم الإمام الصابوني نفسه فكفانا المؤونة ..ومن عجائب صاحبنا الجهمي أنه يرتضي مذهب التأويل(التحريف) ويشيد به على أساس أنه من أقوال السنة !! بخلاف الإمام الصابوني الذي ذمه وألحقه بالبدع فهل بعد ذلك تصح نسبه الأشعرية لهذا الإمام؟!

فاعتبروا يا أولي النهى والأبصار.
خامسا:-أما قولك الذي أضحكت عليه العقلاء والجهلاء على حد سواء((فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه)) فلست أدري من أين لك بهذا التأصيل والتقعيد إذ لو كان نفي الكيف له علاقة بنفي التشبيه فلما نرى الإمام الصابوني ينفي التشبيه والكيف معا ؟إذا لوكان نفي أحدهما يقتضي نفي الآخر لما كان لذكرهما معا فائدة لما فيه من اللغو في الكلام والتكرار فيه؟!
وإن من سميتهم زورا وبهتا بالوهابية كذلك لا يكيفيون شيء من الصفات إذ الكيف عندهم مجهول ولا يعني ذلك أنه منفي تماما إذ مالا كيفية له يعتبر معدوما, وإثبات الصفة يلزم أن لها كيفية إلا أنها مجهولة عندنا لم يخبرنا الله بها فنفوضها .
فمعنى قول أئمة السلف(بلا كيف) أو قولهم(الكيف غير معقول) أي من دون الخوض في الكيفية . قال ابن حجر المكي الهيتمي " قال بعض العلماء : يجب السكوت عن ( كيف ) في صفاته وعن ( لِمَ ) في أفعاله " فتح المبين شرح الأربعين 73 ط: دار الكتب العلمية.

وروى الدارقَطني بسنده عن العباس الدوري قال " سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام " . وذكر بعض أحاديث الصفات كحديث الرؤية وأن الله يضع قدمه في جهنم - ثم قال " هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حق لا شك فيها ، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف يضحك ؟ قلنا : لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره)) رواه الدارقطني في الصفات 39.
وقد حدد الحافظ ابن حجر معنى " بلا كيف " حين قال بأن السلف " لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تُعلم كيفيته بالعقل ، لكون العقول لها حد تقف عنده " فتح الباري 3 1: 350 و
فقوله " لا تُعلم كيفيته بالعقل " يُبطل تحريف الجهمية والأحباش وأمثالهم ممن يفسرون لفظ (غير معقول) أي (غير ممكن) .
قال القرطبي " ولم ينكر أحد من السلف استواءه على عرشه وإنما جهلوا كيفية الاستواء" تفسير القرطبي 7/ 140.أي أن العقول لا تدرك الكيفية ، وقال أبو بكر الإسماعيلي في حكاية مذهب أهل السنة " فإن الله انتهى إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه " سير أعلام النبلاء 16 / 295 تذكرة الحفاظ 3 / 949 .
وبهذا يوجه قول الإمام المالك الذي كنت تتستر وراءه الذي قال فيه(((والكيف غير معقول)) لأن سائل مالك إنما أراد العلم بالكيفية ولم يكن معنى سؤاله : هل له كيفية أم لا . ورواية مالك " والكيف مجهول " تؤيد ذلك وهي رواية ثابتة عنه . واستشهد بها الايجي مع روايته لها عن أحمد نظرا لبُعده عن السمعيات وغرقه في المنطق والفلسفة وكذا الغزالي والجويني وفي الفقه الأكبر.
ووما يدل على هذا كذلك هو قولهم" بلا كيفية " تارة وقولهم " كيف يشاء " تارة أخرى كما قال الشافعي " وأن الله يقرب من خلقه كيف يشاء ، وينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء " (1) وكما قال ابن المبارك حين سئل عن حديث النزول - كيف ينزل ؟ أجاب "ينزل كيف يشاء " (2)

فقوله كيف يشاء إثباتٌ لوجود كيفية بلا تشبيه لها بكيفيات المخلوقين لكننا لا نعلمها.
سادسا:يبدوا أن صاحبنا الجهمي قد ابتلي بهوس التعصب للرجال وتقديسهم فبدلا من أن يرد على كلام الأئمة الذين استشهدت بهم راح يحاول جاهد إثبات أشعريتهم وما درى المسكيين أنه يحاور سلفي لا يهمه إلا الدليل بغض النظر عن صابحه,وتظهر العصبية في أبشع صورها في قوله(((كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية)).
مع أنني لم أنقل إلا المصادر الذي ذكرتها فهب أن الكتب التي نقلت منها عليها تعقيبات فما الذي يضرني في ذلك إن كنت اتبعت الدليل وأخذت بالحق إذ من المعلوم أنه كل يؤخذ من قوله ويرد ؟!..
سابعا:-وقد حاول الجهمي أن يكذب نسبة الرسالة إلى الإمام الصابوني بعد أن علم أن تحريفه لبعض نصوصها قد يتفطن إليه الجاهل قبل العاقل فهرب من هذه الفضيحة إلى فضيحة قد تكون أخف من التي قبلها فجاء بحجج واهيات لم يسبقه فيها أي أحد من المحقيقين ألبتة كدعوى ((أن الكتاب نسخته الخطية سقيمة وناقصة ولهذا لم يتخذها محقق الطبعة الثانية أصلا.)).
ودعوى((: هناك اختلافات كثيرة بين النسخة الخطية وبين المطبوعات السابقة القديمة كالمنيرية، وفي الخطية دائما تأتي كلمة "أهل السنة" بدلا من كلمة "أهل الحديث"!!.)).
ولوسلمنا بهذه الحجج الواهية لما صح لنا كتاب ولما صحت نسبة كتاب البخاري للبخاري ولا صحيح مسلم لمسلم إذ مثل هذه الخلافات في بعض الألفاظ والعناوين أو نقص في المخطوطات أمر حاصل في الكثير من الكتب ولهذا وجد علم الجرح والتعديل وغيره من فنون التحقيق!

الجواب على روايات ابن عساكر:

27- وقد استند الجهمي إلى بعض روايات ابن عساكر منها :

النص الأول:

- (في تبيين كذب المفتري ص112
قال الإمام الحافظ قدس الله روحه: وإنما كان إنتشار ما ذكره أبو بكر البيهقي رحمه الله من المحنة وإستعار ما أشار باطفائه في رسالته من الفتنة مما تقدم به من سب حزب الشيخ أبي الحسن الأشعري في دولة السلطان طغرلبك ووزارة أبي منصور بن محمد الكندري وكان السلطان حنفياً سُنياً وكان وزيره معتزلياً رافضياً فلما أمر السلطان بلعن المبتدعة على المنابر في الجمع قرن الكندري للتسلي والتشفي اسم الأشعرية بأسماء أرباب البدع وامتحن الأئمة الأماثل وقصد الصدور الأفاضل وعزل أبا عثمان الصابوني عن الخطابة بنيسابور وفوضها إلى بعض الحنفية)).

قلت: ولا يوجد هاهنا إثبات لأشعرية الإمام الصابوني قط! إنما كل ما في هذا القول بيان عداوة أبي منصور بن محمد الكندري المعتزلي الرافصي للأشاعرة والسلفيين على حد سواء .

النص الثاني:

في تبيين كذب المفتري ص113
كتب الإمام القشيري الشافعي ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ومذهبه مذهب أصحاب الحديث تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين من الملة سيفا مسلولا ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة. بذلنا خطوطنا طائعين بذلك … وكتبه عبد الكريم بن هوازن القشيري (الشافعي) … وكتبه عبد الله بن يوسف (أبو محمد الجويني الشافعي) … وكتبه إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (أبوعثمان الصابوني الشافعي) … إلخ

قلت: وحتى السلفيون لا ينكرون إمامة أبي الحسن الأشعري وعلمه وبراءته منكم جملة وتفصيلا .

النص الثالث:
مدحه لكتاب الإبانة الأصلي وغير الحرف كما سنذكر في ردنا على شبهة أقوال الإمام أبي الحسن الأشعري.
وقال أيضاً ابن عساكر رحمه الله تعالى ( تبيين كذب المفتري ص/389) :

( ولم يزل كتاب الإبانة مُستصوباً عند أهل الديانة , وسمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشار البوشنجي المعروف بالخسروجـردي الفقيه الزاهد يحكي عن بعض شيوخه أن الإمام أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني النيسابوري ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا وبيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري , ويظهر الإعجاب به , ويقول : ماذا الذي يُنكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه . فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان . ) اهـ .

قلت: الإستدلال بمثل هذه الحكاية على أشعرية الصابوني خطأ فادح لأمور:
الأول:أنه أمر غير مستغرب لأن كتاب(الإبانة) ألفه الأشعري في آخر عمره وقد مشى فيه على طريق السلف والسلفيين فلذلك نقول: إن كان الأشعرية هي ما عليه الأشعري في الإبانة فحيهلا,وأما إن كانت على ما عليه الأشاعرة المتأخرون فلا وألف لا.
الثاني: أن شيوخ أشاعرة وجهمية العصر قد ذموا كتاب الإبانة وقدحوا فيه فمن ذلك ما قاله شيخكم الجهمي المعروف سعيد فودة في كتابه "بحوث في علم الكلام" (ص41):

" وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه, والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307هـ, ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم, وعلى إثر هذا ألف كتابه "الإبانة عن أصول الديانة"؛ هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه, ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب "الإبانة", وألف كثيراً من الكتب نحو "اللمع" و"رسالة إلى أهل الثغر" وغيرها! "

وقال شيخكم الجهمي أيضا في ( غرر الفوائد في علم العقائد ) ص 31 نسخة وورد :-

"وبعد الدّراسة لهذه المرحلة دراسة مدقّقة توصّلت إلى أنّه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتّى وصلوا إلى أطراف التجسيم، والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريّا السّاجيّ المتوفّى سنة 307 هـ، وعنه أخذ الأشعريّ مقالة الحنابلة، وعلى إثر هذا ألّف كتابه الإبانة عن أصول الدّيانة، وألّف بعده كثيرا من الكتب نحو اللّمع، ورسالة إلى أهل الثّغر وغيرها ......." .

يتبع......


--------
(1) عون المعبود 13 / 41 و 47 وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1 / 283 .
(2) رواه البيهقي في الأسماء والصفات 569 نسخة حيدر 2 / 198 – 199 .

جمال البليدي
2011-06-20, 12:14
مراحل توبة أبي الحسن الأشعري الثلاث:



28-وادعى الجهمي أن أبي الحسن الأشعري لم يمر بثلاث مراحل إنما فقط مرحلتين ألا وهما: الإعتزال ثم مسلك ابن كلاب الذي جعله هذا الجهمي من مذاهب أهل السنة والجماعة ,ولم يأتي بدليل ولا حجة واحدة قط فنفي المراحل الثلاث إنما فقط كلام مجمل لبعض الأئمة أذكر منها :


قال الامام ابو بكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري صــــ128)
((انتقل الشيخ ابو الحسن الاشعري علي بن إسماعيل الاشعري رضي الله عنه من مذهب المعتزله الى نصرة مذاهب السنه والجماعه بالحجج العقليه وصنف في ذلك الكتب))
قال الإمام ابن خلكان في وفيات الأعيان(3/284)
((هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنه... وكان ابو الحسن أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصره يوم الجمعه))
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلأ(15/89)
((وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد على منبر البصره وقال :إني كنت أقول بخلق القرآن... وإني تائب معتقد الرد على المعتزله))

وغيرها من أقوال أهل العلم التي تنص على توبة الإمام الأشعري من الإعتزال, ومن المعلوم أن توبة الأشعري من الإعتزال ليس محل خلاف بيني وبين هذا الجهمي إطلاقا إنما محل الخلاف عن عدد مراحل توبة الأشعري بعد الإعتزال فلا يوجد قول صريح لعدد المراحل التي مر بها الأشعري في هذه النصوص التي نقلها أو غيرها لكن هذا الجهمي ليس له هم إلا تسويد الصفحات ليقال له: لقد رد!


إثبات المرحلة الثالثة الأخيرة للأشعري:



وبما أن الجهمي لم يتمكن من نفي المرحلة الأخيرة للأشعري ولم ينقل لنا أي نفي لها من أهل العلم إنما راح يختلق مسائل لا علاقة لها بمحل الخلاف كان ولا بد أن نحشد الأدلة في إثبات هذه المرحلة السلفية التي كان عليها الإمام الأشعري مما جعل شيوخ جهمية العصر يطعنون فيه كما تقدم ذكره .
أقول:
هذه المرحلة الأخيرة, وهي مرحلة عودة الأشعري إلى السنة وأهلها وترك مذهب ابن كلاب التي حاول أن ينفيها هذا الجهمي-فلم يستطع- يدل على ثبوتها أمور:
أولا: أنها مرحلة قد أثبتها المؤرخون وعلى رأسهم الحافظ ابن كثير وهو من هو في التاريخ وسعة الإطلاع.
فقال: ((فذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال :
أولها: حال الإعتزال التي رجع عنها لا محالة.
الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام.وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف ,وهي طريقته في((الإبانة))التي صنفها آخرا))(1).

وأشار إليها الذهبي في السير فقال: ((قلت:رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول , ذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها :تمر كما جاءت ثم قال :وبذلك أقول وبه أدين ولا تؤول.))(2)
بل ونص عليها في كتابه((العرش)) قائلا: ((ولد الأشعري سنة ستين ومائتين,ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله,وكان معتزليا ثم تاب,ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة,ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه,وهو ماذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك,وأنه موافق لهم في جميع ذلك,فله ثلاث أحوال: حال كان معتزليا,وحال كان سنيا في بعض دون بعض,وحال كان في غالب الأصول سنيا , وهو الذي علمناه من حاله))(3)
وأشار إلى هذا قبلهما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال((إن الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب,فإنه تلميذ الجبائي,ومال إلى طريقة ابن كلاب ,وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة.
ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنابلة بغداد أمورا أخرى,وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم))(4).
وقال العلامة الآلوسي: ((فقلت: يشهد لحقيقة مذهب السلف في المتشابهات,و هو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه ((ليس كمثله شىء)) إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيريتهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم ولجلالة شأن ذلك المذهب ذهب إليه غير واحد من أجلة الخلف ومنهم الامام ابو الحسن الأشعري لأن آخر أمره الرجوع إلى ذلك المذهب الجليل بل الرجوع إلى ما عليه السلف في جميع المعتقدات قال في كتابه (الإبانة) : الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل (( الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وما رةي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد إبن حنبل نضر الله تعالى وجهه قائلون ولمن خالف قوله مجانبون )) وهو ظاهر في أنّه سلفي العقيدة وكيف لا والإمام أحمد علم في ذلك ولهذا ( ... نعص لميه هكذا في المطبوع ولعلها نعض عليه .. أخوكم ) من بين أئمة الحديث ويعلم من هذا أن ما عليه الأشاعرة غير ما رجع إليه إمامهم في آخر أمره من اتباع السلف الصالح فليتهم رجعوا كما رجع واتبعوا ما اتبع ))(5)



ثانيا :أنّ ماقرره أبة الحسن الأشعري في الابانة ومقالات الإسلاميين و رسالته إلى أهل الثغرمن مسائل المعتقد ومنه مسائل الصفات موافق في جملته لمعتقد السلف ومخالف لما عليه هؤلاء المتأخرين ممن يدعي السير على نهجه واتباع طريقته
فقد أثبت رحمه الله الصفات على ظاهرها ومنع من تأويلها وعدّ من تأوّلها مبتدعة وجهمية بل صرّح رحمه الله بأنّ الصفات حقيقية وأوجب الأخذ بالظاهر وبين أن آيات الصفات مفهومة معلومة وردّ على من تأةّلها وأخرجها عن حقيقتها وهذا يؤكد أنها –أي المرحلة الأخيرة-مغايرة لمرحلته الكلابية
ومما يؤكد هذا المعنى ويسنده: قول بعض الطاعنين في أبي الحسن أنه إنما ألف الإبانة مصانعة ورعاية لأهل السنة
فقد قال ابو علي الأهوازي رحمه الله ((وللأشعري كتاب في السنة قد جعله أصحابه وقاية لهم من أهل السنة يتولون به العوام من أصحابنا سماه (الابانة) صنفه ببغداد لما دخلها فلم يقبل ذلك منه الحنابلة وهجروه
وسمعت أبا عبد الله الحمراني يقول : لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول : رددت على الجبائي وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى وعلى المجوس فقلت وقالوا )) وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت قال البربهاري (( ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ما نعرف إلا ما قال أبوا عبد الله أحمد ابن حنبل )) فخرج من عنده وصنف كتاب الابانة فلم يقبلوه منه ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها )) وظاهر هذا النقل يدل على أن كتاب الابانة مخالف لما عليه الأشاعرة ولذلك ظن بعض الطاعنين أنه إنما ألفه مصانعة وهذا الظن وإن لم يكن صحيحا إلا أنه ثبت أن منهج الأشعري في الابانة موافق لأهل السنة ومخالف لتلك الطريقة التي تسمى بالأشعرية وقد اعترف بهذه الحقيقة العديد من الأشاعرة المعاصرون كما نقلنا عن شيخهم سعيد فودة.



ثالثا: بيّن رحمه الله في مقالات الإسلاميين أن الكلابية فرقة مباينة لأهل الحديث ونقل أقوالهم ولو كان كلابيا لما فرّق بين المصطلحين ولجعل الفرقتين واحدة
رابعا : مما يؤكد هذا أنّ الأشعريّة المتأخرون لا ينقلون في كتبه مشيئا مما ذكره الأشعري في كتبه الموجودة وهي (مقالات الإسلاميين) و(رسالة إلى أهل الثغر) و (الإبانة) وحاولوا عبثا أن ينكروا نسبة كتاب الإبانة المطبوع و المتداول إليه وما ذلك إلا لعلمهم بأنّه ينقض أصول مذهبهم وسنبين فيما بعد بطلان هذه الدعوة الخاوية على عروشها .
بل يكفي في إبطال دعواهم ما سطره الأشعري في(مقالات الإسلاميين) و(رسالة إلى أهل الثغر), وما نقله ابن عساكر في(تبيان كذب المفتري) والبيهقي في(الأسماء والصفات) والذهبي في(العلو) من كتاب(الإبانة) فضلا عما نقله ابن تيمية وابن القيم منه في كتبهما.
خامسا: أنّ أبا الحسن الأشعري ذكر في أوّل كتاب الابانة أنه سائر على درب الامام أحمد ووصفه بأنه إمام أهل السنّة –كما تقدم-ولم ينتسب قط لابن كلاب ولا إعتزى إليه في شيء من كتبه الموجودة ومعلوم أن ابن كلاب كان مباينا لطريق الامام أحمد وأن الامام أحمد كلن ينهى عن الكلابية وعن كبارهم من أمثال الحارث المحاسبي وأصحابه ويصفهم بالجهمية وه>ا مشهور مستفيض فلو كان الأشعري على طريقتهم لما انتسب إلى الامام أحمد مع علمه بنهيه عن ابن كلاب وتحذيره من طريقته.



الرد على ما أورده الجهمي في نفيه للمرحلة الأخيرة:


أما ما أورده الجهمي على هذا من أن كثير ممن ترجم لأبي الحسن لم يذكروا المرحلة الأخيرة.
فالجواب أن يقال:إن هذا قد يكون بسبب جهلهم بذلك.
والقاعدة تقول: إن المثبت مقدم على النافي, ومن علم حجة على من لم يعلم.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا: (( فإن قيل إن ابن فورك وأتباعه لم يذكروا هذا ,قيل: له سببان:
أحدهما:أن هذا الكتاب-أي :الإبانة للأشعري-ونحوه,صنفه ببغداد في آخر عمره,لما زاد استبصاره بالسنة ,ولعله لم يفصح في بعض الكتب القديمة بما أفصح به فيه وفي أمثاله وإن كان لم ينف فيها ما ذكره هنا في الكتب المتأخرة، ففرق بين عدم القول وبين القول بالعدم.وابن فورك قد ذكر فيما صنفه من أخبار الأشعري تصانيفه قبل ذلك ,فقال:-أي: ابن فورك-((...وبقي إلى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة)),قال((فأما أسامي كتبه إلى سنة عشرين وثلاثمائة,فإنه ذكر في كتابه الذي سماه((العمد في الرؤية))أسامي أكثر كتبه....)) ثم قال((وقد عاش بعد ذلك إلى سنة أربع وعشرين وصنف فيها كتبا))ذكر منها أشياء.
قال ابن عساكر بعد أن ذكر كلام ابن فورك ((هذا آخر ما ذكره ابن فورك من تصانيفه , وقد وقع إلى أشياء لم يذكرها في تسمية تواليفه,فمنها.........))(6).



أسباب إنتقال الأشعري لمذهب أهل السنة وتركه للطريقة الكلابية :


كان من أسباب انتقاله إلى السنة, وتركه للمذهب الكلابي التقاؤه بمحدث البصرة الحافظ زكريا الساجي ,وهو الذي أخذ عنه معتقد أهل السنة السلفيين.
قال الذهبي في ترجمة الساجي((وكان من أئمة الحديث,أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات ,واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف)(7).
وقال في(العلو) : ((وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها,وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الحديث ومقالات أهل السنة))(8)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية((ومذهب أهل السنة الذي يحكيه الأشعري في مقالاته عن أهل السنة والحديث,أخذ جملته عن زكريا بن يحي الساجي الإمام الفقيه عالم البصرة في وقته,وهو أخذ عن أصحاب حماد وغيرهم,فيه ألفاظ معروفة من ألفاظ حماد بن زيد كقوله((يدنوا من خلقه كيف شاء)),ثم أخذ الأشعري تمام ذلك عن أصحاب الإمام أحمد لما قدم بغداد,وإن كان زكريا بن يحي وطبقته هم أيضا من أصحاب أحمد في ذلك.
وقد ذكر أبو عبد الله ابن بطة في((إبانته الكبرى )) عن زكريا بن يحي الساجي جمل مقالات أهل السنة,وهي تشبه ماذكره الأشعري في(مقالاته), وكان الساجي شيخ الأشعري الذي أخذ عنه الفقه والحديث والسنة,وكذلك ذكر أصحابه))(9).

أما الأشاعرة المتأخرون فإنهم يطعنون في عقيدة زكريا الساجي شيخ أبي الحسن الأشعري فهذا شيخهم الكوثري يفتري عليه ويقول((وأما الساجي فهو أبو يحي زكريا بن يحي الساجي البصري صاحب كتاب"العلل" وشيخ المتعصبين. كان وقاعاً ينفرد بمناكير عن مجاهيل)).
وبهذا يتبين مدى التباين الكبير بين أبي الحسن الأشعري وبين الأشاعرة المعاصرون(جهمية العصر).



بيان بطلان أن يكون للأشعري قولان في الصفات :


29-وادعى الجهمي أن للأشعري قولان في الصفات (التفويض والتأويل) فقال:


وعقيدة الأشاعرة هي التفويض والتأويل فإلى ماذا رجع الإمام الأشعري؟؟
أقول:
أولا:إن التحقيق يأبى ذلك,إذ أن المتأمل في كتب الأشعري الموجودة ككتاب(الإبانة),وكتاب((رسالة إلى أهل ثغر)) وكتاب((مقالات الإسلاميين)) يجدهما متفقة جميعها على قول واحد ,وإبطال كل ما سواه ,وهذا القول هو إثبات جميع الصفات لله تعالى على ظاهرها,ونفي التعرض إليها بتأويل,أو تحريف وهذه الكتب تمثل المرحلة الأخيرة التي استقر عليها مذهبه الذي توفي عليه .
وبناءا عليه فإن من حكى عليه قولين ,بمعنى رأيين سائغين يجوز القول بأحدهما فقد غلط عليه,إذ ليس عنده ما يثبت ذلك إلا كلام بعض متأخري الأشاعرة مع مخالفته صراحة لما هو مسطر في كتبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية((بل أبو معالي الجويني ونحوه ممن انتسب إلى الأشعري,ذكروا في كتبهم من الحجج العقليات النافية للصفات الخبرية مالم يذكره ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابهما,كالقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثاله,فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية,كاليد والوجه والاستواء,وليس للأشعري في ذلك قولان, بل لم يتنازع الناقلون لمذهبه نفسه في أنه يثبت الصفات الخبرية التي في القرآن وليس في كتبه المعروفة إلا إثبات هذه الصفات وإبطال قول من نفاها وتأول النصوص وقد رد في كتبه على المعتزلة - الذين ينفون صفة اليد والوجه والاستواء ويتأولون ذلك بالاستيلاء - ما هو معروف في كتبه لمن يتبعه ولم ينقل عنه أحد نقيض ذلك ولا نقل أحد عنه في تأويل هذه الصفات قولين
ولكن لأتباعه فيها قولان : فأما هو وأئمة أصحابه فمذهبهم إثبات هذه الصفات الخبرية وإبطال ما ينفيها من الحجج العقلية وإبطال تأويل نصوصها
وأبو المعالي وأتباعه نفوا هذه الصفات موافقة للمعتزلة والجهمية ثم لهم قولان : أحدهما تأويل نصوصها وهو أول قولي أبي المعالي كما ذكره في الإرشاد والثاني تفويض معانيها إلى الرب وهو آخر قولي أبي المعالي كما ذكره في الرسالة النظامية وذكر ما يدل على أن السلف كانوا مجمعين على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب ))(10).http://www.sahab.net/forums/SahabSkin/editor/menupop.gif
ثانيا: لو كان التفويض والتأويل كلاهما حق فلما نرى التشنيع من الأشاعرة للأشاعرة أنفسهم فالأشاعرة المفوضة يردون على الأشاعرة المؤولة ويتنطاحون فيما بينهم !!.


أشاعرة فرقتان فرقة ترى التأويل وفرقة ترى التفويض
والقشيري يتهم المفوضة باتهام النبي بالجهل


هذا الاختلاف بينهم يظهر الحقيقة التالية : أن الأشاعرة فرقتان لا فرقة واحدة :
الفرقة الأولي : تؤول صفات الله وتتهم التي تفوض بأنها تصف النبي بالجهل وتصف الله بالكذب كما ستري .
الفرقة الثانية : لا تتعرض للتأويل بل تحرمه وتدعو للتفويض . وتتهم الأولي بأنها تقول على الله ما لا تعلم . لأن التأويل محتمل والمحتمل مطرود في العقائد .

لقد رد القشيري(الأشعري المؤول) في التذكرة الشرقية على الأشاعرة المفوضة قائلاً :
" وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله الا الله ؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلي الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالي ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم ؟
أليس الله يقول ( بلسان عربي مبين ) ؟ فإذن : على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال " بلسان عربي مبين " إذ لم يكن معلوماً عندهم ، وإلا : فأين هذا البيان ؟
وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب ؟
ونسبة النبي صلي الله عليه وسلم إلى إنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل : أمر عظيم لا يتخيله مسلم فأن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف .
وقول من يقول : استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل .
وإن قال الخصم بأن هذه الظواهر لا معني لها أصلاً فهو حكم بأنها ملغاة وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر . وهذا محال وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها " .انتهي
فهذا خلاف أشعري أشعري وفيه اتهام للمفوضة من الأشاعرة بأنهم نسبوا النبي إلى الجهل ونسبوا الله إلى الكذب وأنهم واقعون في التكييف والتشبيه وملزمون بالغاء الوحي لأنهم الغوا معانيه . وهي اتهامات تعني الكفر.

وقد أعترف العز بن عبد السلام بكثرة اختلاف الأشاعرة على ربهم قائلاًً " والعجيب أن الأشعرية أختلفوا في كثير من الصفات كالقدم والبقاء والوجه واليدين والعينين وفي الأحوال وفي تعدد الكلام واتحاده (قواعد الأحكام الكبري 170 .) وأن أصحاب الأشعري مترددون مختلفون في صفات البقاء والقدم هل هي من صفات السلب أم من صفات الذات (أصول الدين 90 الإعلام بقواطع الإسلام 24 ط : دار الكتب العلمية سن 1407 والزواجر عن اقتراف الكباشر للهيتمي / 350)
وأعترف بذلك أبو منصور البغدادي بوقوع الخلاف بينهم حول هذه الصفة وكذلك بن حجر الهيتمي المكي(اتحاف السادة المتقين 2 / 95 أصول الدين للبغدادي ص 123).



يتبع....

*أم سلمى*
2011-06-21, 09:53
جزاكم الله خيرا

جويرية بنت أبي العاص الفاروق
2011-06-21, 09:55
فعلا ادلة رادعة وقيمة بارك الله فيكم

محبة القسام

جمال البليدي
2011-06-28, 23:07
وفيكم بارك الله..

جمال البليدي
2011-06-28, 23:09
رد دعوى وقوع التحريف في كتاب (الإبانة) :


لقد ادعى الجهمي استنادا لشيخه الكوثري بأن كتاب"الإبانة" المتداول بين أيدينا قد تناولته الأيدي بالتحريف, ولعل ذلك لكونهم يعلمون أنه يبطل طريقتهم الأشعرية ويظهرهم على طريقتهم الحقيقية ألا وهي المنهج الجهمي الذي هم عليه , وقد اعتمد الكوثري على أمور يأبها التحقيق العلمي:
منها:وجود اختلاف يسير بين النسخ في بعض الألفاظ التي لا يكاد يسلم منها كتاب .
ومنها: ما أسنده أبو الحسن الأشعري فيه عن أبي حنيفة في أنه كان يرى القول بخلق القرآن.

والجواب عليها كالتالي:

الرد المجمل:


إن دعوى التحريف والتبديل بغير بينة ولا برهان أمر لا يعجز عنه مبطل ولو جاز ذلك لأمكن ادعاء من شاء ما شاء
ثمّ إنّ هذا أمر يأباه التحقيق العلمي لأمور :
أولا: اتفاق النسخ المحفوظة الموجودة لكتاب (الإبانة) في أبوابها ومسائلها وألفاظها وهذا يدل على بطلان دعوى التحريف إذ لو وقع التحريف لاختلفت المسائل وتعارضت الألفاظ وظهر الاختلاف الذي يغير المعاني ويقلب المسائل
ثانيا: أنه بمقارنة ما هو موجود في النسخ الموجودة المتداولة من كتاب ( الابانة) مع ما نقل منه في كتب المتقدمين فإننا نجدها متفقة متوافقة.
فقد نقل الحافظ البيهقي فصلا من (الابانة) في كتابه (الاعتقاد) ص 114 فوجد مطابقا لما هو موجود
كما نقل ابن عساكر فصولا منه في (تبيين كذب المفتري) ص152-162 فوجدت مطابقة لما هو موجود
كما نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصولا منه أيضا في غير ما موضع من كتبه ككتاب (نقض التأسيس) ص63-85 وفي مجموع الفتاوى 3/224-225 .. 5/93-98،168- 178 ووجدت مطابقة لما هو مطبوع
وكذلك ابن القيم كما في حاشيته على تهذيب السنن 13/35-36 وفي مختصر الصواعق 2/129 فوجدت جميعها مطابقة لما هو موجود
ونقل أيضا الحافظ الذهبي فصولا منه في كتابيه ( العلو) ص218 و(العرش) ص291-303 فوجدت موافقة للنسخ الموجودة.

ثالثا:أنّ الذي يؤكد ذلك أيضا هو اتفاق كتب الأشعري المتأخرة مع ما في الابانة من حيث المسائل والتقريرات فقد قرر في كتاب (مقالات الإسلاميين) في معتقد أهل الحديث ما يماثل تقريره في الابانة وكذلك في (رسالة إلى أهل الثغر)
كما أنّ تقرير المسائل وسياق الحجج في (الإبانة) مطابق لما هو موجود في كتاب (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) وأنظر-غير مأمور- ما في الإبانة ص118 مع ما في (رسالة إلى أهل الثغر)..

الرد المفصل:



30-قال الجهمي:

http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-left.gif اقتباس: http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right.gif

http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right-10.gif



وهذه بعض الأمثلة على ذلك :
* جاء في الإبانة المطبوعة ص/16 ما نصُّه ( وأنكروا أن يكون له عينـان مـع قولـه تجري بأعيننا . . ) اهـ هكذا بالتثنية !
* وعند ابن عساكر ص/ 157 ( وأنكروا أن يكون له عين . . . ) بإفراد لفظ العين .
* وجاء في المطبوعة ص/18 ( وأن له عينين بلا كيف . . )
* وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/22 ( وأن له سبحانه عينين بلا كيف ) هكذا , كلاهما بالتثنية !
* وعند ابن عساكر ص/ 158 ( وأن له عيناً بلا كيف . . ) بإفراد لفظ العين .
والإفراد هو الموافق للكتاب والسنة وأقوال السلف , وهذا نصٌّ واضح في التلاعب بنسخ الكتاب , ولفظ العينين لم يردْ في القرآن ولا في السنة , ومن ثنَّى فقد قاس الله تعالى على المحسوس المشاهد من الخلق تعالى الله وتقدس عن ذلك .





http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-left.gif
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif


أقول:

إن ادعاء التحريف لوجود بعض الإختلاف في الألفاظ كلفظ "العينين" هل جاء مفردا أم مثنى فهذا من المضحك أن يصدر من مثلك فعلى طريقتك الجديدة الغريبة العجيبة سنتهم كل الكتب الإسلامية بالتحريف!
فهاهو صحيح البخاري تختلف بعض ألفاظه باختلاف النسخ وهاهي المسانيد والسنن كذلك,وهذا أمر أشهر من أن يذكر ,فلو صحت دعوى التحريف لمثل هذا لما صح لنا كتاب!
واللفظ الصحيح هو(العينين) بلا شك لأن هذا ما يؤيده كتب الأشعري الأخرى فقد قال في كتابه(مقالات الإسلاميين)((وأن له عينين كما قال تعالى((تجري بأعيننا جزاءا لمن كان كفر)).
وقال في فصل(الإختلاف في العين والوجه واليد ونحوها)):""وقال أصحاب الحديث:لسنا نقول في ذلك إلا ماقاله الله عز وجل أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فنقول:وجه بلا كيف,ويدان وعينان بلا كيف)انتهى .
وقال في فصل((هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة))(وأن له عينين بلا كيف كما قال(تجري بأعيننا)اه.
كما أنه جعل إنكار العينين لله تعالى من أقوال المعتزلة التي خالفوا بها أهل السنة ,فقال في سياق أقول المعتزلة في (فصل :قولهم في اليد والعينين)(فمنهم من أنكر أن يقال:لله يدان,وأنكر أن يقال:إنه ذو عين,وأن له عينين)).
وهذا يبين أن الأشعري يثبت لله العينين .
اللهم إلا إذا ادعيت أن كتاب(مقالات الإسلاميين) محرف كذلك وهذا ليس عن جهمية العصر عنا ببعيد.
مع العلم أن هذا الخلاف موجود فقط في النسخ القديمة فقد نقل ابن تيمية كذلك عن الأشعري التثنية في لفظ(العين) وليس الإفراد بل نقل ابن تيمية عن ابن عساكر أنه قال بالتثنية فلماذا لا تقولوا بتحريف كتاب ابن عساكر بدلا من كتاب الإبانة للأشعري.
فدعونا من هذا الهذيان من فضلكم.


31-قال الجهمي:

http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-left.gif اقتباس: http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right.gif






ومن أمثلة التحريف فيه أيضاً القدح بالإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه :
فقد جاء في الإبانة المطبوعة ص/ 57 ( وذكر هارون بن إسحاق الهمداني عن أبي نعيم عن سليمان بن عيسى القاري عن سفيان الثوري , قال : قال لي حماد بن أبي سليمان : بلِّغ أبا حنيفة المشرك أنِّي منه بريء . قال سليمان : ثم قال سفيان : لأنه كان يقول القرآن مخلوق .
وذكر سفيان بن وكيع قال عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال أخبرني أبي قال : الكلام الذي استتاب فيه ابن أبي ليلى أبا حنيفة هو قوله : القرآن مخلوق . قال : فتاب منه وطاف به في الخلق . قال أبي : فقلت له كيف صرت إلى هذا ؟ قال : خفت أن يقوم عليّ , فأعطيته التقيّـة .
وذكر هارون بن إسحاق قال سمعت إسماعيل بن أبي الحكم يذكر عن عمر بن عبيد الطنافسي أن حمّاداً ـ يعني ابن أبي سليمان ـ بعث إلى أبي حنيفة : إني بريء مما تقول , إلا أن تتوب . وكان عنده ابن أبي عقبة , قال , فقال : أخبرني جارك أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب .
وذكر عن أبي يوسف قال : ناظرت أبا حنيفة شهرين حتى رجع عن خلق القرآن ) اهـ .
ترى هل نحن بحاجة إلى إثبات كذب مثل هذه الأخبار وأنها مدسوسة في كتاب الإمام الأشعري , أم أنه يكفي عزوها إلى الإبانة المطبوعة لكي يُعلم تحريفها وتلاعـب الأيـدي فيها ؟!
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-left.gif
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif


والجواب عليه:

إستدلال شيخك الكوثري بما هو موجود في الإبانة حول نسبة القول بخلق القرآن للإمام أبي حنيفة رحمه الله فهذا من العبث أقرب منه إلى التحقيق.
إذ أن هذه القصة المذكورة عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد رواها جمع من الأئمة فقد رواها البخاري في (التاريخ الكبير) (4/127) وفي(خلق أفعال العباد)(ص7),ورواها عبد الله ابن الإمام أحمد في كتابه(السنة) (1/184),والعقيلي في الضعفاء(4/280),واللالكائي في(شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة) (2/239),وابن الجعد في مسنده(ص66),والخطيب في ""تاريخ بغداد"" (13/388).
فهل يفهم من هذا أن كل هذه الكتب قد نالتها أيادي التحريف!!!!!!!!!!

32-قال الجهمي:
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-left.gif اقتباس: http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right.gif

http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right-10.gif



ومن هذه الأمثلة أيضاً ما جاء في الطبعة المتداولة عند ذكر الاستواء ص/69 ( إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له نقول : إن الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال { الرحمن على العرش استوى } . . )
وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/105 ( . . نقول إن الله عز وجل استوى على عرشه استواءً يليق به من غير حلول ولا استقرار . . )
فالعبارة الأخيرة محذوفة من الطبعة المتداولة !!
وفي ص/73 من الإبانة المتداولة ( فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستوٍ على عرشـه , والسماء بإجماع الناس ليست الأرض , فدل على أن الله تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه ) اهـ
وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/113 ( فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه استواءً منزهاً عن الحلول والاتحاد ) اهـ .





http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-left.gif
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif
والجواب عليه:
إن الأشعري يثبت الإستواء على حقيقته دون تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف على طريقة أهل السنة(الرحمان على العرش استوى)) وهذا موجود بغزارة في كتبه المتأخرة وأما زيادة(( من غير حلول ولا استقرار)) فهذا موجود في بعض النسخ لكن بلفظ((منزها عن الحلول والإتحاد) وهذا لا يغير معنى الإستواء في شيء بحمد الله وهو علو الله تعالى على عرشه واستواءه عليه استواءا يليق بجلاله.
قال الأشعري في الإبانة((ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون ‏أيديهم إذا دعوا‎ ‎نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو ‏فوق السموات , فلولا أن الله‎ ‎عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو ‏العرش)).
و قال في كتابه الذي سماه‎ ‎إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية ‏وغيرهم إلى‎ ‎أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته‎ ‎وكتبه ‏ورسله .. الى ان قال : وإنه‎ ‎على العرش‎ ‎كما قال‎ : ( ‎الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله ‏بالقول بل نقول‎ ‎استوى بلا كيف‎ .. ( ‎قال الذهبي : نقلها ابن فورك بهيئتها في‎ ‎كتابه المقالات و الخلاف بين ‏الاشعري و ابن كلاب‎.


دعواه في ابن كلاب كان من أهل السنة على طريقة السلف:


لقد ادعى الجهمي بأن ابن كلاب كان على طريقة السلف وما هذه إلا دعوى خاوية على عروشها فقد ردها الإمام أبي حسن الأشعري نفسه وقال في((مقالات الإسلاميين)):اختلف المسلمون عشرة أصناف:الشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية والضرارية والحسينية والبكرية والعامة وأصحاب الحديث والكلابية أصحاب عبد بن كلاب بن القطان))مقالات الإسلاميين(1/65).
فانظر كيف جعل الكلابية فرقة مستقلة عن أهل الحديث وذكرها باسمها الصريح مما يدلك على أنه لا علاقة لها بالأشعري في شيء فقد تاب منها .
وقد هجر الإمام أحمد الحارث المحاسبي لكونه مال لابن كلاب.
وقال الذهبي في السير((قال الحاكم:سمعت أبا بكر أحمد ابن اسحاق يقول((.....فقال له-لابن خزيمة- أبو علي الثقفي:ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟
قال:ميلكم إلى مذهب الكلابية,فقد كان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
فإذا كان هذا موقف إمام أهل السنة أحمد بن حنبل من الكلابية الذين هم سلف الأشاعرة، مع موافقتهم لأهل السنة في أكثر أقوالهم كما يدل عليه قول أبي الحسن الأشعري: (فأما أصحاب عبد الله بن سعيد القطان، فإنهم يقولون بأكثر ما ذكرناه عن أهل السنة...)

وكان ابن كلاب والمحاسبي يثبتون لله صفة العلو، والاستواء على العرش، كما يثبتون الصفات الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما

فكيف بمتأخري الأشاعرة الذين يؤولون ذلك كله، ويوافقون المعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم، مخالفين بذلك أئمة السلف من أهل السنة بل مخالفين سلفهم ابن كلاب وأصحابه!!!!


بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري وكبار أصحابه:


33-حاول هذا الجهمي الإنتساب لأبي حسن الأشعري بل وزعم أنه يقولون بما في كتاب الإبانة الخيالي(لا الحقيقي الموجود بين أيدينا اليوم) فقال:
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-left.gif اقتباس: http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right.gif

http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right-10.gif



قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى ( التبيين ص/388 ) :
( بل هم ـ يعني الأشاعرة ـ يعتقدون ما فيها ـ أي الإبانة ـ أسدّ اعتقاد , ويعتمدون عليها أشدّ اعتماد , فإنهم بحمد الله ليسوا معتزلة ولا نفاة لصفات الله معطلة , لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات , ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات , وبما وصفه به نبيّه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات , وينزهونه عن سمات النقص والآفات ) اهـ . وهذا الذي قاله الحافظ ابن عساكر منطبق على كتاب الإبانة الذي ألفه الإمام , أما ما يوجد اليوم في أيدي الناس منها فلا ثقة به ولا يصح أن يمثل ـ في الغالب ـ اعتقاد الإمام أو الأشاعرة كما أثبتنا ذلك , إلا فيما وافق قول الكافة .
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-left.gif








http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif



أقول:
وهذا الكلام الذي نقلته عن ابن عساكر لأقوى رد على تمسحكم بالإمام الأشعري فأنتم تقولون بالتحريف أو التعطيل بخلاف الأشعري الذي يقول بالإثبات كما ترى من كلام ابن عساكر وهذا الذي نقله ابن عساكر عن الأشعري هو قول أهل السنة السلفيين الذين وصفتموهم بالحشوية وغيرها من الألقاب التنفيرية.
ولا بد أن تعلم أيضا أن الأشعري وكبار أصحابه كأبي الحسن الطبري ,وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي ,ثم من بعدهم كأبي بكر الباقلاني وأبي إسحاق الإسفرائيني ,لم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية لله تعالى التي في القرآن كاليدين والعينين والاستواء ونحوها بخلاف متأخري الأشاعرة(جهمية العصر) من أتباع الرازي والجويني وأبي حامد ونحوهم الذين تناولوها بالتحريف تارة وبالتعطيل تارة فانقسموا إلى طائفتين متضاربتين (الأشاعرة المفوضة والأشاعرة المؤولة) وكلا الطائفتين تلعن أختها كما سبق بيانه أعلاه!!!!.
قال أبو عباس أحمد بن ثابت الطرقي الخافظ صاحب كتابف((اللوامع في الجمع بين الصحاح والجوامع)) في بيان مسألة الإستواء من تأليفه((ورأيت هؤلاء الجهمية-يشير إلى متأخري الأشاعرة- ينتمون-في نفي العرش,وتعطيل الإستواء-إلى أبي الحسن الأشعري,وما هذا بأول باطل ادعوه,وكذب تعاطوه,فقد قرأت في كتابه الموسوم ب(الإبانة في أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكر على إثبات الاستواء,وقال في جملة ذلك((ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم,يقولون جميعا: يا ساكن العرش)) ثم قال((ومن حلفهم جميعها قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات ))(11)

وأعظم حجة على مخالفة الأشاعرة للأشعري : أن إيراد الأشعري التأويلات الأعتزالية كقولهم ( استوي ) أي استولي انما كان على سبيل الإنكار لا الاستحسان . ويدل عليه قوله (فان قيل : قد أنكرتم قول المعتزلة) (12).
وبهذا يرد على من زعموا أن المعتزلة وافقت أهل السنة في تأويل الاستواء بالاستيلاء والنزول بنزول الرحمة واليد بالقدرة وكتاب تبيين كذب المفتري الذي يحتج به متأخري الأشاعرة اعظم حجة عليهم .
الحجة الثانية : ذكر الحافظ ابن عساكر في تبيينه أن المعتزلة قالت استوي أي استولي وأن المشبهة قالت استوي بذاته بحركة وانتقال . ثم قال كلمة تهتك ستر الكذابين ، قال " فسلك أبو الحسن طريقاً وسطاً بينهما " (13) ، وإنما ذكرت ذلك لتبيين كذب المفتري فيما نسبه إلى أبي الحسن الأشعري من موافقة المعتزلة في تأويل الاستواء بالاستيلاء !!
وسرد الذهبي عقيدة الأشعري وخروجه عن التأويل الذي كان عليه المعتزلة ، وقول الذهبي هذا دليل على ان المعتزلة كانوا ينفون الصفات بطريقة التأويل (14).

غير أن المنتسبين إلى الأشعري في العصر الحالي يجهلون نهاية حاله رحمه الله من إثبات ما أثبته الله ورسوله . ويجهلون حقيقة مهمة وهي أن طريقة ووسيلة المعتزلة في نفي الصفات إنما كانت في التأويل ، فلما جهلوا ذلك تبنوا تأويلات المعتزلة ودافعوا عنها معتقدين أنها تاويلات أهل السنة بينما هي عين تأويلات المعتزلة .
وظنوا أن المعتزلة كانوا ينفون الصفات وهذا غير صحيح وإنما كانوا يقولون ما يقوله كثيرون اليوم : نؤمن بهذه الصفات لكننا نعتقد أن ظاهرها غير مراد (15).

ولذلك نقل أبو الحسن الأشعري لنا تأويلاتهم فقال :
" قالت المعتزلة : نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره " (16).
وفي ذلك دليل على ان المعتزلة كانوا يعتمدون التأويل فإنه لما ترك أبو الحسن الأشعري الاعتزال ترك معه التأويل . واعتبر تأويل المعتزلة إنكارا لصفات الله . فأعرض عن طريقتهم وأعلن في كتابه الابانة أنه على ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل ، وهذا الكتاب الذي لا يزال يتجاهله من ينتسبون للأشعري إلى اليوم .
قال " وقالت المعتزلة ( الرحمن على العرش استوي ) يعني استولي (17).



من الأدلة على مخالفة الأشاعرة للأشعري :


قال ابو الحسن الاشعري " وقالت المعتزلة : نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره(18) وذكر الأشعري والجويني وابن خزيمة أن فرعون " كذب موسي في قوله : إن الله سبحانه فوق السموات "(19).
أما الماتريدية والأشاعرة فقد ذهبوا إلى نفس تأويل المعتزلة كالرازي والأيجي والجويني وشراح الجوهرة (20) . وهذا هو تأويل بشر المريسي عينه وهو والد المعتزلة ومؤسسهم حيث قال بأن نزول الله عبارة عن نزول أمره أو نزول رحمته (21).
واعترف ابن فورك أن المتأخرين من الأشاعرة ذهبوا إلى تأويل الاستواء بالقهر والغلبة خلاف قول الاشعري والمتقدمين من أصحابه وأعتبر أبو منصور البغدادي أن قول المعتزلة ( استوي: أي استولي ) قولاً فاسداً باطلاً .(22)
قال الأشعري " وقالت المعتزلة : يد الله بمعني نعمة الله " وقال أبو منصور البغدادي : " وقالت المعتزلة يد الله معناه : قدره الله قال : وقولهم باطل " (23) . وقال " وقال القدرية " (24)يد الله أي قدرته " وقولهم باطل : قا ل" وزعم الجبائي من المعتزلة أن يد الله بمعني النعمة " وهذا خطأ " (25).
وذكر الاشعري أن الجبائي – من المعتزلة – لا يجوز عنده أن يوصف الله بالفوقية ، فإن وجد في القرآن ما يثبت الفوقية فهو مؤول بالقهر والاستيلاء وان الله مسئول على العباد " (26).


(استفدت هاهنا من كتاب(الأشاعرة في ميزان أهل السنة) لفيصل جاسم ,وموسوعة أهل السنة في نقد الأحباش لدمشقية)).

يتبع....
----------------------------------------------------------
(1) طبقات الفقهاء الشافعيين(1/210) ونقله عنه المرتضى الزبيدي في إتحاف سادة المتقين (2/4),ولم يتعقبه.
(2) سير أعلام النبلاء(15/86)
(3) كتاب العرش للذهبي(ص302-303).
(4) مجموع الفتاوى(3/228).
(5) غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة واللباب (ص385-386).
(6) نقض التأسيس(ص90-91) .
(7) سير أعلام النبلاء(14/198).
(8) العلو(ص205).
(9) نقص التأسيس(ص123).
(10)درء التعارض(10/248).
(11)نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس(ص87-88),وابن درباس في((رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري))ص111.
(12) تبيين كذب المفتري 157 – 158 .
(13) تبيين كذب المفتري ص 150
(14) سير أعلام النبلاء 18 : 284 .
(15) متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار المعتزلي ص 19 .
(16) مقالات الإسلاميين 291 تبيين كذب المفتري 150 .
(17) مقالات الإسلاميين 157 و 211 رسالة الأشعري إلى أهل الثغر ص 233 –234 التبيين لأبن عساكر 150 وأنظر رسائل العدل والتوحيد لمجموعة من المعتزلة 1 / 216 وشرح الأصول الخمسة 226 ومتشابعه القرآن 72 للقاضي عبد الجبار .
(18) مقالات الإسلاميين 291 وأنظر تبيين كذب المفتري لأبن عساكر 150 .
(19) الإبانة 106 رسالة في إثبات الاستواء والفوقية 1 / 177 ضمن المنيرية والتوحيد لأبن خزيمة 114 .
(20) أساس التقديس :162 ومشكل الحديث 98 – 99 والمواقف 298 والإرشاد 156 وجوهرة التوحيد 93 .
(21) أنظررد عثمان بن سعيد علي بشر المريسي العنيد 20 وشرح الأصول الخمسة 229 ومتشابه القرآن للقاضي عبد الجبار 121 .
(22) الأسماء والصفات 3 / 152 – 153 تحقيق الأحباش .
(23) مقالات الإسلاميين 157و 167 و 211 و 195 و 218 و 291 . الإبانة 95 تبيين كذب المفتري 150 وأصول الدين 110 وأنظر شرح الأصول الخمسة 228 ومتشابه القرآن 231 للقاضي عبد الجبار المعتزلي .
(24) والقدرية هم المعتزلة .
(25) أصول الدين 110- 111 .
(26) مقالات الإسلاميين 532 .

نبيل البسكري
2011-06-29, 05:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي جمال

وأحسن الله إليك

ووفقك الله إلى مافيه الخير والعمل الصالح

ورزقك الصبر

النجوم
2011-07-01, 17:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخانا جمال.


يبدو أخي الكريم أن هنالك عدم اتفاق في المصطلحات، فأنت تقول:

نحن نتكلم عن النزول وهم يتكلمون عن الحركة والإنتقال!
نحن نتكلم عن العلو وهم يتكلمون عن الجهة والحيز والمكان!
نحن نتكلم عن اليد وهم يتكلمون ع الجارحة!فأرجو أخي الكريم أن تشرح لنا مقصودك من لفظة النزول حتى تتحد المصطلحات ويرتفع اللبس، فلعل الخلاف بينكما لفظي فحسب، فالنزول في معهود اللسان العربي هو انتقال من الأعلى إلى الأدنى، إلا إن كنت تقصد معنى مجازيا، فالنزول بهذا المعنى العربي يتضمن لا محالة حركة وانتقالا، فأرجو إزالة اللبس.

والأمر الآخر نرجو إيضاح معنى "ثلث الليل"، فنحن نعلم أن الأرض لا تخلو من ثلث الليل في أية لحظة من لحظاتها لأن الله تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل.

ثم لا أراني أفهم سر استعمالك لكل تلك العبارات التي تدل على القطع واليقين وتشنيع المخالف في مسألة غير يقينية ثبتت بأحاديث ظنية الثبوت قد يختلف العلماء في ثبوتها صحة وضعفا وحسنا...، دون ان يفسق مجتهد آخر في ذلك، مع ما في المسألة من خفاء لمحل النزاع.
والأسلوب الذي تنتهجه قد لا يتناسب إلا مع مسألة ثبتت بآية قطعية الدلالة، أو تواردت أحاديث رسول الله عليها الصلاة والسلام عليها مع الاتفاق على دلالتها، فخذ أخي الأمر باللين في أماكن اللين، كيف لا ورب العزة أرسل رسله باللين إلى فرعون الذي نازع ربه في ربوبيته، فالمسألة ليست عصبية إلى فرقة دون أخرى، بل هي مسألة نقاش في حضرة رب العزة الجبار، وواضح لدينا جميعا أنه لن تغني فرقة عن منتسبها شيئا بين يدي الله تعالى وكل موكول إلى تقواه وعلاقته بربه.


وجزاكم الله خيرا

عــــادل الميـــلي
2011-07-02, 11:37
صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين

إعداد:جمال البليدي
-ستر الله عيوبه-


النزول عند المنتسبين إلى السلفية هو انتقال ذات الله من مكان عال ( فوق العرش) إلى مكان أسفل منه (السماء ) على خلاف بينهم هل إذا نزل الله من فوق عرشه يخلو منه العرش أم لا ؟.

جرح أليم
2011-07-02, 11:59
اهل إذا نزل الله من فوق عرشه يخلو منه العرش أم لا ؟.


جاء في الحديث : (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فينادي فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)
لم أجد لفظة : نزل الله من العرش ؟


إذا كنت منبهتاً من هذا فإنما انبهت إذا قست صفات الخالق بصفات المخلوق

عــــادل الميـــلي
2011-07-02, 12:23
جاء في الحديث : (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فينادي فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)
لم أجد لفظة : نزل الله من العرش ؟


إذا كنت منبهتاً من هذا فإنما انبهت إذا قست صفات الخالق بصفات المخلوق


هل تقصد أنّ المنتسبين إلى السلفية قاسوا صفات الخالق بصفات المخلوق أم أنا الذي قستُ ؟

قذائف الحق
2011-07-02, 12:57
رب الوهابية :- نزل بذاته وعلى حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أظهر دينه فحاطه من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين و سخر لدينه رجالا قام بهم وبه قاموا على الوجه القويم..فكانوا سيوفا مسلطه على أهل البدع والأهواء ومن بدل هذا الدين واصلي واسلم على محمد ابن عبد الله النبي الأمين الذي علم الأمة التوحيد والذي قرن الله اسمه باسمه وقال فيه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين واصلى واسلم على آل بيته الأطهار وصحابته الأبرار.

رب الوهابية :- نزل بذاته وعلى حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب


جاء في كتاب السنة المنسوب لعبد الله بن احمد والذي هو مصدر العقيدة الوهابية ومن أهم كتب السنة في عقائد الوهابية (وهو كتاب لا يثبت لعبدالله بن أحمد لضعف سنده ولكن الوهابية تصمم على أخذ ما فيه وتعمل به وهو لا يثبت)
("لما كلم موسى عليه السلام ربه عز وجل كان عليه جبة صوف وعمامة صوف ونعلان من جلد حمار غير زكي".
(1/293)

وقال أبو يعلى في 1/146 :
(( وليس في قوله : شاب وأمرد وجعد وقطط وموفور إثبات تشبيه ، لأننا نثبت ذلك تسمية كما جاء الخبر لا نعقل معناها ، كما أثبتنا ذاتا ونفسا ، ولأنه ليس في إثبات الفَرَاش والنعلين والتاج وأخضر أكثر من تقريب المحدث من القديم ، وهذا غير ممتنع كما لم يمتنع وصفه بالجلوس على العرش .. )) اهـ !!!! .

وهذا الكلام لو قاله المشركون أو اليهود ونحوهم فلا عجب فهم أهل هذه المخازي أما أن يقوله رجال من أتباع المذاهب الأربعة فهذا والله الخزي والعار علينا معشر المسلمين أن يكون قائل ذلك واحدا منا ، فيا شماتة الأعداء ، ويا فرحة الملاحدة والزنادقة بهذه الأفكار وأنا أخشى أن يُترجم هذه الكتب إلى اللغات الأجنبية كما ترجموا غيرهم فيشنعوا به المتربصون الحاقدون على الإسلام والمسلمين .

وفي هذا رد الائمة على هذه الكتب والتي ما زال يطبعها الوهابية ويروجون لها فيكيفك كتابة كتاب إبطال التأويلات لترى الكتاب في مكتبة الوهابية ينشرونه.
وكتاب السنة المنسوب إلي عبدالله بن أحمد ولا يثبت وفيه الكثير من الآثار الواهية والوهابية تعمل بها وتعتز به.
وممن تصدى لهذه الأقوال من الائمة وفضحهم
قال الحافظ ابن عساكر في كتابه تبين كذب المفتري ( 1 / 310 - 312 ) مانصه :
( إن جماعة من الحشوية والأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة مالم يتسمح به ملحد فضلا عن موحد ولا تجوز به قادح في أصل الشريعة ولا معطل ونسبوا كل من ينزه الباري تعالى وجل عن النقائص والافات وينفي عنه الحدوث والتشبيهات ويقدسه عن الحلول والزوال ويعظمه عن التغير من حال إلى حال وعن حلوله في الحوادث وحدوث الحوادث فيه إلى الكفر والطغيان ومنافاة أهل الحق والإيمان وتناهوا في قذف الأئمة الماضين وثلب اهل الحق وعصابة الدين ولعنهم في الجوامع والمشاهد والمحافل والمساجد والأسواق والطرقات والخلوة والجماعات ثم غرهم الطمع والإهمال ومدهم في طغيانهم الغي والضلال إلى الطعن فيمن يعتضد به أئمة الهدى وهو للشريعة العروة الوثقى وجعلوا أفعاله الدينية معاصي دنية وترقوا من ذلك إلى القدح في الشافعي رحمة الله عليه وأصحابه واتفق عود الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر ابن الأستاذ الإمام زين الإسلام أبي القسم القشيري رحمة الله عليه من مكة حرسها الله فدعا الناس إلى التوحيد وقدس البري عن الحوادث والتحديد فاستجاب له أهل التحقيق من الصدور الفاضل السادة الأماثل وتمادت الحشوية في ضلالتها والإصرار على جهالتها وأبو إلا التصريح بأن المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل وإنه ينزل بذاته ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب وحفظ ذلك عنهم وعللوه ودونوه في كتبهم وإلى العوام ألقوه وأن هذه الأخبار لا تأويل لها وأنها تجري على ظواهرها وتعتقد كما ورد لفظها وإنه تعالى يتكلم بصوت كالرعد كصهيل الخيل وينقمون على أهل الحق لقولهم أن الله تعالى موصوف بصفات الجلال منعوت بالعلم والقدرة والسمع والبصر والحياة والإرادة والكلام وهذه الصفات قديمة وإنه يتعالى عن قبول الحوادث ولا يجوز تشبيه ذاته بذات المخلوقين ولا تشبيه كلامه بكلام المخلوقين ومن المشهور المعلوم ان الأئمة الفقهاء على إختلاف مذاهبهم في الفروع كانوا يصرحون بهذا الإعتقاد ويدرسونه ظاهرا مكشوفا لأصحابهم ومن هاجر من البلاد إليهم ولم يتجاسر أحد على إنكاره ولا تجوز متجوز بالرد عليهم دون القدح والطعن فيهم وان هذه عقيدة أصحاب الشافعي رحمة الله عليه يدينون الله تعالى بها ويلقونه باعتقادها ويبرؤن إليه من سواها من غير شك ولا إنحراف عنها ... ) أهـ

وكذلك تصدى لهم الإمام الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي رحمه الله !! حيث قال في كتابه (( دفع شبه التشبيه )) ص97-101 ما نصّه:
[[ ورأيت من أصحابنا من تكلَّم في الأصول بما لا يصلح، وانتدب للتصنيف ثلاثة: أبو عبد الله بن حامد ، وصاحبه القاضي ، وابن الزاغوني؛ فصنّفوا كُتباً شانوا بها المذهب ، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوامِّ ، فحملوا الصفات على مقتضى الحس. فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته ، فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات وعينين وفماً ولهوات وأضراس وأضواءً لوجهه هي سبحات ويدين وكفاً وخنصرا وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورِجلين.
وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس.
وقالوا: يجوز أن يمس ويُمس، ويدني العبد من ذاته.
وقال بعضهم: ويَتَنَفَّس.
ثم يُرضون العوام بقولهم: لا كما يُعقل!!.
........ – إلى أن قال ابن الجوزي - : ثم يتحرَّجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ويقولون: نحن أهل السنّة!!، وكلامهم صريح في التشبيه وقد تبعهم خلق من العوامَّ.
فقد نصحتُ التابع والمتبوع فقلت لهم: يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل يقول وهو تحت السياط: (( كيف أقول ما لم يُقَل )).
فإياكم أن تبتد عوا في مذهبه ما ليس منه ....- إلى أن قال ابن الجوزي -: فرأيت الرد عليهم لازماً لئلا يُنسب الإمام – أي أحمد -إلى ذلك، وإن سكتُّ نُسِبْتُ إلى اعتقاد ذلك ...]] انتهى بإختصار

النجوم
2011-07-02, 12:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخانا جمال.

...
فأرجو أخي الكريم أن تشرح لنا مقصودك من لفظة النزول حتى تتحد المصطلحات ويرتفع اللبس، فلعل الخلاف بينكما لفظي فحسب، فالنزول في معهود اللسان العربي هو انتقال من الأعلى إلى الأدنى، إلا إن كنت تقصد معنى مجازيا، فالنزول بهذا المعنى العربي يتضمن لا محالة حركة وانتقالا، فأرجو إزالة اللبس.

والأمر الآخر نرجو إيضاح معنى "ثلث الليل"، فنحن نعلم أن الأرض لا تخلو من ثلث الليل في أية لحظة من لحظاتها لأن الله تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل.

ثم لا أراني أفهم سر استعمالك لكل تلك العبارات التي تدل على القطع واليقين وتشنيع المخالف في مسألة غير يقينية ثبتت بأحاديث ظنية الثبوت قد يختلف العلماء في ثبوتها صحة وضعفا وحسنا...، دون ان يفسق مجتهد آخر في ذلك، مع ما في المسألة من خفاء لمحل النزاع.
والأسلوب الذي تنتهجه قد لا يتناسب إلا مع مسألة ثبتت بآية قطعية الدلالة، أو تواردت أحاديث رسول الله عليها الصلاة والسلام عليها مع الاتفاق على دلالتها، فخذ أخي الأمر باللين في أماكن اللين، كيف لا ورب العزة أرسل رسله باللين إلى فرعون الذي نازع ربه في ربوبيته، فالمسألة ليست عصبية إلى فرقة دون أخرى، بل هي مسألة نقاش في حضرة رب العزة الجبار، وواضح لدينا جميعا أنه لن تغني فرقة عن منتسبها شيئا بين يدي الله تعالى وكل موكول إلى تقواه وعلاقته بربه.


وجزاكم الله خيرا


هل من مجيب؟؟!!

قذائف الحق
2011-07-02, 13:00
نقاش هادئ لمقولة (الله فى السماء بذاته التي ينطقها حشوية العصر الوهابية)
الكاتب: هانى على الرضا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
هذه كلمات ليس فيها جديد يضاف على المسألة المقتولة بحثا ، ولكنها محاولة لتقريب الفهم وتيسير العبارة ، وإعادة الشرح لعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الشأن ، وهي في أغلبه نقول أو تقييدات لبعض ما سمعته من مشايخي من فوائد وإشارات وإحالات .
إني أعتقد أن منشأ الكثير من الخلاف والاحتراب حول هذه العبارة ، هو عدم فهم لعبارات علماء أهل السنة ومنطلقاتهن في تنزيه الله سبحانه ، فهذه الكلمات هنا هي فقط محاولة لإعادة تقديم عقيدة أهل السنة في هذه المسألة ، في عبارات أرجو أن تكون سهلة بينة للجميع تناسب العصر، ويفهمها غير المتخصص، وهي موجهة أصلا لعامة الناس ممن أكلتهم فتنة التجسيم في هذا الزمان ،والقصد أولا وأخيرا لم شمل المسلمين والنصح في الدين ، وليس مقصدي الجدل والمراء والله على ما أقول شهيد .
مدخل وتأسيس
إن المعنى الحرفي لـ ( الله في السماء ) يعني أن الله في الحقيقة موجود في أحد مخلوقاته لأن السماء مخلوقة.
ولا يجوز أبدا في الإسلام اعتقاد أن الله يكمن، أو يقيم، أو يحل في شيء من مخلوقاته .
يعتقد النصارى أن الله حل في عيسى عليه السلام، أو كما يعتقد الهندوس والبوذيين، أن الآلهة تتجسد وتتقمص أجساد أشخاص بعينهم ،ومن اعتقد أن الله ( في السماء ) حقيقة فقد ماثل قولُه قولَ النصارى والهندوس بلا شك.
الله عند المسلمين الموحدين له حق توحيده واحد أحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
يجب علينا كمسلمين أن نعتقد أن الله هو (الغني) الذي لا يحتاج إلى ما سواه من خلقه وكل ما سواه من خلقه محتاج له قائم بمنه وكرمه.
يقول الله بأوضح بيان في سورة العنكبوت
((إن الله لغني عن العالمين))
ويذكر الله صفة ( الغِنَى ) هذه عن نفسه في حوالي سبعة عشر موضعا من القرآن.
إن ( غِنَى ) الله هو نقطة رئيسة في العقيدة الإسلامية ومحور مهم يقوم عليه كل إيمان المسلمين .
إنه بسبب هذا ( الغِنَى ) لا يمكن أبدا عند المسلمين أن يكون الله هو عيسى عليه السلام، أو يكون أي شخص، أو شيء آخر ذا جسد وبدن، أو شكل وكيف :
لأن الأبدان والأجساد والأجسام والأشكال وذوات الكيف، كلها تحتاج إلى الحيز ( المكان)الذي تحتله، ولا يمكن أن تتواجد بدونه ،والزمان الذي تتحرك وتحيا فيه وخلاله، ولا يعقل وجودها دونه .
فالحيز والبعد الزمني كلاهما لازمين ذاتيين لوجودنا ولوجود أي جسم.
إذاً، كل ذا جسد أو جسم أو بدن أو كيف لا يمكن أن يتواجد دون توفر هذين البعدين الذين هما في نفسيهما مخلوقان من خلق الله ،فإذاً كل ذا جسم وكيف ( هيئة ) يفتقر وجوده لوجود الزمان والمكان.
أما الله (الغَنِيُّ ) عند المسلمين، فلا يجوز أن يفتقر أو يحتاج إلى ما سواه، وهو الذي وَصَفَ نفسه بالغِنَى المطلق في الكتاب الكريم
الله تعالى يقوم بذاته ولا يحتاج لما سواه وكل ما سواه محتاج له، لهذا السبب عينِه يستحيل أن يكون لله تعالى جسم أو كيف أو مكان أو زمان.
هذه هي " عقيدة القرآن " ، وهي العقيدة التي صرح بها القرآن الكريم في أكثر من موضع ، وهي العقيدة التي أبقاها السادة العلماء من السلف والخلف في ذهنهم خلال قراءتهم وفهمهم لآيات قرآنية أخرى أو أحاديث نبوية، فلم يفهموا تلك الآيات والأحاديث بعيدا عن هذه العقيدة القرآنية المحورية بل فهموا كل تلك الآيات والأحاديث في ضوء هذه العقيدة المهمة التي تفرق المسلمين الموحدين عن غيرهم من عبدة الأوثان والكفرة المجسِّمين من يهود ونصارى .
يرفع المسلمون أيديهم إلى السماء عند دعاء الله لأن السماء هي(قبلة)الدعاء وليس لأن الله – سبحانه – يحتل تلك الجهة المعينة تماماً،مثلما أن الكعبة هي قبلة الصلاة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم
ولا أحدَ من المسلمين البتة، يعتقد أن الله في جهة الكعبة أو داخلها، بل كما إن الله خلال حكمته قد جعل القبلة علامةً، وآيةً،ورمزَ وحدة للمسلمين بكافة طوائفهم وفرقهم ، فهو سبحانه قد جعل السماء علامةً، وآيةً،ورمزاً، وإشارةَ رفعته ومجده وعزه، ولا تناهيه، ولا محدوديته ،سبحانه وتعالى
فكلما يأتي ذِكرُ السماء، يتذكر المسلمون رفعةَ الله وعزَّه ومجدَه ولا تناهيه، كما أنه كلما ذُكِرَت الكعبة، شعر المسلمون وتذكروا وحدتهم وتوحد مصيرهم وأصلهم وأمتهم
وهذا المعنى الدال على رفعة الله وعلوه وعزته، هو الذي يتملك قلب كل مؤمن موحِّد حالَ رفعه يديه إلى السماء، ودعاءه رب السماء والأرض سبحانه وتعالى .
لقد اقتضت حكمة الله البالغة أن تضمن هذه المعاني في السنة النبوية، لترفع من قلوب الناس الذين كانوا أول من سمعها، ولِتُوَجِّهَهُم ليلحظوا ويعرفوا مجد الله وعلوه ورفعته ولا تناهيه من خلال أعظم وأكبر آية إلهية محسوسة لهم : السماء المرئية التي رفعها الله فوقهم .
العديد من أولئك الذين سمعوا هذه المعاني أول مرة من فم النبي صلى الله عليه وسلم، وبالأخص عندما كانوا حديثي عهد بكفر وفارقوا لتوهم الجاهلية ،كانوا مرتبطين بشدة ومنجذبين إلى الواقع المادي المحسوس ولم يكن لديهم أدنى تصور عن وجود غير مادي أو محسوس كما تشهد بذلك أوثانهم التي كانت تماثيلَ وصوراً منصوبةً على الأرض أمامهم، ذات جسم وجسد وجهة تتحيز فيها ويرونها أمامهم.
وبالطبع،كانت لغة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لإيصال معاني رفعةِ الله ومجدِه وعزِّه وعلوِّه وسموِّه ولا تناهيه إلى هؤلاء القوم الماديين حتى النخاع، كانت ولا بد أن تكون بمصطلحات وألفاظ ،يسهل عليهم إدراكها وفهمها
ومن هنا كان استخدام مجاز السماء أمامهم ليقود عقولهم إلى إدراك لا تناهي الله ولا محدوديته وسموه وعلوه
فاستُخدمت السماء كرمز يشير إلى كل هذه المعاني الغائبة عن عقول هؤلاء الوثنيين ،فكانت الإشارة إلى ما يعلمون لا تناهيه، ويرون ويحسون سموَّه وعلوَّه أمام أعينهم ( السماء ) ليسهل عليه إدراك سموِّ وعلوِّ ورفعةِ ولا تناهي ما لا يرون ولا يحسون ولا يعلمون ( الله عز وجل) وكل ذلك بالطبع مع قيام الفارق العظيم ، وقيام معنى(ليس كمثله شيء) شاهداً على القلوب فلا يقاس الله بسمائه سبحانه وتعالى .

يقول الإمام القرطبي – مفسر القرآن الشهير والعالم الرباني القدير من القرن السابع – في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) في تفسير قول الله تعالى((أأمنتم من في السماء)):
(والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة، مشيرة إلى العلو،لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند ، والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام) . انتهى

وقـال الشاطبي في (الموافقات) 4/154- تحت مسألة مالا بد من معرفته لمن أراد علم القرآن- :
(ومن ذلك معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل ، وإن لم يكن ثم سبب خاص لابد لمن أراد الخوض في علوم القرآن منه ، وإلا وقع في الشُبه والإشكالات التي يتعذرالخروج منها إلا بهذه المعرفة – ...... ثم ذكر أمثلةً على ذلك ومنها قوله، والثالث:
قوله تعالى (يخافون ربهم من فوقهم) (أأمنتم من في السماء) وأشباه ذلك ، إنما جرى على معتادهم في اتخاذ الآلهة في الأرض، وإن كانوا مقرِّين بإلهية الواحد الحق ، فجاءت الآيات بتعيين الفوق وتخصيصه تنبيهاً على نفي ما ادَّعوه في الأرض ، فلا يكون فيه دليل على إثبات جهة البتة. ) انتهى من الموافقات
ولكن .... الجارية تقول : الله في السماء !!!
حديث الجارية :
أورد الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم قال :
(قلت: يا رسول الله ، إني حديث عهد بجاهلية. وقد جاء الله بالإسلام. وإن منا رجالا يأتون الكهان. قال "فلا تأتهم" قال: ومنا رجال يتطيرون. قال "ذاك شيء يجدونه فيصدورهم. فلا يصدَّنَّهم (قال ابن المصباح: فلا يصدَّنَّكم)
قال قلت: ومنا رجال يخطُّون. قال "كان نبي من الأنبياء يخط. فمن وافق خطه فذاك"
قال: وكانت لي جاريةٌ ترعى غنماً ليقِبَل أحد والجوانية. فاطَّلعتُ ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها.
وأنا رجل من بني آدم. آسف كما يأسفون. لكني صككتها صكة. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي. قلت: يا رسول الله ، أفلا أعتقها؟
قال "ائتني بها" فأتيته بها. فقال لها : "أين الله؟" قالت: في السماء. قال: "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها. فإنها مؤمنة.) صحيح مسلم
ويعلق الإمام النووي على الحديث في شرحه على مسلم قائلا :
(هذا الحديث من أحاديث الصِّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان:
أحدهما:
الإيمان به من غير خوض في ((( معناه )))، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شيء،وتنزيهه عن سمات المخلوقات.
والثَّاني:
(((تأويله ))) بما يليق به.
فمن قال بهذا – أي التأويل - قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء،كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة،وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين.
أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان. ) انتهى من شرح النووي على مسلم
جدير بالملاحظة هنا أن الإمام النووي لا يذكر فهم هذا الحديث حرفيا على ظاهره - كما يفعل الحشوية المجسمة كالوهابية عندما يقولون هو في السماء، تُفهم على ظاهر معناها الذي هو الجهة - كأحد أراء العلماء أو مواقفهما لمعتبرة أبدا !!
وقد يتصور البعض أن موقف النووي هذا نابع من كون هذا الحديث من أحاديث الآحاد التي لا يستدل بها في العقائد لكونها ظنية الثبوت ظنية الدلالة، ولكن الأمر أبعد من ذلك وأعمق بكثير !!
فنوع هذه الأحاديث تقبل كأدلة في العقيدة لدى أهل السنة والجماعة إن توفرشرط مهم وهو كون العقيدة المذكورة فيها سالمة من المعارضة .
وهذا الشرط غير موجود هنا في حديث الجارية هذا لعدة أسباب:
أولا :
القصة المروية في الحديث وألفاظها ومضمونها قد وصلت إلينا في عدة صور وألفاظ أخرى صحيحة ثابتة تختلف كثيرا عن نسخة وصورة ( أين الله؟ .. الله في السماء.)
أحد هذه الصور المغايرة مروي في صحيح ابن حبان بسند حسن وفيه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية :
(من ربك ؟) ،فترد قائلة : الله ، ثم يسألها : (من أنا ؟) ،فتقول : أنت رسول الله ، فيقول عندها الرسول صلى الله عليه وسلم : أعتقها فإنها مؤمنة.
(الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ، مؤسسة الرسالة 1988)
وفي نسخة أخرى من الحديث مروية في مسند عبد الرزاق بسند صحيح ، يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارية إن كانت تشهد أن لا إله إلا الله ،فتقول نعم ، فيسألها إن كانت تشهد أنه هو رسول الله ،فترد بنعم ،فيسألها إن كانت تؤمن بالبعث بعد الموت ، فترد بنعم فيأمر الرسول صلى الله عليه وسلم سيدها أن يعتقها .
( المصنف – المجلد 9 صفحة 175 طبعة المجلس العلمي 1970)
وهذه هي قواعد الإيمان الثلاثة المذكورة في القرآن في أكثر من موضع: الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ويناسب أن يُسأل عنها من يراد أن يتحقق من إيمانه !
وفي نسخة أخرى نجد الجارية بَكْماء لا تستطيع الكلام،ولكنها فقط تشير إلى السماء في الجواب .
ويعلق الحافظ أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني أن هنالك تناقض عظيم في ألفاظ الحديث في نسخه المختلفة ( تخليص الحبير – المجلد الثاني طـ الكليات الأزهرية 1979)
وعندما يكون لحديث ما هذا العدد من الصور والنسخ المتضاربة فإن هنالك احتمالاً قوياً أن يكون هذا الحديث قد رواه بعض الرواة في بعض طبقات السند بالمعني لا باللفظ !!
والمعنى هنا هو ما فهمه ذلك الراوي من الحديث لا حقيقة ما حدث فعلا وبالتالي فإن(فهم) شخص ما،لا يصلح لتبنى عليه عقيدة في الله تعالى .
ثانيا :
هذا الاعتبار السابق مهم جدا لموضوع البحث، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين بوضوح تام أركان العقيدة الإسلامية وقوائم الإيمان في الإسلام، وذلك في الحديث الذي رواه مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عندما أجاب على أسئلة جبريل عليه السلام قائلا :
(الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره وشره)
ولم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أي شيء عن كون الله في السماء كركن من أركان الإيمان يعرف بها إيمان المرء من عدمه !!
لو كانت ( الله في السماء ) نقطة حاسمة وامتحان فاصل لإيمان المسلم من عدمه - كما تشير إلى ذلك نسخة - أين الله - من هذا الحديث - لكان لزاماً وواجباً حتمياً على النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر هذه النقطة في جوابه لسؤال جبريل عن ما هو الإيمان ؟!!!
ثالثا :
لو فهم شخص ما حديث الجارية حرفيا على ظاهره واعتقد أن ( الله في السماء ) حقيقة ، فإن ذلك يتناقض مع أحاديث أخرى صحيحة، لها هي الأخرى الحق في أن تفهم حرفياً على ظاهرها كما فهم حديث الجارية على ظاهره، ولا تؤول ولا تصرف عن الظاهر ،
ومن أمثلة هذه النصوص :
1 - مثلاً الله ( قريب) منا حال سجودنا :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء) صحيح مسلم – كتاب الصلاة – باب ما يقال في الركوع والسجود.
بينما لو كان الله حرفياً (في السماء ) لكان أقرب إلينا حال وقوفنا !!
2 - الله سبحانه (أمامنا) حال قيامنا وصلاتنا :
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق((أمامه)) فإن ((ربه أمامه))وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فإن - قال سريج لم يجد - مبصقاً ففي ثوبه أو نعله.)
مسند الإمام أحمد بن حنبل – المجلد الثالث – مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
فهل الله فوقنا في السماء أم هو أمامنا أو هو قريب منا !!؟؟؟
3 - الله((معنا)) حال ذكرنا له :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى :
(أنا((مع))عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)
رواه أحمد في مسنده وابن ماجه والحاكم في المستدرك وصححه الحاكم والسيوطي كذلك في الجامع الصغير .
فأين الله بالضبط ؟؟
في السماء أم معنا - على الفهم الحرفي لـ ( مع ) - أم أمامنا أم قريب منا !!!؟؟
4 - الله ليس ( في السماء):
وأخيرا .. في حديث المعراج يمر النبي صلى الله عليه وسلم بكل السماوات السبع ويقص علينا ما شاهد في كل سماء ومن التقى وهو بصحبة جبريل عليه السلام ،ولكنه لا يأتي على ذكر التقائه بالله سبحانه وتعالى في أي من تلك السماوات السبع .
فلو كان الله تعالى ( في السماء ) حقيقة لأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه التقى رب العزة في السماء كذا وكذا !!!
والآن ..
عندما يقرأ المسلم كل هذه الأحاديث وغيرها الكثير الكثير ويفهمها كلها حرفيا على ظاهرها - كما تقول وتريد طائفة المجسمة الحشوية - فإنه يصيبه الارتباك ولا شك ويتبادر إلى ذهنه وجود التناقض بين نصوص الدين الحنيف ،والحقيقة أن ما من تناقض ولكن التناقض يكمن في عقله الضعيف فقط !!
فإذاً، الفهم الحرفي الظاهر يؤدي بالمسلم إلى الحيرة والتناقض،فلا يستطيع تحديد مكان ربه بالضبط - تعالى سبحانه عن المكان - ولا يمكنه الجمع بين كل هذه النصوص البتة إن فهمت كلها ظاهريا وحرفيا دون اللجوء إلى التأويل في بعضها على الأقل، ومن فهم هذه النصوص وغيرها ظاهريا فإنه سيتصور إله اًيتحرك هنا وهناك، مرة قرب العبد، ومرة معه، ومرة فوقه ومرة أمامه وووووووووو ، ومثل هذا الإله المتوهم هو قطعاً ليس الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون ، وفساد هذا الاعتقاد بيّن لا يحتاج إلى كثير كلام .
رابعا :
الفهم الحرفي لكون الله في السماء يتناقض مع أصلين من أصول العقيدة الإسلامية أصَّلَهما القرآن الكريم :
الأول:
هو كون صفات الله مخالفة لصفات الحوادث ( المخلوقات)فلا تماثل شيئا من خلق الله البتة لقول الله تعالى في سورة الشورى : (ليس كمثله شيء.)
فلو كان الله حرفياً في السماء، لكان هنالك عدد لا يحصى من الحوادث مماثلة له في كونها في السماء لها ارتفاع ومكان وجهة وتحيز وهلم جرا كالطائرة والملائكة والشمس والقمر والكواكب،وبما أن الله ليس كمثله شيء فهو قطعاً ليس بجسم متحيز،لأن ما سواه أجسام متحيزة، وهو ليس كمثله شيء فليس جسماً قطعاً وتحقيقاً ،وكلما تبادر إلى ذهنك كونه الله فالله خلافه!!
الله يقول : (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجاً وقمراً منيرا)
فهاهي البروج والشمس والقمر في السماء بنص الآية ، فلو كان الله أيضاً في السماء لماثلها ولكننا نعلم أن ليس كمثله شيء، فنتج انتفاء كونه في السماء على ظاهر اللفظ كما هو الحال مع البروج ووجب تفويض المعنى أو تأويله.
الثانى:
الأصل الثاني الذي تخالفه هذه العقيدة التجسيمية هو صفة ( غِنَى ) الله وعدم احتياجه البتة لشيء من خلقه سبحانه ، وهو أصل مبثوث في عدد من آي القرآن الكريم ، لذا وبموجب اعتقاد غِنَى الله المطلق، فإنه يستحيل كون الله جسماً أو كينونةً جسمية، لأن الأجسام تحتاج المكان والزمان لتتواجد فيهما، والله لا يحتاج البتة إلى زمان أو مكان، بل هو سبحانه قبل أن يكون زمان ومكان، والزمان والمكان خلقٌ منخلقه (الله خالق كل شيء.)
خامسا :
الفهم الحرفي الظاهري لمقولة الله ((في))السماء ، يعني ويفيد أن السماء تحيط بالله سبحانه وتعالى من كل الجهات بحيث يكون سبحانه أصغر منها لتحويه، وهو بالطبع تصور متهافت يرفضه حتى الأطفال الذين لم يبلغوا السعي .
وصرف معنى مقولة الله((في))السماء إلى((على السماء)) كما يفعل المجسمة عندما يغلبون في المناظرات ، هو نوع من التأويل الذي يفر منه هؤلاء الظاهرية ليقعوا فيه ولا بد !!
فإن (( في )) غير (( على )) وجعل أحدهما بمعنى الآخر هو تأويل وإن ادَّعوا أنه ليس تأويلا .
لكل هذه الأسباب ولأسباب أخرى يطول ذكرها ، رأى السادة العلماء ضرورةً ولزوما لفهم المجازي الرمزي لهذا الحديث ولغيره من النصوص الحاوية لمثل هذه التعابير والاستعارات الموهمة للتشبيه والتجسيم، بحيث يتوافق المعنى مع استعمالات اللغة العربية دون أن يعارض الثوابت القرآنية أو الحديثية الدالة على تنزيه الخالق سبحانه وتعالى .
أأمنتم من ( في السماء)
لنأخذ مثلا على ذلك قول الله سبحانه وتعالى : (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور)
ولننظر كيف فهمه وفسره أئمة أهل السنة والجماعة،ومدى توافق فهم المجسمة الحشوية كالوهابية مع فهمهم أو اختلافه عنه وبناء عليه نستطيع أن نحكم من هم أهل السنة :
القرطبي
( قال المحققون: أمنتم من فوق السماء؛ كقول: { فسيحوا في الأرض } أي فوقها لا بالمماسة والتحيز لكن بالقهر والتدبير. وقيل: معناه أمنتم من على السماء ؛كقوله تعالى: { ولأصلبنكم في جذوع النخل } أي عليها. ومعناه أنه مديرها ومالكها؛ كما يقال: فلان على العراق والحجاز؛أي وإليها وأميرها.) انتهى .
الجامع لأحكام القرآن .
الشربيني الخطيب
يذكر أن هنالك عدة وجوه تأويل لقول الله ( من في السماء ) ، منها أنها تعني : الذي في السماء سلطانه وسيادته، لأن السماء هي حيث تقطن الملائكة وتسكن وهناك عرشه أعظم المخلوقات وكرسيه واللوح المحفوظ الذي منه تتنزل أحكامه وقضاءه وكتبه وأوامره ونواهيه .
ويذكر كذلك تأويلا آخر وهو أن ( من في السماء) حذف منها إضافة وتقديرها :
أأمنتم من خالق الذي في السماء، ويقصد الملائكة الذين يقطنون السماء لأنهم هم المأمورون بإيقاع الرحمة الإلهية ( إرادته سبحانه الخير ) أو الغضب والانتقام الإلهي ( إرادته سبحانه الشر) .
(راجع السراج المنير طـ دار المعارف بيروت المجلد الرابع)
فخر الدين الرازي
يذكر أن ( من في السماء ) تعني الملك الموكل بايقاع العذاب والعقاب – جبريل عليه السلام - ،وقوله ( يخسف بكم الأرض ) يعني بأمر الله وإذنه .
(تفسير الفحر الرازي ط دارالفكر بيروت 1985)
أبو حيان النحوي
يذكر أن سياق هذه الكلمات قد يكون وفق معتقدات المخاطبين بهذا الوعيد ( المشركين ) لأنهم كانوا مجسمة يجسمون الله ويتصورنه جسما كما يجسمون بقية آلهتم في شكل أوثان وأصنام وتماثيل ، فخاطبهم وفق معتقدهم لا موافقة لهم وإقرارا بل تنبيها على خلطه وزيفه ، وعلى هذا يكون المعنى :
أأمنتم ممن تزعمون وتعتقدون كونه في السماء؟ بينما هو أعلى وأرفع من سائر المكان والزمان .
(تفسير النهر المدد من البحر المحيط ط دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية 1987 بيروت)
القاضي عياض
ينقل الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم في شرح حديث الجارية بعد أن بَيَّن موقف السلف من أحاديث الصفات - وهو الموقف الذي أوردته أعلاه – كلامَ القاضي عياض في ذلك :
قال القاضي عياض :
لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم، فمن قال بإثبات جهة فوق، من غير تحديد ولا تكييف من المحدِّثين والفقهاء والمتكلِّمين تأوَّل في السَّماء أي : على السَّماء.
ومن قال من دهماء النظَّار والمتكلِّمين وأصحاب التَّنزيه بنفي الحدِّ واستحالة الجهة في حقِّه سبحانه، تأوَّلوها تأويلات بحسب مقتضاها، وذكر نحو ما سبق - أي ما سبق للنووي إيراده من مواقف العلماء من أحاديث الصفات-قال: أي القاضي عياض
(ويا ليت شعري! ما الَّذي جمع أهل السُّنَّة والحقُّ كلّهم على وجوب الإمساك عن الفكر في الذَّات ، كما أمروا وسكتوا لحيرة العقل، واتَّفقوا على تحريم التَّكييف والتَّشكيل، وأنَّ ذلك من وقوفهم وإمساكهم غير شاكٍّ في الوجود والموجود،وغير قادح في التَّوحيد بل هو حقيقته، ثمَّ تسامح بعضهم بإثبات الجهة خاشياً من مثل هذا التَّسامح ،وهل بين التَّكييف وإثبات الجهات فرق؟.
لكن إطلاق ما أطلقه الشَّرع من أنَّه القاهر فوق عباده، وأنَّه استوى على العرش مع التَّمسُّك بالآية الجامعة للتَّنزيه الكلِّي، الَّذي لا يصحُّ في المعقول غيره، وهو قوله تعالى:
(ليس كمثله شيء ) عصمة لمن وفَّقه اللَّه، وهذا كلام القاضي -رحمه اللَّه. )
انتهى من شرح النووي على مسلم
هل يكفر من يقول أن الله في السماء حقيقة الآن ؟؟
نأتي الآن لمثال أخير .. الحديث المروي في صحيح مسلم:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول:
من يدعوني فأستجيب له! ومن يسألني فأعطيه! ومن يستغفرني فأغفر له! .)
صحيح مسلم – الجزء الأول – كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه .
لو تأملنا هذا الحديث للحظة ،لفهمنا أنه لا يتعلق ولا يقصد بيان عقيدة وليس موضوعه عن العقيدة ،ولكنه يقصد تأسيس نقطة عملية تعبدية ،وهي أنه يفترض بنا فعل شيء ما في الثلث الأخير من الليل : أن نقوم ونصلي وندعو الله!!
لهذا السبب عندما عَنْوَن الإمام النووي صحيح مسلم ،وبَوَّبه تبويبه وتقسيمه الموجود عليه حالياً ،عَنْوَن لهذا الحديث بـ :
(باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه)
ولم يترجم له بـ ( باب نزول الله ) مثلا ..
أما في ما يتعلق بمعنى ( ينزل ) الواردة في الحديث فإن الإمام النووي يعلق قائلا :
(هذا الحديث من أحاديث الصِّفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق إيضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما أنَّ:
أحدهما:
وهو مذهب جمهور السَّلف وبعض المتكلِّمين:
أنَّه يؤمن بأنَّها حقُّ عَلَى ما يليق باللَّه، وأنَّ ظاهرها المتعارف في حقِّنا غير مراد، ولا يتكلَّم في تأويلها، مع اعتقاد تنزيه الله عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق.
والثَّاني:
مذهب أكثر المتكلِّمين وجماعات من السَّلف، وهو محكيٌّ هنا عن مالك بن أنس والأوزاعيِّ:
أنَّها تتأوَّل عَلَى ما يليق بها بحسب مواطنها، فعَلَى هذا تأوَّلوا هذا الحديث تأويلين:
أحدهما:
تأويل مالك بن أنس وغيره معناه: تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال: فعل السُّلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره.
والثَّاني:
أنَّه عَلَى الاستعارة، ومعناه: الإقبال عَلَى الدَّاعين بالإجابة واللُّطف، واللَّه أعلم.
( انتهى من شرح الإمام النووي على مسلم)

(ويلاحظ العلامة علي قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ) : أن الإمام مالك والإمام الأوزاعي والذين هما من السلف قد تأول كلاهما (ينزل ) تأويلا مفصلا دقيقا ،وكذلك فعل الإمام جعفر الصادق
بل إن جمهور السلف والخلف قالوا بأن كل من يؤمن بأن الله يوجد في جهة حسية هو كافر كما نص على ذلك العراقي بكل وضوح قائلاً أن هذا هو موقف أبو حنيفة ومالك والشافعي والأشعري والبلقيني.
(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح – ط بيروت طار إحياء التراث المجلد الثاني صفحة 137)
ويجدر بنا هنا أن ننبه أن العراقي قد وصل رتبة حافظ ،(شخص قد حفظ أكثر من مائة ألف حديث عن ظهر قلب ) ، بينما الملا علي قاري هو محدث له أعمال مرجعية في الأحاديث الموضوعة، ما يعني أن كلاهما كان له المؤهلات والمقومات الكافية للتأكد من سند أي موقف يروي انه، ولهذا السبب فإن روايتهما لموقف العلماء من القائل بالجهة الحسية وتكفيرهم له لها وزنها واعتبارها ووجاهتها .
ولكن لعله من المناسب اليوم أن نقول أن المسلم الذي يعتقد أن الله موجود في السماء، أو في أعلى ليس كافرا، وذلك لأن شبهة نشر بدعة التجسيم من قبل البعض بأموال البترودولار بهذا الشكل المكثف الذي يقلب الليل نهاراً والنهار ليلا، تجد له عذر الجهل وعموم البلوى.
وقد كانت بدعة التجسيم هذه محصورة فيما مضى في بضعة أسماء تعد على اليد من مجسمة الحنابلة الذين تم فضحهم ودفعهم مرة تلو الأخرى من بقية فضلاء الحنابلة المتقدمين أنفسهم من أمثال ابن الجوزي الذي خاطب رفقائه الحنابلة في كتابه النفيس القيم،دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه قائلا :
(وقد أخذوا - أي بعض الحنابلة - بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا : ( صفة فعل ) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات، قالوا : لا نحملها على توجيه اللغة، مثل ( يد ) على معنى نعمة وقدرة ، ولا ( مجيء وإتيان ) على معنى بِرٍّ ولطف ، ولا ( ساق ) على شدة ، بل قالوا : نحملها على ظواهرها المتعارفة
والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين .. ثم يتحرجون من التشبيه ، ويَأْنَفُون من إضافته إليهم، ويقولون : ( نحن أهل السنة) !! ، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام ، وقد نصحت التابع والمتبوع ، فقلت لهم : يا أصحابنا ، أنتم أصحاب نقل واتِّباع ، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل رحمه الله يقول وهو تحت السياط : كيف أقول ما لم يُقَل ؟،
فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه ، ثم قلتم في الأحاديث :
(تُحْمَل على ظاهرها ) !! ، وظاهر القدم، الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى عليه الصلاة والسلام : ( روح الله ) ، اعتقدت النصارى لعنهم الله تعالى أن لله سبحانه وتعالى صفةً هي روح وَلَجَت في مريم !! ، ومن قال : (استوى بذاته المقدسة ) فقد أجراه سبحانه مجرى الحِسِّيَّات !! ، وينبغي أن لا يُهْمَل ما ثبت به الأصل ، وهو العقل ، فإنا به عرفنا الله تعالى ، وحكمنا له بالقِدَم ، فلو أنكم قلتم : (نقرأ الأحاديث ونسكت ) ، لما أنكر أحد عليكم ، وإنما حَمْلُكُم إياها على الظاهر قبيح
فلا تُدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه ، ولقد كسيتم هذا المذهب شيناً قبيحاً حتى صار لا يُقال حنبلي إلا مجسم ، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية ، ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته،
وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شيناً لا يُغسل إلى يوم القيامة.
انتهى كلام الإمام ابن الجوزي منتقدا مجسمة الحنابلة في كتابه النفيس ( دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه ) المكتبة التوفيقية 1976 .
ويبدو من استقراء التاريخ أن هذه العقائد الفاسدة المجسِّمة تمكنت من البقاء حية لبضعة قرون في نواحي خراسان وأفغانستان وبعض المواضع الأخرى من الشرق .. وقد لاحظ الإمام العلامة الكوثري قدس الله سره أن ابن تيمية الحنبلي قد وقع على تفاصيل هذه العقائد الفاسدة من بعض المخطوطات عن النحل والفرق عندما تدفقت مكتبات العلماء على دمشق مع القوافل الهاربة من غزو المغول والتتار الهمج القادمين من الشرق ..
وقد قرأ ابن تيمية رحمه الله هذه المخطوطات دون معونة أستاذ أو شيخ متوقد الذهن ثاقب الفكر ،ونتيجة لذلك غاب عنه فساد ما في هذه المخطوطات، وآمن واعتقد بما فهمه منها وتطور به الأمر إلى أن أصبح داعية لهذه العقائد ومنافحا عنها في كتبه وأعماله .
( راجع السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل.)
وقدحوكم وسجن بسبب هذه العقائد الفاسدة عدة مراتقبل موته وقدن قل الإمام النويري وكذلك ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة عنه أنه تاب عن هذه العقائد الفاسدة وعاد إلى اعتقاد أهل السنة والجماعة بعد محاكمته واستتابته من قبل علماء زمانه وشهد على نفسه أنه يعود أشعريا رحمه الله وغفر له خطأه إن صدقت توبته.
وقد صنفت مصنفات من قبل علماء من أمثال أبو حيان النحوي(ت 745 هـ )
وتقي الدين السبكي(ت 756)
وبدر الدين ابن جماعة(ت 733 )
والأمير الصنعاني صاحب سبل السلام ( ت 1182)
وتقي الدين الحسني صاحب كفاية الأخيار ( ت 829)
وابن حجر الهيثمي(ت 974 هـ )
في الرد على عقيدة ابن تيمية ..
وقد بقيت عقيدته مرفوضة من قبل جمهور المسلمين، وكل أهل السنة والجماعة لمدة أربعة قرون أخرى، حتى ظهرت حركة محمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر الميلادي، وكما هو معلوم فقد اتَّبعت هذه الحركة ابن تيمية في نقاط من العقيدة واتخذت منه مرجعيتها وسلفها .
ولكن هذه العقائد لم تلقَ انتشارا ويتفاقم أمرها إلا بعد وصول الطباعة إلى العالم العربي وطباعة كتب ابن تيمية .
ويذكر البعض أن تاجراً غنياً من وجهاء جدة دفع تكاليف طباعة كتاب منهاج السنة وعدة كتب أخرى لابن تيمية في العقيدة في مصر في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي ،وبعثت من جديد هذه العقائد الفاسدة تحت اسم السلفية .
ومن ذلك الحين حملت هذه الكتب والعقائد إلى كل الأنحاء مدفوعة بفيضان من التمويل الغزير المتدفق من دولة أو اثنتان من دول الخليج الغنية ..
ونتيجة لهذه الجهود امتلأت المساجد في أنحاء العالم كله بكتب ومطويات وكتيبات تشرح هذه العقائد الفاسدة وتنشرها
وأيضا امتلأت المساجد بشباب غِر يدفعون بهذه العقائد وينسبونها جهلاً إلى السلف الصالح من التابعين وتابعيهم وأئمة المسلمين الأوائل ، بمعونة سند ابن تيمية المشكوك فيه أصلا، أو في كثير من الأحيان دون أي سند
ومن هنا تبرز لنا أهمية عدم تكفير عامة المسلمين إن قالوا بهذه العقائد الفاسدة، لأن مثل هذا النوع من الدعم المادي الضخم، يشتري النفوذ والإعلام والدعاية التي تقلب الحقائق وتلبسها على الناس البسطاء، والذين هم في أغلبهم لا يملكون القدرة أو الوقت على البحث والتنقيب والتعلم بأنفسهم ..
لذا من المناسب، بل من الضروري عذر الناس بالجهل هنا إلى أن يُعَلَّموا أن الرب في الإسلام هو بشكل لا محدود أعظم وأعلى وفوق أن يكون رجلا ضخما أو شابا أمردا كما يصفه البعض
كما أنه سبحانه أعظم من أن يكون محدودا بمكان وزمان اللذان هما في النهاية خلق من خلقه سبحانه وتعالى .
الخلاصة
فإذاً، نخلص إلى أن أهل السنة والجماعة يأخذون النصوص على ظاهرها، ويفهمونها حرفياً إلا إن كان هنالك سببٌ مصاحبٌ ، وقرينةٌ صارفةٌ تمنعهم من فهم تلك النصوص على ظاهرها .
وفي حالة ( نزول ) الله أو كونه ( في السماء ) هنالك ما لا يحصى من الأسباب والقرائن الصارفة لهذه النصوص عن ظاهرها
فأولاً :
الفهم الحرفي لهذه النصوص، يجعل من المستحيل الجمع بينها وبين الكثير من النصوص الصحيحة الأخرى،والتي ينبغي أن تفهم هي أيضاً على ظاهرها كما فهمت تلك على ظاهرها فهنالك نصوص تتحدث عن كون الله (( مع )) العبد عند ذكره لله
((أقرب إليه من حبل الوريد))
((أمامه )) حال صلاته
((أقرب )) إليه حال سجوده
((في السماء))عندما سأل رسول الله الجارية
((معكم أينما كنتم))
ووووووووو
هذه النصوص، إن جمعت وفهمت كلها حرفيا على ظاهرها، فإنها غير واضحة ومتناقضة تماما
ولا ينتفي هذا التناقض إلا بفهمها مجازيا ورمزيا، وبتأويلها على مقتضى لغة العرب كما فعل علماء أهل السنة والجماعة منذ السلف إلى الخلف وثانيا :
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فصَّل كل العقائد التي يجب على المسلم الإيمان بها في جوابه على سؤال جبريل عليه السلام، ولم يأت على ذكر كَوْنِ الله في السماء أو في أي مكان آخر .
وثالثا :
فإن كوَْنَ الله ( في السماء ) كما الطيور والسحاب والطائرات والكواكب والملائكة والأنبياء والجنان وووووو على المعنى الظاهر لـ ( في السماء)،تنافي بشكل قاطع عقيدة القرآن القائلة بـ (( ليس كمثله شيء ))
كما أنها تنافي عقيدة ( غِنَى ) الله المذكورة في عدة مواضع من القرآن، لأن ما احتاج إلى خلق من حلقه(السماء ) ليكون فيه أو يستوي عليه حقيقة ( العرش ) فهو قطعا ليس الله الموصوف بالغنى التام في محكم التنزيل وإنما وثن يعبده الجاهلون .
والله وحده الغني ،وأنتم الفقراء ، وهو ولي التوفيق وعليه التكلان
اللهم اهدنا لما اختلفوا فيه،وأنر بصائرنا وعقولنا، وَنَقِّ سرائرنا ونفوسنا بجاه الواسطة العظمى سيدنا محمد النبي الأمي . آمين
انتهى

قذائف الحق
2011-07-02, 13:07
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دك حصون الحشوية وإثبات التزوير في موضوع دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين

لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع أن الحشوية ديدنهم الكذب والتزوير والتلبيس ولذلك نكتب هذا الموضوع ليكون جلاء لقلوب كثير من المتشككين وسنظل بفضل الله نرد على بدعهم وضلالتهم وتحريفهم الكلم.
ويبدو أن كاتب المقال دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين يهوى الكتابة كثيرًا حتى أنه يأتي بكل ما يخص الموضوع من بعيد أو بعيد
فتارة يتحدث عن اليدين وتارة عن الاستواء وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه !!
ورأيناه أيضاً يقوم بحيلةٍ الكلُ يُتقنها فدّلس على الناس ..
ففي موضوعه قام بسرد أقوال أهل السنة والجماعة التي تنص على التنزيه وحشر في وسطها أقوال أهل التجسيم وهذا من التلاعب والتلبيس على القراء كما أنه استند في مقاله إلى أقوال مدسوسة ضعيفة بل وموضوعة رواها وضاعون كذابون فماذا ننتظر من الحشوية غير ذلك.
وما أستند عليه من أقوال أهل السنة والجماعة من أصحاب العقيدة السليمة الذين نصوا على التفويض وكلامهم اجراؤها على ظاهرها والأخ كاتب الموضوع أخذ قولهم على فهم منهج التجسيم والحشو
فقول الأئمة : (اجراؤها على ظاهرها) الذي أستشهد به كثيراً المقصود منه إثباتها كما وردت من غير زيادة ولا نقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه بدليل نفيهم لمعاني هذا الظاهر في مواضع أخرى
وهناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة وهو ليس بمعنى حقيقي للصفة بل معنى لمتعلقاتها بينما الذين
يدعونه معنى حقيقي للصفة وفهمهم لمعنى الصفة على حقيقتها هو فرع عن معرفة الماهية التي ينكرون معرفتها وهو تناقض ظاهر .
فادعاؤهم معرفة الصفة على ظاهرها على أنه معنى حقيقي للصفة لاشك هو معرفة للماهية بوجه ما ..
وقول الوهابية أدعياء السلفية : أن الله تعالى ( ينزل بذاته ) وأنه سبحانه
( ينزل نزول حقيقي ) (وأنه إذا لزمه الحركة تحرك)
ويقولون هذا من حمل النصوص على ظواهرها
نقول: هذا المذهب مذهب مناقض للوحي مرذول من حيث العقل وقد نص الائمة على أن هذا المذهب ليس هو مذهب السلف بل هو مذهب المجسمة المشبهة فقولهم حقيقةً وأنه انتقال وحركه من علو لسفل
يعني أن لله جهة ولا يخفي على كل باحث أن الأعلى والأسفل جهات فكيف يدافع هؤلاء عن الجهات وينسبونها لله تعالى
ثم يقولون من أين لفظ الجهة؟؟
وقد قال صاحب الطحاوية (لا تحويه الجهات الست) أليست هذه عقيدة أهل السنة ؟
وحتى الآن صار لله عند الوهابية من هذا المقال كما رأيناه
جهتين أعلى وأسفل ماعدا أن الأسفل هي للثلث الأخير من الليل
بل يلزمه صعود فما هذا الجهل الذي به يقولون حركة نزول وصعود؟
ونقولات كاتب المقال كلها تضاد فماذا يريد كاتب هذا المقال الحشوي؟
فهذا المعنى الحقيقي من حركة وإنتقال الذي يثبته غير لائق بالله تعالى
لأنه يقتضي أمورا فاسدة وهي :
1- الجسمية .
2- الحلول في السماء عند النزول.
ونقول لهم النزول هذا بالحركة والانتقال من علو لسفل ثم الصعود من سفل لعلو ماذا يترتب عليه؟؟
1- فهل تكون الذات العلية نازله على الدوام؟
2- و إن قالوا نازل على الدوام أو غير الدوام هل يخلو العرش من الذات عند النزول؟
3- و إن قالوا لا يخلوا العرش فهل يثبتوا الذات فى مكانين فى نفس الوقت؟
أليس هذا هو اللاهوت المسيحى!
اثنين أو ثلاثة فى واحد بلا كيف و لا تمثيل و لا تشبيه و لا تعطيل؟
اليست هذه عقيدة اليهود
ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "11" الرقم "5" يقول اليهود:" فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ءادم يبنوهما"

ــــــــــــــــــــــــــ
بل و هذا المدعي كاتب المقال بكل وقاحة يكون في مراجعة رسالة قبيحة من أحد العوام المدعين للعلم باسم الردود والتعقيبات على أخطاء النووي في الصفات
أصبح الإمام النووي عند بني وهبان من أصحاب الأخطاء
ولا عجب فكبيرهم
مدعي العلم ربيع بن عبد الهادي المدخلي قال:
ابن حجر العسقلاني والنووي دول ما عندهم أخطاء دول عندهم بدع.
فادخلهم في زمرة المبتدعة الفسقة والعياذ بالله في العقائد والفقه ..!
وهو وجميع الوهابية عاله على كتب هؤلاء الأئمة لفهم الدين.
ولا عجب أيضاً فقد قال شيخهم ابن عثيمين أن ابن حجر العسقلاني والنووي ليسا من أهل السنة والجماعة في الصفات والعقيدة.
فسبحان الله ملكوا صكوك الغفران كبابوات روما في السابق.
عليهم من الله ما يستحقون.
ولا نعلم إذا كان ابن حجر العسقلاني والنووي الأئمة الجهابذة
مبتدعة وعقائدهم فاسدة كما يقولون.

وهم من لا تخلو مكتبة من شروحاتهم للبخاري ومسلم ومن لا يملك شروحاتهم فلا يفقه في العلم كوعه من بوعه فكيف يكون هؤلاء المتفيهقين عالة على كتب هؤلاء العلماء إن كانوا يحملون عقائد فاسدة؟؟

وأبدأ والله المستعان بأخذ اقتباس من المقال والرد عليه

اقتباس : المبحث الأول ‏‎:‎‏ حديث النزول
حديث النزول صحيح وهو من الأحاديث المتواترة، وهو ما رواه أبو هريرة عن ‏رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ أنه قال "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول ‏فيقول: أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا ‏الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"

نقول
ومن قال بضعف الحديث؟
ومن أنكر الحديث في الأصل ؟ أتدعي ما ليس لك به علم.
فعلماء أهل السنة والجماعة لا يكذبون ولا ينفون الحديث والنزول
فالحديث صحيح ولكن فهم الحشوية هو السقيم فالسلف الصالح كانوا ينفون عن الله المكان والحركة والسكون والانتقال وسائر صفات المخلوقين وكل هذا يعطيه قول الله سبحانه وتعالى:
( ليس كمثله شيء) .
وإن أردت إثبات النزول كما جاء في الخبر فكلامك صحيح وإن أردت النزول بمعناه الحقيقي فأنت مجسم قد نبذت عقلك وراء ظهرك وتتظاهر بالعقل .
وهذا ما اتضح بعد الاطلاع علي كامل الموضوع أنك تريد النزول بالمعني الحقيقي من الحركة والإنتقال من أعلى لأسفل والعياذ بالله.
فقد قال في مقاله
اقتباس : إن الإنتقال إن لزم من إثبات ما أثبته الله تعالى ‏ورسوله صلى الله عليه وسلم ,فلا بد من إثباته ‏ضرورة ,إذ لا زم الحق حق,وإن لم يكن ذلك لازم ‏له,فأنتم معترضون على الرسول صلى الله عليه وسلم ‏كاذبون عليه,متقدمون بين يديه,فبطل إلزامك إن صح.‏ وقال ايضا
اقتباس : فإن كان‎ ‎قصدكم بالحركة أن الله إستوى العرش وكلم ‏موسى وينزل كل ليلة في الثلث الأخير وأنه‎ ‎خلق ‏السموات وخلق الخلق وأنه أنزل الله الكتب وأنه يجيء ‏يوم القيامة ليحاسب العباد‎ ‎فهذا المعنى حق دل عليه ‏الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة‎ ((‎واتفق أهل‎ ‎السنة ‏على القول بمقتضى ما دل عليه الكتاب والسنة من ‏ذلك غير خائضين فيه ، ولا‎ ‎محرفين للكلم عن ‏مواضعه، ولا معطلين له عن دلائله . وهذه النصوص ‏في إثبات الفعل ،‎ ‎والمجيء ، والاستواء ، والنزول ‏إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله‎ ‎فالحركة ‏له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها ، وإن ‏كنا لا نعقل كيفية هذه‎ ‎الحركة‎))(1
وقال ايضاً


اقتباس : لكن اللفظ حادث وموقف أهل السنة من الألفاظ الحادثة‎ ‎هو‎:
‎-‎إما نفيها تماما‎ ‎والوقوف على الألفاظ الواردة فقط‎ ‎-‎إما إثبات المعنى الصحيح منها وترك المعنى‎ ‎الخاطئ وإبقاء اللفظ(وهذه طريقة الدارمي‎)
‎-‎إما إثبات المعنى الصحيح والوقف عن اللفظ‎ ‎وعدم ‏القول به( وهذه طريقة بعض السلف وطريقة ابن ‏تيمية رحمه‎ ‎الله‎).‎



فالدرامي هذا الذي ذكره سنراه يقول بالحركة والإنتقال من علو لسفل ومن سفل لعلو أي أن الله يطلع وينزل ويتحرك وله لسان وغيرها من الأقوال البشعة.
وإستناده إلى أقوال المجمسة الحشوية لهو دليل علي مذهبة الباطل
فمذهبه في النزول هو الحركة والإنتقال والهبوط بحركة والصعود ويصرح بذلك فانظرا إلى بعض أقوال من يستند إليهم واحكموا يا أهل الإسلام على قوله وقول ائمته.
فهل هذه ليست عقيدة اليهود والنصارى كما قلنا؟؟
ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "11" الرقم "5" يقول اليهود:" فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ءادم يبنوهما"
و يقول الدارمي في رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 55:
"إن الله إذا نـزل أو تحرك"
و في كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:
" قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم"
في كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي عَلّق عليه صلاح عويضه و أحمد القادري - الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول ص / 235 - يقول:" قال النبى: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه".
في كتاب " معارج القبول " - الجزء الأول لحافظ حكمي ص/ 243 يقول:"يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي قائمه"
وينسب هذا الكفر إلى رسول الله.
ويقول ابن تيمية في كتاب " شرح حديث النـزول "- طبع دار العاصمة ص/ 198 نسب ابن تيمية إلى الرسول أنه قال:
" إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا"
ونقول النزول في حق الله لا يلزم منه الانتقال كما تدعون فإن لم يكن معنى النزول عندك هو الانتقال تابعاً لعقيدة الحشوية مثل من ذكرنا فاسكت كما سكت بعض السلف
ولا تتكلم على ما لم يفسر السلف!
ولا نعتقد انك ستصمت لان عقيدتك كشفت للجميع.!!
فالسؤال لك الآن : منْ مِن عُلماء أهل السنة قال : لا يؤخذ بالحديث.
ومنْ مِن عُلماء الِملة منع من قيام الليل للوقوف بين يدي الله تعالى.
من كذب الحديث كما تدعون يا أهل التحريف والتجسيم والتدليس.
سبحانك هذا بهتان عظيم
ليعلم هذا المدعي أن بعض أئمتنا من أهل السنة والجماعة والسلف الصالح يثبت اللفظ ويفوض معناه وهو مذهب أهل السنة والجماعة التفويض والتأويل .


وسنأتي بأقوال الأئمة في الحديث في نهاية الموضوع إن شاء الله


اقتباس : المبحث الثاني ‏‎:‎‏ كلام أئمة الإسلام في شرح الحديث
قال الإمام الشافعي رحمه الله(204ه) (القول في السُّنة التي أنا عليها ‏ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم‎ ‎وأخذت عنهم مثل ‏سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن‎ ‎محمداً ‏رسول الله‎ ‎وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف ‏شاء وأن الله‎ ‎تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء‎».‎‏(2)‏


لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع على كتب المجسِّمة تجرؤهم في الكذب على الله ورسوله فهذا القول مذكور في ( مختصر العلو ) ص176 وكذلك عند ابن القيم في إجتماع الجيوش جاء فيه ((روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري ، والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن
الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الاقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . . . وذكر سائر الاعتقاد " اه‍

نقول:-
لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع على كتب المجسِّمة تجرؤهم في الكذب على الله ورسوله.
فالوهابية الحشوية يأخذون في العقيدة بأقوال الوضاعين والكذابين هذا غير الضعيف ونقول لهم فهل يؤخذ في العقيدة يا الوهابية بأقوال الوضاعين الكذابين وتنتقدون غيركم لأنه يأخذ بالضعيف المباح الأخذ به في فضائل الأعمال ؟؟
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ولنرى هذا الاثر
هذا الكلام كذب محض وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لأنه من رواية وضّاع كذّاب
فهذا القول مذكور في ( مختصر العلو ) ص176 وكذلك عند ابن القيم في إجتماع الجيوش كما قلنا
فلنرى رجال هذا السند
أبي الحسن الهكاري : أحد الكذابين الوضاعين
قال عنه الحافظ الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) ج3 ص112 في ترجمته :
( قال أبو القاسم بن عساكر : لم يكن موثوقاً به ،
وقال ابن النجار : متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد ) اهـ
قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في ( لسان الميزان ) 4/159 من الطبعة الهندية ) :
( وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان )
وقال ابراهيم بن محمد بن سبط ابن العجمي ابو الوفا الحلبي الطرابلسي في كتابه "الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث الجزء الاول صفحة 184
"علي بن أحمد شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري قال بن النجار متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد قاله الذهبي في ترجمة عبد السلام بن محمد"
وهو كذاب وضاع كما ترى فهل يؤخذ بقوله نترك الحكم لكل لبيب.
أبا شعيب : زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي
فلنرى وسنجد أنه وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما في
( تاريخ بغداد ) 9/436

أما جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي - من رواية أبي طالب العُشاري -
والذي جاء في الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165
فهذا جزء لا يصح سنده إلى الإمام الشافعي ومن الناس الذين نشروا هذه العقيدة الباطلة وروجوا لها مع إنها لا تصح نسبها للإمام الشافعى رضى الله عنه عبد العزيز بن فيصل الراجحى والذى ذكرها فى كتاب بعنوان (هدى السارى )إلى اسانيد الشيخ اسماعيل الانصارى.
ولا نعلم أين عقول القوم بل في سندها ايضا ابو العز احمد بن عبيد الله ابن كادش وهو كذاب وضاع..
سند هذه العقيدة الباطلة
ابن كادش فهو أبو العز بن كادش أحمد بن عبيد الله المتوفى سنة 526هـ من أصحاب العشارى اعترف بالوضع
قال الذهبي فى الميزان (ج1/118)
قال ابن النجار : كان ضعيفا في الرواية ، مخلطا كذابا ، لا يحتج به ، وللأئمة فيه مقال .
قال السمعاني : كان ابن ناصر يسيء القول فيه .
وقال عبد الوهاب الأنماطي : كان مخلطا .
ثم قال السمعاني : سمعت ابن ناصر يقول : سمعت إبراهيم بن سليمان يقول : سمعت أبا العز ابن كادش يقول : وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقر عندي بذلك .
قال عمر بن علي القرشي : سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول : قال لي ابن كادش : وضع فلان حديثا في حق علي ، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا ، بالله أليس فعلت جيدا ؟ قلت (اي الذهبي): هذا يدل على جهله ، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكذلك قال الحافظ في لسان الميزان 1 ص 218.

أما العشارى فهو أبو طالب محمد بن علي العشارى المتوفى سنة 452 هـ قد راجت عليه العقيدة المنسوبة إلى الشافعي كذبا
بإعتراف الذهبي نفسه ونقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.
فقال الذهبي الميزان (ج3/656)
محمد بن علي بن الفتح أبو طالب العشاري شيخ صدوق معروف لكن ادخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ومنها عقيدة للشافعي.....
ثم قال الذهبى بعد ذلك العتب على محدثى بغداد كيف ترك العشارى يروى هذه الاباطيل وذلك بعد ما ذكر بعض روايته الباطله
ونهي الترجمة بقولة
قلت(أي الذهبي) ليس بحجة.
وكذلك الحافظ في لسان الميزان 5/301 نقلاً عن الذهبي

فليحذر تمويهات المجسمة فإن هذا دأبهم ذكر ما يوافق هواهم وإن كان كذبا وباطلا
وماذا بقي لهم يستدلون بأقوال كذابين ووضاعين وعقيدة مدسوسة علي الإمام الشافعي فتنبه لهذا أخي فديدن القوم الكذب والتحريف...

فأنظر لهذا الإمام الذي افترى عليه الوهابية وأقواله في تنزيه الله تطفح في الكتب
قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن الاستواء :
(( ءامنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك ))اهـ
ذكره الإمام أحمد الرفاعي في (( البرهان المؤيد)) (ص 24) والإمام تقي الدين الحصني في ((دفع شبه من شبه وتمرد )) (ص 18) وغيرهما كثير
وقال أيضا :
(( ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله )).
الإمام الحصني في (( دفع شبه من شبه وتمرد)) (ص 56)
والشيخ سلامة العزامي وغيرهم ، ومعناه لا على ما قد تذهب إليه الأوهام والظنون من المعاني الحسية والجسمية التي لا تجوز في حق الله تعالى.
ولما سئل عن صفات الله تعالى قال :
(( حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحد وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط إلا ما وصف به نفسه – أي الله – على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم )). اهـ
ذكره الشيخ ابن جهبل في رسالته(انظر طبقات الشافعية الكبرى ج 9/40 )
في نفي الجهة عن الله التي رد فيها على ابن تيمية.
وقال الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه:
"إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكانَ لا يجوز عليه التغييرُ في ذاته ولا التبديل في صفاته" اهـ
. كما نقله عنه الزبيدي فـي كتابه (إتحاف السادة المتقين ج 2/24)
وقال الشافعي رضي الله عنه أيضا جامعا جميع ما قيل في التوحيد :
(( من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى العدم الصرف فهو معطل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد))
(انظر شرح الفقه الأكبر ص 152 ).
قلنا : ما أدقها من عبارة وما أوسع معناها شفى فيها صدور قوم مؤمنين فرضي الله عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا وقد أخذها من قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ } [سورة الشورى] ، ومن قوله عز وجل : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ } [سورة النحل] . ومن قوله تعالى :{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } [سورة مريم] ،ومن قوله تعالى : {أَفِي اللّهِ شَكٌّ} [سورة إبراهيم] . وكل هذا يدل على أن الإمام الشافعي رضي الله عنه على تنـزيه الله عما يخطر في الأذهان من معاني الجسمية وصفاتها كالجلوس والتحيز في جهة وفي مكان والحركة والسكون ونحو ذلك
-
2-
اقتباس : وقال الدارمي رحمه الله(280ه)(والآثار التي جاءت عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله ‏عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه))(3) ‏
فنقول

فهذا الدرامي مجسم مشهور عنه التجسيم وفي أقواله ما يشين الإسلام ، فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الذي فيه.
وأمثلة على ذلك
الله له لسان عند الدرامي المجسم
نعم لله ( تعالى الله ) لسان عن الدرامي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلا بلسان متكلم به).

وفي ص/ 81 من نفس الكتاب من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:
" قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى"

الله يتحرك من مكان لمكان وينكرن انهم جعلوا لله محصور في اماكن فتأمل
في كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 54 يقول المؤلف:
" معنى ( لا يزول ) لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان"

و يقول الدارمي في ص/ 55:"إن الله إذا نـزل أو تحرك"
شاهد عقيدة اليهود في كتب سلف كاتب الموضوع
و في كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:
" قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم"

الله اذا أراد يستقر علي ظهر بعوضة تُقِلُه والعياذ بالله

قوله (1/458) :
" ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم " .
وفيه كتبه تجسيم صريح لا يليق بالله عز وجل . تعالى الله عن ذلك ، وفي كتبه نحو هذا كثير .
وفي هذا القدر الكفاية لنعلم عقيدة هذا المسمى بالدرامي فهل هذه عقيدة المسلمين أم عقيدة النصارى الملحدين؟؟

اقتباس : وقال الإمام الطبري(وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى ‏السماء الدنيا,لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم))(4)‏
نقول لم يقصد الإمام الطبري الحركة والإنتقال كما تصرحون في كتبكم وأن الله ينزل حقيقة ويتحرك كيفما شاء فهذه عقيدة فاسدة
فينبغي لمن استند إلى هذا المقال والحالة أنه يرتضي كلام الإمام ابن جرير الطبري ويأخذ بأقواله أن يتبع محكم كلام الطبري الواضح الصريح ويقدمه على متشابهه وفي نفس الكتاب ليعلم القاصي والداني أن من الدلائل على أن هؤلاء النقلة لا يتقون الله عز وجل ولا يخافون من يوم الحساب أنهم ينقلون ما يريدون مما يؤيد مذهبهم ولا ينقلون كل المعاني ويحررون موطن النزاع ..
وقد صرح الإمام الطبري في كتاب التبصير (ص 201)
(باجتماع الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون.)
وهذا نص صريح قاطع لا يحتمل التأويل في نفي حمل الهبوط ـ إن صح- على حقيقته المعهودة في الأجسام ولو مع نفي العلم بكيفية ذلك الهبوط بخلاف لفظ الهبوط فهو من حيث اللغة والفهم وقبول التأويل كلفظ النزول فصار نفي الحركة والسكون على الله تعالى من طرف الإمام الطبري ونقله الإجماع على ذلك من باب الكلام المحكم الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا وأما إثبات الهبوط والنزول فهو من باب إثبات المتشابه الذي له مجموعة احتمالات منها احتمال مقطوع بفساده وهو الاحتمال الملازم للحركة والسكون ومنها احتمالات أخرى تصح نسبتها إلى الله تعالى ولا يعلم حقيقة تأويلها إلا الله تعالى والذي يهمنا هنا أنّا إذا صححنا إرادة الإمام الطبري للمعنى الحقيقي المعهود بيننا من الهبوط والنزول ومع ذلك صححنا نفيه للحركة والسكون على الله تعالى جعلناه متناقضا تناقضاً صريحاً ويتنزه الإمام الطبري عن مثل هذه التناقض الذي لا يقع فيه إلى غبي مجسم فلم يبق إلا اتباع المحكم من كلامه وهو نفي الحركة والسكون على الله تعالى ونبذ المعنى الفاسد من المتشابه وحمله على محامل صحيحة أو تفويض علم حقيقته إلى الله تعالى كما صرح بذلك ابن قدامة مثلا في روضة المناظر وفي هذا كفاية للمتأمل.
اقتباس : وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ‏‎:‎‏ قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم((إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثم ‏تفتح أبواب السماء ,ثم يبسط يده فيقول ‏‎:‎‏ هل من سائل يعطى سؤله ‏؟فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر)


وهذا الحديث فهمه كما سبق ولا يعني الإنتقال والحركة كما يصرح صاحب المقال فهذا من الفهم السقيم
والفهم الصحيح نفي الحركة والسكون على الله تعالى ونبذ المعنى الفاسد من المتشابه وحمله على محامل صحيحه أو تفويض علم حقيقته إلى الله تعالى كما صرح بذلك الائمة.
فاللفظ الوارد في صحيح البخاري
حديث النزول صحيح وهو من الأحاديث المتواترة، وهو ما رواه أبو هريرة عن ‏رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ أنه قال "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول ‏فيقول: أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا ‏الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"
وحديث النزول يمر كما جاء بدون قول الحشوية يتحرك وينتقل من أعلى لأسفل وغيرها من أقوال التجسيم
كما أن حديث النزول يمكن أن يؤول بحديث آخر فلماذا التجسيم واجب في تشبيه رب العباد والقول انه يتحرك ينتقل من علو لسفل ومن سفل لعلو فقولوا خيراً أو اسكتوا أفضل لكم أيها الحشوية.
( إن الله يمهل حتى إذا كان شطر الليل الآخر أرسل ملكاً...... وفي رواية أمر منادياً)
هذا الحديث في شعب الإيمان للبيهقي ج3/ص335
_عمل اليوم والليلة النسائي ج/1ص340
الطبراني ج9/ص55
مسند إسحاق بن راهويه
إعتقاد أهل السنة اللالكائي ج1/222
وكذلك من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه في
ج1/ ص234 الترغيب والترهيب ج1/ص320
والترغيب والترهيب ج2/ص61
وفيه كل ليلة من رمضان فيض القديرج2/316
وعلل الترمذي ج1/ص83
ونيل الأوطار ج3/ص70 وج4/ص420
وغير هذا كثير.
وهكذا يجب التوفيق بين الأحاديث
فلا ينبغي الإقتصار على رواية واحدة طالما يمكننا الجمع بين الروايات وحمل بعضها على بعض وفق الشروط المعتبرة عند العلماء.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله:
((وأولى الأشياء بنا أن يُحمَل الآثارُ على ما فيه اتفاقها وتصحيحها، لا على ما فيه تنافيها وتضادها))
[شرح معاني الآثار (2/97) كتاب الصوم باب الصائم يقيء].


وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
((والجمع _أي بين الروايات_ يُقَدَّمُ على الترجيح باتفاق)) [فتح الباري (13/421) ]


وقال الإمام النووي رحمه الله:
((لا خلاف بين العلماء أنه إذا أمكن الجمع بين الأحاديث لا يُصارُ إلى ترك بعضها، بل يجب الجمع بينهما))
شرح النووي على مسلم (3/155) .




ولتوضيح المقصود
حديث: مرضت فلم تعدني، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟
فهم يأولون الحديث هنا بأنه ليس الله بنفسه وذاته يوجد عند العبد فمن أين لهم هذا الفهم ولماذا لجأوا للتأويل ولم يقولوا إن الله عند العبد بنفسه وذاته كما يدعون في جميع أقوالهم في فهم الاحاديث والآيات؟؟
فيقولون إن الحديث مفسر
فنقول لهم
فلماذا لا يأول حديث النزول بتتمة الحديث: بقوله: هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه، فالنزول هو نزوله بهذه الكلمات عن طريق الملك..
فلماذا تثبت هناك ولا يفسر هذا الحديث بتتمته؟
أهو التفسير بالهوى؟
ولنعيد عليكم بطريقة أخرى
نحن نقول ورد في الحديث الشريف إنّ الله ينزل كل ليلة ونحن نؤمن .
ولكن لا نؤمن بما تقولون أنتم أن النزول انتقال وحركة نحن نؤمن بالحديث ولكن لا نقول بالانتقال و الحركة من مكان عال إلى مكان سافل..
هذا من النقص بل الإستهزاء برب السماوات والأرض عندنا..
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
فهذا قولنا في النزول ولا نقول نزول على الحقيقة ولا نزول من علو لسفل ولا نقول أنه في جهة وينزل ويتحرك إلى جهة كما تقولون تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
باختصار شديد هذا هو معتقدنا وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة امرارها كما جاءت وتنزيه الله عن التشبيه بالعباد.
وإلا فبالله عليك قُل لي إذا لم يكن الإنتقال والحركة من علو لسفل ومن سفل لعلو ووجوده في مكان من صفات البشر فأي صفات للبشر الآن؟؟
فنحن نرفض أقوال التشبيه والتجسيم التي هي عقيدة اليهود والنصارى وليست عقيدة أهل الإسلام.
ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "11" الرقم "5"
يقول اليهود:" فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ءادم يبنوهما"
و فيما يسمونه سفر خروج الإصحاح "19" الرقم "21" يقول اليهود:
" و نـزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل"
ـــــــــــــــــــ
ويقول ابن عثمين قول المشبهة والمجسمة الحشوية
أعلمت ما نرفضه ؟ نرفض مثل هذه الأقوال الخبيثة.
قال ابن عثيمين -راداً على من قال إن الإسناد في حديث نزول الله تعالى إلى السماء إسناد مجازي و أن النزول أُضيف إلى الله تعالى و المقصود هو ملكه أو رحمته و استجابته-:
{..و هذا النزول نزول الله نفسه حقيقة لأن الرسول صلى الله عليه و سلم أضافه إلى الله و نحن نعلم أن الرسول أعلم الناس بالله و نعلم كذلك أنه أفصح الخلق و أنه أصدق الخلق فيما يخبر به فليس في كلامه شيء من الكذب ..إلى أن وصل لقوله
فعليك أن تتقي الله و أن تؤمن بما قال الرسول صلى الله عليه و سلم من أن الله تعالى نفسه ينزل حقيقة.}
اهـ ( ص40/41 من "إرشاد المحتار إلى الجواب المختار" جمع محمد رياض الأحمد).
أليس هذا قول اليهود أين ورد ذلك ان الله ينزل بنفسه ومن أين ينزل ويتحرك وينتقل جعلتم العوام في حيره من امرهم ؟؟

وكذلك في الكتاب المسمَّى السُّنَّة طُبِع و نُشِر و توزيع رءاسات البحوث و الإفتاء و الدعوة الوهابية ص/ 76 يقول المؤلف:
" إن الله يقظان لا يسهو يتحرك و يتكلم..
فمن أين لكم بالحركة؟؟
ولا نقول كما يقول الدرامي المجسم في ص/ 121 من كتابه الرد علي المريسي يقول المؤلف:" لا نسلّم أن مطلق المفعولات مخلوقة و قد أجمعنا و اتفقنا على أن الحركة والنـزول و المشي و الهرولة و الغضب و الحب و المقت كلها أفعال في الذات للذات و هي قديمة)
وكذلك هذه الأقوال
و يقول الدارمي في رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 55:
"إن الله إذا نـزل أو تحرك"
و في كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:
" قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم"
في كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي عَلّق عليه صلاح عويضه و أحمد القادري - الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول ص / 235 - يقول:
" قال النبى: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا

قذائف الحق
2011-07-02, 13:13
- الإمام مالك بن أنس رضي الله : سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال (ينزل أمره - تعالى - كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو) اهـ.
(التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء 8 / 105، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82)

2- الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ( ت ٤٥٨ هـ)
صاحب السنن في كتابه "الأسماء والصفات" عند ذكر هذا الحديث :

" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: {وجاء ربُّك} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه، جل الله تعالى عما تقوله المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا. قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول: إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدل من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير" انتهى كلام البيهقي.
السنن الكبرى، البيهقي – المجلد الثالث ص ٣

3- وروى البيهقي بإسناده
عن الإمام إسحاق بن راهويه وهو من أئمة السلف أنه قال :
"سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلي الله عليه وسلم -يعني في النزول- فقلت له النزول بلا كيف"
الأسماء والصفات – البيهقي – طبعة دار الكتب العلمية – بيروت – ص ٥٦٨

4- قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) صاحب السنن :
يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى، ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، ووأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها، ونفينا عنها التكييف، فقد قال: {ليس كمثله شيء}
وقال ولم يكن له كفوا أحد{ وقال } هل تعلم له سميا. ا.هـ.
الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، البيهقي – علم الكتب، بيروت – ص ٧٢

5- القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (ت ٤٠٣ هـ)
قال ما نصه : "ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} وقوله: {ولم يكن له كفوا أحد} ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك". ا.هـ.
الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به – ص ٦٤

6- إمام الحرمين الجويني
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : وأما الأحاديث التي يتمسكون بها ، فآحاد لا تفضي إلى العلم ، ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً ، لكنا نوميء إلى تأويل ما دوّن منها في الصحاح ، فمنها حديث النزول ، وهو ما روي عن النبي (ص) أنه قال : { ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة جمعة ويقول : هـل من تائب فأتـوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيب له } الحديث ، ولا وجه لحمل النزول على التحول ، وتفريغ مكان وشغل غيره فإنّ ذلك من صفات الأجسام ونعوت الأجرام ، وتجويز ذلك يؤدي إلى طرفي نقيض ، أحدهما الحكم بحدوث الإله ، والثاني القدح في الدليل على حدوث الأجسام والوجه حمل النزول وإنْ كان مضافاً إلى الله تعالى ، على نزول ملائكته المقربين ، وذلك سائغ غير بعيد
ونظير ذلك قوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )
معناه : إنما جزاء الذين يحاربون أولياء الله ، ولا يبعد حذف المضاف وإقامة المضاف إليه تخصيصاً .
كتاب الإرشاد ص 150 ، 151

7- الإمام المفسر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي(ت ٦٧١ هـ)
قال في تفسيره ما نصه : "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز".
الجامع لأحكام القرءان، القرطبي – سورة الفجر

8- رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة
(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"
ما نصه: " اعلم أن النزول الذي هو الانتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه، لوجوه:
الأول: النزول من صفات الأجسام والمحدَثات ويحتاج إلى ثلاثة: منتقِل، ومنتقَل عنه ومنتقَل إليه، وذلك على الله تعالى محال.
الثاني: لو كان النزول لذاته حقيقة لتجددت له في كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله، وتنقلات كثيرة، لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض مع اللحظات شيئا فشيئا، فيلزم انتقاله في السماء الدنيا ليلا نهارا، من قوم إلى قوم، وعوده إلى العرش في كل لحظة على قولهم، ونزوله فيها إلى سماء الدنيا، ولا يقول ذلك ذو لب وتحصيل.
الثالث، أن القائل بأنه فوق العرش، وأنه ملأه كيف تسعه سماء الدنيا، وهي بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة، فيلزم عليه أحد أمرين: إما اتساع سماء الدنيا كل ساعة حتى تسعه، أو تضاؤل الذات المقدس عن ذلك حتى تسعه، ونحن نقطع بانتفاء الأمرين." انتهى كلام ابن جماعة.
إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، ابن جماعة – دار السلام ١٤١٠ هـ - ص ١٦٤

9- الحافظ المتبحر عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي في كتابه "الباز الأشهب
" بعد ذكر حديث النزول ما نصه: "إنه يستحيل على الله عزَّ وجلَّ الحركة والنقلة والتغيير. وواجب على الخلق اعتقاد التنزيه وامتناع تجويز النقلة وأن النزول الذي هو انتقال من مكان إلى مكان يفتقر إلى ثلاثة أجسام جسم عال وهو مكان الساكن وجسم سافل وجسم ينتقل من علو إلى أسفل وهذا لا يجوز على الله قطعا".

10- الإمام البيضاوي
ما ثبت بالقواطع العقلية أنه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع أعلى إلى ما هو أخفض منه ، فالمراد دنو رحمته ، وقد روي { يهبط الله من السماء العليا إلى السماء الدنيا }
أي ينتقل من مقتضى صفات الجلال التي تقتضي الأنفة من الأرذال وقهر الأعداء والانتقام من العصاة إلى مقتضى صفات الإكرام للرأفة والرحمة ، ويقال : لا فرق بين المجيء والإتيان والنزول إذا أضيف إلى جسم يجوز عليه الحركة والسكون والنقلة التي هي تفريغ مكان وشغل غيره ، فإذا أضيف ذلك إلى من لا يليق به الإنتقال والحركة كان تأويل ذلك على حسب ما يليق بنعته وصفته تعالى .
نقله عنه العيني في عمدة القاري ج7 ص 200
وكذلك بعض كلامة نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني

11- الإمام أبو بكر بن العربي المالكي في شرحه على الترمذي
قال ما نصه: "ثم إن الذي يتشبث بظاهر ما جاء في حديث النزول في الرواية المشهورة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له من الثلث الأخير إلى الفجر، هو جاهل بأساليب اللغة العربية، وليس له مهرب من المحال الشنيع كما نص عليه الخطابي، ويلزم على ما ذهب إليه من التشبث بالظاهر أن يكون معنى قوله تعالى:
{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} أن ءادم وحواء التي لم تكن نبية قط سمعا كلام الله الذاتي الذي ليس بحرف ولا صوت مساويين لموسى على زعم المشبهة المتمسكين بالظواهر، فلو كان الأمر كذلك لم يبق لنبي الله موسى مزية، وذلك أن الله عزَّ وجلَّ قال: {وكلم الله موسى تكليما} فخص موسى بوصف كليم الله"
عارضة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، ابن العربي – دار الفكر، بيروت – المجلد الثاني، ص ٢٣٥

12- قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :
"هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيه مذهبان مشهوران للعلماء: أحدهما وهو مذهب السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق، والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي على أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره، والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف." انتهى كلام النووي.
شرح صحيح مسلم، الإمام النووي – المجلد السادس، ص ٣٦ -

13- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري
"وقال ابن العربي النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن مَلَكه الذي ينزل بأمره ونهيه." ثم قال: "والحاصل أنه تأوله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره، وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه. وحكى ابن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي يُنزِل ملَكا قال الحافظ ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد )) أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له
(( الحديث، وحديث عثمان بن أبي العاص عند أحمد ))
ينادي مناد هل من داع يستجاب له
(( الحديث، قال القرطبي وبهذا يرتفع الإشكال…
وقال البيضاوي: ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه، فالمراد نور رحمته." انتهى كلام الحافظ ابن حجر
فتح البارئ شرح صحيح البخاري – المجلد الثالث – كتاب الصلاة: باب الدعاء والصلاة من ءاخر الليل.

14- الإمام العيني في شرح صحيح البخاري
قال أثناء كلامه عن حديث النزول
: وقال ابن فورك : ضبط لنا بعض أهل النقل هذا الخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم بضم الياء من ينزل يعني من الإنزال وذكر أنه ضبط عمن سمع منه من الثقات الضابطين ، وكذا قال القرطبي قد قيده بعض الناس بذلك ، فيكون معدى إلى مفعول محذوف ، أي ينزل الله ملكاً ، قال : والدليل على صحة هذا ما رواه النسائي من حديث الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : { إنّ الله عز وجل يمهل حتى يأتي شطر الليل الأول ، ثم يأمر منادياً يقول : هل من داع فيستجاب له } ، وصححه عبد الحق ، وحمل صاحب المفهم على النزول المعنوي على رواية مالك عنه عند مسلم ، فإنه قال فيه ، { يتنزل ربنا } ، بزيادة تاء بعد ياء المضارعة ، فقال : كذا صحت الرواية هنا ، وهي ظاهرة في النزول المعنوي ، وإليها يُرد
> ينزل < على أحد التأويلات ، ومعنى ذلك أنّ مقتضى عظمة الله وجلاله واستغنائه عن خلقه أنّ لا يعبأ بحقير ذليل ، لكن ينزل بمقتضى كرمه ولطفه ، لأنّ يقول من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ، ويكون قوله
> إلى السماء الدنيا < عبارة عن الحالة القريبة إلينا والدنيا ، والله أعلم عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج7 ص 199

15- وقال القسطلاني في شرحه على البخاري عند ذكره لهذا الحديث "هو نزول رحمة ومزيد لطفٍ وإجابة دعوة وقبول معذرة، لا نزول حركة وانتقال لاستحالة ذلك على الله فهو نزول معنوي" ثم قال "نعم يجوز حمله على الحسي ويكون راجعا إلى ملَكه الذي ينزل بأمره ونهيه"
شرح صحيح البخاري، القسطلاني – المجلد الثاني، ص ٣٢٣

16- الحافظ السيوطي
قال السيوطي في أثناء كلامه في شرح حديث النزول في تنوير الحوالك:
فالمـراد إذن نـزول أمره أو الملك بأمره ، وذكـر بن فورك أن بعـض المشايخ ضبطه ينزل بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكاً تنوير الحوالك ج1 ص 167

17- الإمام الزرقاني في شرحه على موطإ الإمام مالك
نقل الزرقاني ما نقله ابن حجر عن ابن العربي وابن فورك وزاد ما نصه: "وكذا حكى عن مالك أنه أوله بنزول رحمته وأمره أو ملائكته كما يقال فعل الملِك كذا أي أتباعه بأمره." انتهى كلام الزرقاني.
شرح الزرقاني على موطإ الإمام مالك، الزرقاني - دار الجيل، بيروت - المجلد الثاني، ص ٣٤.

18- الملا علي القاري الحنفي
قال في مرقاة المفاتيح بعد أنْ نقل كلام النووي بشأنْ معنى حديث النزول وأقوال العلماء فيه
وبكلامه ، وبكلام الشيخ الرباني أبي إسحاق الشيرازي ، وإمام الحرمين والغزالي ، وغيرهم من أئمتنا يعلم أنّ المذهبين متفقان على صرف تلك الظواهر ، كالمجيء والصورة ، والشخص ، والرجل ، والقدم ، واليد ، والوجه ، والغضب ، والرحمة ، والاستواء على العرش ، والكون في السماء ، وغير ذلك مما يفهمه ظاهرها لما يلزم عليه من محالات قطعية البطلان ، تستلزم أشياء يُحكم بكفرها بالإجماع ، فاضطر ذلك جميع الخلف والسلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره ، وإنما اختلفوا ، هل نصرفه عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته من غير أنْ نؤوله بشيء آخر ، وهو مذهب أكثر أهل السلف ، وفيه تأويل إجمالي أو مع تأويلـه بشيء آخر ، وهـو مـذهب أكثر أهل الخـلف وهـو تأويل تفصيلي ...
إلى أنْ قال : بل قال جمع منهم ومن الخلف : أنّ معتقد الجهة كافر كما صرّح بـه العـراقي ، وقال : إنه قـول لأبي حنيفة ومالـك والشافعي والأشعري والباقلاني .
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج3 ص 299

فالحشوية الوهابية لا يعجبهم هؤلاء الائمة فنترك الحكم لكل من ألقى السمع وهو شهيد..!!!

أين الحق
الحق مع أهل السنة والجماعة بعيداً عن تشبيه الوهابية وأسلافهم وتعطيل الجهمية وأسلافهم كل من اوردنا شرحه للحديث وكل من سنورد فهؤلاء أهل الحق.
فالحق مع أهل السنة والجماعة لانهم عرفوا قدر الله فقدروا الله حق قدره.
قال ربنا تبارك وتعالى
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11
وقال ربنا تبارك وتعالى
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}
وقال ربنا تبارك وتعالى
{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }
*-الحق مع من يثبتون ثم يفوضون معناها لله تعالى أي تمر كما جاءت دون أن يعتقد حقيقة مدلولاتها مما يلزم به تشبيه الله تعالي بعباده.
*-الحق مع من راى أن هذه الألفاظ وحملها علي حقيقتها والخوض في معانيها يؤدي إلي تشبيه رب العباد فصرفوا اللفظ عن الظاهر بقرينة تقتضي ذلك وبشروطه.
*_ الحق مع من راى أن هذه الألفاظ لا يفهم منها الا ما يليق
برب العباد سبحانه ليس كمثله شئ.
قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى كما في:<طبقات الشافعية الكبرى>( 5 /)191
( ثم أقول : للأشاعرة قولان مشهوران في إثبات الصفات
هل تمر على ظاهرها مع اعتقاد التنزيه أو تؤول ؟
والقول بالإمرار مع اعتقاد التنزيه هو المعزو إلى السلف وهو اختيار الإمام [أي الجويني] في الرسالة النظامية وفي مواضع من كلامه فرجوعه معناه الرجوع عن التأويل إلى التفويض .
ولا إنكار في هذا ولا في مقابله فإنها مسألة اجتهادية أعني مسألة التأويل أو التفويض مع اعتقاد التنزيه .
إنما المصيبة الكبرى والداهية الدهياء الإمرار على الظاهر والاعتقاد أنه المراد وأنه لا يستحيل على الباري ، فذلك قول المجسمة ! عباد الوثن ! الذين في قلوبهم زيغ يحملهم الزيغ على اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة !!
عليهم لعائن الله تترى واحدة بعد أخرى !! ما أجرأهم على الكذب ؟! وأقل فهمهم للحقائق !! )) اهـ كلامه عليه رحمة الله ورضوانه
قال الإمام الأبّي رحمه الله تعالى (شرح صحيح مسلم للأبي 7 / 190) أثناء شرحه لحديث " إن الله يمسك السموات على أصبع ":
(والحديث من أحاديث الصفات فيصرف الكلام عن ظاهره المحال الموهم للجارحة، ويكون فيه المذهبان المتقدمان، إما الإمساك عن التأويل والإيمان به على ما يليق، ويصرف علمه إلى الله تعالى، أو يتأول) اهـ.
وقال الإمام العلامة بدر الدين بن جماعة (إيضاح الدليل ص/103)
(واتفق السلف وأهل التأويل على أن ما لا يليق من ذلك بجلال الرب تعالى غير مراد... واختلفوا في تعيين ما يليق بجلاله من المعاني المحتملة... فسكت السلف عنه، وأوله المتأولون) اهـ.
قال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في حديث النزول (دفع شبه التشبيه 194):
(روى حديث النزول عشرون صحابياً، وقد تقدم أنه يستحيل على الله عز وجل الحركة والنقلة والتغير، فيبقى الناس رجلين: أحدهما، المتأول بمعنى أنه يقرب برحمته... والثاني، الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنزيه) اهـ.
قال الإمام السيوطى فى الإتقان ( 3/ 12) :
(ومن المتشابه آيات الصفات… وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد إلى الله تعالى، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها). انتهى
وقال الكمال بن الهمام فى (المسامرة بشرح المسايرة) ص 32:
(وقال سلفنا فى جملة المتشابه: نؤمن به ونفوض تأويله إلى الله تعالى مع تنزيهه عما يوجب التشبيه والحد بشرط ألا يذكر إلا ما فى القرآن ولا نبدله بلفظ آخر).
لعراقي
(ج3 ص 107)
ويقول التاج السبكي :
«وهؤلاء الحنفية، والشافعية، والمالكية، وفضلاء الحنابلة في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجـماعة يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله، ... - ثم يقول بعد ذلك - : وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة »
وجاء في كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية للشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - (1 / 237) ما نصه:
(فهل يتصور أن الذين يبايعون النبي ‘ تحت الشجرة عندما يتلون قوله تعالى ( إنّ الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما ) يفهمون أن اليد هنـا يد ليست كيد المخلوقات – يعني يدا حقيقية كما يقول أصحاب الظاهر ولكنها ليست كيد المخلوقات – ولا يفهمون أن المراد سلطان الله تعالى وقدرته، بدليل ما فيها من تهديد لمن ينكث بأن مغبة النكث تعود عليه.
ولذلك نحن نرجح منهاج الماتريدي ومنهاج ابن الجوزي ومنهاج الغزالي، ونرى أن الصحابة كانوا يفسرون بالمجاز إن تعذر إطلاق الحقيقة، كما يفسرون بالحقيقة في ذاتها) اهـ.

وصف الأشاعرة والماتريدية
ولقد وصف رسول الله الفرقة الناجية بأنهم السواد الأعظم من الأمة، وهذا الوصف منطبق على الأشاعرة والماتريدية وأصحاب الحديث إذ هم غالب أمة الإسلام والمنفي عنهم الاجتماع على الضلالة بنص الحديث المشهور
(لا تجتمع أمتـي علـى الضلالة)
قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى (إتحاف السادة المتقين 2/6):
(اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل، وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك، أو في لِميّة ما هنالك، وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف:
الأولى: أهل الحديث ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية، أعني الكتاب والسنة والإجماع.
الثانية: أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية، وهم الأشعرية والحنفية، وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي...
الثالثة: أهل الوجدان والكشف، وهم الصوفية، ومباديهم مبادئ أهل النظر والحديث في البداية، والكشف والإلهام في النهاية) اهـ.
وقال الإمام عضد الدين الإيجي - رحمه الله تعالى - في بيان الفرقة الناجية، بعد أن عدد فرق الهالكين (المواقف ص 430):
(وأما الفرقة الناجية المستثناة الذين قال النبي ـ ‘ ـ فيهم "هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي" فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة، ومذهبهم خالٍ من بدع هؤلاء) اهـ.
وقال الإمام الجلال الدواني رحمه الله تعالى
(شرح العقائد العضدية 1/ 34):
(الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصـول للشيخ أبي الحسـن... فـإن قلت: كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحـديث مشعر بأنهم – يعني الفرقة الناجية – المعتقدون بما روي عن النبـي‘ وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه ‘وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة) اهـ.
والاقتصار على الأشاعرة في نصوص الأئمة إنما ذلك لكونهم أغلب أهل السنة فلا يفهم منه إخراج غيرهم من طوائف أهل السنة من الفرقة الناجية فمن لم يكن منهم متبعاً للإمام الأشعري فهو موافق له.
الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية :
حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73 : ( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق :
- الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
- والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري
- والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي ) اه
وقال ص 1/76 : ( قال بعض العلماء : هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية ) ا
وقال العارف بالله الإمام ابن عجيبة رحمه الله تعالى
(تفسير الفاتحة الكبير، المسمى بـ " البحر المديد " ص607):
(أما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح، كما هو مقرر في كتب أهل السنة)’اهـ.
قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى
(طبقات الشافعية 3 / 365):
(قال الشيخ الإمام - يعني والده التقي السبكي - فيما يحكيه لنا: ولقد وقفت لبعض المعتزلة على كتاب سماه طبقات المعتزلة، وافتتح بذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ظناً منه أنه - برأه الله منهم - على عقيدتهم. قال: وهذا نهاية في التعصب، فإنما ينسب إلى المرء من مشى على منواله. قلت أنا للشيخ الإمام: ولو تم هذا لهم لكان للأشاعرة أن يعدوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في جملتهم، لأنهم عن عقيدتهما وعقيدة غيرهما من الصحابة فيما يدعون يناضلون، وإياها ينصرون، وعلى حماها يحومون. فتبسم، وقال: أتباع المرء من دان بمذهبه وقال بقوله على سبيل المتابعة والاقتفاء الذي هو أخص من الموافقة، فبين المتابعة والموافقة بون عظيم) اهـ.
وقال الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله (الفرق بين الفرق ص 19):
(.. فأما الفرقة الثالثة والسبعون فهي أهل السنة والجماعة من فريقي الرأي والحديث دون من يشتري لهو الحديث، وفقهاء هذين الفريقين وقراؤهم ومحدثوهم ومتكلمو أهل الحديث منهم، كلهم متفقون على مقالة واحدة... وليس بينهم فيما اختلفوا فيه منها تضليل ولا تفسيق وهم الفرقة الناجية... فمن قال بهذه الجهة التي ذكرناها ولم يخلط إيمانه بشيء من بدع.... سائر أهل الأهواء فهو من جملة الفرقة الناجية - إن ختم الله له بها - ودخل في هذه الجملة جمهور الأمة وسوادها الأعظم من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة والأوزاعي والثوري وأهل الظاهر....) اهـ.
وقال أيضاً (أصول الدين ص309)
بعد أن عدَّدَ أئمة أهل السنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن قال:
(.. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية..... وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه) اهـ.
وقال الإمام الزاهد القدوة أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى(الرسالة الوافية في معتقد أهل السنة والجماعة ص117):
(اعلموا أيدكم الله بتوفيقه وأمدكم بعونه وتسديده، أن قول أهـل السنـة والجماعة من المسلمين المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث والفقهاء والمتكلمين..)
ثم شرع ببيان إعتقاد أهل السنة، وقوله (الفقهـاء والمتكلمين) يعني بهم الأشاعرة والماتريدية ورسالته زاخرة بأدلة التقديس رحمه الله وتأثره بشيخه وأستاذه شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني رحمه الله تعالى وبطريقة الإمام الأشعري واضح لا يخفى على من طالع كتبه بل إن بعض الألفاظ والعبارات هي هي التي استخدمها الإمام الأشعري في بعض كتبه.
وقد نقلنا له الكثير من النقول في بداية الرد فلتراجع..
وقال حجة المتكلمين الإمام أبو المظفر الإسفراييني - رحمه الله تعالى- (التبصـير في الدين ص111) بعد أن شرح عقيدة أهل السنة:
(وأن تعلم أنّ كل من تدين بهذا الدين الذي وصفناه من اعتقاد الفرقة الناجية فهو على الحق وعلى الصراط المستقيم فمن بدّعه فهو مبتدع ومن ضلله فهو ضال ومن كفره فهو كافر) اهـ.
فانظر يا رعاك الله كيف هي خطورة الأمر، لتعلم استهتار الذين يقعون في أعراض الأشاعرة ويثلبونهم ويضللون عقائدهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى (طبقات الشافعية 3/ 376):
(وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق) اهـ.
وناهيك بأبي إسحاق الشيرازي علماً وفقهاً وديانة وورعاً وتقدماً في الدين.
وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى – عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجي وغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري، فأجاب:
(هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيان ما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه........ والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم وأنهم من جملة المرادين بقوله ‘ " يحمل هذا العلممن كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع) اهـ. (الفتاوى الحديثية ص 205).
وقال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى -
(إتحاف السادة المتقين 2 / 6):
(إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية) اهـ.
وقال أيضاً في موضع آخر (2 / 86):
(والمراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة، المحدثون والصوفيةوالأشاعرة والماتريدية) اهـ.
ومما يستشهد به في هذا الباب رسالة أبي جعفر الطحاوي - رحمه الله - في العقيدة، المسماة بالعقيدة الطحاوية التي أجمل فيها اعتقاد السلف رضوان الله عليهم وهي مما أطبقت الأمة عليه وتلقته بالقبول وما تضمنته هذه العقيدة هو ما يعتقده الأشاعرة .
وقال الإمام العلامة أحمد الدردير - رحمه الله تعالى - في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ " خريدة التوحيد " (ص 194):
(واتبع سبيل الناسكين العلماء) ثم شرح عبارته فقال (جمع عالم وهو العارف بالأحكام الشرعية التي عليها مدار صحة الدين اعتقادية كانت أو عملية والمراد بهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبقالعلم، وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسـها لبيـان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة) اهـ.
قال الإمام عبد الباقي البعلي الحنبلي في العين والأثر ص(59) :
وللكلام على المقصد الثاني تقدمة،وهي أن طوائف أهل السنة ثلاثة:أشاعرة وحنابلة وماتريدية.أ ـ هـ
وقال الإمام القدومي الحنبلي:
لأن أهل الحديث والأشعرية والماتريدية: فرقة واحدة متفـقون في أصُول الدين على التوحيد، وتقد يــر الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة كلهم، وما جرى مجرى ذلك: كعـــدم وجوب الصلاح والأصلح، وفي إثبـات الكسب، وإثبات الشفـاعة، وخروج عصاة المُوَحِّـــد يــن من النار. والخلافُ بينهم في مسائل قـليلة.
وقال الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى
(نيل المرام شرح عقيدة الإسلام للإمام الحداد الصفحة 8):
(اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام علماؤها ودهماؤها، إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ) اهـ.
وقال أيضاً رضي الله عنه
(رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة ص/67 ـ 68):
(وعليك بتحسين معتقدك وإصلاحه وتقويمه على منهاج الفرقة الناجية، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية بأهل السنة والجماعة، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت إذا نظرت بفهم مستقيم عن قلب سليـم فـي نصوص الكتاب والسنة المتضمنة لعلوم الإيمان، وطالعت سير السلف الصالح من الصحابة والتابعين علمتَ وتحققتَ أن الحق مع الفرقة الموسومة بالأشعرية، نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقد رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرَّرَ أدلتها، وهي العقيدة التي أجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين، وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جملة أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا.. وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. والماتريدية كالأشعرية في جميع ما تقدم) اهـ.
وقال العـلامة ابن الشطي الحنبلي - رحمه الله تعالى - في شرحـه على العقيـدة السفارينية (تبصير القانع في الجمع بين شرحي ابن شطي وابن مانع على العقيدة السفارينية، الصفحة / 73):
(قال بعض العلماء هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية) ثم قال بعد ذلك بأسطر:
(فائدة: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق، الأثرية وإمامهم الإمام أحمد رضي الله عنه.
والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى.
والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى) اهـ.
وقال العلامة المواهبي الحنبلي رحمه الله تعالى (العين والأثر ص/53):
(طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة) اهـ
قال الإمام ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى -
(الزواجر عن اقتراف الكبائر 82):
(المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي..) اهـ.
وقال العلامة طاش كبري زاده - رحمه الله تعالى -
(مفتاح السعادة 2 / 33):
(ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام - يعني العقائد - رجلان، أحدهما حنفي والآخر شافعي، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى...
وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين، أبو الحسن الأشعري البصري.. حامي جناب الشرع الشريـف من الحديـث المفترى، الذي قـام في نصرة ملـة الإسـلام فنصرها نصراً مؤزراً) اهـ.
الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير اليماني :
حيث قال رحمه الله في كتابه إيثار الحق 250 :
( اتفق أهل السنة : من أهل الأثر والنظر والأشعرية على أن الإرادة لا يصح أن تضاد العلم ولا يريد الله تعالى وجود ما قد علم أنه لا يوجد ) اه
قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي
[ عمّار طالبي : آراء أبي بكر بن العربي الكلامية و نقده للفلسفة اليونانية ، الجزء الثاني : العواصم من القواصم صفحة 108 ] :
على كل حال فالذي أراه لكم على الإطلاق ، أن تقتصروا على كتب علمائنا الأشعرية ، و على العبارات الإسلامية ، و الأدلة القرآنية.اهــــ
ونختم بهذه الفتوى المهمة
سئل الإمام ابن رشد الجد المالكي رحمه الله تعالى الملقب عند المالكية بشيخ المذهب عن رأي المالكية في السادة الأشاعرة وحكم من ينتقصهم كما في فتاواه ( 2 / 802 ) وهذا نص السؤال والجواب :
السؤاال:
ما يقول الفقيه القاضي الأجل . أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ، ونهج إلى كل صالحة طريقه ، في أبي الحسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكربن فورك وأبي المعالي ، ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟ أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية ؟ .
وما تقول في قوم يسبونهم وينتقصونهم ، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ، ويكفرونهم ويتبرأون منهم ، وينحرفون بالولاية عنهم ، ويعتقدون أنهم على ضلالة ، وخائضون في جهالة ، فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم ، أم يكف عن غلوائهم ؟ ! .
فأجاب رحمه الله :
تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ، ووقفت على الذين سميت من العلماء فهؤلاء أئمة خير وهدى ، وممن يجب بهم الاقتداء ، لأنهم قاموا بنصر الشريعة ، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة ، وأوضحوا المشكلات ، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات ، فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة ، لعلمهم بالله عزوجل وما يجب له وما يجوز عليه ، وما ينتفي عنه ، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الاصول ، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ، ويقر لهم بسوابقهم ، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) .
فلايعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل ، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق ، وقد قال الله عز وجل : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) .
فيجب أن يبصر الجاهل منهم ، ويؤدب الفاسق ، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة ، فإن تاب وإلا ضرب أبدا حتى يتوب ، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده ، من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء ، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، فخلى سبيله ، والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته .
قاله : محمدبن رشد .
والنقول لا نستطيع ان نحصرها وفيما اوردناه الكفاية لكل عاقل رزين.

هشام البرايجي
2011-07-02, 18:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخانا جمال.


يبدو أخي الكريم أن هنالك عدم اتفاق في المصطلحات، فأنت تقول:

فأرجو أخي الكريم أن تشرح لنا مقصودك من لفظة النزول حتى تتحد المصطلحات ويرتفع اللبس، فلعل الخلاف بينكما لفظي فحسب، فالنزول في معهود اللسان العربي هو انتقال من الأعلى إلى الأدنى، إلا إن كنت تقصد معنى مجازيا، فالنزول بهذا المعنى العربي يتضمن لا محالة حركة وانتقالا، فأرجو إزالة اللبس.

والأمر الآخر نرجو إيضاح معنى "ثلث الليل"، فنحن نعلم أن الأرض لا تخلو من ثلث الليل في أية لحظة من لحظاتها لأن الله تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل.

ثم لا أراني أفهم سر استعمالك لكل تلك العبارات التي تدل على القطع واليقين وتشنيع المخالف في مسألة غير يقينية ثبتت بأحاديث ظنية الثبوت قد يختلف العلماء في ثبوتها صحة وضعفا وحسنا...، دون ان يفسق مجتهد آخر في ذلك، مع ما في المسألة من خفاء لمحل النزاع.
والأسلوب الذي تنتهجه قد لا يتناسب إلا مع مسألة ثبتت بآية قطعية الدلالة، أو تواردت أحاديث رسول الله عليها الصلاة والسلام عليها مع الاتفاق على دلالتها، فخذ أخي الأمر باللين في أماكن اللين، كيف لا ورب العزة أرسل رسله باللين إلى فرعون الذي نازع ربه في ربوبيته، فالمسألة ليست عصبية إلى فرقة دون أخرى، بل هي مسألة نقاش في حضرة رب العزة الجبار، وواضح لدينا جميعا أنه لن تغني فرقة عن منتسبها شيئا بين يدي الله تعالى وكل موكول إلى تقواه وعلاقته بربه.


وجزاكم الله خيرا

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

فأرجو أخي الكريم أن تشرح لنا مقصودك من لفظة النزول حتى تتحد المصطلحات ويرتفع اللبس، فلعل الخلاف بينكما لفظي فحسب، فالنزول في معهود اللسان العربي هو انتقال من الأعلى إلى الأدنى، إلا إن كنت تقصد معنى مجازيا، فالنزول بهذا المعنى العربي يتضمن لا محالة حركة وانتقالا، فأرجو إزالة اللبس.
قال الامام الترمذي رحمه الله :
قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث و ما يشبه هذا من الروايات من الصفات، و نزول الرب تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا و يؤمن بها و لا يتوهم، و لا يقال: كيف؟

هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، و هكذا قول أهل العلم من أهل السنة و الجماعة، و أما الجهمية فأنكرت هذه الروايات و قالوا: هذا تشبيه"
الإمام الترمذي في "الجامع" (3/50-51)

فتامل رحمك الله كلام هذا الامام الكبير كيف اثبت النزول كما جاء في الحديث الصحيح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وانكر ان يقال كيف، وما فرط رحمه الله في تبيين منهج الجهمية الذين يقولون لمن يثبت النزول ويستدل بالحديث الصحيح:هذا تشبيه، نسال الله تعالى ان يرحم الامام الترمذي ويرزقه الفردوس الاعلى.

والأمر الآخر نرجو إيضاح معنى "ثلث الليل"، فنحن نعلم أن الأرض لا تخلو من ثلث الليل في أية لحظة من لحظاتها لأن الله تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل.

والجواب على هذا أن نقول : ليس هناك إشكال في نزول الله تعالى في الثلث الأخير رغم استمرار تتابعه على الأرض ، ونحن نؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ينزل حتى يطلع الفجر ، فإذا كان كذلك فالواجب علينا ألا نتجاوزه ، فما دام ثلث الليل الآخر باقياً في منطقة من المناطق الأرضية فالنزول حاصل باقٍ ، ومتى طلع الفجر في هذه المنطقة فلا نزول ، وإن كان في الجهة الأخرى يوجد نزول ، والله على كل شيء قدير ، ولا يقاس سبحانه بالخلق ؛ فينزل إلى السماء في ثلث الليل الآخر في جهة من الأرض ، ولا ينزل بالنسبة لجهة أخرى ليس فيها ثلث الليل .
والحقيقة أن الإنسان إذا لزم الأدب مع الله ورسوله اطمأن قلبه ، واستراح من التقديرات ، أما إذا كان يورد على نفسه هذه المسائل فإنه ينتقل من مشكلةٍ إلى أخرى فيخشى عليه من الشك ، نسأل الله العافية وأن يرزقنا اليقين ، ولهذا يقول بعض السلف : أكثر الناس شَكاً عند الموت أهل الكلام ، لأنهم فتحوا هذه المشاكل على أنفسهم وعجزوا عن حلها ، لكن لو لزموا الأدب وقالوا ما قال الله ورسوله ، وسكتوا عما سكت عنه الله ورسوله ، لسلموا من هذا كله .
فمثلاً لو كان أحدنا في المنطقة الشرقية وقد أذن الفجر ، والآخر في المنطقة الغربية وهو في آخر الليل ، فإننا نقول : هذا وقت نزول ربنا عز وجل بالنسبة للذي في المنطقة الغربية ، ونقول للآخر : انتهى وقت النزول .
وليس في هذا إشكال ؛ فالذين هم في ثلث الليل يجتهدون في الدعاء لأنه وقت إجابة ، والآخرون انتهى عندهم وقت النزول ، ونسلم من هذه الإشكالات ، ونتشوف كل ليلة إلى ثلث الليل متى يأتي حتى ندعو الله فيه .
الامام ابن عثيمين رحمه الله

ثم لا أراني أفهم سر استعمالك لكل تلك العبارات التي تدل على القطع واليقين وتشنيع المخالف في مسألة غير يقينية ثبتت بأحاديث ظنية الثبوت قد يختلف العلماء في ثبوتها صحة وضعفا وحسنا...، دون ان يفسق مجتهد آخر في ذلك، مع ما في المسألة من خفاء لمحل النزاع.
والأسلوب الذي تنتهجه قد لا يتناسب إلا مع مسألة ثبتت بآية قطعية الدلالة، أو تواردت أحاديث رسول الله عليها الصلاة والسلام عليها مع الاتفاق على دلالتها، فخذ أخي الأمر باللين في أماكن اللين، كيف لا ورب العزة أرسل رسله باللين إلى فرعون الذي نازع ربه في ربوبيته، فالمسألة ليست عصبية إلى فرقة دون أخرى، بل هي مسألة نقاش في حضرة رب العزة الجبار، وواضح لدينا جميعا أنه لن تغني فرقة عن منتسبها شيئا بين يدي الله تعالى وكل موكول إلى تقواه وعلاقته بربه.
يا اخي نحن عندنا حديث صحيح يثبت نزول الرب جل وعلا ، فنفي النزول معناه ضرب الحديث الى الحائط والاحتكام للعقل والفلسفة، وهذا الذي حذر منه العلماء رحمهم الله.

جمال البليدي
2011-07-02, 19:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي جمال

وأحسن الله إليك

ووفقك الله إلى مافيه الخير والعمل الصالح

ورزقك الصبر



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
وفيك بارك الله أخي نبيل.
جزاك الله بمثل مادعوت لي وزيادة

جمال البليدي
2011-07-02, 19:58
الأخت نجوم والأخ عادل الميلي والأخ قذائف الحق لن أرد عليكم الآن لأن موضوعي لم يكتمل بعد فإرجوا منكم الصبر وعدم الإستعجال ومن كان عنده إشكال أو سؤال فليضعه في هذا الرابط:

دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=146603

وستجدين أختي(نجوم)) الرد على إشكالاتك وأسئلتك التي طرحتها .

أو في هذا الرابط:

دعوة للحوار (بين السلفية و الاشعرية)
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=537501

بعد إكمالي للموضوع سأرد على إشكالاتكم وكذلك المقالات التي نقلها الأخ قذائف الحق خاصة وأنه نقل من نفس المصدر الذي أرد عليه أنا الآن!!!!

نقل الأح قذائف الحق:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دك حصون الحشوية وإثبات التزوير في موضوع دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين

لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع أن الحشوية ديدنهم الكذب والتزوير والتلبيس ولذلك نكتب هذا الموضوع ليكون جلاء لقلوب كثير من المتشككين وسنظل بفضل الله نرد على بدعهم وضلالتهم وتحريفهم الكلم.
ويبدو أن كاتب المقال دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين يهوى الكتابة كثيرًا حتى أنه يأتي بكل ما يخص الموضوع من بعيد أو بعيد
فتارة يتحدث عن اليدين وتارة عن الاستواء وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه !!
ورأيناه أيضاً يقوم بحيلةٍ الكلُ يُتقنها فدّلس على الناس ..


وهذا المقال هو نفسه الذي رددت عليه لكن يبدوا أن الأخ قذائف الحق ينقل ما لا يفقه




الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى ثم بعد:


صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين

إعداد:جمال البليدي
-ستر الله عيوبه-

كنت قد جمعت بحثا بعنوان(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) على عجالة-كما ذكرت في المقدمة- وبينت فيه الأدلة على إثبات نزول رب العالمين في الثلث الأخير من الليل كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ورددت على شبه الفلسفية السوفساطئية التي يرددها أهل الكلام مبارزين بذلك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا بأحد الجهمية المشاغبين يكتب موضوعا بعنوان(دك حصون الحشوية وإثبات التزوير في موضوع دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) يزعم فيه أنه يرد على موضوعي السابق لكن هيهات هيهات فالحق أبلج والباطل لجج ,ومن عادة أهل البدع أنهم لا يردون بعلم ولا بحجة إنما فقط سباب وكذب وخروج عن الموضوع فقد سود صفحات موضوعه بنقاط خارج البحث لم ولن يستطع أن يرد على حججي في إثبات نزول رب العالمين بل راح ينقل من هنا وهناك ويستغيث بكتب الكوثري وسعيد فودة ويطعن في علماء أهل السنة بالكذب تارة وبالتدليس أخرى, وحقيقة لم أستغرب من هذا فقد تعودنا على هذا من كبارئهم فضلا عن صغارهم ومقلديهم, وموضوعه هذا لم يزد موضوعي إلا قوة في الحجة والبيان فليته سكت لعله بذلك لا يشهر بموضوعي الذي دك حصونهم وكشف عوارهم وأبطل فلسفتهم وتناقضاتهم ورقصهم مابين محرف ومعطل لكن أبى الله إلا أن يظهر الحق على فلتات لسانه فمازاد موضوعي إلا قمعا لبدعهم وكشفا لباطلهم ,ورده علي لم يكن إلا سباب وخروج عن موضوع ولم يستطع أن يناقش أي نقطة من موضوعي ألبتة ,ولم يجد من يسعفه من كتب أشياخهم فراح ينقل عن كتاب(الأشاعرة أهل السنة) وعن كتب الكوثري مالا علاقة له بالبحث ليس إلا لغرض واحد وهو ملأ الصفحات وتكثير الجمل والحروفات .
وهاهنا سأكشف لكم مدى تلبيسه وكذبه على أهل العلم ومدى تعصبه للرجال سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد والإخلاص والرشاد.



[/color][/size][/QUOTE]

جمال البليدي
2011-07-02, 20:17
(تابع)


34-قال الجهمي:


وما هي الجناية علي النص أن ينزه الله عن التشبيه بالمخلوقات!!.
الجناية هي أن جعلتم كلام الله تعالى يوهم التشبيه فهربتم من هذا التشبيه الذين توهمتموه في عقولكم إلى تشبيه الله بالجماد والعدم ووصفتموه بالنقص والعجز فأنتم المشبهة أولا والمحرفة ثانيا فالمعطلة ثالثا.
وليس في إثبات ما أثبته الله لنفسه تشبيها كما تدعون وتفترون
قال نعيم بن حماد الحافظ: من شبه الله بخلقه, فقد كفر, ومن أنكر ‏ما وصف به نفسه فقد كفر, وليس ما وصف به نفسه, ولا رسوله ‏تشبيها.‏
‏2- ‏يقول الإمام إسحاق بن راهويه :" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما ‏قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع ‏البصير }" ذكره الترمذي في جامعه .
ولو كان إثبات الفوقية أو النزول لله تعالى معناه التشبيه, لكان كل من أثبت ‏الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حيا قديرا سميعا بصيرا مشبها أيضا, ‏وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة ‏خلافا لنفات الصفات والمعتزلة وغيرهم
‏فأنتم الجهمية ومن شار على شاكلتكم من نفاة الصفات تجعلون كل من أثبتها ‏مجسما مشبها, ومنكم من يعد من المجسمة والمشبهة الأئمة ‏المشهورين كمالك والشافعي وأحمد وأصحابهم, كما ذكر ذلك أبو حاتم ‏صاحب كتاب "الزينة" وغيره.‏
وشبهتكم أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ‏ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق, ويقولون: إن الله يرى في ‏الآخرة". هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت ‏وغيرهم. ‏
‏"إن أهل السنة السلفيين متفقون على أن الله ليس كمثله شيء, لا ‏في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس ‏لفظ مجمل, فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن, ودل عليه العقل فهذا ‏حق, فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء ‏من
صفاته.., وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات, فلا يقال ‏له علم, ولا قدرة ولا حياة, لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن ‏لا يقال له: حي, عليم, قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء, وكذلك في ‏كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك, وهم يوافقون أهل السنة على ‏أن الله موجود حي عليم قادر, والمخلوق يقال له: موجود حي عليم ‏قادر, ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه)‏
وقد إعترف كبار الأشاعرة بهذا فقال الرازي في رده على المعتزلة‎((‎إن كنتم بالمشبهة من يقول ‏بكون الله مشابها لخلقه من بعض الوجوه فهذا لا‎ ‎يقتضي الكفر لأن المسلمين اتفقوا على أن ‏الله موجود‎...)).‎‏.‏

35-قال الجهمي:



أتريد أن يقول أهل السنة والجماعة مثل ما يقول أهل الحشو
أن الله ينزل بنفسة حقيقة ويتحرك وينتقل ويمر في نزوله علي السماء الاولي والثانية وهكذا؟؟
فما هي الحقيقة عندكم؟
واذا بحثت في قواميس اللغة ستقف علي معني كلمة ينزل بنفسه حقيقة
التي يقول بها الحشوية!!!
ولا يوجد غير معنى واحد يفيد النقلة من أعلى إلى أسفل كما تقولون به وتريدون أن نقول بهذا القول الفاسد ندعوكم لتنزيه الله
وتدعوننا لتجسيم رب العباد!!
واين ورد لفظ الإنتقال والحركة والمكان كما يقول مشايخكم المجسمة ؟؟

أولا: لقد تقدم تحرير أقوال أهل السنة وموقفهم من ألفاظكم المبتدعة(جهة-مكان-حد-حركة –انتقال))) ونحوها فلا داعي للتكرار.
ثانيا: لقد اعترفت بنفسك بأنك لا تفهم من صفات الله إلا ما تفهمه من صفات المخلوقين فقد أكدت للقراء أنك من كبار المشبهين المجسمين بلا منازع في قولك((ولا يوجد غير معنى واحد يفيد النقلة من أعلى إلى أسفل كما تقولون)) .
بل هذا المعنى الذي وجدته أنت في القواميس لكونك أعجميا أو لكونك لا تفهم اللغة العربية-لست أدري – إنما هو في حق المخلوقات لا الخالق فهناك فرق بين المعنى الكلي وبين المعنى الإضافي إذ أغلب القواميس إنما تتكلم عن المعنى الإضافي لا الكلي فمن المعلوم أن معنى(النزول) إذا أضيف لله تعالى غير معناه إذا أضيف للخالق لكن القدر المشترك هو المعنى الكلي ألا وهو(الهبوط) أما الإنتقال من أعلى لأسفل فهذا في حق المخلوق أما الخالق فنقول(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وكون المخلوق يعجز أن يجمع بين صفة العلو والنزول في آن واحد فإن الخالق لا يوصف بشيء من صفات المخلوق ولا يقاس بأحد من خلقه فدع عنك التشبيه الذي في ذهنك وآمن بما قاله لك ربك ونبينك عليه الصلاة والسلام إني لك من الناصحين.
ثالثا: أما التنزيه المزعوم الذي تدعوا إليه فما هو تعطيل قد صوره الشيطان على هيئة تنزيه إذ أنك كذبت الله ورسوله وادعيت بأنه لا ينزل أو ادعيت بأن الذي ينزل هو الملك أو الأمر أو الرحمة بل وادعيت أن كلام الله وكلام رسوله يعد تشبيها وتجسيما فنفيت صفات ربك وجردته من كل صفات الكمال بل وعدمته وجعلته لا داخل ولا خارج وزعمت أنه لا ينزل ولا يأتي ولا يجئ فلم يبقى لك أن تنكر ذاته فتدخل في تعداد الملحدين والله المستعان.
رابعا: إننا لا ندعوك إلا أن تؤمن بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن التحريف أو التعطيل أو التمثيل أو التكييف.

دعوى أن النزول يستلزم الحلول والتجسيم:

ومن آفات التشبيه الذي يتصوره الجهمية المعاصرون أنهم يتصورن بعقولهم المريضة أن نزول رب العالمين إلى السماء الدنيا يلزم الحلول فيها ,وهذا لأنهم يكيفون النزول في أذهانهم ويحاولون معرفة الكيفية ويقيسون الخالق بالمخلوق .
وبالرغم من أنني رددت على هذه الشبهة في موضوعي(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) إلا أن الجهمي كعادته يهوي التكرار ليقال له: لقدرد..!.
والجواب على فساد تصوره كالتالي:
دعواه أَنَّ مَنْ قالَ ينزلُ بذاتهِ أنَّهُ مجسمٌ حلوليُّ: قولٌ بلا علمٍ وكذبٌ وافتراءٌ: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].
وهذا الجهمي وأمثالهُ لمْ يفهموا منْ نزولِ الخالقِ إلى السَّماءِ الدنيا إلَّا كمَا فهموا منْ نزولِ المخلوقاتِ، «وهذا عينُ التمثيلِ، ثَّم إنَّهم بعدَ ذلكَ جعلوهُ كالواحدِ العاجزِ منهم الذي لا يمكنهُ أنْ يجمعَ منَ الأفعالِ ما يعجزُ غيرهُ عنْ جمعهِ»[1]. وكذبوا في هذا الفهمِ، وضلُّوا في هذا الظنِّ والوهمِ الكاسدِ.
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يطوي الله عزَّ وجلَّ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذهنَّ بيدهِ اليمنى، ثمَّ يقول: أنا الملكُ. أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المتكبِّرونَ؟ ُثمَّ يطوي الأرضينَ بشمالهِ ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتكبرونَ؟!»[2].
فمنْ هذهِ عظمتهُ، كيفَ يحصرهُ مخلوقٌ مِنَ المخلوقاتِ. سماءٌ أو غيرُ سماءٍ؟! حتَّى يقال: إنَّهُ إذا نزلَ إلى السماء الدنيا صارَ العرشُ فوقهُ، أو يصيرُ شيءٌ مِنَ المخلوقاتِ يحصرهُ ويحيطُ بهِ سبحانه وتعالى[3].
واللهُ - ولله المثلُ الأعلى - أعظمُ منْ أنْ يظنَّ ذلكَ بهِ، وإنَّما يظنُّهُ الذينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67][4].
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: العليُّ الأعلى العظيمُ، فهو أعلى منْ كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ. فلا يكونُ نزولهُ وإتيانهُ بحيثُ تكونُ المخلوقاتُ تحيطُ بهِ، أو تكونُ أعظمَ منهُ وأكبرَ، وهذا ممتنعٌ[5].
فالمخلوقُ إذا نزلَ من علوٍّ إلى سفلٍ زالَ وصفهُ بالعلوِّ وتبدَّلَ إلى وصفهِ بالسُّفولِ، وصارَ غيرهُ أعلى منهُ.
والرَّبُّ تعالى لا يكونُ شيءٌ أعلى منهُ قطُّ، بلْ هوَ العليُّ الأعلى، ولا يزالُ هوَ العليُّ الأعلى مع أنَّهُ يقربُ إلى عبادهِ ويدنو منهم، وينزلُ إلى حيثُ شاءَ، ويأتي كما شاءَ. وهو في ذلكَ العليُّ الأعلى، الكبيرُ المتعال، عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّهِ.
فهذا وإنْ لمْ يتَّصفْ بهِ غيرهُ فلعجزِ المخلوقِ أنْ يجمعَ بينَ هذا وهذا. كمَا يعجزُ أنْ يكونَ هو الأولَ والآخرَ والظاهرَ والباطنَ[6].
وقَالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: ونزولهُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا سلامٌ ممَّا يضادُّ علوَّهُ، وسلامٌ مما يضادُّ غناهُ وكمالهُ، سلامٌ منْ كلِّ ما يتوهَّمُ معطِّلٌ أو مشبِّهٌ، وسلامٌ منْ أنْ يصيرَ تحتَ شيءٍ أو محصورًا في شيءٍ. تعالى الله ربُّنا عن كلِّ ما يضادُّ كمالَهُ[7].
فتبيَّنَ بهذا الكلامِ النفيسِ، بطلانُ ما ذكرهُ هذا الجهمي, وأنَّهُ مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ منَ الخيالاتِ والأوهامِ.
وليتأمَّل هذا الجهمي وأمثالهُ منْ أهلِ الكلامِ الأثرَ التالي:
قالَ محمَّدُ بنُ حاتمٍ المظفريُّ: سمعتُ عمرو بن محمد يقولُ: كانَ أبو معاوية الضريرُ يحدِّثُ هارونَ الرشيد، فحدثَّهُ بحديثِ أبي هريرةَ: «احتجَّ آدمُ وموسى»[8] فقالَ عليُّ بنُ جعفرٍ: كيفَ هذا وبينَ آدمَ وموسى ما بينهما؟! قالَ: فوثبَ بهِ هارونُ وقالَ: يحدِّثكَ عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضهُ بكيفَ؟! فما زالَ يقولُ حتَّى سكتَ عنهُ[9].
قالَ المحدِّثُ الصابونيُّ معقِّبًا: هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يعظِّمَ أخبارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويقابلها بالقبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ، وينكرُ أشدَّ الإنكارِ على منْ يسلكُ فيها غيرَ هذا الطريقِ الذي سلكهُ هارونُ الرشيدُ رحمه الله معَ مَنِ اعترضَ على الخبرِ الصَّحيحِ الذي سمعهُ بـ«كيف»؟! على طريقِ الإنكارِ لهُ، والابتعادِ عنهُ، ولمْ يتلقَّهُ بالقبولِ كمَا يجبُ أنْ يتلقَّى جميعُ ما يردُ مِنَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
جعلنا الله سبحانهُ مِنَ الذينَ يستمعونَ القولَ ويتَّبعونَ أحسنهُ ويتمسَّكونَ في دنياهم مدَّةَ حياتهم بالكتابِ والسنَّةِ، وجنَّبنا الأهواءَ المضلَّةَ والآراءَ المضمحلةَ والأسواءَ المذلَّةَ، فضلًا منهُ ومنَّةً.

الرد على شبهة الجهة:

وادعى الجهمي أن القول بالنزول والعلو يستلزم إثبات الجهة
والجواب عليه:
ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون ‏مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما ‏إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء ‏والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين ‏للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء ‏موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك ‏يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن ‏أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ).‏
وقد يقول قائل ‏‎:‎‏ ((هل كان الله تعالى في هذا الحال – أي قبل خلق الكون – جهة وغيرها , إن قالوا نعم ‏كفروا ‏وتناقضوا )‏ شبهة ذكرها سعيد فودة.‏
والجواب ما جاء في رسالة إثبات الفوقية للجويني ‏‎:‎
‏((، فلما اقتضت الإرادة المقدسة بخلق الأكوان المحدثة المخلوقة المحدودة ذات الجهات اقتضت الإرادة ‏المقدسة على أن يكون الكون له جهات من العلو، والسفل، وهو سبحانه منزه عن صفات الحدث، فكوَّن ‏الأكوان، وجعل لها جهتا العلو والسفل، واقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الكون في جملة التحت؛ ‏لكونه مربوباً مخلوقاً، واقتضت العظمة الربانية أن يكون هو فوق الكون باعتبار الكون لا باعتبار ‏فردانيته إذ لا فوق فيها ولا تحت، ولكن الرب سبحانه وتعالى كما كان في قدمه وأزليته، فهو الآن كما ‏كان، لكن لما حدث المربوب المخلوق، والجهات، والحدود ذو الخلا، والملا، وذو الفوقية، والتحتية، ‏كان مقتضى حكم عظمة الربوبية أن يكون فوق ملكه، وأن تكون المملكة تحته باعتبار الحدوث من ‏الكون لا باعتبار القدم من المكون، فإذا أشير إليه يستحيل أن يشار إليه من جهة التحتية، أو من جهة ‏اليمنى، أو من جهة اليسرى، بل لا يليق أن يشار إليه من جهة العلو والفوقية)).

معنى قول الطحاوي(لا تحتويه الجهات الست)):

أما قول الطحاوي(لا تحتويه الجهات الست)) فقد تقدم بيان معناه وهو أن الله لا يحل في أحد من خلقه فـ(لا تحويه الجهات الست) التي هي مخلوقاته، بل هو فوق الجهات والمخلوقات كلها. وهو رد على الحلُولِيَّة والجهمية الذين كانوا يقولون بأن الله حالٌّ في خلقه، وأنه في كل مكان، تعالى الله علو الكبيرا.
قال ابن القيم: وكذلك قولهم ننزهه عن الجهة؛ إن أردتم أنه منزه عن جهة وجودية تحيط به وتحويه ‏وتحصره إحاطة الظرف بالمظروف فنعم هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى. ولكن لا يلزم من كونه فوق ‏العرش هذا المعنى. وإن أردتم بالجهة أمراً يوجب مباينة الخالق للمخلوق, وعلوه على خلقه, واستواءه ‏على عرشه فنفيكم لهذا المعنى الباطل, وتسميته جهة اصطلاح منكم توصلتم به إلى نفي ما دل عليه ‏العقل والنقل والفطرة, وسميتم ما فوق العالم جهة, وقلتم منزه عن الجهات, وسميتم العرش حيزاً, و ‏قلتم ليس بمتحيز, وسميتم الصفات أعراضاً, وقلتم الرب منزه عن قيام الأعراض به([2]).‏
ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات ‏والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا ‏يقولون به لكفى.‏
وقال القرطبي ( 671 هـ ) بعدما ذكر مذهب المعطلة نفاة العلو لله تعالى ( وقد كان السلف ‏الأول لا يقولون بنفي الجهة , ولا ينطقون بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله , كما نطق كتابه ‏وأخبرت رسله , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة .... , وإنما جهلوا ‏كيفية الاستواء ) الجامع لأحكام القرآن 7/219-220‏
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها ‏نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى . ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها ‏المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في ( منهاجه ) النفي المذكور بقوله : ( لأنه ليس في جهة ) وأما ‏الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : ( إنه يرى لا في جهة ) يعنون العلو.

التعطيل تشبيه لله بالمعدوم والجماد:

وينكر الجهمي على أهل السنة إثباتهم الصفات على ظاهرها من غير تشبيه ولا تكييف بحجة أن هذا من التشبيه وقد تقدم معنا معنى التشبيه عند السلف بخلاف معناه عند هذا الجهمي فهو يرى إثبات الصفات تشبيها لهذا رد عليهم الإمام ابن عبد البر بقوله((((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء))الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.
لهذا فالمشبهون حقيقة هم الجهمية الذي شبهوا الله تعالى بالجماد والعدم إذ الذي لا ينزل ولا يجيء ولا يأتي ولا يتكلم إنما هو جماد.
وكذلك الذي لا فوق ولا تحت ولا داخل ولا خارج إنما هو عدم.
فالمعطلة الجهمية هم المشبهون حيققة لسببين:
أولاً : لأنهم وقعوا في وهم التشبيه ورأوا نصوص الكتاب والسنة ظاهرة في إثبات التشبيه حتى قال كبيرهم الرازي " إن الأخبار المذكورة في باب التشبيه بلغت مبلغاً كثير في العدد ، وبلغت مبلغة عظيماً في تقوية التشبيه ، وإثبات أن إله العالم يجري مجرى إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء وخرجت عن أن تكون قابلة للتأويل " ([10]) فلجأوا إلى التحريف (التأويل) كحل لإغلاق منافذ وسوسة التشبيه ، فوقعوا في وسوسة التعطيل . فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار .
ثانياً : أنهم يصفون الله بالصفات السلبية فلا يثبتون في الحقيقة إلهاً محموداً بل ولا موجوداً كالذين يقولون : ليس الله داخل العالم ولا خارجه ولا مباين للعالم ولا محايث له ، فشبّه ربه بالمعدوم إذ لو سألناه : صف لنا المعدوم ؟ فلن يسعه إلا وصف المعدوم لما وصف به ربه . ولذلك قيل: المشبه يعبد صنماً ، والمعطل يعبد عدماً ، لأن النفي عدمٌ والعدم ليس بشيء ([11]) وإذا حقق الرجل قولهم وما يؤول إليه وجد أنهم يجعلون الله شبحاً وخيالاً وسراباً ، ويكون حينئذ قد وصف الله بصفة لا شيء كما قاله الإمام محمد بن الحسن الشيباني ([12])
ودليل آخر على فساد قولهم : أنهم بقولهم لا داخل العالم ولا خارجه ألزمهم الصوفية بأننا قد اتفقنا على أن الله ليس فوق العالم ، وحينئذ يتعين مداخلته للعالم : إما أن يكون وجوده وجود العالم أو يحل في العالم أو يتحد به . وهذا يبين مدى الارتباط بين أهل الباطل وكيف يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا .
ويلزم الذين يعبدون العدم نفي رؤية الله عز وجل لأن الرؤية تكون في محل ومقابلة ، وأما رؤية من ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا داخل ولا خارج محال عقلا ومردود شرعاً .
فإما أن تنفوا أن الله في العلو فيلزمكم معه نفى رؤيته ، وإما أن تثبتوا علوه تعالى كضرورة من أجل إثبات رؤيته وإلا فنقول لكم ما قاله لكم المعتزلة ([13]) " من سلّم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله "

أقوال أهل العلم من أهل السنة والمتكلمين في بيان أن الجهمية يشبهون الله بالعدم:

1- قول كثير من أهل العلم في هؤلاء المعطلة والممثلة لعلو الله تعالى ولكلامه ( المعطل يعبد عدماً والمثل يعبد صنماً , والمعطل أعمى والممثل أعشى , ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه ) .
2- الإمام محمد بن الحسن الشيباني ( 189 هـ ) فقد قال ( ... فمن قال بقول الجهم فقد فارق الجماعة , لأنه قد وصفه بصفة لاشيء )([14]) .
3- إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ( 241 هـ ) فقد قال في شرح عقيدة من أنكر علو الله تعالى ( فعند ذلك يتبين للناس أنهم لا يؤمنون بشيء )([15]) .
4- الإمام عبدالعزيز الكناني ( 240 هـ ) قال ( قال لي أحد الجهمية : أقول : إن الله في كل مكان لا كالشيء في الشيء , ولا كالشيء على الشيء , ولا كالشيء خارجاً عن الشيء , ولا مبايناً للشيء , فقلت : فقد دللت بالقياس والمعقول على أنك لا تعبد شيئاً )([16]) .
5- لقد ذكر شيخ الإسلام هذا النص عن الكناني ثم علق عليه بقوله ( فهذا عبدالعزيز يبين أن القياس والمعقول يوجب أن ما لا يكون في الشيء ولا خارجاً عنه – فإنه لا يكون شيئاً , وأن ذلك صفة معدوم )([17]) .
6- وقال الإمام ابن كلاب إمام الكلابية والأشعرية جميعاً ( 240 هـ ) في الرد على المعطلة ( وأخرج([18]) من النظر والخبر قول من قال : إن الله لا في العالم ولا خارج منه , فنفاه نفياً مستوياً , لأنه لو قيل له : صفه بالعدم , ما قدر أن يقول فيه أكثر منه ... , فإن قالوا لا فوق ولا تحت , أعدموه , لأن ما كان لا تحت ولا فوق فعدم ,فإذا قيل لهم : فهو لا مماس للعالم ولا مبائن للعالم , قيل لهم : فهو بصفة المحال ... , قيل لهم فأخبرونا عن معبودكم ؟ مماس هو أم بائن ؟فإذا قالوا : يوصف بهما .قيل لهم : فصفة إثبات خالقنا كصفة عدم المخلوق , فلم لا تقولون صريحاً : إن الله
عدم ...)([19]) .
7- السلطان العادل كاسر الأصنام محمود بن سبكتكين ( 421 هـ ) لما سمع ابن فورك الأشعري ينفي فوقية الله على خلقه قال له ( فلو أردت أن تصف المعدوم كيف تصفه بأكثر من هذا ؟ ) , وقال هذا السلطان في الرد على ابن فورك أيضاً ( فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم )([20]) .
8- حافظ المغرب الإمام ابن عبدالبر ( 463 هـ ) قال ( وهم ] أي المعطلة [([21]) نافون للمعبود ]يلاشون أي يقولون : لا شيء [([22]) , والحق فيما قاله القائلون ربما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم أئمة الجماعة )([23]) .
9- شيخ الإسلام ابن تيمية ( 728 هـ ) فقد رفع إليه سؤال في حق الأشعرية و الماتريدية والجهمية :
يا منكراً أن الإله مبائن *** للخلق يا مقتون بل فاتن
هب قد ضللت فأين أنت فإن تكن *** أنت المباين فهو أيضاً بائن
أو قلت : لست مبائناً قلنا إذن *** بالاتحاد أو الحلو تشاحن
أو قلت : ما هو داخل أو خارج *** هذا يدل بأن ما هو كائن
إذ قد جمعت نقائصاً ووصفته *** عدماً بها هل أنت عنها ضاعن([24])
فارجع وتب من قال مثلك إنه *** لمعطل والكفر فيه كامن([25])

أن الذي يقول : إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا مبائن عنه ولا متصل به – فقد جعل الله تعالى معدوماً بل ممتنعاً , وهذا اللازم ولا محيد له منه .
10- الإمام الذهبي ( 748 هـ ) فقد قال ( مقالة السلف وأئمة السنة بل الصحابة والله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين : وأن الله فوق سماواته ... , ومقالة الجهمية الأولى أنه في جميع الأمكنة , ومقالة متأخري المتكلمين من المعتزلة والماتريدية و الأشعرية أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا هو متصل بهم ... , قال لهم أهل السنة والأثر : فإن هذا السلوب نعوت المعدوم تعالى الله جل جلاله عن العدم , بل هو متميز هن خلقه موصوف بما وصف به نفسه في أنه فوق العرش بلا كيف )([26]) .

.
11- الإمام ابن القيم – رحمه الله – ( 751 هـ ) فقد قال :
فاحكم على من قال ليس بخارج *** عنها ولا فيها بحكم بيان
بخلافة الوجهين والإجماع والـ *** عقل الصريح وفطرة الرحمن
فعليه أوقع حد معدوم وذا *** حد المحال بغير ما فرقان
يا للعقول إذا نفيتم مخبراً *** ونقيصه ؟ هل ذاك في إمكان
إذا كان نفي دخوله وخروجه *** لا يصدقان معا لذي الإمكان
إلا على عدم صريح نفيه *** متحقق ببداهة الإنسان([27])

هل في إثبات الصفات تشبيهاً:

وأكثر الجهمي من وصفه لأهل السنة السلفيين بالمجسمة والمشبهة لكونهم يثبتون النصوص على ظاهرها فهو يتهوم أن إثبات النصوص يستلزم التشبيه وما درى المسكين أن أصل التأويل الذي هم عليه بحجة الهروب من التشبيه حجة جهمية ، قال أحمد " وتأول – جهم - القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه كان كافراً وكان من المشبهة ، فأضلّ بكلامه بشراً كثيراً ، وتبعه على قوله رجال من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب عمرو بن عبيد بالبصرة ووضع دين الجهمية ([28]) .
وقد نقل الدهلوي عن الحافظ في الفتح أن إجراء هذه الصفات كما هي ليس بتشبيه ، وإنما التشبيه أن يقال : سمع كسمع أو بصر كبصر ، وهذا مروي عن إسحاق بن راهويه كما تقدم ذكره أعلاه ([29]).

كراهية أهل البدع لأهل الحديث:
ثم شنّع الدهلوي على الخائضين في علم الكلام قائلاً " واستطال هؤلاء الخائضون على معشر أهل الحديث وسمّوهم مجسمه ومشبهة وهم المتسترون بالبلكفة وقد وضح لي وضوحاً بيّناً أن استطالتهم هذه ليست بشيء وأنهم مخطئون في مقالتهم رواية ودراية وخاطئون في طعنهم بأئمة الهدى" ([30])
وقال الزبيدي "وسمّت المعتزلة أهل السنة مشبهة وهذا بواسطة قياس الشاهد على الغائب الذي هو عين التشبيه " ومن العجيب منه رحمه الله أنه قسم التشبيه إلى نوعين " أحدهما مذموم وهو تشبيه الحق بالخلق في الذات كما تقوله المجسمة وهو كفر .
والثاني : محمود وهو التشبيه بمعنى إثبات الصفات الثبوتية له ، وهذا التشبيه أيضاً مرتبة عظيمة ومن مراتب الكمال ، وأكملها : الجمع بينهما " ([31]) أي أن لا تشبه ولكن تثبت ما أثبته الله لنفسه ورسوله.
قال عبد الله بن المبارك " من قال لك يا مشبه : فاعلم أنه جهمى " ([32]) ، وقال أبو حاتم الرازي " وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ، وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة " ([33]) .
وعن أحمد بن سنان " ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث ، وإذا ابتدع الرجل بدعة نزعت حلاوة الحديث من قلبه " ([34]) .
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني وابن قتيبة " والجهمية تسمي مثبتة الصفات مشبهة لإثباتها صفات الباري عز وجل من العلم والقدرة والحياة وغيرها من الصفات ، ومن علامات الزنادقة تسميهم أهل الأثر بالحشوية والمجسمة والمشبهة " ([35]) .
وكل من نفى شيئاً قال لمن أثبته " مجسم مشبه " فالأشاعرة عند الجهمية والمعتزلة مجسمة لأنهم أثبتوا بعض الصفات. كما أن أهل السنة مجسمة عند الأشاعرة لأنهم لم يوافقوهم على نفي ما نفوه من الصفات .

يتبع..........


-----------------

[1] بيان تلبيس الجهمية (2/228 - 229).
[2] رواه مسلم (2788).
[3] مجموع الفتاوى (5/482).
[4] مجموع الفتاوى (6/582 - 583).
[5] مجموع الفتاوى (16/422).
[6] مجموع الفتاوى (16/424).
[7] بدائع الفوائد (2/136).
[8] رواه البخاري (3409 و6614 و7515) ومسلم (2652).
[9] أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/181)، وعنه الخطيب في «تاريخ بغداد» (5/243) من طريق آخر وبألفاظ مختلفة، وإسناده صحيح. انظر: «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص127)، تحقيق: بدر البدر.
[10]) - المطالب العالية 9 / 213 .
([11]) - الرسالة التدمرية 39.
([12]) - رواه اللالكاني في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3 / 432 – 433 .
([13]) - شرح الأصول الخمسة 249-353 المغني لعبد الجبار 4 / 139 .
[14] ) رواه اللالكائي فيشرح أصول الاعتقاد 3/432-433 , وانظر الحموية 54 ومجموع الفتاوى 5/50 .
[15] ) انظر الرد على الجهمية للإمام أحمد 105-106 .
[16] ) درء التعارض 6/118-119 , ومجموع الفتاوى 5/317 , وبيان تلبيس الجهمية .
[17] ) درء التعارض 6/118-119 , ومجموع الفتاوى 5/317 , وبيان تلبيس الجهمية .

[18] ) هكذا في الأصول , ولعل الصواب : ( وخرج ) من اللازم لا من المتعدي .
[19] ) درء التعارض 6-119-121 , ومجموع الفتاوى 5/317-319 , والصواعق المرسلة 4/1241 , واجتماع الجيوش 282-283 من كتاب " المجرد " لابن فورك .
[20] ) مجموع الفتاوى 3/37 , درء التعارض 6/253 , والصواعق المرسلة 4/1287 .
[21] ) الزيادة مني للإيضاح .
[22] ) الزيادة من الصواعق المرسلة 4/1289 , ولم أجدها في التمهيد المطبوع .
[23] ) التمهيد لابن عبد البر 7/145 .
[24] ) هكذا في الأصل ولم أجد مادة ( ضعن ) في اللغة , بالضاد المعجمة والعين المهملة ولعله ( ظاعن ) بالظاء المعجمة والعين المهملة , بمعنى ( السير ) أو ( ضاغن ) بالضاد والغين المعجمتين , بمعنى الميل راجع القاموس 1564 , 1566 .
[25] ) انظر مجموع الفتاوى 5/267-320 .
[26] ) العلو 107 , 195 , ومختصر العلو 146-147 , 287 .
[27] ) النوينة 55 وشرحها توضيح المقاصد 1/386-389 , وشرحها للهراس 1/176-177 , وتوضيح الكافية الشافية
للسعدي 58 .
([28]) - الرد على الجهمية 104 – 105 .
([29]) - فتح الباري 13 / 407 جامع الترمذي 3 / 50 .
([30]) - حجة الله البالغة 64.
([31]) - إتحاف السادة المتقين 9 / 407 .
([32]) - رواه ابن مندة في شرح حديث النزول 53.
([33]) - أنظر اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 2 / 179 والإمام الصابوني في عقيدة السلف 1 / 132 .
([34]) - سير أعلام النبلاء 12 / 245 تذكرة الحفاظ 2 / 521 صون المنطق والكلام للسيوطي 41 معرفة علوم الحديث للحاكم ص 4 شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي 73 ط: إحياء السنة النبوية وشرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ص 73.
([35]) - الغنية لطالبي الحق 58 وانظر الفقه الأكبر بشرح القاري 13 وتأويل مختلف الحديث 55.

نبيل البسكري
2011-07-02, 22:21
والله عجيب امر هذا المدعو جمال البليدي، لا يزال يناور ويحاو ل التمسك والتعصب لرأيه الشاذ والغريب؟؟
نحن ننقل له اقوال كبار العلماء في مسالة الصعود والنزول، ومن كل المذاهب والفترات الزمنية، وهو لا يزال يتعلق بتجسيمه وتشبيهه لله جل جلاله.
ويبدو ان صبغة التجسيم قد رسخت وتجدرت وعششت في عقله، ولاحول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون.

لماذا لا تعترف بالحق وقوة أدلته الشرعية

وتستهدي بالله

وتدع فلسفة كلام جانبا

جرح أليم
2011-07-03, 08:32
هل تقصد أنّ المنتسبين إلى السلفية قاسوا صفات الخالق بصفات المخلوق أم أنا الذي قستُ ؟

مالك أخي كل كلمة يقولها اهل السنة إلا وأعقبتها بهل تقصد ؟
أنا لا أقصد فكلامي واضح أما ان كنت لا تفهم العربية فتلك مشكلتك ؟
اذا قلت لك أين الله ؟ لماذا ترد بماذا تقصد

حسنا سأجيبك : أقصد ما قصده رسول الله ؟

هل تعلم ما قصده رسول الله ؟ أم أن الصحابة فهموا قده ولم يوصلوه لنا ؟ أم أنهم لم يفهموه ورسول الله لم يوضح لهم قصده ؟
ثم انت لا تثبت على العرش شيئا فلماذا تقول : من فوق عرشه
وإذا لم ينزل الله في الثلث الأخر هل تفهمني قصد رسول الله : ماذا ينزل في الثلث الآخر من الليل ؟

أرفق بنفسك عادل الميلي******* مالي أراك تقول بكلام أهل التأويل
أرفق بنفسك فالحياة قصيرة ****** وأخشى أن تحشر مع أهل التعطيل
أردت تنزيه الإله عن مشابهته ******* لخلقه فصرت تحرف المعنى بتبديل
أرفق بنفسك لا أخالك جاهلا ****** بضلال أهل التأويل والتعطيل

جمال البليدي
2011-07-03, 21:21
الموضوع لم ينتهي بعد ولا أريد أن أخرجه عن سياقه فمن كان عنده إشكال فليضعه في الروابط التي أدرجتها سابقا .

في المشاركة القادمة سأعقب على ما نقله المخالف من أقوال أئمة الأشاعرة (عويشة تزكي عويشة)) ثم بعدها أنقل أقوال الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ثم من بعدهم(بالترتيب الزمني لكل واحد منهم))) في إثبات صفة النزول لله تعالى دون تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف.
فالموضوع لم ينتهي بعد فلا تستعجلوا بارك الله فيكم.
أما من يتهمني بالتهرب والسب والشتم وغيرها من التهم فليس لي إلا أستغفر الله له وأدعوا له بالهداية ثم أدعوه إلى مناقشة ثنائية نذهب فيها نقطة نقطة دون تهرب ولا لف ولا دوران.

** أم عبد الرحمن **
2011-07-03, 21:57
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ، وسدد خطاكم في تبيان عقيدة سلفنا الصالح رحمهم الله ، وبارك الله في جهودكم في كل المنتديات.

قذائف الحق
2011-07-04, 01:29
يا أخ جمال البليدي : اي مناقشة ثنائية ستعيدها ؟؟ ستعيد نفس الكلام الذي نقلته،ونحن سنعيد نفس الردود التي اوضحنا الامور بها.
نحن نعلم انها مناورة جديدة لتغطية الفشل السابق،فهذه هي عادتك التي اشتهرت بها في هذا المنتدى، وكانك تلعب لعبة الكترونية عند الخسارة تكون الاعادة وياليث فيها افادة ؟؟؟
حسنا، نحن لن نقف امام ارادتك ولك بكل فرصة الف مثلها،ونرجوا من الله عزوجل ان تستبين طريق الحق في هذه المرة.

قذائف الحق
2011-07-04, 12:15
للاسف هذه هي حقيقة هؤلاء الاخوة، عندما يضيق الخناق وتلتف الساق بالساق يلجأون اما الى السب والشتم وتفريغ شحنة الغضب في الشخص نفسه او في معتقده، او الى التهديد والوعيد بعظائم الامور،وهذا للاسف مخالف تماما لنهج السلف والسلفية.
الانتساب للسلف بالاقوال والشعارات والمظاهر الخارجية يحسنه كل احد، اما التطبيق الفعلي فلا يحسنه الا السلفي الحق،وياليث شعري اين هؤلاء من هذا الغثاء؟؟
اصبح كل من هب ودب يتجنى ويتجرأ ويستأسد على سادتنا العلماء والفضلاء،وهو لا يحسن حتى تركيب جملة بسيطة؟ اليست نكسة ووكسة لهذه الامةهذه؟؟
اجيبونا يرحمكم الله.

جمال البليدي
2011-07-05, 19:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ، وسدد خطاكم في تبيان عقيدة سلفنا الصالح رحمهم الله ، وبارك الله في جهودكم في كل المنتديات.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وفيكم بارك الله وجزاكم الله خيرا ووثبتنا وإياكم على عقيدة سلفنا الصالح رضوان الله عليهم بعيدا عن فسلفات أهل الكلام وتناقضاتهم-كما سأبين إن شاء الله-.

طهراوي ياسين
2011-07-05, 19:43
جزاكم الله خيرا

جمال البليدي
2011-07-05, 21:02
وجزاكم الله خيرا أخي الطهراوي....

جمال البليدي
2011-07-05, 21:48
مناقشة ما احتج به الجهمي من الأقوال :


37-واحتج الجهمي ببعض أقوال علماء مذهبه الأشاعرة ودس فيهم بعض أهل السنة التي تخالف مذهبه دون خجل ولا حياء ليُوهِم القارئ بأنه على مذهب السلف الصالح ولكن الحق يقال أن للولد الفراش وللعاهر الحجر:







1- الإمام مالك بن أنس رضي الله : سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال (ينزل أمره - تعالى - كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو) اهـ.
(التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء 8 / 105، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82)


2- الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ( ت ٤٥٨ هـ)
صاحب السنن في كتابه "الأسماء والصفات" عند ذكر هذا الحديث :

" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: {وجاء ربُّك} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه، جل الله تعالى عما تقوله المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا. قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول: إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدل من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير" انتهى كلام البيهقي.
السنن الكبرى، البيهقي – المجلد الثالث ص ٣

3- وروى البيهقي بإسناده
عن الإمام إسحاق بن راهويه وهو من أئمة السلف أنه قال :
"سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلي الله عليه وسلم -يعني في النزول- فقلت له النزول بلا كيف"
الأسماء والصفات – البيهقي – طبعة دار الكتب العلمية – بيروت – ص ٥٦٨

4- قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) صاحب السنن :
يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى، ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، ووأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها، ونفينا عنها التكييف، فقد قال: {ليس كمثله شيء}
وقال ولم يكن له كفوا أحد{ وقال } هل تعلم له سميا. ا.هـ.
الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، البيهقي – علم الكتب، بيروت – ص ٧٢

5- القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (ت ٤٠٣ هـ)
قال ما نصه : "ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} وقوله: {ولم يكن له كفوا أحد} ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك". ا.هـ.
الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به – ص ٦٤

6- إمام الحرمين الجويني
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : وأما الأحاديث التي يتمسكون بها ، فآحاد لا تفضي إلى العلم ، ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً ، لكنا نوميء إلى تأويل ما دوّن منها في الصحاح ، فمنها حديث النزول ، وهو ما روي عن النبي (ص) أنه قال : { ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة جمعة ويقول : هـل من تائب فأتـوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيب له } الحديث ، ولا وجه لحمل النزول على التحول ، وتفريغ مكان وشغل غيره فإنّ ذلك من صفات الأجسام ونعوت الأجرام ، وتجويز ذلك يؤدي إلى طرفي نقيض ، أحدهما الحكم بحدوث الإله ، والثاني القدح في الدليل على حدوث الأجسام والوجه حمل النزول وإنْ كان مضافاً إلى الله تعالى ، على نزول ملائكته المقربين ، وذلك سائغ غير بعيد
ونظير ذلك قوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )
معناه : إنما جزاء الذين يحاربون أولياء الله ، ولا يبعد حذف المضاف وإقامة المضاف إليه تخصيصاً .
كتاب الإرشاد ص 150 ، 151

7- الإمام المفسر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي(ت ٦٧١ هـ)
قال في تفسيره ما نصه : "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز".
الجامع لأحكام القرءان، القرطبي – سورة الفجر

8- رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة
(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"
ما نصه: " اعلم أن النزول الذي هو الانتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه، لوجوه:
الأول: النزول من صفات الأجسام والمحدَثات ويحتاج إلى ثلاثة: منتقِل، ومنتقَل عنه ومنتقَل إليه، وذلك على الله تعالى محال.
الثاني: لو كان النزول لذاته حقيقة لتجددت له في كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله، وتنقلات كثيرة، لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض مع اللحظات شيئا فشيئا، فيلزم انتقاله في السماء الدنيا ليلا نهارا، من قوم إلى قوم، وعوده إلى العرش في كل لحظة على قولهم، ونزوله فيها إلى سماء الدنيا، ولا يقول ذلك ذو لب وتحصيل.
الثالث، أن القائل بأنه فوق العرش، وأنه ملأه كيف تسعه سماء الدنيا، وهي بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة، فيلزم عليه أحد أمرين: إما اتساع سماء الدنيا كل ساعة حتى تسعه، أو تضاؤل الذات المقدس عن ذلك حتى تسعه، ونحن نقطع بانتفاء الأمرين." انتهى كلام ابن جماعة.
إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، ابن جماعة – دار السلام ١٤١٠ هـ - ص ١٦٤

9- الحافظ المتبحر عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي في كتابه "الباز الأشهب
" بعد ذكر حديث النزول ما نصه: "إنه يستحيل على الله عزَّ وجلَّ الحركة والنقلة والتغيير. وواجب على الخلق اعتقاد التنزيه وامتناع تجويز النقلة وأن النزول الذي هو انتقال من مكان إلى مكان يفتقر إلى ثلاثة أجسام جسم عال وهو مكان الساكن وجسم سافل وجسم ينتقل من علو إلى أسفل وهذا لا يجوز على الله قطعا".

10- الإمام البيضاوي
ما ثبت بالقواطع العقلية أنه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع أعلى إلى ما هو أخفض منه ، فالمراد دنو رحمته ، وقد روي { يهبط الله من السماء العليا إلى السماء الدنيا }
أي ينتقل من مقتضى صفات الجلال التي تقتضي الأنفة من الأرذال وقهر الأعداء والانتقام من العصاة إلى مقتضى صفات الإكرام للرأفة والرحمة ، ويقال : لا فرق بين المجيء والإتيان والنزول إذا أضيف إلى جسم يجوز عليه الحركة والسكون والنقلة التي هي تفريغ مكان وشغل غيره ، فإذا أضيف ذلك إلى من لا يليق به الإنتقال والحركة كان تأويل ذلك على حسب ما يليق بنعته وصفته تعالى .
نقله عنه العيني في عمدة القاري ج7 ص 200
وكذلك بعض كلامة نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني

11- الإمام أبو بكر بن العربي المالكي في شرحه على الترمذي
قال ما نصه: "ثم إن الذي يتشبث بظاهر ما جاء في حديث النزول في الرواية المشهورة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له من الثلث الأخير إلى الفجر، هو جاهل بأساليب اللغة العربية، وليس له مهرب من المحال الشنيع كما نص عليه الخطابي، ويلزم على ما ذهب إليه من التشبث بالظاهر أن يكون معنى قوله تعالى:
{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} أن ءادم وحواء التي لم تكن نبية قط سمعا كلام الله الذاتي الذي ليس بحرف ولا صوت مساويين لموسى على زعم المشبهة المتمسكين بالظواهر، فلو كان الأمر كذلك لم يبق لنبي الله موسى مزية، وذلك أن الله عزَّ وجلَّ قال: {وكلم الله موسى تكليما} فخص موسى بوصف كليم الله"
عارضة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، ابن العربي – دار الفكر، بيروت – المجلد الثاني، ص ٢٣٥

12- قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :
"هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيه مذهبان مشهوران للعلماء: أحدهما وهو مذهب السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق، والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي على أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره، والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف." انتهى كلام النووي.
شرح صحيح مسلم، الإمام النووي – المجلد السادس، ص ٣٦ -

13- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري
"وقال ابن العربي النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن مَلَكه الذي ينزل بأمره ونهيه." ثم قال: "والحاصل أنه تأوله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره، وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه. وحكى ابن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي يُنزِل ملَكا قال الحافظ ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد )) أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له
(( الحديث، وحديث عثمان بن أبي العاص عند أحمد ))
ينادي مناد هل من داع يستجاب له
(( الحديث، قال القرطبي وبهذا يرتفع الإشكال…
وقال البيضاوي: ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه، فالمراد نور رحمته." انتهى كلام الحافظ ابن حجر
فتح البارئ شرح صحيح البخاري – المجلد الثالث – كتاب الصلاة: باب الدعاء والصلاة من ءاخر الليل.

14- الإمام العيني في شرح صحيح البخاري
قال أثناء كلامه عن حديث النزول
: وقال ابن فورك : ضبط لنا بعض أهل النقل هذا الخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم بضم الياء من ينزل يعني من الإنزال وذكر أنه ضبط عمن سمع منه من الثقات الضابطين ، وكذا قال القرطبي قد قيده بعض الناس بذلك ، فيكون معدى إلى مفعول محذوف ، أي ينزل الله ملكاً ، قال : والدليل على صحة هذا ما رواه النسائي من حديث الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : { إنّ الله عز وجل يمهل حتى يأتي شطر الليل الأول ، ثم يأمر منادياً يقول : هل من داع فيستجاب له } ، وصححه عبد الحق ، وحمل صاحب المفهم على النزول المعنوي على رواية مالك عنه عند مسلم ، فإنه قال فيه ، { يتنزل ربنا } ، بزيادة تاء بعد ياء المضارعة ، فقال : كذا صحت الرواية هنا ، وهي ظاهرة في النزول المعنوي ، وإليها يُرد
> ينزل < على أحد التأويلات ، ومعنى ذلك أنّ مقتضى عظمة الله وجلاله واستغنائه عن خلقه أنّ لا يعبأ بحقير ذليل ، لكن ينزل بمقتضى كرمه ولطفه ، لأنّ يقول من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ، ويكون قوله
> إلى السماء الدنيا < عبارة عن الحالة القريبة إلينا والدنيا ، والله أعلم عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج7 ص 199

15- وقال القسطلاني في شرحه على البخاري عند ذكره لهذا الحديث "هو نزول رحمة ومزيد لطفٍ وإجابة دعوة وقبول معذرة، لا نزول حركة وانتقال لاستحالة ذلك على الله فهو نزول معنوي" ثم قال "نعم يجوز حمله على الحسي ويكون راجعا إلى ملَكه الذي ينزل بأمره ونهيه"
شرح صحيح البخاري، القسطلاني – المجلد الثاني، ص ٣٢٣

16- الحافظ السيوطي
قال السيوطي في أثناء كلامه في شرح حديث النزول في تنوير الحوالك:
فالمـراد إذن نـزول أمره أو الملك بأمره ، وذكـر بن فورك أن بعـض المشايخ ضبطه ينزل بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكاً تنوير الحوالك ج1 ص 167

17- الإمام الزرقاني في شرحه على موطإ الإمام مالك
نقل الزرقاني ما نقله ابن حجر عن ابن العربي وابن فورك وزاد ما نصه: "وكذا حكى عن مالك أنه أوله بنزول رحمته وأمره أو ملائكته كما يقال فعل الملِك كذا أي أتباعه بأمره." انتهى كلام الزرقاني.
شرح الزرقاني على موطإ الإمام مالك، الزرقاني - دار الجيل، بيروت - المجلد الثاني، ص ٣٤.

18- الملا علي القاري الحنفي
قال في مرقاة المفاتيح بعد أنْ نقل كلام النووي بشأنْ معنى حديث النزول وأقوال العلماء فيه
وبكلامه ، وبكلام الشيخ الرباني أبي إسحاق الشيرازي ، وإمام الحرمين والغزالي ، وغيرهم من أئمتنا يعلم أنّ المذهبين متفقان على صرف تلك الظواهر ، كالمجيء والصورة ، والشخص ، والرجل ، والقدم ، واليد ، والوجه ، والغضب ، والرحمة ، والاستواء على العرش ، والكون في السماء ، وغير ذلك مما يفهمه ظاهرها لما يلزم عليه من محالات قطعية البطلان ، تستلزم أشياء يُحكم بكفرها بالإجماع ، فاضطر ذلك جميع الخلف والسلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره ، وإنما اختلفوا ، هل نصرفه عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته من غير أنْ نؤوله بشيء آخر ، وهو مذهب أكثر أهل السلف ، وفيه تأويل إجمالي أو مع تأويلـه بشيء آخر ، وهـو مـذهب أكثر أهل الخـلف وهـو تأويل تفصيلي ...
إلى أنْ قال : بل قال جمع منهم ومن الخلف : أنّ معتقد الجهة كافر كما صرّح بـه العـراقي ، وقال : إنه قـول لأبي حنيفة ومالـك والشافعي والأشعري والباقلاني .
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج3 ص 299




أقول:

أولا :قبل أن أعقب على بعض الأقوال التي احتج بها الجهمي تقليدا منه وتعصبا للرجال دون الوحي المعصوم عندي من الملاحظات ما أقول :

الملاحظة الأولى : أن الجهمي لم يستطع أن يأتي بحرف واحد عن السلف من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين أهل القرون الثلاث المفضلة -بشهادة نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم- تنصر مذهبه في التحريف(التأويل) أو التعطيل(التفويض) اللهم إلا رواية مكذوبة عن الإمام مالك كما سأبين عند ردي على الشبهات وكذا قول التابعي عبد الله المزني الذي هو حجة عليه لا له كما سأبين في الملاحظة الرابعة ,وهذا كافي في هدم مذهبه ورد مقالته المليئة بالتلبيس والتحريف ناهيك عن التناقض .
و العبرة عندنا بما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقد قال نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم في وصفه للفرقة الناجية((إلا ما كان على مثلي ما أنا عليه اليوم وأصحابي))) وهذه بعض أقوالهم في إثبات الصفات لله تعالى على الحقيقة لا المجاز دون تحريف ولا تعطيل :


1-الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

قال قيس بن أبي حازم: (لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً تلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر: لا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء، خلوا سبيل جملي)[1].
وفيه تحقيق علو الله تعالى وأنه في السماء، وفيه جواز الإشارة إليه في السماء.



2-ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه


عن عطاء: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل {تجري بأعيننا} القمر14، قال: أشار بيده إلى عينيه[2].

وهذا تحقيق لصفة العين لله تعالى. وليس في إشارة ابن عباس رضي الله عنه إلى عينه تمثيل عين الله تعالى بعين المخلوق إنما أراد تقريب الفهم إلى أذهان وإثبات صفة العين لله تعالى وإلا فالخلق مفطورون على تنزيه الله تعالى عن المماثلة والمشابهة بخلقه فلم يكن في أذهان السلف شيء إسمه التشبيه ألبتة إلا أن جاء الجهمية وأضرابهم من أهل الكلام وشبهوا الله بخلقه ابتداءا في أذهانهم ثم هربوا بهذا التشبيه إلى التعطيل أو التحريف فأصلوا وقعدوا البدع والمحدثات فتناقضوا وتفرقوا إلى أقسام متناحرة فيما بينها .

3- الإمام التابعي ربيعة بن عمرو الخرشي (64هـ)


قال في قول الله تعالى: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} الزمر67، قال: (ويده الأخرى خلو ليس فيها شيء)[3].
وهذا ظاهر في إثبات حقيقة اليد لله، وأنها ليست النعمة أو القدرة.

4-الإمام التابعي حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأحمسي (82 هـ)

قال: (إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء خلق الجنة بيده ثم جعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك وخلق آدم بيده وكتب التوراة لموسى)[4].

وفيه تحقيق صفة اليد التي من شأنها المسيس.

5 -زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (93 هـ)


قال مستقيم: قال كنا عند علي بن حسين ،قال: فكان يأتيه السائل، قال: فيقوم حتى يناوله، ويقول: إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، قال: وأومأ بكفيه)[5].

وفيه تحقيق صفة اليد لله تعالى.


6- التابعي العابد خالد بن معدان الكلاعي الحمصي (103 هـ)

قال: (إن الله عز وجل لم يمس بيده إلا آدم صلوات الله عليه خلقه بيده، والجنة، والتوراة كتبها بيده)[6].


7-عكرمة أبو عبد الله مولى بن عباس (104 هـ)


قال: (إن الله عز وجل لم يمس بيده شيئا إلا ثلاثا : خلق آدم بيده ، وغرس الجنة بيده ، وكتب التوراة بيده)[7].


8- الإمام التابعي عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة (117 هـ)


قال نافع بن عمر الجمحي: (سألت ابن أبي مليكة عن يد الله: أواحدة أو اثنتان؟ قال: بل اثنتان)[8].

وفيه إثبات حقيقة اليد لله عز وجل، وإبطال حملها على المجاز والقول بأنها النعمة أو القدرة.


9- الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (150 هـ)

قال: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه)[9] اهـ.

وقال أيضاً: (وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال)[10] اهـ.

وقال أيضاً في إثبات النزول لله: (ينزل بلا كيف)[11] اهـ.

وفيه إثبات أن الرضى والوجه واليد ونحوها صفات لله تعالى غير مؤولة.


-10 عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (164 هـ)


قال بعدما ذكر جملة من صفات الله تعالى: (إلى أشباه هذا مما لا نحصيه، وقال تعالى {وهو السميع البصير} الشورى11، و{اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} الطور 48، وقال تعالى {ولتصنع على عيني} طه 39، وقال تعالى {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ص75، وقال تعالى {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} الزمر67، فوالله ما دلهم على عظم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم)[12] اهـ.

فقوله "فوالله ما دلهم على عظم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم" صريح في أن ما أثبته الله تعالى لنفسه من الصفات حق على حقيقته، وأن أصل ما وُصف به ربنا من الصفات هو نظير ما وصف به المخلوق في أصل معنى الصفة لا في الحقيقة.



11-الإمام حماد بن زيد (179 هـ)


سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء: "ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا" قال: (حق، كل ذلك كيف شاء الله)[13] اهـ.

وقوله "حق" ظاهر في إثبات حقيقته، لأنه سؤال عن إمرار ما دل عليه ظاهره وإثباته صفة لله، لا عن ثبوته في نفس الأمر، وإلا لكان الجواب: هو صحيح، ونحو ذلك. كما أن قوله "كيف شاء الله" دال أيضاً على أن نزول الرب على حقيقته لغة، إلا أننا لا نعلم كيفيته. ولو لم يكن على حقيقته لما قال "كيف شاء الله". بل يقول: هو نزول أمره، أو رحمته.

وقال أيضاً: (مثل الجهمية مثل رجل قيل له: في دارك نخلة؟ قال : نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قل: لا. قيل: فلا نخلة في دارك.

هؤلاء الجهمية قيل لهم: لكم رب يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم)[14] اهـ.

12- الفضيل بن عياض (187هـ)

قال الفضيل بن عياض: (وكل هذا النزول، والضحك، وهذه المباهاة، وهذا الإطلاع، كما يشاء أن ينزل، وكما يشاء أن يباهي، وكما يشاء أن يضحك، وكما يشاء أن يطلع، فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف، فاذا قال الجهمى: أنا أكفر برب يزول عن مكانه. فقل: بل أومن برب يفعل ما يشاء )[15] اهـ.

وفيه أن النزول على حقيقته في اللغة، إذ لو كان مجازاً ولم يكن صفة لله تعالى على الحقيقة، لما اعترض الجهمي على إثباته بكونه يستلزم الزوال الذي هو من لوازم حقيقة المخلوق، وهذا بظنهم الفاسد، وإلا فإنه لا يلزم في حق الخالق ما يلزم في حق المخلوق. وسيأتي تقرير هذا الأصل في الفصل السادس.



-13 الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشى (204 هـ)


قال يونس بن عبد الأعلى المصري: سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما ينبغي أن يؤمن به فقال: (لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم .... - إلى أن قال: ونحو ذلك أخبار الله سبحانه وتعالى إيانا أنه سميع، وأن له يدين بقوله {بل يداه مبسوطتان} المائدة64، وأن له يميناً بقوله {والسموات مطويات بيمينه}الزمر67، وأن له وجهاً ... – ثم ذكر صفة القدم، والضحك، والنزول، والعينين، والرؤية، والأصابع، ثم قال:

فإن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يُدرك حقيقته بالفكر والروية، فلا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، فإن كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته، والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يثبت هذه الصفات وينفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11)[16]اهـ.

فتأمل قوله: "وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته" أي حقيقة اتصاف الله به.


14-الإمام الحافظ يحيى بن معين (233 هـ)


قال يحيى بن معين: (إذا سمعت الجهمي يقول: أنا كفرت برب ينزل. فقل: أن أؤمن برب يفعل ما يريد)[17] اهـ.

فبين أن النزول فعل الرب، لا فعل ملك، ولا غيره.



-15 إمام أهل السنة أحمد بن حنبل (241 هـ)

قال حنبل بن إسحاق : (قلت لأبي عبد الله : ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم. قلت: نزوله بعلمه أم بماذا؟ قال: فقال لي: اسكت عن هذا، وغضب غضباً شديداً، وقال: مالك ولهذا؟ أمض الحديث كما روي بلا كيف)[18] اهـ.

وقال حنبل: (سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تُروى أن الله سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا، وأن الله يُرى، وأن الله يضع قدمه، وما أشبه هذه الأحاديث.
فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى، ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به رسول الله حق إذا كانت أسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد: ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه، قد أجمل الله الصفة فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء، وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه. قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، ولا نتعدى ذلك، ولا يبلغ صفته الواصفون، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه فهذا كله يدل على أن الله سبحانه وتعالى يرى في الآخرة)[19] اهـ.

ومراد الإمام أحمد بشناعة من شنع: الجهمية ومن شاكلهم من أصناف المعطلة الذي ينكرون حقائق الصفات لله تعالى، ويفهمون منها ما يُعلم من حقيقة صفة المخلوق، ويُلزمون صفة الله تعالى ما يَلزم من صفة المخلوق، وينسبون من أثبتها إلى التشبيه، فبين رحمه الله أن تشنيعهم هذا لا يمنع من إثباتها على حقيقتها اللائقة بالله تعالى، مع نفي مماثلتها لصفة المخلوق.

واستدلاله أيضاً رحمه الله بهذه الصفات على إثبات رؤية الله تعالى دال على أن الصفات حقيقة على ظاهرها، وإلا لو كانت مجازات لم يكن فيها دلالة على رؤية الله.

وقال أيضاً في إنكاره على من تأول الضحك لله بضحك الزرع: (قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن عبد الله التيمي فقال: صدوق وقد كتبت عنه من الرقائق، ولكن حكي عنه أنه ذكر حديث الضحك فقال: مثل الزرع، وهذا كلام الجهمية)[20] اهـ.

وهذا صريح منه كما ترى في أن تأويل الصفات على هذا النحو هو قول الجهمية، وأن الصفة على حقيقتها، لا تطلب لها المعاني المجازية.

وقال يوسف بن موسى: (قيل لأبي عبد الله: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء من غير وصف؟ قال: نعم)[21] اهـ.

وهذا صريح أيضاً في إثبات النزول الحقيقي لله لا المجازي، كالقول بأنه نزول ملك أو نزول أمره. ولذلك قال عن نزوله (كيف شاء).

وقال في كتابه "الرد على الجهمية والزنادقة" في "باب بيان ما أنكرت الجهمية من أن يكون الله كلم موسى": (قال أحمد رضى الله عنه فلما خنقته الحجج قال: إن الله كلم موسى، إلا أن كلامه غيره. فقلنا: وغيره مخلوق؟ قال: نعم. فقلنا: هذا مثل قولكم الأول، إلا أنكم تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون. وحديث الزهري قال: "لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي، إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان، ولي قوة الألسن كلها، وأنا أقوى من ذلك، وإنما كلمتك على قدر ما يطيق بدنك، ولو كلمتك بأكثر من ذلك لمت.

قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له: صف لنا كلام ربك؟ قال: سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم. قالوا: فشبِّهه؟ قال: هل سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها فكأنه مثله[22])[23] اهـ.

وليس أبْيَنَ من هذا في أن الله يتكلم حقيقة بصوت عظيم لائق به لا يشبه أصوات الخلق.


16- الإمام إسماعيل بن يحيى المزني المصري الشافعي (264 هـ)


قال في "شرح السنة" له: (عالٍ على عرشه في مجده بذاته، وهو دانٍ بعلمه من خلقه .... ))إلى أن قال حاكياً الإجماع على هذا: هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى ....)[24].

فتأمل حكايته الإجماع على أن الله عز وجل قد علا عرشه بذاته ونفسه، وهذا تحقيق لصفة الاستواء على العرش، وهو علوه عليه وارتفاعه.



-17 الإمام الحافظ محمد بن عيسى الترمذي أبو عيسى (279 هـ)


قال في سننه في الصفات: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويُؤمن بها، ولا يُتوهم، ولا يُقال كيف؟ هكذا رُوي عن مالك، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه)[25] اهـ.

ومعلوم أنه لو لم يُثبت السلف الصفات كالنزول وغيرها على الحقيقة، وأنها صفات الله، لم يكن لاتهام الجهمية لهم بالتشبيه معنى ولا كان تفويضه للكيفية فائدة.



-18 الإمام العلامة الحافظ الناقد عثمان بن سعيد الدارمي (280 هـ)


قال في "الرد على المريسي" في تحقيق نزول الله بنفسه: (فادعى المعارض أن الله لا ينزل بنفسه إنما ينزل أمره ورحمته ... إلى أن قال: وهذا أيضاً من حجج النساء والصبيان ومن ليس عنده بيان)[26] اهـ.

وقال في تحقيق صفة اليد لله عز وجل: (وإلا فمن ادعى أن الله لم يَلِ خلق شيء صغير أو كبير فقد كفر. غير أنه ولي خلق الأشياء بأمره، وقوله، وإرادته. وولي خلق آدم بيده مسيساً)[27] اهـ.

وهذا صريح في إثبات حقيقة اليد لله تعالى.

وقال في تحقيق إتيان الله بنفسه يوم القيامة: (وادعيت أيها المريسي في قول الله تعالى {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك} الأنعام158، وفي قوله {إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} البقرة210، فادعيت أن هذا ليس منه بإتيان لما أنه غير متحرك عندك، ولكن يأتي يوم القيامة بزعمك، وقوله {يأتيهم الله في ظلل من الغمام} البقرة210، ولا يأتي هو بنفسه)[28] اهـ.

وقال في الرد على تأويلات المريسي : (فيقال لك أيها المريسي المدعي في الظاهر لما أنت منتف في الباطن: قد قرأنا القرآن كما قرأت، وعقلنا عن الله أنه ليس كمثله شيء، وقد نفينا عن الله ما نفى عن نفسه، ووصفناه بما وصف به نفسه فلم نعده، وأبيت أن تصفه بما وصف به نفسه، ووصفته بخلاف ما وصف به نفسه.

أخبرنا الله في كتابه أنه ذو سمع، وبصر، ويدين، ووجه، ونفس، وكلام، وأنه فوق عرشه فوق سماواته، فآمنا بجميع ما وصف به نفسه كما وصفه بلا كيف. ونفيتها أنت عنه كلها أجمع بعمايات من الحجج، وتكييف، فادعيت أن وجهه: كله، وأنه لا يوصف بنفس، وأن سمعه: إدراك الصوت إياه، وأن بصره: مشاهدة الألوان كالجبال والحجارة والأصنام التي تنظر إليك بعيون لا تبصر، وأن يديه: رزقاه موسعه ومقتوره، وأن علمه وكلامه مخلوقان محدثان. وأن أسماءه مستعارة مخلوقة محدثة، وأن فوق العرش منه مثل ما هو أسفل سافلين، وأنه في صفاته كقول الناس في كذا وكقول العرب في كذا، تضرب له الأمثال تشبيهاً بغير شكلها، وتمثيلاً بغير مثلها، فأي تكييف أوحش من هذا إذا نفيت هذه الصفات وغيرها عن الله تعالى بهذه الأمثال والضلالات المضلات؟)[29] اهـ.

ما أروعه من كلام وأبينه من حجة في إثبات السلف للصفات حقيقة لا مجازاً.



-19 الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (310 هـ)


قال بعد ذكره لجملة من صفات الله تعالى: (فإن قال لنا قائل: فما الصواب في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله عز جل ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قيل: الصواب من هذا القول عندنا: أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى عن نفسه جل ثناؤه فقال {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11، . ..) إلى أن قال: (فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يُعقل من حقيقة الإثبات، وننفي عنه التشبيه فنقول:

يسمع جل ثناؤه الأصوات، لا بخرق في أذن، ولا جارحة كجوارح بني آدم. وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه أبصار بني آدم التي هي جوارح لهم.

وله يدان ويمين وأصابع، وليست جارحة، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير. ووجه لا كجوارح بني آدم التي من لحم ودم.

ونقول: يضحك إلى من شاء من خلقه. لا تقول: إن ذلك كشر عن أنياب.

ويهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا.)[36] اهـ.

وقال بعد أن أبطل تفسير المعطلة لمجيء الله: بمجيء أمره: (فإن قال لنا منهم قائل: فما أنت قائل في معنى ذلك؟

قيل له: معنى ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر، وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به، فنقول: يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفاً صفاً، ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها في كل ليلة، ولا نقول: معنى ذلك ينزل أمره، بل نقول: أمره نازل إليها في كل لحظة وساعة، وإلى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة. ولا تخلو ساعة من أمره فلا وجه لخصوص نزول أمره إليها وقتاً دون وقت، ما دامت موجودة باقية.

وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول: الصواب من القيل في كل ما ورد به الخبر في صفات الله عز وجل وأسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرناه )[37] اهـ.



20- إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة (311 هـ)


قال في "كتاب التوحيد" في إثبات حقيقة الوجه لله: (ولما كان الوجه في تلك الآية مرفوعة، التي كانت صفة الوجه مرفوعة، فقال: {ذو الجلال والإكرام} الرحمن27، فتفهموا يا ذوي الحجا هذا البيان، الذي هو مفهومٌ في خطاب العرب، ولا تغالطوا فتتركوا سواء السبيل، وفي هاتين الآيتين دلالة أن وجه الله صفة من صفات الله، صفات الذات، لا أن وجه الله: هو الله، ولا أن وجهه غيره، كما زعمت المعطلة الجهمية، ...)[38] اهـ.

وقال في بيان حقيقة صفة اليدين: (الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه نحن نقول: لله جل وعلا يدان كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونقول: كلتا يدي ربنا عز وجل يمين، على ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ونقول: إن الله عز وجل يقبض الأرض جميعاً بإحدى يديه، ويطوي السماء بيده الأخرى، وكلتا يديه يمين، لا شمال فيهما، ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء والأركان، مستوي التركيب، لا نقص في يديه، أقوى بني آدم، وأشدهم بطشاً له يدان عاجز عن أن يقبض على قدر أقل من شعرة واحدة، من جزء من أجزاء كثيرة، على أرض واحدة من سبع أرضين .... – إلى أن قال: فكيف يكون - يا ذوي الحجا - من وصف يد خالقه بما بينا من القوة والأيدي، ووصف يد المخلوقين بالضعف والعجز مشبهاً يد الخالق بيد المخلوقين؟ ...- إلى أن قال: نقول: لله يدان مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، بهما خلق الله آدم عليه السلام، وبيده كتب التوراة لموسى عليه السلام، ويداه قديمتان لم تزالا باقيتين، وأيدي المخلوقين محدثة غير قديمة، فانية غير باقية، بالية تصير ميتة ، ثم رميماً ،ثم ينشئه الله خلقاً آخر تبارك الله أحسن الخالقين، فأي تشبيه يلزم أصحابنا - أيها العقلاء - إذا أثبتوا للخالق ما أثبته الخالق لنفسه، وأثبته له نبيه المصطفى r، ..)[39] اهـ.

فتأمل ذكره لما اتصفت به يد الله تعالى من الكمال والعظمة، مما تعجز عنه يد المخلوق، الأمر الذي ينبؤك أن صفة اليدين لله تعالى على الحقيقة لا على المجاز، كما هي في المخلوق حقيقة لا مجاز.

وقال في تحقيق صفة النزول لله بعد أن ذكر الأدلة من السنة: (وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح : أن الله جل وعلا فوق سماء الدنيا، الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه ينزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول : نزل من أسفل إلى أعلى ، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل)[40] اهـ.

الملاحظة الثانية :أن هذا الجهمي الناقل لهذه الأقوال متناقض أشد التناقض, ولا يقف على مذهب واحد بل يرقص على مذهبين متناقضين فتارة يشيد بالتعطيل(التفويض)) وينصر ذلك بأقوال بعض السلف التي يفسرها على غير وجهها ويحملها على غير سياقها وهذا منه غير مستغرب فالرجل حرف صفات الله تعالى فكيف لا يحرف كلام البشر - كما سبق بيانه عند الكلام على معنى قول السلف((أجروها على ظاهرها)) -وهاهو الآن الجهمي نفسه الذي كان ينصر التعطيل(التفويض)) ينقل أقوال الأشاعرة المؤولة ومن وقع في أخطاءهم في التأويل(التحريف)) لينصر بذلك مذهب التحريف(التأويل) فتبين بهذا أن الجهمي لا هو مؤول ولا هو مفوض بل مجادل بالباطل همه الطعن في مخالفه ومحاولة إطفاء نور الحق بشتى الطرق الممكنة ولو بالرقص على مذهبين متناقضين كما بينا آنفا عند الكلام عن تناقض الأشاعرة وطعنهم في بعضهم البعض(طعن المؤولة في المفوضة))) وسيأتي رد المفوضة على المؤولة من باب الإنصاف!

الملاحظة الثالثة :أن الجهمي احتج بأقوال علماء مذهبه على طريقة المثل الجزائري(عويشة تزكي عويشة)) أو المثل العربي((القرد عند أمه غزال)) أو(قال من يشهد للعروس قال أمها))) فاحتج الجهمي بأقوال الأشاعرة المؤولة كالباقلاني و الجويني والقرطبي وبدر الدين بن جماعة والبيضاوي وابن فورك و القسطلاني والسيوطي و الزرقاني والملا علي القاري من أجل نصرة مذهب التحريف الذي رده السلف جميعا وهذا باعتراف الأشاعرة المفوضة أنفسهم والذي أشاد بهم هذا الجهمي وبمذهبه التفويضي(=التجهيلي) قبلها بل وبعدها بسطور لهذا سأكتفي بنقل ردود شيوخه الأشاعرة المفوضة على شيوخه الأشاعرة المؤولة وإلا ففي أقوال السلف وأئمة السنة كفاية لكن أنقل أقوال الأشاعرة المفوضة من باب إلزام الجهمي ومن باب(من فمك أدينك)) ليتبين بذلك خلطه وخبطه في العقيدة وليعلم القارئ أن القوم ليسوا على عقيدة واحدة كما يدعون ولا علاقة لمذهبهم بنور الوحي كما يزعمون .



رد الأشاعرة المفوضة على الأشاعرة المؤولة :


من الحجج الظاهرة على الأشاعرة في إبطال التأويل ما جاء عن كبار أئمتهم وعلمائهم في باب التأويل :
ما نقله مرتضى الزبيدي في [ إتحاف السادة المتقين 2/12و79 و110] عن القشيري اعترافه أن من السلف : الشافعي ومالك وأحمد والمحاسبي والقلانسي اختاروا عدم التأويل للمتشابهات ،، وأن أحمد سد باب التأويل على الإطلاق كما نقل عن والد الجويني أن طريقة كثير من السلف كابن عباس وعامة الصحابة الإعراض عن الخوض في التأويل .
وقال القشيري في [ التحبير في التذكير ص 73 ] : الله تعالى نهى العبد في وصفه ما لم يعلمه وإن كان صادقاً في قوله قال تعالى { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } .
وقال إمام الحرمين الجويني في الرسالة النظامية [ ص21-24 ] :
اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على ان إجماع الأمة حجة فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لا وشك ان يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع .
ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح (16/179) ونقله الذهبي في العلو للعلي الغفار (1/257) ومذهب الجويني في هذه الرسالة النظامية هو التفويض !!

وقال الشعراني في في اليواقيت والجواهر (1/106) :
إن الله تعالى ما أمرنا أن نؤمن إلا بعين اللفظ الذي أنزله ، لا بما أوَّلناه بعقولنا ، فقد لا يكون التأويل الذي أوَّلناه يرضاه الله تعالى .

وقال الغزالي ضمن وصاياه في قانون التأويل :
والوصية الثالثة : أن يكفَّ عن تعيين التأويل عند تعارض الاحتمالات، فإن الحكم على مراد الله سبحانه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم بالظن والتخمين خطر، فإنما تعلم مراد المتكلم بإظهار مراده، فإذا لم يظهر فمن أين تعلم مراده، إلا أن تنحصر وجوه الاحتمالات، ويبطل الجميع إلا واحداً، فيتعين الواحد بالبرهان . ولكن وجوه الاحتمالات في كلام العرب وطرق التوسع فيها كثير، فمتى ينحصر ذلك، فالتوقف في التأويل أسلم. اهـ
وكلامه السابق لهذا في تقديم للعقل على النقل ..
رد البيهقي على الرازي وغيره في وجوب التأويل:
فقد قرر الرازي في أساس التقديس (182-183) أن مذهب جمهور المتكلمين وجوب الخوض في تأويل المتشابهات .
ويرد البيهقي هذا الإيجاب حيث يرى كما نقله ابن حجر في فتح الباري (4/190) عنه قال : وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد الا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم . اهـ

الملاحظة الرابعة: أن الجهمي نقل بعض الأقوال الخارجة عن محل النزاع كما نقل بعض الأقوال الخارجة عن الموضوع وبرهان ذلك بما يلي :

1-نقل الجهمي كلام عبد الله المزني الذي فيه :


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: {وجاء ربُّك} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه، جل الله تعالى عما تقوله المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا.

التعليق :

هذا الأثر الذي رواه البيهقي عن عبد الله المزني هو حجة على هذا الجهمي لو كان يفقه لأن فيه إثبات للصفة كما وردت مع نفي المشابهة والمماثلة وهذا هو مذهب أهل السنة السلفيين بخلاف مذهب هذا الجهمي الذي يتصور في ذهنه أن إثبات الصفة يستلزم التشبيه لهذا نجد أن المزني رد على المعطلة(المفوضة) الذين كان يحتج بهم محاورنا قبلها بسطور فقال-يعني عبد الله المزني-(( جل الله تعالى عما تقوله المعطلة لصفاته)) فهذا رد على المعطلة ثم قال بعدها((والمشبهة بها علوا كبيرا.)) وهذا رد على هذا الجهمي المشبه الذي تصور في ذهنه أن إثبات النزول والمجيء يلزم منه إثبات التحول والحركة والإنتقال فهرب إلى التأويل فوقع في التحريف فالجهمية ينكرون هذه الصفة وينفونها نفيا مطلقا بدليل أن محاورنا الجهمي نقل كلام شيخ مذهبه بدر الدين بن جماعة المناقض لكلام المزني السابق فقال :


- رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة

(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"
ما نصه: " اعلم أن النزول الذي هو الانتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه......)) ..



فالفرق بين كلام عبد الله المزني السلفي المذهب وبين بدر الدين بن جماعة الخلفي المذهب هو أن المزني أثبت الصفة ونفى التشبيه فجمع بين الإثبات وبين النفي لكن بن جماعة لم يثبت شيء بل بدأ كلامه بنفي الصفة لأنه توهم في ذهنه أن صفة نزول الإلهي معناها الإنتقال المشاهد في حق المخلوق وهذا ما نفاه عبد الله المزني فشتان شتان بين السلف وبين الخلف.

2-نقل الجهمي :


عن الإمام إسحاق بن راهويه وهو من أئمة السلف أنه قال :



"سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلي الله عليه وسلم -يعني في النزول- فقلت له النزول بلا كيف".


التعليق :

الإمام إسحاق بن راهوية يثبت النزول لله تعالى ولا يعطل مثل هذا الجهمي ولا يحرف نزول الله تعالى إلى نزول رحمته كما هو حال هذا الجهمي الراقص بين التفويض والتعطيل فمن أولى بكلام الإمام اسحاق بن راهوية؟ !.

3-نقل الجهمي كلام بعض الأشاعرة المؤولة كالبيضاوي وبدر الدين بن جماعة والبيضاوي في الكلام عن الانتقال والحركة والحدوث وقد سبق وبينا أن هذا خارج محل النزاع لأننا نتكلم عما أثبته الله لنفسه من النزول والمجيء والإتيان وليس عما تصوره الجهمية في عقولهم عند قراءتهم لنصوص الصفات.


يتبع.....


------------


[1] رواه ابن أبي شيبة (7/9)، وأبو نعيم في الحلية (1/47) وابن قدامة في العلو (ص111) كلاهما من طريق ابن أبي شيبة، وأورده الذهبي في العلو بإسناده إلى ابن أبي شيبة (ص77) وقال: إسناده كالشمس.

[2] رواه اللالكائي (3/411).

[3] رواه ابن جرير (24/25) وعبد الله في السنة (2/501).

[4] رواه ابن أبي شيبة (13/96) وهناد بن السري في الزهد (46) وعبد الله في السنة (1/275) والآجري في الشريعة (ص340) وأورده الذهبي في العلو (ص125).

[5] رواه ابن سعد في الطبقات (5/166).

[6] رواه عبد الله في السنة (1/297).

[7] رواه عبد الله في السنة (1/296).

[8] رواه الدارمي في رده على المريسي (1/286).

[9] الفقه الأبسط ص56. نقلاً من أصول الدين عند أبي حنيفة (ص298).

[10] الفقه الأكبر مع شرحه للدكتور محمد الخميس ص37.

[11] رواه الصابوني في اعتقاد أهل الحديث (ص60) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص572).

[12] رواه ابن بطة في الإبانة (3/63) واللالكائي (3/502) والذهبي في السير بإسناده من طريق الأثرم (7/312) وأورده في العلو (ص141) وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاوى ابن تيمية (5/44) وفي تلبيس الجهمية (2/186) وعزاه للأثرم في السنة ولأبي عمرو الطلمنكي.

[13] رواه ابن بطة في الإبانة (3/302). وعزاه ابن تيمية للخلال في السنة وساقه بإسناده كما في مجموع الفتاوى (5/376).

[14] رواه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة (ص91) وأبو يعلى في إبطال التأويلات (1/55) وأبو القاسم التيمي في الحجة (1/441) وأورده الذهبي في العلو (ص250).

[15] رواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص17) وابن بطة في الإبانة (3/203) واللالكائي (3/452) وعزاه شيخ الإسلام اين تيمية للخلال في السنة كما في مجموع الفتاوى (5/61) وفي درء التعارض (2/23).

[16] طبقات الحنابلة في ترجمة الشافعي (1/283)، وذكر طرفاً منه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/407) وعزاه إلى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي.

[17] رواه ابن بطة في الإبانة (3/206) واللالكائي (3/453).

[18] رواه ابن بطة في الإبانة (3/242) واللالكائي (3/453) والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/260).

[19] عزاه ابن قدامة للخلال في السنة (ذم التأويل ص21) وابن تيمية في درء التعارض (1/254) وفي بيان تلبيس الجهمية (1/431) وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص211).

[20] رواه ابن بطة في الإبانة (3/111) والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/75).

[21] رواه أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/260) وذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/146).

[22] وهذا لفظ حديث جابر t: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1119) والبزار كما في مجمع الزوائد (8/204) وابن بطة في الإبانة (2/310) وأبو نعيم في الحلية (6/210) والآجري في الشريعة (ص316) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص348) وعزاه ابن كثير في تفسيره (1/589) إلى ابن مردويه، وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي، قال عنه ابن كثير في تفسيره (1/589): (ضعيف بمرة).

وأما حديث الزهري: فقد رواه عبد الرزاق في تفسيره (2/238) وابن أبي حاتم في تفسيره من طريقه (4/1119) وعبد الله في السنة (1/283) وابن جرير (6/29) وابن بطة في الإبانة (311) والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق (ص35)، كلهم من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال أخبرني جرير بن جابر الخثعمي أنه سمع كعب الأحبار يقول: (لما كلم الله موسى كلمه بالألسنة كلها قبل لسانه، فطفق موسى يقول: والله يا رب ما أفقه هذا، حتى كلمه آخر ذلك بلسانه بمثل صوته، فقال موسى: هذا يارب كلامك؟ قال الله تعالى: لو كلمتك كلامي لم تكن شيئاً، أو قال: لم تستقم له، قال: أي رب هل من خلقك شيء يشبه كلامك؟ قال: لا، وأقرب خلقي شبه كلامي أشد ما يسمع الناس من الصواعق). قال ابن كثير في تفسيره (1/589): (هذا موقوف على كعب الأحبار وهو يحكي عن الكتب المتقدمة المشتملة على أخبار بني إسرائيل وفيها الغث والسمين).

قلت: وليست الحجة في هذا الحديث الضعيف، وإنما في استشهاد الإمام أحمد به، وقبوله لما دل عليه من صفة كلام الله تعالى وأنه بصوت مسموع حقيقة.

[23] الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد (ص132). وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه منها: مجموع الفتاوى (6/154) ودر التعارض (1/377).

[24] شرح السنة للمزني (ص75،89).

[25] سنن الترمذي (3/50).

[26] الرد على المريسي (1/214).

[27] المرجع السابق (1/230).

[28] المرجع السابق (1/339).

[29] المرجع السابق (1/428).

[30] المرجع السابق (2/680).

[31] المرجع السابق (2/688).

[32] المرجع السابق (2/769-780).

[33] المرجع السابق (2/755).

[34] المرجع السابق (2/866)

[35] الرد على الجهمية (ص73).

[36] التبصير في معالم الدين (141-145).

[37] المرجع السابق (148-149).

[38] التوحيد (22-23).

[39] المرجع السابق (83-85).

[40] المرجع السابق (125-126).

[41] المرجع السابق (230-231).

[42] نقله ابن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة 433هـ بتمامه، وشيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (6/254) وفي نقض التأسيس (ص113)، وابن القيم في الصواعق المرسلة (4/1288)، والذهبي في السير (16/213).

[43] طبقات الحنابلة (2/210).

[44] تهذيب اللغة (3/246).

[45] نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/80).

[46] التعرف لمذهب أهل التصوف (ص47-48).

[47] الإبانة (3/240).

[48] الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (1/73).

[49] الرد على الجهمية (ص68).

[50] المرجع السابق (ص94).

[51] المرجع السابق (ص102).

[52] أصول السنة (ص110-113) ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/56) وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص164).

جمال البليدي
2011-07-05, 22:27
الشبهات الواردة في الأقوال التي احتج بها الجهمي :


ثانيا :المتأمل لنصوص الأشاعرة (أو بعض من وافقهم عن اجتهاد غلطوا فيه) التي نقلها محاورنا الجهمي يجد في طياتها أوهام ظنوها أدلة وحجج عقلية وما هي إلا شبهات فلسفية لا تثبت على قدم التصديق ولا في ميزان التحقيق وسأرد على هذه الشبهات برد إجمالي أبين فيه الموقف الحق من الصفات الواردة في الكتاب والسنة بما في ذلك صفة النزول-وقد مر بنا موقف الصحابة والتابعين وتابعي التابعين في هذا- ثم أتبعه بالرد المفصل بتتبعها واحدة واحدة مع عزوها إلى صاحبها رغم أنها لم تأتي بجديد فقد رددت على أكثرها في بحثي السابق(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين)) فمحارونا الجهمي لم يأتي بكلام جديد ولا بدليل مفيد بل هو تكرار لما سبق بيانه في البحث الساق فبتقصي وتحليل الأقوال التي احتج بها الجهمي نستلخص منها الشبه التالية :

الشبهة الأولى :دعواهم بأن النزول يستلزم الحركة والإنتقال والتحول
الشبهة الثانية : انتقال الليل من مكان إلى مكان
الشبهة الثالثة : احتاجهم ببدعة الكلام النفسي .
الشبهة الرابعة : تأويلهم لنزول الله تعالى بنزول رحمته أو أمره أو أحد ملائكته
الشبهة الخامسة : ‏‎:‎‏ دعواهم في أن نزول الله تعالى يستلزم منه خلو العرش ويستلزم منه أن السماء تقله
الشبهة السادسة : احتجاجهم بما رواه النسائي في(عمل اليوم والليلة‎))أن ‏الله عز وجل يمهل‎ ‎حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر ‏مناديا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له‎ )).‎
الشبهة السابعة :احتاججهم بالأثر المنسوب للإمام مالك رحمه الله .
الشبهة الثامنة :ما نسبه الإمام النووي رحمه الله إلى الأوزاعي .


وهذه الشبه هي نفسها التي رددت عليها في بحثي(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) والتي عجز الجهمي عجزا فاضح عن ردها والتعقيب عليها فما وجد سبيلا إلا تكرارها مختبئ وراء أصحابها تعصبا منه وتقليدا لهم, والله تعالى يقول ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله))) فالجهمية وأضرابهم من أهل الكلام ليس لهم مستند فيما ابتدعوه إلا التقليد فالجهمي والأشعري قد أخذ مذهبه عن طريق التقليد وليس عن طريق الوحي المعصوم وهذا أمر معلوم لهذا لا تجد في طبقة العوام من هو أشعري لأن الأشعري حتى يكون كذلك عليه إما بدخول مدرسة أشعرية أو باتباع شيخ الطريقة وهذا هو حال جميع أهل البدع يتعصبون إلى شيوخهم وأئمتهم وإذا جادلتهم نقلوا لك مذهب شيوخهم ثم يدسون فيه بعض أقوال أهل السنة مبتورة عن سياقها لينصروا باطلهم فليس لأهل البدع إلا ذاك .وفي هذا يقول الاللالكائي المتوفى سنة 418هـ -رحمه الله- في كتابه الفذ: «شرح أصولاعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/32- 25):
«ثم كل من اعتقد مذهباً فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينتسب، وإلى ربه يستند، إلا أصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون، فمن يوازيهم في شرف الذكر، ويباهيهمفي ساحة الفخر، وعلو الاسم؟!)).
ولله در القائل :

وقول أعلام الهدى لا يعمل * * * بقولنا بدون نص يقبل

فيه دليل الأخذ بالحديث * * * وذاك في القديم والحديث

قال أبو حنيقة الإمــــام * * * لا ينبغي لمن له إسلام

أخذ بأقوالـي حتى تعرضا * * * على الكتاب والحديث المرتضى

ومالك إمام دار الهجرة * * * قال وقد أشار نحو الحجرة

كل كلام منه ذو قبــول * * * ومنه مردود سوى الرســول

والشافعي قال إن رأيتم * * * قولي مخالفاً لما رويـتم

من الحديث فاضربوا الجدار * * * بقولي المخالف الأخبار

وأحمد قال لهم لا تكتبــوا * * * ما قلته بل أصل ذلك فاطلـبوا

فاسمع مقالات الهداة الأربعـة * * * واعمل بها فإن فيها منفعة

لقمعها لكل ذي تعصب * * * والمنصفون يكتــفون بالنبي


ودونك الرد المجمل على تلك الشبهات ثم المفصل :

الرد المجمل على شبهات الأشاعرة في تحريفهم لحديث النزول :

((قبلَ البدءِ بذكرِ الشُّبهاتِ الواردةِ على حديثِ النزولِ والردِّ عليها أذكرُ كلامًا نفيسًا يزيلُ كثيرًا منَ الشُّبهاتِ في هذا البابِ وغيرهِ.

اعلمْ رحمكَ اللهُ بأنَّ صفاتِ الله لا يتوهَّمُ فيها شيءٌ منْ خصائصِ المخلوقينَ لا في لفظهَا ولا في ثبوتِ معناهَا. فإثباتهَا للرَّبِّ تعالى لا محذورَ فيهِ بوجهٍ، بلْ تثبتُ لهُ على وجهٍ لا يماثلُ فيها خلقهُ، ولا يشابههم، فمنْ نفاها عنهُ لإطلاقهَا على المخلوقِ ألحدَ في أسمائهِ، وجحدَ صفاتِ كمالهِ. ومنْ أثبتهَا على وجهٍ يماثلُ فيها خلقهُ فقدْ شبَّههُ بخلقهِ، ومنْ شبَّهَ الله بخلقهِ فقدْ كفرَ، ومنْ أثبتهَا لهُ على وجهٍ لا يماثلُ فيها خلقهُ، بلْ كما يليقُ بجلالهِ وعظمتهِ فقد برىءَ من فرثِ التَّشبيهِ ودمِ التَّعطيلِ، وهذا طريقُ أهلِ السنَّةِ.

فما لزمَ الصفَّة لإضافتها إلى العبدِ وجبَ نفيهُ عَنِ الله كما يلزمُ حياةُ العبدِ منَ النَّومِ والسِّنةِ والحاجةِ إلى الغذاءِ والمرضِ والموتِ، وكذلكَ علمهُ محفوفٌ بنقصينِ: جهلٌ سابقٌ، ونسيانٌ لاحقٌ؛ وكذلكَ ما يلزمُ إرادتهُ عنْ حركةِ نفسهِ في جلبِ ما ينتفعُ بهِ ودفعِ ما يتضررُ بهِ، وكذلكَ ما يلزمُ علوُّهُ من احتياجهِ إلى ما هو عالٍ عليهِ وكونهِ محمولًا بهِ مفتقرًا إليهِ محاطًا بهِ، كلُّ هذا يجبُ نفيهُ عنِ القدُّوسِ السَّلامِ - تباركَ وتعالى ـ.

فإذا أحطتَ بهذهِ القاعدةِ خبرًا وعقلتهَا كما ينبغي خلصتَ مِنَ الآفتينِ اللتينِ هما أصلُ بلاءِ المتكلِّمينَ، آفةُ التَّعطيلِ وآفةُ التَّشبيهِ، فإنَّكَ إذا وفَّيتَ هذا المقامَ حقَّهُ أثبتَ لله الأسماءَ الحسنى والصفِّاتِ العلى حقيقةً، فخلصتَ مِنَ التَّعطيلِ ونفيتَ عنهَا خصائصَ المخلوقينَ ومشابهتهم فخلصتَ مِنَ التَّشبيهِ.

فعليكَ بمراعاةِ هذا الأصلِ والاعتصامِ بهِ، واجعلهُ جُنَّتَكَ التي ترجعُ إليهَا في كلِّ ما يطلقُ على الرَّبِّ تعالى وعلى العبدِ[1].

وبعدَ هذا الكلامِ النَّفيسِ نذكرُ شبهاتِ القومِ ونأتي عليهَا مِنَ القواعدِ بإذنِ العليِّ الأعلى الكبيرِ المتعالِ سبحانه وتعالى.)) من كتاب الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان.

يتبع بالرد المفصل.....

جمال البليدي
2011-07-05, 22:44
الرد المفصل :

الشبهة الأولى :دعواهم بأن النزول يستلزم الحركة والإنتقال والتحول



أكثر الجهمي من النقولات عن بعض العلماء في نفيهم للحركة والإنتقال فكان مما نقله :


4- قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) صاحب السنن :
وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم……. ا.هـ.
الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، البيهقي – علم الكتب، بيروت – ص ٧٢

5- القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (ت ٤٠٣ هـ)
قال ما نصه : "ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} وقوله: {ولم يكن له كفوا أحد} ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك". ا.هـ.
الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به – ص ٦٤

6- إمام الحرمين الجويني
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : { ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة جمعة ويقول : هـل من تائب فأتـوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيب له } الحديث ، ولا وجه لحمل النزول على التحول ، وتفريغ مكان وشغل غيره فإنّ ذلك من صفات الأجسام ونعوت الأجرام ، وتجويز ذلك يؤدي إلى طرفي نقيض ، أحدهما الحكم بحدوث الإله ، والثاني القدح في الدليل على حدوث الأجسام……
كتاب الإرشاد ص 150 ، 151

7- الإمام المفسر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي(ت ٦٧١ هـ)
قال في تفسيره ما نصه : "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز".
الجامع لأحكام القرءان، القرطبي – سورة الفجر




9- الحافظ المتبحر عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي في كتابه "الباز الأشهب
" بعد ذكر حديث النزول ما نصه: "إنه يستحيل على الله عزَّ وجلَّ الحركة والنقلة والتغيير. وواجب على الخلق اعتقاد التنزيه وامتناع تجويز النقلة وأن النزول الذي هو انتقال من مكان إلى مكان يفتقر إلى ثلاثة أجسام جسم عال وهو مكان الساكن وجسم سافل وجسم ينتقل من علو إلى أسفل وهذا لا يجوز على الله قطعا".

التعليق : ملخص ما ورد في هذه الأقوال-الغير المعصومة- أن النزولُ نقلةٌ والنقلةُ منْ خصائصِ الأجسامِ، فيلزمها لوازم تمتنعُ في حقِّ الله تعالى كالتجسيم والحدوث والتغير هذا مايرمي إليه محارونا الجهمي لهذا أقول :

لا تغترَّ أيُّها النَّاظرُ بهذهِ التلفيقاتِ المزوَّقةِ، والكلماتِ المدبَّجة، والعباراتِ المبهرجةِ. فإنَّها كلماتٌ خاليةٌ مِنَ التَّحقيقِ عاريةٌ مِنَ التَّوفيقِ.

والردُّ على الشُّبهةِ المذكورةِ منْ وجوهٍ:

الوجهُ الأوَّل:

نقولُ: هذا جدالٌ بالباطلِ لا يرتضيهِ مَنْ هو عارفٌ بكيفيَّةِ الاستدلالاتِ، وعالمٌ بمداركِ الشَّرعِ والمدلولاتِ، «وليسَ بمانعٍ منَ القولِ بحقيقةِ النزولِ!!
هل أنتمْ أعلمُ بما يستحقُّه الله عزَّ وجلَّ منْ أصحابِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم؟!فليسَ إجلالنا لله كإجْلالِ الصَّحابةِ ولا قريبًا منهُ.وليسَ حرصنَا على العلمِ بصفاتِ الله كحرصِ الصَّحابةِ، وهم ما قالوا هذه الاحتمالاتِ أبدًا، قالوا: سمعنا وآمنَّا وقبلنا وصدَّقنا.وأنتمْ أيُّها الخالفونَ المخالفونَ تأتونَ الآنَ وتجادلونَ بالباطلِ وتقولونَ: كيفَ؟! وكيفَ؟!»[2].

الوجهُ الثاني:
إنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم أعلمُ الخلقِ بالحقِّ، وأنصحُ الخلقِ للخلقِ، وأفصحُ الخلقِ في بيانِ الحقِّ، وأحْرصُ الخلقِ على هدايةِ الخلقِ، فما بيَّنهُ منْ أسماءِ اللهِ وصفاتهِ هو الغايةُ في هذا البابِ «فإذا كانَ كذلكَ كانَ المتَحذْلِقُ والمنكِرُ عَلَيهِ مِنْ أضَلِّ النَّاسِ، وأجهلهمْ وأسوَئهمْ أدبًا، بل يجبُ تأديبهُ وتعزيرهُ، ويجبُ أنْ يصانَ كلامُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الظنونِ الباطلةِ، والاعتقاداتِ الفاسدةِ»[3].
الوجهُ الثالثُ:
ليسَ فِي القولِ بلازمِ النزولِ محذورٌ البتَّةَ، وَلاَ يستلزمُ ذلكَ نقصًا وَلاَ سلبَ كمالٍ، بلْ هوَ الكمالُ نفسُهُ.وهذهِ الأفعالُ كمالٌ ومدحٌ، فهي حقٌّ دالٌّ عليهِ النَّقلُ، ولازمُ الحقِّ حقٌّ.
وقولنا: إنَّه نزولٌ لا محذورَ فيهِ، فإنَّه ليسَ كانتقالِ الأجسامِ منْ مكانٍ إلى مكانٍ كَمَا قلتم: إنَّ سمعَهُ وبصرَهُ وحياتَهُ وقدرتَهُ وإرادتَهُ ليستْ كصفاتِ الأجسامِ، فليسَ كمثلهِ شيءٌ فِي ذاتهِ وَلاَ فِي صفاتهِ وَلاَ فِي أفعالهِ.
ونحنُ لم نتقدَّم بينَ يديِّ الله ورسولهِ، بلْ أثبتنا لله ما أثبتهُ لنفسهِ وأثبتهُ لهُ رسولُه صلى الله عليه وسلم. فألزمتم أنتم منْ أثبتَ ذلكَ القولَ بالانتقالِ، ومعلومٌ أنَّ هذا الإلزامَ إنَّما هو إلزامٌ لله ورسولهِ، فإنَّا لمْ نتعدَّ ما وصفَ بهِ نفسهُ، فكأنَّكمْ قلتمْ: منْ أثبتَ لهُ نزولًا لزمهُ وصفهُ بالانتقالِ، والرسولُ صلى الله عليه وسلم هوَ الذي أثبتَ ذلكَ لله فهوَ حقٌّ بلا ريبٍ.
فكانَ جوابنا: إنَّ الانتقالَ إنْ لزمَ منْ إثباتِ ما أثبتهُ الله تعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم، فلا بدَّ من إثباتهِ ضرورةً، إذْ لازمُ الحقِّ حقٌّ، وإنْ لم يكنْ ذلكَ لازمًا لهُ، فأنتم معترضونَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم كاذبونَ عليهِ، متقدِّمونَ بينَ يديهِ، فبطلَ إلزامكم.

قال ابنُ رجبٍ رحمه الله: لا نسلِّمُ لزومهُ؛ فإنَّ نزولَهُ ليسَ كنزولِ المخلوقينَ، ولهذا نقلَ عنْ جماعةٍ من الأئمَّةِ: أنَّهُ ينزلُ، ولا يخلو منهُ العرشُ[4].

وقالَ الحافظُ الذهبيُّ رحمه الله: الصَّوابُ في حديثِ النزولِ ونحوه ما قالهُ مالكٌ وأقرانُه يمرُّ كمَا جاءَ بلا كيفيَّةٍ، ولازمُ الحقِّ حقٌّ، ونفيُ الانتقالِ وإثباتُهُ عبارةٌ محدثةٌ، فإنْ ثبتَتْ في الأثرِ رويناهَا ونطقنا بهَا، وإنْ نفيتْ في الأثرِ نطقنا بالنَّفيِ، وإلَّا لزمنا السُّكوتَ وآمنَّا بما ثبتَ في الكتابِ والسنَّةِ على مقتضاه[5].
وقالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: والأحسنُ في هذا البابِ مراعاةُ ألفاظِ النُّصوصِ. فالألفاظُ التي جاءَ بها الكتابُ والسنَّةُ في الإثباتِ تثبتُ، والتي جاءتْ بالنَّفيِ تنفى. والألفاظُ المجملةُ كلفظِ «الحركةِ» و«النزولِ» و«الانتقالِ» يجبُ أنْ يقالَ فيهَا: أنَّهُ منزَّهُ عنْ مماثلةِ المخلوقينَ منْ كلِّ وجهٍ، لا يماثلُ المخلوقَ لا في نزولٍ، ولا في حركةٍ، ولا انتقالٍ ولا زوالٍ، ولا غيرِ ذلكَ[6]. وهذه سبيلُ مَنِ اعتصمَ بالعروةِ الوثقى[7].

الوجهُ الرابعُ:
يقالُ لهم: ربُّ العالمينَ إمَّا أنْ يقبلَ الاتصافَ بالإتيانِ والمجيءِ والنزولِ وجنسِ الحركةِ، وإمَّا أنْ لا يقبلهُ؛ فإنْ لمْ يقبلْهُ كانتِ الأجسامُ التي تقبلُ الحركةَ ولم تتحرَّكْ أكملَ منهُ؛ وإنْ قبلَ ذلكَ ولمْ يفعلهُ كانَ ما يتحرَّكُ أكملَ منهُ؛ فإنَّ الحركةَ كمالٌ للمتحرِّك، ومعلومٌ أنَّ مَنْ يمكنهُ أنْ يتحرَّكَ بنفسهِ أكملُ ممَّنْ لا يمكنهُ التحرُّكُ، وما يقبلُ الحركةَ أكملُ ممَّنْ لا يقبلهَا[8].
قالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: «ومنْ نزَّههُ عنْ نزولهِ كلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا، ودنوهِ عشيةَ عرفةَ منْ أهلِ الموقفِ، ومجيئهِ يومَ القيامةِ للقضاءِ بينَ عبادهِ، فرارًا منْ تشبيههِ بالأجسامِ، فقد شبَّههُ بالجمادِ الذي لا يتصرَّفُ ولا يفعلُ ولا يجيءُ ولا يأتي ولا ينزلُ»[9].
الوجهُ الخامسُ:
أنْ يقالَ: النزولُ والصُّعودُ والمجيءُ والإتيانُ، ونحو ذلكَ ممَّا هوَ منْ أنواعِ جنسِ الحركةِ لا نسلِّمُ أنَّهُ مخصوصٌ بالجسمِ الصناعيِّ الذي يتكلَّمُ المتكلِّمونَ فِي إثباتهِ ونفيهِ، بلْ يوصفُ بهِ ما هو أعمُّ منْ ذلكَ. ثمَّ هنا طريقانِ:
(أحدُهما): إنَّ هذه الأمورَ توصفُ بها الأجسامُ والأعراضُ فيقالُ: جاءَ البردُ، وجاءَ الحرُّ، وجاءتِ الحُمَّى، وهيَ أعراضٌ. وبهِ يُعْلمُ أنَّ أنواعَ جنسِ الحركةِ كالنزولِ ونحوه ليسَ منْ خصائصِ الأجسامِ، فيجوزُ أنْ يوصفَ بهَا الله مَعَ أنَّهُ ليسَ بجسمٍ.
(الطريقُ الثاني): أنْ يقالَ: المجيءُ والإتيانُ والصُّعودُ والنُّزولُ توصفُ بهِ روحُ الإنسانِ التي تفارقهُ بالموتِ، وتسمَّى النَّفسُ، وتوصفُ بهِ الملائكةُ. وليسَ نزولُ الرُّوحِ وصعودهَا منْ جنسِ نزولِ البدنِ وصعودهِ، فإنَّ روحَ المؤمنِ تصعدُ إلى فوقَ السَّماواتِ ثمَّ تهبطُ إلى الأرضِ فيما بينَ قبضهَا ووضعِ الميِّتِ فِي قبرهِ. وهذا زمنٌ يسيرٌ لا يصعدُ البدنُ إلى فوقَ السَّماواتِ ثمَّ ينزلُ إلى الأرضِ فِي مثلِ هذا الزمانِ[10].
وإذا كانتِ الروحُ تعرجُ مِنَ النَّائمِ إلى السَّمَاءِ مَعَ أنَّهَا فِي البدَنِ كَمَا قَالَ تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} [الزمر: 42]، عُلِمَ أنَّهُ ليس عروجُهَا منْ جنسِ عروجِ البدنِ الذي يمتنعُ هذا فيهِ.
وعروجُ الملائكةِ ونزولُهَا منْ جنسِ عروجِ الرُّوحِ ونزولها، لا منْ جنسِ عروجِ البدنِ ونزولهِ.
و«نزولُ» الرَّبِّ عزَّ وجلَّ فوقَ هذَا كلِّهُ وأجلُّ من هذا كلِّهِ؛ فإنَّهُ تَعَالَى أبعدُ عنْ مماثلةِ كلِّ مخلوقٍ مِنْ مماثلةِ مخلوقٍ بمخلوقٍ.
وإذا عرفَ هَذَا: فإنَّ للملائكةِ منْ ذلكَ ما يليقُ بهم، وأنَّ ما يوصفُ بهِ الرَّبُّ تبارك وتعالى: هو أكملُ وأعلى وأتمُّ منْ هذا كلِّهِ[11]، وأولى بالإمكانِ، وأبعدُ عنْ مماثلةِ نزولِ الأجسامِ، بلْ نزولهُ لا يماثلُ نزولَ الملائكةِ وأرواحِ بني آدمَ[12].
ومنْ ظنَّ أنَّ ما يوصفُ بهِ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ لا يكون إلَّا مثلَ ما توصفُ بهِ أبدانُ بني آدم؛ فغلطهُ أعظمُ منْ غلطِ منْ ظنَّ أنَّ ما توصفُ بهِ الرُّوحُ مثل ما توصفُ بهِ الأبدانُ[13].

الوجه السادس :لفظ التغير لفظ مجمل .فالتغير في اللغة المعروفة لا يراد به مجرد كون المحل قامت به ‏الحوادث ,بل إن لفظ التغير في كلام الناس المعروف يتضمن استحالة الشيء.‏
والناس إنما يقولون تغير ‏‎:‎لمن استحال من صفة إلى صفة‎.‎
فالإنسان مثلا إذا مرض وتغير في مرضه كأن اصفر لونه أو شحب أو نحل جسمه يقال‎:‎‏ غيره المرض.‏
وكذا إذا تغير جسمه بجوع أو تعب ,قيل قد تغير.‏
وكذا إذا غير لون شعر رأسه ولحيته ,قيل قد غير ذلك .‏
وكذا إذا تغير خلقه ودينه,مثل أن يكون فاجرا فيتوب ويصير برا أو يكون برا فينقلب فاجرا .فهذا يقال ‏عنه‎:‎أنه تغير.‏
ومن هذا الباب,قول النبي صلى الله عليه وسلم ((غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد))رواه مسلم.‏
وكذا الشمس إذا اصفرت ,قيل‎:‎تغيرت .ويقال‎:‎وقت العصر مالم يتغير لون الشمس.‏
والأطعمة إذا استحالت يقال لها تغيرت قال تعالى { فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين } محمد: 15 فتغير ‏الطعم استحالت من الحلاوة إلى الحموضة ونحو ذلك
ومنه قول الفقهاء إذا وقعت النجاسة في الماء الكثير لم ينجس إلا أن يتغير طعمه أو لونه أو ريحه وقولهم إذا نجس الماء بالتغير زال بزوال التغير ولا يقولون إن ‏الماء إذا جرى مع بقاء صفائه أنه تغير ولا يقال عند الإطلاق للفاكهة والطعام إذا حول من مكان إلى مكان انه تغير ولا يقال للإنسان إذا مشى أو قام أو قعد قد تغير ‏اللهم إلا مع قرينة ولا يقولون للشمس والكواكب إذا كانت ذاهبة من المشرق إلى المغرب إنها متغيرة بل يقولون إذا إصفر لون الشمس إنها تغيرت ويقال وقت ‏العصر ما لم يتغير لون الشمس ويقولون تغير الهواء إذا برد بعد السخونة ولا يكادون يسمون مجرد هبوبه تغيرا وإن سمى بذلك فهم يفرقون بين هذا وهذا لونه ‏لون لباس المسلمين وتقول العرب تغايرت الأشياء إذا اختلفت والغيار البدال
والناس إذا قيل لهم التغير على الله ممتنع فهموا من ذلك الاستحالة والفساد مثل انقلاب صفات الكمال إلى صفات نقص أو تفرق الذات ونحو ذلك مما يجب تنزيه الله ‏عنه
وأما كونه سبحانه يتصرف بقدرته فيخلق ويستوي ويفعل ما يشاء بنفسه ويتكلم إذا شاء ونحو هذا لا يسمونه تغيرا
ولكن حجج النفاة مبناها على ألفاظ مجملة موهمة كما قال الإمام أحمد: يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم حتى يتوهم الجاهل ‏أنهم يعظمون الله وهم إنما يقودون قولهم إلى فرية على الله.

وخلاصةُ هذهِ الشبهةِ وما تدورُ عليهِ عندَ جميعِ منْ يحتجُّ بها سواءٌ مِنَ الجهميَّةِ أو

مِنْ غيرهمْ «إنَّ النزولَ نقلةٌ، والنُّقلةُ منْ خصائصِ الأجسامِ فيلزمهَا لوازمٌ تمتنعُ في حقِّ اللهِ تعالى»، وهذهِ اللوازمُ التي يذكرونها تلزمُ فيمنْ ليسَ بإلهٍ، وربٍّ للخلقِ. والله سبحانه وتعالى «منزَّهٌ أنْ تكونَ صفاتهُ مثلَ صفاتِ الخلقِ كما كانَ منزَّهًا أنْ تكونَ ذاتُهُ مثلَ ذواتِ الخلقِ فمجيئهُ وإتيانهُ ونزولهُ على حسبِ ما يليقُ بصفاتهِ منْ غيرِ تشبيهٍ وكيفٍ»[14].

وما أحسنَ قول الشاعرِ:

الرَّبُّ ربٌّ وإنْ تنزَّل والعبدُ عبدٌ، وإنْ ترقَّى![15]



الشبهة الثانية : الليلُ ينتقلُ منْ مكانٍ إلى آخرَ فثلثُ الليلِ مثلًا في الشَّرقِ ينتقلُ حتَّى يكونَ في الغربِ، ويختلفُ الزمنُ فكيفَ نوفِّقُ بينَ هذا وبينَ تقييدِ نزولِ الله عزَّ وجلَّ بثلثِ الليلِ؟



فقد نقل الجهمي قول شيخه بدر الدين بن جماعة :

رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة
(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل" -----
الثاني: لو كان النزول لذاته حقيقة لتجددت له في كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله، وتنقلات كثيرة، لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض مع اللحظات شيئا فشيئا، فيلزم انتقاله في السماء الدنيا ليلا نهارا، من قوم إلى قوم.....)))

والجواب على هذه الشبهة :

قال الحافظ "وقد استشكل ذلك (الحديث) وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ‏ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه ‏الصلاة والسلام‏ في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة، وأجيب ‏بأن أمور الآخرة لا تُدرك بالعقل، وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة"(2).‏

فإذا كان العقل لا يدرك كيفية رجوع الروح إلى جسد النبي فمن باب أولى أن لا ‏يدرك كيفية نزول الله. ولكن أهل البدع يتناقضون: فتارة يقدّمون العقل على النقل وتارة ‏يقدمون النقل على العقل وتارة يجوّزون عقلاً ما لا يجوز شرعاً وتارة يجوّزون شرعاً ‏ما لا يجوز عقلاً.‏
وهذا المثال يظهر به ما تعانيه نفوسهم من مرض التشبيه، وحيازتهم لأدواء ‏فاسدة يسمونها التأويل يظنون أن بها شفاءهم.‏
والحجة الدامغة في ذلك أن أفاضل هذه الأمة رووا هذا الحديث وكتبوه في كتبهم ‏وسئلوا عن معناه فلم يعارضوه بعقولهم ولم يضربوا له مثل السوء الذي ضربتموه، بل ‏المعروف عنهم عدم التعرض لأحاديث الصفات بما يعرض للعقول من وساوس.‏
ولهذا أجاب الحافظ ابن رجبعلى من قال "إن ثلث الليل يختلف باختلاف ‏البلدان فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين" فقال رحمه الله "معلوم بالضرورة قبح ‏هذا الاعتراض وأن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ وخلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ‏ناظروه، بل بادروا إلى عقوبته وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين".‏
وقد رد على هذه الشبهة السخيفة شيخ الإسلام ابن تيمية فقال ‏‎: ‎‏ ((ومن هنا يظهر عما ذكره ابن حزم ‏وغيره في حديث النزول حيث قال النبي ‎صلى الله عليه وسلم "‎ينزل ربنا‎ ‎كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ‏ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من‎ ‎يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ‏حتى يطلع الفجر‎".
فقالوا: قد ثبت أن الليل‎ ‎يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل ‏أوله ونصفه وثلثه‎ ‎بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع ‏أجزاء الليل‎ ‎إذ لا يزال في الأرض ليل قالوا أو لا يزال نازلا وصاعدا وهو جمع بين‎ ‎الضدين‎.
وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم وهذا عين‎ ‎التمثيل ثم إنهم ‏بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من‎ ‎الأفعال ما يعجز غيره ‏عن جمعه وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يومالقيامة كل‎ ‎منهم يراه مخليا به ويناجيه ‏لا يرى أنه متخليا لغيره ولا مخاطب لغيره, وقد قال‎ ‎النبي‎صلى الله عليه وسلم: "‎إذا قال العبد الحمد لله رب ‏العالمين يقول الله حمدني عبدي وإذا قال‎ ‎الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي‎".
فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول‎ ‎لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن, وذلك ‏كما قيل لابن عباس كيف يحاسب الله تعالى‎ ‎الخلق في ساعة واحدة فقال: كما يرزقهم في ‏ساعة واحدة‎.
ومن مثل مفعولاته التي‎ ‎خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية فكيف بمن ‏مثل أفعاله بنفسه أو‎ ‎صفاته بفعل غيره وصفته‎.
يقال لهؤلاء أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة‎ ‎حركة واحدة متناسبة لا ‏تختلف ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم‎, ‎وغاربة عن آخرين, وقريبة من ‏قوم وبعيدة من آخرين؛ فيكون عند قوم عنها ليل وعند قوم‎ ‎نهار وعند قوم شتاء وعند قوم ‏صيف وعند قوم حر وعند قوم برد؛ فإذا كانت حركة واحدة‎ ‎يكون عنها ليل ونهار في ‏وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف‎ ‎يمتنع على خالق كل ‏شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث‎ ‎ليلهم, وإن كان مختلفا ‏بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن‎ ‎ينزل عن هؤلاء ثم ينزل ‏على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء‎ ‎وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله ‏إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا‎ ‎فسبحان الله الواحد القهار سبحان ‏ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد‎ ‎لله رب العالمين‎".



وقال العلَّامةُ ابنُ عثيمين رحمه الله: وأوردَ المتأخرونَ الذينَ عرفوا أنَّ الأرضَ كرويةٌ وأنَّ الشمسَ تدورُ عَلَى الأرضِ إشكالًا؛ قالوا: كيفَ ينزلُ فِي ثلثِ الليلِ؟! وثلثُ الليلِ إِذَا انتقلَ عَنِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، ذهبَ إلى أوروبا وما قاربها؟! أفيكونُ نازلًا دائمًا؟![16].
فنقولُ: إنَّهُ لا إشكالَ في ذلكَ بحمدِ الله تعالى، فإنَّ هذا الحديثَ منْ صفاتِ الله تعالى الفعليةِ، والواجبُ علينا نحوَ صفاتِ الله تعالى سواءٌ كانت ذاتيةً كالوجهِ واليدينِ، أم معنويةً كالحياةِ والعلمِ، أمْ فعليةً كالاستواءِ على العرشِ والنزولِ إلى السَّماء الدُّنيا، فالواجبُ علينا نحوهَا مَا يلي:
أ - الإيمانُ بهَا على مَا جاءتْ بهِ النُّصوصُ مِنَ المعاني والحقائقِ اللائقةِ بالله تعالى.
ب - الكفُّ عنْ محاولةِ تكييفها تصوُّرًا في الذهنِ، أو تعبيرًا في النُّطقِ؛ لأنَّ ذلكَ مِنَ القولِ على الله تعالى بلا علمٍ، وقدْ حرَّمهُ الله تعالى في قولهِ: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} [الأعراف: 33]، وفي قولهِ تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا *} [الإسراء: 36].
ولأنَّ الله تعالى أعظمُ وأجَلُّ مِنْ أنْ يدركَ المخلوقُ كنهَ صفاتهِ وكيفيتهَا، ولأنَّ الشيءَ لا يمكنُ إدراكهُ إلَّا بمشاهدتهِ أو مشاهدةِ نظيرهِ أو الخبرِ الصَّادقِ عنهُ، وكلُّ ذلكَ منتفٍ بالنِّسبةِ لكيفيةِ صفاتِ الله تعالى.
ج - الكفُّ عنْ تمثيلها بصفاتِ المخلوقينَ سواءٌ كانَ ذلكَ تصوُّرًا في الذِّهنِ أم تعبيرًا في النُّطقِ، لقولهِ تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
فإذا علمتَ هذا الواجبَ نحوَ صفاتِ الله تعالى، لمْ يبقَ إشكالٌ في حديثِ النزولِ، ولا غيرهِ مِنْ صفاتِ الله تعالى، وذلكَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبرَ أمَّتهُ أنَّ الله تعالى ينزلُ إلى السَّماءِ الدُّنيا حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ، مخاطبًا بذلكَ جميعَ أمَّتهِ في مشارقِ الأرضِ ومغاربهَا، وخبرهُ هذا منْ علمِ الغيبِ الذي أظهرهُ الله تعالى عليهِ، والذي أظهرهُ عليه - وهو الله تعالى - عالمٌ بتغيُّرِ الزمنِ على الأرضِ، وأنَّ ثلثَ الليلِ عندَ قومٍ يكونُ نصفَ النَّهارِ عندَ آخرينَ مثلًا.
وإذا كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخاطبُ الأمَّةَ جميعًا بهذا الحديثِ الذي خصَّصَ فيهِ نزولَ الله تباركَ وتعالى بثلثِ الليلِ الآخرِ فإنَّه يكونُ عامًّا لجميعِ الأمَّةِ، فمنْ كانوا في الثلثِ الآخرِ مِنَ الليلِ تحقَّقَ عندهم النزولُ الإلهيُّ، وقلنا لهم: هذا وقتُ نزولِ الله تعالى بالنِّسبةِ إليكم، ومنْ لم يكونوا في الوقتِ فليسَ ثمَّ نزولُ الله تعالى بالنِّسبةِ إليهم، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم حدَّدَ نزولَ الله تعالى إلى السَّماء الدُّنيا بوقتٍ خاصٍّ، فمتَّى كانَ ذلكَ الوقتُ كانَ النزولُ ومتى انتهى انتهى النزولُ، وليسَ في ذلكَ أيُّ إشكالٍ، وهذا وإنْ كانَ الذِّهنُ قدْ لا يتصوَّرهُ بالنسبةِ إلى نزولِ المخلوقِ، لكن نزولَ الله تعالى ليسَ كنزولِ خلقهِ حتَّى يقاسُ به ويجعل ما كانَ مستحيلًا بالنِّسبةِ إلى المخلوقِ مستحيلًا بالنِّسبةِ إلى الخالقِ.
فمثلًا: إذا طلعَ الفجرُ بالنِّسبةِ إلينا وابتدأَ ثلثُ الليلِ بالنِّسبةِ إلى منْ كانوا غربًا قلنا: إنَّ وقتَ النزولِ الإلهيِّ بالنِّسبةِ إلينا قَدِ انتهى، وبالنِّسبةِ إلى أولئكَ قَدِ ابتدأَ، وهذا في غايةِ الإمكانِ بالنِّسبةِ إلى صفاتِ الله تعالى، فإنَّ الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11][17].



الشبهة الثالثة :


11- الإمام أبو بكر بن العربي المالكي في شرحه على الترمذي
قال ما نصه: "ثم إن الذي يتشبث بظاهر ما جاء في حديث النزول في الرواية المشهورة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له من الثلث الأخير إلى الفجر، هو جاهل بأساليب اللغة العربية، وليس له مهرب من المحال الشنيع كما نص عليه الخطابي، ويلزم على ما ذهب إليه من التشبث بالظاهر أن يكون معنى قوله تعالى:
{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} أن ءادم وحواء التي لم تكن نبية قط سمعا كلام الله الذاتي الذي ليس بحرف ولا صوت مساويين لموسى على زعم المشبهة المتمسكين بالظواهر، فلو كان الأمر كذلك لم يبق لنبي الله موسى مزية، وذلك أن الله عزَّ وجلَّ قال: {وكلم الله موسى تكليما} فخص موسى بوصف كليم الله"
عارضة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، ابن العربي – دار الفكر، بيروت – المجلد الثاني، ص ٢٣٥

والجواب على هذه الشبهة من أوجه :

الوجهُ الأوَّلُ:
هذا الكلامُ يعتبرُ مصادمةٌ صريحةٌ لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم واعتراضٌ واضحٌ عليهِ، فإنَّهُ هو الذي قالَ: «ينزلُ ربُّنا - تبارك وتعالى - إلى سماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ ويقولُ: مَنْ يدعُوني فأستجيبَ لهُ، منْ يسألني فأعطيهُ، منْ يستغفرُني فأغفرَ لهُ».
وكلُّ منْ عارضَ نصوصَ الأنبياءِ بقياسِهِ ورأيِهِ فهوَ منْ خلفاءِ الشَّيطانِ وأتباعِهِ فنعوذُ باللهِ مِنَ الخِذْلانِ، نسألُهُ التَّوفيقَ والعصمةَ منْ هذا البلاءِ الذي ما رُميَ العبدُ بشرٍّ منهُ، وأنْ يَلْقَى الله بذنوبِ الخلائقِ كلِّها ما خلا الإشراكَ بهِ أسلمُ لهُ منْ أنْ يلقى اللهَ وقدْ عَارَضَ نصوصَ أنبيائِهِ برأْيِهِ ورأيِ بني جنسِهِ. وهلْ طردَ الله تعالى إبليسَ ولعنهُ وأحلَّ عليه سخطَهُ وغضبَهُ إلَّا حيثُ عَارضَ النَّصَّ بالرأيِ والقياسِ ثمَّ قدَّمهُ عليهِ؟ واللهُ يعلمُ أن شُبَهَ عدوِّ الله مَعَ كونها داحضةً باطلةً أقوى منْ كثيرٍ منْ شُبَهِ المعارضينَ لنصوصِ الأنبياءِ بآرائهم وعقولِهم، فالعالمُ يَتَدَبَّرُ سِرَّ تكريرِ الله تعالى لهذهِ القصّةِ مرَّةً بعدَ مرَّةٍ، وليحذرْ أنْ يكونَ لهُ نصيبٌ منْ هذا الرأيِ والقياسِ وهوَ لا يشعرُ[18].

الوجه الثاني :
إنَّما المقصودُ مِنَ النِّداءِ حكمٌ عظيمةٌ يعلمها اللهُ - جلَّ وعلا - ونحنُ وإنْ لمْ نسمعْ كلامَ الله تعالى هذا بآذاننا، إلَّا أنَّا آمنَّا بذلكَ حتَّى لكأنَّ القائمَ في ذلكَ الوقتِ - الثلثُ الأخيرُ - كأنَّهُ يسمعُ أنَّهُ تعالى ينادي بذلكَ النِّداءِ، وذلكَ لعلمنَا أنَّهُ صلى الله عليه وسلم لا ينطقُ عَنِ الهوى، إنْ هوَ إلَّا وحيٌ يوحى، وهذا الخبرُ قدْ تواترَ عنهُ صلى الله عليه وسلم، ومِنَ الحكمِ التي نعلمهَا منْ هذا النِّداءِ العظيمِ: هوَ إقبالُ العبدِ بكليَّتهِ على ربِّه في هذا الوقتِ، والإلحاحُ عليهِ في الدعاءِ، والشعورُ بقربهِ وفضلهِ، فيجدُ قائمُ الليلِ مِنْ حلاوةَ المناجاةِ، وطيبِ الذِّكرِ واليقينِ بإجابةِ الدُّعاءِ مَا لا يجدهُ في غيرِ هذا الوقتِ، يعلمُ ذلكَ ضرورةً قُوَّامُ الليلِ، ولذلكَ فإنَّ قُوَّامَ الليلِ يكثرونَ مِنَ الاستغفارِ والذِّكرِ والدُّعاءِ في وقتِ السَّحرِ أشدَّ ممَّا قبلهُ، لعلمهمْ أنَّ وقتَ النزولِ يمتدُّ إلى طلوعِ الفجرِ، ولذلكَ ينتظرُ عبادُ الرحمنِ تلكَ السَّاعاتِ القليلةِ بفارغِ الصبرِ.

الوجه الثالث :
أنَّهُ مِنْ عادةِ الملوكِ الكرماءِ، والسَّادةِ الرُّحماءِ، إذا أرادوا أنْ يكرموا أهلَ بلدٍ، أنْ يحلُّوا عليهم قريبًا منْ بلادهمْ، أو في ديارِهِمْ، ليكرموهم بما يريدونَ، ويَسْمَعُوا حاجاتِهم، ويلبُّوا رغباتِهمْ، ولوْ عرضنَا على العقلِ مَلِكَينِ أرادا أنْ يكرما أهلَ بلدٍ، أحَدهمَا جاءَ إلى أهلِ هذا البلدِ بنفسهِ وسمِعَ حاجاتهمْ، وأكرمهمْ في بلادهمْ، ولبَّى طلباتهم، والآخرُ أرسلَ أحدَ وزرائهِ أوْ أرسلَ رسالةً مَعَ أحدِ جنودهِ، بما يريدُ أنْ يكرمهم بهِ، لقطعَ العقلُ بأنَّ الأوَّلَ أكرمُ وأجَلُّ وأعظمُ في الإكرامِ، ومِنَ المعلومِ أنَّ كلَّ كمالٍ في المخلوقِ لا نقصَ فيهِ بوجهٍ مِنَ الوجوهِ فالخالقُ أولى بهِ، وواهبُ الكمالِ أحقُّ بهِ، فالرَّبُّ تعالى، ينزلُ بنفسهِ إلى أدنى سماءٍ وهي السَّماءُ الدُّنيا، وهوَ فوقَ عرشهِ، وهي أقربُ السَّمواتِ إلى قُوَّامِ الليلِ، ويقولُ: «لا أسألُ عنْ عبادي أحدًا غيري»، فهلْ هذا إلَّا عينُ الكمالِ، مع أنَّهُ تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
فمَا أجهلَ الإنسانَ بربِّهِ، وبكرمهِ، وبعظمِ فضلهِ، فللهِ الحمدُ كمَا ينبغي لجلالِ وجههِ وعظيمِ سلطانهِ.
وبهذا يعلم أنَّ قولَهُ: بلْ كانَ يمكنهُ أنْ ينادينا وهو على عرشهِ، سوءُ أدبٍ مَعَ الله تعالى.

الوجه الرابع :
أنَّ هؤلاءِ المعطِّلةِ كلّهم أنكروا أنْ يكونَ لله تعالى كلامٌ بحرفٍ وصوتٍ! فكيفَ يمكنُ لهم أنْ يسمعوا نداءَ الله تعالى؟! وكيفَ يقرعُ صوتَ الله تعالى أسماعهم؟! لأنَّهم قائلونَ ببدعةِ الكلام النفسيِّ الذي ليس بحرفٍ ولا بصوتٍ فهم أبشعُ حالًا وأشنعُ بدعةً في بابِ تعطيلِ صفةِ الكلامِ من الجهمِيَّةِ الأولى؛ لأنَّ الجهميَّةَ الأولى كانوا يقولونَ ببدعةِ خلقِ القرآنِ فقطْ، وأمَّا هؤلاءِ المعطِّلةِ فهمْ يقولونَ مَعَ القولِ ببدعةِ خلقِ القرآنِ، ببدعةِ القولِ بالكلامِ النفسيِّ. فخرقوا بذلكَ إجماعَ أهلِ السنَّةِ، وأتوا بما لا يقرُّه عقلٌ صريحٌ، ولا نقلٌ صحيح، ولا لغةٌ، ولا عرفٌ ولا إجماعٌ.

الوجه الخامس :
أنَّ هؤلاءِ المعطِّلة لكثيرٍ مِنَ الصِّفاتِ ولا سيَّما صفةَ النزولِ، قد أوَّلُوا حديثَ النزولِ وحرَّفوه إلى: نزولِ الملكِ، فيقولونَ: إنَّ الله لا ينزلُ بنفسهِ، بلْ ينزلُ ملكٌ مِنَ الملائكةِ بأمرهِ، فينادي هذا الملكُ ويقولُ: «منْ يدعوني..، منْ يسألني...، منْ يستغفرني...».
أقولُ: إذا كانَ الأمرُ كذلكَ، وأنَّ الملكَ ينزلُ وينادي فهلْ أهلُ التأويلِ سمعوا نداءَ هذا الملكِ؟!
وهل طرقَ صوتُ هذا الملكِ الذي ينزلُ وينادي أسماعَهم؟!
وإذا لم يسمعوا نداءَ هذا الملكِ، فأيُّ فائدةٍ منْ نزولِ هذا الملكِ وندائهِ؟!
ونحنُ نقلبُ كلامهم عليهم ونقولُ لهم: وإذا كانَ نزولُ هذا الملكِ مِنَ السَّماءِ الدنيا ليسمعنَا نداءهُ، فهذا الملكُ لم يسمعنا نداءهُ وصوتهُ، فأيُّ فائدةٍ منْ نزولهِ.
ولقدْ كانَ يمكنُ هذا الملكُ أنْ ينادينا وهو في السَّماءِ..، وهل هذا إلَّا مثلُ منْ يريدُ - وهو بالمشرقِ - إسماعَ شخصٍ في المغربِ، فتقدَّمَ إلى المغربِ بخطواتٍ معدودةٍ، وأخذَ يناديهِ، وهو يعلمُ أنَّه لا يسمعُ نداءهُ، فيكونُ نقلهُ الأقدامِ عَمَلًا باطلًا، وسَعْيهُ نحوَ المغربِ عبثًا صرفًا، لا فائدةَ فيهِ، وكيفَ يستقِّرُ مثلُ هذا في قلبِ عاقلٍ؟[19].
وقدْ سدَّ هؤلاءِ المؤوِّلةُ على النَّاسِ طريقَ معرفةِ ربِّهم عزَّ وجلّ، فحرموهمْ منْ خيرٍ عظيمٍ، بلْ منْ أعظمِ عَلَمٍ في الوجودِ، فاللهُ الموعدُ.



الشبهة الرابعة : تأويلهم لنزول الله تعالى بنزول رحمته أو أمره أو أحد ملائكته

قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول: ........... وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير" انتهى كلام البيهقي.


6- إمام الحرمين الجويني
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : ......والوجه حمل النزول وإنْ كان مضافاً إلى الله تعالى ، على نزول ملائكته المقربين ، وذلك سائغ غير بعيد
ونظير ذلك قوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )
معناه : إنما جزاء الذين يحاربون أولياء الله ، ولا يبعد حذف المضاف وإقامة المضاف إليه تخصيصاً .
كتاب الإرشاد ص 150 ، 151


13- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري
"وقال ابن العربي النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن مَلَكه الذي ينزل بأمره ونهيه." ثم قال: "والحاصل أنه تأوله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره، وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه.

وقال ابن فورك : ضبط لنا بعض أهل النقل هذا الخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم بضم الياء من ينزل يعني من الإنزال وذكر أنه ضبط عمن سمع منه من الثقات الضابطين ، وكذا قال القرطبي قد قيده بعض الناس بذلك ، فيكون معدى إلى مفعول محذوف ، أي ينزل الله ملكاً.

وقال القسطلاني في شرحه على البخاري عند ذكره لهذا الحديث "هو نزول رحمة ومزيد لطفٍ وإجابة دعوة وقبول معذرة، لا نزول حركة وانتقال لاستحالة ذلك على الله فهو نزول معنوي" ثم قال "نعم يجوز حمله على الحسي ويكون راجعا إلى ملَكه الذي ينزل بأمره ونهيه"

التعليق:

“اعلمْ رحمكَ الله بأنَّ أصحابَ الحديثِ المتمسِّكينَ بالكتابِ والسنَّةِ - حفظَ الله أحياءهم ورحمَ أمواتهم - يؤمنونَ بنزولِ الله سبحانه وتعالى إلى السَّماءِ الدنيا، ولا يعتقدونَ تشبيهًا لنزولهِ بنزولِ خلقهِ، ولا يحرِّفونَ الكلامَ عنْ مواضعهِ تحريفَ المعتزلةِ والجهميَّةِ أهلكهمُ الله، ولا يكيِّفونهُ بكيفٍ أو يشبِّهونهُ بنزولِ المخلوقينَ تشبيهَ المشبِّهَةِ خذلهمُ الله، وقدْ أعاذَ اللهُ سبحانه وتعالى أهلَ السُّنةِ مِنَ التحريفِ والتكييفِ والتَّشبيهِ، ومنَّ عليهم بالتَّعريفِ والتَّفهيمِ حتَّى سلكوا سبلَ التَّوحيدِ والتَّنزيهِ، وتركوا القولَ بالتَّعطيل والتَّشبيهِ، واتَّبعوا قولَ الله عزَّ وجلَّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11][20].

وكذلكَ يقولونَ في جميعِ الصِّفاتِ التي نزلَ بذكرهَا القرآنُ ووردتْ بها الأخبارُ الصِّحاحُ... منْ غيرِ تشبيهٍ لشيءٍ منْ ذلكَ بصفاتِ المربوبينَ المخلوقينَ، بلْ ينتهونَ فيهَا إلى ما قالهُ الله تعالى وقالهُ رسوله صلى الله عليه وسلم منْ غيرِ زيادةٍ عليهٍ، ولا إضافةٍ إليه، ولا تكيِيفٍ لهُ، ولا تشبيهٍ، ولا تحريفٍ، ولا تبديلٍ، ولا تغيِيرٍ، ولا إزالةٍ للفظِ الخبرِ عمَّا تعرفهُ العربُ وتضعهُ عليهِ بتأويلٍ مُنْكَرٍ، ويُجْرُونَهُ على الظَّاهرِ[21].

ومنْ تأوَّلَ النزولَ عَلَى غيرِ حقيقتهِ فجعلهُ مجازًا، أو تأوَّلهُ بنزولِ مَلَكٍ مِنَ الملائكةِ، أو نزولِ أمرِ الله ورحمتهِ. فإنْ أرادَ أنَّهُ سبحانهُ إِذَا نزلَ وأتىَ حلَّتْ رحمتهُ وأمرهُ فهذا حقٌّ، وإنْ أرادَ أنَّ النُّزولَ للرَّحمة والأمرِ ليسَ إلَّا فهوَ باطلٌ منْ وجوهٍ:

الوجه الأول‎:‎أن أمره‎ ‎وملائكته ورحمته دائما ‏تنزل أناء الليل وأطراف النهار وفي كل ساعة فلما ‏تخصيص الثلث‎ ‎الأخير من الليل فقط؟‎!
قال الطبري رحمه الله(((‎ويهبط إلى السماء‎ ‎الدنيا ‏وينزل إليها كل ليلة,ولا نقول:معنى ذلك ينزل ‏أمره,بل نقول:أمره نازل إليها‎ ‎كل لحظة وساعة وإلى ‏غيرها من جميع خلقه الموجودين مادامت ‏موجودة.ولا تخلو ساعة من‎ ‎أمره,فلا وجه لخصوص ‏نزول أمره إليها وقتا دون وقت,مادامت موجودة‎ ‎باقية‎))(‎‏25‏‎).
قال‎ ‎ابن عبد البر رحمه الله‎ ((‎وقد قال قوم:إنه ينزل ‏أمره وتنزل رحمته‎ ‎ونعمته.وهذا ليس بشيء ,لأن ‏أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا‎ ‎تقويت ثلث الليل ولا غيره‎))(‎‏26‏‎)
وقال ابن خزيمة‎((‎وأنه تعالى‎ ‎ينزل إلى السماء ‏الدنيا,ومن زعم أن علمه ينزل أو أمره ضل‎)(‎‏27‏‎)
‎ وقالَ الإمامُ عبدُ القادر الجيلاني رحمه الله: «وأنَّهُ تعالى ينزلُ في كلِّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا كيفَ شَاءَ وكما شَاءَ، فيغفرُ لمن أذنبَ وأخطأ وأجرمَ وعصى لمنْ يختارُ من عبادهِ ويشاءُ، تباركَ وتعالى العليُّ الأعلى، لا إله إلَّا هو لهُ الأسماءُ الحسنى، لا بمعنى نزولِ الرَّحمةِ وثوابهِ على ما ادَّعتهُ المعتزلةُ والأشعريةُ»[22].

الوجه الثاني‎:‎كيف نجيب عن قوله‎ "‎من يدعوني ‏‏. . .إلخ" فهل يعقل أن يكون هذا قول الملك؟ فإنه ‏حينئذ يكون ‏كافراً‎. ‎قال تعالى‎ {‎وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ ‏مِّن دُونِهِ‎ ‎فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ‎}.‎‏‎

الوجه‎ ‎الثالث‎:‎أن ألفاظ الحديث تبطل التأويل بنزول ‏الملك,ففي بعض الروايات أن‎ ‎الرب تعالى يقول‎(‎أنا ‏الملك,أنا الملك,من يدعوني فأستجيب‎ ‎له‎)(‎‏28‏‎(
‎وفي ‏بعضها أن تعالى يقو((‎لا أسأل عن عبادي أحدا‎ ‎غيري‎))(‎‏29‏‎)
‎وكلاهما صحيح‎.
قال الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله‎((‎وهذان ‏الحديثان يقطعان تأويل كل متأول ويدحضان حجة كل‎ ‎مبطل))
‎ومعلوم أن الكلام المذكور في الحديث هو كلام الله ‏الذي لا‎ ‎يقوله غيره فإن الملك لا يقول‎((‎لا أسأل عن ‏عبادي أحدا‎ ‎غيري‎)) ‎ولا يقول‎((‎من يسألني ‏فاعطينه‎)).‎بل الذي يقول‎ ‎الملك :ما ثبت في الصحيح ‏عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‎(( ‎إن الله تعالى ‏إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا ‏فأحببه، فيحبه جبريل،‎ ‎ثم ينادي في السماء فيقول : إن ‏الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع‎ ‎له ‏القبول في الأرض‎))‎وذكر البغض مثل ذلك‎.
فالملك إذا نادى عن الله لا‎ ‎يتكلم بصيغة المخاطب,إنما ‏يقول:إن الله أمر بكذا وكذا وقال بكذا‎ .
والسلطان إذا‎ ‎أمر خادمه بشيء فإن الخادم لن يقول ‏مباشرة كذا كذا بل يقول:قال لكم السلطان كذا‎ ‎وكذا‎.

الوجه الرابع‎:‎أنه قال((من ذا‎ ‎يدعوني فأستجيب ‏له؟من ذا الذي يسألني فأعطينه؟من ذا الذي يستغفرني ‏فأغفر له؟حتى‎ ‎يطلع الفجر))ومعلوم أنه لا يجيب ‏الدعاء ولا يغفر الذنوب إلا الله‎ ‎تعالى‎.
الوجه الخامس‎:‎نزول رحمته وأمره لا يكون إلا منه ‏وهذا‎ ‎يقتضي أن الله في العلو ,وإلا من تنزل ‏الرحمة؟‎!!
ولهذا قال بعض النفاة لبعض‎ ‎المثبتين:ينزل أمره ‏ورحمته,فقال المثبت:فممن ينزل؟ما عندك فوق العالم ‏شيء ,فممن‎ ‎ينزل الأمر؟من العدم المحض؟؟؟فبهت ‏النافي وكان كبيرا‎ ‎فيهم(31‏‎)
قال الإمام‎ ‎الدارمي رحمه الله‎(‎ونفس الحديث يبطل هذا ‏التفسير ويكذبه,غير أنه‎ ‎أغيظ حديث للجهمية,وأنقض ‏شيء لدعواهم,لأنهم لا يقرون أن الله فوق عرشه فوق‎ ‎سمواته,ونفس الحديث ناقض لدعواهم وقاطع‎ ‎لحججهم‎)(‎‏32‏‎)

الوجه السادس‎:‎لو كان‎ ‎النزول هو نزول ‏الملائكة والرحمة والأمر لكان أخبرنا بذلك النبي ‏صلى الله عليه وسلم‏‎ ‎الذي تركنا على المحجة البيضاء ‏لا يزيغ عنها إلا هالك فلا شك أن صرف النصوص ‏المحكمة‎ ‎الصريحة عن ظاهرها يعتبر تحريفا للشرع ‏وتكذيب للإسلام شعروا بذلك أم لم‎ ‎يشعروا‎.
الوجه السابع‎:‎إن سلف الأمة‎ ‎وأئمتها مجمعون ‏على إثبات صفة النزول لله تعالى من غير تحريف ولا ‏تكييف ولا‎ ‎تمثيل.ولم يثبت عن أي واحد منهم أنه تأول ‏شيئا من الصفات ألبتة‎
بل الثابت عن‎ ‎السلف والأئمة أنه لما ظهرت الجهمية ‏والزنادقة وأنكروا نزول الله تعالى ردوا عليهم‎ ‎وشنعوا عليهم وبينوا أن الله عز وجل ينزل إلى السماء ‏دنيا نزولا حقيقيا يليق بجلاله‎ ‎وعظمته‎.
حدث الإمام حماد‎ ‎بن سلمة رحمه الله(167ه) بحديث ‏النزول ثم قال‎((‎من رأيتموه ينكر‎ ‎هذا فاتهموه‎)(‎‏33‏‎)
وقال الإمام نعيم بن حماد رحمه ‏الله((228ه‎)(‎حديث نزول يرد على الجهمية ‏قولهم‎))(‎‏34‏‎)
وأفرد الإمام أبو داود‎ ‎في (كتاب السنة) بابا في الرد ‏على الجهمية وأورد حديث‎ ‎النزول(11‏‎).

وقال‎ ‎عباد بن العوام‎((‎قدم علينا شريك بن عبد الله منذ ‏نحو من خمسين سنة‎ ,‎فقلت له:يا أبا عبد الله إن عندنا ‏قوما من المعتزلة ينكرون هذه الأحاديث(أي أحاديث‎ ‎النزول)قال:فحدثني بنحو من عشرة أحاديث في ‏هذا.وقال:أما نحن فقد أخذنا ديننا هذا عن‎ ‎التابعين عن ‏أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم عمن‏‎ ‎أخذوا‎))(‎‏35‏‎)
وقد‎ ‎وقع بين إسحاق بن راهويه وبين إبراهيم بن ‏صالح المعتزلي ، وبينه وبين منصور بن طلحة‎ ‎أيضاً ‏منهم كلام ، بعضه عند عبد الله بن طاهر بن عبد الله ‏المعتزلي ، وبعضه عند‎ ‎أبيه طاهر بن عبد الله‎ .
قال إسحاق بن راهويه‎ : ‎جمعني وهذا‎ ‎المبتدع ـ يعني ‏إبراهيم بن صالح ـ مجلس الأمير عبد الله بن طاهر ، ‏فسألني الأمير عن‎ ‎أخبار النزول فسردتها ، فقال ‏إبراهيم : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء ، ‏فقلت آمنت‎ ‎برب يفعل ما يشاء ، قال فرضي عبد الله ‏كلامي وأنكر على إبراهيم . وقد أخذ إسحاق‎ ‎كلامه ‏هذا عن الفضيل بن عياض رحمه الله فإنه قال : إذا ‏قال الجهمي : أنا أكفر برب‎ ‎ينزل ويصعد ، فقل آمنت ‏برب يفعل ما يشاء ، ذكره أبو الشيخ ابن حبان في ‏كتاب السنة‎ .‎

وقالَ البربهاريُّ شيخُ الحنابلةِ ببغدادَ (329هـ): «وإذا سمعتَ الرَّجلَ يقولُ: إنَّا نحنُ نعظِّمُ الله - إذا سمعَ آثارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم - فاعلمْ أنَّهُ جهميٌّ، يريدُ أنْ يردَّ أثرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويدفعهُ بهذهِ الكلمةِ، وهو يزعمُ أنَّه يعظِّمُ الله وينزِّههُ إذا سمعَ حديثَ الرؤيةِ وحديثَ النزولِ وغيرَهُ، أفليسَ قدْ ردَّ أثرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ قالَ: إنَّا نحنُ نعظِّمُ الله أنْ ينزلَ منْ موضعٍ إلى موضعٍ!! فقدْ زعمَ أنَّه أعلمُ باللهِ منْ غيرهِ»[23].

وقالَ الإمامُ الآجريُّ رحمه الله (360هـ) في كتابهِ «الشَّريعة»: «بابُ الإيمانِ والتَّصديقِ بأنَّ الله عزَّ وجلَّ ينزلُ إلى السَّمَاءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ.

الإيمانُ بهذا واجبٌ، ولا يسعُ المسلمَ العاقلَ أنْ يقولَ: كيفَ ينزلُ؟ ولا يردُّ هذا إلَّا المعتزلةُ؛وأمَّا أهلُ الحقِّ فيقولونَ: الإيمانُ بهِ واجبٌ بلا كيفٍ، لأنَّ الأخبارَ قدْ صحَّتْ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ الله عزَّ وجلَّ ينزلُ إلى السَّمَاءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ، والذينَ نقلوا إلينا هذهِ الأخبارَ هم الذينَ نقلوا إلينا الأحكامَ مِنَ الحلالِ والحرامِ، وعلمِ الصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ والحجِّ والجهادِ، فكمَا قبلَ العلماءُ عنهم ذلكَ، كذلكَ قبلوا منهم هذهِ السُّننَ، وقالوا: مَنْ رَدَّها فهو ضَالٌّ خَبِيثٌ، يَحْذَرُونَهُ ويُحَذِّرُونَ منهُ»[24].

وقالَ الإمامُ الدارميُّ رحمه الله - بعدَ أنْ ذكرَ جملةً منْ أحاديثِ النزولِ -: فهذهِ الأحاديثُ قدْ جاءتْ كلُّها وأكثرُ منها في نزولِ الرَّبِّ تبارك وتعالى في هذهِ المواطنِ، وعلى تصديقها والإيمانِ بها أدركنا أهلَ الفقهِ والبصرِ منْ مشايخنا، لا ينكرُهَا منهم أحدٌ، ولا يمتنعُ منْ روايتها، حتَّى ظهرت هذه العصابةُ، فعارضتْ آثارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بردٍّ، وتشمَّروا لدفعها بجدٍّ، فقالوا: كيفَ نزولهُ هذا؟ قلنا: لم نُكَلَّف [معرفةَ] كيفيةِ نزولهِ في ديننا، ولا تعقلهُ قلوبنا، وليسَ كمثلهِ شيءٌ منْ خلقهِ فنشَبِّهُ منهُ فعلًا أو صفةً بفعالهم وصفتهم، ولكنْ ينزلُ بقدرتهِ ولطفِ ربوبيتهِ كيفَ يشاءُ، فالكيفُ منهُ غيرُ معقولٍ، والإيمانُ بقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في نزولهِ واجبٌ، ولا يُسألُ الرَّبُّ عمَّا يفعلُ كيفَ يفعلُ، وهم يسألونَ، لأنَّهُ القادرُ على ما يشاءُ أنْ يفعلَهُ كيفَ يشاءُ، وإنَّما يقالُ لفعلِ المخلوقِ الضعيفِ الذي لا قدرةَ لهُ إلَّا ما أقدرهُ الله تعالى عليهِ: كيف يصنعُ؟! وكيف قدرَ؟!

ولو قدْ آمنتم باستواءِ الرَّبِّ على عرشهِ وارتفاعهِ فوقَ السَّماءِ السَّابعةِ بدءًا إذْ خلقها، كإيمانِ المصلِّينَ بهِ، لقلنا لكم: ليسَ نزولهُ منْ سماءٍ إلى سماءٍ بأشدَّ عليهِ ولا بأعجبَ مِنِ استوائهِ عليها إذْ خلقها بدءًا، فكمَا قدرَ على الأولى منهما كيفَ يشاءُ، فكذلكَ يقدرُ على الأخرى كيفَ يشاء[25].

وقالَ الإمامُ ابنُ بطة العكبريُّ رحمه الله - بعدَ أنْ ذكرَ جملةً مِنْ أحاديثِ النزولِ -: «وقد اختصرتُ مِنَ الأحاديثِ المرويةِ في هذا البابِ ما فيهِ كفايةٌ وهدايةٌ للمؤمنِ الموفَّقِ الذي شرحَ الله صدرَهُ للإسلامِ، وأمدَّهُ ببصائرِ الإيمانِ، وأعاذهُ منْ عنادِ الجهميَّةِ، وجحودِ المعتزلةِ؛ فإنَّ الجهميَّةَ تردُّ هذهِ الأحاديثَ وتجحدها، وتكذِّبُ الرواة، وفي تكذيبها لهذه الأحاديثِ ردٌّ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ومعاندةٌ لهُ؛ ومنْ ردَّ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقد ردَّ على الله. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]»[26].

الوجه الثامن :
إنَّ القرآنَ يصدِّقُ معنى الحديثِ كما احتجَّ بهِ أئمَّةُ السَّلفِ.
قال الإمامُ الدارميُّ: «فممَّا يعتبرُ بهِ منْ كتابِ الله عزَّ وجلَّ في النُّزولِ ويحتجُّ بهِ على منْ أنكرهُ، قولُهُ تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةُ} [البقرة: 210]، وقولهُ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *} [الفجر: 22]. وهذا يومَ القيامة إذا نزلَ الله ليحكمَ بينَ العبادِ..، فالذي يقدرُ على النزولِ يومَ القيامةِ مِنَ السَّموات كلِّها ليفصلَ بينَ عبادهِ، قادرٌ أنْ ينزلَ كلَّ ليلةٍ منْ سماءٍ إلى سماءٍ، فإنْ ردُّوا قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في النُّزولِ، فماذا يصنعونَ بقولِ الله عزَّ وجلَّ، تبارك وتعالى»[27].

وسئلَ الإمامُ إسحاقُ بنُ راهوية في مجلسِ الأميرِ عبدِ الله بنِ طاهرٍ عنْ حديثِ النُّزولِ أصحيحٌ هوَ؟ قالَ: نعم. فقالَ لهُ بعضُ القوادِ كيفَ ينزلُ؟ قالَ: أثبتهُ فوق حتَّى أصفَ لكَ النُّزولَ! فقالَ الرجلُ: أثبتهُ فوق، فقالَ إسحاق: قالَ الله عزَّ وجلَّ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *} [الفجر: 22] فقالَ ابنُ طاهرٍ: هذا يا أبا يعقوب يوم القيامةِ. فقالَ: ومنْ يجيءُ يومَ القيامةِ منْ يمنعهُ اليومَ؟[28].

وقالَ محمَّدُ بنُ الحسنِ: قالَ حمَّادُ بنُ أبي حنيفة رحمه الله: «قلنا لهؤلاءِ: أرأيتم قولَ الله عزَّ وجلَّ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *} [الفجر: 22] قالوا: أمَّا الملائكةُ فيجيئونَ صفًا صفًا، وأمَّا الرَّبُّ تعالى فإنَّا لا ندري ما عنيَ بذلكَ، ولا ندري كيفَ مجيئهُ. فقلتُ لهم: إنَّا لم نكلِّفكم أنْ تعلموا كيفَ مجيئهُ، ولكنَّا نكلِّفكم أنْ تؤمنوا بمجيئه. أرأيتم مَنْ أنكرَ أنَّ الملكَ يجيء صفًّا صفًّا ما هوَ عندكم؟ قالوا: كافرٌ مكذِّبٌ. قلتُ: فَكَذلِكَ إنْ أَنْكَرَ أنَّ اللهَ سبحانه يَجِيءُ فهو كَافِرٌ مُكَذِّبٌّ»[29].

قال الرازي في «أساس التقديس» (ص143): «إنَّ الربَّ هو المربي، فلعلَّ ملكًا عظيمًا هو أعظمُ الملائكةِ كان مربيًا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ هو المراد من قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *} [الفجر: 22]».

وقد علق شيخ الاسلام على تأويل الرازي هذا بقوله: «فهل يشك من له أدنى مسكة من عقل وإيمان أنه من المعلوم بالاضطرار في دين الاسلام أنَّ هذا من أعظم الافتراء على الله وعلى رسوله، وعلى كلامه، وأنَّ الله لم يجعل لمحمدٍ قط ربًا غير الله: {وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]»[30].
الوجه التاسع :
يقالُ لهم مَا قالهُ الإمامُ الدارميُّ للجهميَّةِ: ]بيننا وبينكم حجَّةٌ واضحةٌ يعقلهَا منْ شاء الله مِنَ النِّساءِ والولدانِ: ألستم تعلمونَ أنَّا قد أتيناكم بهذهِ الرواياتِ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعنْ أصحابه والتابعينَ، منصوصةً صحيحةً عنهم، أنَّ الله تبارك وتعالى ينزلُ كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا، وقد علمتم يقينًا أنَّا لمْ نخترعْ هذه الرواياتِ، ولم نفتعلها، بل رويناها عَنِ الأئمَّةِ الهادينَ الذينَ نقلوا أصولَ الدين وفروعَهُ إلى الأنامِ، وكانتْ مستفيضةً في أيديهم، يتنافسونَ فيها، ويتزينون بروايتها، ويحتجُّونَ بها على منْ خالفها. قدْ علمتم ذلكَ ورويتموهَا كما رويناها إنْ شاء الله، فأتوا ببعضهَا أنَّهُ لا ينزلُ منصوصًا كما روينا عنهم النُّزولَ منصوصًا حتَّى يكونَ بعضُ ما تأتونَ بهِ ضدًّا لبعضِ ما أتيناكم بهِ، وإلَّا لم يدفعْ إجماعُ الأمَّةِ، وما ثبتَ عنهم في النُّزولِ منصوصًا بلا ضدٍّ منصوصٍ منْ قولهم، أو منْ قولِ نظرائهم، ولم يُدْفَعْ شيءٌ بلا شيءٍ لأنَّ أقاويلهم ورواياتهم شيءٌ لازمٌ، وأصلٌ منيعٌ، وأقاويلكم ريحٌ ليستْ بشيءٍ[31].
يتبع.....
[/size]

محب السلف الصالح
2011-07-05, 22:46
http://i306.photobucket.com/albums/nn242/shimaa-sayed/d1cbff37.gif

جمال البليدي
2011-07-05, 22:56
الشبهة الخامسة ‏: دعواهم في أن نزول الله تعالى يستلزم منه خلو العرش ويستلزم منه أن السماء تقله

رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين بن جماعة
(ت ٧٢٧ هـ) في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"
الثالث، أن القائل بأنه فوق العرش، وأنه ملأه كيف تسعه سماء الدنيا، وهي بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة، فيلزم عليه أحد أمرين: إما اتساع سماء الدنيا كل ساعة حتى تسعه، أو تضاؤل الذات المقدس عن ذلك حتى تسعه، ونحن نقطع بانتفاء الأمرين." انتهى كلام ابن جماعة.

إمام الحرمين الجويني
يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : .... ولا وجه لحمل النزول على التحول ، وتفريغ مكان وشغل غيره فإنّ ذلك من صفات الأجسام ونعوت الأجرام))
الإمام المفسر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي(ت ٦٧١ هـ)
قال في تفسيره ما نصه : "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان
- الإمام البيضاوي
لا فرق بين المجيء والإتيان والنزول إذا أضيف إلى جسم يجوز عليه الحركة والسكون والنقلة التي هي تفريغ مكان وشغل غيره ، فإذا أضيف ذلك إلى من لا يليق به الإنتقال والحركة كان تأويل ذلك على حسب ما يليق بنعته وصفته تعالى .


التعليق:
اعلمْ - سلَّمكَ الله مِنَ الشبهاتِ والشهواتِ - بأنَّ «الأوهامَ الباطلةَ والعقولَ الفاسدةَ لمَّا فهمتْ منْ نزولِ الرَّبِّ مَا يُفهمُ منْ نزولِ المخلوقِ - وهو أنْ يفرغَ مكانًا ويشغلَ مكانًا - نفتْ حقيقةَ ذلكَ فوقعتْ فِي محذورينِ: محذورُ التَّشبيهِ ومحذورُ التَّعطيلِ. ولوْ علمتْ هذهِ العقولُ الضعيفةُ أنَّ نزولَهُ سُبْحَانهُ لا يشبهُ نزولَ المخلوقِ كَمَا أنَّ سمعَهُ وبصرَهُ وعلمَهُ وحياتَهُ كذلك. وإذا كانَ نزولًا لَيْسَ كمثلهِ نزولٌ فكيفَ تنفِي حقيقتَهُ»؟![32].

والكلماتُ المذكورةُ باطلةٌ وعنْ حلى التحقيقِ عاريةٌ.

وزَعْمُ الأشاعرة المعطلة أَنَّ مَنْ قالَ ينزلُ بذاتهِ يستلزم التجسيم والحلول قولٌ بلا علمٍ وكذبٌ وافتراءٌ: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].

والجهمية وأمثالهُم لمْ يفهموا منْ نزولِ الخالقِ إلى السَّماءِ الدنيا إلَّا كمَا فهموا منْ نزولِ المخلوقاتِ، «وهذا عينُ التمثيلِ، ثَّم إنَّهم بعدَ ذلكَ جعلوهُ كالواحدِ العاجزِ منهم الذي لا يمكنهُ أنْ يجمعَ منَ الأفعالِ ما يعجزُ غيرهُ عنْ جمعهِ»[33]. وكذبوا في هذا الفهمِ، وضلُّوا في هذا الظنِّ والوهمِ الكاسدِ.
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يطوي الله عزَّ وجلَّ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذهنَّ بيدهِ اليمنى، ثمَّ يقول: أنا الملكُ. أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المتكبِّرونَ؟ ُثمَّ يطوي الأرضينَ بشمالهِ ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتكبرونَ؟!»[34].
فمنْ هذهِ عظمتهُ، كيفَ يحصرهُ مخلوقٌ مِنَ المخلوقاتِ. سماءٌ أو غيرُ سماءٍ؟! حتَّى يقال: إنَّهُ إذا نزلَ إلى السماء الدنيا صارَ العرشُ فوقهُ، أو يصيرُ شيءٌ مِنَ المخلوقاتِ يحصرهُ ويحيطُ بهِ سبحانه وتعالى[35].
واللهُ - ولله المثلُ الأعلى - أعظمُ منْ أنْ يظنَّ ذلكَ بهِ، وإنَّما يظنُّهُ الذينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67][36].
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: العليُّ الأعلى العظيمُ، فهو أعلى منْ كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ. فلا يكونُ نزولهُ وإتيانهُ بحيثُ تكونُ المخلوقاتُ تحيطُ بهِ، أو تكونُ أعظمَ منهُ وأكبرَ، وهذا ممتنعٌ[37].
فالمخلوقُ إذا نزلَ من علوٍّ إلى سفلٍ زالَ وصفهُ بالعلوِّ وتبدَّلَ إلى وصفهِ بالسُّفولِ، وصارَ غيرهُ أعلى منهُ.
والرَّبُّ تعالى لا يكونُ شيءٌ أعلى منهُ قطُّ، بلْ هوَ العليُّ الأعلى، ولا يزالُ هوَ العليُّ الأعلى مع أنَّهُ يقربُ إلى عبادهِ ويدنو منهم، وينزلُ إلى حيثُ شاءَ، ويأتي كما شاءَ. وهو في ذلكَ العليُّ الأعلى، الكبيرُ المتعال، عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّهِ.
فهذا وإنْ لمْ يتَّصفْ بهِ غيرهُ فلعجزِ المخلوقِ أنْ يجمعَ بينَ هذا وهذا. كمَا يعجزُ أنْ يكونَ هو الأولَ والآخرَ والظاهرَ والباطنَ[38].
وقَالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: ونزولهُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا سلامٌ ممَّا يضادُّ علوَّهُ، وسلامٌ مما يضادُّ غناهُ وكمالهُ، سلامٌ منْ كلِّ ما يتوهَّمُ معطِّلٌ أو مشبِّهٌ، وسلامٌ منْ أنْ يصيرَ تحتَ شيءٍ أو محصورًا في شيءٍ. تعالى الله ربُّنا عن كلِّ ما يضادُّ كمالَهُ[39].

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : ((‏((علينا أن نثبت النزول على الوجه الذي يليق بالله، ومع كونه ‏استوى على العرش، فهو‎ ‎ينزل كما يليق به عز وجل ليس كنزولنا، إذا ‏نزل فلان من السطح خلا منه السطح، وإذا‎ ‎نزل من السيارة خلت منه ‏السيارة فهذا قياس فاسد له؛ لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، ولا‎ ‎يشبه ‏خلقه في شيء من صفاته. كما أننا نقول استوى على العرش على ‏الوجه الذي يليق به‎ ‎سبحانه، ولا نعلم كيفية استوائه، فلا نشبهه ‏بالخلق ولا نمثله، وإنما نقول استوى‎ ‎استواء يليق بجلاله وعظمته، ‏ولما خاض المتكلمون في هذا المقام بغير حق حصل لهم بذلك‎ ‎حيرة ‏عظيمة حتى آل بهم الكلام إلى إنكار الله بالكلية، حتى قالوا: لا داخل ‏العالم‎ ‎ولا خارج العالم، ولا كذا ولا كذا، حتى وصفوه بصفات معناها ‏العدم وإنكار وجوده‎ ‎سبحانه بالكلية، ولهذا ذهب أصحاب رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم وأهل السنة والجماعة‎ ‎تبعاً لهم فأقروا بما جاءت ‏به النصوص من الكتاب والسنة، وقالوا لا يعلم كيفية صفاته‎ ‎إلا هو ‏سبحانه، ومن هذا ما قاله مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف ‏مجهول،‎ ‎والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) يعني عن الكيفية، ‏ومثل ذلك ما يروى عن أم سلمة‎ ‎رضي الله عنها عن ربيعه بن أبي عبد ‏الرحمن شيخ مالك رحمهما الله: (الاستواء غير‎ ‎مجهول، والكيف غير ‏معقول، والإيمان بذلك واجب)، ومن التزم بهذا الأمر سلم من شبهات‎ ‎كثيرة ومن اعتقادات لأهل الباطل كثيرة عديدة، وحسبنا أن نثبت ما ‏جاء في النصوص وأن‎ ‎لا نزيد على ذلك، وهكذا نقول يسمع ويتكلم ‏ويبصر، ويغضب ويرضى على وجه يليق به‎ ‎سبحانه، ولا يعلم كيفية ‏صفاته إلا هو، وهذا هو طريق السلامة وطريق النجاة، وطريق‎ ‎العلم ‏وهو مذهب السلف الصالح، وهو المذهب الأسلم والأعلم والأحكم، ‏وبذلك يسلم‎ ‎المؤمن من شبهات المشبهين، وضلالات المضللين، ‏ويعتصم بالسنة والكتاب المبين، ويرد‎ ‎علم الكيفية إلى ربه سبحانه ‏وتعالى، والله سبحانه ولي‎ ‎التوفيق‎.‎‏)) انتهى كلامه رحمه الله.



فتبيَّنَ بهذا الكلامِ النفيسِ، بطلانُ ما ذكرهُ بن جماعة ومن قال بقوله؛ وأنَّهُ مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ منَ الخيالاتِ والأوهامِ.

وليتأمَّل الجهمية وأمثالهم منْ أهلِ الكلامِ الأثرَ التالي:

قالَ محمَّدُ بنُ حاتمٍ المظفريُّ: سمعتُ عمرو بن محمد يقولُ: كانَ أبو معاوية الضريرُ يحدِّثُ هارونَ الرشيد، فحدثَّهُ بحديثِ أبي هريرةَ: «احتجَّ آدمُ وموسى»[40] فقالَ عليُّ بنُ جعفرٍ: كيفَ هذا وبينَ آدمَ وموسى ما بينهما؟! قالَ: فوثبَ بهِ هارونُ وقالَ: يحدِّثكَ عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضهُ بكيفَ؟! فما زالَ يقولُ حتَّى سكتَ عنهُ[41].

قالَ المحدِّثُ الصابونيُّ معقِّبًا: هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يعظِّمَ أخبارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويقابلها بالقبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ، وينكرُ أشدَّ الإنكارِ على منْ يسلكُ فيها غيرَ هذا الطريقِ الذي سلكهُ هارونُ الرشيدُ رحمه الله معَ مَنِ اعترضَ على الخبرِ الصَّحيحِ الذي سمعهُ بـ«كيف»؟! على طريقِ الإنكارِ لهُ، والابتعادِ عنهُ، ولمْ يتلقَّهُ بالقبولِ كمَا يجبُ أنْ يتلقَّى جميعُ ما يردُ مِنَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.

جعلنا الله سبحانهُ مِنَ الذينَ يستمعونَ القولَ ويتَّبعونَ أحسنهُ ويتمسَّكونَ في دنياهم مدَّةَ حياتهم بالكتابِ والسنَّةِ، وجنَّبنا الأهواءَ المضلَّةَ والآراءَ المضمحلةَ والأسواءَ المذلَّةَ، فضلًا منهُ ومنَّةً[42].



الشبهة السادسة : احتجاجهم بما رواه النسائي في(عمل اليوم والليلة‎)(‎أن ‏الله عز وجل يمهل‎ ‎حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر ‏مناديا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له‎ )).‎


قال الحافظ ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد )) أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له
(( الحديث، وحديث عثمان بن أبي العاص عند أحمد ))
ينادي مناد هل من داع يستجاب له
(( الحديث، قال القرطبي وبهذا يرتفع الإشكال…

14- الإمام العيني في شرح صحيح البخاري
قال أثناء كلامه عن حديث النزول
: وقال ابن فورك : والدليل على صحة هذا ما رواه النسائي من حديث الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد قال : قال رسول الله (ص) : { إنّ الله عز وجل يمهل حتى يأتي شطر الليل الأول ، ثم يأمر منادياً يقول : هل من داع فيستجاب له } ، وصححه عبد الحق ، وحمل صاحب المفهم على النزول المعنوي على رواية مالك عنه عند مسلم ، فإنه قال فيه ، { يتنزل ربنا } ، بزيادة تاء بعد ياء المضارعة ، فقال : كذا صحت الرواية هنا ، وهي ظاهرة في النزول المعنوي ، وإليها يُرد




والجواب على ذلك:‏

أولاً: أن هذه الرواية لا ذكر فيها: لا لنزول الله ولا نزول الملك، فمن أين ‏حكمت بأن النزول هو نزول الملك بأمره؟ فالتعويل على هذه الرواية يلغي موضوع ‏النزول برمته.‏
ثانياً: أنه تفرد بهذه اللفظة حفص بن غياث وهو ‏ممن تغير حفظه قليلا بأخرة,وخالفه غير‎ ‎واحد من ‏الثقات ,مثل:شعبة ومنصور بن المعتمر وفضيل بن ‏غزوان ومعمر بن راشد,فرووه‎ ‎بلفظ((إن‎ ‎الله يمهمل ‏حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ,نزل إلى السماء‎ ‎الدنيا,فيقول:هل من مستغفر‎....)).
فروايته السابقة شاذة وإن صحت فلها وجه‎ ‎وهو‎:‎
الثالث ‏‎:‎‏ إن هذا إن كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم فإن الرب يقول ذلك,..ويأمر مناديا‎ ‎فينادي...لا ‏أن المنادي يقول((من يدعوني فاستجيب له)) ومن ‏روى عن النبي صلى الله‎ ‎عليه وسلم أن المنادي يقول ‏ذلك فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم فإنه-مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر ‏الذي نقلته الأمة خلفا عن‎ ‎السلف-فاسد في ‏المعقول,يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين,كما روى ‏بعضهم((يُنزِّلٌ‎)) ‎بالضم وكما قرأ بعضهم(وكلم اللهَ ‏موسى تكليما)) ونحو ذلك من تحريفهم للفظ‎ ‎والمعنى‎ .‎
الرابع ‏‎:‎‏ أن الرواية على ضعفها خبر آحاد وتمسكك بها أيها الجهمي ينقض ما زعمت ‏التزامه وهو عدم الاحتجاج بحديث الآحاد في العقائد فأنت الذي نقلت قول شيخك الجويني في ذلك :

يقول إمام الحرمين الجويني في الإرشاد ، أثناء كلامـه عما روي بشأنْ النزول : وأما الأحاديث التي يتمسكون بها ، فآحاد لا تفضي إلى العلم ، ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً ، لكنا نوميء إلى تأويل ما دوّن منها في الصحاح ، فمنها حديث النزول ، وهو ما روي عن النبي (ص) أنه قال : { ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة جمعة ويقول : هـل من تائب فأتـوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيب له } الحديث



فلينظر القارئ اللبيب إلى تناقض هذا الجهمي وليحصي عدد تناقضاته وتخبطاته العقدية وليحمد الله تعالى على ما عفاه من عقيدة التعطيل والتحريف الذي لا تثبت على قدم وساق.
الخامس ‏‎:‎‏ أن تحريفكم هذا يحقق حكم أبي الحسن الأشعري فيكم أنكم من ‏أهل الزيغ والضلالة. فقد روى الحافظ ابن عساكر عن أبي الحسن الأشعري أن الله هو ‏الذي "يقول (هل من سائل هل من مستغفر) خلافاً لما قاله أهل الزيغ والضلالة.
وقال "ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله ‏أهل الرواية عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ قال: ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا.
فاعدد: كم من المسائل خالفت بها الأشعري ووافقت بها المعتزلة.‏





الشبهة السابعة :احتاججهم بالأثر المنسوب للإمام مالك رحمه الله :



- الإمام مالك بن أنس رضي الله : سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال (ينزل أمره - تعالى - كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو) اهـ.
(التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء 8 / 105، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82).



والجواب على هذا من أوجه :

أولاً: أن هذه الرواية إن صحت (وهي ضعيفة السند) تعارض رواية مالك الصحيحة المشهورة في الاستواء.‏
والأشاعرة تتناقض موافقهم ففي حديث العلو يحتجون بقول مالك (وكيف عنه مرفوع) وفي حديث النزول يجعلون الكيف معقولاً ومؤولاً بنزول ‏الرحمة.‏
ففي حين ينهى مالك عن إعطاء كيفية للاستواء يجيز حسب هذه الرواية إعطاء تكييف للنزول بأنه رحمة لا نقلة. وكان بإمكانه أن يقول في الاستواء ‏‏(علو مكانة لا علو جهة وتحيز). فكيف ينهى مالك عن طلب الكيفية في الاستواء ثم يفصل النزول بكيفية نزول؟ هذا تناقض!‏
ثانياً: أن المعتمد عند الجهمي وعند عامة الأشاعرة والماتريدية أن السلف فوضوا آيات الصفات ولم يتأولوها وإنما كان التأويل بدعة الخلف. فكيف ‏يذهب مالك إلى قول الخلف؟
ثالثاً: أن الرواية عن مالك لم تصح، فيها حبيب بن أب حبيب قال أحمد "كان يكذب" وقال أبو داود "كان من أكذب الناس" وقال ابن حبان "أحاديثه كلها ‏موضوعة، كان يُدخل على الشيوخ الثقات ما ليس من حديثهم".‏
وقال الحافظ ابن عبد البر شيخ المالكية في عصره عن رواية حبيب "وأنكره آخرون فقالوا: هذا ليس بشيء لأن أمره ورحمته لا يزالان ينزلان أبداً في ‏الليل والنهار". وشكك الذهبي في صحة الروية عن حبيب.‏
وفيها محمد بن علي الجبلّي فقيل إنه كان رافضياً شديد الرفض
وفيها جامع بن سوادة "ضعيف") ومطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري أبو مصعب المدني ابن أخت الإمام مالك: كان مضطرب الحديث وكان ‏يحدث عن مالك وغيره بالمناكير فلعل هذا من مناكيره
فرواية الاستواء قد تلقاها سائر أهل العلم بالقبول وتواترت عندهم. أما رواية النزول فهي واهية معلولة لو صحت لكانت شاذة فكيف وقد ثبت ضعفها!‏
رابعاً: أن الثابت عن مالك خلاف ذلك، فقد ذكر البيهقي صفات الفوقية والنزول والإتيان، ثم روى بسنده عن الوليد بن مسلم قال: سئل الأوزاعي ومالك ‏والثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث فقالوا "أمرّوها كما جاءت".
هكذا أثبته الصابوني عنهم في كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث، وأثبته ابن عبد البر عن مالك: وهو أعلم بمذهب مالك من غيره.‏
ولذا حكى الشيخ عبد القادر الجيلاني عقيدة أهل السنة وذكر منها إيمانهم بأنه تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء، ونسب تأويل ‏النزول بنزول الرحمة إلى الأشاعرة والمعتزلة.‏
خامساً: أن مالكاً لم يتأول صفة الاستواء حين سأله السائل عن كيفية الاستواء، وإنما اكتفى بالقول: الاستواء معلوم والكيف مجهول. ولو كان متأولاً ‏شيئاً من صفات الله لتأول صفة الاستواء من باب أولى. وسئل أبو حنيفة عن النزول فقال "ينزل بلا كيف" فأثبت أبو حنيفة النزول ولم يبطله بنزول ‏الملك بأمره أو نزول رحمته. وليس من العقل الجمع بين النقيضين كأن نقول: ينزل، ولكن ينزل الملك بأمره!‏
ـ أن تأويل النزول بنزول الرحمة باطل فإن الرحمة لا ينقطع نزولها. وتأويلها بنزول الملائكة أكثر بطلاناً فإن الملائكة لا تزال تنزل بالليل والنهار ‏وليس في الثلث الأخير من الليل فقط.‏
ـ وقولهم ينزل أمره باطل ومتناقض فإنه ليس عندهم في السماء شيء فمن أين ينزل أمره؟ أليس ينزل الأمر ممن هو فوق؟.‏
ـ ومن المعلوم عند أهل الكلام أن الرحمة صفة، وأن الصفة لا تقوم بنفسها بل لا بد لها من محل، وهي لا تتكلم بنفسها ولا تقول أنا الله، فالقائل هو الله ‏حقيقة والفاعل هو الله حقيقة. ثم إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا ولم يتنزل إلينا فأي منفعة لنا في ذلك؟

سابعاً: أنه إذا ثبت عن مالك وأحمد وغيرهما تأويل شيء في موارد النزاع فهو تنازع يُرَدّ إلى الكتاب والسنة. وهو تنازع مسبوق بتنازع الصحابة في ‏تفسير القرآن وغيره. فقد اختلف ابن عباس وابن مسعود في قوله تعالى {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} قال ابن عباس "هو دخان يجيء قبل ‏يوم القيامة، بينما قال ابن مسعود "هو ما أصاب قريشاً من الجوع.‏
ـ وروى البخاري عن الفضيل بن عياض أنه قال "إذا قال لك الجهمي أننا لا نؤمن بربٍ ينزل عن مكانه فقل له أنت: أنا أؤمن بربٍ كيف يشاء"(57).‏
وسئل ابن المبارك عن حديث النزول – كيف ينزل؟ فأجابك "ينزل كيف يشاء"(58).‏
ـ فلماذا الميل إلى تأويل صفة النزول؟ أخوفاً من التشبيه، فإنه لا يعتبر تشبيهاً إلا عند أهل الوسوسة. فكما أنهم يؤمنون بإرادةٍ لله ليست كإرادتنا وبكلام ‏ليس ككلامنا: فما الذي يمنعهم أن يؤمنوا بنزول ليس كنزولنا وباستواء ليس كاستوائنا؟!‏



الشبهة الثامنة : نسبة التأويل إلى الإمام الأوزاعي

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :
والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي على أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره، والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف." انتهى كلام النووي.



أقول :
أولا : لقد تقدم الرد على من تأول النزول بنزول الرحمة والأمر والملائكة كما تقدم الرد على نسب التأويل إلى الإمام مالك رحمه الله فلا فائدة في تكرار هذا.

ثانيا : أما نسبة‎ ‎التأويل للأوزاعي فلا تصح ونتنقصها الدقة وكل ما في ‏أمر أنهم تمسكوا بقوله وقول السلف في حديث‎ ‎النزول‎(‎يفعل الله ما يشاء‎) ‎فحملها المأولة على غير ‏محملها‎ ‎وقالو:أنه يحدث شيئا منفصلا عنه من دون أن ‏يقوم به هو فعل أصلا!!!ومعلوم أن هذا لم‎ ‎يرد عن ‏السلف ألبتة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية‎: (‎إن جميع ما في القرآن من‎ ‎آيات الصفات‎ ‎فليس عن الصحابة اختلاف ‏في‎ ‎تأويلها،‎ ‎وقد طالعت التفاسير المنقولة عن ‏الصحابة وما رووه من‎ ‎الحديث ووقفت من ذلك على ما ‏شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة‎ ‎تفسير‎ ‎فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد ‏من الصحابة‎ ‎أنه تأول شيئا من آيات ‏الصفات أو أحاديث الصفات‎ ‎بخلاف ‏مقتضاها‎ ‎المفهوم المعروف


و لم يرد التأويل في كلام الأوزاعي‎.
قال الأوزاعي – رحمه الله‏‎ -: (‎كنا – والتابعون ‏متوافرون – نقول: إن الله فوق عرشه، ونؤمن بما‎ ‎وردت به السنة من صفاته‎)‎الأسماء والصفات للبيهقي ‏ص( 408‏‎

وفي ختامِ الرَّدِّ على الشُّبهاتِ الواردةِ على حديثِ التنزيلِ نقولُ وبالله التَّوفيق: إنَّ «الحقَّ الحقيقَ الذي ينبغي عليهِ التَّعويلُ أنْ نؤمنُ بما وصلَ إلينا عنْ طريقِ محمَّدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنَّ الله ينزلُ إلى السّمَاء الدُنْيَا حينَ يبقى الثلثُ الآخرُ مِنَ الليلِ، ويقولُ: منْ يدعوني فأستجيبَ له؟ منْ يسألني فأعطيهُ؟ منْ يستغفرني فأغفرَ له؟!

ولا يغترُّ بما فاهَ بهِ: جمعٌ منْ أهلِ الكلامِ، ورهطٌ منْ أصحابِ الأوهامِ؛ النَّاكبونَ عنِ الصِّراطِ السويِّ، والمنهجِ النبويِّ. الجامدونَ على سيرِ المنطقيينَ والمتفلسفينَ، فإنَّهم بمعزلٍ عنْ طريقةِ السَّلفِ الصَّالحينَ، وعلى مراحلَ شاسعةٍ عنْ منهاجِ المتقينَ، الذينَ يؤمنونَ بالغيبِ وممَّا رزقناهم ينفقونَ.

فدعْ عنكَ نهبًا صيحَ في حجراتهِ وهاتِ حديثًا ما حديثُ الرواحلِ»[43].



[1] انظر: بدائع الفوائد (1/173)، وجلاء الأفهام (ص82 - 83).

[2] انظر: شرح العقيدة الواسطية (ص400)، للعلاّمة: ابن عثيمين رحمه الله.

[3] مجموع الفتاوى (18/129 - 130).

[4] الذيل على طبقات الحنابلة (4/34).

[5] المهذّب في اختصار السنن الكبير (2/470).

[6] مجموع الفتاوى (16/426).

[7] مجموع الفتاوى (16/432).

[8] مجموع الفتاوى (8/23).

[9] طريق الهجرتين (ص295).

[10] مجموع الفتاوى (5/436 - 437).

[11] مجموع الفتاوى (5/527).

[12] مجموع الفتاوى (5/527).

[13] مجموع الفتاوى (5/458 - 459).

[14] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص59)، تحقيق: بدر البدر.

[15] السراج الوهاج (10/514 - 515).

[16] شرح العقيدة الواسطية (ص401).

[17] الجواب المختار لهداية المحتار (ص33 - 35)، للعلاّمة: ابن عثيمين رحمه الله.

[18] بدائع الفوائد (4/952) [مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة المكرمة، الطبعة الأولى].

[19] التنبيهات السنية (ص207 - 208).

[20] راجع: عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص26 - 27).

[21] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص28).

[22] الغنية (1/57).

[23] شرح السنّة (ص56).

[24] الشريعة (ص1124 - 1126).

[25] الرد على الجهمية (ص79).

[26] الإبانة (3/239).

[27] الرد على الجهمية (ص63).

[28] رواه الذهبي في «العلو» (ص1127)، وصححه الألباني في «مختصر العلو» (ص193).

[29] رواه أبو عثمان الصابوني في «عقيدة السلف» (ص64)، وإسناده صحيح.

[30] بيان تلبيس الجهمية (6/306 – 307) طبعة مجمع الملك فهد.

[31] الرد على الجهمية (ص82).

[32] مختصر الصواعق (2/228 - 229).

[33] بيان تلبيس الجهمية (2/228 - 229).

[34] رواه مسلم (2788).

[35] مجموع الفتاوى (5/482).

[36] مجموع الفتاوى (6/582 - 583).

[37] مجموع الفتاوى (16/422).

[38] مجموع الفتاوى (16/424).

[39] بدائع الفوائد (2/136).

[40] رواه البخاري (3409 و6614 و7515) ومسلم (2652).

[41] أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/181)، وعنه الخطيب في «تاريخ بغداد» (5/243) من طريق آخر وبألفاظ مختلفة، وإسناده صحيح. انظر: «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص127)، تحقيق: بدر البدر.

[42] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص127 - 128) تحقيق: بدر البدر.

[43] السراج الوهاج (10/509 - 511)

قذائف الحق
2011-07-06, 09:49
http://www.azhar2day.com/vb/images/Intro.png
عندما ينظر الباحث المنصف في أسماء بعض المنتسبين إلى أهل السنة الأشاعرة والماتريدية من العلماء والقضاة والملوك والقواد - أقول بعض المنتسبين-، سيجد أن هؤلاء البعض هم الذين تمثل كتبهم ومصنفاتهم المراجع العلمية لكل المسلمين، حتى أن توجيه الطعن إليهم يُعتبر طعنا في دين الإسلام، لكونه طعنا وتشكيكا في عقيدة مؤلفي المراجع الإسلامية الكبرى.
فمذهب الأشاعرة والماتريدية هو المذهب الذي عليه سواد الأمة وأكابر أهل العلم والفضل فيها، وما ذاك إلا لأنه الامتداد الشرعي لما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم .. فلم يبق علم من العلوم لم يكن لهم الريادة فيه، ولا تركوا باباً للمعرفة لم يَلِجُوه، فكان لهم في كل علم من علوم الشريعة وغيرها القدح المُعَلَّى والجبين الأَجْلَى.
أكابر مُفَسِّرِى الأمة من الأشاعرة والماتريدية(1 ):
فمن هذه العلوم التي كان لأهل السنة فضل التقدم والتبريز فيها علم تفسير كتاب الله تعالى والعلوم المتعلقة به، كالقراءات والغريب والمشكل ونحوها .. وإلمامة عَجْلَى بِثُلَّة من أعلام هذا الباب تُطلع الباحث المنصف على هذه الحقيقة.
- الإمام الفذ المفسر والمحدث العلامة القرطبي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير "الجامع لأحكام القرآن"، وقد سارت بتفسيره العظيم الشأن الركبان، حكى في تفسيره مذاهب السلف كلها، قال عنه الداودي في الطبقات "هو من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً".
- الإمام الحافظ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى، صاحب "تفسير القرآن العظيم" و"البداية والنهاية" وغيرها، فقد نقل عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى التصريح بأشعريته، أضف إلى ذلك أنه ولِيَ مشيخة دار الحديث الأشرفية، التي كان شرط واقفها أن لا يلي مَشْيَخَتَهَا إلا أشعري، وزِدْ عليه ما في تفسيره من التَّنْزِيه والتقديس والتشديد على من يقول بظواهر المتشابه.
- الإمام المفسر الكبير قدوة المفسرين ابن عطية الأندلسي رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "المحرر الوجيز"، ألّف كتابه في التفسير فأحسن فيه وأبدع .. وكان رحمه الله من أفاضل أهل السنة والجماعة ومن أكابر أهل الفضل، قال أبو حيان الأندلسي فيه في مقدمة "البحر المحيط": (( هو أجلّ من صنف في علم التفسير، وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير )).
- الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله تعالى, صاحب "البحر المحيط"، و"النهر الماد من البحر"، الحجة الثبت اللغوي، وهو غني عن التعريف به والتنويه بذكره.
- الإمام المقدم فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "مفاتيح الغيب" .. المفسر، المتكلم، الأصولي، إمام وقته، وفريد عصره، كان شجاً في حلوق المبتدعة، وسيفاً مصلتاً على أهل الزيغ والإلحاد.
- الإمام المفسر الحافظ البغوي محي السنة رحمه الله تعالى, صاحب كتاب شرح السنة، وتفسيـره مملوء بما يدل على اعتقاد أهل السنة، وزاخر بالتأويل السُّنِّي لنصوص المتشابه.
- الإمام المفسر أبو الليث السمرقندي الحنفي الماتريدي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير "بحر العلوم"، وكتاب "تنبيه الغافلين وبستان العارفين"، وقد اشتهر بلقب إمام الهدى.
- الإمام المفسر الواحدي أبو الحسن على النيسابوري, أستاذ عصره في النحو والتفسير، كان سنياً أشعرياً من أهل السنة والجماعة، صاحب المؤلفات النافعة والإشارات الرائعة، وله كتاب "أسباب النزول"، وهو من أشهر الكتب في بابه.
- الإمام المفسر أبو الثناء شهاب الدين الآلوسي الحسيني الحسني رحمه الله تعالى، خاتمة المفسرين ونخبة المحدثين كما وصفه الشيخ بهجة البيطار: "كـان رضي الله عنه أحد أفراد الدنيا, يقول الحق ولا يحيد عن الصدق، متمسكاً بالسنن، متجنباً للفتن".
- الإمام المفسر السمين الحلبي رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "الدر المصون".
- الإمام الحافظ المفسر جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى, صاحب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور".
- الإمام المفسر الأصولي القاضي عبد الله بن محمد البيضاوي الحنفي رحمه الله تعالى، صاحب "أنوار التنزيل وأسرار التأويل".
- الإمام الخطيب الشربيني رحمه الله تعالى, صاحب تفسير "السراج المنير".
- الإمام أبو البركات حافظ الدين عبد الله بن أحمد بن محمود النَّسَفِيّ الماتريدي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير "حقائق التنزيل ومدارك التأويل".
وغير هؤلاء ممن لو أطلنا النفس بذكرهم لخرجنا عن المقصود، كلهم كانوا من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.
ومن المفسرين المتأخرين والمعاصرين:
- الأستاذ الداعية سيد قطب رحمه الله تعالى، صاحب الكتاب العظيم "في ظلال القرآن".
- الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور، صاحب التفسير العظيم "التحرير والتنوير".
- الأستاذ الداعية الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "الأساس في التفسير".
- الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى، الذي ارتبط اسمه بالقرآن، حتى إذا ما ذكر القرآن ذكر الشيخ، وإذا ذكر الشيخ ذكر القرآن.
- والشيخ الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله تعالى ورعاه, صاحب "التفسير المنير" و"الفقه الإسلامي" وغيرها من الكتب النافعة.
- والدكتور الداعية عبد الله محمود شحاتة رحمه الله تعالى، صاحب "تفسير القرآن الكريم" وغيره.
- والشيخ العلامة محمد علي الصابوني حفظه الله تعالى، صاحب المختصرات في التفسير و"روائع البيان في تفسير آيات الأحكام".



أكابر محدثي الأمة وحفاظها من الأشاعرة والماتريدية:
منهم على سبيل المثال:
- الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى، إمام وقته والذي لم يرَ مثل نفسه، وقصته مع الإمام الباقلاني تغني عن الإطالة في إثبات اتباعه لمذهب الأشعري.
- الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى، صاحب "حلية الأولياء"، كان من الطبقة الثانية من أتباع الإمام الأشعري، أي من طبقة الإمام الباقلاني والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني والحاكم وابن فورك رحم الله الجميع.
- الحافظ أبو ذر الهروي عبد بن أحمد رحمه الله تعالى، عدّه الحافظ ابن عساكر في الطبقة الثالثة ممن أخذ عن أصحاب أصحاب الأشعري.
- الحافظ أبو طاهر السلفي رحمه الله تعالى، ذكره التاج السبكي في الخامسة.
- الحافظ الحاكم النيسابوري رحمه الله تعالى، صاحب "المستدرك على الصحيحين"، وإمام أهل الحديث في عصره، وشهرته تغني عن التعريف به، اتفق العلماء على أنه من أعلم الأئمة الذين حفظ الله بهم هذا الدين .. ذكره الحافظ ابن عساكر في الطبقة الثانية، أي من أصحاب أصحاب الإمام.
- الحافظ ابن حبان البستي رحمه الله تعالى، صاحب "الصحيح" وكتاب "الثقات" وغيرها، الإمام الثبت القدوة إمام عصره ومقدم أوانه.
- الحافظ أبو سعد بن السمعاني رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "الأنساب".
- الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى، صاحب التصانيف التي طار صيتها في الدنيا والمؤلفات المرضية عند المؤيدين والمخالفين.
- الإمام الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "تاريخ مدينة دمشق"، الذي لم يترك فيه شاردة ولا واردة إلا أحصاها.
- الإمام الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى، ذكره الحافظ ابن عساكر أول الطبقة الرابعة.
- الإمام الحافظ محي الدين يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى، صاحب المؤلفات النافعة التي كتب الله لها القبول في الأرض وبين الناس، مثل كتاب "رياض الصالحين" و"الأذكار" و"شرح صحيح مسلم" وغيرها.
- الإمام المحقق بقية الحفاظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائي، الذي لم يخلف بعده في الحديث مثله، ولم يكن في عصره من يدانيه في علم الحديث.
- شيخ الإسلام الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى، وهو أول من ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، التي كان لا يليها إلا أشعري.
- الإمام الحافظ ابن أبي جمرة الأندلسي مسنِد أهل المغرب رحمه الله تعالى ورضي عنه، صاحب كتاب "بهجة النفوس في شرح مئة حديث من صحيح البخاري".
- الإمام الحافظ الكرماني شمس الدين محمد بن يوسف رحمه الله ورضي عنه، صاحب الشرح المشهور على صحيح البخاري.
- الإمام الحافظ المنذري رحمه الله تعالى، صاحب "الترغيب والترهيب".
- الإمام الحافظ الأبي رحمه الله تعالى، شارح صحيح مسلم.
- الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى، صاحب أعظم شرح على صحيح البخاري المسمّى بـ "فتح الباري" والذي قيل فيه: لا هجرة بعد الفتح.
- الإمام الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى.
- الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى، شارح الصحيح.
- الإمام الحافظ المناوي رحمه الله تعالى.
وغيرهم من أئمة الحديث وحفاظ الأمة ، كانوا من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.
أكابر فقهاء وأصوليي الأمة من الأشاعرة والماتريدية:
قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى: (( وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه – يعني مذهب الأشعري –، وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه، وهل من الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق له، أو منتسب إليه، أو راضٍ بحميد سعيه في دين الله، أو مُثْنٍ بكثرة العلم عليه))اهـ. [تبيين كذب المفتري لابن عساكر: (410).]
وقال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى: (( وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام أن عقيدته - يعني الأشعري - اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب، وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري))اهـ. [طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: (3/365).]
وقول هؤلاء الأعلام يغني عن الإفاضة بذكر أسماء الفقهاء والأصوليين من علماء المذاهب الأربعة المتبوعة، وإلا فإنهم لا تكفيهم مجلدات لحصر أسمائهم، ومن اطلع على كتب طبقات وتراجم علماء المذاهب رأى ذلك جليا، فقد فاقوا نجوم السماء عدّا وسَمَوْا عليها جدّا .
أعلام الأمة في اللغة والأدب من الأشاعرة والماتريدية:
قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني رحـمه الله تعالى: (( وجملة الأئمة في النحو واللغة من أهل البصرة والكوفة في دولة الإسلام كانوا من أهل السنة والجماعة وأصحاب الحديث والرأي.
وكذلك لم يكن في أئمة الأدب أحد إلا وله إنكار على أهل البدعة شديد وبُعدٌ من بدعهم بعيد، مثل الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وسيبويه والأخفش والزجّاج والمبرد وأبي حاتم السجستاني وابن دريد والأزهري وابن فارس.
وكذلك من كان من أئمة النحو واللغة مثل الكسائي والفراء والأصمعي وأبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة وأبي عمرو الشيباني وأبي عبيد القاسم بن سلام .. وما منهم أحد إلا وله في تصانيفه تعصّبٌ لأهل السنة والجماعة ورَدٌّ على أهل الإلحاد والبدعة، ولم يقرّ واحد في شيء من الأعصار من أسلاف أهل الأدب بشيء من بدع أهل الأهواء، ومن كان متدنساً بشيء من ذلك لم يَجُزْ الاعتماد عليه في رواية أصول اللغة وفي نقل معاني النحو، ولا في تأويل شيء من الأخبار، ولا في تفسير آية من كتاب الله تعالى ))اهـ. [التبصير في الدين لأبي المظفر الإسفراييني: (1/190)، الفرق بين الفرق لأبي منصور البغداي: (183)، إتحاف السادة المتقين للزبيدي: (2/102).]
هؤلاء هم المتقدمون من أئمة اللغة والأدب والنحو، ثم جاء مَنْ بعدهم وساروا على نفس الطريق السويّ في الاعتقاد، لم يبدلوا ولم يغيروا، مثل الإمام ابن الأنباري، وابن سيده صاحب كتاب "المخصص" في اللغة، وابن منظور صاحب كتاب "لسان العرب"، والجوهري صاحب "الصحاح"، والمجد الفيروزآباذي صاحب كتاب "القاموس المحيط"، والمرتضى الزبيدي صاحب كتاب "تاج العروس" .. ومن النحويين محمد ابن مالك صاحب "الألفية" المشهورة في النحو، وشارحها ابن عقيل وابن هشام المصري، وغيرهم ممن لا غَناء لمتعلم أو متأدب عن كتبهم ومصنفاتهم .. وكلهم كانوا على عقيدة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم.
كُتّاب سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من الأشاعرة والماتريدية:
قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني رحمه الله تعالى: (( علوم المَغَازِي والسِّيَر والتواريخ والتفرقة بين السقيم والمستقيم، ليس لأهل البدعة من هو رأس في شيء من هذه العلوم .. فهي مختصة بأهل السنة والجماعة)) اهـ. [التبصير في الدين لأبي المظفر الإسفراييني: (1/192).]
وممن صنّف في السير والمغازي من الأشاعرة والماتريدية, فبَلَغَتْ مصنفاتُه ما بلغ الليل والنهار:
- الإمام البيهقي رحمه الله تعالى, صاحب دلائل النبوة.
- الإمام أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى, صاحب دلائل النبوة أيضاً.
- القاضي عياض رحمه الله تعالى, صاحب الشفا في شمائل وأحوال المصطفى , الذي ليس له نظير.
- الإمام الحَلَبِيّ رحمه الله تعالى, صاحب السيرة الحلبية, المسماة بـ"إنسان العيون".
- الإمام السُّهَيْلِيّ رحمه الله تعالى, صاحب "الروض الأنف".
- الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى, صاحب "المواهب اللَّدُنِّيّة".
- الإمام الصالحي الدمشقي رحمه الله تعالى, صاحب "سبل الهدى والرشاد".
- العلامة المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون رحمه الله تعالى.
- الحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى، صنف "السيرة"، و"دلائل النبوة" في كتابه البداية والنهاية.
ومن المعاصرين:
- الشيخ الداعية العلامة محمد الغزالي رحمه الله تعالى، وكتابه الرائع "فقه السيرة".
- العلامة الكبير الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، كتب "فقه السيرة" أيضا.
- الشيخ محمد الخضري بك، صاحب نور اليقين.
- الدكتور أحمد الطيب النجار أحد رؤساء جامعة الأزهر الشريف، صنف "السيرة النبوية"، وهي تدرس إلى الآن في المعاهد الأزهرية.
ومصنفات هؤلاء الأئمة المتقدمين والمتأخرين كذلك هي أهم المراجع التي عليها المعتمد في سيرة المصطفى ، وكلهم على عقيدة الأشاعرة والماتريدية, وعلى ما كان عليه المتقدمون من كتاب السيرة الأوائل, مثل ابن إسحاق والواقدي وابن سعد وابن هشام وغيرهم من أكابر العلماء في السيرة والمغازي.
وكذلك مَنْ صَنَّفَ في التواريخ من الأئمة غالبهم من الأشاعرة والماتريدية:
- مثل الإمام الحافظ ابن عساكر، في كتابه الفذ "تاريخ مدينة دمشق".
- والإمام الخطيب البغدادي، في كتابه "تاريخ بغداد".
- والعلامة عبد الرحمن بن خلدون، في كتابه "العبر وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" المشهور باسم تاريخ ابن خلدون..
- والعلامة ابن الأثير صنف "الكامل".
- والحافظ ابن كثير، صنف "البداية والنهاية".
- والعلامة عبد الرحمن الجبرتي رحمه الله تعالى، صنف كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار".
- والعلامة محمد ابن إياس الحنفي الماتريدي، صنف كتابه " بدائع الزهور في وقائع الدهور". وغيرهم كثير وكثير.
وكذلك من صنّف في تراجم الأعلام:
- مثل الإمام الصَّفَدِيّ رحمه الله تعالى في كتابه الوافي في الوفيات، الذي اختصره في كتابه "أعيان العصر".
- الإمام الباخرزي رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "دمية القصر".
- وابن شاكر الكتبي رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "فوات الوفيات".
- قاضي القضاة ابن خلكان الشافعي رحمه الله تعالى، صاحب كتاب "وفيات الأعيان".
وكُتَّاب تراجم طبقات علماء المذاهب الفقهية، وأصحاب كتب التراجم التي وُضعت حسب القرون:
مثل "الدرر الكامنة" و"إنباء الغُمْر"، كلاهما للحافظ ابن حجر, و"الضوء اللامع" للحافظ السخاوي، و"مرآة الزمان" لسبط ابن الجوزي، و"مرآة الجنان" لليافعي، و"خلاصة الأثر" للمحبّي, و"سلك الدرر" للمرادي, و"الكواكب السائرة" للغَزِّيّ، و"الديباج المذهّب" لابن فرحون، وغيرهم الكثير.
ومما يلحق بما مرّ وهو قريب منه، ما صُنّف في الأنساب والأماكن والبلدان:
مثل كتاب "الأنساب" للإمام السمعاني, و"معجم البلدان" لياقوت الحموي, و"معجم ما استعجم" للبكري, وغير ذلك كثير جداً .. كل أولئك كانوا إما أشاعرة أو ماتريدية.
ونحن في كل هذا إنما نقتصر على من كان معروفاً بين الناس, وإلا فالأمر لا يدخل تحت الجهد والطاقة .. وهؤلاء الذين ذكرناهم وعدّدنا مصنفاتهم، سواء في القرآن وعلومه أو الحديث أو الفقه والأصول أو علوم العربية أو التواريخ والمغازي والسير وغير ذلك، هم عبارة عن مَرَاجِعِ المكتبة الإسلامية التي لا غناء لكاتب أو باحث في أي فن عنها.
وعلى الجملة .. فإن التاريخ على مدى أدواره كلها منذ منتصف القرن الرابع هو خير شاهد على أن مذهب الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم من أهل السنة بجميع طوائفهم هو المذهب الغالب السائد، فأينما ارتحلتَ في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه وشماله وجنوبه, فرايات أهل السنة أعلى ما تراه، ومهما بالغتَ بالرجوع في أحقاب الزمن لن تجد مذهبهم إلا غالباً على كل ما سواه، وذلك لحديث المصطفى  "لا تجتمع أمتي على ضلالة " [صحيح: الزرقاني في مختصر المقاصد: (1179)..]
أضف إلى ذلك .. تلك الصروح الشامخة والمراكز العلمية، التي كانت ولا زالت تنشر النور في جميع أصقاع العالم الإنساني:
مثل الجامع الأزهر في مصر، وجامع القرويين في المغرب، وجامع الزيتونة في تونس، والجامع الأموي في دمشق، وندوة العلماء في الهند، وغيرها من منارات العلوم المبثوثة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كلها تتبنى إما مذهب الأشاعرة أو الماتريدية.
ومن قبلها المدارس الإسلامية التي قامت في حواضر العالم الإسلام قديماً:
مثل المدارس النظامية نسبة للوزير نظام المُلْك، وهي كثيرة، حتى قيل بأنه لا تخلو مدينة من مدن العراق وخراسان من إحداها، وهي من أهم الأسباب في انتشار المذهب السني. ومن أشهرها نظامية بغداد, التي كانت أكبر جامعة في الدنيا يومئذ. وَلِيَ مَشْيَخَتَهَا الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى، وممن وليها أيضاً الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، ونظامية نيسابور التي ولي مشيختها إمام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى، وبعده الإمام الغزالي أيضاً.
ومن تلك الصروح العلمية التي كان لها أكبر الأثر في التاريخ الإسلامي والحركة العلمية في العالم الإسلامي أجمع مدرسة دار الحديث الأشرفية، التي كان شرط واقِفِهَا أن لا يلي مشيختها إلا أشعري، وكان أول من استلم مشيختها الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح رحمه الله تعالى، ثم تعاقب الأئمة بعده، فمنهم الإمام الرباني الحافظ يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى, والحافظ جمال الدين المَزِّيّ, والحافظ تقي الدين السبكي, والحافظ ابن كثير، وغيرهم .. والذين تخرجوا فيها من العلماء لا يُحصَوْن كثرة .. وهكذا استمرّت هذه المدرسة بإخراج العلماء والأئمة والحفاظ والفقهاء والمقرئين قروناً طويلة .. وبقيت كذلك حتى القرن الحادي عشر الهجري، ثم بدأ يدب إليها الضعف, وذلك تبعاً لما كان يمرّ به العالم الإسلامي من تفكك وخور .. ثم هيأ الله لها عالِمين جليلين استطاعا بجهودهما أن يعودا بالمدرسة إلى سابق عهدها، فاستؤنفت فيها حلقات العلم وقراءة الحديث وروايته منذ عام 1272هـ.
كان ذلك بجهود الشيخ يوسف المغربي, ودعم الأمير عبد القادر الجزائري، الذي افتتح المدرسة بقراءة صحيح البخاري، وكان عملهما ذاك كان تمهيداً لبروز مجدد القرن الرابع عشر الهجري المحدث الأكبر محمد بدر الدين الحسني, الذي تسلم مشيختها وأعاد لها عزها ومجدها وفخرها، فمن دار الحديث وعلى يدي شيخها المحدث الأكبر تخرج علماء الشام والبلدات الشامية، وما من عالم بدمشق في عصرنا الحاضر أو طالب علم إلا وهو تلميذ له أو تلميذ لتلاميذه.

سلاطين الأمة وفاتحوها وأبطالها سابقا وحاضرا أشاعرة وماتريدية:
منهم الملك المجاهد الشهيد عماد الدين زنكي، وابنه الملك العادل المجاهد نور الدين محمود رحمه الله تعالى ورضي عنه .. وقد كانا معروفيْن بالتدين، ومحبة العلم وأهله، ومحاربة البدع الاعتقادية والعملية، والسلطان المجاهد الناصر لدين الله تعالى صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وهو الذي حظي بشرف تطهير المسجد الأقصى من الصليبيين.
يقول الجبرتي عن الأشاعرة وصلاح الدين: (( وأظهر الناصر يوسف الشريعة المحمدية، وطهر الإقليم من البدع والتشيع والعقائد الفاسدة، وأظهر عقائد أهل السنة والجماعة, وهي عقائد الأشاعرة والماتريدية، وبعث إليه الإمام أبو حامد الغزالي بكتاب ألفه له في العقائد، فحمل الناس على العمل بما فيه، ومحا من الإقليم مستنكرات الشرع وأظهر الهدي )) [عجائب الآثار للجبرتي: (1/10).]اهـ.
ومنهم الملك الصالح نجم الدين أيوب، والملك المظفر المجاهد التقي سيف الدين قطز رحمه الله تعالى، الذي حظي بشرف دحر التتار عن بلاد الإسلام، والملك المجاهد الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، والملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفي، وابنه الملك الناصر محمد بن قلاوون وابنه السلطان حسن، وبقية السلاطين من نسل قلاوون، ومن جاء بعدهم من حكام وسلاطين دولة المماليك، حتى أنهى حكمها العثمانيون.
ومما يُستشهد به لإثبات فضل السادة الأشاعرة والماتريدية: ما جاء في الحديث من الدعاء والثناء على الجيش الذي يفتح القسطنطينية, وأمير ذلك الجيش .. وهو من الإشارات الباهرة لحبيبنا الذي لا ينطق عن الهوى، رسول الله .
فقد روى جمع من الأئمة عن بشر الغنوي عن النبي  قال: "لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ" [صحيح: البخاري في التاريخ الكبير والصغير، وأحمد في مسنده، والبزَّار، وابن خزيمة، والحاكم وصححه، وأقره عليه الذهبي، وابن عبد البر في الاستيعاب وحسنه].
وهذا الحديث حَدَا بكثير من المسلمين منذ زمن الصحابة إلى الذين بعدهم والذين بعدهم أن يحاولوا الكَرَّة بعد الكرة فتح القسطنطينية، وما ذلك إلا ليحظوا بهذا الشرف السامي والثناء العظيم العاطر من المصطفى ، فذخر الله هذا الشرف وهذه المنقبة للسلطان العثماني ماتريدي العقيدة، محمد الفاتح رحمه الله تعالى، ولجيشه المقدام الجسور .. وفتحت القسطنطينية وفاز الفاتح وجيشه بثناء رسول الله .
ومما لا يخفى على شادٍ في التاريخ, أن محمداً الفاتح والعثمانيين جميعاً كانوا أحنافاً في الفروع، ماتريدية في الاعتقاد.
والسؤال الذي يرد هنا: أيكون ثناء رسول الله  على مبتدع وضال ؟! .. أيصح أن يكون هذا الثناء العاطر على فاتح القسطنطينية من نصيب منحرف في الاعتقاد ؟!
ومن متأخري الأبطال والمجاهدين الذين يفخر أهل السنة والجماعة بهم: الأسد الهصور عمر المختار رحمه الله تعالى، وهو أحد أعلام وأتباع الحركة السنوسية المباركة، والعلامة المجاهد الصوفي الناسك بديع الزمان سعيد النُّورْسي رحمه الله تعالى محيي الإسلام في تركيا بعد أن كادت تودي به رياح اللادينية الأتاتوركية، والبطل المجاهد عز الدين القسام رحمه الله تعالى، وهو من أعلام العلماء النُّسّاك المتصوفة والمجاهدين، والبطل المجاهد عبد القادر الجزائري رحمه الله تعالى، والبطل المجاهد الشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، والبطل المجاهد الإمام شامل في القوقاز .. وغير هؤلاء الكثير ممن لا يحصيهم إلا خالقهم سبحانه وتعالى.
وهؤلاء بعض الذين اشتهروا بين الخواص والعوام على السواء .. فمفاخر أهل السنة لا تدخل تحت الحصر, وأنَّى لنا بكيل ماء البحر أو عدِّ نجوم السماء، وإنما كان ذِكْرُ هؤلاء الأكارم استئناساً لا استشهاداً، إذ فيما ذُكِر سابقاً من الحجج والبراهين كفاية وبلاغ.
ورحم الله الإمام عبد القاهر البغدادي إذ يقول: (( لا خصلة من الخصال التي تُعدّ في المفاخر لأهل الإسلام من المعارف والعلوم وأنواع الاجتهادات, إلا ولأهل السنة والجماعة في ميدانها القدح المعلى والسهم الأوفر )) [الفرق بين الفرق للبغدادي: (283).]اهـ.
ورحم الله الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد حيث قال: (( اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام - علماؤها ودهماؤها -, إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ )) [نيل المرام شرح عقيدة الإسلام لعبد الله بن علوي الحداد: (8).]اهـ.
فللمسلم العاقل أن يتساءل بعد كل ما مر وما قيل:
ما الهدف من القدح بأعلام المسلمين، وإسقاط الهيبة والتوقير من قلوب الأجيال المسلمة لهم ؟!!
لماذا يصر البعض على تحطيم صروح الدين من خلال تحطيم أعلامه ورموزه؟!
تُرى .. ألا يمكن أن يقام مجد للمتأخرين إلا على أنقاض شرف الأولين؟!
لذا – ورغم كل ما ذُكر من أسماء العلماء والحفاظ والسلاطين والمجاهدين والعظماء - سأحاول مستعينا بالله تعالى من خلال هذه الوريقات أن أثبت بالدليل القاطع أن الأشاعرة والماتريدية هم الامتداد الصحيح والتطور الطبيعي لأفكار السلف الصالح, وأنهم أهل السنة والجماعة .. وبعدها سيتضح أمر المجسمة كذلك لكل ذي عينين باصرتين.
----------------------------------------------------
1- جاء هذا الإحصاء لأسماء المفسرين والمحدثين والفقهاء واللغويين والقواد والسلاطين والمجاهدين الأشاعرة والماتريدية في كتاب "أهل السنة الأشاعرة.. شهادة علماء الأمة وأدلتهم" – للأستاذين حمد السنان وفوزي العنجري، ص: (248-268).

http://www.azhar2day.com/up//uploads/images/azhar2day3ba0c5639e.gif

قذائف الحق
2011-07-06, 09:57
http://alharary.com/vb/imgcache/9272.imgcache.gif




الحمد لله الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ الذي لم يتَّخِذ صاحبةً ولا ولدا،
جلَّ ربي لا يُشبه شيئا ولا يشبِهُهُ شىءٌ ولا يَحُلّ في شىءٍ ولا ينحلُّ منه شىءٌ،
جلَّ ربي تنـزَّه عنِ الأينِ والكيفِ والشكلِ والصورةِ والحدِّ والجهةِ والمكان،
ليس كمثلِهِ شىءٌ وهو السميعُ البصير.



نسمع كثيرا من الوهابية يقولون ساق ليست كساقنا وملل ليس كمللنا ويد ليست كأيدينا ويقصد الجارحة فيقول للفيل يد وللقطة يد فهل يد الفيل كيد القطة والعياذ بالله من المشبهة المجسمة. وقد قال أحد المجسمة في عصرنا فسبحان رب العرش الذي جلس على العرش والعياذ بالله فنقول لهذا التافه تقول سبحان أي تنزه ثم تقول جلس!! فهذا يدل على غبائك وحمقك.


وللرد على هؤلاء المجسمة سوف نسرد بعض الأقوال التي تدل على أنه لا بد من التأويل كما اول بعض السلف الصالح او تفويض المعنى لله تعالى كما فعل السلف الصالح مع إعتقاد ان الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه وتنزيهه تعالى عن المكان. سنبدا أولا بإثبات جواز التاويل فنقول لهؤلاء المجسمة ماذا تقولون في قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وقوله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} هنا لو قال الوهابية أن لله نفسا لجعلوا الله يموت والعياذ بالله ولا بد لهم من تأويلها. أما الآية الآية الكريمة {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} فقال المفسرون أي تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك وقيل المعنى تعلم ما لا أعلم ولا أعلم ما تعلم. وليس المعنى أن الله له نفس بمعنى الروح بل الله هو خالق الروح وخالق الجسد، الله ليس روحًا وجسدًا ولا هو روحٌ فقط ولا هو جسدٌ فقط ولا هو جسدٌ بلا روح.

ثم نقول لهم ماذا تقولون في قوله تعالى {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} وقوله تعالى {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} فهل تدعون أنه نسيان لا كنسياننا والله تعالى يقول {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} فهل تأولون أم ماذا يا وهابية؟؟؟؟؟ وجاء في صحيح مسلم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ...". فهل يا مجسمة يجوز لنا أن نقول نثبت لله صفة المرض ولكن ليس كمرضنا ؟؟؟ وهل يجوز أن نعتقد أن العبد إذا مرض مرض الله تعالى أيضا وكان عند المريض على ظاهره وحقيقته ؟؟؟؟ تقدس ربي وتنزه، وأما هذا الحديث فمعناه كما قال الامام الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم "قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد، تشريفا للعبد وتقريبا له، قالوا: ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي".

وعلى هذه القاعدة الواضحة للتأويل سار عليها الصحابة والتابعون وأتباعهم وأئمة الاجتهاد والحفاظ المحدثون وسوف ننقل لكم بعض تأويلاتهم حتى يزداد القلب طمأنينة وانشراحا فنقول ممن أول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "اللهم علّمه الكتاب" فقد نقلت عنه تأويلات كثيرة فيما يتعلق بمسألة الصفات بأسانيد صحيحة نذكر بعضها مع ذكر تأويلات بعض أئمة أهل السنة الأعلام.

1- أول ابن عباس قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فقال "يكشف عن شدة" فأول الساق بالشدة. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13 / 428) والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (29 / 38) حيث قال في صدر كلامه على هذه الآية "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد". ومنه يتضح أن التأويل كان عند الصحابة والتابعين وهم سلفنا الصالح.

2- أول ابن عباس رضي الله عنه أيضا قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قال "بقوة" كما في تفسير الحافظ ابن جرير الطبري (7 / 27).

3-أول ابن عباس النسيان الوارد في قوله تعالى {فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} بالترك ، كما في تفسير الحافظ الطبري مجلد 5 / جزء 8 / ص 201. حيث قال ابن جرير "أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب".

4- أول ابن عباس رضي الله عنهما للكرسي بالعلم فقد جاء في تفسير الطبري (3 / 7) عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه "اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.. وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال: هو علمه"

5- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ المجيء فقد جاء في تفسير النسفي رحمه الله تعالى (4 / 378) عند قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ما نصّه "هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإن واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصّه، وعن ابن عباس: أمره وقضاؤه"

6- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأعين في قوله تعالى {وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} قال رضي الله عنه "بمرأى منا" تفسير البغوي 2 / 322. وقال تعالى {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} قال رضي الله عنه "نرى ما يعمل بك" تفسير الخازن 4 / 190

7- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأيد في قوله تعالى قال تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} قال رضي الله عنه "بقوّة وقدرة" القرطبي17 / 52

8- أول ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} فقد جاء في تفسير الطبري (18/135) ما نصّه "عن ابن عباس قوله {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض"

9- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الوجه في قوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} قال رضي الله عنه "الوجه عبارة عنه". وقال القرطبي في تفسيره" 17 / 165 أي ويبقى الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا وجود الباري تعالى.

10- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الجنب في قوله تعالى {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} قال رضي الله عنه "تركت من طاعة الله وأمرالله وثوابه" روح المعاني الآية 56 من الزمر

11- روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب الامام أحمد وهو كتاب مخطوط ومنه نقل ابن كثير في البداية والنهاية (10 / 327) فقال "روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} أنه : جاء ثوابه. ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه".

12- روى الخلال بسنده عن حنبل عن عمه الامام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول "احتجوا علي يوم المناظرة، فقالوا : تجئ يوم القيامة سورة البقرة . . . ." الحديث، قال : فقلت لهم "إنما هو الثواب". فتأمل في هذا التأويل الصريح.

13- ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قوله تعالى {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ} أنه قال "المراد به قدرته وأمره". قال "وقد بيّنه في قوله تعالى {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} ومثل هذا في القرآن {وَجَاءَ رَبُّكَ} قال: إنما هو قدرته". (دفع شبه التشبيه ص/ 141

14- تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول فقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال "ينزل أمره تعالى كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو" اهـ التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء8 / 105 ، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82

15- تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه فقد حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال "يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجّهكم الله إليه". الأسماء والصفات للبيهقي ص / 309

16- أوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش، بقصد أمره، والاستواء إلى السماء، بالقصد إليها. مرقاة المفاتيح 2 / 137

17- تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء فقد قال الإمام الطبري (1 / 192) في تفسير قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه "علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته....علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال"

18- تأويل الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير للفظ الساق فقد جاء في تفسير الطبري 29 / 38 – 39 عند قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال الضحاك "هو أمر شديد"، وقال قتادة "أمر فظيع وشدّة الأمر"، وقال سعيد "شدة الأمر". وقال الإمام الطبري قبل هذا بأسطر "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد" اهـ.

19- تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال مجاهد رحمه الله "قبلة الله". الطبري 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي ص/309

20- وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} أي إلا هو. دفع شبه التشبيه ص / 113

21- تأويل الإمام الطبري للفظ العين فقد قال رحمه الله في تفسير 16 / 132 قوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} بمرأى مني ومحبة وإرادة.

22- تأويل الحسن البصري رضي الله عنه لقوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} جاء أمره وقضاؤه. تفسير البغوي 4 / 454. ونقل الإمام القرطبي في تفسيره القرطبي 20 / 55 نحو هذا عن الحسن البصري، وقال هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه "جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني.. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني ".. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز" اهـ.

23- تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضحك فقد قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب الأسمـاء والصفـات ص / 470 باب ما جاء في الضحك.. "عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة..." قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي - قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرضى، والبشر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله " يضحك الله إلى رجلين " أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه" اهـ. قال الحافظ ابن حجر فتح الباري 6 / 486 مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزهون العارفون بالله تعالى "قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ "إلى"، تقول: ضحك فلان إلى فلان. إذا توجّه إليه طلْق الوجه مظهراً للرضا به"

24- تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجـه الله. الصحيح كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري8 364 /
وقد نقلُ إجماع الأمة على منهج التأويل حيث قال الحافظ أبو الحسن علي بن القطان الفاسي رحمه الله تعالى الإقناع في مسائل الإجماع 1 / 32 – 33 "وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما قال تعالى، وليس مجيئه بحركة ولا انتقال. وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم. وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافريـن ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء" اهـ.

والله أعلم وأحكم
الله موجود بلا مكان
















وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللَّهِ نُصْرَتُهُ إِنْ تَلَقَّهُ الْأَسَدُ فِي آجَامِهَا تَجِمُ











(http://www.a7bash.com/)


(http://alharary.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=16485)

قذائف الحق
2011-07-06, 10:01
التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز


إن عدول هذه الأمة من الأئمة الثقات أصحاب القرون الأولى المسمين بالسلف المشهود لهم بالخيرية([1])، وكل من نحى نحوهم إلى يومنا هذا كلهم قد أثبتوا التأويل بل أولوا كثيرا من النصوص المتعلقة بتوحيد الله وصفاته وأجمعوا على أن الظاهر من النصوص المشكلة ليس هو المراد على الحقيقة تطبيقا لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء ﴾([2]) وهم بحملهم النص على غير مراده الظاهر لم يبتدعوا أمرا محدثا إنما تعلموه من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
وإليك الأدلة على ذلك:
1- قال تعالى ﴿ إنا نسيناكم﴾([3]) وقال أيضا : ﴿ نسوا الله فأنساهم﴾([4]) حيث ورد لفظ النسيان في هاتين الآيتين منسوبا إلى الله عز وجل ورغم هذا هل نستطيع أن ننسب إلى الله صفة النسيان أو نقول: ( له نسيان لا كنسياننا)؟ وهو جل جلاله يقول: ﴿ وما كان ربك نسيا﴾([5]) قياسا على قولها ( له سمع لا كسمعنا أو له بصر لا كبصرنا )؟!.
الجواب: أن هذا خطأ لا يجوز، لأن المراد من قولنا: ( له سمع لا كسمعنا ) أن نثبت له صفة السمع وننزهه في نفس الآونة من آلة السمع ألا وهي الأذن وذلك بأن نفوض علم الطريقة التي يسمع بها إليه جل جلاله وكذلك الأمر في البصر وفي كل الصفات التي أثبتها هو جل جلاله لذاته العلية، أما صفة النسيان فليست من صفاته وهي صفة نقص في حقه فلا تقاس على السمع والبصر.
2- عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى قال: « يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ....»([6]) الحديث.
وقال الإمام النووي : ( قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له قالوا: ومعنى وجدتني عنده: أي وجدت ثوابي وكرامتي... ) أهـ فتأمل . فلا يجوز لنا إذا إأن نثبت لله صفة المرض مع أن ظاهر الحديث يشير اليها، لأن ذلك يخالف العقيدة السليمة.
وإليك الآن نبذة من تأويل أولئك الرعيل الأول من السلف الصالح أهل القرون الأولى منهم سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله « اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»([7]) وقد نقلت عنه تأويلات كثيرة بمسألة الصفات نذكر منها:
3- ما قاله في قوله تعالى ﴿ فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا﴾([8]). وأن النسيان بمعنى الترك ( أي ففي هذا اليوم – ذلك يوم القيامة – ننساهم يقول نتركهم في العذاب) قال الطبري في تفسيره: ( ونقل ذلك بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد)([9]).
4- قال تعالى ﴿ يوم يكشف عن ساق﴾([10]).
قال ابن عباس : (يكشف عن شدة ) مؤولا الساق بالشدة وكذلك اوله غيره من الصحابة والتابعين أمثال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم([11]).
5- قال تعالى ﴿ السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ﴾([12]).
قال ابن عباس: ( بقوة)([13]) ولفظة (أيد) تستعمل مجازا في معان كثيرة منها ( القوة ) كما مر، ومنها ( التفضيل والإنعام ) كقوله تعالى ﴿ واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ﴾([14]).
ومنهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
6- قال تعالى ﴿ وجاء ربك ﴾([15]) قال الإمام أحمد رضي الله عنه : ( جاء ثوابه)([16]).
قال ابن كثير : ( وكلامه – أي الإمام أحمد- في نفي التشبيه وترك الخوض في الكلام والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أصحابه)([17]).
7- وروى الخلال عن حنبل عن عمه الإمام أحمد بن حنبل انه سمعه يقول: ( احتجوا علي يوم المناظرة فقالوا تجيء يوم القيامة سورة البقرة ...) الحديث. قال: فقلت لهم : إنما هو الثواب). فهذا تأويل صريح منه رضي الله عنه .
8- ومنهم الإمام البخاري رضي الله عنه : فقد أول الضحك في حديث « يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة »([18]). بمعنى ( الرحمة )([19]).
9- ومنهم الإمام الطبري في تفسيره مما أوله هو بكلامه، فقد قال في قوله تعالى ﴿ ثم استوى إلى السماء ﴾([20]) ، ما نصه ( والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله : ﴿ ثم استوى إلى السماء﴾ الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع فيقال له: أي للمنكر زعمت أن تأويل قوله ( استوى) أقبل أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير ، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال([21]).
10- ومنهم الحافظ ابن حجر ، فقد قال: ( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحيل كون ذلك من جهة الحس)([22]).
ويحسن بنا هنا ان نتطرق لموقف السلف الصالح من النصوص التي استدل بها المجسمون على إثبات الجهة لله تعالى :
· قال تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ﴾([23]).
· و قال تعالى ﴿ ويخافون ربهم من فوقهم ﴾([24]).
· و قال تعالى ﴿ وهو العلي الكبير ﴾([25]).
· و قال تعالى ﴿سبح اسم ربك الأعلى ﴾([26]).
· و قال تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾([27]).
· و قال تعالى ﴿ إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته﴾([28]).
هذه النصوص مر عليها السلف الصالح على الحالة التي وردت فيها بدون تعطيل ولا تجسيم ولا تشبيه مع إيمانهم بأن الله تعالى متصف بصفات الكمال ومنزه عن الشرك والشبيه والمثال.
وقد لخص ابن كثير رضي الله عنه مذهب السلف بقوله: ( إنما مذهب السلف الصالح في هذا المقام: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا) هو إمرارها كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾([29]).
بل الأمر كما قال الأئمة ، منهم:
نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: ( من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحية على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك الهدى)أهـ.
وأما معنى الفوقية في النصوص التي استدلوا بظواهرها: فإن النصوص المشتملة على لفظ ( فوق ) كقوله تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾([30]) وغيرها.
إذا قرأنا ما قبلها وما بعدها ونظرنا اليها بتمعن نرى أن جوها جو تهديد ومناسبتها مناسبة بيان سلطة الله تعالى وعظمة سيطرته على مخلوقاته.
وأن كلمات العربية جميعها لا تعبر عن هذا الجو وتلك المناسبة كما تعبر عنها كلمة فوق التي تزيد السيطرة قوة والتسلط عظمة ولذا جاء بها القرآن لكونها أفصح كلمة عربية معبرة عن المراد ومناسبة للمقام فيكون معنى لفظ ( فوق ) هنا في هذه النصوص: السيطة والتسلط بصورة كاملة وتامة عقلا ونقلا فهو محال عقلا: لأن إثبات الجهة والحيز لله تعالى تشبيه له بمخلوقاته لأن المخلوقات تختص بجهة وحيز وتشبيه الله تعالى بالمخلوقات نقص في حقه تعالى وهو منزه عن النقص ومنزه عن التشبيه قطعا.
ومحال نقلا: لأن إثبات الجهة والحيز له تعالى شأنه مخالف لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾([31]). وإثبات الجهة والحيز لله تعالى إثبات لوجود مثيل له في شغل الجهة والحيز والله قد نفى المثيل له فبطل القول بالجهة.
ثم لو تأملنا قوله تعالى في الآية الكريمة نفسها : ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾ مع قول فرعون ﴿ وإنا فوقهم قاهرون ﴾([32]) فهل نفهم أن فرعون ادعى أنه فوق بني إسرائيل بالجهة!!.
ولما ادعى الربوبية قال، أنا ربكم الأعلى وقد قال تعالى لسيدنا موسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى﴾([33]). من ادعى الجهة كان فهمه مثل فهم فرعون حيث اعتقد الجهة لله تعالى وقال: ﴿ قال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ﴾([34]) فرد الله عليه وسحقت عقيدته بقوله تعالى ﴿ وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ﴾([35]) أي سبيل القرب إلى إله موسى لأنه نسب إليه ما هو منزه عنه وهو الجهة والمكان.
أما النصوص المشتملة على العندية والعلو فالمراد بها التعبير عن القدرة والقهر والانتصار الكامل والدائم ومما يؤيد ذلك قوله تعالى لموسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى ﴾([36]) ولم يكن موسى فوق السحرة في المكان وإنما كان فوقهم معنويا حيث قهرهم وانتصر عليهم بإذن الله تعالى ويؤيده أيضا قوله تعالى ﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ﴾([37]) أي أنتم المنتصرون بالقدرة التي أمدكم الله تعالى بها وكذلك لا يجوز تفسير العلو في الآيات التي يستدل بها المجسمون بالجهة لأن في ذلك تشبيه الله تعالى بخلقه وهو مردود لقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾([38]).
وأمثاله من النصوص المعارضة لفهمهم التجسيمي .
وأما عبارات الصعود والعروج والرفع والتنزيل فهي عبارات بعضها متعلق بالملائكة وهي تتصف بهذه الحركات وبعضها الآخر عبارات مجازية استعملت للدلالة على القبول أو للدلالة على المكانة الرفيعة معنويا لا مكانيا كقول القائل: رفعت المديرية كتابا إلى الوزارة . فلا يعني القائل أن الوزارة فوق المديرية مكانيا وإنما يعني أن مقام الوزارة أعلى معنويا بالنسبة للمديرية.
ولا يجوز حمل هذه العبارات على ظاهرها في حقه تعالى لأنه يثبت له الجهة والحيز وهو محال عقلا ونقلا كما قدمنا ، وكذلك مخالف لآيات عديدة منها قوله تعالى ﴿ ونحن اقرب إليه من حبل الوريد﴾([39])، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾([40])، وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾([41])، فكيف يكون في جهة العلو ( على زعمهم ) ثم يكون مع الثلاثة والخمسة ( كما يقول هو )؟! أو يكون مع المخلوقات أينما كانوا؟! أو يكون أقرب إليهم من حبل الوريد المتصل بقلوبهم؟! فأيهما تأخذ: ما يزعمونه من الجهة المحالة عقلا ونقلا والمخالفة للنصوص أم ما يقوله تعالى عن نفسه؟! وأما النصنص التي فهموا منها أن الله تعالى في السماء كقوله تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾([42]) ، وغيره فهي تخبر عن أعمال الملائكة الموجودين في السماء وهي تتعلق بالملائكة لأنهم في السماء فيكون معنى قوله تعالى ﴿ ءأمنتم من في السماء ﴾ هل أمن الكفار العذاب الذي تأتي به الملائكة الموجودون في السماء.
ولا يجوز أن يقال إن الله في السماء لأن السماء سبع سماوات ففي أيهن هو؟
وقال تعالى ﴿ وسع كرسيه السماوات والأرض ﴾([43]) يعني إذا كان الله في السماء فهذا يعني أن الكرسي أكبر من الله والعياذ بالله ... لأن الكرسي أكبر من السماوات والأرض.
وإذا كان الله في السماء وهي محيطة به إذن فهو اصغر منها والعياذ بالله وإذا كان الله في السماء ففي أي سماء؟! وقبل أن يخلق السماء أين كان؟! وكيف يخلق السماء ويحتاج اليها؟! وهل إذا صعدنا إلى السماء نجد الله عز وجل فيها؟!! تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا.
وقوله تعالى ﴿ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب﴾([44]) فمن الذي يطوي هل يطوي نفسه؟! وقوله تعالى ﴿ والسماوات مطويات بيمينه ﴾([45]) فأين يكون الله عز وجل يومها...؟ إن هذا لشيء عجاب !! ثم إذا خرج منها فهذا يعني أنه يتحرك ويدخل السماء ويخرج منها وهذا محال في حقه عز وجل.
فإن قالوا: السماء من السمو وهو العلو وكل ما علاك فهو سماء والله تعالى فوق السماوات السبع على عرشه قلنا: بطل استدلالك بهذه النصوص لأنها تدل على أنه ( على زعمكم ) في السماء أي داخلها وأنتم تقولون إنه فوقها على العرش.
وكذلك نقول لهم : إن قولكم إن الله على العرش يلزم منه أن يكون عرشه أكبر منه فيكون قد عرف حجم الله تعالى وأنه جل جلاله أصغر من العرش! والعياذ بالله نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.
ومما تقدم تبين أم المعاني التي فهموها من هذه النصوص وأثبتوا بها لله تعالى الجهة والحيز غير مناسبة لجلاله تعالى وهي مردودة عقلا ونقلا ومخالفة للآيات والنصوص المحكمة وإنما معناها الصحيح ما ذكرناه فقط.
وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تعارض ما أثبتوه من الجهة لله تعالى وتنفي هذه المعاني المجسمة وإليك بعضا منها:
قوله تعالى ﴿ وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون﴾([46]).
فلو كان فوق عرشه كما يقول المجسمون كيف يخبر عن نفسه انه في السماوات وفي الأرض ثم لماذا يقولن إنه في السماء ولا يقولون إنه في الأرض ؟!
وقوله تعالى : ﴿ والله من ورائهم محيط﴾([47]) فلو كان في جهة الفوق والعلو فقط ( كما يزعم المجسمون ) فكيف يكون وراء المخلوقات ومحيطا بهم.
وقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾([48]) فلو كان جالسا على عرشه فكيف يكون ظاهرا وباطنا؟!
وقوله تعالى ﴿ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾([49]) ، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أينما كنتم﴾([50]) وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾([51]).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء »([52]).
فلو كان الله على عرشه ( على زعم المجسمين ) فكيف يكون العبد على حالة سجوده أقرب ما يكون من ربه؟ وهل السجود إلا على الأرض؟ وهل هو إلا اتجاه نحو الأسفل؟ مما يؤكد خطأ فهمهم لظواهر النصوص التي استدلوا بها على إثبات جهة العلو والفوقية لله تعالى ونسبوا له الحد والحيز جهلا.
ثم قولنا دائما بعد لفظ الجلالة كلمة ( تعالى ) هل هو إلا تنزيه مستمر له جل جلاله عن كل نقص وتشبيه وعن كل ما يخطر في عقولنا القاصرة.
وفي هذا القدر من الايات المعارضة لمذهبهم في الجهة كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع للبراهين والتفسير المناسب لجلاله تعالى وهو شهيد لكمال الله تعالى المطلق وتنزيهه عن الشبيه والمثال([53]).
11- ومنهم الإمام النووي كما مر في بداية البحث عند الكلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه عز وجل قال: « ابن آدم مرضت فلم تعدني ..»([54]) الحديث.
12- ومنهم الإمام سفيان بن عيينة رضي الله عنه : فقد أول حديث « لآخر وطأة وطئها الرحمن بوجٍِ»([55]) فقال: آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطائف.
13- ومنهم الإمام سفيان الثوري رضي الله عنه : فقد سأله معدان عن قوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾([56]) فقال: بعلمه.
14- ومنهم الإمام الترمذي رضي الله عنه : فقد ذكر في سننه بعد حديث الرؤية الطويل الذي فيه : ( فيعرفهم نفسه )([57]) قال: ( ومعنى قوله في الحديث: فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم)([58]).
15- ومنهم الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: فقد قال في حديث نزول الله تعالى : « ينزل ربنا تبارك وتعالى أي أمره»([59]).
16- ومنهم الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه في كتاب : ( الإبانة ) وكتابه ( رسالة أهل الثغر ) فقد قال في كتاب الإبانة : ( وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءا منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تيزده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد )([60]).
17- ومنهم الإمام الحافظ ابن حبان رضي الله عنه : حيث أول حديث : ( حتى يضع الرب جل جلاله قدمه فيها ، أي جهنم )([61]) فقال: ( هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ فتقول : قط قط، تريد حسبي حسبي لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع. قال الله جل جلاله ﴿ لهم قدم صدق عند ربهم ﴾([62]) يريد: موضع صدق لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه)([63]).
18- ومنهم الإمام النضر بن شميل رضي الله عنه حيث أول الحديث: ( حتى يضع الرب قدمه فيها ) أي : ( من سبق في علمه أنه من أهل النار ).
19- ومنهم الإمام الزهري رضي الله عنه : فقد أوله أيضا بأنه : ( من سبق في علم الله أنه من أهل النار ).
20- ومنهم الإمام الحسن البصري رضي الله عنه فقد قال: ( القدم. هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها ).
هذه عشرون شخصية من أعظم الشخصيات من السلف الصالح أصحاب القرون الأولى ومن بعدهم مع ما هو مذكور في باب ( السنة والبدعة ) كلها تثبت أن التأويل ثابت مشروع وأنه من قواعد الشرع ونهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجميعن .


وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف





([1]) وذلك بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» أخرجه البخاري (2652) ومسلم (6419) والترمذي (3859) وابن ماجه (2362) .

([2]) سورة الشورى الآية (11).

([3]) سورة السجدة الآية (14).

([4]) سورة التوبة الآية (67).

([5]) سورة مريم الآية (64).

([6]) أخرجه مسلم (2596) والبخاري في الأدب (517) وابن حبان (269).

([7]) أخرجه الطبراني في الكبير (10587) وفي الأوسط (1444) وأحمد (1/266) والفسوي (1/494) في المعرفة والتاريخ وإسناده صحيح على شرط مسلم والبزار (2674).

([8]) سورة الأعراف الآية (51).

([9]) تفسير الحافظ ابن جرير الطبري المجلد الخامس (8/201).

([10]) سورة القلم الآية (42).

([11]) فتح الباري (13/428) وتفسي الإمام الطبري (29/ 38).

([12]) سورة الذاريات الآية (47).

([13]) تفسير الحافظ الطبري (7/27).

([14]) سورة ص الآية (17).

([15]) سورة الفجر الآية (22).

([16]) ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (10/327) ناقلا إياه عن الإمام البيهقي في كتاب ( مناقب الإمام أحمد ) الذي قال فيه: هذا إسناد لا غبار عليه.

([17]) البداية والنهاية (10/327).

([18]) أخرجه البخاري (2826) ومسلم ( 4869) ومالك (2/ 460) في الموطأ والنسائي (3166) وابن ماجه (191).

([19]) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص (470).

([20]) سورة البقرة الآية ( 29).

([21]) التفسير (1/192).

([22]) فتح الباري (6/136).

قذائف الحق
2011-07-06, 10:04
نماذج من تأويل السلف.. لمن يرمي المؤلة بالتعطيل والجهمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علىسيد النبياء و المرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نماذج من تأويل السلف رضي الله عنهم:

1- تأويل سيدنا ابن عباس رضي الله عنه:1
- قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق )
فقال رضي الله عنه : " يكشف عن شدة " فأول الساق بالشدة .
ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 13 / 428 )
والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره ( 29 / 38 ) وقال: " قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل : يبدو عن أمر شديد " اه‍ .

2- قوله تعالى : ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
قال رضي الله عنه : "بقوة " نقله الحافظ ابن جرير الطبري ( 7 / 27 ) .
وقد نقل الحافظ ابن جرير في تفسيره ( 7/27) تأويل لفظة ( أيد ) الواردة في قوله تعالى :
( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) بالقوة أيضا عن جماعة من أئمة السلف منهم :
مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان .

3- وأول أيضا سيدنا ابن عباس " حبر الأمة و ترجمان القرآن "
النسيان الوارد في قوله تعالى : ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ) "بالترك"، كما في تفسير الحافظ الطبري ( جزء 8 / ص 201 ) .

4- تأويل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه :1
- نقل الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 10 / 327 ) فقال : " روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى : ( وجاء ربك ) أنه : جاء ثوابه . . ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه " .

5- قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 10 / 578 ) :
( قال أبو الحسن عبد الملك الميموني : قال رجل لابي عبد الله - أحمد بن حنبل - : ذهبت إلى خلف البزار أعظه ، بلغني أنه حدث بحديث عن الاحوص عن عبد الله - بن مسعود - قال : " ما خلق الله شيئا أعظم من آية الكرسي . . . " وذكر الحديث ، فقال أبو عبد الله - أحمد بن حنبل - : ما كان ينبغي أن يحدث بهذا في هذه الايام - يريد زمن المحنة - والمتن : " ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي " وقد قال أحمد بن حنبل لما أوردوا عليه هذا يوم المحنة : إن الخلق واقع ههنا على السماء والارض وهذه الاشياء ، لا على القرآن ) . اه

6- روى الخلال بسنده عن حنبل عن عمه الامام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول :
( احتجوا علي يوم المناظرة ، فقالوا : " تجئ يوم القيامة سورة البقرة . . . . " الحديث ، قال : فقلت لهم : إنما هو الثواب ) اه‍ .

7 - - تأويل الامام البخاري رضي الله عنه:1
1- نقل الحافظ البيهقي في " الاسماء والصفات " ص ( 470 ) عن البخاري أنه قال :
" معنى الضحك الرحمة " اه‍ .
2- وقد نقل الحافظ ابن حجر " فتح الباري " ( 6 / 40 ) :
أول الامام البخاري رحمه الله تعالى الضحك بالرحمة .

8- تأويل الحافظ ابن حبان رضي الله عنه:

أول الحافظ ابن حبان في صحيحه ( 1 / 502 ) حديث :
" حتى يضع الرب قدمه فيها - أي جهنم - " فقال : " هذا الخبر من الاخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الامم والامكنة التي يعصى الله عليها ، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والامكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي حسبي ، لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع .

قال الله جل وعلا : ( لهم قدم صدق عند ربهم ) يريد : موضع صدق ، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار ،
جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه " اه‍

9 - تأويل الامام مالك رحمه الله تعالى :
وذكر الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 8 / 105 ): " قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوب حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال :
" يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هو فدائم لا يزول " قال صالح : فذكرت ذلك ليحيى بن بكير ، فقال حسن والله ، ولم أسمعه من مالك " .

10- تأويل الحافظ الترمذي رحمه الله تعالى : ذكر الحافظ الترمذي في سننه ( 4 / 692 )
بعد حديث الرؤية الطويل الذي فيه لفظة " فيعرفهم نفسه " فقال : " ومعنى قوله في الحديث : فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم " اه‍

11- تأويل الامام سفيان الثوري رحمه الله تعالى :

ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 7 / 274 ) في ترجمة سيد الحفاظ في زمانه الامام الثوري أن معدان سأل الامام الثوري عن قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : بعلمه.
**************************
[align=center]هذا غيض من فيض نقلته لأولئك الذين يقولون بأن التأويل لم يرد عن السلف الصالح و يرمون الخلف بالتعطيل ويحرفون الكلم عن مواضعه

وكل ما نقلناه يثبت عن هؤلاء التأويل فهل تقولون إن :

ابن عباس و أحمد والبخاري معطلة أو جهمية أم أنكم تنكرون ذلك عنهم كما هو حال أسلافكم عند قيام الحجة عليهم والله المستعان.

أم ماذا تقول في قول الحق تبارك و تعالى :

( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا )

عــــادل الميـــلي
2011-07-19, 20:22
اسامه الفرجيوي;6508779[/font]]مالك أخي كل كلمة يقولها اهل السنة إلا وأعقبتها بهل تقصد ؟
أنا لا أقصد فكلامي واضح أما ان كنت لا تفهم العربية فتلك مشكلتك ؟
اذا قلت لك أين الله ؟ لماذا ترد بماذا تقصد

حسنا سأجيبك : أقصد ما قصده رسول الله ؟

هل تعلم ما قصده رسول الله ؟ أم أن الصحابة فهموا قده ولم يوصلوه لنا ؟ أم أنهم لم يفهموه ورسول الله لم يوضح لهم قصده ؟

سؤالي في واد وجوبُك في واد!!..فراجع نفسك.

ثم انت لا تثبت على العرش شيئا فلماذا تقول : من فوق عرشه
وإذا لم ينزل الله في الثلث الأخر هل تفهمني قصد رسول الله : ماذا ينزل في الثلث الآخر من الليل ؟
أولا:من تعليقك الأول علمت أنّك لم تفهم كلامي، فسألتك عن قصدك تنبيها لك.. إذ جعلت قول السلفيين قولا لي، وما أنا إلا مخبرٌ عما أعلمه عن اعتقادهم في نزول الله..فراجع نفسك هنا أيضا...وبعدها ناقشني.
ثانيا :قلت أنّي لا أثبتُ على العرش شيئا.. وهذا غير صحيح.. فتثبّت فيما تنسبه لغيرك.

أرفق بنفسك عادل الميلي******* مالي أراك تقول بكلام أهل التأويل
أرفق بنفسك فالحياة قصيرة ****** وأخشى أن تحشر مع أهل التعطيل
أردت تنزيه الإله عن مشابهته ******* لخلقه فصرت تحرف المعنى بتبديل
أرفق بنفسك لا أخالك جاهلا ****** بضلال أهل التأويل والتعطيل
ليس الأمر كما تتصوره.

أم سلمة عادت
2011-07-19, 21:17
جاء في كتاب "العقيدة السنوسية" التي يقدسها الأشاعرة الجهمية أكثر من القرآن العظيم مايلي:

(ليس الله فوق العرش و لا تحت العرش و لا عن يمين العرش و لا عن شما العرش)

أين الله إذن؟؟؟؟

أنتم تقولون أن الله في كل مكان... فلمذا نفيتم وجود ذات الله جل و على فوق و تحت و يمين و شمال العرش؟؟؟

هل خلى العرش من الذات الإلاهية في عقيدتكم؟؟؟

إذن إنتم ترون الحييز و الحد و الجهة؟؟؟ و ذلك لأنكم قلتم هو في كل مكان بذاته ثم نفيتم وجوده بذاته على و تحت و يمين و شمال العرش؟؟

أين أنتم من قوله تعالى: (ثم إستوى على العرش)...

أين أنتم من قوله صلى الله عليه و سلم أن الله فوق العرش: (كتب ربنا حين خلق الخلق في كتاب عنده فوق العرش أن رحمتي سبقت عذابي) أو كما قال صلى الله عليه و سلم
و قوله صلى الله عليه و سلم: (...العرش فوق الماء و الله فوق العرش) أو كما قال صلى الله عليه و سلم

و العشرات من الأحاديث الصحيحة الثابتة في الصحيحين و غيرهما التي تدل على فوقية الله عز و جل و علوه جل و على...

و قول الإمام عبد الله بن المبارك: الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه
و كذا قال سفيان الثوري و الأوزاعي و الليث و الزهري و مالك و أحمد و إسحاق بن راهوية و كل السلف الصالح رضي الله عنهم

- سؤال أخير حيرني في عقيدتكم المتناقضة و المتذبذبة أرجوا أن يجيبني جهمي منكم عليه بإختصار و وضوح و هو:

هل تعتقدون أن التبعض و الأعضاء و التجزء في ذات الله أو صفاته ممكن؟

بعد جوابكم سأطرح سؤال آخر...... أنا في الإنتظار يا جهمية

جرح أليم
2011-07-20, 09:28
سؤالي في واد وجوبُك في واد!!..فراجع نفسك.

ولم أراجع نفسي فأنت دائما تجيب بها تقصد ؟ وإنما أردت أن أنبهك


أولا:من تعليقك الأول علمت أنّك لم تفهم كلامي، فسألتك عن قصدك تنبيها لك.. إذ جعلت قول السلفيين قولا لي، وما أنا إلا مخبرٌ عما أعلمه عن اعتقادهم في نزول الله..فراجع نفسك هنا أيضا...وبعدها ناقشني
.

وما شانك في قول السلفيين ؟ نحن طلبنا قولك ونريد أن نتبع الحق

ثانيا :قلت أنّي لا أثبتُ على العرش شيئا..
إما أنك تنسى كثيرا أو انك متذبذب الأقوال
وهذه أجابة سايقة لك معي :
size]
[size=5]الله قريب مجيب وليس هو في مكان..




وهذا غير صحيح.. فتثبّت فيما تنسبه لغيرك.


ليس الأمر كما تتصوره.

بلى لعلك تفيق !

عــــادل الميـــلي
2011-07-20, 14:50
ولم أراجع نفسي فأنت دائما تجيب بها تقصد ؟ وإنما أردت أن أنبهك[/SIZE]

أنت لم تفهم كلامي فكيف تنبّهني!!!
وما شانك في قول السلفيين ؟ نحن طلبنا قولك ونريد أن نتبع الحق
هو قول الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ..فما أنت فاعل؟.




]بلى لعلك تفيق !
هذا كلامي:

النزول عند المنتسبين إلى السلفية هو انتقال ذات الله من مكان عال ( فوق العرش) إلى مكان أسفل منه (السماء ) على خلاف بينهم هل إذا نزل الله من فوق عرشه يخلو منه العرش أم لا ؟.

فإن أتيت بما يستحق الردّ حاورتك أمّا غير ذلك فلا ألتفت إليه.

إما أنك تنسى كثيرا أو انك متذبذب الأقوال
وهذه أجابة سايقة لك معي :
لستُ متذبذبا وذاكرتي جدّ قوية..وقد دعوتك وقتها لفتح موضوع نناقش فيه المسألة فلم أجد لك ردا!.

http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=5662955&postcount=269

وأجدّد دعوتي هنا.. فأرني حجتك وبيّن لي أو للقارئ تذبذبي وتناقضي!!.

جرح أليم
2011-07-20, 17:26
هذا كلامي:

النزول عند المنتسبين إلى السلفية هو انتقال ذات الله من مكان عال ( فوق العرش) إلى مكان أسفل منه (السماء ) على خلاف بينهم هل إذا نزل الله من فوق عرشه يخلو منه العرش أم لا ؟.

فإن أتيت بما يستحق الردّ حاورتك أمّا غير ذلك فلا ألتفت إليه.
]
[/center]

اعرف أنه كلامك ؟ لكن هل هو الذي تعتقده وتدين به ؟
وما دخلنا في كلام النووي ؟




[color][/font][size=6]


لستُ متذبذبا وذاكرتي جدّ قوية..وقد دعوتك وقتها لفتح موضوع نناقش فيه المسألة فلم أجد لك ردا!.
]


وهل كنت تظن أنني سأفتح صفحة ثانية للنقاش موضوعا واحدا هو أين الله ؟
فنحن لم ننته من الأولى فكيف نفتح الثانية ؟ ]

[size=5]

[b][color=red][font=&quot]ثانيا :قلت أنّي لا أثبتُ على العرش شيئا.. وهذا غير صحيح.. فتثبّت فيما تنسبه لغيرك.
]

إذا أنت تثبت على العرش شيئا ؟

ما هو الموجود الذي تثبته على العرش ؟



[center]
[size=5][color=blue]وأجدّد دعوتي هنا.. فأرني حجتك وبيّن لي أو للقارئ تذبذبي وتناقضي!!.


في ماذا نتناقش ؟ نزول الله رب العالمين بذاته ؟

فهل تثبت ان الله فوق العرش بذاته حتى نتناقش في نزوله ؟

أم سلمة عادت
2011-07-20, 17:32
هذا كلامي:

النزول عند المنتسبين إلى السلفية هو انتقال ذات الله من مكان عال ( فوق العرش) إلى مكان أسفل منه (السماء ) على خلاف بينهم هل إذا نزل الله من فوق عرشه يخلو منه العرش أم لا ؟.




أولا: أصحح لك ما إلتبس عليك بسبب تقليدك لعلماء السوء: النبي صلى الله عليه و سلم هو من قال أن الله عز و جل ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا و ليس السلفيون الذين إبتدعوا هذا القول من عند إنفسهم... رمتني بعلتها و انسلت


ثانيا:

كلامك هذا خطأ من عدة وجوه:

الأول: قولك "المنتسبين إلى السليفية"
هذا قول لإنسان جاهل بالحق -و وصفي هذا ليس مسبة بل أنا أحلل أقوالك فقط- أي أن كلامك هذا فيه نوع جرح على وجهين:
إما أنك تقدح في السلفيين في زمننا هذا
أو أنك تقدح في السلف الصالح و عقيدتهم و العياذ بالله
و كلا الإحتمالين منتقض من وجوه:

الأول: إن كنت تقصد السلفيين فأين أنت من حديث (لا تزال طائفة من أمتي) الذي فسره الإمام أحمد و غيره بأن الطائفة هي أهل الحديث
الثاني: إن كنت تقصد السلف سواء بالطعن في فهمهم للدين أن في الطعن فيهم فهذا كفر بواح و العياذ بالله لأنك مكذب بصريح القرآن و السنة

الثاني: قولك "إنتقال ذات الله"
من أين لك أن العقيدة السلفية -التي هي دين الإسلام الحق قبل دخول شبه و تحريفات علماء الزندقة من علماء الكلام و غيرهم- قلت من أين لك أننا نعتقد أن الله عز و جل ينتقل من مكان عال إلى مكان أسفل منه

هذا قولكم أنتم و غيركم من الذين جمعوا بين التشبيه و التعطيل، أي أنكم شبهتم نزول الرب تبارك و تعالى بنزول المخلوق فتوهمتم بعقولكم المريضة بمرض علم الكلام، فنفيتم ما وصف الله به نفسه و ما وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، بتأويلات كفيرة ما أنزل الله بها من سلطان، إلآ أنكم متبعون لعلماء الزندقة و الكفر من الملاحدة الحهمية الأشاعرة و غيرهم... فتأمل

الثالث: قولك "...يخلوا العرش أم لا"
هذا أيضا قول باطل أحدثه العلماء الزنادقة من الجهمية الأشاعرة و غيرهم، فكيف لك أن تنسبه للسلفيين بلا برهان و لا دليل؟؟؟


و الآن سؤال لك: من أين لكم بتحريف قوله صلى الله عليه و سلم (...ينزل ربنا إلى السماء الدنيا...) بتأول كفري ينزل أمره أو ملك من الملائكة..

إئتني بدليل من الكتاب أو السنة فسر نزول الرب تبارك و تعالى بأنه نزول ملك أو نزول أمره

بما أنك لن تأتني بأي دليل مفسر، سأهجم أنا على هذا التحريف، فأقول و بالله التوفيق:

قول النبي عليه الصلاة و السلام "ينزل ربنا" واضح لكل إنسان عربي فطرته سليمة من نتن علم الكلام و الفلسفة، لذا يلزمكم من تأولكم أمران لا ثالث لهما:

الأول: أنكم تعبدون الملائكة: لأنكم حرفتم "ينزل ربنا" بقولكم الكفري "ينزل ملك"...؟؟؟ لانه يلزمكم أن يكون ربكم هو الملك
الثاني: أنكم تدعون النقص في قدرة الله و علمه، فكيف تقولون "ينزل أمره"، و معلوم أن أمر الله تبارك و تعالى نازل في كل وقت و حين. فكيف لكم بأنه ينزل في الثلث الأخير فقط من كل ليلة...؟؟؟

أيضا، إتهامكم للنبي صلى الله عليه و سلم بأنه لم يبين لنا مراده و تركنا في حيرة و إختلاف، و إلآ كيف يقول "ينزل ربنا" و الحق كما تزعمون غير هذا...؟؟؟ مع أنه صلى الله عليه و سلم أوتي جوامع الكلم و هو أنصح و أفصح مخولق على وجه الأرض و قال الله تبارك و تعالى في حقه (بالمؤمنين رؤوف رحيم)
بل إن قولكم هذا يلزمكم أن نصوص الوحي يلزم منها التجسيم و المشابه لله تبارك و تعالى بخلق... و هذا منتف من عدة و جوه و يقود إلى الكفر و الزندقة و العياذ بالله


إنا في إنتظار الجواب على أسئلتي خاصة الذي في الرد السابق، بإختصار و وضوح من دون لف و لا دوران...

السابق هو:
هل تعتقدون أن التبعض و الأعضاء و التجزء في ذات الله أو صفاته ممكن؟

بعد جوابكم سأطرح سؤال آخر...... أنا في الإنتظار يا جهمية

سعيد أبو زكريا
2011-07-20, 18:45
للأسف ليس للنزول ، كما تفهمونه ،من معنى إلا الانتقال و الحركة يا أم سلمة ، و هو أمر لا يجوز في حق الذات الإلهية ، بدليل قوله تعالى : "ليس كمثله شيء ". أما مذهبنا نحن فهو إما التفويض أو التأويل ، فإذا فوضنا لم نحمل اللفظ على أي معنى و إذا أولنا حملنا اللفظ على ما يليق بالذات الالهية ، لا كما يذهب المشبهة و المجسمة إلى تشويه ذات الله و قياسها على الصورة البشرية ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،.

أم سلمة عادت
2011-07-20, 19:06
للأسف ليس للنزول ، كما تفهمونه ،من معنى إلا الانتقال و الحركة يا أم سلمة ، و هو أمر لا يجوز في حق الذات الإلهية ، بدليل قوله تعالى : "ليس كمثله شيء ". أما مذهبنا نحن فهو إما التفويض أو التأويل ، فإذا فوضنا لم نحمل اللفظ على أي معنى و إذا أولنا حملنا اللفظ على ما يليق بالذات الالهية ، لا كما يذهب المشبهة و المجسمة إلى تشويه ذات الله و قياسها على الصورة البشرية ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،.

ألا تكف من التسجيل في المنتدى بعشرات الأسماء محاول أن توهم الناس أن هناك كثير من الجهمية في هذا المنتدى...


تارة من ميلة و تارة من وهرن و و و و .....؟؟؟؟؟

أظنك ستسجل بإسم آخر بإقامة في نيويورك.... ههههه

أكمل الآية : (ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير)

لمذا تثبتون السمع و البصر... أليس المخلوق يسمع و يبصر... أنتم إذن مشبهة على قواعدكم التي قعدها علماء الزندقة عنكم
لمذا تثبتون العلم أليس "إنشتاين" عالم.... إنتم إذن مشبهة
لماذا تثبتون الإرادة ، أليس للمخلوق إرادة....؟؟؟ ألم تقل سابقا (ليس كمثله شيئ)....؟؟؟
لمااذا تثبتون الحياة، ألسنا أحياء الآن...؟؟؟؟
لماذا تثبتون القدرة، أليس للمخلوق قدرة...؟؟؟؟؟؟
لن أذكر صفة الكلام، لأنكم وافقتم إخوانكم المعتزلة في القول بخلق القرآن، و لن تدلسوا علينا لأننا نعرفكم يا جهمية


أنتم مشبهة إذا طبقنا عليكم قانينكم يا زنادقة.....


لا تنسى أنني في إنتظار أجوبتك يا "بوروبي"

أم سلمة عادت
2011-07-20, 19:08
للأسف ليس للنزول ، كما تفهمونه ،من معنى إلا الانتقال و الحركة يا أم سلمة ،.


شاهدوا التصريح بأنهم مشبهة

إعتقدوا في صفات الخالق ما يليق بالمخلوق فشبهوا ثم نفوا فكان نتيجة ذلك الكفر و العياذ بالله

سعيد أبو زكريا
2011-07-20, 20:02
أولا أنا عضو جديد ، و قد أسأت الظن بالآخرين ، و تطاولت على بريء ، لكن يبدو أنك سليطة اللسان ، و تكيلين التهم يمينا و شمالا و لا تأبهين ، و هذا ليس من خلق المسلم ، هداك الله .
نعم إن الله سميع وبصير ، و لكن ليس معنى ذلك أن له آلة السمع و آلة الإبصار من أذن و عين ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . أنتم عندما تثبتون لله الوجه و اليد و الساق و غير ذلك مما لا يليق بالذات الإلهية ، بالمعنى الحسي ، فقد عمدتم إلى التأويل ، إذ أثبتم للفظ معنى معينا ، لكنه تأويل مجانب للصواب ، بل إنه تأويل مشين لا يرضاه العاقل ، فضلا عن المؤمن الحق .
أما الإرادة و القدرة و العلم ، فهي صفات ثابتة و ضرورية لله تعالى ، غير أن إرادته تعالى و قدرته و علمه ليست كإرادتنا و قدرتنا و علمنا. إن ما تقولونه يا معشر المشبهة و المجسمة يندى له الجبين ، و تكاد الجبال تنهد منه أن جعلتم لله أعضاء حسية ، و جعلتم له جهة ، و كرسيا يحمله ، و ما شابه ذلك . و الله إن قولكم هذا يزيد الملحد إلحادا و الكافر كفرا ، هداكم الله جميعا .

samou el fedjm
2011-07-20, 20:40
[b .
أما الإرادة و القدرة و العلم ، فهي صفات ثابتة و ضرورية لله تعالى ، غير أن إرادته تعالى و قدرته و علمه ليست كإرادتنا و قدرتنا و علمنا. إن ما تقولونه يا معشر المشبهة و المجسمة يندى له الجبين ، و تكاد الجبال تنهد منه أن جعلتم لله أعضاء حسية ، و جعلتم له جهة ، و كرسيا يحمله ، و ما شابه ذلك . و الله إن قولكم هذا يزيد الملحد إلحادا و الكافر كفرا ، هداكم الله جميعا .[/b]

غريب أمركم ؟
فلماذا لا تقولون سمع ليس كسمعنا وبصر ليس كبصرنا واستواء ليس كاستوائنا ونزولا ليس كنزولنا ؟

أليس لله ذات ؟ فإن كانت ليست كذاتنا فصفاته كذلك ؟

أم سلمة عادت
2011-07-20, 20:49
أولا أنا عضو جديد ، و قد أسأت الظن بالآخرين ، و تطاولت على بريء .
نعم إن الله سميع وبصير ، و لكن ليس معنى ذلك أن له آلة السمع و آلة الإبصار من أذن و عين ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . أنتم عندما تثبتون لله الوجه و اليد و الساق و غير ذلك مما لا يليق بالذات الإلهية ، بالمعنى الحسي ، فقد عمدتم إلى التأويل ، إذ أثبتم للفظ معنى معينا ، لكنه تأويل مجانب للصواب ، بل إنه تأويل مشين لا يرضاه العاقل ، فضلا عن المؤمن الحق .
أما الإرادة و القدرة و العلم ، فهي صفات ثابتة و ضرورية لله تعالى ، غير أن إرادته تعالى و قدرته و علمه ليست كإرادتنا و قدرتنا و علمنا. إن ما تقولونه يندى له الجبين ، و تكاد الجبال تنهد منه أن جعلتم لله أعضاء حسية ، و جعلتم له جهة ، و كرسيا يحمله ، و ما شابه ذلك . و الله إن قولكم هذا يزيد الملحد إلحادا و الكافر كفرا ، هداكم الله جميعا .


على الرغم من أنك مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة إلآ أنني سامشي في نقاشك حتى لو أنني أعلم علم يقيني أنك نفس الشخص المدعوى بوروبي

لماذا لم تثبتوا الكلام بصوت و حرف لله عز و جل كما يليق به ؟؟؟

على أقولكم و قوانينكم، يلزمكم من إثبات السمع لوازمها و هي الأذن
و يلزمكم من إثبات البصر العينين و هي ثابتت في الكتاب و صحيح السنة لكنكم تذبذبتم و كفرتم بالكتاب و صحيح السنة فكان هذا جزائكم.

نحن نثبت الساق لله عز و جل، لأن النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه عنه الإمام البخاري في كتاب التفسير، قال: (...فيكشف ربنا عن ساقه...) و لم يقل عن "شدته"، فمن أين لكم بهذا التحريف؟؟؟

نحن نثبت اليدين لأن الله جل و على هو من أثبتها لنفسه في الكتاب العزيز، حيث ثال (لما خلقة بيدي) و لو قلنا هي القدرة، لزمكم أن تكون لله قدرتين فما هما؟؟؟

نحن نقول أن الكرسي موضع القدمين كما قاله الصحابة و التابعون رضي الله عنهم، و نصدق الفلاسفة و علماء الكلام في كفرهم و نكذب السلف رضي الله عنهم في إيمانهم... فهل السلف عندكم مشبهة أو مجسمة؟؟؟

نحن نثبت كل ما أثبته الله لنفسه و ما أثبته له رسوله كما قاله السلف، فهل السلف عندكم مشبهة؟؟؟؟

أجبني على أسئلتي بخصوص التبعض و التجزء....

سعيد أبو زكريا
2011-07-20, 22:35
على الرغم من أنك مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة إلآ أنني سامشي في نقاشك حتى لو أنني أعلم علم يقيني أنك نفس الشخص المدعوى بوروبي

لماذا لم تثبتوا الكلام بصوت و حرف لله عز و جل كما يليق به ؟؟؟

على أقولكم و قوانينكم، يلزمكم من إثبات السمع لوازمها و هي الأذن
و يلزمكم من إثبات البصر العينين و هي ثابتت في الكتاب و صحيح السنة لكنكم تذبذبتم و كفرتم بالكتاب و صحيح السنة فكان هذا جزائكم.

نحن نثبت الساق لله عز و جل، لأن النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه عنه الإمام البخاري في كتاب التفسير، قال: (...فيكشف ربنا عن ساقه...) و لم يقل عن "شدته"، فمن أين لكم بهذا التحريف؟؟؟

نحن نثبت اليدين لأن الله جل و على هو من أثبتها لنفسه في الكتاب العزيز، حيث ثال (لما خلقة بيدي) و لو قلنا هي القدرة، لزمكم أن تكون لله قدرتين فما هما؟؟؟

نحن نقول أن الكرسي موضع القدمين كما قاله الصحابة و التابعون رضي الله عنهم، و نصدق الفلاسفة و علماء الكلام في كفرهم و نكذب السلف رضي الله عنهم في إيمانهم... فهل السلف عندكم مشبهة أو مجسمة؟؟؟

نحن نثبت كل ما أثبته الله لنفسه و ما أثبته له رسوله كما قاله السلف، فهل السلف عندكم مشبهة؟؟؟؟
أجبني على أسئلتي بخصوص التبعض و التجزء....
.
ها أنتم تثبتون لله الجسمية و تتسوّرون بالأحاديث الموضوعة و المنكرة ، و التي تتعارض مع صريح القرآن ، فإذا كان الله عز و جل قد وصف نفسه بأنه " ليس كمثله شيء " و أنه " لم يكن له كفؤا أحد " و أنه " لا تدركه الأبصار و هو يدرك الابصار " ، فكيف لنا أن نقدم الحديث على القرآن ، فأيما حديث تعارض متنه مع روح القرآن ، فلا يعتد به . أما حديثك عن أن السمع و البصر يستدعيان لوازمهما من الأذن و العين ، فلأنكم لا تتصورون الله إلا على هيئة جسمية ، و هو سبحانه قد نزّه نفسه على التشبه بأي من مخلوقاته . أما بالنسبة إلى الكلام ، فالقرآن هو علم الله ، أما الحروف و الأصوات فحادثة ، و هذا مذهب أهل العلم من السلف و أصحاب السنة و الجماعة . أما قولكم إننا نثبت ما أثبت الله لنفسه ، فهذا غير صحيح لأنكم لو أثبتم لفوّضتم ، لكنكم تؤلون اليد و الساق و غيرهما تأويلا حسيا ، و هو ما لا يليق بالذات الإلهية ، فأنتم من تؤولون على نحو وثني صفات الله - سبحانه عما تصفون - أما مذهب أهل السنة و الجماعة ، فهو إما التفويض أو التأويل على نحو يليق بالحق سبحانه .
أما الآية " لما خلقت بيديّ " ، إذا كانت تستلزم أن لله يدين على حد قولكم ، فإن الآية : " فإنك بأعيننا " تسلزم أعينا عدّة لله تعالى ، و هذا ، والله ، منطق فاسد ما أنزل الله به من سلطان .
نحن لسنا جهميين ، و لكن على مذهب اهل السنة و الجماعة من الذين يقدرون الله حق قدره ، و يلزمون الأدب في وصف الله كما وصف نفسه ، و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و الحمد لله رب العالمين .

جواهر الجزائرية
2011-07-21, 17:33
.
ها أنتم تثبتون لله الجسمية و تتسوّرون بالأحاديث الموضوعة و المنكرة ، و التي تتعارض مع صريح القرآن ، فإذا كان الله عز و جل قد وصف نفسه بأنه " ليس كمثله شيء " و أنه " لم يكن له كفؤا أحد " و أنه " لا تدركه الأبصار و هو يدرك الابصار " ، فكيف لنا أن نقدم الحديث على القرآن ، فأيما حديث تعارض متنه مع روح القرآن ، فلا يعتد به . أما حديثك عن أن السمع و البصر يستدعيان لوازمهما من الأذن و العين ، فلأنكم لا تتصورون الله إلا على هيئة جسمية ، و هو سبحانه قد نزّه نفسه على التشبه بأي من مخلوقاته . أما بالنسبة إلى الكلام ، فالقرآن هو علم الله ، أما الحروف و الأصوات فحادثة ، و هذا مذهب أهل العلم من السلف و أصحاب السنة و الجماعة . أما قولكم إننا نثبت ما أثبت الله لنفسه ، فهذا غير صحيح لأنكم لو أثبتم لفوّضتم ، لكنكم تؤلون اليد و الساق و غيرهما تأويلا حسيا ، و هو ما لا يليق بالذات الإلهية ، فأنتم من تؤولون على نحو وثني صفات الله - سبحانه عما تصفون - أما مذهب أهل السنة و الجماعة ، فهو إما التفويض أو التأويل على نحو يليق بالحق سبحانه .
أما الآية " لما خلقت بيديّ " ، إذا كانت تستلزم أن لله يدين على حد قولكم ، فإن الآية : " فإنك بأعيننا " تسلزم أعينا عدّة لله تعالى ، و هذا ، والله ، منطق فاسد ما أنزل الله به من سلطان .
نحن لسنا جهميين ، و لكن على مذهب اهل السنة و الجماعة من الذين يقدرون الله حق قدره ، و يلزمون الأدب في وصف الله كما وصف نفسه ، و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و الحمد لله رب العالمين .


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول.
فقد كثر الحديث عن معتقد أهل السنة والجماعة - أهل الحق والخير والفضل - في صفات الله العلي القدير ، وطرح أهل البدع شبهة أن أهل السنة والجماعة - أهل الحق والخير حفظهم الله وبارك فيهم - مشبهة ومجسمة .
ولنا أن نتساءل هل أهل السنة والجماعة مشبهة ومجسمة ؟

وأنا أورد هنا بعض النقاط التي تلخّص معتقد أهل السنة والجماعة في صفات الله العلي القدير.



أولاً: إن المشبّهة في الحقيقة هم الأشاعرة والمعتزلة والخوارج والشيعة وليس أهل السنه والجماعة.
ولكي نفهم ذلك لا بد من إرساء بعض القواعد التي ننطلق منها.
فإنا نقول أنه لو كان أهل السنة والجماعة قد توصلوا لصفات الله بالعقل والإستدلال لا بالنقل والنص ، لكانوا بالفعل مشبهة ، ولكن هذا لم يحدث عندهم مطلقا ، إذ أن ما قرره أهل السنة والجماعة أنهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه دون تكييف أو تأويل وهذا يحتاج لتفصيل :


1) إن كل صفات الله صفات كمال ، وما نفى عن ذاته من صفات فإنما هي صفات نقص ، وكل صفة كمال ، فالله أحق أن يتصف بها . وكل صفة نقص ننزه الله عنها وننفيها عنه ، وثبوت النقص لصفة هو عين ثبوت الكمال للضد ، لذا فنحن ننفي عنه صفات النقص والإحتياج كما نفاها هو عن نفسه ، فننفي عنه الموت والنوم والأكل والزوجة والولد ونحوه.


2) إن هذه الصفات التي وصف الله بها نفسه هي إما أنها موجودة فيه حقيقة أو لا ، فإن كانت لا فهي صفات نقص ، ولو كانت صفات نقص لما وصف الله بها نفسه ولو على سبيل المجاز. أرأيت لو أن زوجاً وصف زوجته أنها كالكلب في وفائها ، أكانت ترضى بوصفه ؟ علماً أنه إنما شبهها بمخلوق حي وهي كذلك ، والأمر أعظم وأجل عند الله وهو الخالق أن يصف نفسه بالمخلوقات التي يخلقها.
ولا يقال أن الله إنما أراد تقريب المعنى للذهن ، فإن البدائل في اللغة كثيرة ، وأن يلحق النقص في نفسه لأجل إفهام الناس لأمر منزه عنه . كما تعرف العرب أنه ليس بفصيح من استعمل المجاز فأساء لنفسه كي يعبر المعنى، كما أنه ليس بقول بليغ تشبيه الأعلى بالأدنى ، بل هو سفه . وكل من أوّل هذه الصفات بالمجاز إنما مآله تشبيه الأعلى بالأدنى . فتشبيه القدرة باليد ( بل ذكر التشبيه على وجه استعارة) يلزم منه تشبيه قدرة الله بقدرة الإنسان أو تشبيه الله بالإنسان وكلاهما فاسد ، واللغويون قد عرّفوا البلاغة أنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، فأين المطابقة والبلاغة ؟
لذلك فليس كل ما صلح في قول العرب يصلح قولاً للعلي القدير .


3) إن الله قد كرر هذه العبارات والألفاظ كثيرا في كتابه القويم ، ويتعبد المسلمون بتلاوتها كل يوم ، وإن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو المبين لما أبهم في القرآن وهو المفصل لما أجمل ، فمالم يبينه فليس بمبهم ولا يحتاج إلى بيان ، وهذه الألفاظ لو كان مآلها للمجاز لكان مما أشكل على العرب فهمها ، فوجب أن يبيّن الرسول الكريم ما أشكل على العقيدة لكنه لم يفعل ، بل إنه تابع الله في نفس هذه الألفاظ ، وتحدث صراحة عن يد الله التي تبسط بالنهار وبالليل ، وعن عين الله وغيره كثير ليدل دلالة لا لبس فيها أن هذه الألفاظ مبناها على الحقيقة لا المجاز.


4) لو كان أهل السنة والجماعة مشبّهة لأثبتوا لله الأذن كونه سميعاً ، والفم واللسان كونه متكلماً ، ولكنهم لم يفعلوا ، لأن هذه الصفات لم يثبتها الله لنفسه ، وهم لم يثبتوا صفات العين واليد والقدم إلا لأن الله أثبتها لنفسه إبتداء . وهذا دليل على أنهم عندما أثبتوا صفات السمع والبصر لله لم يجروا مجرى التشبيه بسمع الإنسان وبصره ، ولكن من يريد إلزامهم بالأذن هو من شبه السمع بالسمع . وهكذا نقول في التجسيم أيضاً أن إثبات الصفات لله لا يستلزم منها التجسيم ما لم يلحق الإثبات تشبيه.


ثانياً: إذا علم ذلك ، تبين أن أهل السنة والجماعة قد ابتغوا السلامة في الدين والمنهج ، ومبرؤون من التشبيه المفضي للتكييف ، عملاً بقوله تعالى : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ، ولم يعمل غيرهم بهذه الآية ولم يعطوها حقها ، فهم حالما سمعوا بوصف اليد أحالوها على ما عرفوا من يد ، فشبّهوا يد الخالق بيد المخلوق فظهر خلط عندهم ، فسارعوا إلى نفي هذه الصفات وبنوها على التأويل والمجاز ، وهذا من فساد منهجهم في الإستدلال والفهم ، وعملهم بالتشبيه دون إدراك منهم ، إذ أن إثبات اليد لله لا يلزم منه تشبيه يده بيد المخلوق ، وتشبيههم صفات الله بصفات خلقه هي التي أدت إلى نفي الصفات . فالأشاعرة والمعتزلة والخوارج والرافضة هم المشبهة إذاً وليس أهل السنة والجماعة .


ثالثاً: قول المؤولين أن صفات اليد والعين والإستواء ونحوه يلزم منه أن الله جسم هو إستدلال خاطئ ويرجع هذا لفساد منهجهم في التشبيه والقياس ، فالجسم فيه تبضيع وما فيه من صفات إنما هي زائدة عليه ولو استحالت لبقي الجسم جسماً لكون هذه الصفات عرضيه زائدة عليه لا ذاتية فيه ، ولكن هذا ممتنع ومحال على الله ، فإنا نقول أن هذه الصفات صفات ذاتية لله لا تقبل الفك والتركيب كما هو حادث في الأجسام وليست زائدة حتى يكون جسما. فالعين غير اليد وهذا لا يستلزم التبضيع ، إلا على منهج المؤولة القائم على تشبيه صفات الله بصفات الحوادث.



رابعاً: إن المماثلة أخص من المشابهة ، فنفي تشبيه هذه الصفات بصفات البشر كافٍ في إثبات عدم المثلية ، ولا يقال لنا يد كما أن لله يد فلزم التشبيه ، إذ أن هذا أيضا يلزمكم لكوننا نسمع كما أن الله يسمع ، ونبصر كما أنه يبصر ، وهذا أيضا منهج فاسد ، فتوافق شيئين في صفة لا يلزم منه المماثلة والمثلية .
وقد قال تعالى على لسان الملأ من القوم الذين كفروا : " ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون " (المؤمنون 33) والجملة الثانية (يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون ) بدل كل من كل أو بضع من كل من الجملة الأولى ( ما هذا إلا بشر مثلكم ) وهذا يلزم نفي الأولى بنفي الثانية ، أي نفي المثلية بنفي صفة الأكل والشرب مما يأكل ويشرب البشر في العادة ، فالأكل والشرب ثابت إلا أنه نفي المثلية لكون الأكل والشرب مباين لأكل وشرب والبشر.
وهذا عين ما نقوله ، فنحن أثبتنا الصفات التي أثبتها الله لنفسه ، ولكن نفينا المشابهة في ذات الصفة لشيء غيره ، فانتفت المثلية



خامساً: إن ما جرى إعماله في قول العرب من تأويل اليد بالنعمة أو القدرة والعين بالرعاية ، إنما كان بثبوت أصل الصفة بالمشبه إبتداء، ولم يعرف عنهم غير ذلك ، فهم قالوا يد السلطان يريدون قدرته ، ولكن لم يعرف عنهم قولهم يد البحر يريدون جوده وعطاءه أو يد الريح يريدون قوتها ، إلا ما ورد في قول لبيد بن ربيعة في معلقته " إذ أصبحت بيد الشمال زمامها " ، ولم يرد ذلك على ألسنة المئات بل الألوف من الشعراء من قبل ومن بعد البعثه إلا قليلاً منهم ، مما يدل أن هذا الوجه غريب ، إذ لو لم يكن كذلك لتكرر كثيراً في أشعارهم خصوصاً أن الحاجة تكثر لمثل هذا التشبيه .
وحتى لو سلمنا أن هذا القول فصيح ، فإن الله يتكلم بالفصيح الدارج على ألسنة العرب وليس ما كان منه غريباً .
على أني أقول أن غاية لبيد من هذا القول هو وصف حالة البرد التي كانت تأتي مع رياح الشمال ، فوصف اليد للريح فيه تشبيه للريح بالإنسان الذي يعي ما يحمل ويضبط قوته ، وفيه بيان أن هذه الرياح تملك زمام البرد وكأنها تأتي به مختارة له مريدة له ، بمعنى أنه جعل للريح قدرة ومشيئة ، وهي أكمل من القوة ، لأن الريح تضرب وتصيب بلا ضابط ، بخلاف القدرة فهي قوة مضبوطة ومقدرة ، فتشبيهه الريح بالرجل وأن لها يد تملك زمام البرد هو تشبيه موفق على هذا الإعتبار ويخدم أحد مستلزمات البلاغة بتشبيه الأدنى بالأعلى .
وهذه الحالة غير متحققة بتاتاً في كل الآيات التي تشير إلى اليد ، فأي محاولة منا لحمل كلمة اليد على القدرة أو النعمة يلزمنا القول فيها بتشبيه الله نفسه بالإنسان سواء كان تشبيها صريحاً أو ضمنياً وكلاهما ممنوع على الله لإنتفاء الحاجة إليه وإنتفاء البلاغة فيه .
يضاف أيضاً أن حمل اليد على القدرة في قوله تعالى " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي" هو قول سقيم ، إذ أن الله خلق كل خلقه بقدرته ، فما المزية في خلق آدم إذاً ؟
فضلاً عن أن العرب لم تقل اليدان تريد به القدرة قط ، والتثنية في الوصف تمنع المجاز في هذه الحالة .
ومما يؤكد عليه أيضا قول الله رداً على قولهم إن يد الله مغلولة ، بقوله : " بل يداه مبسوطتان " فلو كانت اليد الأولى إشارة إلى عطائه أو كرمه لامتنع الجواب بذكر اليدين ، بل لزم إما ذكر العطاء أو ذكر اليد ، ولكن الإضراب بقوله " بل يداه " إنما هو تأكيد على أن المقصود هو اليد ، ونفى الأمر بالتثنية مع ورود الزعم بالمفرد يدل أن المقصود هو إثبات الصفة - صفة بسط اليد- وإثبات العدد ، ويدل أيضا على انتفاء وجود أكثر من يدين .


سادساً: ما يقال في اليد هو نفسه ما يقال في العين ، فالله أثبت لنفسه العين في أكثر من موضع في كتابه الكريم ، منها قوله : " فاصنع الفلك بأعيننا ووحينا" وصح عن ابن عباس أنه فسر بأعيننا: عين الله. وقوله تعالى : " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " ، وقوله : " ولتصنع على عيني "

فإن قيل أن هذه الآيات لا يمكن حملها على ظاهرها ، إذ كيف تصنع السفينة بعين الله ؟ وكذلك قوله: " فإنك بأعيننا " ، وقوله :" ولتصنع على عيني" إذ كيف يكون موسى داخل في عين الله؟
فإنا نقول هذا كناية عن الرعاية ولكن فيه إثبات للعين ، فنحن نقول الولد في عيني كناية عن الرعاية ، وهذه الكناية لا تصح إلا إن كان لنا عين حقيقية على نحو ما أسلفت في (5) ، وهذه الآيات وإن كانت كنايات على الرعاية ، إلا أنها أثبتت صفة العين على وجه الحقيقة ، وإلا لزم القول أن الله شبّه نفسه بالإنسان وألحق لنفسه صفة نقص لمجرد أنه يريد الخطاب بالكنايات وهو في غنى عنها ، ولا ريب أن هذا ممنوع على الله .
بقيت إشارة ، وهي أن اهل السنة والجماعة لم يثبتوا عيونا لله ، بل عينين إثنتين ، كما جاء في حديث صفة الدجال فيما رواه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنه ولعن من لعنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الدجال أعور، ثم قال: إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه .
وإن الأعور في اللغة من له عينين إحداهما معطوبة ، فنفي صفة العور عن الله دليل على وجود عينين ، لأن صفة العور نقص ، ولو وجدت أكثر من عينين لذكرها الرسول الكريم وبيّن أن كل أعينه سليمة ، ولكنه اكتفى بنفي العور ، وهذا دليل على إثبات عينين فقط .
ولا ريب أن إشارة النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى عينه كما جاء في رواية ابن عمر - رضي الله عنه ولعن من لعنه - تأكيد لما جاء في إثبات العين في القرآن الكريم .
ولو أن الله بلا أعين للزم أن تكون صفة نقص ، والرسول الكريم أعلم الناس بما جاء في كتاب الله ، ولما كان أشار إلى عينه ، ولما اكتفى بنفي العور عن الله ، وللزمه ذكر الله بأكمل صفاته وأحسن ما فيه .
وقد درجت لغة العرب أن نفي العيب عن شيء هو إثبات لخلو ذاك الشيء من العيب ، فقولهم عن الشيء ليس أعمى معناه أنه له عين يبصر بها ، ونفي الصمم عندهم معناه القدرة على السمع ، لذا فإنهم لا يقولون أن البحر ليس أعمى أو أن الجبل ليس أصم ، لأن الجبل ليس محلا لهذه الصفات وكذلك البحر ، وإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما نفي صفة العورعن الله قد أثبت سلامة العينين ، ولو كان يقصد نفي مطلق العيب (أقصد عيب العور) عن الله لما كان كلامه هنا فصيحاً وهو أفصح العرب ، ولكان الأولى نفي صفة العينية بالمطلق عن الله طالما أنه في معرض مدح الله بصفات كماله ، فنفي العور عنه هو قول مشوش ركيك مثير للريبة ، والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه منزه عن هذا فلزم القول بثبوت العينين .

سابعاً: إن قولهم إن الله جل وعلا قد منحنا العقول لنستدل به على صحة الأخبار من عدمها ، وأن الخبر إذا دل دليل قطعي محسوس على خلافه وجب رده، فهذا قول غير صحيح من وجوه
1) إن منحنا العقول لا يستلزم منها الإحاطة بكل الأشياء، بل بالمدركات ، والمدرك ما كان داخلاً في إدراك العقول .
2) إن الله قد أخبرنا عن شجرة الزقوم في قعر الجحيم ، وقد دل الدليل الحسي القطعي أن لا سبيل لوجود شجرة في نار الدنيا فما بالنا بنار الآخرة ؟ فثبت أن الخبر معارض لما تدركه العقول والأدلة الحسية القطعية ، ومع ذلك لم نردّه ولم نؤول الشجرة ولم نصرف معناها إلى غير ظاهره بل أثبتنا الإسم وأحجمنا عن التكلم عن الماهية. والمشاهد المحسوس أن كثيراً من الأمور تخرج عن إدراك العقل والحس ، فلا يمكن الحكم عليها نفياً ولا إثباتاً ما لم يكن الحاكم مدرك لتلك الأمور لأن الحكم على شيء فرع تصوره، والعجز عن التصور يستلزم التوقف عن إطلاق الحكم ، والقبول بالنقل الصحيح.

ثامناً: ما قلناه في صفات اليد والقدم والعين نقوله في أفعال الإستواء والنزول من السماء. أما الإستواء فهو معلوم والكيف مجهول ، ومن ادعى علينا أنا نزعم أن الله يجلس على الكرسي فهو كاذب، إذ لم يقل أحد من علمائنا أن الإستواء هو الجلوس، وما أورده الإشاعرة عن الإستواء بمعنى الإستيلاء لا يصح لغة ولا نظراً، أما اللغة، فالإستواء إفتعال من الفعل سوى والإستيلاء استفعال من الفعل ولى ، وشتان بين الأمرين ، وسئل الخليل بن أحمد عن الإستواء بمعنى الإستيلاء فقال هذا كذب ولا يعرف عن لغة العرب. أما النظر فإن الإستيلاء يستلزم الثنوية في الأمر ولا ريب أن فعله جل وعلا في الإستواء كان على تفرّد منه دون مزاحمة من أحد .
أما ما ورد عن بيت الأخطل النصراني الذي يذكر فيه الإستواء بمعنى الإستيلاء فهو شاذ في اللغة ولم يتابعه عليه أحد، والقرآن إنما اعتبر ما فصح من لغة العرب لا ما شذ عنهم ، وليس كل ما قالته العرب يصلح أن يكون في القرآن.
وأما النزول، فهو كما قاله رسولنا صلى الله عليه وسلم ، مصداقاً لقوله تعالى : " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" والله لا يحيّر عباده، فإن إجتماع لفظتي الرفع والصعود في الجملة دلت على أن المقصود منه الرفع الحسي المعلوم، ولو كان غير ذلك لكان حريّاً بالرسول صلى الله عليه وسلم أن ينبه إلى هذا ولا يستعمل لفظة نزول في حق الله . وكل من اعترض على فعل النزول شبهه بنزول المطر من السماء إلى الأرض، فقال هل الله ينزل في كل وقت إذاً ؟ ومنشأ الخلل في الفهم هو قياسه نزول الله على نزول المطر ، فإن الآخر يكون إنتقالاً من مكان لآخر وشغلاً وتفريغاً للحيز بخلاف نزول الله الذي لا نعلم عنه شيئاً ، وصفات المخلوقات تخضع للزمان والمكان بخلاف صفات الله .
وقد علمنا أن الله لم يزل سميعاً بصيراً ، وقد تكلم مع موسى ، فلم ننف صفتي السمع والبصر عنه في زمان كلامه مع موسى على خلاف صفات السمع والبصر لسائر مخلوقاته .

تاسعاً : أن ما قيل عن النزول والإستواء يقال عن المكان، فقالوا: إن كان قد استوى فقد حل في مكان، وإن نزل فهو حال في مكان. وهذا أيضاً من سوء فهمهم وفساد استدلالهم، فإنا لا نتكلم عن الله كما نتكلم عن المخلوق، وما قالوه ينطبق على المخلوق أيضاً ، والله مباين لخلقه وعرشه. وقلنا أن المكان ليس وجودياً مخلوقاً، لأن أول ما خلق الله القلم ، ولو كان المكان وجودياً مخلوقاً للزم خلق مكان له قبله.
وكذلك العالم كله لزمه مكان فهو مخلوق أيضاً فلزمه مكان أيضاً وهو مخلوق فلزمه مكان مما يستلزم التسلسل إلى ما لا نهاية. وقولنا الله في السماء فوق عرشه لا يستلزم الإحاطة بالمكان إلا أن نثبت أن الحيز أمر وجودي مخلوق وهذا ما لا سبيل إلى إثباته.
فإن قيل: فإن عدم قولكم أن المكان مخلوق يستلزم قدمه ؟
نقول: لو كان وجودياً صح لكنه عدميٌ ، ولو كان وجودياً للزمه مكان آخر يحويه ولزم ذاك المكان مكان آخر يحويه وهكذا يجر إلى ما لا نهاية من المخلوقات قبل خلق المخلوق. كما لنا أيضاً أن نقول أن المكان إن كان مخلوقاً ، فقد خلق الله المكان ، ولم يخلقه في نفسه بل مفارق عنه، وخلق فيه العالم، فاستواؤه على العرش بعد ذلك لا يستلزم الدخول في المكان .

عاشراً: ما قلناه عن الإستواء والنزول وغيره نقوله عن مسئلة رؤية الله في الآخرة. فنقول اننا لم نؤمن برؤيته بالاستدلال على مسئلة الصفات ، بل آمنا بذلك بالنقل، فانتفى التشبيه والقياس. قالوا: إن الله قال " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " وهذا يمنع رؤيته . ونقول
1) قد ثبتت نصوص أخرى تقول برؤية الله في الآخرة فنجمع بين النصوص ونقول أن الآية تفصّل ما هو من شأن الدنيا لا الآخرة.
2) إن عدم رؤيتنا لله ليس لامتناعٍ في ذاته بل لعجز أبصارنا عن الرؤية ، ولا ريب أن الله يفعل ما يريد ، وهو قادر على أن يزيل هذا الإعجاز عن أبصارنا إذا أراد.
3) إن إدراك الشيء بالبصر أكمل من رؤيته، وإنما نفت الآية الإدراك بالبصر ، ونفي التمام لا يستلزم نفي الأصل. ومعلوم أنا لا ندرك السماء بأبصارنا ولكننا مع ذلك نراها بأعيننا.
4) أما ما ورد في الحديث : نور أنى أراه ، فيفسره حديث آخر بلفظ : وحجابه النور. فالنور يحجب الله ويمنع رؤيته ، وهو دليل أن الله يمكن رؤيته إن شاء ، لأن اللفظ يشير إلى أن المانع من الرؤية هو حجاب النور ، والله بيده إزالة حجاب النور إن شاء، ولو امتنع رؤية الله بالمطلق لما كان في ذكر قول: " نور أنى أراه" ، وقول " حجابه النور" فائدة .

هذا ملخص لإعتقاد أهل السنة والجماعة - أهل الحق والخير والفضل - في مسئلة صفات الله العلي الكبير.

هذا وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والعن اللهم من بدلوا دينك وأهانوا كتابك وطعنوا بأصحاب نبيك ، وجعلوا التقية والمتعة من شرعك ، فالعنهم لعناً أبدياً سرمدياً إلى يوم الدين ، ولا تقبل منهم عدلاً ولا صرفاً ، ولا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.

abedalkader
2011-07-21, 17:50
السلام عليكم

وفق الله اهل الخير الى الخير

ونصر الحق واصحابه

متابع مر من ها هنا

والسلام عليكم

سعيد أبو زكريا
2011-07-21, 19:56
بسم الله الرحمن الرحيم
سأثبت في هذا الصدد ردا على ما جاءت به أم منير دراسة لأحد الباحثين الأشاعرة ، يبين فيها الفرق بين من هم أتباع السنة و الجماعة و من هم مجانبون لهم من التيميين و الوهابيين :
إن الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
فهذه رسالة أذكر فيها ما يقيد المعنى المراد من مصطلح :
( أهل السنة والجماعة) وذلك لما لهذا المبحث من أهمية بالغة في هذا الزمان بل وفي كل زمان.
وسوف أوجه الكلام إلى تحقيق معنى خاص ليفهم القارئ أنه هو السبب في تأليف هذه الرسالة .
وهذا الأمر هو هل يمكن أن ندرج العقيدة التي يعتقد بها ابن تيمية
والعقيدة التي يعتقد بها السادة الأشاعرة تحت باب واحد ؟ .
والحقيقة أنني قد كتبت حول هذا المعنى كلاما مفصلا وعددت فيه كثيرا من المسائل التي تبين وجوه الخلاف الحقيقية في كثير من الأصول بين ابن تيمية وأتباعه (ولنسمهم التيميين ) من جهة ، وبين سائر الأشاعرة من جهة أخرى ، كائنا من كان منهم مستحقا اسم أهل السنة والجماعة! .
وهذه المسائل الأصول من عرفها وعرف أن الخلاف قائم بين هذين الفريقين فيها ، عرف قطعا أنه يكون من الغباء التام أن يدرج ابن تيمية والأشاعرة تحت اسم واحد، إلا إذا كان لا يعرف ما الذي يقوله، أو عرف وعرف ما يندرج تحته من تناقضات وتخابطات، ومع ذلك أصر على ما يقول، ومثل هذا لا يلتفت إليه في العلوم والمعارف، لأنه ليس منضبطا بموازين العلم الصحيحة وإن حسب نفسه كذلك.
ولن نطيل على القارئ في هذا الكلام العام الذي يمكن أن ينطبق على كثير من الناس، بل سوف نبين مقصدنا ونصرح به ونوضحه قدر ما نستطيع، لكي لا يبقى بعد ذلك واحد حائرا .
أول ما نتكلم عليه باختصار هو مفهوم اسم أهل السنة والجماعة:
فنقول:
إن اسم أهل السنة والجماعة أطلق في التاريخ على طائفة من الناس اشتركوا في أصول معينة، وأجمعوا على أقوال محددة.
وهذا الاسم لا يستطيع أحد أن يقول إنه قد ورد نص من الرسول على أنه يجب أن يطلق على هذه الطائفة، وبالتالي فهو لا يمكن أن يكون إلا اصطلاحا منهم أو من غيرهم على تسميتهم كذلك. وذلك تبعا لما لوحظ عليهم من اشتراكهم على هذه الأقوال.
ولذا فإن انتساب الواحد إلى الطائفة التي يقال عليها أنها أهل السنة والجماعة لا يدخله الجنة لمجرد ذلك، ولا يكون خروج أحد من هذه الفرقة حكما عليه بالدخول قطعا في النار.
هذا الأمر يجب أن يدركه كل واحد من الذين يتصدون للكلام على مثل هذه المباحث.
واعلم أن النزاع والخلاف حول هذا الاسم على من يطلق ، لا يدخل فيه كثير من الفرق، فإن الشيعة مثلا لا يقولون إنهم هم أهل السنة والجماعة، والمعتزلة كذلك لا يقولون إنهم هم أهل السنة والجماعة، وكذلك الزيدية والإباضية وغيرهم من الفرق، إلا فرقتين اثنتين هما الأشاعرة والتيميين.
هاتان هما الفرقتان اللتان تتنازعان هذا الاسم في هذا الزمان خاصة.
وإن كان النزاع محسوما في سائر العصور لصالح السادة الأشاعرة.
فالعلماء قد اتفقوا على أن الأشاعرة هم الممثلون الحقيقيون للسنة والجماعة وأنها الفرقة التي كشفت عن حقائق هذا الدين مما أهلها لن ينضم تحت لوائها جماهير علماء الإسلام.
فانظر إلى ما قاله الإمام تاج الدين السبكي صاحب كتاب جمع الجوامع وغيره من الكتب المفيدة، فقد صرح في كتابه (معيد النعم ومبيد النقم) فقال:
وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة -ولله الحمد- في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله، لا يحيد عنها إلا رعاع من الحنفية والشافعية ، لحقوا بأهل الاعتزال، ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبرأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلا أشعريا عقيدة. وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول، ورضوها عقيدة، وقد ختمنا كتابنا جمع الجوامع بعقيدة ذكرنا أن سلف الأمة عليها، وهي وعقيدة الطحاوي وعقيدة أبي القاسم القشيري والعقيدة المسماة بالمرشدة مشتركات في أصول أهل السنة والجماعة.)أهـ
وقال العلامة الزبيدي في شرحه على الإحياء(1/7):
إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية.
قال الخيالي في شرحه على العقائد:
الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة، هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار . وفي ديار ما وراء النهر يطلق ذلك على الماتريدية أصحاب الإمام أبي منصور الماتريدي.
وقال الكستلي في حاشيته عليه:
المشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري، أول من خالف أبا علي الجبائي وردع عن مذهبه إلى السنة أي طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، والجماعة أي طريقة الصحابة رضي الله عنهم ، وفي ديار ما وراء النهر الماتريدية أصحاب أبي منصور الماتريدي تلميذ أبي نصر العياضي تلميذ أبي بكر الجوزجاني صاحب أبي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة . أهـ
وقد ذكر هناك أقوال مفيدة عن الأئمة الأعلام فانظرها لتعرف الحق وتميزه عن الباطل، وأوضح هناك أن أهل الحديث ليسوا مستقلين عن أهل السنة والجماعة، والمقصود بأهل الحديث هنا الذين يعتمدون على الأحاديث ولا يلتفتون إلى النظر العقلي كثيرا في الاستدلال على العقائد الإيمانية، فأكثر أهل الحديث يوافقون الأشاعرة والماتريدية في العقائد ، ولكن طريقة كل منهما تختلف عن الآخر في طرح وشرح هذه العقائد، وهذا كما تعلمون ليس خلافا جوهريا يكفي للقول إن هناك عقيدة خاصة بأهل الحديث.
بل إن اهل الحديث في الحقيقة موافقون للأشاعرة، لا يخالفونهم وإن خالفوهم لم يلتفت إليهم من حيث هم أهل حديث، بل ينظر إليهم على انهم فرقة أخرى .
فأنت تعلم أيها القارئ أن كثيرا من الكرامية قد اشتغلوا بالحديث بل واشتهروا بالزهد ، ولكن مع هذا فقد خالفوا عقائد أهل السنة والجماعة في قولهم إن الله تعالى جسم، وإنه تعالى على العرش إما بمسافة أو بلا مسافة أي بمماسة، كما يجلس الواحد منا على كرسيه، فهؤلاء من الفرق المبتدعة التي لا يلتفت إلى خلافهم من حيث العقائد. وهم ليسوا من أهل السنة والجماعة.
فمن وافقهم من أهل الحديث فهو منهم ليس من أهل السنة والجماعة، وذلك نحو أبي سعيد الدارمي صاحب كتاب الرد على بشر المريسي والذي يعتمد عليه ابن تيمية تمام الاعتماد ويحتج بأقواله وينظر إليه على أنه من أعلم أهل السنة والجماعة في العقائد، وفي الواقع فما هو إلا أحد أكبر زعماء المجسمة.
فليتنبه القارئ الكريم إلى هذه الملاحظة أي التفريق بين من اشتغل بالحديث وكان من الكرامية وغيرهم ، وبين من اشتغل بالحديث وكان من أهل السنة والجماعة، فالذي يعتمد عليهم ويعتد بهم وبأقوالهم هم أهل الحديث الموافقون لأهل السنة والجماعة في العقائد لا المخالفون.
فمن أهل الحديث وهم من أهل السنة والجماعة: الإمام البخاري والإمام مسلم والإمام البيهقي والإمام ابن حبان والإمام الترمذي والإمام أبو داود وغيرهم كثير لا مجال الآن لحصر أسمائهم.
ونحن في الحقيقة وكما قلنا لا نحتج بمجرد الاسم على حقية القول، أي لا نقول إن الفرقة الأولى هي فرقة أهل الحق لمجرد أنهم يتسمون بأهل السنة والجماعة، وكذلك لا نقول إنهم هم الناجون لمجرد إنهم يتسمون بهذا الاسم.
بل إن الحق إنما يعرف بالنظر والبحث والإتيان بالأدلة القوية على كل حكم يدعى صوابه وحقيته. هذا هو المرجع الوحيد عندنا، لا اعتبار للاسم إلا من حيث دلالته على هذا الأمر.
واعلم أن الأصل في التسمية -بأهل السنة والجماعة - أن كل من اندرج فيها فيجب أن يكون متفقا مع صاحبه في الأصول الكلية ، ونحن نقصد هنا الأصول الكلية للعقائد، وإن كان أهل السنة لهم طرقهم المعلومة في الفقه أيضا، ولكن لن يكون هدفنا هنا الكلام على الفقه، بل على العقائد ، فلو قلنا إن كلا من الفرقتين يطلق عليها اسم أهل السنة والجماعة، للزمنا قطعا أن نقول إنهما متفقتان على أصول العقائد، ولكن إذا كانت كل من هاتين الفرقتين قائلة بأصول مخالفة للأخرى، فكيف يصح من عاقل أن يقول إنهما مندرجتان تحت اسم واحد، ويجمعهما حكم واحد ؟!
وبيان هذا كما يلي:
إن أصل الخلاف في العقائد بين هاتين الفرقتين: هي الأمور التي تتعلق بالذات الإلهية، وخصوصا التشبيه والتجسيم، أي هل يجوز نسبة بعض صفات الأجسام إلى الله تعالى أو لا يجوز ، وهذا الأصل الكبير تفترق عليه الفرق كما هو معلوم عند المطلعين .
ونحن هنا سوف نبين أن أصول ابن تيمية مخالفة تمام المخالفة لأصول الأشاعرة، بحيث لا يجوز أن يقال إنهما يندرجان تحت نفس الاسم. أي لا يجوز أن يقال إن ابن تيمية من أهل السنة والجماعة، إذا كان أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة. وكذلك لا يجوز أن يقال إن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة إذا كان التيميون هم أهل السنة والجماعة.
هذا الحكم يجب أن لا يخالفه أي عاقل، لأنه إذا خالفه فإنه يسوي بين متضادين ويجمع بين متخالفين.
وهو بهذا يشهد على نفسه بالغـباء والجهل المحض.
أما من لا يعرفون ما الذي يقول به ابن تيمية وما الذي يقول به الأشاعرة، أو يعرفون قول أحدهما ولا يعرفون أن الآخر هل يخالفه أو يوافقه، فإن الكلام معهم سهل، وسوف نورد بعضه هنا، بأن نوضح بعض المقالات التي يقول به كل من هاتين الطائفتين في مسألة من المسائل المتعلقة بالذات الإلهية. ولن نطيل الكلام هنا لأن المقصود الاختصار ما أمكننا . أما التفصيل فله محل آخر.


أولا: بيان رأي الأشاعرة في التجسيم
السادة الأشاعرة ينفون التجسيم قولا واحدا، لا خلاف بينهم في ذلك(1)، وكل من نسب إليهم أنهم قد اختلفوا في أن الله تعالى جسم فهو كاذب عليهم.
والمقصود من التجسيم كما هو معلوم هو القول بأن الله تعالى جسم أو أن له صفات الأجسام كالحيز والمكان والحد والمقدار والجهة والانتقال من مكان إلى مكان او الانتقال من حيز إلى آخر إلى غير ذلك من الصفات الخاصة بالأجسام.
فالأشاعرة ينفون هذه الأمور عن الله تعالى قولا واحدا. وينسبون كل من قال بها أو بواحد منها مجسما، وهم يتبرءون من المجسمة ويذمونهم ، وينفون أن يكون التجسيم عقيدة يتدين بها الإنسان.
وبالتالي فكل من قال بالتجسيم فهم لا يرضون أن يكون منتسبا إليهم ولا يرضون بالتالي أن يكون منتسبا إلى أهل السنة والجماعة.
ويستحيل كما تعلم -أيها القارئ - أن يذم الأشاعرة أنفسهم، وقد تقول كيف يذمون أنفسهم ، فأقول لك:إنهم أي واحد يذم نفسه إذا ذم قولا ثم قال به، أو مدح من هو قائل به.إلا إذا بين أن ذمه السابق كان غلطا وصرح بأن القول الذي ذمه سابقا هو الصحيح.فإنه لا يصدق عليه في هذه الحالة أنه قد ذم نفسه.فتأمل.
ومع أننا لسنا بحاجة إلى التدليل على أن الأشاعرة قد ذموا المجسمة والتجسيم ومن هو قائل به، فإن هذا الأمر معلوم مشهور. إلا إننا سوف نورد هنا بعضا من أقوالهم تثبيتا لقلب القارئ.
_____________________________
(1)حاشية على قوله (لا خلاف بينهم في ذلك)
لاحظ أننا عندما نذكر الأشاعرة فإننا أيضا نريد معهم السادة الماتريدية، لما يعلمه الناس من أنهم لا يختلفون في أصول العقائد مطلقا.
وكلامنا مع ابن تيمية هنا في أصول العقائد.
والذين يمثلون أهل السنة والجماعة أي أهل الحق -عندنا- هم الأشاعرة والماتريدية.
وأما أهل الحديث فلا توجد لهم عقيدة خاصة لهم من حيث هم أهل حديث.
فالمحدث إما أن يكون مجسما أو أشعريا أو معتزليا أو غيرهم.
أما أن يقال إنه توجد عقيدة تسمى عقيدة أهل الحديث فإنه وهم من قائله. إلا إذا قصد أن أهل الحديث يوافقون الأشاعرة والماتريدية في العقائد، ويخالفونهم في طريقتهم الإجمالية في الاستدلال عليها فهو صحيح، ولكن ليس صادقا على جميع المحدثين، فبعضهم مجسمة صرحاء كما هو معلوم.وبالتالي فإن الاسم المحدد والواضح والذي لا يترتب عليه غلط أو شغب هو ما قلناه.

- يتبع -

سعيد أبو زكريا
2011-07-21, 20:03
قال الإمام أبو سعيد المتولي الشافعي(المتوفى في سنة 478هـ) في كتابه الغنية :
}الباري تعالى ليس بجسم، وذهبت الكرامية إلى أن الله تعالى جسم.
والدليل على فساد قولهم أن الجسم في اللغة بمعنى التأليف واجتماع الأجزاء والدليل عليه أنه نقول عن زيادة الأجزاء وكثرة التأليف جسم وأجسم كما يقال عند زيادة العلم عليم وأعلم، وقال تعالى (وزاده بسطة في العلم والجسم)فلما كان وصف المبالغة كزيادة التأليف دل على أن أصل الاسم للتأليف.
فإذا ثبت ما ذكرنا بطل مذهبهم، لأن الله تعالى لا يجوز عليه التأليف.
فإن قالوا نحن نريد بقولنا جسم أنه موجود ولا نريد به التأليف.
قلنا هذه التسمية في اللغة ليس لها ذكر ثم هي مبنية على المستحيل، فلم أطلقتم ذلك من غير ورود السمع به. وما الفصل بينكم وبين من يسميه جسدا ويريد به الموجود ، وإن كان يخالف مقتضى اللغة. فإن قيل أليس يسمى نفسا. قلنا أتبعنا فيه السمع وهو قوله تعالى (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) ولم يرد السمع بالجسم.{ أهـ.
• قال العلامة جلال الدين الدواني في شرح العقائد العضدية:
( ليس بجوهر) إذ الجوهر هو الممكن المستغني عن المحل، هو المتحيز بالذات، وهو تعالى منزه عن الامكان والتحيز.
•(ولا عرض) لأن العرض محتاج إلى المحل المقوم له والواجب مستغن عن الغير.
•(ولا جسم) لأن الجسم مركب فيحتاج إلى الجزء فلا يكون واجبا.
•(ولا في حيز وجهة) لأنهما من خواص الأجسام والجسمانيات.
•(ولا يشار إليه بههنا أو هناك ولا يصح عليه الحركة والانتقال)[لما سبق والمشبهة منهم من قال إنه جسم حقيقة،
ثم افترقوا فقال بعضهم إنه مركب من لحم ودم، وقال بعض هو نور يتلألأ كالسبيكة البيضاء طوله سبعة أشبار بشبر نفسه.
ومنهم من يقول إنه على صورة إنسان فمنهم من قال إنه شاب أمرد أجرد جعد قطط، ومنهم من قال إنه شيخ أشمط الرأس.
ومنهم من قال هو في جهة الفوق، ومماس للصفحة العليا من العرش، ويجوز عليه الحركة والانتقال، وتبدل الجهات ويئط العرش تحته أطيط الرحل الجديد تحت الراكب الثقيل، وهو يفضل على العرش بقدر أربعة أصابع.
•ومنهم من قال هو محاذ للعرش غير مماس له وبعده عنه بمسافة متناهية وقيل بمسافة غير متناهية. ولم يستنكف هذا القائل من جعل غير المتناهي محصورا بين الحاصرين.
•ومنهم من تستر بالبلكفة فقال هو جسم لا كالأجسام، وله حيز لا كالأحياز ونسبته إلى حيزن ليست كنسبة الأجسام إلى أحيازها، وهكذا ينفي جميع خواص الجسم عنه حتى لا يبقى إلا اسم الجسم ، وهؤلاء لا يكفرون بخلاف المصرحين بالجسمية .
•وأكثر المجسمة هم الظاهريون المتبعون لظاهر الكتاب والسنة ، وأكثرهم المحدثون، ولابن تيمية أبي العباس أحمد وأصحابه ميل عظيم إلى إثبات الجهة(1) ، ومبالغة في القدح في نفيها.{أهـ

واعلم أن نصوص السادة الأشاعرة على نفي كون الله تعالى جسما وتسفيه المجسمة أكثر من أن تحصر وما ذكرناه هنا ما هو إلا كالطرف. وعلى كل حال فليس هذا هو موضع التفصيل في هذه المسألة.

ثانيا : بيان رأي ابن تيمية وأتباعه التيميين
اعلم أن كل ما ذكرناه مما ينفيه السادة الأشاعرة من الجسمية ولوازمها كالجهة والتحيز والحدود والنهايات والغايات، الحركة والحجم المعين وغير ذلك فإن ابن تيمية يثبته ويؤكد في أكبر كتبه أن هذا هو عقيدة الإسلام ، وانه هو ما كان يقول به السلف والصحابة والتابعون وتابعوهم ، بل إن هذا هو ما صرح به الكتاب والسنة، وان مخالف هذا الأمر إنما يخالف نص الكتاب والسنة، ويخالف عقيدة الإسلام الحقيقية، إلى آخر ترهاته ومبالغاته التي يقول بها في هذا المجال.
ومع ان هذا الكلام جميعه عبارة عن تخيلات المجسمة ومبالغات المتعصبة والمبتدعة ، فإن ابن تيمية يتهم مخالفيه في نفس الوقت بأنهم هم المخالفون للكتاب والسنة والمحرفون لنصوصهما، والقائلون بأقوال الفلاسفة والمهدمون لعقيدة الإسلام.
وعلى مثل هذه الترهات نشأ أتباعه المغرقون في الجهالة وجميعهم كذلك في هذا الزمان كما هم في كل زمان. فتراهم لا يتورعون عن تبديع وتفسيق الأشاعرة والماتريدية، وإلصاق سائر التهم التجهم! والتكذيب للنصوص والتحريف لها.
ولنستمع الآن إلى بعض ما يقوله ابن تيمية في هذا الباب:
قال في الرد على أساس التقديس (1/6) ( وكذلك سائر لوازم هذا القول مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك، لم يقل أحد من العقلاء إن هذا النفي معلوم بالضرورة)
ثم قال في نفس الصفحة( مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها ، وكذلك جميع سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها لا يخالفونها. ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق .)أهـ
هذا هو ما يقوله ابن تيمية ، إن كون الله تعالى جسما هو الذي جاءت به الشريعة بل وجميع الأنبياء ولم يخالف في هذا أحد من العقلا المعتد بهم، وكلامه هذا محض كذب على الشريعة وعلى العقلاء في آن واحد.
فليت شعري أين كان عقل ابن تيمية عندما كان يكتب هذا الكلام الفاسد.
هل صار القول بأن الله جسم وأنه في جهة هو كلام أهل الإسلام؟!
وهل كونه تعالى متحيزا ومحدودا ونحو ذلك هو العقيدة التي يجب أن يعتقد بها الناس لكي يكونوا من الناجين في الآخرة؟
إن هذا لعجاب، بل إنني لم أر لأحد من الناس الذين يتكلمون في العقائد الدينية مثل جرأة أبن تيمية في التأكيد والادعاء، لأقوال هي في أصلها فاسدة لا يقول بها إلا الجهلة ومن على قلوبهم غشاوة.
بل إن جرأته قد بلغت الحد الأكبر لها في نسبة مثل هذه العقائد للدين وللأنبياء ، كأنه يحسب أن أحدا من الناس لا يستطيع أن ينقض كلامه ويظهر أنه محض تهافت وتقول.
وتأمل أيها القارئ في قول ابن تيمية في التأسيس(1/93):
(ومعلوم أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة ولا بمقدمات بينة في الفطرة ، بل مقدمات فيها خفاء وطول، وليس مقدمات بينة ولا متفقا عليها بين العقلاء، بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل وترك التقليد، وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله، ويقولون بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب، وإن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما ، وما لا يكون جسما لا يكون ( إلا ) معدوما، ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول.) أهـ
لاحظ أيها القارئ الكريم أن كلمة إلا التي كتبتها بخط مختلف وبين قوسين هي من زيادتي على النص الأصلي وذلك كي يستقيم الكلام. خصوصا أن ابن تيمية قد كرر هذا المعنى في كثير من المواضع من كتبه، أعني أنه لا يوجد موجود إلا أن يكون جسما،
ويستحيل أن يوجد ما يكون جسما، وأن هذا الكلام صادق في حق المخلوقات وفي حق الخالق.
ففي هذه الفقرة يجزم ابن تيمية إن القول بأن الله جسم هو القريب إلى الفطرة وهو يقصد بالفطرة كل ما يوافق ما يقول به هو من التجسيم.
ولا يوجد في الحقيقة شيء يستند إليه في العلوم والعقائد يسمى بالفطرة، فلم نسمع لا من السلف ولا من الخلف أن الفطرة هي أحد الأدلة الشرعية في العقائد، ولكنها عند ابن تيمية كذلك.
وليست أي فطرة هي التي يعتد بها ابن تيمية، بل الفطرة التي توافق ما يذهب إليه هو من التجسيم والتشبيه المحض لله تعالى عن ما يقوله الجهلاء.
ونحن لا نريد أن نكثر من نقل النصوص على أن ابن تيمية مجسم .
بل هو مجسم من نوع خاص.
لا يجوز نسبته مطلقا إلى الكرامية ولا إلى غيرهم من مجسمة الحنابلة العاديين، مثل القاضي أبي يعلى وابن الزاغوني وغيرهم.
بل هو له مذهبه الخاص في التجسيم، وهو متناسق في مذهبه هذا.
فأبو يعلى مثلا يقول إن الله تعالى محدود من جهة التحت فقط،
بينما هو ذاهب في الأباعد من سائر الجهات الخمس الأخرى، أي إنه تعالى متناه محدود من جهة العرش فقط، وأما من سائر الجهات فإنه تعالى غير متناهي، بل هو ممتد في الأبعاد.
وأما ابن تيمية فإنه يقول إن كلام القاضي أبي يعلى هذا باطل لا قيمة له إلا من جهة واحدة فقط ، أي من جهة التحت، فالله تعالى عند ابن تيمية متناه من جهة التحت ومحدود وله نهاية، وأيضا هو كذلك من سائر الجهات الخمس الأخرى، فلله تعالى قدر محدود، أي حجم محدود، وليس هو ذاهب في الأبعاد كما يدعي أبو يعلى، وغيره ممن يتبعه.
ويؤكد ابن تيمية على أن هذه القضية هي عقيدة الإسلام الصحيحة والتي قال بها السلف وجاء بها الكتاب والسنة ولم يخالفها إلا المبتدعة الذين يتبعون أهواءهم، ولا يلتفتون إلى الشريعة.
وأنا أقول :
نعم، إن قول ابن تيمية يكون صحيحا فقط إذا سلمنا له أن الله تعالى جسم، لأنه لا يمكن أن يوجد جسم لا نهاية له في الأبعاد، وأما إذا لم نسلم فلا يكون صحيحا بل قبيحا، وكذلك نجزم بأن كل من يقول بها فهو قبيح مخالف لعقيدة الإسلام مبتدع جهول، ومتقول على سلف الأمة وعلى أنبيائها.والله تعالى المستعان.
فصل
نحن في هذه الرسالة لم نكن نقصد إلى الرد على ابن تيمية وبيان تهافته في ما يقول به في باب الاعتقاد.
بل أوردنا هذه النصوص لكي نبين فقط أن ابن تيمية مخالف أشد المخالفة للسادة الأشاعرة والماتريدية، وأن من يقول أن ابن تيمية ينتظم مع هؤلاء في سلك واحد يكون في غاية الجهالة والتناقض.
وأنا استغرب كيف يقول قائل بهذا القول إلا أن يكون له مآرب أخرى غير مطلق النظر الصحيح والبحث الصافي في علم من أهم العلوم حساسية ودقة وخطورة. ومثل هذا لا يعتد بكلامه عند العقلاء من الفريقين.
فإن أصحاب الفريق المؤيد لابن تيمية لا يرضون أيضا بأن يكون موافقا للأشاعرة ومندرجا معهم في اسم واحد. __________________________
(1) حاشية على قوله (ولابن تيمية أبي العباس أحمد وأصحابه ميل عظيم إلى إثبات الجهة)
علق العلامة المرجاني على هذه العبارة فقال: قد عم هذا الداء المتأخرين من أصحاب أحمد بن حنبل،رحمه الله، سوى طائفة يسيرة منهم الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله ومتابعيه وقليل ما هم.
- يتبع -

1976m
2011-07-21, 20:06
[QUOTE=أم منير;6716484]
بسم الله الرحمان الرحيم قال تعالى : { الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1827&idto=1827&bk_no=46&ID=1822#docu) } .هل تعتقدين ان هدا النور الذي نشاهده هو الله عزةجل،/تعال الله علوا كبير، هكذا وصف الله نفسه، لكن بكلام العرب انزل القران، ففي كلام العرب المجاز بل نحن نستعمله حتى في لغتنا الدارجة، وان كنت تدعين انه لا مجاز في لغة القران، فانت تتعتقدين بلا ريب ان الله هو هذا النور

سعيد أبو زكريا
2011-07-21, 20:07
رسالة إلى المياديني
لقد جمعني مع الشيخ سنا المسمى (أبو محمود المياديني ) ، مجلس عند بعض الفضلاء من أصحابي، ولم أكن قد التقيت مع هذا المياديني من قبل، ولم أعرفه إلا عندما قال لي أحد الأصحاب هذا هو الشيخ المياديني، وكنا قد بدأنا حديثا معهم يدور حول :
تصرفات ما يسمون بالسلفية وهم المجسمة أتباع ابن تيمية، والأحق أن نسميهم التيميين.
وأيضا حول ما يقال عن الأحباش الهرريين .
فوضحت وقررت أن الهريين في أصولهم الاعتقادية متبعون للسادة الأشاعرة ولم أر لهم لحد الآن مخالفة لمذهب الأشاعرة كليا، نعم قد يحتارون قولا من أقوال المجتهدين في المذهب ، ويتركون الأقوال الأخرى، ولكن هذا لا يعترض به عليهم في جميع الأحوال، إلا أن يعتقدوا أن هذا القول هو الحق الصريح وأن ما خلافه باطل، فحينئذ ينبهون ويوضح لهم بطلان زعمهم.
وأما التيميون فقد بينت في قولي أن عقائد ابن تيمية لا يجوز أن تنسب إلى أهل السنة، كيف وأهل السنة يتبرءون منها، وأن ابن تيمية لا يمثل أهل السنة مطلقا، بل هو قد خالفهم في أصولهم وفي كثير من فروعهم ، فلا يجوز القول أن ابن تيمية من أهل السنة مطلقا ،إلا أن يكون قد وافق لهم قولا في مسألة فيقال إنه وافقهم، ولا يقال إنه منهم فيها. فكم من المعتزلة قد وافقوا أهل السنة في مسائل وكذلك من الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية، ومع موافقتهم لنا في هذه المسائل فلا يجوز أن نقول إنهم من أهل السنة هكذا.
وأن هذا الكلام كله مبني على أن أهل السنة والمقصود بأهل السنة هم السادة الأشاعرة والماتريدية، على ما بيناه سابقا.
وأن هذا الاصطلاح أي إطلاق اسم أهل السنة على الأشاعرة والماتريدية هو المعهود عند أهل العلم من سائر الفرق الإسلامية كالشيعة والمعتزلة، وكذلك ينص على ذلك جمهور العلماء كما هو معلوم، وذكرنا أمثلة على ذلك كما مر.
فلما سمع مني المياديني هذا الكلام، تنهد وصاح، وقمت قيامته، وقال ما معناه: سبحان الله أنا أقول إن الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة، ولكن لا أخرج ابن تيمية من الدخول معهم في هذا الاسم.
فقلت له: وكيف يكون داخلا معهم وهو مخالف لهم في أصول وفروع؟!
والأصل أن أهل السنة يكونون متوافقين لا متخالفين ، فإما أن يكون هو ممثلا لأهل السنة، دون الأشاعرة، وإما أن يكونوا هم دونه.لا يحتمل أمرا ثالثا. لأنه تناقض.
وكأن المياديني كان مبرمجا لأن يقول بعض الكلمات الخطابية: وكان ينتظر فقط فرصة مناسبة فلم يسأل إن كان جاهلا كيف أن ابن تيمية يخالف الأشاعرة، ولا كيف أن الأشاعرة يخالفونه، وفي أي الأصول يختلفون، على ما المفروض عليه أن يسأله.
ولكن جل ما فعله هو أن قام صارخا ثائرا متهما لي بأنني أسفه علماء الأمة(1)، وأنه لا يجوز لي أن أخرج ابن تيمية من أهل السنة، وصرح بكلمات لا أقدر على ذكرها هنا لقبحها. وكأنه كان يتصور نفسه في خطبة جمعة أو في حرب مع اليهود ، ولم أستطع الرد عليه بكلماته لقبحها كما ذكرت، وأيضا لأنه شيخ كبير بالسن لا أستطيع أن أثور في وجهه بسفاهة كما فعل هو. فما قدرت إلا على أن أمسكت نفسي وكتمت غيظي، ووالله لو كان شابا طائشا لأوقفته عند حده، ولكنه ما كان إلا عجوزا طائشا!
على كل حال، فما كان مني إلا أن انتظرت فترة هدأ هو فيها، وسكت ، فخاطبته قائلا:
يا شيخ، ما هو المعيار الذي تعرف به أهل السنة من غيرهم، حتى نعرف هل ابن تيمية حقا من أهل السنة أو لا؟
فقال: كل من انتسب إلى الكتاب والسنة أخذا ولو خالف الحق في أمور، ولكنه يسلم لهما في الجـمـلة، فهو من أهل السنة، لا يستطيع أحد أن يخرجه من ذلك وينفي عنه هذا الوصف.
فقلت: على ذلك يلزمك أن تقول، إن كل الفرق الإسلامية المعتد بها نظرا مثل المعتزلة والشيعة الجعفرية والإباضية والزيدية، فيجب أن يكونوا من أهل السنة، وذلك لأنهم لا يحتكمون في الظاهر إلا إلى الكتاب والسنة، ولو جئت لهم بآية لترد عليهم في قول لهم، فإنهم ينقضون استدلالك بآية أخرى، ويقابلون حديثك الذي جئت به بحديث آخر، فاحتكامهم في الحاصل إنما هو إلى ما يفهمونه من الكتاب والسنة . فكيف جاز لك أن تقول إن أهل السنة هم فقط الأشاعرة والماتريدية وأتباع ابن تيمية على زعمك؟!
فقال: نعم يمكن أن نقول إن المعتزلة من أهل السنة وأما الشيعة فلا.
فقلت : الحقيقة أن هذا يلزمك في جميعهم لا في بعضهم، ولا وجه للتفريق بين جماعة منهم وأخرى، فقل لي ألا يلزمك هذا.
قال: لا يلزمني جوابك .
قلت بل يلزمك.
قال: هل يجب علي أن أجيبك.
قلت : في الحقيقة لا أستطيع أن أقول إنه واجب عليك لكي لا تشيع عني بعد ذلك أنني ادعيت الألوهية وصرت أوجب وأحرم!!
ثم قلت له: ألم تقل إن أهل السنة عندك هم الأشاعرة والماتريدية وأتباع ابن تيمية.
قال : نعم.
قلت: وأنك قلت أيضا إن المعيار الذي إذا حققه الواحد اندرج في أهل السنة، هو أن يكون معتمدا في أخذه بالأحاديث ومستندا إليها.
قال : نعم.
قلت : ويعتمد في ذلك على فهمه فقط.
قال: نعم.
قلت: ألا يمكن إذن أن ينظر الواحد في الأحاديث والنصوص معتمدا على فهمه ويصل إلى أمر يخالف ويضاد ما توصل إليه آخر.
قال : نعم.
قلت: ويكون الاثنان من أهل السنة.
قال : نعم.
قلت : فكيف يكون اثنان كل منهما يقول بما يخالف الآخر ويضاده ومع ذلك يكون كل واحد منهما من أهل السنة؟؟!
قال: أنا أقول بذلك.
قلت: وأنا لا أقول بذلك لأنه تناقض.
فسكتَ .
فقلت : هذه واحدة.
قال: عدد كما شئت !
(تعليق على قوله عدد ما شئت.....
في الحقيقية، قوله هنا عدد كما شئت لا أفهم منه إلا الاستهتار بالعلم وأصول النظر، ومن هذا شأنه كيف بالله تعالى ينصب نفسه لإرشاد الناس في آخرتهم. فما كنت أتوقع منه أن يقول هذه الكلمة مطلقا، بل الذي كنت أنتظره هو أن يتراجع عن تعريفه هذا لأهل السنة أو يعدل منه على أقل تقدير ، أو يوجه كلامه توجيها حسنا، ولكنه لم يفعل أيا من ذلك!!)____________________
(1) حاشية على قوله (ولكن جل ما فعله هو أن قام صارخا ثائرا متهما لي بأنني أسفه علماء الأمة )
وهذه التهمة يجيد السلفيون والمتأثرون بهم إطلاقها على كل من يخالفهم، ونحن في الحقيقة لا نسفه علماء الأمة.
ولو نظرنا من الذي فعلا يفعل ذلك لرأينا أنهم هم التيميون فقط.
وبيان ذلك أن علماء الأمة، كثيرون، وأكثر من 80 في المائة منهم منتسبون إلى الإمام الأشعري والماتريدي اعتقادا كما مر بيانه، ونحن عندما نعترض لا نتوجه بالاعتراض على هؤلاء، لأننا نوافقهم في الاعتقاد فكيف نعترض عليهم؟!
والباقي من العلماء ينقسمون بين أن يكونوا شيعة أو معتزلة أو مجسمة،
ولو حسبت نسبة المجسمة إلى غيرهم لرأيت إنهم لا يتجاوزون اثنين في المائة على أكثر تقدير، بل هم حقيقة أقل من ذلك كثيرا.
ونحن عندما نعترض هنا فإننا نعترض على هذه الكمية وعلى هذا المقدار من العلماء الذين لا نسلم لهم بالعلم الصحيح أصلا، فهل نكون عند ذاك معترضين على علماء الأمة.
وهل يعقل أن يكون علماء الأمة هم فقط هذان الإثنان من بين المائة ؟.
وعلى العكس من ذلك فإننا لو عكسنا الكلام على هؤلاء المجسمة لرأينا أنهم يعترضون على جميع علماء الأمة من أشاعرة وزيدية ومعتزلة وغيرهم في مسألة التشبيه والتجسيم لأن هؤلاء جميعهم ينفونها وهم يثبتونها، فهم يباشرون بالاعتراض عليهم وتسفيه أقوالهم والادعاء أنهم قد خالفوا الكتاب والسنة.
هذه هي حقيقة الحال.
فبعد هذا التوضيح من هو الذي يسفه علماء الأمة :
هل هو الذي يقول إن جمهور العلماء أصابوا في تنزيه الله تعالى عن سمات الأجسام وصفاتها؟؟
أو: هو الذي يقول إن جمهور العلماء أخطأوا في نفي الجسمية عنه تعالى؟!
وأنهم ضلوا الطريق لمجرد أنهم خالفوا علم الأعلام ابن تيمية ؟؟؟؟!! في تجسيمه لله رب العالمين.
ويلكم كيف تحكمون.
وفي الحقيقة:
فإن الذين أسفه أنا آراءهم معدودون كما محصورون ولا يتوجه إلي لوم إن سفهت آراءهم، وأما الذين أتبعهم وأحترمهم وأوقر آراءهم فلا يحصرهم العد ولا يحيط بهم الوهم.
فهل يقال والحال هذه أنني أسفه علماء الأمة. خصوصا أن هؤلاء الذين أردُّ أنا أقوالهم قد ردها عليهم علماء الأمة كابرا عن كابر .
والحمد لله رب العالمين.

- يتبع -

سعيد أبو زكريا
2011-07-21, 20:15
ثم قلت له: أنت قلت أن البحث فيما لم يبحث فيه السلف بدعة وضلالة.
قال: نعم، فلم يكن ليسكت عنه السلف وهو خير.
قلت: هذه حجة ابن تيمية، وهي ضعيفة ، ومع ذلك سلمتها لك ،
(أي سلمتها له تنزلا، كما هو معروف في أصول النظر.وذلك أسلوب لإلزامه بأمر فاسد يلزم عن هذه المقدمة. كما سترى.)
وأسألك. هل تكلم السلف في العقائد خصوصا ذات الله كما تكلم فيها ابن تيمية ، والأشاعرة.
قال : لا.
قلت: إذن كل من الأشاعرة وابن تيمية ابتدعوا أمرا .
قال : نعم.
قلت: إذن ألا يكون عند ذاك كل من الأشاعرة وابن تيمية وأتباعه مبتدعة وضالين على قولك.
فسكت برهة ، ثم قال: نعم !!
قلت : عجبا ، أنت تقول إن أهل السنة هم التيميون والأشاعرة والماتريدية، ومع ذلك تقول الآن إنهم مبتدعة وضالون.
فأي أهل سنة هؤلاء الذي تتكلم عنهم ؟!
أهل سنة مبتدعة وضالون !؟
فسكت .
(وهذا القول الذي التزمه هنا في الحقيقة في غاية الفساد والقبح، وهو يهدم كل ما كان يقول به في أول كلامه من أن الأصل جمع المسلمين وتوحيد كلمتهم، وهو لم يلزمه هذا الأمر إلا لأنه اعتمد على حجة فاسدة تلقفها من كتب ابن تيمية، وهذه الحجة لا يلزم عنها على فسادها إلا تضليل الأمة وجماهير علمائها، وهو ما التزمه هنا هذا الرجل. وهذا في الواقع أي تضليل علماء الأمة مذهب مطرد مع جميع أقوال ابن تيمية أي هو لازم عنها لزوما لا ينفك عنه واحد يقول بأقواله.
ثم انظر إلى هذا السكوت المتكرر من هذا الرجل الشيخ ، ألم يكن الأولى به أن يتبرأ من هذه اللوازم بدلا من أن يلتزمها أو يسكت عن معارضتها الأمر الذي هو في معنى الموافقة عليها، ألا يفض عليه إيمانه بالله تعالى وإخلاصه الذي نفترضه لدينه أن يعارض هذه اللوازم الفاسدة !! ولو أن يطلب مهلة لإعادة النظر، فهذا أمر مشروع في المناقشات والمخاطبات، أما أن يصر على التزامها على قبحها فهو تصرف يلزمه ما يلزمه. فتأمل. )
ثم سأله أحد الأخوة الأفاضل: ما تقول فيمن يدعي أن الله تعالى في جهة ومحدود من جميع الجهات وأنه ينطبق عليه صفات الأجسام وانه في جهة وأنه يجوز عليه أن يلمس النجاسات كما يلمس جميع الخلق، هل جاء بجميع ذلك من الكتاب والسنة؟!
قال: لا هذا كلام باطل.
قال الفاضل: هذا الكلام كله يقول به ابن تيمية.
قلت: ويقول بغيره أيضا، فكيف تقول الآن إن ابن تيمية من أهل السنة . فسكت الرجل لا يستطيع جوابا.
ثم بعد برهة، قال المياديني: ألا ترى معي أن ابن تيمية يقول في كتبه أمورا ثم ينقضها بعد ذلك بصفحات !؟
قلت : نعم فيه ذلك، ووهذا أحد الأسباب التي أطلق عليه العلماء من أجلها أنه مبتدع.
قال: بل ذلك لأنه كتبه قد دس الناس فيها أشياء كثيرة .
قلت : ولكن الذين يطبعون كتبه هم أتباعه وأحبابه من أتباع الوهابيين والذين يسمون أنفسهم بالسلفية وهم المجسمة، فكيف تقول إنهم يدسون في كتبه.
قال : أنا أعرف ذلك من مصادر موثوقة، فأعرف مثلا أن النسخة الأصلية لمجموعة الفتاوى قد أحرقها هؤلاء، فلماذا برأيك؟ إلا لأنهم زادوا فيها وأنقصوا.
قلت: هذا لا يهمني معرفته. ولكن لك أن تثق بمصدر أخبارك هذا.
وأما أنا فالذي أعرفه أن كثيرا من العلماء قد اتهموا ابن تيمية بالتجسيم في زمانه وبعد ذلك، وأخبروا عن أمور وجودوها في كتبه، وهذه الأمور هي نفسها التي قرأتها أنا بأم عيني عندما طبع أتباعه في هذا الزمان كتبه، فلا أعتقد أنه قد تم أي تحريف في كتبه، أو إذا وقع فإنه في بعض المواضع ، ولكن لا بحيث يقلبون الرجل من منزه إلى مجسم كما نراه في كتبه! فهذا بعيد .
(ثم أليس الأولى بهذا الرجل إذا كان يعتقد حقا أن كتب ابن تيمية قد وقع فيها التحريف، حتى صارت لا تمثله ولا تمثل بالتالي العقيدة الصحيحة، ألم يكن الأولى بهذا الرجل أن ينهى الناس عن قراءتها، بسبب أنه قد وقع فيها تحريف كما يعتقد، سواءا من أعدائه أو من أتباعه. فهذا التصرف أقرب إلى التفكير السليم من أن يحض الناس على التمسك بما قال ابن تيمية وادعاء أنه سليم الاعتقاد وأن هذه الأقوال مدسوسة عليه.
فهذا الموقف هو ما فعله بعض علماء الأمة تجاه كتب ابن العربي الصوفي، أقصد العلماء الذين اعتقدوا أن الأمور الباطلة الموجودة فيه يصعب تأويلها وتفسيرها تفسيرا متوافقا مع الشريعة لما يفهم منها القول بوحدة الوجود أو الحلول والاتحاد أو غير ذلك، فهؤلاء حرموا على الناس النظر في كتب ابن عربي مع اعتقادهم نزاهة اعتقاده وسلامته عما نسب إليه على رأيهم. هذا هو الموقف الذي كان يجب على هذا الشيخ أن يقفه.
أما أن يلتزم حث الناس على قراءة كتب ابن تيمية مع ما فيها من المفاسد سواءا دست عليه أو كتبها هو، فهذا موقف قبيح غير مسئول وغير متوافق مع تعاليم الدين. فـتـأمل. )

هذا بعض ما دار بيننا من حديث حذفت منه ما لا يليق أن أذكره من كلام المياديني. واقتصرت على المهم المفيد.
ونحن نجد أن كثيرا من الناس مثل هذا الرجل ، يسارعون في الهجوم على من يقول إن ابن تيمية مجسم، فيحسبون أننا عندما نقول ذلك، فإننا نسب عليه ونشتمه، والحقيقة أننا لا نعني بذلك إلا :
بيان مذهب الرجل
فأنا أعتقد جزما أن هذا الرجل مجسم حقيقي
وأنه يعتقد أن التجسيم هو عقيدة الإسلام، ولذلك هو يدافع عن التجسيم ويحاول بكل ما يطيق من جهد أن يدلل على ذلك، ولكن حججه تافهة كمذهبه، وأدلته ضعيفة سفسطائية .
ومن الأمور التي استفدتها من مناقشتي مع هذا الرجل وإن لم تكن كما ينبغي أن تكون المناقشات هو:
التأكد من صدق العلماء الأعلام الذين ذكروا عن ابن تيمية أنه كان إذا حوقق وألزم امتنع عن الجواب، وادعى أن ذلك لا يلزمه وهو يلزمه حقيقة، فهذا الأمر قد حدث مع المياديني أكثر من مرة حين سألته بعض الأسئلة، فقال: لا يلزمني الجواب. قلت بل يلزمك. قال فهل يجب علي.
قلت له: لا أستطيع أن أقول إن هذا واجب عليك لكي لا تقول إن سعيد فودة يدعي الألوهية ويوجب على الناس أمورا. فإن كنت لا تريد الجواب فهذا لا يمنع أن الإلزام موجه عليك. وذلك كان حين ألزمته على مذهبه وتعريفه لأهل السنة أن يكون المعتزلة من أهل السنة وكذلك سائر الفرق الإسلامية .
وأيضا، تأكدت من أمر آخر ذكروه عن ابن تيمية، وهو: انه كثيرا ما كان يلجأ إلى الأمور العاطفية والخطابة لكي يستثير عواطف الناس، وهكذا فعل هذا الرجل المسمى بالمياديني. مع أن الموقف ما كان يسمح بمثل هذا الأسلوب، لأننا كنا في محل مناظرة ومناقشة هادئة، ولكنه حولها إلى خطابة عنيفة بأسلوب مريض لكي يكسب عطف الناس الموجودين. ولكن ولله الحمد لم يكن الموجودون من العامة فيغترون بكلماته الجوفاء هذه.
ثم إن تحول هذا الرجل عند المناقشة والدفاع عن ابن تيمية إلى القول بأن كتبه قد شوهت وزاد فيها الناس ما شاءوا، هذا الموقف دال على فراغ الرجل علميا، وخلوه من أي معرفة في علم العقائد تؤهله للوقوف في مجلس المناظرة. مع ما يدل عليه هذا الموقف من الانهزام وعدم القدرة على الدفاع عن ابن تيمية في عقائده.
وأقول أخيرا :
قد يكون هذا الرجل قد اتبع هذا الأسلوب لأنه يهمه جدا كما يدعي وحدة المسلمين ووقوفهم صفا واحدا في وجه أعدائهم، ولكن هذا الهم لا يبيح له أن يكيل الاتهامات إلى الناس جزافا كما فعل. وكيف يتفق هذا الفعل مع ادعائه أنه يحب وحدة المسلمين، فهل هذا الفعل يؤدي إلى الوحدة أم إلى الفرق والتباغض، خصوصا عندما أخبرناه أكثر من مرة أننا نؤيد موقفه هذا وأن بحثنا في العقائد ما هو إلا لبيان للحق من الباطل وما أظن هذا الأمر مما يقاوم عليه الناس ويعارضون.خصوصا إذا دعموا أقوالهم بالأدلة. خصوصا أنني والله شهيد على ما أقول لو أنه ذكر لي أدلة قوية توجب رأيه وتدعم قوله لسلمت واتبعته بلا تردد.
وفي نهاية هذه الرسالة العاجلة، أود هنا أن أسجل أمرا: ليفهم الجميع من هم الذين يسمون أنفسهم بالسلفية، وذلك كما يلي:
قبل حوالي عشرة سنوات، كان المنتسبون إلى ابن تيمية يدافعون عنه ضد من يقول إنه يعتقد نسبة الحد لله تعالى، ويعتقد نسبة التجسيم والجهة، وضد من يقول إن ابن تيمية يقول بتسلسل الحوادث في القدم، وضد من ينسب إلى ابن تيمية أي أمر من أمور التشبيه والتجسيم، ودفاعهم عنه كان محاولة نفي هذه التهم!! عنه أو حمل كلامه على محمل حسن.
وأما الآن في هذا الزمان، فكثير منهم إذا خاطبتهم قائلا إن ابن تيمية مجسم ، قالوا وماذا في ذلك ، وما الدليل على انتفاء التجسيم عن الله تعالى، وإذا قلت لهم إن ابن تيمية ينسب الحد إلى الله تعالى فإنهم يقولون لك إن القول بالحد هو قول السلف وبه ورد الكتاب والسنة، وهو قول الأنبياء جميعا!! وما هذا إلا كذب وتلفيق. وإذا قلت لهم إن ابن تيمية قائل بالتسلسل ، يقولون وما الدليل على انتفاء التسلسل. وإذا قلت لهم إن ابن تيمية يقول بقيام الحوادث في الله تعالى، قالوا لك إن هذا هو الحق الصريح، فالكتاب والسنة مصرحان بقيام الحوادث في ذات الله تعالى، وهذا هوقول الأنبياء عليهم وجميع العقلاء.
وهكذا فقد انقلبت جميع التهم التي كان مجرد نسبتها إلى ابن تيمية يعتبر تشنيعا عليه، وإذا ناقش المدافعون عنه ، كان أصل الدفاع محاولة إثبات أن ابن تيمية ليس قائلا بذلك، أو إنه إذا قال به فإنه يقصد به معنى آخر جائز عند المخالف.
وأما في هذا الزمان فانقلب الحال، وصار المنكر لهذه الامور مطالبا بالدليل على نفيها، ولم يعد التجسيم أمرا مسلما نفيه عن الله تعالى، بل تحتاج إلى أدلة قوية لكي تثبت أن الله تعالى ليس بجسم؟؟! فسبحان الله تعالى.
والسبب في هذا:
أن هؤلاء الأغبياء الجهلة عندما كانوا قبل سنوات متبعين لابن تيمية لم يكن يدفعهم إلى ذلك إلا الربح المادي، فلم يكونوا يعتقدون عقيدة الرجل، ولم يكونوا يعرفون ما الذي يقول به ابن تيمية فعلا.
وأما الآن وبعد نشر العديد من كتبه، وبعد أن قرأ البعض منهم هذه الكتب صاروا يعرفون عقيدته، وبالتالي فقد انقسموا إلى أقسام:
خلفهم يدعي أن سلفهم لم يفهم عقيدة ابن تيمية كما ينبغي، وأنه ليس بعالم فيها. وبالتالي فكثير المعاصرين من الشباب منهم يدعي أن من سبقهم لم يكن يفهم حقيقة عقائد ابن تيمية.
وهؤلاء التيميون الجدد صاروا يعتقدون فعلا بما يقول به ابن تيمية من التجسيم والتحديد والجهة الحسية والتركيب من الأعضاء والتحيز والحجم المقدر والحركة الحقيقية التي هي الانتقال من مكان إلى مكان الخ.
هذا هو ما صار إليه حال التيميين.
وأنا أعجب لمن عرف منهم حالهم كيف يسلم لهم قياده في مثل هذه الأمور الخطيرة التي هي لب التوحيد ولبُّ الأديان كلها؟! ولكن ما التوفيق إلا من الله تعالى.والذي أعتقده أن حال هؤلاء الناس سوف يزداد ميلا إلى عقائد المجسمة وسوف يتوجه كثير منهم إلى التصريح بالتجسيم والتحديد وغير ذلك من صفات الأجسام إلى الله تعالى.
والمتتبع لتاريخهم في الدولة الإسلامية يعلم أن فتنهم سوف تزداد وتشويشاتهم على عقائد الناس سوف تكثر، ولكن كلما اقترب هؤلاء الجهلة من هذه الحالة فإنهم يقتربون في نفس الوقت من هلاكهم، بلغنا الله تعالى ذلك، ومن الله تعالى العون.

تمّ بحمد الله .

جواهر الجزائرية
2011-07-21, 22:39
[QUOTE=أم منير;6716484]
بسم الله الرحمان الرحيم قال تعالى : { الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1827&idto=1827&bk_no=46&ID=1822#docu)} .هل تعتقدين ان هدا النور الذي نشاهده هو الله عزةجل،/تعال الله علوا كبير، هكذا وصف الله نفسه، لكن بكلام العرب انزل القران، ففي كلام العرب المجاز بل نحن نستعمله حتى في لغتنا الدارجة، وان كنت تدعين انه لا مجاز في لغة القران، فانت تتعتقدين بلا ريب ان الله هو هذا النور

السلام عليكم

يالله تتلوننون كما تتلون الحرباء تماما تتهربون من ادلة وحجة بحجج واهية وتأويل كالعادة وليس هو سوى كلام ..
يعني انتهيتم من تلكم المسائل خلاص ونططتم كالعادة للمناورة وهدم العزائم الهمم لكن هيهات ...


الله -تعالى- ذاته نور واسمه النور ووصفه النور، فالنور من أسماء الله الحسنى وقد جاء عده في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة من طريق الوليد والله -تعالى- نور لأنه لا يمكن أن يكون وصف النور لمن ليس نورا؛ إذ الأجسام النورانية نوعان:

مستنير وليس منيرا لغيره كالجمرة، مستنير ومنير لغيره، كالشمس والقمر والنار والمصباح، وليس في الأجسام منير لغيره وهو غير مستنير.

ومن الأدلة على أن الله اسمه النور ووصفه النور ما يأتي: قول الله -تعالى-: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ الآية، وقوله: وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في الصحيحين: اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن وحديث جابر بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور... حديث: أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات.. قول ابن عباس "ذاك نوره الذي هو نوره".

النور تارة يضاف إلى الذات، كقوله: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وتارة يضاف إلى الوجه، كحديث: أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات.. و قول ابن مسعود "إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض من نور وجهه"، والنور صفة كمال وضده صفة نقص.

النور نوعان أحدهما صفة من صفات الرب -تعالى- والثاني خلق من خلقه، كما أن الرحمة نوعان صفة من صفاته والثانية خلق من خلقه.

أ- أنه صفة من صفات الله، كما يليق بجلال الله وعظمته، لكنه ورد مضافا إلى الله: نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ولم يرد مستقلا، فلا يقال: إن من أسماء الله النور بإطلاق؛ لأنه لم يرد.
ب- أنه نور مخلوق من جملة مخلوقاته، قال -تعالى-: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ؛ أي خلقهما.

قال شيخ الإسلام :

فيقال: قد تقدم الكلام على هذه الآية: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ في أول كلامه، وذكر أن الذي عليه جماهير الخلائق أن الله -عز وجل- نفسه نور، حتى نفاة الصفات الجهمية كانوا يقولون: إنه نور، وأما القول بأن الله -عز وجل- نفسه هو نور الشمس والقمر والنار، فهذا لا يقوله مسلم، ولكن قد ورد عن ابن مسعود أنه قال: نور السماوات من نور وجهه، وهذا يتكلم عليه في موضعه.

ويتوهم بعض الناس أن هذه الأنوار قديمة؛ لزعمهم أنها من نور الله -عز وجل- بل يقولون: إن هذه الأنوار هي الله، وهو نصب الخلاف مع من يقول ذلك -يعني الرازي نصب الخلاف- ولكن يبقى كونه نورا مطلقا، فلم يذكر إلا قولين: إما أن يكون هو هذا النور المحسوس، وإما أن لا يكون نورا بحال.

وكلا القولين باطل بل هو نور، له نور، وحجابه نور، وإن لم يكن ذلك محسوسا لنا، ولا حاجة في نفي كونه هذا النور محسوسا إلى ما ذكره من الأدلة يعني الرازي اهـ.

وقال -رحمه الله-: الثاني أنه كونه نورا، أوله نور لا يوجب ظهوره ذلك لكل أحد، فإنه يحتجب عن العباد كما سنذكره في لفظ "الحجاب" اهـ.

وقال -رحمه الله-: يقال: هو نور وله نور، فإن اسم النور يقال للشيء القائم بنفسه، كما سمى القمر نورا، ويقال للصفة القائمة بغيرها، كما يقال نور الشمس والقمر، وقد دل الكتاب والسنة على أنه نور، وله نور، وحجابه النور، فالمضاف ليس هو المضاف إليه. أهـ

وقال ابن القيم في مختصر الصواعق: إن النص قد ورد بتسمية الرب نورا، وبأن له نورا مضافا إليه، وبأنه نور السماوات والأرض، وبأن حجابه نور، فهذه الأربع أنواع:

فالأول: يقال عليه -سبحانه- بالإطلاق، فإنه النور الهادي.

والثاني: يضاف إليه كما يضاف إليه حياته وسمعه وبصره وعزته وقدرته وعلمه، وتارة يضاف إلي وجهه، وتارة يضاف إليه ذاته، فالأول إضافته إلى وجهه، كقوله: أعوذ بنور وجهك وقوله: "نور السماوات والأرض من نور وجهه"، والثاني: إضافته إلى ذاته، كقوله: وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وقول ابن عباس -رضى الله عنهما-: "ذلك نوره الذي إذا تجلى به".

والثالث: وهو إضافة نوره إلى السماوات والأرض، كقوله: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .

والرابع: كقوله حجابه النور، فهذا النور المضاف إليه يجيء على أحد الوجوه الأربعة.

وقال شيخ الإسلام وقوله: -تعالى-: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ النور يتناول الأقسام الثلاثة، فإنه أخبر أنه نور، وأخبر أن له نورا، وأخبر أنه كمشكاة فيها مصباح، ومعلوم أن المصباح الذي في المشكاة له نور يقوم به، ونور منبسط على ما يصل إليه من الأرض والجدران. اهـ.

وقال -رحمه الله-: وأيضا فهذا مثل اسمه السلام، فقد ثبت في صحيح مسلم عن ثوبان أن النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا لجلال والإكرام فأخبر أنه هو في نفسه السلام وأن منه السلام.

أنكرت المعتزلة والجهمية أن يكون الله نورا، وأن يوصف بالنور، وقالوا: إن النور الساطع الذي نراه في الأرض والجبال مخلوقا فلا يكون وصفا لله، وقالت الجهمية الله نور كله،؛ أي أنه نور حالٌ في الأرض، فرد عليهم الإمام أحمد في كتابه الرد على الزنادقة، فقال: إذا كان نورا فلماذا لا ينير البيت المظلم.

الله -تعالى- احتجب بالنور، كما في صحيح مسلم عن أبي موسى حجابه النور أو النار وفي حديث أبي ذر رأيت نورا وهذا النور الذي احتجب به الرب مخلوق، وإذا كان الحجاب نورا فكيف يحتجب بالنور من ليس بنور،؟ بل إن الحجاب إنما استنار بنور الله عز وجل.

مسمى النفس عند السلف هو الذات، فنفس الله هو الله والنفس تجمع الصفات كلها، فإذا نفيت النفس نفيت الصفات.

دلت النصوص على إثبات النفس لله، كقوله -تعالى-: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ وقوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ والناس لهم في النفس ثلاثة مذاهب:

1- مذهب أهل السنة والجماعة: أن نفس الله هو الله وذاته لا صفة قائمة به، وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام والإمام أحمد وعثمان بن سعيد الدارمي وأبو بكر بن خزيمة فيما نقله عنهم، وكلام أحمد صريح في أن نفسه هي هو، وهي ذاته لا صفة لذاته.
2- أن نفس الله صفة ليست هي ذاته، بل قائمة بذاته، في صفة زائدة على الذات، وهذا القول ضعيف ذهب إليه طائفة من المتأخرين، كالقاضي أبي يعلى فيما نقله عنه شيخ الإسلام ورد عليه وأطال.
3- نفي النفس عن الله وإنكار نفس الله، وهذا مذهب الجهمية وهذا كفر.

من أسماء الله التي يسمى بها ويعبّد لله بها ما يأتي:

الجميل؛ لحديث: إن الله جميل يحب الجمال .

الطيب؛ لحديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا .

المسعّر؛ لحديث: إن الله هو المسعر الباسط القابض .

الصمد: من أسماء الله العظيمة، الذي ورد في سورة الإخلاص، وقد جاءت الآثار عن الصحابة والتابعين في تفسيره ومعناه، وبعضها مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسورة الإخلاص نزلت جوابا لبعض المشركين وأهل الكتاب لما قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: انسب لنا ربك.

وقد جاء في هذه الآثار التي ساقها شيخ الإسلام في نقض التأسيس في تفسير الصمد، من كتاب السنة للطبراني والسنة لابن أبي عاصم ثلاث تفسيرات وكلها حق، والاشتقاق واللغة تدل عليها:

الصمد: المجتمع الذي لا جوف له.

الصمد: السيد المصمود إليه المقصود في الحوائج.

الصمد: السيد الذي اكتمل سؤدده وكمل شرفه.

ولكن التفسير الأول هو الأصل، وهو الذي يدل عليه أصل الاشتقاق، وهو المناسب للجواب عن سؤال المشركين وأهل الكتاب.

والتفسير الثاني لا ينافي التفسير الأول، بل هو دال عليه وملزوم ولازم له؛ لأنه إن كان مجتمعا في نفسه غير محتاج إلى غيره دل على أنه مصمود إليه ومقصود في الحوائج، فالتفسير الثاني مقرر للتفسير الأول ودال عليه، فلا ينافي أن يكون هو في نفسه مجتمعا لا جوف له، بل كونه في نفسه كذلك هو الموجب لاحتياج الناس إليه، فإن الحاجة إلى الشيء فرع اتصافه في نفسه، فلا يكون الأثر منافيا للمؤثر، ولا يكون الملزوم منافيا للازم، بل الأثر والملزوم دليل على المؤثر واللازم، والصمد أكمل من أن يطلق على السيد، فكون المسمى بالصمد صمدا لغيره فرع كونه صمدا في نفسه: وقيل هو الذي لا يأكل الطعام، وقيل هو الباقي بعد خلقه، ومن السلف والأئمة من قال هذا وهذا، ومثل هذا كثير في تفسير معاني أسمائه كالرحمن والجبار والإله، وغير ذلك.

وقد قررنا في غير هذا الموضع أن عامة تفاسير السلف ليست متباينة بل تارة يصفون الشيء الواحد بصفات متنوعة، وتارة يذكر كل منهم من المفسر نوعا أو شخصا على سبيل المثال؛ لتعريف السائل بمنزلة الترجمان الذي يقال له ما الخبز فيشير إلى شيء معين على سبيل التمثيل.

وادعى الرازي في تأسيسه أن الصمد اسم للمعنى الثاني ونفي المعنى الأول والتفسير الأول؛ لأنه يلزم عليه أن يكون الله جسما وهذا محال على الله، فيجب حمل الاسم واللفظ على مجازه، وهو القول بأن المعنى (واجب الوجود لذاته) والقرينة التي صرفت اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز هي الدلالة العقلية على أن معنى اللفظ وظاهره وحقيقته محال على الله تعالى.

ويجاب على ذلك بثلاثة أجوبة:

سلمنا أن الصمد هو ما يصمد إليه العباد في أنفسهم؛ أي يقصدون إليه، فالقصد هو الدعاء والمسألة والطلب، وذلك إنما يكون بالقلوب والبواطن والأيدي والوجوه، وذلك ممتنع إلا ممن يكون بجهة منهم، فمن لا يعرف أين هو يمتنع قصده فيمتنع كونه صمدا، فهما علمان ضروريان:

أن قصد العباد ودعائهم وتوجههم بقلوبهم وظاهرهم إلى العلو، العلم الضروري بأن ما كان فوق العالم فإنه يكون في الجهة، أن ما ذكره الرازي من الدلالة العقلية التي صرفت معنى اسم الصمد إلى مجازه، لم تظهر إلا من زمن بشر المريسي بعد انقراض عصر الصحابة وأكابر التابعين وأئمتهم، ولما أظهر بشر مقالته كفره الأئمة، أن الآية نزلت عن جواب المشركين وأهل الكتاب وسؤالهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صفة ربه، فيجب حملها على الحقيقة لتكون جوابا لسؤالهم.

أما قول الرازي إن الصمد (فعل) بمعنى مفعول؛ أي مصمود إليه في الحوائج يقال له: بل تكون بمعنى الفاعل لقولهم: (أحد، وبطل) وهل لا تكون بمعنى الفاعل، وهو الصامد المتصمد في نفسه، وإن كان ذلك يستلزم أن يكون مقصودا لغيره، فهذا أرجح لوجوه: أنه قرين الاسم الواحد، فإنه قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ومن المعلوم أن الأحد بمعنى الواحد المتوحد، فكون الصمد بمعنى الصامد المتصمد أظهر في المناسبة والعدل والقياس والاعتبار.

أن الفاعل هو الأصل فإنه لا بد لكل فعل وصفة من فاعل، فكل صفة تستلزم فاعلا في الجملة، وأما المفعول فقد يكون وقد لا يكون، وهذه الصفة الصمد علم أن لها فاعلا ولم يعلم أن لها مفعولا.

أن المشركين وأهل الكتاب سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نسب ربه وماهيته وجنسه، فنزلت الآية جوابا لهم.

اتمنىان يكون السؤال والاستفسار من اجل الفهم العقيدة الصحيحة وليس للمعاندة والتكبرعلى الحق..

أم سلمة عادت
2011-07-22, 10:44
سآتي لمناقشة زدقة المنافقين في هذا المنتدى بعض صلاة الجمعة بإذن الله

لكنني دائما في إنتظار الرد على أسئلتي؟؟؟؟

لماذا من عادات الكفار و أهل النفاق الخالص، الهروب من الجواب و الخروج عن الموضوع حين لا يجدون الجواب الصريح الواضح الوافي الشافي؟؟؟

سؤال آخر:

الزنادقة الأشاعرة يدعون كما هي دادة المنافقين أنهم أهل السنة و الجماعة:

ماذا إذن تردون الاحاديث و السنة النبوية من جهة و تدعون أنكم أهل السنة؟؟؟
هل أهل شيئ ما يتبرؤون منه و تحرفونه؟؟؟

ساعود بغذن الله يا أعداء الله....

لا تعتقد أنك ستراوغ بتسجيلك في المنتدى عدت مرات مرار و تكرارا متوهما أنك ستجعل ظهورا لعقيدة النفاق هنا و أن الأشاعرة المنافقون متواجدون بكثرة في هذا المنتدى... ههههههه هيهات هيهات

محب السنّة
2011-07-22, 11:51
الأخ الكريم 1976m

تفضل أقوال المفسرين في قوله تعالى: الله نورالسماوات والارض.
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله:

قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " اللَّه نُور السَّمَوَات وَالْأَرْض " يَقُول : هَادِي أَهْل السَّمَوَات وَالْأَرْض .
قَالَ اِبْن جُرَيْج قَالَ مُجَاهِد وَابْن عَبَّاس فِي قَوْله : " اللَّه نُور السَّمَوَات وَالْأَرْض " يُدَبِّر الْأَمْر فِيهِمَا نُجُومهمَا وَشَمْسهمَا وَقَمَرهمَا وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عُمَر بْن خَالِد الرِّقِّيّ حَدَّثَنَا وَهْب بْن رَاشِد عَنْ فَرْقَد أَنَّ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : إِنَّ اللَّه يَقُول نُورِي هُدًى وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل اِبْن جَرِير وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب فِي قَوْله تَعَالَى : " اللَّه نُور السَّمَوَات وَالْأَرْض مَثَل نُوره " قَالَ : هُوَ الْمُؤْمِن الَّذِي جَعَلَ اللَّه الْإِيمَان وَالْقُرْآن فِي صَدْره فَضَرَبَ اللَّه مَثَله فَقَالَ " اللَّه نُور السَّمَوَات وَالْأَرْض " فَبَدَأَ بِنُورِ نَفْسه ثُمَّ ذَكَرَ نُور الْمُؤْمِن فَقَالَ مَثَل نُور مَنْ آمَنَ بِهِ قَالَ فَكَانَ أُبَيّ بْن كَعْب يَقْرَؤُهَا " مَثَل نُور مَنْ آمَنَ بِهِ " فَهُوَ الْمُؤْمِن جَعَلَ الْإِيمَان وَالْقُرْآن فِي صَدْره وَهَكَذَا رَوَاهُ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَيْس بْن سَعْد عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأَهَا كَذَلِكَ " مَثَل نُور مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ" وَقَرَأَ بَعْضهمْ " اللَّه مُنَوِّر السَّمَوَات وَالْأَرْض " وَقَالَ الضَّحَّاك " اللَّه نُور السَّمَوَات وَالْأَرْض " وَقَالَ السُّدِّيّ فِي قَوْله " اللَّه نُور السَّمَوَات وَالْأَرْض " فَبِنُورِهِ أَضَاءَتْ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَفِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي دُعَائِهِ يَوْم آذَاهُ أَهْل الطَّائِف " أَعُوذ بِنُورِ وَجْهك الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الظُّلُمَات وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَنْ يَحِلّ بِي غَضَبك أَوْ يَنْزِل بِي سَخَطك لَك الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى وَلَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْل يَقُول : " اللَّهُمَّ لَك الْحَمْد أَنْتَ نُور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَك الْحَمْد أَنْتَ قَيُّوم السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَنْ فِيهِنَّ " الْحَدِيث وَعَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ : إِنَّ رَبّكُمْ لَيْسَ عِنْده لَيْل وَلَا نَهَار نُور الْعَرْش مِنْ نُور وَجْهه .

أم سلمة عادت
2011-07-22, 15:16
الرد المفحم على المعطل الأشعري المتجهم:


.
ها أنتم تثبتون لله الجسمية و تتسوّرون بالأحاديث الموضوعة و المنكرة ، و التي تتعارض مع صريح القرآن ، فإذا كان الله عز و جل قد وصف نفسه بأنه " ليس كمثله شيء " و أنه " لم يكن له كفؤا أحد " و أنه " لا تدركه الأبصار و هو يدرك الابصار " ، فكيف لنا أن نقدم الحديث على القرآن ، فأيما حديث تعارض متنه مع روح القرآن ، فلا يعتد به . أما حديثك عن أن السمع و البصر يستدعيان لوازمهما من الأذن و العين ، فلأنكم لا تتصورون الله إلا على هيئة جسمية ، و هو سبحانه قد نزّه نفسه على التشبه بأي من مخلوقاته . أما بالنسبة إلى الكلام ، فالقرآن هو علم الله ، أما الحروف و الأصوات فحادثة ، و هذا مذهب أهل العلم من السلف و أصحاب السنة و الجماعة . أما قولكم إننا نثبت ما أثبت الله لنفسه ، فهذا غير صحيح لأنكم لو أثبتم لفوّضتم ، لكنكم تؤلون اليد و الساق و غيرهما تأويلا حسيا ، و هو ما لا يليق بالذات الإلهية ، فأنتم من تؤولون على نحو وثني صفات الله - سبحانه عما تصفون - أما مذهب أهل السنة و الجماعة ، فهو إما التفويض أو التأويل على نحو يليق بالحق سبحانه .
أما الآية " لما خلقت بيديّ " ، إذا كانت تستلزم أن لله يدين على حد قولكم ، فإن الآية : " فإنك بأعيننا " تسلزم أعينا عدّة لله تعالى ، و هذا ، والله ، منطق فاسد ما أنزل الله به من سلطان .
نحن لسنا جهميين ، و لكن على مذهب اهل السنة و الجماعة من الذين يقدرون الله حق قدره ، و يلزمون الأدب في وصف الله كما وصف نفسه ، و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و الحمد لله رب العالمين .


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

يا جهمي، سؤعطيك درسا في آداب البحث و المناظرة، لعلك تستفيد و تتعلم الحوار و المناظرة بلا كذب و نفاقن فأقول و بالله التوفيق مبطلا كل شبهك التي قلتها في ردك هذا:

قولك:
.
ها أنتم تثبتون لله الجسمية

أين قلنا أن الله جل و على "جسم"، لا تكذب و تدعي أنك تعلم الغيب، لأننا لا نثبت هذه الصفة و لا ننفيها، متبعين في ذلك سلفنا الصالح، فنحن نثبت ما وصف الله به نفسه و ما وصفه به رسوله، أما الألفاظ المجلملة التي أحدثها الجهمية أمثالكم فلا ننفيها و لا نثبتها، و قد سؤال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من طرف أحد الجهمية أسيادكم و قال له: (هل الله جسم) فسكت الإمام أحمد و لم يجبه لا نفيا و لا إثباتا و قال: لا يتجاوز القرآن و السنة)... فهل تعتقدون أن إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل "مجسم" لأنه لم ينفي صفة الجسمية و لم يثبتها؟؟؟


قولك:
.
...و تتسوّرون بالأحاديث الموضوعة و المنكرة ،

هذا قمة الجهل و الحمق، لأنك تقول عن أحاديث صحيحة و ثابتت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنها موضوعة، و إليك تخريجها مع أرقامها في كتبها:

حديث النزول: « ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ » أخرجه الإئمة: البخاري في كتاب التوحيد 7494، و مسلم 758، و مالك 496 ، و أحمد 2/284

حديث الساق و الرجل: « لا تزال جهنم يُلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها رجله » و في رواية « عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض فتقول: قط قط » أخرجه الأئمة:البخاري في التفسير 4848، و مسلم 2848 و الترمذي في التفسير 3272 و أحمد 3/234

حديث اليد: « أن الله يأخذ أرضه وسماءه بيديه فيهزهن ويقول لهن: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ » أخرجه الأئمة: البخاري كتاب التوحيد 7413 و مسلم 2788، و أبو داود في السنة 4732

حديث الوجه: « وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن » أخرجه الأئمة: البخاري في التفسير 4880، و مسلم 2775، و الترمذي في التفسير3248، و أحمد 1/426


هذا و قد تركت الكثير من الأحاديث الأخرى خشية الإطالة، لكنها في مظانها كتب الصحاح و السنن و المسانيد يرجع إليها، و كما قيل "طالب الحق يكفيه دليل واحد و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

و الآن و بعد تخريج الإحاديث الصحيحة: هل تتهم الأئمة أنهم أظلونا و كانوا سببا في إعتقادات فاسدة بروايتهم لهذه الإحاديث الموضوعة كما تزعم في كتبهم ؟؟؟

قولك:
.
و التي تتعارض مع صريح القرآن ،

أهل السنة و الجماعة يقولون لا تعارض بين صريح القرآن و صحيح السنة و يقولون إن السنة مبينة و مفسرة للقرآن، قال الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة و الجماعة (..و السنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم، و السنة مفسرة للقرآن و هي دلائل القرآن...)، أما أنتم فتدعون أنها تعارض القرآن و يجب أن ترد حتى و لو كان الحديث أخرجه البخاري و مسلم عندكم هو مردود لأنه يتعارض مع القرآن في رأيكم و مع هذا تدعون أنكم من أهل السنة فتأمل...
و أيضا لأن الكتاب و السنة كلامها وحي فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(أوتيت القرآن و مثله معه) ، و قد أمرنا الله جل و على بإتباع الرسول صلى الله عليه و سلم و حثنا على ذلك في القرآن، فكيف يأمرنا الله بإتباع سنة النبي ثم تأتي هذه السنة مخالفة للقرآن؟؟؟
قولك هذا طعن في الدين و هدم له، فلو فرضنا جدلا أن صريح القرآن يتعارض مع صحيح السنة، لكان يلزمنا من هذا القول الباطل أمور كفرية منها:
أما النبي صلى الله عليه و سلم لم يتركنا على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلآ هالك، و جعلنا في حيرة من أمرنا هل نتبعه كما أمرنا الله عز و جل بذلك أو نرد عليه أحاديثه و سنته؟؟؟
و إما أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتكلم و ينطق عن الهوى، و إلآ فكيف يتلو القرآن على الصحابة ثم يتحدث بأحاديث تتنافى و تتعارض مع ذلك القرآن، فنردها نحن بعقولنا؟؟؟
و إما أن النبي صلى الله عليه و سلم أتانا بدين متعارض و غير واضح، يختلف فيه قول الله عز و جل مع قول نبيه صلى الله عليه و سلم

و هذه الإحتمالآت تلزمكم و تلزمك شخصيا، لأنك قلت ما قلت سابقا بصريح العبارة، و قولك هذا لا يقوله عاقل فضلا أن يقوله مسلم، فتأمل يا جهمي.

قولك:
.
فإذا كان الله عز و جل قد وصف نفسه بأنه " ليس كمثله شيء " و أنه " لم يكن له كفؤا أحد " و أنه " لا تدركه الأبصار و هو يدرك الابصار "

هنا أنت ترجع للتدليس و الكذب،
أولآ : عليك أن تكمل الآية و لا تحرفها و تنقصها لتغير معناها: فكان الأحرى بك أن تلتزم الوضوح و المصداقية كما أعلمك أنا الآن و تقول قال الله عز و جل: (ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير)، فالله عز و جل قد نفى عن نفسه المماثلة، مماثلته جل و على بخلقه، و أثبة لنفسه و في نفس الآية صفتان من أكثر الصفات إشتراكا بين المخلوقات و هي السمع و البصر، فهذه الأية تبين لنا و تفسر لنا أن المماثلة لله عز و جل بخلقه منتفية و مستحيلة و مع هذا فإن صفاته التي وصف بها نفسه أيضا ثابتت، أي أنها تعطينا قاعدة عظيمة و هي، نفي المماثلة و إثبات الصفة على الوجه الذي يليق بالله جل و على من دون تشبيه و لا تحريف كما تفعلون يا جهمية العصر.




سأكمل فيما بعد،

عليك أن تتعلم النقاش العلمي بهذه الصورة من الوضوح و الإختصار و المصداقية العلمية و الأدبية، لكن هذا حل القوم فشتان بين السلفي و الخلفي


قولك:
.
، فكيف لنا أن نقدم الحديث على القرآن ،
للأسف عقولكم تعجز عن ذلك...
قد قدمنا، أن الصحيح السنة يعتبر عند أهل السنة و الجماعة تفسير للقرآن، لأن النبي صلى الله عليه و سلم أعلم الناس بمراد الله عز و جل و أفصح في البيان و أنصح للأمة من أي إنساء آخر، لذا ردكم للحديث بحجة معارضته للقرآن هو رد للسنة و رد لحديث النبي صلى الله عليه و سلم و إتهام له بأنه قدعارض القرآن و أنه لم يفسره بتفسير موافق..

لذا فإنكم تتبعون المتشابه من القرآن و تحاولون رمي أهل السنة بأنهم كذا و كذا، فنقول لكم أن النبي صلى الله عليه و سلم قد حذر منكم و قال في حديث صحيح رواه مسلم و غيره في تفسير آية المتشابه ، قال (أولئك الذين سمى الله فاحذروهم) أو كما قال.
أما نحن أهل الحق أهل السنة و الجماعة أهل الحديث و الأثر أتباع السلف الصالح، فنرد المتشابه للمحكم و نعمل بالمحكم و نؤمن بالمتشابه فكل من عند الله، و نعتقد أهل السنة تفسير للقرآن كما قال الإمام أحمد رضي الله عنه، و مع هذا تدعون زورا و نفاقا أن الجهمية الأشاعرة أهل السنة و الجماعة فتأمل...


قولك:
.
، فأيما حديث تعارض متنه مع روح القرآن ، فلا يعتد به
هنا أمران:
الأول= كون أنني أفرض عليك نقاشا علميا، أنا أطالبك بدليل من القرآن أو صحيح السنة على أن للقرآن "روح"... اللهم إذا قد صرحت بأن القرآن مخلوق فهذا أمر آخر...

الثاني= أنت تتهم النبي صلى الله عليه و سلم بأنه لا يفهم ما أنزل إليه من الحق و ترد عليه سنته بتوهمك أن سنته تعارض القرآن... و مع هذا تدعي أن الجهمية الأشاعرة هم أهل السنة فتأمل....


قولك:
.
أما حديثك عن أن السمع و البصر يستدعيان لوازمهما من الأذن و العين ، فلأنكم لا تتصورون الله إلا على هيئة جسمية ، و هو سبحانه قد نزّه نفسه على التشبه بأي من مخلوقاته
أولآ: أنا ألزمتك بهذا لأنكم تقولون لنا أن إثبات الصفات كالكلام بصوت و حر يقتضي وجود مخارج الحروف من فم و لسان، لهذا قلت لك أنكم ملزمون بأنه يلزمكم بإثبات السمع وجود الأذن و هذا من تناقضكم الباطل الكفري اليهودي..

ثانيا:هذا معتقدكم أنتم و ليس نحن، فأنتم من نفى عن الله جل و على ما وصف به نفسه متوهمين التشبيه و التجسيم في ظاهر القرآن و صحيح السنة، لذا قد أثبتتم ما تسمونه "صفات عقلية" لأن عقولكم قد قبلتها و أثبتتها، و ما نفاه عقلكم المريض بمرض التجهم و التعطيل من الصفات التي تسمونها "صفات خبرية" التي دل عليها الكتاب و صحيح السنة فتنفونها و تحرفون الكلم عن مواضعه كاليهود لأنكم تتوهمون المشابهة و التجسيم و التكييف...
أما نحن أهل السنة و الجماعة أهل الحق، فمصدر التشريع عندنا هو الوحي، أي الكتاب و صحيح السنة، لذا نحن لا نفرق بين الصفات العقلية و الخبرية كما تقولون، لأن الكل من عند الله فلا نرد على الله قوله و لا نحرفه كما فعلت اليهود و المعتمد عندنا هو الصحة للحديث فقط لا غير، لا نتوهم التشبيه و لا المماثلة لله جل و على بخلقه بل نقول كما قال السلف: (ليس فيما وصفه الله به نفسه أو ما وصفه به رسوله تشبيه بل كل يقبل بلا كيف و لا تحريف)... فتأمل

قولك:
.
أما بالنسبة إلى الكلام ، فالقرآن هو علم الله ، أما الحروف و الأصوات فحادثة ، و هذا مذهب أهل العلم من السلف و أصحاب السنة و الجماعة .

قولك هذا فيه حق و يحتمل باطل، أي أنك تكلمت بألفاظ مجملة قد يحتمل بعضها معنى باطل أو صحيح، فأرجو التوضيح أكثر و دعك من التدليس و الهروب من الجواب فقد قلت لك أجبني بوضوح و دقة و صراحة ما هو معتقدك في القرآن الكريم و كلام الله عز و جل؟؟؟ و هل تعتقودن أن التجزء و التبعض لائق في حق الله جل و على أو في صفاته؟؟؟... المهم أنا في إنتظار التوضيح و البيان

قولك:
.
و هذا مذهب أهل العلم من السلف و أصحاب السنة و الجماعة

قلت لك سابقا أنني في إنتظار ما تقصده، و بعد ذلك سأبين لك معتقد أهل السنة و الجماعة من كلام الله عز و جل و كلام نبيه صلى الله عليه و سلم و أقوال السلف رضي الله عنهم.

مثال عن مذهب السلف الذي تخالفونه تماما:
قول الإمام مالك : أن الله في السماء و علمه في كل مكان
قول الإمام وكيع بن الجراح: نسلم هذه الأحاديث كما جاءت، و لا نقول: كيف كذا و كيف كذا، يعني مثل حديث ابن مسعود(إن الله عز و جل يحمل السماوات علىأصبع و الجبال على أصبع) و حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) و نحوها من الأحاديث

هل الإمام وكيع عندكم مشبه مجسم أو كافر؟؟
الإمام وكيع و هو من أئمة السلف نقل معتقد أهل السنة في أحاديث الصفات و قال "كما جاءت" و لم يقل "نؤولها و نفوضها"، فكيف تدعون أنكم أهل السنة ؟؟؟

و الله أنتم أوقح من عرفت، الوقاحة تدخل من آذانكم و تخرج أفواهكم و أنتم لا تعلمون

قولك:
.
أما قولكم إننا نثبت ما أثبت الله لنفسه ، فهذا غير صحيح لأنكم لو أثبتم لفوّضتم
نعم نحن نثبت لله جل و على ما أثبته لنفسه و أما صحت به الأخبار عن نبيه من دون تحريف كما تفعلون و من دون تشبيه كما فعل متقدموا الرافضة عليهم من الله ما يستحقون.
أما إدعاؤك أننا نفوض فهذا قول مجمل، بيانه عند السلف رضي الله عنهم في أقولهم فهم رضي الله عنهم قد أثبتوا المعنى المفهوم من ظواهر القرآن و السنة و كفوا عن الحديث في الكيفية و فوضوا معناها لله عز و جل إذ نحن لا نعلم الكيفية لكن نعلم معاني الكلمات العربية التي نزل بها القرآن و لا نحرف الكلم عن مواضعه كما تفعل اليهود و من تبعها من الجهمية الأشاعرة، فنثبت الصفة على ظاهرها و لا نكيفها و نترك الخوض فيها و نقول إن الله جل و على لا يشابه خلقه...
فمثلا: الإنسان له وجه، و النملة لها وجه، لكن هل وجه الإنسان مثل وجه النملة؟؟؟ هذا في المخلوقين، فما بالكم تتوهمون التشبيه في صفات الخالق جل و على و التي هو نفسه جل جلاله قد أخبرنا أنها صفاته في كتابه و في سنة نبيه... و لله المثل الأعلى

قولك:
.
لكنكم تؤلون اليد و الساق و غيرهما تأويلا حسيا ، و هو ما لا يليق بالذات الإلهية ، فأنتم من تؤولون على نحو وثني صفات الله - سبحانه عما تصفون - أما مذهب أهل السنة و الجماعة ، فهو إما التفويض أو التأويل على نحو يليق بالحق سبحانه .

ما هذا التناقض في كلامك يا هذا،
المفروض أنك تجيد التدليس قليلا و إلآ سنوقف هذا النقاش التافه.
أولآ: أنظر لتخبطك في عباراتك و كلامك: قلت أننا "نؤول"، ثم قلت أن مذهب أهل السنة التأويل؟؟؟
على فرض كلامك صحيح، أنت تعترف بأننا نحن أهل السنة و الجماعةن فما هذا التناقض في كلامك؟؟
ثانيا: أطالبك بدليل على أننا نؤول الصفات تؤويل "وثني".
ثالثا: أطالبك بأن تأتيني نقول لإمام من أئمة السلف قال فيه أن مذهب أهل السنة و الجماعة في الصفات هو التفويض و التؤويل
رابعا:أنصحك لوجه الله بدراسة علم النحو و غاصة المعاني و البلاغة لأنك لا تفرق بين إجراء الصفات على ظاهرها و بين تأويلها تأولكم الباطل الذي حرف النصوص.
و أخيرا في هذه النقطة، تناقضك مع عقيدتك عقيدة الجهمية بنفي الصفات: جاء في كتابكم العقيدة السنوسية مالي (ليس الله فوق العرش و لا تحت العرش و لا عن يمين العرش و لا عن شمال العرش) مع أنكم تقولون هو موجود في كل مكان و في كل شيئ، فلمذا نفيتم وجوده فوق و تحت و عن يمين و شكال العرش؟؟؟ هل خلى العرش من الرحمن عندكم؟؟؟ إذن أنتم تقولون بالحيز و الحد الذي يحده عن فوقية العرش و تحتيته و يمينه و شماله... أجب إن كنت جهميا حرا شجاعا و دافع عن عقيدتكم.

قولك:
.
أما الآية " لما خلقت بيديّ " ، إذا كانت تستلزم أن لله يدين على حد قولكم ، فإن الآية : " فإنك بأعيننا " تسلزم أعينا عدّة لله تعالى ، و هذا ، والله ، منطق فاسد ما أنزل الله به من سلطان .

يا هذا، و الله إنك جاهل حقا...
ما دخل "بيدي" في قوله تعالى "بأعيننا"...هذا أولآ.
ثانيا: القول بأن لله جل و على يدين هو قول السلفن قال الخطيب البغدادي في فتياه التي بين فيها مذهب السلف رضي الله عنهم أنهم (لا يقولون اليد هي القدرة بل يمرونها على ظاهرها من دون إعتقاد التشبيه)، بل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو من قال أن لله يد و ليس السلف رضي الله عنهم، بل إن الله جل و على هو من و صف نفسه بأن له يدين كما هو واضحا لأصحاب الفطرة السليمة في الآية التي ذكرتها،
و على ذكر هذه الآية لدي لك سؤال: أنتم تقولون أن تؤويل اليد هو القدرن و هذا إلحاد في آيات الله واضح و صريح، فكيف تقولون في هذا الآية: هل خلق الله عز و جل آدم بقدرتين؟؟؟ ماهما القدرتان هنا؟؟ أتحداك أن تأتيني بدليل على أن لله قدرتين.

أما بخصوص ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ فأكرر نصحي لك بدراسة علم النحو و خاصة البلاغة و المعاني، و لو أن الله رزقكم الفقه في الدين لتدبرتم القرآن و السنة لتعلموا أنه لا يوجد تناف بين الكاتب و السنة و بين اللغة العربية الفصيحة.
أين أنت من قوله جل و على : ﴿ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ و قوله جل جلاله ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴾ فمن قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع أو صيغة الجمع يذكر بلفظ الجمع، و راجع لتحقيق هذه المسألة كتب النحو و الصرف و أهمها كتاب المقاصد للشاطبي و كتب ابن جني و على راسها "الخصائص" و "التعاقب" و "سر الصناعة"

قولك:
.
نحن لسنا جهميين ،
بل أنتم شر من الجهمية و وصفكم بالجهمية فيه رحمة بكم، لأن الجهمية أراحوا و استراحوا، أما أنتم فحرفتم كتاب الله جل و على و إتهمتم رسوله بعدم بيان الحق في نصوص الوحي الكتاب و السنة و تركه للأمة بلا فهم حتى جاء علماء الزندقة و الكلام و بينوا مراد الله جل جلاه و تعالى عن الملحدين و الزنادقة علوا كبيرا


قولك:
.
و لكن على مذهب اهل السنة و الجماعة من الذين يقدرون الله حق قدره ، و يلزمون الأدب في وصف الله كما وصف نفسه ، و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و الحمد لله رب العالمين .

نعم نحن أهل السنة و الجماعة ما نعتقده في ربنا جل و على هو ما إعتقده سلف الأمة و كتبهم و أقولهم شاهدة للحق المبين فلا ضرورة لكتابة أقولهم هنا فالمكان غير كاف لذلك
نعم سبحان الله عما يصفه به علماء الكلام و تعالى علو كبيران بل ما وصف به نفسه و وصفه به رسله هو الحق المبينن لذا أنت حرفت هذه الآية مرة أخرى و لم تكتبها كاملة لأنها تشهد ضدك

نحن نصف الله بما وصف به نفسه ما جاء به رسله الصادقون المصدقون، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون، ولهذا قال: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل (الذين يدعون أنهم لم يبينوا الحق و أن سنتهم مردودة إذاخالفت القرآن في غعتقادهم الباطل)، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب، وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات.

قال تعالى: ﴿ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ أما دين الحق الذي هو الكتاب و صحيح السنة عندكم مردود لأنك قلت أنك ترد السنة لمخالفتها القرآن في نظرك السقيم

أنا في إنتظار الرد على أسئلتي السابقة بالإضافة إلى:

أين الله في معتقدك؟
هل تثبت أن الله مستوى على عرشه أو أنك تقول أنه مستولي على عرشه؟
وضح لي مقصدك في كلام الله عز و جل ..

سعيد أبو زكريا
2011-07-24, 01:01
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين .

يا جهمي، سؤعطيك درسا في آداب البحث و المناظرة، لعلك تستفيد و تتعلم الحوار و المناظرة بلا كذب و نفاقن فأقول و بالله التوفيق مبطلا كل شبهك التي قلتها في ردك هذا:
]أولا ، أنا لست تلميذك حتى تعلمينى أصول المناظرة و آداب الحوار ، فأنت من تحتاجين إلى ذلك . و إذا استمرت ردودك على هذا النحو غير اللائق ، فلن تكوني أهلا لمناقشتي ، فالمحاور ينبغي أن لا يكون شتّاما و لا مستعليا ، و أن يلتزم حدود الأدب في مخاطبة محاوره ، حتى لو كان هذا المحاور نصرانيا أو يهوديا ، فما بالك مع مسلم يدين بدينك .
و ثانيا ، تتهمينني بأنني لا أفقه مسائل النحو و البلاغة ، و أنت لا تحسنين حتى قواعد الإملاء مثل قولك :" سؤعطيك " التي ينبغي أن تكتب همزتها على الألف الممدودة كما يأتي :" سأعطيك" ، و هذه زلة إملائية لا يرتكبها حتى تلاميذ الابتدائي . و هذا دون أن أخوض في الأخطاء الإملائية الأخرى التي قد تتذرعين بكونها مطبعية ، أو وقعت سهوا .
و لو كنت تحسنين التعبير ، و تفقهين كلام العرب و تتذوقينه لقلت " بلا كذب و لا نفاق " دون إسقاط أداة النفي "لا " أمام كلمة " نفاق " التي كتبتها بزيادة النون ظنا منك أن التنوين يقتضي فيها إظهار النون . و هذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على جهل بمسائل اللغة و مقتضياتها . و لن أتتبع سقطاتك في سائر كلامك ، فما أكثرها ، و إن شئت بيّنتها لك على وجه التفصيل [/SIZE].




قولك:
[/size][/font]


أين قلنا أن الله جل و على "جسم"، لا تكذب و تدعي أنك تعلم الغيب، لأننا لا نثبت هذه الصفة و لا ننفيها، متبعين في ذلك سلفنا الصالح، فنحن نثبت ما وصف الله به نفسه و ما وصفه به رسوله، أما الألفاظ المجلملة التي أحدثها الجهمية أمثالكم فلا ننفيها و لا نثبتها، و قد سؤال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من طرف أحد الجهمية أسيادكم و قال له: (هل الله جسم) فسكت الإمام أحمد و لم يجبه لا نفيا و لا إثباتا و قال: لا يتجاوز القرآن و السنة)... فهل تعتقدون أن إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل "مجسم" لأنه لم ينفي صفة الجسمية و لم يثبتها؟؟؟
سأقول لك ، بكل بساطة ، ما الذي يجعل أحدنا يرميكم بالتشبيه و التجسيم الذي يستفاد منه أنكم تصفون الله بكونه جسما – تعالى عن ذلك علوا كبيرا – هو إثباتكم الصفات الجسمية لله تعالى من الحركة و السكون و الانتقال و القول بالحد و الجهة و النزول و إثبات الأعضاء لله على نحو مشابه للخلق ، ثم تقولون بعد ذلك : نثبت لله ما أثبت لنفسه (أي أنكم تثبتون لله مشابهة الخلق) ، و ننفي عنه ما نفى عن نفسه( أي أنكم تنفون تنزيه الله عن التحيز في المكان و الجهة ، و عن الجسمية ) . و هذا ، و الله مخالف لعقيدة الإسلام القائمة على تنزيه المولى - عز و جل- عن مشابهة مخلوقاته ، فالله لا يشبهه شيء و لا يشبه شيئا مما خلق. أما سكوت الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – عن إجابة السائل ، فلأنه التزم عقيدة التفويض ، فلم يثبت و لم ينف ، أي أنه لم يتأول معنى معينا مما تتأولونه ، و الذي صار مذهبكم ، أما الإمام و فضلاء الحنابلة فمنه براء . و مفهوم التفويض "المعتبر عند أهل السنة هو عدم حمل اللفظ على أي معنى، بل الإيمان بصحته، وردّ علمه إلى الله تعالى، مع الاعتقاد اليقيني بمخالفته تعالى لسائر الحوادث، أي تنزيهه عن المماثلة والمشابهة لسائر المخلوقات.
ولذا قالوا: أمروها كما جاءت، أو تفسيرها قراءتها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك، وفوض ورم تنزيهاً، وأمثال ذلك من التعابير التي تبين قاعدة التفويض" .
و مع ذلك نراكم لا تلتزمون بقاعدة التفويض التي يلتزمها الأشاعرة ، الذين إذا اضطروا إلى التأويل ، أوّلوا على ما يليق بذات الله . أما ابن تيمية و متبعوه من الوهابية ، فإنهم إذ يعتقدون أنهم يثبتون ما أثبت الله لذاته ، يقعون في المحظور فيتأولون المعنى الحسي ، المادي لليد و الرجل و القدم و الساق و الوجه حتى إنهم وصفوا الله بأنه في " صورة شاب أجعد أمرد ..." ، و هو ما يخالف عقيدة أهل السنة و الجماعة .
و لشرح عقيدة التفويض بمثال من الحديث الشريف ، فليكن الحديث الذي جاء فيه أن ربنا - جل وعلا- ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة ( الحديث)، " فمن اعتبر من أهل السنة هذا الكلام متشابهاً قال: آمنت بأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة كما جاء في الحديث. بلا كيف، لأن الكيف في حقه تعالى غير معقول. وانتبه أنهم يقولون بلا كيف، لا أنهم يقولون لا نعرف كيف. ويقولون ننزه الله تعالى عن أن يشابه في نزوله نزول شيء من مخلوقاته، وإنا نفوض معنى النزول الوارد في هذا الحديث إلى الله تعالى، هو وحده العليم بمعناه، ولا ندخل بآرائنا في ذلك متأولين كما جاء في الطحاوية " .
أما شأن سلفية اليوم من الوهابيين و التيميين ، فإنهم – كما قال سعيد فودة – " يحتجون بهذا الحديث على حركته تعالى وانتقاله من مكان إلى مكان كما لا يخفى عليك، لأن ذلك عندهم فرع كونه تعالى جسماً محدوداً. فهم يرون أن لخيالهم مدخلية في فهم هذا النزول. فإذا جوّز الخيال ذلك، فليكن صحيحاً، وإن منعه العقل فالعقل عند السلفية وشيخهم لا اعتبار به، لأن العقائد عندهم تؤخذ من الشرع لا من العقل. وتفهم بالوهم ولا إشكال في ذلك، ولا يجوز أن تفهم بالعقل.
فأسألك: هل حمل النزول على الحركة والانتقال هو مذهب التفويض المعروف عند السلف الصالح يا أختاه ؟ أم هو تأويل للحديث الشريف، يخالف قاعدة كلية محكمة في الشرع، وهي قوله تعالى: ليس كمثله شيء؟
إننا نرى كل شيء في العالم يتحرك وينتقل، فأين" ليس كمثله شيء " من إثبات الحركة والانتقال لله تعالى.
إن من يجيز أن الله تعالى يتحرك وينتقل فإنه قطعاً يشبه الله تعالى من هذا الوجه بكل مخلوق يتحرك.
وهذا التأويل من ابن تيمية وأتباعه يخالف العقل أيضاً لأنه تقرر في علم الكلام أن الله تعالى هو خالق العالم، وخالق العالم لا يمكن أن يكون من العالم، ولا مشابهاً له، وإلا لكان حادثاً مفتقراً، لأن من اتصف بالحوادث لزمه الحدوث، فيفتقر إلى محدث. كيف والله تعالى خالق كل شيء، وهو القديم الذات والصفات، وهو الأول بلا بداية."
و عليه ، " فإن غاية ما في الحديث الشريف أنه أثبت لفظ النزول، فمن أين تثبت له الحركة. فالحركة والانتقال تأويل للنزول كما لا يخفى.
وعند النظر في هذا التأويل نجده يعارض القواعد القطعية الشرعية والعقلية.
فلهذا نرد كلامه، ونخالفه ونشنع على من يقول بذلك، لا لأننا نحقد على شخص هذا القائل أو نغار منه أو نكرهه، بل لأنا ننتصر لدين الله، ونغضب لله، فنذم من يشبه الله تعالى بمخلوقاته " .



هذا قمة الجهل و الحمق، لأنك تقول عن أحاديث صحيحة و ثابتت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنها موضوعة، و إليك تخريجها مع أرقامها في كتبها:

حديث النزول: « ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ » أخرجه الإئمة: البخاري في كتاب التوحيد 7494، و مسلم 758، و مالك 496 ، و أحمد 2/284

حديث الساق و الرجل: « لا تزال جهنم يُلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها رجله » و في رواية « عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض فتقول: قط قط » أخرجه الأئمة:البخاري في التفسير 4848، و مسلم 2848 و الترمذي في التفسير 3272 و أحمد 3/234

حديث اليد: « أن الله يأخذ أرضه وسماءه بيديه فيهزهن ويقول لهن: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ » أخرجه الأئمة: البخاري كتاب التوحيد 7413 و مسلم 2788، و أبو داود في السنة 4732

حديث الوجه: « وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن » أخرجه الأئمة: البخاري في التفسير 4880، و مسلم 2775، و الترمذي في التفسير3248، و أحمد 1/426


هذا و قد تركت الكثير من الأحاديث الأخرى خشية الإطالة، لكنها في مظانها كتب الصحاح و السنن و المسانيد يرجع إليها، و كما قيل "طالب الحق يكفيه دليل واحد و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

و الآن و بعد تخريج الإحاديث الصحيحة: هل تتهم الأئمة أنهم أظلونا و كانوا سببا في إعتقادات فاسدة بروايتهم لهذه الإحاديث الموضوعة كما تزعم في كتبهم ؟؟؟
أنا لم أردّ الأحاديث الصحيحة التي أقر بصحتها العلماء و المحدثون ، و لكن أستنكر تلك التي لا سند لها من النقل و العقل مثل حديث الشاب الأمرد ، كما أستنكر تفسير تلك الأحاديث الصحيحة على نحو يتصادم مع عقيدة التنزيه الثابتة في القرآن . و قد أخبر النبي أن هناك من سيأتي بعده و يتقول عليه ما لم يقله متوعدا إياه بالنار . و معاذ الله أن أتهم العلماء الأفاضل و الأئمة الأعلام الذين لم يؤثر عن أحدهم أنه أيّد التجسيم أو التشبيه .

قولك:


أهل السنة و الجماعة يقولون لا تعارض بين صريح القرآن و صحيح السنة و يقولون إن السنة مبينة و مفسرة للقرآن، قال الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة و الجماعة (..و السنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم، و السنة مفسرة للقرآن و هي دلائل القرآن...)، أما أنتم فتدعون أنها تعارض القرآن و يجب أن ترد حتى و لو كان الحديث أخرجه البخاري و مسلم عندكم هو مردود لأنه يتعارض مع القرآن في رأيكم و مع هذا تدعون أنكم من أهل السنة فتأمل...
و أيضا لأن الكتاب و السنة كلامها وحي فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(أوتيت القرآن و مثله معه) ، و قد أمرنا الله جل و على بإتباع الرسول صلى الله عليه و سلم و حثنا على ذلك في القرآن، فكيف يأمرنا الله بإتباع سنة النبي ثم تأتي هذه السنة مخالفة للقرآن؟؟؟
قولك هذا طعن في الدين و هدم له، فلو فرضنا جدلا أن صريح القرآن يتعارض مع صحيح السنة، لكان يلزمنا من هذا القول الباطل أمور كفرية منها:
أما النبي صلى الله عليه و سلم لم يتركنا على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلآ هالك، و جعلنا في حيرة من أمرنا هل نتبعه كما أمرنا الله عز و جل بذلك أو نرد عليه أحاديثه و سنته؟؟؟
و إما أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتكلم و ينطق عن الهوى، و إلآ فكيف يتلو القرآن على الصحابة ثم يتحدث بأحاديث تتنافى و تتعارض مع ذلك القرآن، فنردها نحن بعقولنا؟؟؟
و إما أن النبي صلى الله عليه و سلم أتانا بدين متعارض و غير واضح، يختلف فيه قول الله عز و جل مع قول نبيه صلى الله عليه و سلم

و هذه الإحتمالآت تلزمكم و تلزمك شخصيا، لأنك قلت ما قلت سابقا بصريح العبارة، و قولك هذا لا يقوله عاقل فضلا أن يقوله مسلم، فتأمل يا جهمي
[SIZE="6"]]لا تقوّليني ما لم أقل من أني أبطل السنة النبوية ، فهذا بعيد كل البعد عن منهج الأشاعرة الأفاضل ، الذين يستمدون عقائدهم و أحكام الشرع من الكتاب أولا ، و السنة النبوية ثانيا . و قد حبا الله الإنسان العقل لإعماله في فهم وثيقة الوحي . و لذلك ، لم يكن ثمة تعارض بين مقولات الوحي و مقولات العقل في تعاضدهما لبيان منهج الله في الكون . و من هنا كان القياس أصلا من أصول الفقه في استنباط الأحكام . و لذلك ، لا يضير المسلم إذا أخذ بمنطق العقل في تفهم حقائق الدين في ضوء المرجعية القرآنية و النبوية . و عليه ، فمنهجنا هو الأخذ بالكتاب و السنة و توظيف آليات المنطق و علم الكلام في توضيح إشكاليات العقيدة . و هو ما رامه أيضا شيخكم ابن تيمية في استناده إلى المنطق و الفلسفة لدعم أطروحاته التجسيمية ، فكان رد الأشاعرة عليه و على منطقه العليل بالحجج المفحمة و الملجمة ، فالحمد لله الذي هيأ لهذا الدين من ينافح عنه من فطاحل العلماء و أفذاذهم .


هنا أنت ترجع للتدليس و الكذب،
أولآ : عليك أن تكمل الآية و لا تحرفها و تنقصها لتغير معناها: فكان الأحرى بك أن تلتزم الوضوح و المصداقية كما أعلمك أنا الآن و تقول قال الله عز و جل: (ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير)، فالله عز و جل قد نفى عن نفسه المماثلة، مماثلته جل و على بخلقه، و أثبة لنفسه و في نفس الآية صفتان من أكثر الصفات إشتراكا بين المخلوقات و هي السمع و البصر، فهذه الأية تبين لنا و تفسر لنا أن المماثلة لله عز و جل بخلقه منتفية و مستحيلة و مع هذا فإن صفاته التي وصف بها نفسه أيضا ثابتت، أي أنها تعطينا قاعدة عظيمة و هي، نفي المماثلة و إثبات الصفة على الوجه الذي يليق بالله جل و على من دون تشبيه و لا تحريف كما تفعلون يا جهمية العصر.

أي منطق هذا ، الذي تتوسّلونه في إثبات الصفات و نفيها ، فمرّة تقولون إنه أثبت صفتين هما السمع و البصر بوصفهما أمرين يشترك فيهما الله مع البشر ، ثم تعودون مرة أخرى لتقولوا إنها صفات ثابتة لله على الوجه الذي يليق به . هذا غموض و تدليس ، فكيف تكون الصفة التي يشترك فيها الله مع البشر على الوجه الذي يليق به ، كيف بربكم كيف ؟ أي أنكم تشبّهون أولا ، ثم تقولون إنه شبه ليس كالشبه ، فما هذا التناقض ؟
إن القاعدة الشرعية و القطعية هي أنه " ليس كمثله شيء " و مهما خطر ببالك عن ذات الله ، فهو ليس كذلك .
[/B]

سأكمل فيما بعد،

عليك أن تتعلم النقاش العلمي بهذه الصورة من الوضوح و الإختصار و المصداقية العلمية و الأدبية، لكن هذا حل القوم فشتان بين السلفي و الخلفي
عدنا إلى منطق الوصاية الذي يحاول الوهابية فرضه على الناس بادعائهم امتلاك الحقيقة ، و هم غارقون في التشبيه إلى الأذنين .



قولك:

للأسف عقولكم تعجز عن ذلك...
قد قدمنا، أن الصحيح السنة يعتبر عند أهل السنة و الجماعة تفسير للقرآن، لأن النبي صلى الله عليه و سلم أعلم الناس بمراد الله عز و جل و أفصح في البيان و أنصح للأمة من أي إنساء آخر، لذا ردكم للحديث بحجة معارضته للقرآن هو رد للسنة و رد لحديث النبي صلى الله عليه و سلم و إتهام له بأنه قدعارض القرآن و أنه لم يفسره بتفسير موافق..

لذا فإنكم تتبعون المتشابه من القرآن و تحاولون رمي أهل السنة بأنهم كذا و كذا، فنقول لكم أن النبي صلى الله عليه و سلم قد حذر منكم و قال في حديث صحيح رواه مسلم و غيره في تفسير آية المتشابه ، قال (أولئك الذين سمى الله فاحذروهم) أو كما قال.
أما نحن أهل الحق أهل السنة و الجماعة أهل الحديث و الأثر أتباع السلف الصالح، فنرد المتشابه للمحكم و نعمل بالمحكم و نؤمن بالمتشابه فكل من عند الله، و نعتقد أهل السنة تفسير للقرآن كما قال الإمام أحمد رضي الله عنه، و مع هذا تدعون زورا و نفاقا أن الجهمية الأشاعرة أهل السنة و الجماعة فتأمل
الأمر ليس كذلك عندكم ، لو رددتم المتشابه للمحكم ، لالتزمتم بقاعدة التنزيه إما بالتفويض أو التأويل على ما يليق بذات الله .


هنا أمران:
الأول= كون أنني أفرض عليك نقاشا علميا، أنا أطالبك بدليل من القرآن أو صحيح السنة على أن للقرآن "روح"... اللهم إذا قد صرحت بأن القرآن مخلوق فهذا أمر آخر...

الثاني= أنت تتهم النبي صلى الله عليه و سلم بأنه لا يفهم ما أنزل إليه من الحق و ترد عليه سنته بتوهمك أن سنته تعارض القرآن... و مع هذا تدعي أن الجهمية الأشاعرة هم أهل السنة فتأمل
[SIZE="6"]أولا: أنا لم أعن بقولي روح القرآن ما ذهبت إليه ، و إنما أعني بها المبادئ العامة للقرآن الكريم ، فكأنما هي روح القرآن ، و في ضوئها يتم فهم منهج الله .
ثانيا : أعوذ بالله أن أكون من القادحين في مقام النبوة ، فما أنا إلا طالب علم في حضرة المقام الأطهر الأزكى لخير البرية ، صلى الله عليه و سلم ، لكنكم كعادتكم تطلقون التهم جزافا على خصومكم بادعائكم الوصاية على الدين . و لو كان الأمر كما تقولون لما انبرى من هذه الأمة علماؤها للذوذ عن حياض الدين للتحقيق في الأحاديث النبوية لعلمهم ما أحدث الزنادقة و أعداء الأمة من تحريف و تزييف لبذر الشكوك في النفوس و لقضاء مآرب مذهبية و حزبية و دنيوية .
و لذلك كان النظر في الحديث موضوع علم هو التجريح و التعديل ، أما القرآن الكريم فقد تكفلت العناية الإلهية بحفظه .

أولآ: أنا ألزمتك بهذا لأنكم تقولون لنا أن إثبات الصفات كالكلام بصوت و حر يقتضي وجود مخارج الحروف من فم و لسان، لهذا قلت لك أنكم ملزمون بأنه يلزمكم بإثبات السمع وجود الأذن و هذا من تناقضكم الباطل الكفري اليهودي
أما موضوع الكلام ، فلا نقول إلا ما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام حين امتحنه ضعاف الحنابلة ليوقعوا بينه و بين السلطان الأشرف ، فكتب أن الإمام احمد بن حنبل برئ من كل ما يدعون. وأن فضلاء الحنابلة أبرياء منهم. وكذلك سائر السلف: فهم لا يقولون بالحرف والصوت. فالإمام احمد بن حنبل وغيره من فقهاء السلف الصالح لا يعتقدون أن وصف الله القديم القائم بذاته هو عين لفظ اللافظين ومداد الكاتبين مع أن لفظ إله قديم، وهذه الأشكال والألفاظ حادثة بضرورة العقل وصريح النقل. قال تعالى: { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ } (الأنبياء،الآية 2) .. والعجب ممن يقول إن القرآن مركب من حرف وصوت ثم يزعم أنه في المصحف!! وليس في المصحف إلا حرف مجرد لا صوت معه!! وإنما أتى القوم من قبل جهلهم بكتاب الله وسنة رسوله وسخافة العقل وبلادة الذهن فإن لفظ القرآن يطلق في الشرع واللسان على الوصف القديم، ويطلق على القراءة الحادثة، والقراءة غير المقروءة، لأن القراءة حادثة والقرآن قديم وهؤلاء القوم يذمون الأشعري لقوله أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق. وقول الأشعري كلام أنزل الله معناه في كتابه: فإن الشبع والري والإحراق حوادث انفرد الرب بخلقها. فليس الخبز هو الذي يخلق الشبع، ولم يخلق الماء الري، ولم تخلق النار الإحراق، وإن كانت أسبابا في ذلك. فالخالق هو المسبب دون السبب كما قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" فقد نفى أن يكون رسوله خالقا للرمي وإن كان سببا فيه" . و أكتفي ههنا بهذا الرد المفحم لسلطان العلماء – رحمه الله -

ثانيا:هذا معتقدكم أنتم و ليس نحن، فأنتم من نفى عن الله جل و على ما وصف به نفسه متوهمين التشبيه و التجسيم في ظاهر القرآن و صحيح السنة، لذا قد أثبتتم ما تسمونه "صفات عقلية" لأن عقولكم قد قبلتها و أثبتتها، و ما نفاه عقلكم المريض بمرض التجهم و التعطيل من الصفات التي تسمونها "صفات خبرية" التي دل عليها الكتاب و صحيح السنة فتنفونها و تحرفون الكلم عن مواضعه كاليهود لأنكم تتوهمون المشابهة و التجسيم و التكييف...
أما نحن أهل السنة و الجماعة أهل الحق، فمصدر التشريع عندنا هو الوحي، أي الكتاب و صحيح السنة، لذا نحن لا نفرق بين الصفات العقلية و الخبرية كما تقولون، لأن الكل من عند الله فلا نرد على الله قوله و لا نحرفه كما فعلت اليهود و المعتمد عندنا هو الصحة للحديث فقط لا غير، لا نتوهم التشبيه و لا المماثلة لله جل و على بخلقه بل نقول كما قال السلف: (ليس فيما وصفه الله به نفسه أو ما وصفه به رسوله تشبيه بل كل يقبل بلا كيف و لا تحريف)... فتأمل

هذا ادعاؤكم ، لكنكم في الحقيقة مشبهون ، لا تختلفون عن مشبهة النصارى .
[size=6]قولك هذا فيه حق و يحتمل باطل، أي أنك تكلمت بألفاظ مجملة قد يحتمل بعضها معنى باطل أو صحيح، فأرجو التوضيح أكثر و دعك من التدليس و الهروب من الجواب فقد قلت لك أجبني بوضوح و دقة و صراحة ما هو معتقدك في القرآن الكريم و كلام الله عز و جل؟؟؟ و هل تعتقودن أن التجزء و التبعض لائق في حق الله جل و على أو في صفاته؟؟؟... المهم أنا في إنتظار التوضيح و البيان
لا يليق في حق الذات الالهية التبعيض و التجزيء ، فأنتم الذين تبعضون و و تلتمسون التجسيم فتفترضون الحركة و السكون و الانتقال و الحد و الجهة ، فهذه حال الأجسام . أما نحن فنعتقد أن " صفات الله تعالى الواردة في الشرع، هي العلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام. وهي قائمة به تعالى. قديمة قدمه. لا يحدث من ذلك شيء.
ثم إنا نظرنا في الشرع فوجدناه ينفي عن الله تعالى ما لا يليق به وسمينا تلك الأحكام التي تنفي عن الله تعالى ما لا يليق بذاته العلي صفات سلبية.
وهي في الحقيقة ليست صفات وجودية قائمة به كالصفات المعنوية. وهذه الصفات هي:
القدم والبقاء ومخالفته تعالى للحوادث وقيامه تعالى بنفسه والوحدانية.
وكل هذه الأحكام والصفات دللنا عليها بالشرع والعقل بعد ثبوت كونه تعالى موجوداً واجب الوجود لذاته، أي أنه لا يتصور في العقل عدم وجوده. ودللنا على ذلك بالعقل كما تعلم. وذات الله تعالى عندنا وصفاته لا تدرك حقيقتها، ولا يعلمها إلا هو سبحانه.
هذا كل ما نعرفه من صفات الله تعالى. مع قولنا بأن كمالات الله تعالى لا حصر لها. ولم يكلفنا بمعرفتها على التفصيل فضلاً منه سبحانه. فنثبت له كل كمال يليق به وننفي عنه كل نقص لا يليق بذاته العلي على سبيل الإجمال.
وما دون ذلك مما أضافه الشرع للباري جل وعلا، فإن علماء أهل السنة إما أنهم فسروه بحسب ما تجيزه لغة العرب والقواعد القطعية من الشرع والعقل، ومن اجتهد في التفسير ولم يقطع بنتيجة تأويله بدليل قطعي لم يلزم أحداً بالقول برأيه. أو أنهم فوضوا علمه إلى الله تعالى مؤمنين به على المعنى الذي أراده الله تعالى منه، منزهين الله تعالى عن مشابهة المخلوقات، دون أن يحملوا تلك الألفاظ على أي معنى" .

قولك:

قلت لك سابقا أنني في إنتظار ما تقصده، و بعد ذلك سأبين لك معتقد أهل السنة و الجماعة من كلام الله عز و جل و كلام نبيه صلى الله عليه و سلم و أقوال السلف رضي الله عنهم.

مثال عن مذهب السلف الذي تخالفونه تماما:
قول الإمام مالك : أن الله في السماء و علمه في كل مكان
قول الإمام وكيع بن الجراح: نسلم هذه الأحاديث كما جاءت، و لا نقول: كيف كذا و كيف كذا، يعني مثل حديث ابن مسعود(إن الله عز و جل يحمل السماوات علىأصبع و الجبال على أصبع) و حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) و نحوها من الأحاديث

هل الإمام وكيع عندكم مشبه مجسم أو كافر؟؟
الإمام وكيع و هو من أئمة السلف نقل معتقد أهل السنة في أحاديث الصفات و قال "كما جاءت" و لم يقل "نؤولها و نفوضها"، فكيف تدعون أنكم أهل السنة ؟؟؟

و الله أنتم أوقح من عرفت، الوقاحة تدخل من آذانكم و تخرج أفواهكم و أنتم لا تعلمون

قولك:

نعم نحن نثبت لله جل و على ما أثبته لنفسه و أما صحت به الأخبار عن نبيه من دون تحريف كما تفعلون و من دون تشبيه كما فعل متقدموا الرافضة عليهم من الله ما يستحقون.
أما إدعاؤك أننا نفوض فهذا قول مجمل، بيانه عند السلف رضي الله عنهم في أقولهم فهم رضي الله عنهم قد أثبتوا المعنى المفهوم من ظواهر القرآن و السنة و كفوا عن الحديث في الكيفية و فوضوا معناها لله عز و جل إذ نحن لا نعلم الكيفية لكن نعلم معاني الكلمات العربية التي نزل بها القرآن و لا نحرف الكلم عن مواضعه كما تفعل اليهود و من تبعها من الجهمية الأشاعرة، فنثبت الصفة على ظاهرها و لا نكيفها و نترك الخوض فيها و نقول إن الله جل و على لا يشابه خلقه...
فمثلا: الإنسان له وجه، و النملة لها وجه، لكن هل وجه الإنسان مثل وجه النملة؟؟؟ هذا في المخلوقين، فما بالكم تتوهمون التشبيه في صفات الخالق جل و على و التي هو نفسه جل جلاله قد أخبرنا أنها صفاته في كتابه و في سنة نبيه... و لله المثل الأعلى
[SIZE="6"]إن التفويض المعتبر عند أهل السنة هو عدم تعيين أي معنى ، و تفويض النزول إلى علم الله ، و قد شرحنا ذلك من قبل . أما أنتم فقد عينتم المعنى ، و ليته كان معنى تنزيهيا للخالق عن ملابسة المادة و عن التشبه بمخلوقاته ، غير أنكم شبّهتم عندما أطلقتم معنى معينا يفيد أن الله جسم - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -

ما هذا التناقض في كلامك يا هذا،
المفروض أنك تجيد التدليس قليلا و إلآ سنوقف هذا النقاش التافه.
أولآ: أنظر لتخبطك في عباراتك و كلامك: قلت أننا "نؤول"، ثم قلت أن مذهب أهل السنة التأويل؟؟؟
على فرض كلامك صحيح، أنت تعترف بأننا نحن أهل السنة و الجماعةن فما هذا التناقض في كلامك؟؟
ثانيا: أطالبك بدليل على أننا نؤول الصفات تؤويل "وثني".
ثالثا: أطالبك بأن تأتيني نقول لإمام من أئمة السلف قال فيه أن مذهب أهل السنة و الجماعة في الصفات هو التفويض و التؤويل
رابعا:أنصحك لوجه الله بدراسة علم النحو و غاصة المعاني و البلاغة لأنك لا تفرق بين إجراء الصفات على ظاهرها و بين تأويلها تأولكم الباطل الذي حرف النصوص.
و أخيرا في هذه النقطة، تناقضك مع عقيدتك عقيدة الجهمية بنفي الصفات: جاء في كتابكم العقيدة السنوسية مالي (ليس الله فوق العرش و لا تحت العرش و لا عن يمين العرش و لا عن شمال العرش) مع أنكم تقولون هو موجود في كل مكان و في كل شيئ، فلمذا نفيتم وجوده فوق و تحت و عن يمين و شكال العرش؟؟؟ هل خلى العرش من الرحمن عندكم؟؟؟ إذن أنتم تقولون بالحيز و الحد الذي يحده عن فوقية العرش و تحتيته و يمينه و شماله... أجب إن كنت جهميا حرا شجاعا و دافع عن عقيدتكم
[SIZE="6"]أولا عقيدة أهل السلف هي إما التفويض أو التأويل ، و إن كنت جاهلة بهذا الأمر فاستفتي مشايخك الذين يردون التأويل و يدّعون التفويض و هم غارقون في التشبيه ، و يرموننا بأننا معطلة إذ نؤول النزول و ما شابه ذلك ، و لكن على ما يليق بذات الله . لكنكم تنسون انفسكم إذ تزعمون بأنكم لا تؤولون ، في حين يعد إثباتكم لمعنى النزول بالحركة و الانتقال تأويلا إذ عيّنتم معنى حسيا . أليس هذا تأويلا أم ماذا . فلو فوّضتم حقيقة ، لما ألحقتم معنى معينا للفظ النزول مثلا . أما علماؤنا الأشاعرة و سلفنا الصالح كابن عباس حبر الأمة ، فإنهم لا يعدون طريقتين في تناول المتشابه ، إما التفويض أو الـتأويل ، فحين " نفوض النزول ونثبته للمولى جل شأنه فإننا نثبته فقط لثبوته في الشريعة، أي أن المفوض يثبته لا لأنه تصور معناه وأجازه على الخالق فصحح نسبة ذلك المعنى له . أما المتأول فإنه استقرأ المعاني اللغوية للفظ النزول واختار منها ما يصح نسبة معناه لله تعالى.
ثم رجح واحداً من تلك المعاني عن طريق القرائن المحتفة باللفظ وعن طريق أدلة شرعية أخرى شرعية وعقلية، كما سيأتي التمثيل عليه في جواب السؤال التالي.
فهنا المتأول تصور معنى للنزول في ذهنه وأثبته للخالق، بخلاف المفوض فإنه أثبت اللفظ دون معنى، وإثباته هذا حكم بجواز نسبة هذا اللفظ إلى الإله بدليل وروده في الحديث، وبأن معنى هذا اللفظ لا نعلمه، ولما لم يجز أن أثبت لله ما لا علم لي به، فإني أثبته على المعنى الذي يعلمه الله. "
و عليه ، " من اختار التفويض في النزول لا يثبت غير النزول غير اللفظ الوارد نفسه، دون حمله على أي معنى، لأن التأويل، فيه قطعاً صرف اللفظ إلى معنى معين. "

ولاحظي " أن المفوض مع إثباته اللفظ و رد علم معناه إلى الله تعالى ورسوله، يمكنه أن ينفي الحركة والنقلة والتحيز وغير ذلك لا من نفس اللفظ كمفوض، ولكن من أدلة قطعية أخرى شرعية وعقلية.
وأما من تأول النزول فقد قال:
هذا النزول إنما هو فعل لله تعالى ولا يمكن أن يكون صفة ذاتية له تعالى قائمة به. وهذا الفعل بصرف النظر عن تعيينه بالضبط فإن الله تعالى يوقعه في السماء الدنيا على ما جاء في الحديث، بما يقتضي اللطف بعباده ورحمتهم، وقبول دعائهم، إذ ثبت أن تلك الساعة من مظان القبول والإجابة.
وهذا جائز في اللغة حيث تقول: نزل فلان عن حقه لي، أي وهبنيه، ومنّ به علي. وتقول: نزل الملك عند رغبة فلان، أو نزل مع فلان إلى أدنى درجة، أي تسامح معه ولطف به.
ومنه يعرف أن النزول غير مخصوص بالحركة سواء كانت انتقالية لكل النازل أو لبعض أجزائه. بل يمكن أن يكون معنوياً لا حسياً، بمعنى الرحمة والتسامح واللطف، وإرادة العفو والمغفرة وقبول التوبة إلخ.
وقال آخرون يحتمل أن يكون معناه نزول ملك من الملائكة، بطريق حذف المضاف، كما في قوله تعالى (الذين يحاربون الله) أي أولياء الله، أو (واسأل القرية) أي أهلها.
واستدلوا على كون النزول فعل أو صفة فعل ومنع كونه صفة ذات بالبرهان بأن الحديث ذكر أن النزول يقع في أوقات مخصوصة سواء في كل ليلة أو كل ليلة جمعة كما في رواية، والمقيد بالزمان فعل محدث لا محالة، ولو كان صفة لذاته تعالى لم يزل نازلاً، ولم يكن من فائدة لتعليقه بالزمان المخصوص دون ما عداه، لأن ما ثبت صفة ذاتية لله تعالى وجب قدمه واستحال عدمه وتغيره، والله تعالى لا يجري عليه الزمان.
ثم إن قولهم بهذه المعاني ليس ابتداعاً لقول لا أصل له في الشرع، فبعد أن ثبت جواز هذا المعنى في العقل، واللغة، لعلك تعلم أنه ورد في بعض الروايات أن الله تعالى يأمر ملكاً فينادي في ذلك الوقت هل من مستغفر، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.(الحديث ) .
إن كل صفة ثبتت للمخلوق استحال إثباتها للخالق. وكل صفة ثبتت للخالق استحال إثباتها للمخلوق.
لأنا نقول:
إن الله تعالى ليس كمثله شيء، فلا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء، كما جاء في الطحاوية بالنص. "

قولك:

يا هذا، و الله إنك جاهل حقا...
ما دخل "بيدي" في قوله تعالى "بأعيننا"...هذا أولآ.
ثانيا: القول بأن لله جل و على يدين هو قول السلفن قال الخطيب البغدادي في فتياه التي بين فيها مذهب السلف رضي الله عنهم أنهم (لا يقولون اليد هي القدرة بل يمرونها على ظاهرها من دون إعتقاد التشبيه)، بل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو من قال أن لله يد و ليس السلف رضي الله عنهم، بل إن الله جل و على هو من و صف نفسه بأن له يدين كما هو واضحا لأصحاب الفطرة السليمة في الآية التي ذكرتها،
و على ذكر هذه الآية لدي لك سؤال: أنتم تقولون أن تؤويل اليد هو القدرن و هذا إلحاد في آيات الله واضح و صريح، فكيف تقولون في هذا الآية: هل خلق الله عز و جل آدم بقدرتين؟؟؟ ماهما القدرتان هنا؟؟ أتحداك أن تأتيني بدليل على أن لله قدرتين.

أما بخصوص ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ فأكرر نصحي لك بدراسة علم النحو و خاصة البلاغة و المعاني، و لو أن الله رزقكم الفقه في الدين لتدبرتم القرآن و السنة لتعلموا أنه لا يوجد تناف بين الكاتب و السنة و بين اللغة العربية الفصيحة.
أين أنت من قوله جل و على : ﴿ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ و قوله جل جلاله ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴾ فمن قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع أو صيغة الجمع يذكر بلفظ الجمع، و راجع لتحقيق هذه المسألة كتب النحو و الصرف و أهمها كتاب المقاصد للشاطبي و كتب ابن جني و على راسها "الخصائص" و "التعاقب" و "سر الصناعة"

قولك:

بل أنتم شر من الجهمية و وصفكم بالجهمية فيه رحمة بكم، لأن الجهمية أراحوا و استراحوا، أما أنتم فحرفتم كتاب الله جل و على و إتهمتم رسوله بعدم بيان الحق في نصوص الوحي الكتاب و السنة و تركه للأمة بلا فهم حتى جاء علماء الزندقة و الكلام و بينوا مراد الله جل جلاه و تعالى عن الملحدين و الزنادقة علوا كبيرا
الحديث قياس ، فلما قستم اليدين بالقدرتين ، قسنا على ذلك الأعين ، و لست هنا لتبيني لي مذاهب العرب و أساليبهم في القول ، فأنا أفقه بها منك . لكني جاريتك في نمط تصورك الساذج لمعنى اليدين ، فأثبت أن منطقك ذلك فاسد بالمرة ، فلا يجوز تفسير اليدين بالقدرتين لمجرد التثنية ، و إنما في التثنية هنا تأكيد من الله-عز و جل- على أن خلقه لآدم عليه السلام كان خلقا مباشرا ، لا بواسطة ، في حين ينطبق على أكثر ما خلق الله لفظ " كن فيكون " .


[size=6]قولك:


نعم نحن أهل السنة و الجماعة ما نعتقده في ربنا جل و على هو ما إعتقده سلف الأمة و كتبهم و أقولهم شاهدة للحق المبين فلا ضرورة لكتابة أقولهم هنا فالمكان غير كاف لذلك
نعم سبحان الله عما يصفه به علماء الكلام و تعالى علو كبيران بل ما وصف به نفسه و وصفه به رسله هو الحق المبينن لذا أنت حرفت هذه الآية مرة أخرى و لم تكتبها كاملة لأنها تشهد ضدك

نحن نصف الله بما وصف به نفسه ما جاء به رسله الصادقون المصدقون، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون، ولهذا قال: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل (الذين يدعون أنهم لم يبينوا الحق و أن سنتهم مردودة إذاخالفت القرآن في غعتقادهم الباطل)، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب، وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات.

قال تعالى: ﴿ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ أما دين الحق الذي هو الكتاب و صحيح السنة عندكم مردود لأنك قلت أنك ترد السنة لمخالفتها القرآن في نظرك السقيم

[SIZE="6"]أعف عن مجاراتك في تجهيل الناس ، و أنت لا تحسنين حتى الإملاء .
السادة الأشاعرة هم من تنطبق عليهم صفة التنزيه للخالق عز و جل ، فلا يشبهون ، و لا يجسمون ، و يلتزمون الأدب في وصف الحق سبحانه كما وصف نفسه ، لا كما تفعلون ، و نختم بالقول :" سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين " .

ملاحظة : كل ما بين مزدوجتين ليس لي ، و فيما بعد سأجيبك إن شاء الله عن سؤالك الأخير ، مع أنك تعرفين مسبقا آراء الأشاعرة ، أهل السنة و الجماعة في هذه المسألة .

أم سلمة عادت
2011-07-24, 13:19
... حتى لو كان هذا المحاور نصرانيا أو يهوديا ، فما بالك مع مسلم يدين بدينك

حاشاني أن أدين بدينك... يا جهمي

و من قال أنك مسلم...؟؟؟

السلف رضي الله عنهم أجمعوا إجماعا كاملا مطلقا على أن منكر العلو لذات الله عز و جل كما أنكرتم أو القائل بخلrق القرآن كما قلتم أو النافي لأي صفة من صفات الله جل و على كما نفيتم و حرفتكم كافر زنديق جهمي -و هذا ليس سبا و لا شتما بل هو أحكم شرعية و أوصاف تطلق على غير الموحدين و انت كذلك- و من شك في كفره ممن يعلم حال القوم كافر أيضا، قاله الإما أحمد و مالك و الثوري و ابن عيينة و إسحاق بن راهوية و الأوزاعي و الرازيين و البخاري و يزيد بن هارون و القاضي شريك و وكيع بن الجراح و الحميدي و علي بن المديني و غيرهم الكثير موجود كامهم و فتاويهم في أمثالكم في كتب العقيدة الأصلية فيرجع إليها لمزيد من أقول الأئمة

لن أرد على كل تفاهاتك و نباحك، فالزوار و الأعضاء المتابعين يشاهدون ردودي و ردودك و يحكمون اذفالفرق واضح و شتان بين الثرى و الثريا

لكنني سأعود لأناقش بعض كلامك و خزعبلاتك يا أحمق

و هل تعتقد أنك ستشوش علينا و توهمنا أنك إنسان آخر
هذا المنتدى فيه جهمية واحد هو بوروبي مطرود الجرائد، و الكل يعلم أنك مسجل بعشرات الأسماء حديثا و قديما، فلا داعي لتكرار التسجيل لتوهما أن الجهمية كثر هنا...

أنت مع سلفيين أذكياء و ليس مع جهمية أشاعرة بلهاء و حمقى

سعيد أبو زكريا
2011-07-24, 19:40
فاتني أن أميز الإجابة عن سؤالك بخصوص مسألة الكلام ، و لذلك لا بأس أن أثبت الإجابة ههنا مميزة :


أما موضوع الكلام ، فلا نقول إلا ما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام حين امتحنه ضعاف الحنابلة ليوقعوا بينه و بين السلطان الأشرف ، فكتب أن الإمام احمد بن حنبل برئ من كل ما يدعون. وأن فضلاء الحنابلة أبرياء منهم. وكذلك سائر السلف: فهم لا يقولون بالحرف والصوت. فالإمام احمد بن حنبل وغيره من فقهاء السلف الصالح لا يعتقدون أن وصف الله القديم القائم بذاته هو عين لفظ اللافظين ومداد الكاتبين مع أن لفظ إله قديم، وهذه الأشكال والألفاظ حادثة بضرورة العقل وصريح النقل. قال تعالى: { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ } (الأنبياء،الآية 2) .. والعجب ممن يقول إن القرآن مركب من حرف وصوت ثم يزعم أنه في المصحف!! وليس في المصحف إلا حرف مجرد لا صوت معه!! وإنما أتى القوم من قبل جهلهم بكتاب الله وسنة رسوله وسخافة العقل وبلادة الذهن فإن لفظ القرآن يطلق في الشرع واللسان على الوصف القديم، ويطلق على القراءة الحادثة، والقراءة غير المقروءة، لأن القراءة حادثة والقرآن قديم وهؤلاء القوم يذمون الأشعري لقوله أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق. وقول الأشعري كلام أنزل الله معناه في كتابه: فإن الشبع والري والإحراق حوادث انفرد الرب بخلقها. فليس الخبز هو الذي يخلق الشبع، ولم يخلق الماء الري، ولم تخلق النار الإحراق، وإن كانت أسبابا في ذلك. فالخالق هو المسبب دون السبب كما قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" فقد نفى أن يكون رسوله خالقا للرمي وإن كان سببا فيه" . و أكتفي ههنا بهذا الرد المفحم لسلطان العلماء – رحمه الله -

سعيد أبو زكريا
2011-07-24, 19:50
حاشاني أن أدين بدينك... يا جهمي

و من قال أنك مسلم...؟؟؟

السلف رضي الله عنهم أجمعوا إجماعا كاملا مطلقا على أن منكر العلو لذات الله عز و جل كما أنكرتم أو القائل بخلrق القرآن كما قلتم أو النافي لأي صفة من صفات الله جل و على كما نفيتم و حرفتكم كافر زنديق جهمي -و هذا ليس سبا و لا شتما بل هو أحكم شرعية و أوصاف تطلق على غير الموحدين و انت كذلك- و من شك في كفره ممن يعلم حال القوم كافر أيضا، قاله الإما أحمد و مالك و الثوري و ابن عيينة و إسحاق بن راهوية و الأوزاعي و الرازيين و البخاري و يزيد بن هارون و القاضي شريك و وكيع بن الجراح و الحميدي و علي بن المديني و غيرهم الكثير موجود كامهم و فتاويهم في أمثالكم في كتب العقيدة الأصلية فيرجع إليها لمزيد من أقول الأئمة

لن أرد على كل تفاهاتك و نباحك، فالزوار و الأعضاء المتابعين يشاهدون ردودي و ردودك و يحكمون اذفالفرق واضح و شتان بين الثرى و الثريا

لكنني سأعود لأناقش بعض كلامك و خزعبلاتك يا أحمق

و هل تعتقد أنك ستشوش علينا و توهمنا أنك إنسان آخر
هذا المنتدى فيه جهمية واحد هو بوروبي مطرود الجرائد، و الكل يعلم أنك مسجل بعشرات الأسماء حديثا و قديما، فلا داعي لتكرار التسجيل لتوهما أن الجهمية كثر هنا...

أنت مع سلفيين أذكياء و ليس مع جهمية أشاعرة بلهاء و حمقى

كالعادة ، دائما ردودك مشينة ، و لا يردعك رادع من الدين على اتهام الناس في دينهم و التعجيل بتكفيرهم . و الحمد لله أنكم لا تتولون أمور الناس في هذه الديار ، و إلا لرأى الناس من جوركم و ظلمكم ما يذهل لب الحليم ، و يشيب له الوليد .

نحن لا نقول بخلق القرآن ، و لا بالعلو الحسي ، المادي ، و لا بالجهه و الحد و الحركة و السكون و الانتقال ، فمن قال بذلك ، فهو مجسّم ، مشبّه ، لا تختلف عبادته عن عبادة النصارى ، و العياذ بالله .

سعيد أبو زكريا
2011-07-24, 20:00
و من سوء ظنك أيضا أنك ما زلت مصرة على أني منتحل شخصية ، و أشهد الله و زوار هذا المنتدى على أني لست هذا الشخص الذي تدعيه عني ، و يأبى ديني و مروءتي أن أختفي وراء قناع للرد عليك و على أمثالك .

أم سلمة عادت
2011-07-24, 21:04
الطعنات السلفية السنية في العقيدة الجهمية الأشعرية البدعية





أما موضوع الكلام ، فلا نقول إلا ما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام حين امتحنه ضعاف الحنابلة ليوقعوا بينه و بين السلطان الأشرف ، فكتب أن الإمام احمد بن حنبل برئ من كل ما يدعون. وأن فضلاء الحنابلة أبرياء منهم. وكذلك سائر السلف: فهم لا يقولون بالحرف والصوت. فالإمام احمد بن حنبل وغيره من فقهاء السلف الصالح لا يعتقدون أن وصف الله القديم القائم بذاته هو عين لفظ اللافظين ومداد الكاتبين مع أن لفظ إله قديم، وهذه الأشكال والألفاظ حادثة بضرورة العقل وصريح النقل. قال تعالى: { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ } (الأنبياء،الآية 2) .. والعجب ممن يقول إن القرآن مركب من حرف وصوت ثم يزعم أنه في المصحف!! وليس في المصحف إلا حرف مجرد لا صوت معه!! وإنما أتى القوم من قبل جهلهم بكتاب الله وسنة رسوله وسخافة العقل وبلادة الذهن فإن لفظ القرآن يطلق في الشرع واللسان على الوصف القديم، ويطلق على القراءة الحادثة، والقراءة غير المقروءة، لأن القراءة حادثة والقرآن قديم وهؤلاء القوم يذمون الأشعري لقوله أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق. وقول الأشعري كلام أنزل الله معناه في كتابه: فإن الشبع والري والإحراق حوادث انفرد الرب بخلقها. فليس الخبز هو الذي يخلق الشبع، ولم يخلق الماء الري، ولم تخلق النار الإحراق، وإن كانت أسبابا في ذلك. فالخالق هو المسبب دون السبب كما قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" فقد نفى أن يكون رسوله خالقا للرمي وإن كان سببا فيه" . و أكتفي ههنا بهذا الرد المفحم لسلطان العلماء – رحمه الله -


مسكين...

ما هذا الخلط و الفوضى ؟؟؟

كنت أظن أنني أتناظر مع مخلوق له شيئ من المعرفة ببدعته، فتفاجأت بمخلوق جاهل و لا يميز بين أبواب الإعتقاد...

قد قلت لك سابقا أنني أعرف دينكم البدعي أفضل و أكثر منكم...
و قلت لك أيضا أنك مسكين جاهل مقلد لأسيادك الجهميين لا تملك علما ببدعتك، اللهم إلآ copy/past

نريد قليلا من كلامك أوكلام الله جل و على أو كلام رسوله أو أقوال السلف رضي الله عنهم التي صحت عنهم...

يا هذا، خذ هذه المعلومة، الأشاعرة الجهميين يقولون بخلق القرآن و وافقوا أسلافهم المعتزلة في ذلك إلآ أنهم لا يصرحون بخلقه، و لكي تفهمني أكثر و يفهمني الزوار سأفصل قليلا:

أنتم تقولن أن كلام الله هو في الحقيقة: "كلام نفسي" و ليس كلام مسموع بصوت و حرف، و أنه معنى واحد قديم في الأزل، إن عبر عنه بالعربية كان قرآن و إن عبر عنه بالعبرانية كان توراة و إن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا، و أنه غير متجدد الآحاد و ليس بحادث.
هذا معتقدكم الكفري بإختصار، و سأبطله بإختصار أيضا و بالدليل من الكتاب و صحيح السنة و آثار السلف الصالح، و ليس كما تفعلون أنتم من قال ابن حجر و قال النووي و قال فلان و قال علآن...

الطعنة الأولى لمعتقدكم:
في بيان فساد قولكم أنه "كلام نفسي" و إبطاله من الكتاب و السنة و العقل و اللغة:
من القرآن:
قال الله تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾
قال: ﴿ وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾
قول الله -تعالى- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
وقوله: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﴾
قوله: ﴿ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ﴾
وقوله: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ﴾

تبين بهذا أنه كلام الله، و أن الله نادا عبد موسى و النداء لا يكون إلا بصوت و كلام مسوع

من السنة:
ما أخرجه البخاري (2528) و مسلم (127) أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، مالم تتكلم به و تعمل به)، فبان بهذا أن حديث النفس لا يسمى كلاما، بل يسمى حديثا، أي أنكم لا تفقهون حتى علم البلاغة، فلا يجوز في الشرع تسمية حديث النفس كلام نفسيا، بل هو حديث نفس، و من هذا دل على أن كلام الله مسموع و ليس بنفسي لما قد أسلفته من ذكر الآيات الكريمات السابقة.
و قال النبي عليه الصلاة و السلام أيضا فيما أخرجه الإمام مسلم (537) قال: (إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيئ من كلام الناس) فبين أن الكلام يكون بصوت و لا يسمى حديث النفس كلام، و إلآ لبطلت كل صلواتنا إلآ من رحم ربي، لأننا نحدث أنفسنا أحيانا في الصلاة بأمور الدنيا لقلة خشوعنا فتكون صلاتنا ناقصة و ليست باطلة، إما إن تكلمنا بصوت و حرف مسموع فهي باطلة. و الشاهد أن تسمية حديث النفس بكلام النفس غير مستقيم و لا جائز شرعا للأدلة السابقة، فبان لنا أن كلام الله مسموع لأنه وصف نفسه بالكلام و ليس بحديث النفس كما بينت لنا السنة التي تردونها يا جهمية.

من العقل:
لو كان حديث النفس يسمى كلام لما كان على وجه الأرض أبكم، إذ أن الأبكم يكلم نفسه و قد يشير إلى ما يريد مثلآ فيكون متكلما و أبكما في نفس الوقت؟؟؟ ليت شعري أين عقول القوم التي يدعون أنها سليمة

من اللغة:
قال ابن مالك في ألفيته في علم النحو و الصرف:
كلامنا لفظ مفيد كإستقم
قال الشاطبي: قوله -أي ابن مالك- كلامنا= يعني بذلك حد و تعريف الكلام عند النحويين
قوله: لفظ= أي أنه مسموع بصوت و حرف، فأخرج بذلك حديث النفس و الكتابة و الإشارة
قوله: مفيد= أي مفهوم و له معنى بالوضع العربي
بإختصار من المقاصد للشاطبي المجلد الأول.

بان لنا بهذا أن الكلام عند النحووين هو ما كان مسموعا.

النتيجة:
القول بأن كلام الله (كلام نفسي) باطل من الكتاب و السنة و اللغة و العقل. بل إن الكلام لا يكون إلا مسموعا بصوت و حرف، و ما يحيك في أنفسنا يسمى "حديثا نفسيا".




سأكمل الطعن في معتقدكم البدعي عن قريب بإذن الله.

ابو الحارث مهدي
2011-07-25, 12:09
بسم الله.الرحمن.الرحيم



الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته






ولنستمع (والصواب ولنقرأ ) الآن إلى بعض ما يقوله ابن تيمية في هذا الباب:
قال في الرد على أساس التقديس (1/6) ( وكذلك سائر لوازم هذا القول مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك،لم يقل أحد من العقلاء إن هذا النفي معلوم بالضرورة)
ثم قال في نفس الصفحة( مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها ، وكذلك جميع سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها لا يخالفونها. ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق .)أهـ
هذا هو ما يقوله ابن تيمية ، إن كون الله تعالى جسما هو الذي جاءت به الشريعة بلوجميع الأنبياء ولم يخالف في هذا أحد من العقلا المعتد بهم، وكلامه هذا محض كذب علىالشريعة وعلى العقلاء في آن واحد.
فليت شعري أين كان عقل ابن تيمية عندما كان يكتب هذا الكلام الفاسد....


إلى آخر هراءه السمج

فهذا الكلام المتهافت الذي يقطر حقدا وغلا مع نتن رائحة الكذب التي أزكمت أنوف زوار هذا المنتدى الطيب،
طهر الله قلوبنا من الأمراض التي أبتلي بها غيرنا
ومن الخيانة العلمية أن هذا الكذب الصُراح، ليس من كِيسه ولا من سفاهات أحلامه،

إنما هو من ترهات الكوثري ثم تلميذه البار حسن السقاف، وإليك ما تقر به عينك أيها الـمُتَشبِّع

قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر–كان الله له-:
(قال الكاتب ص(15)[أي حسن السقاف؛ جهمي العصر]:
"وابن تيمية يقول في كتاب التأسيس (1/101):
"وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنَّه ليس بجسم وأنَّ صفاته ليست أجساماً وأعراضاً" ا.ه".

قلت( عبد الرزاق البدر): ليس هذا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وإنَّما هو قول متكلمة أهل الإثبات القائلين بأنَّ الله جسم لا كالأجسام حكاه عنهم شيخ الإسلام في معرض ذكره الأقوال في لفظ الجسم وغيره من الألفاظ الاصطلاحية،
قال رحمه الله: "ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم: ...
إلى أن قال: قالوا: وهذا مِمَّا لا يمكن النزاع فيه إذا فهم المعنى المراد بذلك، لكن أي محذور في ذلك، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنَّه ليس بجسم وأنَّ صفاته ليست أجساماً وأعراضاً؟! فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهلٌ وضلالٌ، قال: وكذلك فالعقل ...".

فهو هنا رحمه الله يحكي قول هؤلاء، فجاء هذا الكاتب واقتطع من هذا النص بعضه ونسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية كذباً وزوراً،
فنعوذ بالله من هذه الصفاقة في الكذب والوقاحة في الغش والتزوير، ونسأله العفو والعافية.
أمَّا معتقد شيخ الإسلام في لفظ الجسم فقد أوضحه رحمه الله قبل الكلام الذي نقله الكاتب بخمسة عشر سطراً فقط!!
قال رحمه الله (1/100): " وتحرير الأمر أن يقال: الوجه السابع والسبعون: أنَّ لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية، وقد قدمنا غير مرَّة أنَّ السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لا بنفي ولا بإثبات، بل بدَّعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم ...".
فهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وقوله في هذه المسألة، ومع هذا أهمله الكاتب وتركه، وتجاوزه إلى كلام في الموضع نفسه ليس له ونسبه إليه، وحقّاً لا ينقضي العجب من هذه الجرأة السافرة على الكذب والخيانة والغش والتدليس والتزوير، ثم مع احتراف الكاتب لهذه الأمور يرمي بكل وقاحة في كتابه السلفيين بأنَّهم محرفون محترفون!!.

فمن المحرف المحترف إن كنت ذا عقل؟!).


أنظر: القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد


قال شيخ الإسلام –رحمه الله- في ( الحموية ) ( ص 160 ) :


( فمن قال : لا أعقل علما ويدا إلا من جنس العلم واليد المعهودين .
قيل له : فكيف تعقل ذاتا من غير جنس ذوات المخلوقين ؟
ومن المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته فمن لم يفهم من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء إلا ما يناسب المخلوق فقد ضل في عقله ودينه ).



والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

ابو الحارث مهدي
2011-07-25, 12:22
فاتني أن أميز الإجابة عن سؤالك بخصوص مسألة الكلام ، و لذلك لا بأس أن أثبت الإجابة ههنا مميزة :


أما موضوع الكلام ، فلا نقول إلا ما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام حين امتحنه ضعاف الحنابلة ليوقعوا بينه و بين السلطان الأشرف ، فكتب أن الإمام احمد بن حنبل برئ من كل ما يدعون. وأن فضلاء الحنابلة أبرياء منهم. وكذلك سائر السلف: فهم لا يقولون بالحرف والصوت. فالإمام احمد بن حنبل وغيره من فقهاء السلف الصالح لا يعتقدون أن وصف الله القديم القائم بذاته هو عين لفظ اللافظين ومداد الكاتبين مع أن لفظ إله قديم، وهذه الأشكال والألفاظ حادثة بضرورة العقل وصريح النقل. قال تعالى: { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ } (الأنبياء،الآية 2) .. والعجب ممن يقول إن القرآن مركب من حرف وصوت ثم يزعم أنه في المصحف!! وليس في المصحف إلا حرف مجرد لا صوت معه!! وإنما أتى القوم من قبل جهلهم بكتاب الله وسنة رسوله وسخافة العقل وبلادة الذهن فإن لفظ القرآن يطلق في الشرع واللسان على الوصف القديم، ويطلق على القراءة الحادثة، والقراءة غير المقروءة، لأن القراءة حادثة والقرآن قديم وهؤلاء القوم يذمون الأشعري لقوله أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق. وقول الأشعري كلام أنزل الله معناه في كتابه: فإن الشبع والري والإحراق حوادث انفرد الرب بخلقها. فليس الخبز هو الذي يخلق الشبع، ولم يخلق الماء الري، ولم تخلق النار الإحراق، وإن كانت أسبابا في ذلك. فالخالق هو المسبب دون السبب كما قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" فقد نفى أن يكون رسوله خالقا للرمي وإن كان سببا فيه" . و أكتفي ههنا بهذا الرد المفحم لسلطان العلماء – رحمه الله -


أما عقيدة الأشاعرة في القرآن فإليك البيان :



المنهج الأشعري القائم على التلفيق الذي يسميه الأشاعرة المعاصرون " التوفيقية "


حيث انتهج التوسط بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة في كثير من الأصول فتناقض واضطرب.


فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة .


ومذهب المعتزلة أنه مخلوق .


أما مذهب الأشاعرة فمن منطلق التوفيقية - التي لم يحالفها التوفيق - فرقوا بين المعنى واللفظ ،
فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء .


واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني :


إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا


أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف - ومنها القرآن - فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة ، بل هي عبارة عن كلام الله النفسي ، والكلام النفسي شيء واحد في ذاته ، لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو توراة وإن جاء بالسريانية فهو إنجيل وإن جاء بالعربية فهو قرآن ، فهذه الكتب كلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه . واختلفوا في القرآن خاصة فقال بعضهم : " إن الله خلقه أولاً في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا "
فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون : إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي وأفهمه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال - لأنهم ينكرون علو الله - ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو ؟ فقال بعضهم : هو جبريل ، وقال بعضهم : بل هو محمد صلى الله عليه وسلم !


واستدلوا بمثل قوله تعالى : "إنه لقول رسول كريم" في سورتي الحاقة والانشقاق حيث أضافه في الأولى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين " جبريل أو محمد " وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني .


قال شيخ الإسلام-رحمه الله- : " وفي إضافته تعالى إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة أحداث لشيء منه وإنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال إنه قول البشر من مشركي العرب " .



وعلى القول أن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا ، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال :


" يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم"



وفي الحديث الصحيح

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { يُحْشَرُ الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ، فَيُنَادِيهِمْ مُنَادٍ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّانُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ حَتَّى اللَّطْمَةِ فَمَا فَوْقَهَا ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَعِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّى اللَّطْمَةُ فَمَا فَوْقَهَا { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا } قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ؟ قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ جَزَاءً وِفَاقًا } وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا {.

رواه الإمام أحمد(3/495)


وعن مسروق عن عبد الله بن مسعود ، قال: ((إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء )) السنة لعبد الله بن أحمد (1 / 281)


وللاستزادة حتى لا نطيل أنظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (رسالة السجزي إلى أهل زبيد) للسجزي –رحمه الله-






السببية وأفعال المخلوقات :




ينكر الأشاعرة الربط العادي بإطلاق وأن يكون شيء يؤثر في شيء وأنكروا كل " باء سببية " في القرآن ، وكفروا وبدعوا من خالفهم و مأخذهم فيها هو مأخذهم في القدر ،
فمثلاً عندهم : من قال إن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر مشرك ، لأنه لا فاعل عندهم إلا الله مطلقاً حتى أن أحد نحاة الأندلس من دولة الموحدين التومرتية الأشعرية هدم " نظرية العامل " عند النحاة مدعياً أن الفاعل هو الله!! .


قالوا إن الأسباب علاقات لا موجبات حتى أنهم يقولون:


الرجل إذا كسر الزجاجة ما انكسرت بكسره وإنما انكسرت عند كسره ، والنار إذا أحرقت ما تحرق ما احترق بسببها وإنما احترق عندها لا بها فالإنسان إذا أكل حتى شبع ما شبع بالأكل وإنما شبع عند الأكل .



ومن قال عندهم أن النار تحرق بقوة أودعها الله فيها فهو مبتدع ضال ، قالوا : إن فاعل الإحراق هو الله ولكن فعله يقع مقترناً بشيء ظاهري مخلوق ، فلا ارتباط عندهم بين سبب ومسبب أصلاً وإنما المسألة اقتران كاقتران الزميلين من الأصدقاء في ذهابهما وإيابهما .



ومن متونهم في العقيدة :


والفعل في التأثير ليس إلا للواحد القهار جل وعلا


ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفر عند أهل الملة


ومن يقل بالقوة المودعة فذاك بدعي فلا تلتفت



والغريب أن هذا هو مذهب ما يسمى المدرسة الوضعية من المفكرين الغربيين المحدثين ومن وافقهم من ملاحدة العرب ، وما ذاك إلا لأن الأشاعرة والوضعيين كلاهما ناقل عن الفكر الفلسفي الإغريقي .




والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

جرح أليم
2011-07-25, 12:28
أما عقيدة الأشاعرة في القرآن فإليك البيان :



المنهج الأشعري القائم على التلفيق الذي يسميه الأشاعرة المعاصرون " التوفيقية "


حيث انتهج التوسط بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة في كثير من الأصول فتناقض واضطرب.


فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة .


ومذهب المعتزلة أنه مخلوق .


أما مذهب الأشاعرة فمن منطلق التوفيقية - التي لم يحالفها التوفيق - فرقوا بين المعنى واللفظ ،
فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء .


واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني :


إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا


أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف - ومنها القرآن - فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة ، بل هي عبارة عن كلام الله النفسي ، والكلام النفسي شيء واحد في ذاته ، لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو توراة وإن جاء بالسريانية فهو إنجيل وإن جاء بالعربية فهو قرآن ، فهذه الكتب كلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه . واختلفوا في القرآن خاصة فقال بعضهم : " إن الله خلقه أولاً في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا "
فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون : إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي وأفهمه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال - لأنهم ينكرون علو الله - ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو ؟ فقال بعضهم : هو جبريل ، وقال بعضهم : بل هو محمد صلى الله عليه وسلم !


واستدلوا بمثل قوله تعالى : "إنه لقول رسول كريم" في سورتي الحاقة والانشقاق حيث أضافه في الأولى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين " جبريل أو محمد " وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني .


قال شيخ الإسلام-رحمه الله- : " وفي إضافته تعالى إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة أحداث لشيء منه وإنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال إنه قول البشر من مشركي العرب " .



وعلى القول أن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا ، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال :


" يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم"



وفي الحديث الصحيح

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { يُحْشَرُ الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ، فَيُنَادِيهِمْ مُنَادٍ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّانُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ حَتَّى اللَّطْمَةِ فَمَا فَوْقَهَا ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَعِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّى اللَّطْمَةُ فَمَا فَوْقَهَا { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا } قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ؟ قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ جَزَاءً وِفَاقًا } وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا {.

رواه الإمام أحمد(3/495)


وعن مسروق عن عبد الله بن مسعود ، قال: ((إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء )) السنة لعبد الله بن أحمد (1 / 281)


وللاستزادة حتى لا نطيل أنظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (رسالة السجزي إلى أهل زبيد) للسجزي –رحمه الله-






السببية وأفعال المخلوقات :




ينكر الأشاعرة الربط العادي بإطلاق وأن يكون شيء يؤثر في شيء وأنكروا كل " باء سببية " في القرآن ، وكفروا وبدعوا من خالفهم و مأخذهم فيها هو مأخذهم في القدر ، فمثلاً عندهم : من قال إن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر مشرك ، لأنه لا فاعل عندهم إلا الله مطلقاً حتى أن أحد نحاة الأندلس من دولة الموحدين التومرتية الأشعرية هدم " نظرية العامل " عند النحاة مدعياً أن الفاعل هو الله!! .


قالوا إن الأسباب علاقات لا موجبات حتى أنهم يقولون:


الرجل إذا كسر الزجاجة ما انكسرت بكسره وإنما انكسرت عند كسره ، والنار إذا أحرقت ما تحرق ما احترق بسببها وإنما احترق عندها لا بها فالإنسان إذا أكل حتى شبع ما شبع بالأكل وإنما شبع عند الأكل .



ومن قال عندهم أن النار تحرق بقوة أودعها الله فيها فهو مبتدع ضال ، قالوا : إن فاعل الإحراق هو الله ولكن فعله يقع مقترناً بشيء ظاهري مخلوق ، فلا ارتباط عندهم بين سبب ومسبب أصلاً وإنما المسألة اقتران كاقتران الزميلين من الأصدقاء في ذهابهما وإيابهما .



ومن متونهم في العقيدة :


والفعل في التأثير ليس إلا للواحد القهار جل وعلا


ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفر عند أهل الملة


ومن يقل بالقوة المودعة فذاك بدعي فلا تلتفت



والغريب أن هذا هو مذهب ما يسمى المدرسة الوضعية من المفكرين الغربيين المحدثين ومن وافقهم من ملاحدة العرب ، وما ذاك إلا لأن الأشاعرة والوضعيين كلاهما ناقل عن الفكر الفلسفي الإغريقي .




والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

بارك الله فيك
وهل رأيت جهميا أو أشعريا يقول حقيقة معتقده دون لف ودوران وكذب

عــــادل الميـــلي
2011-07-25, 14:27
وهل كنت تظن أنني سأفتح صفحة ثانية للنقاش موضوعا واحدا هو أين الله ؟
فنحن لم ننته من الأولى فكيف نفتح الثانية ؟






لا بل تفتح موضوعا تُبيّن فيه تناقضي وتذبذبي.

إذا أنت تثبت على العرش شيئا ؟ فهمك من كلامي أنّي أقول بوجود شيء على العرش فهم خاطىء.. إذ لو كنت أقول: الله أعلم ما الذي فوق العرش.. لكان قولك عني :لا أثبتُ على العرش شيئا.. غير صحيح .. فتأمل.


ما هو الموجود الذي تثبته على العرش ؟

أجبت صاحبك هشام البرايجي: أنّ فوق العرش كتاب فراجع موضوع الحوار الأشعري السلفي .


وهذا لا يعني عدم وجود غيره.
{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }الكهف51
ألم يأن الوقت لتعترف بخطئك فيما نسبت لي من قول؟

في ماذا نتناقش ؟ نزول الله رب العالمين بذاته ؟


فهل تثبت ان الله فوق العرش بذاته حتى نتناقش في نزوله ؟

نتناقش في إثبات تناقضي وتذبذبي.. فلماذا الخلط؟.

سعيد أبو زكريا
2011-07-25, 15:11
الطعنات السلفية السنية في العقيدة الجهمية الأشعرية البدعية






مسكين...

ما هذا الخلط و الفوضى ؟؟؟

كنت أظن أنني أتناظر مع مخلوق له شيئ من المعرفة ببدعته، فتفاجأت بمخلوق جاهل و لا يميز بين أبواب الإعتقاد...

قد قلت لك سابقا أنني أعرف دينكم البدعي أفضل و أكثر منكم...
و قلت لك أيضا أنك مسكين جاهل مقلد لأسيادك الجهميين لا تملك علما ببدعتك، اللهم إلآ copy/past

نريد قليلا من كلامك أوكلام الله جل و على أو كلام رسوله أو أقوال السلف رضي الله عنهم التي صحت عنهم...

يا هذا، خذ هذه المعلومة، الأشاعرة الجهميين يقولون بخلق القرآن و وافقوا أسلافهم المعتزلة في ذلك إلآ أنهم لا يصرحون بخلقه، و لكي تفهمني أكثر و يفهمني الزوار سأفصل قليلا:

أنتم تقولن أن كلام الله هو في الحقيقة: "كلام نفسي" و ليس كلام مسموع بصوت و حرف، و أنه معنى واحد قديم في الأزل، إن عبر عنه بالعربية كان قرآن و إن عبر عنه بالعبرانية كان توراة و إن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا، و أنه غير متجدد الآحاد و ليس بحادث.
هذا معتقدكم الكفري بإختصار، و سأبطله بإختصار أيضا و بالدليل من الكتاب و صحيح السنة و آثار السلف الصالح، و ليس كما تفعلون أنتم من قال ابن حجر و قال النووي و قال فلان و قال علآن...

الطعنة الأولى لمعتقدكم:
في بيان فساد قولكم أنه "كلام نفسي" و إبطاله من الكتاب و السنة و العقل و اللغة:
من القرآن:
قال الله تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾
قال: ﴿ وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾
قول الله -تعالى- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
وقوله: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﴾
قوله: ﴿ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ﴾
وقوله: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ﴾

تبين بهذا أنه كلام الله، و أن الله نادا عبد موسى و النداء لا يكون إلا بصوت و كلام مسوع

من السنة:
ما أخرجه البخاري (2528) و مسلم (127) أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، مالم تتكلم به و تعمل به)، فبان بهذا أن حديث النفس لا يسمى كلاما، بل يسمى حديثا، أي أنكم لا تفقهون حتى علم البلاغة، فلا يجوز في الشرع تسمية حديث النفس كلام نفسيا، بل هو حديث نفس، و من هذا دل على أن كلام الله مسموع و ليس بنفسي لما قد أسلفته من ذكر الآيات الكريمات السابقة.
و قال النبي عليه الصلاة و السلام أيضا فيما أخرجه الإمام مسلم (537) قال: (إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيئ من كلام الناس) فبين أن الكلام يكون بصوت و لا يسمى حديث النفس كلام، و إلآ لبطلت كل صلواتنا إلآ من رحم ربي، لأننا نحدث أنفسنا أحيانا في الصلاة بأمور الدنيا لقلة خشوعنا فتكون صلاتنا ناقصة و ليست باطلة، إما إن تكلمنا بصوت و حرف مسموع فهي باطلة. و الشاهد أن تسمية حديث النفس بكلام النفس غير مستقيم و لا جائز شرعا للأدلة السابقة، فبان لنا أن كلام الله مسموع لأنه وصف نفسه بالكلام و ليس بحديث النفس كما بينت لنا السنة التي تردونها يا جهمية.

من العقل:
لو كان حديث النفس يسمى كلام لما كان على وجه الأرض أبكم، إذ أن الأبكم يكلم نفسه و قد يشير إلى ما يريد مثلآ فيكون متكلما و أبكما في نفس الوقت؟؟؟ ليت شعري أين عقول القوم التي يدعون أنها سليمة

من اللغة:
قال ابن مالك في ألفيته في علم النحو و الصرف:
كلامنا لفظ مفيد كإستقم
قال الشاطبي: قوله -أي ابن مالك- كلامنا= يعني بذلك حد و تعريف الكلام عند النحويين
قوله: لفظ= أي أنه مسموع بصوت و حرف، فأخرج بذلك حديث النفس و الكتابة و الإشارة
قوله: مفيد= أي مفهوم و له معنى بالوضع العربي
بإختصار من المقاصد للشاطبي المجلد الأول.

بان لنا بهذا أن الكلام عند النحووين هو ما كان مسموعا.

النتيجة:
القول بأن كلام الله (كلام نفسي) باطل من الكتاب و السنة و اللغة و العقل. بل إن الكلام لا يكون إلا مسموعا بصوت و حرف، و ما يحيك في أنفسنا يسمى "حديثا نفسيا".




سأكمل الطعن في معتقدكم البدعي عن قريب بإذن الله.


الكلام صفة لله ثابتة ، قائمة بذاته ، قديمة قدم الذات الإلهية ، مثل العلم و القدرة و الإرادة و السمع ، لكن لا يلزم عنه صوت و حرف ، فنطقي لأصوات القرآن و حروفه هو الحادث ، لا القرآن في حد ذاته لأنه من علم الله ، فلو قلنا إن الكلام الإلهي يلزم عنه صوت و حرف للزم القول بالتجويف ، و هو محال في حق الذات الإلهية " ليس كمثله شيء " ، فهل تقولون بالتجويف ؟ أريد أن أستوضح منك أيتها الوهابية ؟

أم سلمة عادت
2011-07-25, 15:22
الكلام صفة لله ثابتة ، قائمة بذاته ، قديمة قدم الذات الإلهية ، مثل العلم و القدرة و الإرادة و السمع ، لكن لا يلزم عنه صوت و حرف ، فنطقي لأصوات القرآن و حروفه هو الحادث ، لا القرآن في حد ذاته لأنه من علم الله ، فلو قلنا إن الكلام الإلهي يلزم عنه صوت و حرف للزم القول بالتجويف ، و هو محال في حق الذات الإلهية " ليس كمثله شيء " ، فهل تقولون بالتجويف ؟ أريد أن أستوضح منك أيتها الوهابية ؟

غبي...

لاتتعجل يا هذا، دعني أطعن عقيدتك و أنتهي من ذلك ثم أثر شبهاتك التافهة مرة أخرى...

ما عليك سوى الرجوع لردي السابق لكي تشاهد طعناتي الأخرى، لكن ليس دلي الآن وقت، فارجع اليها فيما بعد...

لا تتعجل، فسيوفي سينحرون بدعتكم بالقول بخلق القرآن.....

لا تتعجل................................

حنين موحد
2011-07-25, 15:59
أما عقيدة الأشاعرة في القرآن فإليك البيان :




المنهج الأشعري القائم على التلفيق الذي يسميه الأشاعرة المعاصرون " التوفيقية "


حيث انتهج التوسط بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة في كثير من الأصول فتناقض واضطرب.


فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة .


ومذهب المعتزلة أنه مخلوق .


أما مذهب الأشاعرة فمن منطلق التوفيقية - التي لم يحالفها التوفيق - فرقوا بين المعنى واللفظ ،
فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء .


واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني :


إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا


أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف - ومنها القرآن - فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة ، بل هي عبارة عن كلام الله النفسي ، والكلام النفسي شيء واحد في ذاته ، لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو توراة وإن جاء بالسريانية فهو إنجيل وإن جاء بالعربية فهو قرآن ، فهذه الكتب كلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه . واختلفوا في القرآن خاصة فقال بعضهم : " إن الله خلقه أولاً في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا "
فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون : إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي وأفهمه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال - لأنهم ينكرون علو الله - ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو ؟ فقال بعضهم : هو جبريل ، وقال بعضهم : بل هو محمد صلى الله عليه وسلم !


واستدلوا بمثل قوله تعالى : "إنه لقول رسول كريم" في سورتي الحاقة والانشقاق حيث أضافه في الأولى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين " جبريل أو محمد " وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني .


قال شيخ الإسلام-رحمه الله- : " وفي إضافته تعالى إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة أحداث لشيء منه وإنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال إنه قول البشر من مشركي العرب " .



وعلى القول أن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا ، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال :


" يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم"



وفي الحديث الصحيح

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { يُحْشَرُ الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ، فَيُنَادِيهِمْ مُنَادٍ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّانُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ حَتَّى اللَّطْمَةِ فَمَا فَوْقَهَا ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَعِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّى اللَّطْمَةُ فَمَا فَوْقَهَا { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا } قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ؟ قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ جَزَاءً وِفَاقًا } وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا {.

رواه الإمام أحمد(3/495)


وعن مسروق عن عبد الله بن مسعود ، قال: ((إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء )) السنة لعبد الله بن أحمد (1 / 281)


وللاستزادة حتى لا نطيل أنظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (رسالة السجزي إلى أهل زبيد) للسجزي –رحمه الله-






السببية وأفعال المخلوقات :




ينكر الأشاعرة الربط العادي بإطلاق وأن يكون شيء يؤثر في شيء وأنكروا كل " باء سببية " في القرآن ، وكفروا وبدعوا من خالفهم و مأخذهم فيها هو مأخذهم في القدر ،
فمثلاً عندهم : من قال إن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر مشرك ، لأنه لا فاعل عندهم إلا الله مطلقاً حتى أن أحد نحاة الأندلس من دولة الموحدين التومرتية الأشعرية هدم " نظرية العامل " عند النحاة مدعياً أن الفاعل هو الله!! .


قالوا إن الأسباب علاقات لا موجبات حتى أنهم يقولون:


الرجل إذا كسر الزجاجة ما انكسرت بكسره وإنما انكسرت عند كسره ، والنار إذا أحرقت ما تحرق ما احترق بسببها وإنما احترق عندها لا بها فالإنسان إذا أكل حتى شبع ما شبع بالأكل وإنما شبع عند الأكل .



ومن قال عندهم أن النار تحرق بقوة أودعها الله فيها فهو مبتدع ضال ، قالوا : إن فاعل الإحراق هو الله ولكن فعله يقع مقترناً بشيء ظاهري مخلوق ، فلا ارتباط عندهم بين سبب ومسبب أصلاً وإنما المسألة اقتران كاقتران الزميلين من الأصدقاء في ذهابهما وإيابهما .



ومن متونهم في العقيدة :


والفعل في التأثير ليس إلا للواحد القهار جل وعلا


ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفر عند أهل الملة


ومن يقل بالقوة المودعة فذاك بدعي فلا تلتفت



والغريب أن هذا هو مذهب ما يسمى المدرسة الوضعية من المفكرين الغربيين المحدثين ومن وافقهم من ملاحدة العرب ، وما ذاك إلا لأن الأشاعرة والوضعيين كلاهما ناقل عن الفكر الفلسفي الإغريقي .





والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

هؤلاء لا يعرفون سوى تحريف الكلام واللف والدوران
انظر الرابط وعدد الصفحات في هذا الموضوع ورغم ذلك لم يجبنا أحد منهم أين الله بكل شجاعة فماذا تنتظر منهم
الرابط http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=537501

سعيد أبو زكريا
2011-07-25, 17:00
هؤلاء لا يعرفون سوى تحريف الكلام واللف والدوران
انظر الرابط وعدد الصفحات في هذا الموضوع ورغم ذلك لم يجبنا أحد منهم أين الله بكل شجاعة فماذا تنتظر منهم
الرابط http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=537501

سؤالكم التجسيمي : أين الله ؟ لا يختلف عن سؤال قوم موسى لنيهم عليه السلام : أرنا الله جهرة . أما نحن فنقول إن الله مفارق للعالم ، ليس كمثله شيء .

أم سلمة عادت
2011-07-25, 17:13
سؤالكم التجسيمي : أين الله ؟ لا يختلف عن سؤال قوم موسى لنيهم عليه السلام : أرنا الله جهرة . أما نحن فنقول إن الله مفارق للعالم ، ليس كمثله شيء .

كافر زنديق

كفرك الأول:
ألآ تعلم أن رسول الله عليه الصلاة و السلام هو من سأل بـ : أين الله، كما في حديث الجارية في صحيح مسلم

قال النبي صلى الله عليه و سلم للجارية: أين الله؟ فأجابت بكل شجاعة و إيمان و يقين و بلا تردد بقولها: في السماء

هل رسول الله عنكم تجسيمي؟؟؟؟

و الله أنتم بحق شر من الجهمية، و تسميتكم بالجهمية فيها كثير تلطف بكم يا زنادقة

كفرك الثاني:
هل نسيت أن موسى عليه السلام سأل ربه بأن يراه، و ذلك موجود في صريح القرآن و قد أجابه الله جل و علا بقول: "لن تراني'' و لم يلمه أو يزجره على سؤاله؟؟؟؟
هل موسى عندك تجسيمي، أو يهودي؟؟؟؟

حنين موحد
2011-07-25, 17:21
أرنا الله جهرة . .

فما قولك في قول موسى فو قوله تعالى " رب أرني أنظر إليك "
أما نحن فنقول إن الله مفارق للعالم ، ليس كمثله شيء .

وهو السميع البصير

قــبس~
2011-07-25, 17:27
سؤالكم التجسيمي : أين الله ؟ لا يختلف عن سؤال قوم موسى لنيهم عليه السلام : أرنا الله جهرة . أما نحن فنقول إن الله مفارق للعالم ، ليس كمثله شيء .





سؤالي لك أيها السعيد






هل جسم رسول الله http://cb.rayaheen.net/images/symbols/salla.gif حين سأل الجارية

في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه


أين الله ؟؟


أم أنك تضعف الحديث أو هو باطل عندك

أم أن الحديث نال حظه من التأويل والتعطيل

كما الحال عندكم

قــبس~
2011-07-25, 17:41
كافر زنديق

كفرك الأول:
ألآ تعلم أن رسول الله عليه الصلاة و السلام هو من سأل بـ : أين الله، كما في حديث الجارية في صحيح مسلم

قال النبي صلى الله عليه و سلم للجارية: أين الله؟ فأجابت بكل شجاعة و إيمان و يقين و بلا تردد بقولها: في السماء

هل رسول الله عندكم تجسيمي؟؟؟؟

و الله أنتم بحق شر من الجهمية، و تسميتكم بالجهمية فيها كثير تلطف بكم يا زنادقة

كفرك الثاني:
هل نسيت أن موسى عليه السلام سأل ربه بأن يراه، و ذلك موجود في صريح القرآن و قد أجابه الله جل و علا بقول: "لن تراني'' و لم يلمه أو يزجره على سؤاله؟؟؟؟
هل موسى عندك تجسيمي، أو يهودي؟؟؟؟




كلامكِ طيب

إلا الإتهام بالكفر والزندقة



جزيتِ خيرا

أم سلمة عادت
2011-07-25, 18:16
كلامكِ طيب

إلا الإتهام بالكفر والزندقة



جزيتِ خيرا



بل كله طيب، فأنا لم أخرج عن فهم السلف و العبارات التي إستعملوها في حق هؤلاء القوم
راجع كتب العقيدة الأصلية المسندة و سترى شدة السلف مع أهل البدع و خاصة منكري السنة كالأشارة الجهمية و غيرهم...

و فقنا الله للحق، و شكرا على التنبيه للأخطاء

أم سلمة عادت
2011-07-25, 18:26
و العجيب إدعاؤهم أنهم أهل السنة و الجماعة

أهل السنة يجهلون و يحرفون و يطعنون في السنة؟؟؟؟

تذبذب ليس بعده تذبذب

و الله أمر القوم غيرب، عقولهم مريضة المساكين

مرضى بمرض إنفصام الشخصية

سؤال للجهمي: فسر لي "كسب الأشعري"

قــبس~
2011-07-25, 18:30
بل كله طيب، فأنا لم أخرج عن فهم السلف و العبارات التي إستعملوها في حق هؤلاء القوم
راجع كتب العقيدة الأصلية المسندة و سترى شدة السلف مع أهل البدع و خاصة منكري السنة كالأشارة الجهمية و غيرهم...

و فقنا الله للحق





في حق القوم،

ليس في حق من تكلم بما تكلم به القوم


فعلماء أهل السنة وائمتها يكفرون عقائدهم وأفكارهم

لا أعيانهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم فردا فردا.



وفقنا الله للحق وكلمة الحق

أم سلمة عادت
2011-07-25, 18:35
في حق القوم،

ليس في حق من تكلم بما تكلم به القوم


فعلماء أهل السنة وائمتها يكفرون عقائدهم وأفكارهم

لا أعيانهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم فردا فردا.



وفقنا الله للحق وكلمة الحق



كلامك سليم 100/100
و نحن ملتزمون إن شاء الله بعقيدة أهل السنة و الجماعة خاصة في باب خطير و هو باب التكفير، و نحن و لله الحمد وسط بين المرجئة و الخوارج.

المهم، قد أقمنا عليه الحجة منذ سنوات
هذا الشخص مسجل في المنتدى بعشرات الأسماء و هو نفسه يعود بعد أن يطرد في كل مرة
و أنا متأكدة من كلامي لأنني قرصنته في حاسوبه منذ أشهر تقريبا و إكتشفت أنه ذلك المطرود من الجرائد "شمس الدين بوروبي"...
و من أشك فيه سأقرصنه و أفضحه، و اللبيب ينتبه.......

قــبس~
2011-07-25, 18:59
=أم سلمة عادت;6755986]كلامك سليم 100/100

و نحن ملتزمون إن شاء الله بعقيدة أهل السنة و الجماعة خاصة في باب خطير و هو باب التكفير، و نحن و لله الحمد وسط بين المرجئة و الخوارج.

المهم، قد أقمنا عليه الحجة منذ سنوات


وحكمتم بكفره ؟؟



هذا الشخص مسجل في المنتدى بعشرات الأسماء و هو نفسه يعود بعد أن يطرد في كل مرة
و أنا متأكدة من كلامي لأنني قرصنته في حاسوبه منذ أشهر تقريبا و إكتشفت أنه ذلك المطرود من الجرائد "شمس الدين بوروبي"...
و من أشك فيه سأقرصنه و أفضحه، و اللبيب ينتبه.......:rolleyes:











جزاك الله خيرا

ودمت ناصحة لله ولرسوله

سعيد أبو زكريا
2011-07-25, 20:06
سؤالي لك أيها السعيد






هل جسم رسول الله http://cb.rayaheen.net/images/symbols/salla.gif حين سأل الجارية

في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه


أين الله ؟؟





أم أنك تضعف الحديث أو هو باطل عندك

أم أن الحديث نال حظه من التأويل والتعطيل

كما الحال عندكم



فيما يتعلق بحديث الجارية فقد رواه مسلم بلفظ أين الله؟ وقد انفرد بهذا اللفظ، أما غيره فقد رواه بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت: نعم. ولذا حكم كثير من المحدثين بشذوذ حديث مسلم بهذا اللفظ، وعلى فرض صحته فقد قال الإمام المارزي -رحمه الله-:

إنما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطلب دليلا على أنها موحدة، فخاطبها بما يفهم قصده، إذ علامة الموحدين التوجه إلى الله إلى السماء عند الدعاء وطلب الحوائج، لأن العرب التي تعبد الأصنام، وتطلب حوائجها من الأصنام، والعجم من النيران، فأراد -عليه السلام- الكشف عن معتقدها هل هي ممن آمن؟ فأشارت إلى السماء، وهي الجهة المقصودة عند الموحدين كما ذكرنا.

إن القول إن الله في كل مكان هو ضرب من الحلولية التي تتعارض مع عقيدة الإسلام ، و القول بالجهة تجسيم ، و كلاهما يوجب تكفير صاحبه .أما مذهب أهل السنة والجماعة فإن الله كان ولا شيء معه، ثم خلق الخلق من السماوات والأرض، فلا يقال عنه أنه في مكان معين.

أم سلمة عادت
2011-07-25, 21:30
فيما يتعلق بحديث الجارية فقد رواه مسلم بلفظ أين الله؟ وقد انفرد بهذا اللفظ، أما غيره فقد رواه بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت: نعم. ولذا حكم كثير من المحدثين بشذوذ حديث مسلم بهذا اللفظ، وعلى فرض صحته فقد قال الإمام المارزي -رحمه الله-:

إنما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطلب دليلا على أنها موحدة، فخاطبها بما يفهم قصده، إذ علامة الموحدين التوجه إلى الله إلى السماء عند الدعاء وطلب الحوائج، لأن العرب التي تعبد الأصنام، وتطلب حوائجها من الأصنام، والعجم من النيران، فأراد -عليه السلام- الكشف عن معتقدها هل هي ممن آمن؟ فأشارت إلى السماء، وهي الجهة المقصودة عند الموحدين كما ذكرنا.

إن القول إن الله في كل مكان هو ضرب من الحلولية التي تتعارض مع عقيدة الإسلام ، و القول بالجهة تجسيم ، و كلاهما يوجب تكفير صاحبه .أما مذهب أهل السنة والجماعة فإن الله كان ولا شيء معه، ثم خلق الخلق من السماوات والأرض، فلا يقال عنه أنه في مكان معين.


ما شاء الله ، قد أبهرتني بهذا الرد العلمي الموسوم بالأصالة و الدقة

الآن جديدة أخرى: و هي الطعن في صحيح مسلم.

كيف يحكم على حديث في الصحيح بأنه شاد و الرواية الموضوعة أنها هي الصحيحة؟؟؟؟

بل قد حرفتم أيضا و إدعيتم علمكم بالغيب، كون أنكم أحبحتم تعرفون قصد و مراد رسول الله...

غبي، قلت لك إذهب اولا و ادرس ثم تاعل و حاورنا....

إنتقطعت حجته فاصبح يتخبط... قد جعلت من نفسك أضحوكة لكل زوار هذا الموضوع

هههه غلبتك

قــبس~
2011-07-25, 22:11
فيما يتعلق بحديث الجارية فقد رواه مسلم بلفظ أين الله؟ وقد انفرد بهذا اللفظ، أما غيره فقد رواه بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت: نعم. ولذا حكم كثير من المحدثين بشذوذ حديث مسلم بهذا اللفظ، وعلى فرض صحته فقد قال الإمام المارزي -رحمه الله-:

إنما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطلب دليلا على أنها موحدة، فخاطبها بما يفهم قصده، إذ علامة الموحدين التوجه إلى الله إلى السماء عند الدعاء وطلب الحوائج، لأن العرب التي تعبد الأصنام، وتطلب حوائجها من الأصنام، والعجم من النيران، فأراد -عليه السلام- الكشف عن معتقدها هل هي ممن آمن؟ فأشارت إلى السماء، وهي الجهة المقصودة عند الموحدين كما ذكرنا.

إن القول إن الله في كل مكان هو ضرب من الحلولية التي تتعارض مع عقيدة الإسلام ، و القول بالجهة تجسيم ، و كلاهما يوجب تكفير صاحبه .أما مذهب أهل السنة والجماعة فإن الله كان ولا شيء معه، ثم خلق الخلق من السماوات والأرض، فلا يقال عنه أنه في مكان معين.



وقد تساءلتُ قَبْلًا

إن كان الحديث نال حظه من التأويل والتعطيل.



هههه .. شكرا على الفائدة.



الصحابة أفقه بمراد النبي http://cb.rayaheen.net/images/symbols/salla.gif

وأهلُ السنة والجماعة

لا يخرجون عن فقه الصحابة

رضوان الله عليهم أجمعينَ.

فمن فقِهَ فِقهك من الصحابة وتابعيهم بإحسان ؟؟

هشام البرايجي
2011-07-25, 22:38
وقد تساءلتُ قَبْلًا

إن كان الحديث نال حظه من التأويل والتعطيل.



هههه .. شكرا على الفائدة.



الصحابة أفقه بمراد النبي http://cb.rayaheen.net/images/symbols/salla.gif

وأهلُ السنة والجماعة

لا يخرجون عن فقه الصحابة

رضوان الله عليهم أجمعينَ.

فمن فقِهَ فِقهك من الصحابة وتابعيهم بإحسان ؟؟

وانت يا اخ الاسلام لما تقول له الحديث اخذ حظا من التاويل والتعطيل وكاني بك تخوفه بهذا القول، هذا لا يخاف تاويل القرآن كلام الله المنزل من عند الرحمن جل وعلا فاستنتج زندقته من هنا وضع نقطة وناقشه فقط لكي تبين تدليسه على باقي الاعضاء، هؤلاء الجهمية تبع فرعون عليه اللعنة لا يعبدون ربا في الحقيقة، لانهم يكذبون ان القرآن نزل من عند الله وان المسيح عليه السلام رفع الى الله وان الرسول صلى الله عليه وسلم اعرج به الى الله، هذا حالهم في الحقيقة، وسلفهم في هذا فرعون اللعين فقد كذب الكليم عليه السلام في ان له في السماء ربا ينصره ويؤيده، فعد الى تفسير شيخ المفسرين الامام ابن جرير الطبري رحمه الله لتجد ان هذا الذي يناقشك وفرعون اللعين لا يختلفان في ان ليس في السماء اله يصعد اليه الكلم الطيب وتنزل الينا من عنده رحماته جل جلاله.

أم سلمة عادت
2011-07-25, 23:06
بارك الله فيكما،
و نصيحة للأخ "قبس": دعك من بيان الأدلة له، فهو جهمي خبرناه طويلا، و اكتف بإفحامه بالأدلة لأن للناس عقول و سيفهمون مراد ذلك اليهودي الجهمي الذي يحرف الكتاب و يرد صحيح السنة ثم يرفع شعار أهل السنة و الزدقة هذا هو عقابها التذبذب و التخبط و إنفصام في الشخصية...

سعيد أبو زكريا
2011-07-26, 00:41
وقد تساءلتُ قَبْلًا

إن كان الحديث نال حظه من التأويل والتعطيل.



هههه .. شكرا على الفائدة.



الصحابة أفقه بمراد النبي http://cb.rayaheen.net/images/symbols/salla.gif

وأهلُ السنة والجماعة

لا يخرجون عن فقه الصحابة

رضوان الله عليهم أجمعينَ.

فمن فقِهَ فِقهك من الصحابة وتابعيهم بإحسان ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم ، و به نستعين
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين .

تتذرعون بأنكم تأخذون الفقه عن الصحابة و التابعين ، و أنتم تتعصبون للمتأخرين ممن أحدثوا في هذا الدين ما ليس فيه بدء من رئيسكم ابن تيمية وصولا إلى سيدكم محمد بن عبد الوهاب و شيوخ السلاطين . أما نحن ، فلا يضيرنا في الحق لومة لائم أن نعلن أنفسنا على مذهب السادة الأشاعرة ، الذين ألهمهم الله فهم الكتاب و السنة على الوجه الذي يرضي الله و رسوله . و عليه ، فالجواب الشافي فيما تزعمونه من الأينية لله - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - في هذا المقال الذي يرد جميع ترّهاتكم و تخرصاتكم التي لا معنى لها :
حديث الجارية روي بعدة ألفاظ مختلفة منها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.

ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه باب تحريم الكلام في الصلاة دون كتاب الإيمان من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء ابـن يسار عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قِبَلَ أُحد والجوَّانية فاطَّلَعتُ ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني ءادمَ ءاسفُ كما يأسفون لكني صككتها صكَّةً فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظَّمَ ذلك علي قُلتُ يا رسول الله أفلا أُعتقُها؟ قال: إئتني بها، فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟قالت أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنةٌ.

وجاء من وجه ءاخر عند الإمام مالك في الموطأ: باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة بلفظ: أين الله وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله بزيادة: أتوقنين بالبعث بعد الموت دون لفظ: فإنها مؤمنة من طريق ابن شهاب في الثانية.

وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: اتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة.
وهي رواية صحيحة.

وفي رواية لأبى داود في سننه: باب: تشميت العاطس في الصلاة، وباب: في الرقبة المؤمنة ، من طريق يزيد بن هارون قال أخبرني المسعودي عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن عليَّ رقبة مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بإصبعها، فقال لها: من أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، يعني أنت رسول الله.

وفي لفظ من طريق الحجاج بن الصواف قالت في السماء..

وفي رواية لأحمد أنها أشارت إلى السماء بإصبعها السبابة

وفي رواية لعبد الرزاق في مصنفه باب ما يجوز من الرقاب بلفظ: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء. وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا لله؟ قالت نعم.

كذا روى الدارمي في السنن بلفظ: أتشهدين من حديث الشريد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن على أمي رقبة وإن عندي جارية سوداء...الحديث.

وقد جاءت رواية: أيـن الله التي رواها عطاء بن يسار بلفظ ءاخر من طريق سعيد بن زيد عن توبة العنبري عن عطاء بن يسار قال حدثني صاحب الجارية وهي بلفظ: فمد النبي يده إليها مستفهما من في السمـاء؟ قالت الله... الحديث.
أي دون أن يقول لها لفظ أين الله الذي يتشبث به المتعصبون مـن وهابية وغيرهم تبعا لشيخهم ابن تيمية لإثباتهم الحيز والجهة لله.
وأوردها الذهبي في كتاب العلو وذكر سندها المزي في تحفة الأشراف.

قال فيه الإمام النووي في شرح صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة باب تحريم الكلام في الصَّلاة ونسخ ما كان من إباحته :
" هذا الحديث من أحاديث الصّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان: أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شىء، وتنـزيهه عن سمات المخلوقات. والثَّاني: تأويله بما يليق به.
فمن قال بهذا قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء، كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين، أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان.
قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم" انتهى.

وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ما نصه :
" وقيل في تأويل هذا الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم سألها بأين عن الرتبة المعنوية التي هي راجعة إلى جلاله تعالى وعظمته التي بها باين كلَّ مَن نُسبت إليه الإلهية وهذا كما يقال: أين الثريا من الثرى؟! والبصر من العمى؟! أي بعُدَ ما بينهما واختصت الثريا والبصر بالشرف والرفعة على هذا يكون قولها في السماء أي في غاية العلو والرفعة وهذا كما يقال: فلان في السماء ومناط الثريا" اهـ .

وقال الرازي أيضا في كتابه أساس التقديس:
" إن لفظ أين كما يجعل سؤالا عن المكان فقد يجعل سؤالا عن المنـزلة والدرجة يقال أين فلان من فلان فلعل السؤال كان عن المنـزلة وأشار بها إلى السماء أي هو رفيع القدر جدا " .اهـ

وفي كتاب إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للإمام محمد بن خليفة الأبي ما نصه:
وقيل إنما سألها بأين عما تعتقده من عظمة الله تعالى، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلاله في نفسها، فقد قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء}.اهـ
ومثله في كتاب مكمل إكمال الإكمال شرح صحيح مسلم للإمام محمد السنوسي الحسني.

وقال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :

فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أين الله فأشارت إلى السماء) ولا نظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من أحد أن يثبت لله تعالى جهة ولا مكانًا، ولا حجة لهم في الآية، لأن الكفر خبث من حيث الاعتقاد، والمصروف إلى الكفارة ليس هو الاعتقاد إنما المصروف إلى الكفارة المالية، ومن حيث المالية هو عيب يسير على شرف الزوال"اهـ.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح سنن الترمذي :
" أين الله؟ والمراد بالسؤال بها عنه تعالى المكانة فإن المكان يستحيل عليه.اهـ

وقال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه بعد رواية حديث معاوية بن الحكم : قلت
" قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا يحويه السماء والأرض ولا تضمه الأقطار وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق عندها.اهـ

وقال الباجي:
لعلها تريد وصفه بالعلو وبذلك يوصف كل من شأنه العلو فيقال فلان في السماء بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه.اهـ

وقال البيضاوي:
لم يرد به السؤال عن مكانه فإنه منـزه عنه والرسول أعلى من أن يسأل ذلك.اهـ

وقال الإمام الحجة تقي الدين السبكي في رده على نونية ابن قيم الجوزية المسمى بالسيف الصقيل:
أما القول فقوله صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل لأنه مشَّاء على بدعة لا يقبل غيرها.اهـ

قال الفخر الرازي:
وأما عدم صحة الاحتجاج بحديث الجارية في إثبات المكان له تعالى فللبراهين القائمة في تنـزه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات، قال الله تعالى: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} [الأنعام:12] وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى، وقال تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} [الأنعام:13] وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى فهاتان الآيتان تدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنـزيه الله سبحانه عن المكان والزمان.اهـ

وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسر في كتاب التذكار في أفضل الأذكار:
لأن كل من في السموات والأرض وما فيهما خلق الله تعالى وملك له وإذا كان كذلك يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شىء لكان محصورا أو محدودا ولو كان كذلك لكان محدثا وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق وعلى هذه القاعدة قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} وقوله عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، ولم يُنكر عليها وما كان مثله ليس على ظاهره بل هو مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم.اهـ


الحافظ أبو سليمان الخطابي
قال الحافظ أبو سليمان الخطابي في شرحه على أبي داود ما نصه: وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة ولم يكن ظهر لـه من إيمانها أكثر من قولـه حين سألها أيـن الله فقالت: في السماء وسألها من أنا فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا السؤال عن أمارة الإيمان وسمة أهله وليس بسؤال عن أصل الإيمان وصفة حقيقته ولو أن كافرا يريد الانتقال من الكفر إلى دين الإسلام فوصف من الإيمان هذا القدر الذي تكلمت به الجارية لم يصر به مسلما حتى يشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويـتـبرى من دينه الذي كان يعتقده، وإنما هذا كرجل وامرأة يوجدان في بيت فيقال للرجل من هذه منك فيقول زوجتي وتصدقه المرأة فإنا نصدقهما في قولهما ولا نكشف عن أمرهما ولا نطالبهما بشرائط عقد الزوجية حتى إذا جاءانا وهما أجنبيان يريدان ابتداء عقد النكاح بينهما فإنا نطالبهما حينئذ بشرائط عقد الزوجية من إحضار الولي والشهود وتسمية المهر كذلك الكافر إذا عرض عليه الإسلام لم يقتصر منه على أن يقول إني مسلم حتى يصف الإيمان بكماله وشرائطه وإذا جاءنا من نجهل حاله بالكفر والإيمان فقال إني مسلم قبلناه وكذلك إذا رأينا عليه أمارة المسلمين من هيئة وشارة ونحوهما حكمنا بإسلامه إلى أن يظهر لنا منه خلاف ذلك.اهـ.


كلام نفيس للإمام السهيلي
ولأبي القاسم السهيلي على هذا الحديث كلام نفيس ومن كلامه فيما نقله الشيخ محمد الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ما نصه:
السؤال بأين ينقسم إلى ثلاثة أقسام اثنان جائزان وواحد لا يجوز:
الأول: على جهة الاختبار للمسؤول ليعرف مكانه من العلم والإيمان كسؤاله عليه الصلاة والسلام للأمة.
والثاني: السؤال عن مستقر ملكوت الله تعالى وموضع سلطانه كعرشه وكرسيه وملائكته.
والثالث: السؤال بأين عن ذات الرب سبحانه وتعالى وهذا سؤال فاسد لا يجوز ولا يجاب عنه سائله، وإنما سبيل المسؤول عنه أن يبين له فساد سؤاله كما قال سيدنا علي كرم الله تعالى وجهه ورضي عنه حين سئل: أين الله؟ فقال: الذي أين الأين لا يقال فيه أيـن. فبين للسائل فساد سؤاله بأن الأينية مخلوقة والذي خلقها لا محالة قد كان قبل أن يخلقها ولا أينية له وصفات نفسه لا تتغير فهو بعد أن خلق الأينية على ما كان قبل أن يخلقها، وإنما مثل هذا السائل كمن سأل عن لون العلم أو طعم الظن أو الشك فيقال له من عرف حقيقة العلم أو الظن ثم سأل هذا السؤال فهو متناقض لأن اللون والطعم من صفات الأجسام وقد سألت عن غير جسم فسؤالك فاسد محال لتناقضه.اهـ

الإمام البياضي
وفي كتاب إشارات المرام للإمام البياضي ممزوجا بالمتن: ولا يتطرق إليه سمات الـحدوث والفناء كما أشار إليه بقوله فيه [وعليه] أي يُخرّج على أنه يدعى من أعلى ويوصف بنعوت الجلال وصفات الكبرياء [ما روي في الحديث أن رجلا] وهو عمرو بن الشريد كما رواه أبو هريرة وعبد الله بن رواحة كما بيّنه الإمام في مسنده بتخريج الحارثي وطلحة والبلخلي والخوارزمي [أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة سوداء فقال: وجب علي عتق رقبة مؤمنة] قال: إن أمي هلكت وأمرت أن أعتق عنها رقبة مؤمنة ولا أملك إلا هذه وهي جارية سوداء أعجمية لا تدري ما الصلاة أفتجزيني هذه؟ عما لزم بالوصية كما في مصنف الحافظ عبد الرزاق وليس في الروايات الصحيحة أنها كانت خرساء كما قيل [فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أمؤمنة أنت؟ قالت نعم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أين الله؟] سائلا عن المنزلة والعلو على العباد علوّ القهر والغلبة، ومشيرا أنه إذا دعاه العباد استقبلوا السماء دون ظاهره من الجهة، لكن لما كان التنـزيه عن الجهة مما يقصر عنه عقول العامة فضلا عن النساء حتى يكاد يجزم بنفي ما ليس في الجهة، كان الأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في الجهة كما في شرح المقاصد، [فأشارت إلى السماء] إشارة إلى أعلى المنازل كما يقال فلان في السماء أي رفيع القدر جدا كما في التقديس للرازي [فقال: أعتقها فإنها مؤمنة]. ثم قال: [فأشار إلى الجواب بأن السؤال والتقرير لا يدلان على المكان بالجهة لمنع البراهين اليقينية عن حقيقة الأينية]. ثم قال البياضي:
الرابعة: أنه عليه الصلاة والسلام أراد امتحانها هل تُقرُّ بأن الخالق الفعال المتعالي هو الله الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما دل السؤال والتقرير كما في شرح مسلم للنووي، وإليه أشار بترتيب التخريج أنه يدعى من أعلى لا من أسفل.
الخامسة: أنها كانت أعجمية لا تقدر أن تفصح عما في ضميرها من اعتقاد التوحيد بالعبارة فتعرف بالإشارة أن معبودها إله السماء فإنهم كانوا يسمون الله إله السماء كما دل السؤال، والاكتفاء بتلك الإشارة كما في الكفاية لنور الدين البخاري.اهـ

الإمام المازري المالكي

وفي كتاب استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات للشيخ المحدث محمد الشنقيطي ما نصه: وقال المازري: وقيل وقع السؤال لها بأين لأجل أنه صلى الله عليه وسلم أراد السؤال عما تعتقده من جلالة البارئ وعظمته جل وعلا، فأشارت إلى السمـاء إخباراً عن جلالته سبحانه وتعالى في نفسها، لأنها قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ

الإمام ابن فورك
وقال الإمام الحجة أبو بكر بن فورك: إن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ استعلام لمنـزلته وقدره عندها وفي قلبها وأشارت إلى السماء فدلت بإشارتها على أنه في السماء عندها على قول القائل إذا أراد أن يخبر عن رفعة وعلو منـزلة فلان في السماء أي هو رفيع الشأن عظيم القدر كذلك قولها في السماء على طريق الإشارة إليها تنبيها عـن مكانته في قلبها ومعرفتها به وإنما أشارت إلى السماء لأنها كانت خرساء فدلت بإشارتها على مثل دلالة العبارة على نحو هذا المعنى وإذا كان كذلك لم يجز أن يحمل على غيره مما يقتضي الحد والتشبيه والتمكين في المكان والتكييف.اهـ


وقال بعض العلماء إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك وفيها أن الرسول قال لها: "أتشهدين أن لا إله إلا الله" قالت: "نعم" قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم". أخرجها الإمامان إماما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ومالك بن أنس رضي الله عنهما.

أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمَةٍ سوداء فقال: "يا رسول الله إن عليَّ رقبه مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها" فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتشهدين أن لا إله الا الله" قالت: "نعم"، قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم"، قال: "أتؤمنين بالبعث بعد الموت" قالت: "نعم"، قال: "أعتقها"، ورجاله رجال الصحيح.

وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة.

ومنها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت: يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها، فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة. ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.

قال بعض العلماء :
ظاهر هذا الحديث ( الذي فيه حكم على الجارية بالإسلام لأنها قالت : في السماء ) يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيا.
وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية قوله عليه الصلاة والسلام: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله}.
هذا الحديث فيه أنّ الرسول لا يحكم بإسلام الشخص الذي يريد الدخول بالإسلام إلا بالشهادتين.
لأن من أصول الشريعة أن الشخص لا يحكم له بقول " الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول مشترك بين اليهود والنصارى وغيرهم وإنما الأصل المعروف في شريعة الله ما جاء في الحديث: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله "اهـ
ولفظ رواية مالك : أتشهدين ، موافق للأصول .

لذا حكم الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره باضطراب حديث الجارية هذا.
- الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى قال في " الأسماء والصفات " : " وهذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الاوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ؟ وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه ، وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث " (انظر السنن الكبرى 7 / 388) .

- الحافظ البزار قال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه (كما في كشف الاستار 1 / 14) : " وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة " .

-قال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :
فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا" اهـ

- قال الامام الحافظ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) :
" أقول : أما القول : فقوله للجارية " أين الله ؟ قالت : في السماء " وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل "اهـ

-الحافظ ابن حجر العسقلاني قال في " التلخيص الحبير " (3 / 223) ما نصه :
" وفي اللفظ مخالفة كثيرة " اه‍ .

قال الحافظ في " فتح الباري " (1 / 221) :
" فإن إدراك العقول لاسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ؟ كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث . . " اه‍ .

- المحدث الكوثري حكم بالاضطراب في تعليقه على " الأسماء والصفات " ص (422) فقال : " وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماما للحديث ، أو كانت نسخة المصنف ناقصة ؟ وقد أشار المصنف - أي البيهقي - إلى اضطراب الحديث بقوله (وقد ذكرت في كتاب الظهار - من السنن - مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث) . . . " اه‍

وفي تعليقه رحمه الله تعالى على كتاب الحافظ السبكي " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) توسع في مبحث اضطرابه .

- المحدث عبد الله ابن الصديق ذكر في تعليقه على كتاب " التمهيد " (7 / 135) للحافظ ابن عبد البر عن لفظ " أين الله " ما نصه :
" رواه مسلم وأبو داود والنسائي . وقد تصرف الرواة في ألفاظه ، فروي بهذا اللفظ كما هنا وبلفظ " من ربك ؟ " قالت : الله ربي . وبلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ " قالت : نعم . وقد أستوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي . . . "


و حديث الجارية ليس معناه أن الله ساكن السماء كما توهم بعض الجهلة بل لكان معناه أن الله عالي القدر جدا ، وعلى هذا المعنى أقر بعضهم صحة رواية مسلم هذه.

ونقول للمشبهة : لو كان الأمر كما تدعون من حمل ءاية (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) ) على ظاهرها وحمل حديث الجارية على ظاهره لتناقض القرءان بعضه مع بعض والحديث بعضه مع بعض ، فما تقولون في قوله تعالى ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115)) فإمّا أن تجعلوا القرءان مناقضا بعضه لبعض والحديث مناقضا بعضه لبعض فهذا اعتراف بكفركم لأن القرءان ينـزه عن المناقضة وحديث الرسول كذلك ، وإن أولتم ءاية ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) ولم تأولوا ءاية الاستواء فهذا تحكّم أي قول بلا دليل .

وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يبصقن في قبلته ولا عن يمينه فإن ربه بينه وبين قبلته " ، وهذا الحديث أقوى إسنادا من حديث الجارية .

وأخرج البخاري أيضا عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ": (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده). " .

وفي مسند الامام أحمد :" أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا ان الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته". اهـ

فيقال للمعترض : إذا أخذت حديث الجارية على ظاهره وهذين الحديثين على ظاهرهما لَبَطَلَ زعمك أن الله في السماء وإن أَوَّلْت هذين الحديثين ولم تؤوِّل حديث الجارية فهذا تحكم ـ أي قول بلا دليل ـ ويصدق عليك قول الله في اليهود ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )(البقرة: من الآية85) وكذلك ماذا تقول في قوله تعالى : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) فإن أوَّلته فلِمَ لا تؤول حديث الجارية . وقد جاء في تفسير هذه الآية عن مجاهد تلميذ ابن عباس : " قِبلَةُ الله " ، ففسر الوجه بالقبلة ، أي لصلاة النفل في السفر على الراحلة .

وفي صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فأكثروا الدعاء " . اهـ

سعيد أبو زكريا
2011-07-26, 01:04
قالت أم سلمة عادت ما يأتي :

" هذا الشخص مسجل في المنتدى بعشرات الأسماء و هو نفسه يعود بعد أن يطرد في كل مرة
و أنا متأكدة من كلامي لأنني قرصنته في حاسوبه منذ أشهر تقريبا و إكتشفت أنه ذلك المطرود من الجرائد "شمس الدين بوروبي"...
و من أشك فيه سأقرصنه و أفضحه، و اللبيب ينتبه......." انتهى .

إن امرأة تتجسس على الناس في حواسيبهم ، و تصرّح بذلك على الملإ ، لهي امرأة فاقدة للأمانة ، و لا يأتمنها الناس على دينهم . هذا هو النموذج الوهابي الذي يسسوّقه مشايخهم في المنتديات ، بئس النموذج . و لذلك ، أحذر أعضاء المنتدى و زواره من الضغط على الروابط التي تضعها هذه الدجاّلة .

ابو الحارث مهدي
2011-07-26, 01:37
بسم الله.الرحمن.الرحيم


الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته






صَفَعَاتُ البُرهَان عَلَى صَفَحَات البُهْتَان




نعوذ بالله من الهوى والفضاضة


في الحقيقة – وما أكثر ما تكون الحقيقة مُرَّة – أن هذا الدَّعِيَّ المدعو :


سعيد : ليس له من اسمه نصيب (لا أسعد الله أيامه)


ما كنت أظن انه ذيَّاك اللئيم سليط اللسان بِسَبِّ علماء السّلف على صفحات الجرائد


الذي سَـمَّتهُ أُمُّهُ - مِنُ السُّمِّ لاَ مِنَ التَّسمِيةَ-


شمس البدعة بوروبي ، أخزاه الله حيث ما حلَّ أو ارتحل.


فحال هذا الدرويش الجهمي،


كَحَالِ من بَالَ في بئر زمزم !!!


فلما هاج الناس وماجوا يلعنونه مستنكرين قبح جريرته النكراء


فقال : أريد أن يذكرني الناس ولو باللعن!!؟



اعلم أخي القارئ وفقني الله وإياك للحق والهدى



أنَّ الـمُبطل يقول كلمةً لا سنام لها ولا خطام، لا تأخذ منه نَفَساً واحدًا، و المحق يحتاج لنفيها، و بيان وجه مخالفتها للشريعة إلى أيام و ليالي، وهذا من أوجُه الفرق بين الحق و الباطل.




وإليكم بيان حديـــث الجــــارية




بعد التخريج والتحقيق والبحث العلمي الدقيق


قال الإمام الألباني- رحمه الله-


(( ولعله من الضروري أن أقدم إلى القراء الكرام خلاصة نيِّرة عن تلك الروايات والاختلافات في بعض ألفاظها، وبيان الراجح من المرجوح منها؛ ليكون القراء على معرفة بصحيحها من ضعيفها، والنظر في إمكانية الجمع بينها؛


ليكون القراء على حذر من بعض المضللين :


أولاً: لقد اتفقت الروايات كلها على شهادته - صلى الله عليه وسلم - للجارية بأنها مؤمنة.


ثانياً: واختلفت في نص سؤاله - صلى الله عليه وسلم - إياها وجوابها على وجوه ثمانية:


الأول: "من ربك ؟ قالت: الله ". ( الحديث الأول عن شريد، وهو حسن).


الثاني: "من ربك ؟ فقالت: في السماء". (الحديث الأول عن أبي هريرة؛ وهو حسن).


الثالث: " أين الله؟ فأشارت إلى السماء". (الحديث الأول أيضاً من الطريق الآخر عنه،


وهو صحيح).


الرابع: "تشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم ". (الحديث الأول أيضاً عن الرجل الأنصاري.


وهو معلول بالإرسال).


الخامس : "أين الله ؟ قالت: في السماء". (الحديث الثاني، وهو ضعيف؛ لكنه بمعنى الوجه الثالث).


السادس: "أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم ". (الحديث الثالث من الطريق الأول، وهو ضعيف).


السابع : "أين الله ؟ قالت بيدها إلى السماء" (الحديث نفسه من الطريق الآخر، وهو ضعيف أيضاً).


الثامن: "فمن الله؟ قالت: الذي في السماء". (الحديث الرابع، وسنده ضعيف).


قلت: وبهذا التلخيص الدقيق يتبين للقراء الحقيقة التالية وهي:


أن الأرجح أن سؤاله - صلى الله عليه وسلم - كان: "أين الله؟ ".


وأن جواب الجارية كان : "في السماء".


وذلك؛ لأن ثلاث روايات اتفقت على السؤال المذكور، والأولى منها هي الرواية الصحيحة عن أبي هريرة، والثانية إن لم تنفع فلا تضر، والثالثة تصلح للاستشهاد بها؛ لأنها ليست شديدة الضعف.


كما اتفقت خمس روايات على الجواب المذكور، وهو في الطريق الأصح في الحديث الأول عن أبي هريرة، وفي الطريق الأخرى الصحيحة عنه، والروايات الباقية منها شاهدة لها.


وإذا كان هذا هو الراجح من مجموع تلك الوجوه الثمانية لاتفاق أكثر الروايات وأصحها عليه؛ فإن ما خالفها؛ إما أن تؤول، وإما أن ترد بالمخالفة؛ فيقال


مثلاً: إن رواية: "من ربك؟ " مختصرة من رواية: "أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ "، وأن هذه لا تنافي سؤالها بـ "أين الله؟ "، فإننا نعلم اليوم كثيراً ممن ينطقون بهذه الشهادة إذا سئلوا بهذا السؤال بادروك بقولهم: (الله في كل مكان)! وهم يعلمون أن الله كان ولا مكان!


وقد تنبه بعض المجادلين بالباطل لضلال هذا القول فلجأ إلى المراوغة،

فقال: لا يقال: إنه في كل مكان، ولا: إنه ليس في مكانويقول آخرون: الله موجود بلا مكان!

، وهذا احتيال منهم في التعبير، يتظاهرون بذلك بالتنزيه، وهو يشبه قول أسلافهم من الجهمية والمعتزلة وأذنابهم من المعطلة:
"ليس هو داخل العالم ولا خارجه "؛ ورحم الله من قال في أمثالهم: "هؤلاء قوم أضاعوا ربهم "!
فلا يبعد أن يكون السؤال وقع باللفظين: "أين " و: "أتشهدين "، ويؤيده الحديث الثاني.


وإن مما يقطع ويؤكد ترجيحنا المذكور:


حديث معاوية بن الحكم الذي وعدتُ بذكره، فإنه قد ساق قصة الجارية سياقاً تامَّاً رائعاً، لم يسقه غيره كسياقه، ولا غرابة في ذلك ؛ فإنه سيدها، فقال- رضي الله عنه- في حادثة وقعت له وهو يصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله بعض الأسئلة، فأجابه عليها:


فقال رضي الله عنه:


"وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَلَ أُحُدٍ والجَوَّانِيَّة، فاطّلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فعظَّم ذلك عليّ، قلت: يا رسول الله! أفلا أعتقها؟!


قال: "ائتني بها"، فأتيته بها، فقال لها:


"أين الله؟ ".


قالت: "في السماء"، قال: "من أنا"، قالت: أنت رسول الله، قال:


"أعتقها؛ فإنها مؤمنة ".


أخرجه مسلم، وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود في "صحاحهم " وغيرهم، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (862)، و"الإرواء" (390).


هذا؛ ويشهد لسؤال: "أين الله " حديث مرفوع، وأثر موقوف.


أما الحديث؛ فيرويه وكيع بن حُدُسٍ عن عمه أبي رَزِين قال:


قلت: يا رسول الله! أين كان ربُّنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال:


"كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وما ثَمَّ خلق، عرشه على الماء".


أخرجه الترمذي (2108)، وابن ماجه (182)، وابن حبان (39- الموارد)، وابن أبي عاصم (1/271/612)، وأحمد (4/11 و 12)، وابن عبدالبر في "التمهيد" (7/137)، وقال الترمذي :


"حديث حسن ". وقال الذهبي في "مختصر العلو" (186/193):


"رواه الترمذي وابن ماجه، وإسناده حسن "


وفيه نظر ؛ لأن وكيعاً هذا مجهول، كما بينته هناك.


وأما الأثر؛ فهو ما رواه زيد بن أسلم قال:


مرَّ ابن عمر براعي غنم فقال: يا راعي الغنم! هل من جَزَرة (أي: شاة تصلح للذبح.)؟ قال الراعي: ليس ههنا ربُّها، فقال ابن عمر: تقول: أكلها الذئب! فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال: فأين الله؟!


فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه، وأعطاه الغنم.


أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/263/13054): حدثنا محمد


ابن نصر الصائغ: ثنا أبو مصعب: ثنا عبد الله بن الحارث الجُمَحِي: ثنا زيد بن أسلم به.


قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات مترجمون في "التهذيب "، غير شيخ الطبراني محمد بن نصر الصائغ، وهو ثقة مترجم في "تاريخ بغداد" (3/318- 319)، مات سنة (297) .


وهذا الأثر احتج به الحافظ الذهبي في "العلو"، ذكره معلقاً على أبي مصعب الزهري، وكنت جوّدت إسناده في "مختصره " (127) ولم أكن قد وقفت يومئذ على وصله، فها قد وقفت عليه الآن، والحمد لله.


وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/347):


"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح ، غير عبدالله بن الحارث الحاطبي، وهو ثقة".

ابو الحارث مهدي
2011-07-26, 01:43
صَفَعَاتُ البُرهَان عَلَى صَفَحَات البُهْتَان



وجملة القول:


إن أصح الأحاديث المتقدمة إنما هو حديث معاوية، فلا جرم أن يتفق العلماء- من محدثين وفقهاء-


على تصحيحه على مرِّ العصور دون أي خلاف بينهم؛


فقد صححه الخمسة الذين أخرجوه في "صحاحهم " كما تقدم، وكذا البيهقي في "الأسماء" (422)، والبغوي في "شرح السنة" (3/239)، والذهبي كما يأتي ، والحافظ في "الفتح " (13/359)،


كل هؤلاء صرحوا بصحة الحديث وإسناده، ويُلحق بهم كل من احتج بالحديث من أئمة الحديث والفقه


والتفسير على اختلاف مذاهبهم، ممن احتج به في باب من أبواب الشريعة، ضرورة أنه لا يحتج إلا بما صح عنده،


كالإمام مالك في "الموطأ" (3/5- 6)، والشافعي في "الأم " (5/266)، وأحمد في "مسائل عبد الله " (101/363)، و"مسائل صالح " (3/74/1374)، والطحاوي في "شرح المعاني " (1/258)، وابن عبدالبر في "الاستيعاب "، وابن الجوزي في "دفع شبه التشبيه "، والنووي في "المجموع "، وابن الوزير في " العواصم والقواصم " (1/379- 380)،


وغيرهم كثير وكثير ممن لا يمكن حصرهم ،


وفيهم بعض المبتدعة المعروفين بمعاداتهم لأهل السنة، وسُوِّد في الرد عليهم رسائل عدة، كالشيخ الصابوني؛ فإنه تابع الحافظ ابن كثير في الاحتجاج بهذا الحديث، فأورده في موضعين (1/ 421 و 523) من "مختصره "


الذي التزم أن لا يورد فيه إلا ما صح من الحديث!


أما الغلاة من المبتدعة والمتجهمة في هذا العصر؛


فقد أعلن بعضهم عن تضعيفه لهذا الحديث، وإنكاره لصحة قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أين الله؟ "،


وجواب الجارية: "في السماء"! وعلى رأس هؤلاء الشيخ الكوثري ومقلِّدوه، وقد كنت رددت عليه في كتابي "مختصر العلو" (ص 82) بما يغني عن إعادته هنا، وكان الرد حول حديث معاوية هذا فقط، قبل أن يتيسر لي جمع شواهده المتقدمة عن أبي هريرة، وأبي جُحَيفة، وابن عباس، ثم أوقفني بعض الإخوان على حديث خامس من رواية ابن شاهين بسنده عن عُكَّاشة الغَنَوِي في "أسد الغابة"، و"الإصابة"، وإسناده حسن.


ثم رأيت في "تلخيص ابن حجر" (3/223) حديثاً سادساً عن يحيى ابن عبد الرحمن بن حاطب- الثقة- مرسلاً، رواه أبو أحمد العسَّال في "السنة " من طريق أسامة بن زيد، وفي الحديثين: "أين الله؟ "، قالت: "في السماء".


فماذا عسى أن يقول القائل في


مثل هذا المكابر الجاحد للحقائق العلمية المعترف بها عند العلماء الفطاحل كما تقدم؟!


إلا أن يقرأ: )فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(!


وأن يذكر قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث معاوية- رضي الله عنه- في حديث تفرّق الأمة:


"وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ": "صحيح الترغيب " (1/97/48)؛ نسأل الله السلامة والعافية!


وقد جرى على سَنَنِ هذا الجاحد: الشيخُ المغربي عبد الله الغماري المعروف بعدائه الشديد- كالكوثري- للسنة وأتباعها، ويزيد عليه أنه شيخ الطريقة الدرقاوية، ويزعم أنه مجدد العصر الحاضر! فقد رَدَّ في تعليقه على "التمهيد" (7/135)


حديث مسلم، فزعم أن قوله - صلى الله عليه وسلم - فيه: "أين الله؟ " وجواب الجارية عليه بقولها: "في السماء"


أنه من تصرف الرواة! ضارباً صفحاً عن تصحيح أولئك الحفاظ إياه، وعن الشواهد المؤكدة لصحته، وعن إمكانية الجمع بينه وبين بعض الألفاظ التي تخالفه بزعمه، مع كونه أصح منها كما تقدم، فما أحراه هو وسلفه الكوثري وأمثالهما ممن يرد الأحاديث الصحيحة المتلقاة من الأمة بالقبول- كالغزالي المعاصر- بوعيد قوله تعالى:


)ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً(


[ النساء/15].



ثم زاد الجاحد إغراقاً في الضلال بعد أن اتهم رواة اللفظ الأصح بالخطأ والرواية بالمعنى؛ فقال:


"ويؤيد ذلك أن المعهود من حال النبي - صلى الله عليه وسلم –


الثابت عنه بالتواتر أنه كان يختبر إسلام الشخص بسؤاله عن الشهادتين اللتين هما أساس الإسلام ودليله ".


فأقول: هذا باطل من وجوه:


الأول: ما زعمه من التواتر مجرد دعوى لا دليل عليه، وما كان كذلك؛ وجب طرحه وعدم الاشتغال به.


الثاني: أنه يبطل زعمَه بعضُ الألفاظ التي اعتمد عليها في تخطئة اللفظ الأصح، وهو لفظ:


"من ربكِ؟ " " فهذا ليس فيه الاختبار بالشهادتين كما زعم.


فإن قيل: هذا لا ينافي اللفظ المذكور!


قلنا: وكذلك لا ينافي اللفظ الأصح: "أين الله؟ "؟ كما تقدم بيانه في الخلاصة النيرة، فتذكر!


الثالث: أنه قال أخيراً:


"أما كون الله في السماء؛ فكانت عقيدة العرب في الجاهلية، وكانوا مشركين، فكيف تكون دليلاً على الإسلام؟! ".


كذا قال فُضَّ فوه! فإنه يعلم أن الجاهليين كانوا يؤمنون- مع شركهم- بتوحيد الربوبية بدليل قوله تعالى:


)ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله( ونحوها من الآيات،


وكانوا يُلبُّون به وهم يطوفون حول البيت، فيقولون: لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك!


رواه مسلم (4/8).


فإذا كان توحيدهم هذا حقاً، وإذا كان اعتقادهم أن الله في السماء حقاً كذلك، لمطابقته لنص القرآن، وبه أجابت الجارية التي شهد لها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإيمان، أفيُعقل أن يقول مؤمن بالله ورسوله حقاً :


لا نؤمن بأن الله في السماء لأن المشركين كانوا يعتقدون ذلك؟! إذن؛ يلزمه أن لا يؤمن بتوحيد الربوبية؛


لأن المشركين يؤمنون به !! ذلك هو الضلال البعيد.


وأصل ضلال هؤلاء المتجهمة أنهم تأثروا بالمعتزلة والجهمية الذين ضلُّوا ضلالاً مبيناً؛


بإنكارهم كثيراً من الغيبيات المتعلقة بالله تعالى وصفاته، وذلك يعود إلى أمرين:


أحدهما: ضعف إيمانهم بالله ورسوله وما جاء عنهما.


والآخر: ضعف عقولهم وقلة فهمهم للنصوص، وهذا هو المثال بين يديك :


لم يؤمنوا بأن الله في السماء مع صراحة الآيات في ذلك، والتي منها قوله تعالى:


)أأمِنْتُم مَنْ في السماء أنْ يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور([ الملك: 6 1]،


وصحة حديث الجارية، الذي شهد لها بالإيمان لأنها عرفت ربها في السماء، ولذلك بادروا إلى إنكار صحته،


وأما الآية فعطلوا دلالتها بعقولهم المريضة، ذلك أنهم تبادر إلى أذهانهم الكليلة أن (في) هنا ظرفية، وهذا خطأ ظاهر، ففروا منه، فتأولوا (مَنْ) بالملائكة، فوقعوا في خطأ آخر، فوقف في طريقهم قوله - صلى الله عليه وسلم - : "ارحموا من في الأرض؛ يرحمكم من في السماء"، فهذا صريح في أن (في) في شَطْرَيِ الحديث بمعنى (على)، ولما رأى ذلك بعض جهلة الغماريين وأنه يبطل تأويله المذكور؛ بادر بكل صفاقة وجهل إلى القول بأنه "حديث باطل "! خلافاً لكل العلماء حتى شيوخه الغماريين، كما بينته في الاستدراك المطبوع في آخر المجلد الثاني من "الصحيحة"، طبع عمّان رقم (12)

ابو الحارث مهدي
2011-07-26, 01:47
صَفَعَاتُ البُرهَان عَلَى صَفَحَات البُهْتَان




والمقصود أن معنى الآية المذكورة)أأمِنْتُم مَنْ في السماء(؛ أي: من على السماء. يعني: على العرش ؛


كما قال ابن عبدالبر (7/129و130و134) وغيره؛ كالبيهقي في "الأسماء" (377)؛ حيثما قال:


"يعني : من فوق السماء".


وهذا التفسير هو الذي لا يمكن القول إلا به ؛ لمن سلّم بمعاني النصوص الكثيرة من القرآن والسنة


المجمعة على إثبات العلو والفوقية لله تعالى علوّاً يليق بعظمته ؛


كقوله تعالى في الملائكة: )يخافون رَبَّهُم مِنْ فوقهم( وغيرها من الآيات المعروفة،


وعلى هذا أهل السنة والجماعة؛ خلافاً للمعتزلة و الجهمية في قولهم:


إن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش!


كما في "التمهيد" (7/129) .


والعجيب من أمر هؤلاء النفاة أنهم أرادوا بنفيهم تنزيه ربهم أن يكون فوق المخلوقات؛ فحصروه في داخلها،


كما روي عن بشر المريسي أنه لما قال: هو في كل شيء! قيل له: وفي قَلَنْسُوتك هذه؟ قال : نعم ، قيل: وفي جوف حمار؟! قال : نعم!


وهذا القول يلزم كل من يقول بأنه تعالى في كل مكان، وهو من أبطل ما قيل في رب العالمين الحكيم الحليم،


ولذلك قال بعض السلف: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية!


ولوضوح بطلان هذا القول لبعض علماء الكلام؛ فرُّوا إلى القول بما هو أبطل منه،


وسمعته بأذني من بعض الخطباء يوم الجمعة على المنبر:


الله ليس فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه،


وزاد بعض الفلاسفة: لا متصلاً به، ولا منفصلاً عنه !!


وهذا هو التعطيل المطلق الذي لا يمكن لأفصح الناس أن يصف العدم بأكثر مما وصف هؤلاء ربهم،


تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً! ورحم الله ذلك الأمير العاقل الذي قال لما سمع هذا من بعض علماء الكلام:


"هؤلاء قوم أضاعوا ربّهم "!


ولهذا؛ قال بعض العلماء:


"المجسِّم يعبد صنماً، والمعطّل يعبد عدماً، المجسم أعشى، والمعطل أعمى"!


ومن المؤسف أن العلامة ابن الجوزي- في رده على المشبهة- قد وقع منه من ذاك الكلام؛ فقال في كتابه المتقدم بعد أن تأول (الاستواء) بالاستيلاء واستشهد على ذلك ببيت الأخطل النصراني المعروف:


قد استوى بِشْرٌ على العراقِ


من غير سيف ولا دمٍ مُهْراقِ


وتفلسف في رد المعنى الصحيح وهو الاستعلاء، قال:


"ولذا؛ ينبغي أن يقال: ليس بداخل في العالم، وليس بخارج منه "!


ولم يعلق المسمى بـ (حسن السقاف) على هذا النفي الباطل؛ الذي لم يقل به إمام معروف من قبل، والذي ليس فيه ذَرَّةٌ من علم كما هو شأن النفاة، ومن عجائبه وجهالاته أنه يقلد ابن الجوزي في إنكاره على من يقول من المثبتة:


"استوى على العرش بذاته " ؛ فيقول ابن الجوزي (ص 127) منكراً لهذه اللفظة " بذاته ":


"وهي زيادة لم تنقل ".


فيا سبحان الله! زيادة كهذه يُراد بها دفع التعطيل تُنكر لأنها لم تنقل، وقوله المتقدم: "ليس بداخل... "لا ينكر!


اللهم إن هذه لإحدى الكُبَرِ !!


وكذلك لم يعلِّق على تأويل ابن الجوزي لآية (الاستواء) بل أقرَّه، لأنه صرح (ص 123)- بعد كلام طويل له فيه كثير من التحريف والكذب لا مجال الآن لبيانه- قال:


"الاستواء عندنا هو الاستيلاء والقهر، أو تفويض معناه إلى الله ".


كذا قال! وهذا يدل على أنه لم يعرف الحق بعدُ، لتردده بين التأويل والتفويض!


ولكنني أعتقد أن ذكره التفويض هنا؛ إنما هو سياسة منه، ومراوغة وتضليل للقراء الذين قد ينكرون عليه التأويل،


فإنه قال بعدُ (ص 127):


"وأما رد الإمام أبي الحسن الأشعري تفسير الاستواء بالاستعلاء ؛ فنحن لا نوافقه في ذلك أبداً،


ونقول: إنه قال ذلك بسبب رَدّة فعل حصلت عنده من المعتزلة، وهم وإن لم نوافقهم في كثير من مسائلهم؛


إلا أننا هنا نوافقهم ونعتقد أنهم مصيبون في هذه المسألة"!


أي: في إنكارهم علوَّ الله على خلقه، لكن المعتزلة وأمثالهم كالإباضية يقولون بأن الله في كل مكان، وهذا مما ينكره أشدَّ الإنكار ذلك الجاهل المتعالم، ويصرِّح بتكفير من يقول به، ويعتقد أن الله سبحانه وتعالى موجود بلا مكان!


ويعني: أنه ليس فوق العرش كما أخبر تعالى في كثير من آياته، وأخبر نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثه،


فراجع كلامه في ذلك في "الأحاديث الضعيفة" تحت الحديث (6332).


وإن من ضلال ذاك السقاف أنه يصرح بنفي ثبوت قوله - صلى الله عليه وسلم - : "أين الله؟ "؟


مع قوله بأنه في " صحيح الإمام مسلم " ! ثم يؤكد ذلك فيقول - فُضَّ فوه - (ص 108) :


"ونحن نقطع بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل: "أين الله؟ "، وإنما قال: "أتشهدين أن لا إله إلا الله "


الذي رواه أحمد.. و.. و... بأسانيد صحيحة".


ثم أعاد نحو هذا الكلام في مكان آخر (ص 186-187).


وفيه أكاذيب عجيبة عديدة- تؤكد أن الرجل لا يخشى الله، ولا يستحي من عباد الله- يطول الكلام عليها جدّاً، فأوجزُ في العبارة ما استطعت:


فمن ذلك أن اللفظ الذي عزاه لأحمد- وغيره ممن أشرت إليهم بالنقط وهم ثمانية-، يوهم القراء أنهم جميعاً رووه باللفظ المذكور، وعن صحابي واحد، وهو كذب وزور، فإنما رووه بأكثر من لفظ وعن أكثر من صحابي، فبعضهم رواه:


عن أنصاري- وهو الذي أعله البيهقي بالإرسال كما تقدم-، وبعضهم: عن الشريد- وسنده حَسن على الخلاف في إسناده كما تقدم، ثم هو بلفظ: "من ربك؟ "، خلافاً للفظ المذكور ! - ، وبعضهم عن ابن عباس- وفيه ابن أبي ليلى-.


فأين الأسانيد الصحيحة التي ادعاها كذباً ومَيْناً؟! على أنه سرعان ما كذَّب نفسه بنفسه في المكان الآخر المشار إليه؛ فإنه قال- عقب بعض المصادر المشار إليها بالنقط-:


".. والطبراني (12/27) بسند صحيح.. "، ثم ذكر مصدرين آخرين تمام


الثمانية.


قلت: وهذا كذب أيضاً لما عرفت، وبخاصة إذا أرجعنا الضمير إلى أقرب مذكور- وهو الطبراني-


فإن فيه ابن أبي ليلى كما عرفت!


ومن تدجيله- زيادة على ما تقدم- أنه تعمد أن لا يضيف إلى تلك المصادر


أبا داود، وابن خزيمة مطلقاً، ولا إلى المجلد السابع من "سنن البيهقي "؛ لأن


الحديث عندهم باللفظ الذي قطع بتكذيبه، عامله الله بما يستحق!!


ولو أن طالب علم عكس عليه قطعه المأفون، فجزم ببطلان اللفظ الذي زعم صحته؛ لكان قاهراً عليه؛ لأن معه بعض الروايات التي فيها. "أين الله " من طرق أكثر وأصح من لفظه، فكيف ومعه حديث معاوية بن الحكم- رضي الله عنه-


وقد صححه جمع غفير من المحدثين قديماً وحديثاً كما تقدم؟! ولكننا لا نرى تعارضاً حتى نلجأ إلى الترجيح كما سبق، وإلى هذا جنح العلامة ابن قيّم الجوزية- رحمه الله- في "إعلام الموقعين " (3/ 521- كردي)؛ فقد ذكر روايتين مما تقدم:


"من ربك؟ "، و"أين الله "، ثم قال:


"وسأل صلى الله عليه وآله وسلم: "أين الله؟ "، فأجاب من سأله بأن الله في السماء، فرضي جوابه وعلم به أنه حقيقة الإيمان بربه، ولم ينكر هذا السؤال عليه،
وعند الجهميأن السؤال بـ "أين الله؟


" كالسؤال بـ : ما لونه، وما طعمه، وما جنسه، وما أصله؟ ونحو ذلك من الأسئلة المحالة الباطلة! ".


ولقد صدق- رحمه الله- وأصاب كبد الحقيقة، فأنت ترى هذا (السخاف) كيف يصر على التكذيب بهذا الحديث الصحيح الذي صححه أئمة المسلمين كما تقدم بيانه، ثم لا يكتفي بذلك، فيتهمهم بالتجسيم! فيقول- فُضَّ فوه- (ص 187):


"ومن الغريب العجيب: أننا نرى المجسمة يرددون هذا اللفظ: "أين الله؟ " على ألسنتهم دائماً، ولا يدركون (!) أن هذا تصرف رواة، وحكاية لكلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمعنى المخطئ، وخصوصاً بعد ثبوت هذا الحديث عند غير مسلم بلفظ: "أتشهدين أن لا إله إلا الله.. " مخالفة تامة، أو على الأقل مخالفة لا تفيد معنى: أين الله؟ ".


ثم أكد جَزْمَهُ بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل هذه الكلمة التي صحت عند الأئمة،


وما ذاك إلا لأنها قاصمة ظهر المبتدعة الجهمية، ولست أدري- والله- ماذا أقول في


هذا الرجل المكابر الجاحد؟!


إلا أن أنذره بقوله تعالى:


)وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا((115)النساء


انتهى كلام العلامة المحدث-رحمه الله-


"سلسلة الأحاديث الصحيحة" تحت الحديث رقم (3161)

ابو الحارث مهدي
2011-07-26, 02:01
?من دُرُرِ الفَهَّامَة النِّحْريْر الإبْرَاهيِمِي البَشِيْر ?


/


قــــال –رحمه الله تعالى-




!-أيها الشباب !..إن الشباب نسب بينكم ورحم وجامعة


ولا مؤثر في الشباب إلا الشباب


فليكن بعضكم لبعض إماما، وليعلم المهتدون الضلال


دينكم - أيها الشباب- لايفتننكم عنه ناعق بالحاد، ولا ناعٍ بتنقص


وربكم- أيها الشباب- لا يقطعنكم عنه خناس من الجنة والناس


وكتاب ربكم- أيها الشباب- هو البرهان والنور؛ وهو الفلج والظهور


وهو الحجة البالغة والآية الدامغة


فلا يزهدنكم فيه زنديق يُؤوِّل، وجاهل يعطل


ومستشرق خبيث الدخلة، يتخذه عضين،ليفتن الغافلين، ويلبس على المستضعفين.

والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

عبلة السلفية
2011-07-26, 13:41
بارك الله فيكم على كل هذه المجهودات

أم سلمة عادت
2011-07-26, 13:44
الطعنات السلفية السنية في العقيدة الجهمية الأشعرية البدعية





أما موضوع الكلام ، فلا نقول إلا ما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام حين امتحنه ضعاف الحنابلة ليوقعوا بينه و بين السلطان الأشرف ، فكتب أن الإمام احمد بن حنبل برئ من كل ما يدعون. وأن فضلاء الحنابلة أبرياء منهم. وكذلك سائر السلف: فهم لا يقولون بالحرف والصوت. فالإمام احمد بن حنبل وغيره من فقهاء السلف الصالح لا يعتقدون أن وصف الله القديم القائم بذاته هو عين لفظ اللافظين ومداد الكاتبين مع أن لفظ إله قديم، وهذه الأشكال والألفاظ حادثة بضرورة العقل وصريح النقل. قال تعالى: { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ } (الأنبياء،الآية 2) .. والعجب ممن يقول إن القرآن مركب من حرف وصوت ثم يزعم أنه في المصحف!! وليس في المصحف إلا حرف مجرد لا صوت معه!! وإنما أتى القوم من قبل جهلهم بكتاب الله وسنة رسوله وسخافة العقل وبلادة الذهن فإن لفظ القرآن يطلق في الشرع واللسان على الوصف القديم، ويطلق على القراءة الحادثة، والقراءة غير المقروءة، لأن القراءة حادثة والقرآن قديم وهؤلاء القوم يذمون الأشعري لقوله أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق. وقول الأشعري كلام أنزل الله معناه في كتابه: فإن الشبع والري والإحراق حوادث انفرد الرب بخلقها. فليس الخبز هو الذي يخلق الشبع، ولم يخلق الماء الري، ولم تخلق النار الإحراق، وإن كانت أسبابا في ذلك. فالخالق هو المسبب دون السبب كما قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" فقد نفى أن يكون رسوله خالقا للرمي وإن كان سببا فيه" . و أكتفي ههنا بهذا الرد المفحم لسلطان العلماء – رحمه الله -


مسكين...

ما هذا الخلط و الفوضى ؟؟؟

كنت أظن أنني أتناظر مع مخلوق له شيئ من المعرفة ببدعته، فتفاجأت بمخلوق جاهل و لا يميز بين أبواب الإعتقاد...

قد قلت لك سابقا أنني أعرف دينكم البدعي أفضل و أكثر منكم...
و قلت لك أيضا أنك مسكين جاهل مقلد لأسيادك الجهميين لا تملك علما ببدعتك، اللهم إلآ copy/past

نريد قليلا من كلامك أوكلام الله جل و على أو كلام رسوله أو أقوال السلف رضي الله عنهم التي صحت عنهم...

يا هذا، خذ هذه المعلومة، الأشاعرة الجهميين يقولون بخلق القرآن و وافقوا أسلافهم المعتزلة في ذلك إلآ أنهم لا يصرحون بخلقه، و لكي تفهمني أكثر و يفهمني الزوار سأفصل قليلا:

أنتم تقولن أن كلام الله هو في الحقيقة: "كلام نفسي" و ليس كلام مسموع بصوت و حرف، و أنه معنى واحد قديم في الأزل، إن عبر عنه بالعربية كان قرآن و إن عبر عنه بالعبرانية كان توراة و إن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا، و أنه غير متجدد الآحاد و ليس بحادث.
هذا معتقدكم الكفري بإختصار، و سأبطله بإختصار أيضا و بالدليل من الكتاب و صحيح السنة و آثار السلف الصالح، و ليس كما تفعلون أنتم من قال ابن حجر و قال النووي و قال فلان و قال علآن...

الطعنة الأولى لمعتقدكم:
في بيان فساد قولكم أنه "كلام نفسي" و إبطاله من الكتاب و السنة و العقل و اللغة:
من القرآن:
قال الله تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾
قال: ﴿ وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾
قول الله -تعالى- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
وقوله: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﴾
قوله: ﴿ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ﴾
وقوله: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ﴾

تبين بهذا أنه كلام الله، و أن الله نادا عبد موسى و النداء لا يكون إلا بصوت و كلام مسوع

من السنة:
ما أخرجه البخاري (2528) و مسلم (127) أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، مالم تتكلم به و تعمل به)، فبان بهذا أن حديث النفس لا يسمى كلاما، بل يسمى حديثا، أي أنكم لا تفقهون حتى علم البلاغة، فلا يجوز في الشرع تسمية حديث النفس كلام نفسيا، بل هو حديث نفس، و من هذا دل على أن كلام الله مسموع و ليس بنفسي لما قد أسلفته من ذكر الآيات الكريمات السابقة.
و قال النبي عليه الصلاة و السلام أيضا فيما أخرجه الإمام مسلم (537) قال: (إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيئ من كلام الناس) فبين أن الكلام يكون بصوت و لا يسمى حديث النفس كلام، و إلآ لبطلت كل صلواتنا إلآ من رحم ربي، لأننا نحدث أنفسنا أحيانا في الصلاة بأمور الدنيا لقلة خشوعنا فتكون صلاتنا ناقصة و ليست باطلة، إما إن تكلمنا بصوت و حرف مسموع فهي باطلة. و الشاهد أن تسمية حديث النفس بكلام النفس غير مستقيم و لا جائز شرعا للأدلة السابقة، فبان لنا أن كلام الله مسموع لأنه وصف نفسه بالكلام و ليس بحديث النفس كما بينت لنا السنة التي تردونها يا جهمية.

من العقل:
لو كان حديث النفس يسمى كلام لما كان على وجه الأرض أبكم، إذ أن الأبكم يكلم نفسه و قد يشير إلى ما يريد مثلآ فيكون متكلما و أبكما في نفس الوقت؟؟؟ ليت شعري أين عقول القوم التي يدعون أنها سليمة

من اللغة:
قال ابن مالك في ألفيته في علم النحو و الصرف:
كلامنا لفظ مفيد كإستقم
قال الشاطبي: قوله -أي ابن مالك- كلامنا= يعني بذلك حد و تعريف الكلام عند النحويين
قوله: لفظ= أي أنه مسموع بصوت و حرف، فأخرج بذلك حديث النفس و الكتابة و الإشارة
قوله: مفيد= أي مفهوم و له معنى بالوضع العربي
بإختصار من المقاصد للشاطبي المجلد الأول.

بان لنا بهذا أن الكلام عند النحووين هو ما كان مسموعا.

النتيجة:
القول بأن كلام الله (كلام نفسي) باطل من الكتاب و السنة و اللغة و العقل. بل إن الكلام لا يكون إلا مسموعا بصوت و حرف، و ما يحيك في أنفسنا يسمى "حديثا نفسيا".




الطعنة الثانية لمعتقدكم:
في قولك المفترى أن الإمام أحمد و أتباعه و السلف الصالح لا يقولون أنه بصوت و حرف.

قلت: كذبت يا عدو الله، عدت كذبات، أولها نقلك لكلام سيدك من غير تدقيق في المسألة و الرجوع لقول الإمام أحمد و نسبت ذلك للسلف الصالح أنهم لا يقولون أنه صوت و حرف.
فأقول و بالله التوفيق: أن أهل السنة و الجماعة يعتقدون و مجمعون على أن الله يتكلم بصوت و حرف لا يشبه أصوات و حروف المخلوقين، قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح في كتابه "خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية و أصحاب التعطيل" : 2/240 :بعد أن ساق بعض الأحاديث التي تثبت أن لله جل و علا صوت، قال: (و في هذا دليل على أن صوت الله لا يشبه صوت الخلق، لأن صوت الله يسمع من بعد كما يسمع من قرب، و أن الملائكة يصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا).

أما قول الإمام أحمد و سلفه الصالح كمالك و الثوري و الزهري و ابن عيينة و الأوزاعي و وكيع و الليث بن سعد و أقرانه مثل إسحاق و الحميدي و بن المديني و غيرهم قد أجمعوا على أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدء و إليه يعود و أن القائل بخلقه كافر. (كتاب السنة لعبد الله المجلد الأول الصفحة 103 فما بعدها). و من المعلوم أنكم تقولون بأن القرآن مخلوق و هو حكاية و عبارة عن كلام الله النفسي و ليس بحكلامه على الحقيقة كما جاء ذلك منكم مصرحا في كتاب العقيدة السنوسية: قال صاحبها مصرحا بخلق القرآن: (و الكلام الذي ليس بحرف و لا صوت) و هذه مخالفة صريحة لأهل السنة و أئمتها كما قال البخاري سابقا.
و قال البيجوري في شرحه لهذه الكلمة من صاحب متن السنوسية قال: (و كما يطلق الكلام على الصفة القديمة القائمة القائمة بذاته تعالى، يطلق على الألفاظ التي نقراها، و منه قول عائشة رضي الله عنها: "ما بين دفتي المصحف كلام الله" -قال البيجوري شارحا لهذا الأثر-: أي مخلوق له، ليس من تأليف المخلوقين بل الله خلق هذه الألفاظ)
بل قد صرح صاحب "المواقف" : (أن الخلف بين الأشاعرة و بين المعتزلة -في القرآن- خلف لفظي فقط)، أي أن الأشاعرة يثبتون "الكلام النفسي" و المعتزلة لا يثبتونه، و يتفقون بعد هذا في القول بأن القرآن مخلوق.

و الأدلة من القرآن و صحيح السنة على أن القرآن كلام الله و ان الله جل و علا يتكلم بصوت و حرف مسموع يشق حصرها هنا في هذا الرد، و هي متوفرة في القرآن و الصحيحين لمن أراد الحق و الله المستعان، بل أكتفي بذكر القليل من الأدلة هنا لكي أبطل و أنحر بدعتكم بالأدلة من القرآن و الشرع مخافت التطويل. و لمن يريد بعضها فقد ذكرت بعض الآيات في بداية الرد

النتيجة: إنحرف الأشاعرة الجهمية في هذا الباب أيضا و خالفوا عقيدة المسلمين من أن الله موصوف بكلام مسموع بصوت و حرف و أنه لم يزل متكلما إذا شاء و متى شاء و كيف شاء لا يشبه صوته أصوات المخلوقين، و زيادة على هذا وافقوا المعتزلة في القول بخلق القرآن،
و كالعادة لا دليل على بدعهم سوى: قيل و قالوا....



.......

سأكمل الطعن في معتقدكم البدعي عن قريب بإذن الله.

جرح أليم
2011-07-26, 15:58
لا بل تفتح موضوعا تُبيّن فيه تناقضي وتذبذبي.

يا قلت لك أنت تنسى كثيرا ؟
فسؤالي هناك كان :

[/color]
لقد قلت أنه قريب مجيب فهذه من صفاته ولا تفيد معنى السؤال بأين ؟ حسب فهمي القاصر في اللغة

وقولك ليس في مكان لا ينفك عن أمرين :
إما : هو غير موجود لا أمام ولا خلف ولا فوق ولا أسفل ولن يستطيع أحد وصف العدم بأحسن من هذه
إو : أو هو موجود لكنه ليس في مكان فماذا تسميه ؟[/size]

فلم أجد لك ردا سوى طلب فتح صفحة للنقاش وربما لأنك ورطت نفسك في الفخ فأردت الهروب

[/size] فهمك من كلامي أنّي أقول بوجود شيء على العرش فهم خاطىء.. إذ لو كنت أقول: الله أعلم ما الذي فوق العرش.. لكان قولك عني :لا أثبتُ على العرش شيئا.. غير صحيح .. فتأمل.




أجبت صاحبك هشام البرايجي: أنّ فوق العرش كتاب فراجع موضوع الحوار الأشعري السلفي .


ألم أقل لك أنت لا تعلم ما تقول
لم أسمع عن هذا الكتاب من قبل
أعطني دليلا بارك الله فيك


وهذا لا يعني عدم وجود غيره.
{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }الكهف51
ألم يأن الوقت لتعترف بخطئك فيما نسبت لي من قول؟

أظنك لا تتكلم بجد هنا فأنا لا أعلم على ماذا أعترف ولا تظن أني سأعتذر فلا كرامة عندي لأهل البدع ؟

نتناقش في إثبات تناقضي وتذبذبي.. فلماذا الخلط؟.

إن كنت مريضا أو ضعيف الذاكرة فهذا أمر يخصك أما أنا فأقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك فيه وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا

عــــادل الميـــلي
2011-07-26, 18:10
فلم أجد لك ردا سوى طلب فتح صفحة للنقاش وربما لأنك ورطت نفسك في الفخ فأردت الهروب


نعم ورّطتُ نفسي، ولأتمكن من الهروب دعوتك لفتح موضوع نناقش فيه المسألة، فتُبيّن أنّي متناقض ، صاحب بدعة!!...فلم تستغل أنت الفرصة لسموّ أخلاقك.



لقد قلت أنه قريب مجيب فهذه من صفاته ولا تفيد معنى السؤال بأين ؟ حسب فهمي القاصر في اللغة


قال الإمام الطبري :
القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) }
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: بذلك وإذا سَألك يا محمد عبادي عَني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم أسمع دُعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم.

نصيحة: لا تشّغب على غيرك وأنت قاصرالفهم في اللغة.

وقولك ليس في مكان لا ينفك عن أمرين :
إما : هو غير موجود لا أمام ولا خلف ولا فوق ولا أسفل ولن يستطيع أحد وصف العدم بأحسن من هذه

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19

إذا كنت تعتقد بوجود دين اسمه الإسلام ــ ليس بمعدوم ــ فقل لي أين هو:
أهو فوقكَ؟
أهو تحتكَ؟
أهوأمامكَ ؟
أهو خلفكَ؟
أهوعن يمينك أم عن شمالك؟
أم هو في كلّ مكان ؟

أم أنّك تعتقد أنّه غير موجود.. معدوم؟!!.

إو : أو هو موجود لكنه ليس في مكان فماذا تسميه ؟

{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3

أم سلمة عادت
2011-07-26, 18:37
نعم ورّطتُ نفسي، ولأتمكن من الهروب دعوتك لفتح موضوع نناقش فيه المسألة، فتُبيّن أنّي متناقض ، صاحب بدعة!!...فلم تستغل أنت الفرصة لسموّ أخلاقك.






قال الإمام الطبري :
القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) }
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: بذلك وإذا سَألك يا محمد عبادي عَني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم أسمع دُعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم.

نصيحة: لا تشّغب على غيرك وأنت قاصرالفهم في اللغة.



{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19

إذا كنت تعتقد بوجود دين اسمه الإسلام ــ ليس بمعدوم ــ فقل لي أين هو:
أهو فوقكَ؟
أهو تحتكَ؟
أهوأمامكَ ؟
أهو خلفكَ؟
أهوعن يمينك أم عن شمالك؟
أم هو في كلّ مكان ؟

أم أنّك تعتقد أنّه غير موجود.. معدوم؟!!.



{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3




ما هذا الخلط و التناقض؟
في كل رد من ردودك أزداد إحتقار لك و يقينا بجهلك يا مسكين

ألآ تفرق بين الوجود المعنوي و الوجود الذاتي ؟؟؟

كيف تقارن بين وجود الله جل و علا و بين وجود الإسلام؟



كلامك ينقض بعضه بعضا: ففي استشهادك بقول الطبري (ان صح قوله ذلك) دليل ضدك و ليس لك، إذ أن الله جل و علا قال على حسب نقلك (إني قريب منهم أسمع دعاءهم) فالقرب هنا قرب علمه بعباده و بحاجاتهم كما قال ذلك الإمام مالك و غيره (الله في السماء و علمه في كل مكان لا يخلو مكان من علمه)،
ألا تفرق بين معية العلم و معية التوفيق و معية الذات؟
هذا هو الجهل و التقليد بعينه...

أما إستشهادك بالآية الأخرى فقد بترتها لكي تحرفها كما هي عادتك يا يهودي، لماذا لم تنقل تفسير الإمام الطبير كما فعلت سابقا؟؟؟:
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : إن الذي له الألوهة التي لا تنبغي لغيره ، المستحق عليكم إخلاص الحمد له بآلائه عندكم - أيها الناس - الذي يعدل به كفاركم من سواه ، هو الله الذي هو في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ، فلا يخفى عليه شيء.
ألآ ترى أن الإمام الطبري فسرها بمعية العلم.

.......

المهم أنت كعادتك، و أكرر نصحي لك بالدراسة أولآ في الصفوف التحضيرية ثم الإبتدائية و بعدها تعال و ناقش.

أين أنت من طعناتي لعقيدتك الكفرية قد طعنتكم طعنة أخرى... هل أنت أعمى، رد علي إن استطعت

لكن ليس بـ copy/past
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

عــــادل الميـــلي
2011-07-26, 22:46
أما إستشهادك بالآية الأخرى فقد بترتها لكي تحرفها كما هي عادتك يا ...، لماذا لم تنقل تفسير الإمام الطبير كما فعلت سابقا؟؟؟:


لاإله إلا الله محمّد رسول الله.

أم سلمة عادت
2011-07-26, 22:56
ان علم الله عز وجل من ذاته وصفاته،فان كان علمه في كل مكان، هذا يعني انك تقولين انه في كل مكان، لان الصفة لا تزايل الموصوف،اذن انتم الذين تقلون ان الله في كل مكان، اما نحن اهل السنة والجماعة، فنقول ان الله عز وجل لا في مكان ، لا في مكان ،لا في مكان، هل فهمتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بل أنتم يهود بل اليهود آمنوا أحسن منكم، فهم لم يحرفوا نصوص الصفات على عكسكم أنتم، حرفتم الكتاب و السنة جميعا

يلزمكم من القول بأن الله ليس في مكان أنه غير موجود بذاته...

أما نحن المسلمون، أهل الحق أتباع السل فالصالح أهل الحديث و الأثر العاملون بصحيح السنة فلا ننفي و لا نثبت "المكان" بل نلتزم بما جاء في الكتاب و السنة و هذا يعلمه كل العوام

ملاحظة: كفاك كتابة للردود بأسماء مختلفة و إختصر علينا الطريق يا يهودي

أم سلمة عادت
2011-07-26, 22:57
لاإله إلا الله محمّد رسول الله.




نعم، قد ينطق يهودي بالشهادتين و يكون ذلك منه زندقة و نفاق، كما هو حالك الآن

عــــادل الميـــلي
2011-07-26, 23:27
بل أنتم يهود بل اليهود آمنوا أحسن منكم، فهم لم يحرفوا نصوص الصفات على عكسكم أنتم، حرفتم الكتاب و السنة جميعا

يلزمكم من القول بأن الله ليس في مكان أنه غير موجود بذاته...

أما نحن المسلمون، أهل الحق أتباع السل فالصالح أهل الحديث و الأثر العاملون بصحيح السنة فلا ننفي و لا نثبت "المكان" بل نلتزم بما جاء في الكتاب و السنة و هذا يعلمه كل العوام

ملاحظة: كفاك كتابة للردود بأسماء مختلفة و إختصر علينا الطريق يا يهودي

كمن قال:

أما نحن المسلمون، أهل الحق أتباع السل فالصالح أهل الحديث و الأثر العاملون بصحيح السنة فلا ننفي و لا نثبت " أن الله موجود بذاته." بل نلتزم بما جاء في الكتاب و السنة و هذا يعلمه كل العوام

جواهر الجزائرية
2011-07-27, 01:13
ان علم الله عز وجل من ذاته وصفاته،فان كان علمه في كل مكان، هذا يعني انك تقولين انه في كل مكان، لان الصفة لا تزايل الموصوف،اذن انتم الذين تقلون ان الله في كل مكان، اما نحن اهل السنة والجماعة، فنقول ان الله عز وجل لا في مكان ، لا في مكان ،لا في مكان، هل فهمتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لاحول ولاقوة إلا بالله الجهميين وتجرئهم السافر
يعلم الله اننا اعطيانك الفرص تلو الفرص فوالله مثلكم اشد من اليهود والنصارى فلا مكان لكم بيننا
بعد البيان والحجة يا متفلسفين ومتكلمين ومتأولين ومتشدقين على كتاب الله وسنته..

جرح أليم
2011-07-27, 08:16
نعم ورّطتُ نفسي، ولأتمكن من الهروب دعوتك لفتح موضوع نناقش فيه المسألة، فتُبيّن أنّي متناقض ، صاحب بدعة!!...فلم تستغل أنت الفرصة لسموّ أخلاقك.

لأن المغزى هو نصر الحق وليس الشماتة في أحد ؟ هل تفهم ؟ ولا داعي للسخرية يا سامي الأخلاق






قال الإمام الطبري :
القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) }
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: بذلك وإذا سَألك يا محمد عبادي عَني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم أسمع دُعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم.


لا داعي للمراوغة نحن نتكلم عن أين الله والإستواء على العرش وليس عن القرب


نصيحة: لا تشّغب على غيرك وأنت قاصرالفهم في اللغة.

قال تقي الدين السبكي في كتابه السيف الصقيل :
يا عالماً بكل شيء، قادراً على كل شيء، أرحم عبداً جاهلاً بكل شيء

فهل فهمت مغزى القصور الذي أقصده وإن كنت أنا قاصر فربما لا تضاهيني وأنت شاطر




{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19

إذا كنت تعتقد بوجود دين اسمه الإسلام ــ ليس بمعدوم ــ فقل لي أين هو:
أهو فوقكَ؟
أهو تحتكَ؟
أهوأمامكَ ؟
أهو خلفكَ؟
أهوعن يمينك أم عن شمالك؟
أم هو في كلّ مكان ؟

أم أنّك تعتقد أنّه غير موجود.. معدوم؟!!.



{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3

هل للإسلام ذات ؟ أم ان الله ليس له ذات ؟

سؤال أخر : لم تعطني دليل الكتاب الذي فوق العرش ؟

أم سلمة عادت
2011-07-27, 12:46
لاحول ولاقوة إلا بالله الجهميين وتجرئهم السافر
يعلم الله اننا اعطيانك الفرص تلو الفرص فوالله مثلكم اشد من اليهود والنصارى فلا مكان لكم بيننا
بعد البيان والحجة يا متفلسفين ومتكلمين ومتأولين ومتشدقين على كتاب الله وسنته..

بارك الله فيك إخية.....

قرار صائب و مستحسن، فالجهمية قد أفسدوا المنتدى و أعطيناهم أكثر مما يستحقون (مع العلم أنه نفس الشخص)

بارك الله فيكي و جعلكي سيفا من سيوف السنة

هو جهمي كافر، أقمنا عليه الحجة آلآف المرات و لكن من يظله الله فلا هادي له، نسأل الله أن يثبتنا على الحق

سعيد أبو زكريا
2011-07-27, 17:56
لاحول ولاقوة إلا بالله الجهميين وتجرئهم السافر
يعلم الله اننا اعطيانك الفرص تلو الفرص فوالله مثلكم اشد من اليهود والنصارى فلا مكان لكم بيننا
بعد البيان والحجة يا متفلسفين ومتكلمين ومتأولين ومتشدقين على كتاب الله وسنته..

الأخت أم منير

هذا ليس حكما عادلا بشطب من يخالفكم الرأي ، مع العلم أن العقيدة الرسمية للدولة الجزائرية هي العقيدة الأشعرية ، لا السلفية الوهابية . و ما دمتم مشرفين على هذا المنتدى ، فباستطاعتكم فعل أي شيء تعصبا لمذهب غريب عن الديار الجزائرية و الديار المغاربية بشكل عام .

أم سلمة عادت
2011-07-27, 19:43
الأخت أم منير

هذا ليس حكما عادلا بشطب من يخالفكم الرأي ، مع العلم أن العقيدة الرسمية للدولة الجزائرية هي العقيدة الأشعرية ، لا السلفية الوهابية . و ما دمتم مشرفين على هذا المنتدى ، فباستطاعتكم فعل أي شيء تعصبا لمذهب غريب عن الديار الجزائرية و الديار المغاربية بشكل عام .


هل من العدل تحريف الدين، ...

؟؟؟ أين في الدستور أن عقيدة الجزائر كفرية أشعرية

بل نحن مسلمون على مذهب الإمام مالك في فقه و عقيدة، و لا يتنافى إعتقاد الإمام مالك مع عقيدة السلف بل هو من السلف بعكسكم أنتم يا صهاينة، الذين تقولون:

فقه مالكي و عقد أشعري؟؟؟؟

لمذا لم تقولوا فقه مالكي و عقد مالكي؟؟؟



خذ أقوال أئمة الجزائر في السلفية و دعوة محمد بن عند الوهاب،
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- في بيان طريقة أهل السنَّة والجماعة في أسماء الله وصفاته، وأنها قائمةٌ على ركنين هما الإثبات والتنزيه: «عقيدة الإثبات والتنزيه: نُثبت له تعالى ما أثبته لنفسه على لسان رسوله من ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله، وننتهي عند ذلك ولا نزيد عليه، وننزِّهه في ذلك عن مماثلةِ أو مشابهةِ شيءٍ من مخلوقاته، ونُثبت الاستواء والنزول ونحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيفٍ، وبأنَّ ظاهرها المتعارف في حقِّنا غير مرادٍ»، اﻫ
ونقل تلميذه الأستاذ محمَّد صالح رمضان -رحمه الله- في حاشية تحقيقه للعقائد الإسلامية كلامًا للشيخ -رحمه الله- قاله في الدرس حول هذه الفقرة، فقال الأستاذ -رحمه الله- حاكيًا: «روينا البيتين التاليين عن أستاذنا الإمام وقت الدرس، ولا ندريهما لمن؟ وهما:
فَنَحْنُ مَعْشَرَ فَرِيقِ السُّنَّهْ * السَّالِكِينَ فِي طَرِيقِ الجَنَّهْ
نَقُولُ بِالإِثْبَاتِ وَالتَّنْزِيهْ * مِنْ غَيْرِ تَعْطِيلٍ وَلاَ تَشْبِيهْ


وزاد عليهما معلِّقًا فقال: «المعطِّلون»: هم الذين ينفون الصفات الإلهية، و«المشبِّهون»: هم الذين يشبِّهونها بصفات المخلوقين، وكلاهما على ضلال، أمَّا «السنِّيُّون»: فهم الذين يُثبتونها له تعالى، وينزِّهونها عن التشبيه بالمخلوقات. و«التعطيل»: تعطيل اللفظ عن دلالة معناه الحقيقي أو الخروج به إلى معنى آخر، و«التشبيه»: تشبيه الله بمخلوقاته، فنحن نُثبت لله ما أثبته الله لنفسه من أقوالٍ أو أفعالٍ أو صفاتٍ، ولا نشبِّهه في شيءٍ من ذلك بالمخلوقات، ولا غرابةَ في إثبات شيءٍ مع عدم تكييفه، فالإنسان يُثبت أنَّ بين جَنْبَيْهِ نفسًا، لكن لا يستطيع تكييفها، كذلك نُثبت صفاتِ الله بلا كيفٍ».
وقال الشيخ -رحمه الله تعالى- مُشيدًا بكتاب الله وأنه المعتمَد في إثبات المعتقد، ومحذِّرًا من الإعراض عنه وهجره والذهاب مع أدلَّة المتكلِّمين: «أدلَّة العقائد مبسوطةٌ كلُّها في القرآن العظيم بغاية البيان ونهاية التيسير، ... فحقٌّ على أهل العلم أن يقوموا بتعليم العامَّة لعقائدها الدينية، وأدلَّة تلك العقائد من القرآن العظيم، إذ يجب على كلِّ مكلَّفٍ أن يكون في كلِّ عقيدةٍ من عقائده الدينية على علمٍ، ولن يجد العامِّيُّ الأدلَّة لعقائده سهلةً قريبةً إلاَّ في كتاب الله، فهو الذي يجب على أهل العلم أن يرجعوا في تعليم العقائد للمسلمين إليه، أمَّا الإعراض عن أدلَّة القرآن والذهاب مع أدلَّة المتكلِّمين الصعبة ذات العبارة الاصطلاحيَّة؛ فإنه من الهجر لكتاب الله، وتصعيب طريق العلم إلى عباده وهم في أشدِّ الحاجة إليه، وقد كان من نتيجة هذا ما نراه اليوم في عامَّة المسلمين من الجهل بعقائد الإسلام وحقائقه»(١٠).
وقال -رحمه الله-: «ونحن -معشر المسلمين- قد كان منَّا للقرآن العظيم هجرٌ كثيرٌ في الزمان الطويل، وإن كنَّا به مؤمنين. بسط القرآن عقائد الإيمان كلَّها بأدلَّتها العقلية القريبة القاطعة، فهجرناها وقلنا تلك أدلَّةٌ سمعيةٌ لا تحصِّل اليقينَ، وأخذْنا في الطرائق الكلامية المعقَّدة وإشكالاتها المتعدِّدة واصطلاحاتها المُحدَثة، ممَّا يصعِّب أمره على الطلبة فضلاً عن العامَّة»(١١).
وقال -رحمه الله-: «قلوبنا معرَّضةٌ لخطرات الوساوس بل للأوهام والشكوك، فالذي يُثبِّتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم، ولقد ذهب قومٌ مع تشكيكات الفلاسفة وفروضهم ومماحكات المتكلِّمين ومناقضاتهم، فما ازدادوا إلا شكًّا وما ازدادت قلوبهم إلا مرضًا، حتَّى رجع كثيرٌ منهم في أواخر أيَّامهم إلى عقائد القرآن وأدلَّة القرآن، فشُفُوا بعد ما كادوا كإمام الحرمين والفخر الرازي»(١٢).
وقال -رحمه الله تعالى-: «اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذلَّة الابتداع، أنَّ الواجب على كلِّ مسلمٍ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ أن يعتقدَ عقدًا يتشرَّبه قلبُه وتسكن له نفسُه وينشرح له صدرُه، ويلهج به لسانُه، وتنبني عليه أعمالُه، أنَّ دينَ الله تعالى من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنَّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يَحْظَ لديها بالقبول -قولاً كان أو عملاً أو عقدًا أو احتمالاً- فإنه باطلٌ من أصله مردودٌ على صاحبه، كائنًا مَن كان في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى»(١٣).
وقال -رحمه الله-: «القرآن هو كتاب الإسلام، السنَّة القولية والفعلية -الصحيحة- تفسيرٌ وبيانٌ للقرآن، سلوك السلف الصالح -الصحابة والتابعين وأتباع التابعين- تطبيقٌ صحيحٌ لهدي الإسلام، فُهُومُ أئمَّة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنَّة»، اﻫ(١٤).
ويقول -رحمه الله- في مقام الثناء على الشيخ الطيِّب العقبي -رحمه الله-: «حيَّاك الله وأيَّدك يا سيف السنَّة وعَلَم الموحِّدين، وجزاك الله أحسن الجزاء عن نفسك وعن دينك وعن إخوانك السلفيِّين المصلحين»(١٥).
وقال الشيخ -رحمه الله-: «هذا هو التعليم الديني السنِّي السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم؟ بل منذ قرونٍ وقرونٍ؟ فقد حصلْنا على شهادة العالمية من جامع الزيتونة ونحن لم ندرس آيةً واحدةً من كتاب الله ولم يكن عندنا أيُّ شوقٍ أو أدنى رغبةٍ في ذلك، ومِن أين يكون لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يومًا منزلةَ القرآن من تعلُّم الدين والتفقُّه فيه، ولا منزلة السنَّة النبوية من ذلك. هذا في جامع الزيتونة، فدَعْ عنك الحديثَ عن غيره ممَّا هو دونه بعديدِ مراحلَ. فالعلماء إلاَّ قليلٌ منهم أجانبُ أو كالأجانب من الكتاب والسنَّة من العلم فهمًا والتفقُّه فيهما...»(١٦).
وقال -رحمه الله-: «لقد شعر المسلمون عمومًا بالبلايا والمحن التي لحقتْهم، وفي أوَّلها سيف الجَوْر المنصبّ على رؤوسهم، وأدرك المصلحون منهم أنَّ سبب ذلك هو مخالفتُهم عن أمر نبيِّهم -صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم- فأخذتْ صيحاتُ الإصلاح ترتفع في جوانب العالَم الإسلامي في جميع جهات المعمورة تدعو الناس إلى معالجة أدوائهم بقطع سببها واجتثاث أصلها، وما ذلك إلاَّ بالرجوع إلى ما كان عليه محمَّدٌ عليه الصلاة والسلام وما مضت عليه القرون الثلاثة المشهود لها منه بالخير في الإسلام، قد حفظ الله علينا ذلك بما إن تمسَّكْنا به لن نضِلَّ أبدًا -كما في الحديث الصحيح- الكتاب والسنَّة، وذلك هو الإسلام الصحيح الذي أنقذ الله به العالَم أوَّلاً، ولا نجاةَ للعالَم ممَّا هو فيه اليوم إلاَّ إذا أنقذه الله به ثانيًا».


للمزيد من العلم إخوتنا الزوار يرجى زيارة موقع العلامة محمد علي فركوس

http://www.ferkous.com/rep/R15.php


...

جواهر الجزائرية
2011-07-28, 04:18
الأخت أم منير

هذا ليس حكما عادلا بشطب من يخالفكم الرأي ، مع العلم أن العقيدة الرسمية للدولة الجزائرية هي العقيدة الأشعرية ، لا السلفية الوهابية . و ما دمتم مشرفين على هذا المنتدى ، فباستطاعتكم فعل أي شيء تعصبا لمذهب غريب عن الديار الجزائرية و الديار المغاربية بشكل عام . [/

[B]السلام عليكم
اعلم ايها الاخ ..
لقد تطرق المنتدى الى كل الجوانب التي التي تحيط بالسلفية وليس اسماء سمستموها انتم
الدولة الجزائرية كما اجابت أخيتي أم سلمة مذهب الجزائر على مذهب الامام مالك رحمه الله هل هو اشعري هل لا هيهات ان تكون ماتصبون اليه يادعاة الكلام والفلسفة الائمة الاربعة ومذهبهم و حنيفة النعمان (80هـ - 150هـ) المذهب الحنفي


مالك بن أنس (93هـ - 178هـ) المذهب المالكي


محمد بن إدريس (150هـ - 204هـ) المذهب الشافعي


أحمد بن محمد بن حنبل (164هـ - 242هـ) المذهب الحنبلي
هم سلفييين وليس اشاعرة


قال الامام مالك : كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر يعنى رسول الله .
فلهذا لا ينبغى لاحد أن يقدم قول امام على ما قال الله وقال الرسول . فاننا نري المقلدين يتمسكون بأقوال ائمتهم أشد من تمسك الكتاب والسنة . فهذا الامر خطير جدا . الواجب على كل مسلم أن يترك قول امام او محدث او فقيه إن كان القول مخالفا للكتاب والسنة . و أما العامى فعليه السوال من اهل الذكر . ولا يجوز إحداث قول ثالث بعد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالمذا هب الاربعة اجتهادات لأئمة الاربعة . قد يصيب واحد منهم وقد يخطئ فعلينا أن ناخذ كل ما وافق الكتاب والسنة و ان نترك كل ما خالف الكتاب والسنة .
أن الله -سبحانه- أمرنا [يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول]
فهذه الآية هي عمدة المسألة أننا نطيع الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم - وأولو الأمر وفق طاعة الله ورسوله
فإن تنازع أهل العلم في شيءٍ رددناه إلى الكتاب والسنة فلا نتبع مذهبا واحداً لا يخرجون عنه ولا ينتقون منها شأن أهل البدع وهناك كلام
للشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله أنقله للفائدة..يامن تلفقون له الاباطيل ومذهب جديد يا دعاة الكلام والبدع..

﴿ ومن أعظم ما منّ الله به عليه صلى الله عليه وسلم وعلى أمته إعطاء جوامع الكلم، فيذكر الله تعالى في كتابه كلمة واحدة تكون قاعدة جامعة يدخل تحتها من المسائل ما لا يحصر، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد خصه الله بالحكمة الجامعة، ومن فهم هذه المسألة فهما جيدا فهم قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} 2. وهذه الكلمة أيضا من جوامع الكلم إذ الكامل لا يحتاج إلى زيادة، فعلم منه بطلان كل محدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما أوصانا به في قوله: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم
ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار " 1 وتفهّم أيضا معنى قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} 2.
فإذا كان الله سبحانه قد أوجب علينا أن نرد ما تنازعنا فيه إلى الله أي إلى كتاب الله، وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم أي إلى سنته، علمنا قطعا أن من رد إلى الكتاب والسنة ما نازع الناس فيه وجد فيهما ما يفصل النزاع.
وقال أيضا: إذا اختلف كلام أحمد وكلام الأصحاب فنقول في محل النزاع: التراد إلى الله وإلى رسوله لا إلى كلام أحمد ولا إلى كلام الأصحاب، ولا إلى الراجح من ذلك; بل قد يكون الراجح والمرجح من الروايتين والقولين خطأ قطعا، وقد يكون صوابا، وقولك إذا استدل كل منهما بدليل فالأدلة الصحيحة لا تتناقض، بل الصواب يصدق بعضه بعضا، لكن قد يكون أحدهما أخطأ في الدليل إما يستدل بحديث لم يصح، وإما فهم من كلمة صحيحة مفهوما مخطئا. وبالجملة فمتى رأيت الاختلاف فرده إلى الله والرسول، فإذا تبين لك الحق فاتبعه; فإن لم يتبين لك واحتجت إلى العمل فخذ بقول من تثق بعلمه ودينه.
وأما قول من قال: لا إنكار في مسائل الاجتهاد، فجوابها يعلم من القاعدة المتقدمة، فإن أراد القائل مسائل الخلاف فهذا باطل يخالف إجماع الأمة، فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائنا من كان، ولو كان أعلم الناس وأتقاهم. وإذا كان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق وأمرنا باتباعه وترك ما خالفه، فمن تمام ذلك
أن من خالفه من العلماء مخطئ يُنَبَّه على خطئه، وينكر عليه; وإن أريدَ بمسائل الاجتهاد مسائل الخلاف التي لم يتبين فيها الصواب، فهذا كلام صحيح لا يجوز للإنسان أن ينكر الشيء لكونه مخالفا لمذهبه أو لعادة الناس، فكما لا يجوز للإنسان أن يأمر إلا بعلم، لا يجوز أن ينكر إلا بعلم، وهذا كله داخل في قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} 1.
وأما قول من قال اتفاق العلماء حجة فليس المراد الأئمة الأربعة بل إجماع الأمة كلهم، وهم علماء الأمة، وأما قولهم اختلافهم رحمة، فهذا باطل بل الرحمة في الجماعة، والفرقة عذاب كما قال تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} 2. ولما "سمع عمر ابن مسعود وأبيا اختلفا في صلاة الرجل في الثوب الواحد، صعد المنبر وقال: اثنان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أي فتياكم يصدر المسلمون لا أجد اثنين اختلفا بعد مقامي هذا إلا فعلت وفعلت". لكن قد روي عن بعض التابعين أنه قال: "ما أحسب اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رحمة للناس لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة" ومراده شيء آخر غير ما نحن فيه، ومع هذا فهو قول مستدرك، لأن الصحابة ذكروا اختلافهم عقوبة وفتنة.
وقال أيضا: قد تبين لكم في غير موضع أن دين الإسلام حق بين باطلين وهدى بين ضلالتين، وهذه المسائل 3 وأشباهها مما يقع الخلاف
فيه بين السلف والخلف من غير نكير من بعضهم على بعض، فإذا رأيتم من يعمل ببعض هذه الأقوال المذكورة بالمنع، مع كونه قد اتقى الله ما استطاع لم يحل لأحد الإنكار عليه، اللهم إلا أن يتبين الحق فلا يحل لأحد أن يتركه لقول أحد من الناس، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلفون في بعض المسائل من غير نكير، ما لم يتبين النص.
فينبغي للمؤمن أن يجعل همه وقصده معرفة أمر الله ورسوله في مسائل الخلاف والعمل بذلك، ويحترم أهل العلم ويوقرهم ولو أخطؤوا لكن لا يتخذهم أربابا من دون الله، هذا طريق المنعم عليهم وأما اطراح كلامهم وعدم توقيرهم فهو طريق المغضوب عليهم. واتخاذهم أربابا من دون الله وإذا قيل: قال الله قال رسول الله قال: هم أعلم منا بهذا، هو طريق الضالين. ومن أهم ما على العبد وأنفع ما يكون له معرفة قواعد الدين على التفصيل، فإن أكثر الناس يفهم القواعد ويقر بها على الإجمال، وَيَدَعُها عند التفصيل.
وقال أيضا: اختلفوا في الكتاب وهل يجب تعلمه واتباعه على المتأخرين لإمكانه، أم لا يجوز للمتأخرين لعدم إمكانه؟
فحكم الكتاب بينهم بقوله تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً} 1 الآية، وقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} 2 وقوله: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} 3. ) أ.هـ
المصدر : أربع قواعد تدور الأحكام عليها وهو موجود بالشاملة b]

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=626456
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=560848


وفي الاخير يعني كذلك منذالاستقلال والجزائر معششة جذور قذرة جدا ونتنة ورائحتها لاتزال لغاية الآن مثل الصوفية وأنواعها والالحادية والاشتراكية والقومية والاسلام الخاطئ من الشركيات والبدع والحمد لله كان قديما من حاربها بشدة والتاريخ يشهدبذلك هل نتبعهم بحكم العادة والتقاليد أم نتبع ماكان عليه هؤلاء الائمة الاربعة في اصول الدين كما كان من قبلهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...عن اي دين جديد تتحدث الله يهديك ..نحن ندعوا لكتاب الله وسنته ....وانت تقول دين جديد ...لا والله حين قبلت به\ه المهمة لم أقبلها من أجل التباهي والتعالي وانني اصبحت او افعل لا والله بل قبلت هذه المهمة من اجلكم انتم يا دعاة البدع والضلال ..لايهمني شئ قد ما اطهر المنتدى من ضلاللكم الذي تعشش سنوات في عقول السذج من افكار وتؤويل وبدع وتجرأ على الله باسم المزيف انكم كتاب الله وسنته وقد تبرأ صاحب هذا المذهب منذ الاف السنين وعاد الى دائرة اهل الكتاب والسنة اما انتم فمازلتم في غيكم تعمهون ..لا والله لو كان المنتدى اشعري او قبوري او رافضي او صوفي لما قبلت بوظيفتي هذه ..المنتدى سلفي سميه ماشئت من اسماء امنتم اخترعتموها ...لكنه منتدى على خطى الاسلام الحقيقي كما نبتغي ونشتهي ونريد ونأمل ونرجوا ونحب ونرضى عجبك الامر اهلا بك ...لكن كلام الله عزوجل وسنة نبيه الكريم ثم من بعده الائمة والتابعين باحسان ليوم الدين ثم التابعين التابعين ..والعلماء السنة من شيخ الاسلام ابن تيميةوتلميذه الى شيخ التوحيد محمد عبد الوهاب ومحاربتهم لاهل الشرك والبدع الى علماء الحجة والبيان والعلم الراسخ لاداعي لذكرهم هم معروفون وحبكم محفور في قلوبنا من علم وفتاوى ومكانة لن يزعزع احد حبهم ومكانتهم في قلب كل سلفي مهما قلتم .....هم خط احمر ولا نسمح ابدا المس بهم بأي طريقة كانت .....انتهى كلامي

سعيد أبو زكريا
2011-07-28, 16:41
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين . و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين .

يبدو أنك لا تفرقين بين المذهب الفقهي و العقيدة ، فلم أسمع من قبل أن هناك مذهبا في العقيدة مالكيا ، يتحدث في أصول الاعتقاد ، حتى يشكل نسقا معرفيا . إنما تؤثر عن الإمام مالك - رحمه الله - أقوال متناثرة في مسائل الاعتقاد كرأيه في الاستواء :" الاستواء معلوم و الكيف غير معقول ..." . فالتأصيل للعقيدة ظهر عند المتأخرين من الخلف ، عندما اختلط المسلمون بغيرهم من أهل الديانات الأخرى ، فبرز الجدل حول أمور العقيدة .
فالمالكية في المغرب العربي قاطبة يدينون بالعقيدة الأشعرية ، و مثلهم الحنفية في المشرق ، أما الحنابلة عموما فيدينون بالعقيدة التيمية / الوهابية . أما الشافعية ، فقد تجد منهم من ليس أشعريا .
و عليه ، نقول إن هناك فرقا بين المذهب الفقهي و بين الخط الاعتقادي . و لسنا أغبياء حتى تبينوا لنا شؤون الديار المغاربية ، فتدّعون أن أهلها سلفية وهابية يدينون بالتجسيم . هذا استغباء للناس ، فالمشهور في هذه البلاد المغاربية هو سيادة العقيدة الأشعرية في مدارسها القرآنية و زواياها الدينية و تعليمها المدرسي و الجامعي . أما التيار السلفي الوهابي ، فقد أخذ يستفحل لعوامل عدة في أيامنا هذه في بعض البلدان المغاربية ، و منها الجزائر . لكنه مذهب غريب ، و لن يكتب له النجاح بإذن الله لأن القائمين على هذا البلد سيتصدون له لما يجره من بلايا التشدد و التوثن الفكري الذي يصاحبه .
و بالنسبة لجمعية العلماء المسلمين ، فلا يجمعها مع الوهابية إلا اشتراكهما في محاربة البدع و الطرقية . أما منهجها فهو يجمع بين الأصالة و المعاصرة ، و لا يدين أصحابها بعقيدة التجسيم ، و يقترب تفكيرهم من الأشاعرة و حركات الإصلاح في الوطن العربي مع رشيد رضا و محمد عبده و جمال الدين الأفغاني - رحمهم الله -
و خلاصة القول إن شئتم شطبي من هذا المنبر ، فافعلوا ، لأن بيدكم الإشراف و الوصاية على المنتدى . أما من لعننا من أعضاء هذا المنتدى ، فنقول له : حسبنا الله و نعم الوكيل .

*فارس الحق*
2011-07-28, 17:04
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين . و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين .

يبدو أنك لا تفرقين بين المذهب الفقهي و العقيدة ، فلم أسمع من قبل أن هناك مذهبا في العقيدة مالكيا ، يتحدث في أصول الاعتقاد ، حتى يشكل نسقا معرفيا . إنما تؤثر عن الإمام مالك - رحمه الله - أقوال متناثرة في مسائل الاعتقاد كرأيه في الاستواء :" الاستواء معلوم و الكيف غير معقول ..." . فالتأصيل للعقيدة ظهر عند المتأخرين من الخلف ، عندما اختلط المسلمون بغيرهم من أهل الديانات الأخرى ، فبرز الجدل حول أمور العقيدة .
فالمالكية في المغرب العربي قاطبة يدينون بالعقيدة الأشعرية ، و مثلهم الحنفية في المشرق ، أما الحنابلة عموما فيدينون بالعقيدة التيمية / الوهابية . أما الشافعية ، فقد تجد منهم من ليس أشعريا .
و عليه ، نقول إن هناك فرقا بين المذهب الفقهي و بين الخط الاعتقادي . و لسنا أغبياء حتى تبينوا لنا شؤون الديار المغاربية ، فتدّعون أن أهلها سلفية وهابية يدينون بالتجسيم . هذا استغباء للناس ، فالمشهور في هذه البلاد المغاربية هو سيادة العقيدة الأشعرية في مدارسها القرآنية و زواياها الدينية و تعليمها المدرسي و الجامعي . أما التيار السلفي الوهابي ، فقد أخذ يستفحل لعوامل عدة في أيامنا هذه في بعض البلدان المغاربية ، و منها الجزائر . لكنه مذهب غريب ، و لن يكتب له النجاح بإذن الله لأن القائمين على هذا البلد سيتصدون له لما يجره من بلايا التشدد و التوثن الفكري الذي يصاحبه .
و بالنسبة لجمعية العلماء المسلمين ، فلا يجمعها مع الوهابية إلا اشتراكهما في محاربة البدع و الطرقية . أما منهجها فهو يجمع بين الأصالة و المعاصرة ، و لا يدين أصحابها بعقيدة التجسيم ، و يقترب تفكيرهم من الأشاعرة و حركات الإصلاح في الوطن العربي مع رشيد رضا و محمد عبده و جمال الدين الأفغاني - رحمهم الله -
و خلاصة القول إن شئتم شطبي من هذا المنبر ، فافعلوا ، لأن بيدكم الإشراف و الوصاية على المنتدى . أما من لعننا من أعضاء هذا المنتدى ، فنقول له : حسبنا الله و نعم الوكيل .


أخي سعيد
هل الأئمة الاربعة وتلامذتهم كانوا أشاعرة؟؟؟؟
وأنت قلت أن الحنابلة على عقيدة التيمية
فيا أخي هل الحنابلة أتو بعض شيخ الاسلام ابن تيمية حتى يكونوا على عقيدته أم ماذا؟
وأنت قلت أن السلفية هي عقيدة التجسيم فهل اذا أثبت السلفية صفة اليد والعين صارو مجسمة؟
لأني أعلم أن الاخوة السلفيّة يقولون أن الله على العرش استوى بمعنى علا وارتفع كما يليق بجلاله وعظمته .
وأما الاشاعرة فيقولون أن الله استولى على العرش .
فهل أنت تؤمن أن الله استولى على العرش؟
والسلفية يؤمنون أن الله في السماء بمعنى العلو ويثبتون الفوقية.
وأما الاشاعرة فيقولون أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق وتحت.
فهل حقا الأشعرية عقيدة صحيحة؟
أنا أرى أن السلفية هي الحق وتوافق العقل والفطرة.
وأما من يقول لك أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت فهذارجل متهم في عقله وفكره ودينه.

سعيد أبو زكريا
2011-07-28, 22:54
أخي سعيد
هل الأئمة الاربعة وتلامذتهم كانوا أشاعرة؟؟؟؟
وأنت قلت أن الحنابلة على عقيدة التيمية
فيا أخي هل الحنابلة أتو بعض شيخ الاسلام ابن تيمية حتى يكونوا على عقيدته أم ماذا؟
وأنت قلت أن السلفية هي عقيدة التجسيم فهل اذا أثبت السلفية صفة اليد والعين صارو مجسمة؟
لأني أعلم أن الاخوة السلفيّة يقولون أن الله على العرش استوى بمعنى علا وارتفع كما يليق بجلاله وعظمته .
وأما الاشاعرة فيقولون أن الله استولى على العرش .
فهل أنت تؤمن أن الله استولى على العرش؟
والسلفية يؤمنون أن الله في السماء بمعنى العلو ويثبتون الفوقية.
وأما الاشاعرة فيقولون أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق وتحت.
فهل حقا الأشعرية عقيدة صحيحة؟
أنا أرى أن السلفية هي الحق وتوافق العقل والفطرة.
وأما من يقول لك أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت فهذارجل متهم في عقله وفكره ودينه.




بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فارس الحق :
لقد طرحت مسائل كثيرة ، يستقل كل منها بموضوع ، لذلك من الصعب الإجابة بتوسع عن كل شق من السؤال ، لكن إجمالا نقول :
إن المذهب الاشعري جاء لتأصيل العقيدة الإسلامية ضمن طرح متناسق غير متناقض ، آخذا في الاعتبار كليات الكتاب و السنة . أما الأئمة الكبار فقد عنوا بمسائل الفقه و هو أكثر ما شغلهم ، و لم يعنوا بتأصيل مسائل الاعتقاد لأنها لم تكن ملحة في زمانهم إذا استثنينا محنة الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - المتعلقة بقضية خلق القرآن ، التي يخالف فيها الأشاعرة غيرهم من المعتزلة ، و يدينون فيها بعقيدة السلف أي القول بقدم كلام الله لأنه من علمه - تبارك و تقدّس -
أما قضية الحنابلة فلا أقصد فضلاءهم الذين لا يذهبون مذهب ابن تيمية في الذات و الصفات و الأفعال .
أما إثبات الصفات فلا يكون إلا بتفويض معنى الأعضاء و النزول و العلو و غيرها من المسائل إلى علم الله دون تعيين معنى من المعاني . أما إذا قلنا إن لله يدا ، لكن ليست كيد البشر ، فهذا تجسيم ، لأن التفويض يعني القول بعدم التكييف ، لا أننا نجهل كيف هي صفة اليد ، و معنى هذا إثبات ورود لفظ اليد ، و لكن دون تعيين معنى ، أي هي يد بلا كيف ، لا بمعنى كيفية مجهولة ، لا نعلمها ، و هذا مصداقا للقاعدة الكلية التي ينص عليها قوله تعالى :" ليس كمثله شيء " .
و بالنسبة إلى العلو ، فأتباع ابن تيمية من وهابية العصر يثبتون لله العلو الحسي أي الجهة ، و هو ما تنصرف دلالته العقلية إلى الحد لأن كل جسم محدود ، فكيف يحمل العرش من ليس كمثله شيء ، و كيف تتسع السماء و هي بعض خلقه لجلاله و عظمته - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ، إنما نقول نحن إن الله مفارق للكون و لكل ما خلق ، و إن العرش بعض سلطانه ، و قد خلقه الله ، و هو غني عنه ، و كان الله و لم يكن معه شيء . اما ذات الله و كمالاته ، فلا نعرف عنها إلا ما أخبر به الوحي ، و اتسعت له عقول البشر - سبحانك ربي عما يصفون -
فانظر معي إذن ما الذي يوافق النقل و العقل من وصف الواصفين ، و أيها أقرب إلى تقديس الله و تنزيهه و إجلاله .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

ابو الحارث مهدي
2011-07-29, 11:21
قال الألباني الإمام



: وهذه اللفظة (بذاته ) وإن كانت عندي معقولة المعنى وأنه لا بأس من ذكرها للتوضيح فهي كاللفظة الأخرى التي كثر ورودها في عقيدة السلف وهي لفظة ( بائن ) في قولهم (هو تعالى على عرشه بائن من خلقه) . وقد قال هذا جماعة منهم

كما ستراه في هذا ( المختصر )



في التراجم الآتية ( 45 - عبد الله بن أبي جعفر الرازي ) و ( 53 - هشام بن عبيد الله الرازي ) و ( 56 - سنيد بن داود المصيصي الحافظ ) ( 67 - إسحاق بن راهويه عالم خراسان ) وذكره عن ابن المبارك و ( 77 - أبو زرعة الرازي ) و ( 87 - أبو حاتم الرازي ) وحكياه عن العلماء في جميع الأمصار . و ( 79 - يحيى بن معاذ الرازي ) و ( 84 - عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ و ( 103 أبو جعفر ابن أبي شيبة ) وكل هؤلاء من القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية



ثم ( 108 - حماد البوشنجي الحافظ ) وحكاه عن أهل الأمصار ( 109 - إمام الأئمة ابن خزيمة ) . و ( 125 - أبو القاسم الطبراني ) و ( 133 - ابن بطة ) و ( 141 - أبو نعيم الأصبهاني ) وعزاه إلى السلف .



و ( 142 - معمر بن زياد ) و ( 155 - الفقيه نصر المقدسي ) و ( 158 - شيخ الإسلام الأنصاري ) و ( 164 - ابن موهب )






قلت(الألباني) : ومن هذا العرض يتبين أن هاتين اللفظتين : ( ذاته ) و ( بائن ) لم تكونا معروفين في عهد الصحابة رضي الله عنهم . ولكن لما ابتدع الجهم وأتباعهالقول بأن الله في كل مكان اقتضى ضرورة البيان أن يتلفظ هؤلاء الأئمة الأعلام بلفظ ( بائن ) دون أن ينكره أحد منهم



ومثل هذا تماما قولهم في القرآن الكريم أنه غير مخلوق فإن هذه لا تعرفها الصحابة –أيضا- وإنما كانوا يقولون فيه :



كلام الله تبارك وتعالى لا يزيدون على ذلك وكان ينبغي الوقوف فيه عند هذا الحد لولا قول جهم وأشياعه من المعتزلة : إنه مخلوق ولكن إذا نطق هؤلاء بالباطل وجب على أهل الحق أن ينطقوا بالحق ولو بتعابير وألفاظ لم تكن معروفة من قبل وإلى هذه الحقيقة أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سئل عن الواقفة الذين لا يقولون في القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق هل لهم رخصة أن يقول الرجل : (كلام الله) ثم يسكت ؟ قال : ولم يسكت ؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون ؟



"مختصر العلو للعلي العظيم" ص(15-16)

ابو الحارث مهدي
2011-07-29, 12:30
أقوال السلف في الصفات




إليك بعضها -أخي القارئ المتَّبِع لهدي السلف-:




- قال الوليد بن مسلم : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد :



عن الأحاديث التي في الصفات ؟ فكلهم قالوا لي :



"أمروها كما جاء بلا تفسير" . وفي رواية : "بلا كيف"


- قال ربيعة الرأي ومالك – وغيرهما- :


( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب )




قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( الفتوى الحموية ) ( ص 109 مطبعة السنة المحمدية )


( فقول ربيعة ومالك : الاستواء غير مجهول . . . )


موافق لقول الباقين ( أمروها كما جاءت بلا كيف ) فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة .
ولو كان القوم آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا :


( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول )


ولما قالوا : ( أمروها كما جاءت بلا كيف فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم )


-وأيضا- فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت الصفات


-وأيضا- فإن من ينفي الصفات الجزئية - أو الصفات مطلقا - لا يحتاج إلى أن يقول ( بلا كيف ) فمن قال : ( إن الله ليس على العرش )
لا يحتاج أن يقول ( بلا كيف )


فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر فلما قالوا : ( وبلا كيف )


-وأيضا- فقولهم ( أمروها كما جاءت ) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظا دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال :


( أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد . أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن من الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة )


وحينئذ تكون قد أمرت كما جاءت ولا يقال حينئذ ( بلا كيف ) إذا نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول ) .اه
ـ


3-قال الإمام الخطابي :



( مذهب السلف في الصفات إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها )



4 -قال الحافظ ابن عبد البر :



( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة


وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لم يكيفوا شيئا من ذلك


وأما الجهمية والمعتزلة والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل منها شيئا على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أقر بها نافون للمعبود )

*فارس الحق*
2011-07-29, 21:54
الأخ سعيد أبو زكرياء
هذه ردود أئمة السنّة على ما اثرته من شبهات كالجهة والمكان والحيز وجميع ما يكرره الجهمية المعطلة:

يقول الإمامُ العلامةُ المُحَدِّثُ محمد ناصر الدين الألباني (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)- رحمه (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)رحمةً واسعة - في اختصاره لكتاب ( العلو للعلي الغفار ) للإمام الذهبي - رحمه (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)- في الطبعة الأولى (المكتب الإسلامي ) فوائد (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)نفيسة (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)غالية (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)ثمينة ، فيها ردٌ على شبهات و من نسب لأهل السنة التجسيم أو التشبيه وردٌ على المشبهة والمجسمة ، وهي كالتالي :-
(( ......

شبهات وجوابها
لقد اشتهر عند الخلف نسبة كل من يثبت الفوقية لله تعالى إلى أنه مشبه أو مجسم ، أو أنه ينسب لله الجهة و المكان .فهذه ثلاثة أمور لابد من إزالة الشبهة عنها .


الشبهة الأولى : التشبيــــــــــه .
يمكن أخذ الإجابة عن هذه الشبهة مما تقدم من النقول عن الأئمة ، ومما سنره في نصوص الكتاب الآتية ، أذكر الآن بعضها :-
1- قال نعيم بن حماد الحافظ : من شبه الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)بخلقه ، فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر ، وليس ما وصف به نفسه ، ولا رسولُه تشبيهاً .
2- قال إسحاق بن راهويه : إنما يكون التشبيه إذا قال : يد مثل يدي أو سمع كسمعي ، فهذا تشبيه ، وأما إذا قال كما قال الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/): يد وسمع وبصر فلا يقول : كيف ، ولا يقول : مثل ، فهذا لا يكون تشبيهاً ، قال تعالى : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " .
ولو كان إثبات الفوقية لله تعالى معناه التشبيه ، لكان كل من أثبت الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حياً قديراً سميعاً بصيراً مشبهاً أيضاً ، وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة خلافاً لنفات الصفات والمعتزلة وغيرهم ، قال شيخ الإسلام في " منهاج السنة " (2/75) :
" فالمعتزلة والجهمية ونحوهم من نفات الصفات يجعلون كل من أثبتها مجسماً مشبهاً ، ومن هؤلاء من يعد من المجسمة والمشبهة الأئمة المشهورين كمالك والشافعي وأحمد وأصحابهم ، كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب " الزينة " وغيره .
وشبهة هؤلاء ، أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولون : أن القرآن كلام الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)ليس بمخلوق ، ويقولون : ان الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)يُرى في الآخرة ".
هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم .
ثم قال في ص 80 :
" والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس لفظٌ مجمل ، فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن ، ودل عليه العقل فهذا حق ، فإن خصائص الرب لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته .. ، وإن كان أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات ، فلا يقال له علم ، ولا قدرة ولا حياة ، لأن العبد موصوفٌ بهذه الصفات ، فيلزم ألا يقال له : حي ، عليم ، قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء ، وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك ، وهم يوافقون أهل السنة على أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)موجود حي عليم قادر ، والمخلوق يقال له : موجود حي عليم قادر ، ولا يقال : هذا تشبيه يجب نفيه ."


الشبهة الثانية : الجهــــــــــــة
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في " التدمرية " ( ص 45 ) : قد يراد بـ" الجهة " شيء موجود غير الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)، فيكون مخلوقاً كما إذا أريد بـ" الجهة " نفس العرش ، أو نفس السماوات ، وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى ، كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم .
وكما هو معلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه ، كما فيه إثبات العلو والاستواء والفوقية و العروج إليه ونحو ذلك ، وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق ، والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته .
فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلاً في المخلوقات ، أم تريد بالجهة فوق العالم فلا ريب أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)فوق العالم .
وكذلك يقال لمن قال : أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)في جهة . أتريد بذلك أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)فوق العالم ، أم تريد به أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أرت الأول فهو حق ، وإن أردت الثاني فهو باطل ".
ومنه يتبين أن لفظ الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ، ولا نفيها ، لأن في كل من الإثبات والنفي ما تقدم من المحذور ، ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو مالا يقولون به ، لكفى .
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهماً من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة ، لأن في ذلك محاذير عديدة منها نفي الأدلة القاطعة على إثبات العلو لله تعالى .
ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة ، فصرح بنفيها المعتزلة والشيعة ، وعلل ابن المطهر الشيعي في " منهاجه " أو على الأقل متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : " إنه لا يُرى إلا في جهة " ! يعنون العلو ! قال شيخ الإسلام في " منهاج السنة " (2/252) :
" وجمهور الناس من مثبتة الرؤية و نفاتها يقولون : إن قول هؤلاء معلوم الفساد بضرورة العقل ، كقولهم في الكلام ، ولهذا يذكر أبو عبد الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)الرازي أنه لا يقول بقولهم في مسألة الكلام والرؤية أحد من طوائف المسلمين ".
ثم أخذ يرد على النفاة من المعتزلة والشيعة بكلام رصين متين فراجعه فإنه نفيس .
وجملة القول في الجهة أنه إن أريد بها أمر وجودي غير الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)كان مخلوقاً ، والله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات ، فإنه بائن من المخلوقات ، كما سيأتي في الكتاب عن جمع من الأئمة .
وإن أريد بـ" الجهة " أمر عدمي ، وهو ما فوق العالم ، فليس هناك إلا الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)وحده.
فهذا المعنى الأخير هو المراد في كلام المثبتين للعلو والناقلين عن السلف إثبات الجهة لله تعالى ، كما في نقل القرطبي عنهم في آخر الكتاب .
وقال ابن رشد في " الكشف عن مناهج الأدلة " ( ص66 ) :
"( القول في جهة ) ، و أما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه ، حتى نفتها المعتزلة ، ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله ، وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى – ثم ذكر بعض الآيات المعروفة ثم قال – إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولاً ، وإن قيل فيها أنها من المتشابهات ، عاد الشرع كله متشابهاً ، لأن الشرائع كلها متفقة على إن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)في السماء ، وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين ....".


الشبهة الثالثة : المــكــــــــــان
وإذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة (( الجهة )) ، يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة ، وهو أن يقال :
إما أن يراد بالمكان أمر وجودي ، وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ، ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تبارك وتعالى صفة العلو .
فالجواب : أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى منزه على أن يكون في مكان بهذا الاعتبار ، فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات ، إذ هو أعظم وأكبر ، بل قد وسع كرسيه السماوات والأرض ، وقد قال تعالى : ( وما قدروا الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنه ) ، وثبت في (( الصحيحين )) و غيرهما عن النبي صلى الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)عليه وسلم أنه قال : (( يقبض الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )) .
وأما أن يراد بالمكان أمرٌ عدمي وهو ما وراء العالم من العلو ، فالله تعالى فوق العالم ، وليس في مكان بالمعنى الوجودي ، كما كان قبل أن يخلق المخلوقات .
فإذا سمعت أو قرأت عن أحد الأئمة و العلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي ، يريدون به إثبات صفة العلو لله تعالى ، والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفوا عنه سبحانه هذه الصفة ، ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي ، قال العلامة ابن القيِم في قصيدته (( النونية )) (2/ 446-447 المطبوعة مع شرحها (( توضيح المقاصد )) طبع المكتب الإسلامي ) .

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,darkred" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والله أكبر ظاهر ما فوقه = شيء وشأن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السما = والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا = ق السبع والأرضيين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا = تخفى عليه خواطر الإنسان
لاتحصروه في مكان إذ تقو = لوا : ربنا حقاً بكل مكان
نزهتموه بجهلكم عن عرشه = وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم : لاداخل = فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم = وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن = مثل وعن تعطيل ذي الكفران
إذا أحطت علماً بكل ما سبق ، استطعت بإذن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى أن تفهم بيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، والآثار السلفية التي ساقها المؤلف رحمه (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)في هذا الباب الذي بين يديك (( مختصره )) أن المراد منها إنما هو معنى معروف ثابت لائق به تعالى ألا وهو علوه سبحانه على خلقه ، واستواؤه على عرشه ،على ما يليق بعظمته ، وأنه مع ذلك ليس بجهةٍ ولا مكان ، إذ هو خالق كل شيء ، ومنه الجهة والمكان ، وهو الغني عن العالمين وأن من فسرهما بالمعنى السلبي ، فلا محذور منه ، إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظة الجهة والمكان ولا إثباتهما ، لعدم ورودهما في الكتاب والسنة ، فمن نسبهما إلى الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)فهو مخطئ لفظاً إن أراد بها الإشارة إلى صفة العلو له تعالى ، وإلا فهو مخطئ أيضاً إن أراد به حصره تعالى في مكان وجودي ، أو تشبيهه تعالى بخلقه .
وكذلك لا يجوز نفي معناهما إطلاقاً إلا مع بيان المراد منهما لأنه قد يكون الموافق للكتاب والسنة ، لأننا نعلم بالمشاهدة أن النفاة لهما إنما يعنون بهما نفي صفة العلو لله تعالى من جهة ، ونسبة التجسيم والتشبيه للمؤمنين بها ، ولذلك ترى الكوثري في تعليقاته يدندن دائماً حول ذلك ، بل يلهج بنسبة التجسيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كل مناسبة ، ثم تابعه على ذلك مؤلف (( فرقان القرآن )) في مواطن منه ، قال في أحدها( ص 61 ) أن ابن تيمية شيخ إسلام أهل التجسيم ! ( ومن يضلل الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)فما له من هادٍ ) .
واتهام أهل البدع وأعداء السنن أهل الحديث بمثل هذه التهم قديم ، منذ أن نشب الخلاف بينهم في بعض مسائل التوحيد والصفات الإلهية ، وسترى في ترجمة الإمام أبي حاتم الرازي رحمه (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى قوله :
(( وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ، وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة ، وعلامة القدرية ( المعتزلة ) أن يسموا أهل السنة مجبرة ، وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية )) .
وأن افتراءهم على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال بعد أن روى قوله صلى الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)عليه وسلم (( ينزل الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)إلى السماء الدنيا ...)) كنزولي هذا ، معروف ، وقد بيّن بطلان هذه الفرية شيخي في الإجازة الشيخ (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)راغب الطباخ في بعض أعداد مجلة المجمع العلمي بدمشق ، ثم صديقنا العلامة الأستاذ الشيخ (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)محمد بهجة البيطار في كتابه (( ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية )) .
ومن أسوأ ما افتراه بعضهم على الإمام شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الأنصاري ماذكره الحافظ المؤلف في ترجمته من (( تذكرة الحفاظ )) (3/358) :
(( لما قدم السلطان ألب أرسلان (( هراة )) في بعض قدماته ؛ اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ، ودخلوا على أبي إسماعيل ، وسلموا عليه وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه ، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك ، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً ، وجعلوه في المحراب ، تحت سجادة الشيخ (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)، وخرجوا ، وقام إلى خلوته ، ودخلوا على السلطان ، واستغاثوه من الأنصاري لأنه مجسم ، وأنه يترك في محرابه صنماً يزعم أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)على صورته (!) وإن بعث السلطان يجده ، فعظم ذلك على السلطان ، وبعث غلاماً ومعه جماعة، فدخلوا الدار ، وقصدوا المحراب ، فأخذوا الصنم ، ورجع الغلام بالصنم ، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري ، فأتى ، فرأى الصنم والعلماء ، والسلطان قد اشتد غضبه ، فقال السلطان له : ما هذا ؟! قال : هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة . قال لست عن هذا أسألك . قال : فعمّ تسألني ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا ، وأنك تقول أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)على صورته ! فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري : ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه ، فأمر به فأُخرج إلى داره مكرماً ، وقال لهم أصدقوني – وهددهم – فقالوا : نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلاءه علينا بالعامة ، فأردنا أن نقطع شره عنا ! فأمر بهم ، ووكل ( لعله : فكل )[1] بكل واحد منهم ، وصادرهم )) .
وختاماً أنقل إلى القراء الكرام فصلاً نافعاً من كلام الإمام أبي محمد الجويني في آخر رسالة (( الإستواء والفوقية )) في تقريب هذه المسألة إلى الأفهام بمعنى من علم الهيئة والفلك لمن عرفه قال :
(( لا ريب أن أهل العلم حكموا بما اقتضته الهندسة ، وحكمها صحيح لأنه ببرهان ، لا يكابر الحسن فيه بأن الأرض في جوف العالم العلوي ، وأن كرة الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة ، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها ، وأن سفل العالم هو جوف كرة الأرض ، وهو المركز ، وهو منتهى السفل والتحت ، وما دونه لا يسما تحتاً ، بل لا يكون تحتاً ويكون فوقاً ، بحيث لو خرق المركز وهو أسفل العالم إلى تلك الجهة لكان الخرق إلى جهة فوق ، ولو نفذ الخرق إلى جهة السماء من تلك الجهة الأخرى لصعد إلى جهة فوق [2] .

وبرهان ذلك أنا لو فرضنا مسافراً سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب ، وامتد مسافراً لمشى مسافراً على الكرة إلى حيث ابتدأ المسير ، وقطع الكره مما يراه الناظر أسفل منه ، وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته ،والسناء فوقه ، فالسماء التي يشاهدها الحس تحت الأرض هي فوق الأرض ، لا تحتها ، لأن السماء فوق الأرض بالذات ، فكيف كانت السماء كانت فوق الأرض من أي جهة فرضتها . قال :
(( وإذا كان هذا جسم – وهو السماء – علوها على الأرض بالذات فكيف من ليس كمثله شيء وعلوه على كل شيء بالذات كما قال تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى ) وقد تكرر في القرآن المجيد ذكر الفوقية ( يخافون ربهم من فوقهم ) ... لان فوقيته سبحانه وعلوه على كل شيء ذاتي له ، فهو العلي بالذات ، والعلو صفته اللائقة به ، كما أن السفول والرسوب والانحطاط ذاتي للأكوان عن رتبة ربوبيته وعظمته وعلوه . والعلو و السفول حد بين الخالق والمخلوق ، يتميز به عنه هو سبحانه عليّ بالذات ، وهو كما كان قبل خلق الأكوان ، وما سواه مستقل عن الذات ، وهو سبحانه العلي على عرشه ، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ، ثم يعرج الأمر إليه ، فيحيي هذا ، ويميت هذا ، ويمرض هذا ، ويشفي هذا ، ويعز هذا ويذل هذا ، وهو الحي القيوم ، القائم بنفسه ، وكل شيء قائم به .
فرحم الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ، ولم يعاجلها بالإنكار ، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل [ وأطراف ] النهار ، وتأمل النصوص في الصفات ، وتأمل بعقله في نزولها ، وفي المعنى الذي نزلت له ، وما الذي أريد بعلمها من المخلوقات ؟ ، ومن فتح الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفة الرب تعالى بها ، والتوجه إليه منها ، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها ، كما يليق بجلاله وعظمته ، بلا تأويل ولا تعطيل ، ولا تكيف ولا تمثيل، ولا جمود ولا وقوف . وفي ذلك بلاغ لمن تدبر ، وكفاية لمن استبصر ، إن شاء الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى )) .
وقال رحمه (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى وأثابه خيراً مبيناً أثر هذه العقيدة الطيبة في قلب المؤمن بها:
(( العبد إذا أيقن أن الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى فوق السماء ، عال على عرشه بلا حصر ولا كيفية ، وأنه الآن في صفاته كما كان في قدمه ، صار لقلبه قبلة في صلاته وتوجهه ودعاءه ، ومن لا يعرف ربه بأنه فوق سماواته على عرشه ؛ فإنه يبقى ضائعاً لا يعرف وجهة معبوده ، ولكن لو عرف بسمعه وبصره وقدمه ، وتلك بلا هذا [ الإيقان ] معرفة ناقصة ، بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء ، فإذا دخل في الصلاة وكبّر ؛ توجه قلبه إلى جهة العرش ، منزهاً ربه تعالى عن الحصر مفرداً له ، كما أفرده بقدمه وأزليته ، عالماً أن هذه الجهات من حدودنا ولوازمنا ، ولا يمكننا الإشارة إلى ربنا في قدمه وأزليته إلا بها ، لأننا محدثون ، والمحدث لا بد له من إشارته إلى جهة ، فتقع تلك الإشارة إلى ربه ، كما يليق بعظمته ، لا كما يتوهم هو من نفسه ، ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه ، هو معهم بعلمه وسمعه وبصره ، و إحاطته وقدرته ومشيئته ، و ذاته فوق الأشياء ، فوق العرش ، ومتى شعر قلبه بذلك في الصلاة أو التوجه أشرق قلبه ، واستنار ، وأضاء بأنوار المعرفة والإيمان ، وعكسته أشعة العظمة على عقله وروحه ونفسه ، فانشرح لذلك صدره ، وقوي إيمانه ونزه ربه عن صفات خلقه من الحصر والحلول ، وذاق حينذاك شيئاً من أذواق السابقين المقربين ، بخلاف من لا يعرف وجهة معبوده ، وتكون الجاذبة[3] راعية الغنم أعلم بالله منه ، فإنها قالت : (( في السماء )) ، عرفته بأنه على السماء ، فإن (( في )) تأتي بمعنى (( على )) ، فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده ، فإنه لا يزال مظلم القلب ، لا يستنير بأنوار المعرفة والإيمان .
ومن أنكر هذا القول فليؤمن به ، وليجرب ولينظر إلى مولاه من فوق عرشه بقلبه ، مبصراً من وجه ، أعمى من وجه ، مبصراً من جهة الإثبات والوجود والتحقيق ، أعمى من جهة التحديد والحصر والتكييف ، فإنه إذا عمل ذلك وجد ثمرته إن شاء الله (http://www.vb.islam4m.com/t2161/)تعالى ، ووجد نوره وبركته ، عاجلاً وآجلاً ، ( ولا ينبئك مثل خبير )
[1] هكذا في طبعة المكتب الإسلامي ولعلها ( فنكل ) .حمود

[2] قلت : وقد ذكر نحو هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة (( العرشية )) .

[3] هكذا في طبعة المكتب الإسلامي ولعلها الجارية .
،انتهى النقل والله أسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

*فارس الحق*
2011-07-29, 21:59
الرد على الأخ سعيد ابو زكرياء في دعواه أن السلف نفوا التكييف والكيفية في صفات الله:


جاء في كتاب إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هذا الجواب النموذجي والبيان الفصيح لمسألة من مسائل الأسماء والصفات أحببت مشاركتكم فيها فنسختها :

هل السلف نفوا التكييف في صفات الله تعالى أو الكيفية

الحمد لله ، وبعد : فقد اطّلعت على تعليق كتبه - مختصر تفسير المنار - الشيخ القاضي محمد أحمد كنعان ص 378 ، 379 ج 2 تضمن مسائل ثلاثا يجب التنبيه عليها .

الأولى : قوله : ( فالإمام مالك وغيره من السلف نفوا الكيف أصلا معلوما ومجهولا لأنهما في النتيجة سواء ، من حيث نسبة الكيف إلى الله تعالى والكيف عليه تعالى محال) .
وهذا القول غير صحيح فإنّ السلف لا ينفون الكيف مطلقا لأنّ نفي الكيف مطلقا نفي للوجود إذ ما من موجود إلاّ وله كيفية ، لكنها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة ، وكيفية ذات الله تعالى وصفاته مجهولة لنا ، ولا يحلّ لنا أن نكيّف شيئا من ذلك لأنّنا إن قيدنا هذه الكيفية بما نشاهده فهذا هو التمثيل الممتنع في حق الله تعالى ، فإنّ الله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ، وإن لم نقيّد الكيفية بما نشاهده وإنما تصورنا كيفية معينة لا نظير لها فيما نشاهد ، كان ذلك قولا على الله تعالى بغير علم ، وهو حرام لقوله تعالى : (قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) . وعلى هذا فنثبت كيفية لا نعلمها ولا يحل لنا أن نتصورها بشيء معين سواء قيدناها بمماثل نشاهده أم لا .

وأما قوله : أن الإمام مالك لا يقول : والكيف مجهول ، فالجزم بأنه لا يقول بذلك جزم بلا علم له فيه ، وأما كون هذا غير وارد فصحيح ، فإنّ الوارد بالسند عنه قوله : الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة كما رواه البيهقي وأبو الشيخ الأصبهاني ، وقوله - رحمه الله - غير معقول أي إنّا لا ندركه بعقولنا فإذا لم ندركه بعقولنا ولم يرد به السمع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والسمعي فوجب الكف عنه وتعذرت الإجابة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية : فقول ربيعة ومالك : الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب موافق لقول الباقين امروها كما جاءت بلا كيف فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة . أه فتأمل قول الشيخفإنما نفوا علم الكيفية ، ولم يقل نفوا الكيفية ، يتبين لك أن السلف يثبتون الكيفية لكنها مجهولة لنا ، ويدل لذلك أن الإمام مالكا وشيخه رحمهما الله لك يقولا : الكيف مستحيل أو غير ممكن ، ولو كان هذا هو الحق الذي يجب لله لبيّنه السلف رحمهم الله .
والحاصل : أنّ نفي الكيفية عن الإستواء مطلقا هو تعطيل محض لهذه الصفة ، لأننا إذا أثبتنا الإستواء حقيقة لزم أن يكون له كيفية وهكذا يقال في بقية الصفات.

المسألة الثانية قوله : ولا يجوز أن يفهم من الإستواء معنى لا يليق بالله مثل الإستقرار أو الجلوس أو القعود .
وهذا القول غير صحيح على إطلاقه فإن قوله لا يجوز أن يفهم من الإستواء معنى لا يليق بالله صحيح ، فإنّ كلّ ما وصف الله تعالى به نفسه من الإستواء وغير لا يجوز أن نفهم منه معنى لا يليق بالله ، ولكن ما هو المرجع والميزان فيما يليق بالله تعالى وما لا يليق ؟ إن قلت المرجع إلى ذلك العقول لزم من ذلك محذوران عظيمان :

أحدهما : أن يكون المرجع فيما يجب لله تعالى من صفات الكمال وما ينزه عنه من صفات النقص هو العقل ، ومن المعلوم قصور العقول عن إدراك ما يجب لله تعالى إثباتا ونفيا على سبيل التفصيل قال الله تعالى : ( ولا يحيطون به علما ) . فإذا علم قصور العقول عن ذلك فكيف يمكن أن تكون ميزانا لما لا يمكن أن تدركه ؟.

الثاني : أن عقول هؤلاء الذين زعموا أن المرجع في ذلك العقول كانت مضطربة متناقضة ، يوجب بعضها ما يرى الآخر امتناعه ، فكيف تكون هذه العقول المضطربة أدلة وبراهين في إثبات ما يثبت لله تعالى ونفي ما ينفى عنه .

وأمّا تمثيله لما لا يليق بالله بتفسير الإستواء على العرش بالإستقرار عليه والجلوس والقعود فغير صحيح ، فأمّا تفسير استواء الله تعالى على عرشه باستقراره عليه فهو مشهور عند السلف نقله ابن القيم في النونية وغيره . وأمّا الجلوس والقعود فقد ذكره بعضهم لكن في نفسي منه شيء والله أعلم .
المسألة الثالثة : قوله أو المكان . يعني أنه لا يليق بالله عزّ و جلّ وهذا أيضا غير صحيح على إطلاقه ، فإنه إن أراد بالنفي نفي المكان المحيط بالله عزّ وجلّ فهذا النفي صحيح فإنّ الله لا يحيط به شيء من مخلوقاته ، وهو أعظم عزّ وجلّ من أن يحيط به شيء كيف (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) . وإن أراد بنفي المكان نفي أن يكون الله تعالى في العلو فهذا النفي غير صحيح ، بل هو باطل بدلالة الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة ن وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للجارية : (أين الله ؟ قالت في السماء قال لمالكها اعتقها فإنها مؤمنة) وكلّ من دعا الله عزّ وجلّ فإنه لا ينصرف قلبه إلاّ غلى العلو هذه هي الفطرة التي فطر الله الخلق عليها لا ينصرف عنها إلاّ من اجتالته الشياطين ، لا تجد أحدا يدعو الله عزّ وجلّ وهو سليم الفطرة ثمّ ينصرف قلبه يمينا أو شمالا أو إلى أسفل أو لا ينصرف إلى جهة بل لا ينصرف قلبه إلاّ إلى فوق .

*فارس الحق*
2011-07-29, 22:14
ونواصل الرد على الأخ ابو سعيد زكريا وشبهاته
وهذه المرّة نبطل دعواه أن الأشاعرة وافقوا السلف في صفة الكلام
فسنبين عقيدة الأشاعرة المتناقضة في صفة الكلام ونبين عقيدة الفرقة الناجية أهل السنّة:
اختلفت الأشاعرة فقالت طائفة أن الله عز وجل كلامه النفسى ألهمه جبريل قذف معناه فى نفس حبريل وجبريل لم يسمع منه شىء فجبريل عبر عن هذا المعنى بألفاظ من عنده أسمعه للنبى فالقرآن كلام جبريل لا كلام الله
وقالت طائفة من الأشاعرة لا جبريل لم يعبر عن كلام الله بل الذى عبر محمد (صلى الله عليه وسلم ) فالله ألقى المعنى فى نفس جبريل وجبريل ألقى المعنى فى نفس النبى صلى الله عليه وسلم فعبر النبى محمد عن القرءان بكلام من عنده فالقرآن كلام محمد
وقالت طائفة أخرى لا الله عزوجل خلق القرآن فى اللوح المحفوظ وجبريل كان ينقله من اللوح المحفوظ وينزل به على النبى ولم يسمع من الله شىء
{ وهذا الكلام تجدوه منقولا فى كتاب الإتقان للسيوطى وفى كثير من كتب الأشاعرة }
ا.ه
فنقول لهم لقد جئتم شيئًا إدا
فجاء أهل السنة وقالوا : كلكم مخطئون فالقرآن كلام الله صفة من صفاته ليس مخلوقًا والله عز وجل تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به جبريل على النبى صلى الله عليه وسلم والقرآن لفظه ومعناه كلام الله عز وجل وليس شىء منه من كلام البشر تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
قال تعالى :
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ }التوبة6
وقال جل ذكره :
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27

تنبيهات مهمة فى صفة الكلام لله تعالى :
1 ـ ماورد فى بعض الكتب حول تعريف القرآن يقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله هذا خطأ وهذا قول الأشاعرة كما سبق وإنما القرآن هوكلام الله تعالى كما قال أهل السنة وقد وضحت ما الذى يقصده الأشاعرة من هذا
2ـ القرآن كلام الله وهو صفة ذاتية فعلية فالله متصف بالكلام ولازال ويتكلم متى شاء وفى أى وقت شاء فبذلك هى صفة ذات وصفة فعل
وينبه هنا على ماذكره ابن حجر فى الفتح عن الإمام البيهقى (وقوله من كلامه وكلامه من صفات ذاته ) والبيهقى كما لا يخفى عليكم مع أنه إمام له شأنه إلا أنه سلك مسلك الأشاعرة وشحن كتابه الأسماء والصفات بتأويل صفات الأفعال فلينتبه لذلك

3ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة تسمى (التسعينية ) يرد فيه على بدعة الكلام النفسى من تسعين وجها لذلك سميت بالتسعينية فرحمه الله رحمة واسعة

كلامه جل عن الإحصاء ..... والحصر والنفاد والفناء
لوصار أقلاما جميع الشجر .... والبحر تلقى فيه سبعة أبحر
والخلق يكتبه بكل آن ........فنت وليس القول منه فان
والقول فى كتابه المفصل .....بأنه كلامه المنزل
على النبى المصطفى خير الورى ...ليس بمخلوق ولا بمفترى

جلت صفات ربنا الرحمن ....عن وصفها بالخلق والحدثان
فالصوت والألحان صوت القارى.... لكنما المتلو كلام البارى

جواهر الجزائرية
2011-07-30, 05:14
?من دُرُرِ الفَهَّامَة النِّحْريْر الإبْرَاهيِمِي البَشِيْر ?



/


قــــال –رحمه الله تعالى-




!-أيها الشباب !..إن الشباب نسب بينكم ورحم وجامعة


ولا مؤثر في الشباب إلا الشباب


فليكن بعضكم لبعض إماما، وليعلم المهتدون الضلال


دينكم - أيها الشباب- لايفتننكم عنه ناعق بالحاد، ولا ناعٍ بتنقص


وربكم- أيها الشباب- لا يقطعنكم عنه خناس من الجنة والناس


وكتاب ربكم- أيها الشباب- هو البرهان والنور؛ وهو الفلج والظهور


وهو الحجة البالغة والآية الدامغة


فلا يزهدنكم فيه زنديق يُؤوِّل، وجاهل يعطل


ومستشرق خبيث الدخلة، يتخذه عضين،ليفتن الغافلين، ويلبس على المستضعفين.


والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا استاذوشاعر رشيد سابقا اليس كذلك..
فعلا كان ردا قيماومميزا وملجما ...لكن هؤلاء صمت آذانهم وطمست عيونهم وأصبحت عقولهم سواد لا حجر و الحيوان رغم لا عقل لهم يسبح الله عزوجل
..

رشيد آل عمر
2011-07-31, 00:33
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا استاذ وشاعر رشيد سابقا اليس كذلك..
فعلا كان ردا قيماومميزا وملجما ...لكن هؤلاء صمت آذانهم وطمست عيونهم وأصبحت عقولهم سواد لا حجر و الحيوان رغم لا عقل لهم يسبح الله عزوجل
..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة أم منير
ابو الحارث مهدي (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=321822) و رشِـيد (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=250911)


عضوين مختلفين تماما
( في الشخص والإسم فقط )
ابو الحارث مهدي زميل عمل وصديق صبا
حفظه الله وسدد خطاه


وبارك الله فيكم على ما تقومون به
من جهد في دحض أهل البدعة وأربابها.

أزوركم دائما وأقرأ ردودكم ومواضيعكم
وأمر كما يمر السحاب وقد سرني صنيعكم.


لكنني أعيب على بعض الإخوة هنا ميولهم إلى
التجريح في الشخص والطعنِ فيه بدل الطعن
في عقيدته ومنهجه المخالفَيْن لعقيدة ومنهج
أهل السنَّة والجماعة السلفيينَ.

وأعلم يقينا أن أهل البدعة لا كرامةَ لهم
ولكن وجب علينا أن نأخذهم بلين القول
ولطيف العبارة حتى وإن لم تنفع معهم
ستنفع الكثيرين من متصفحي القسم
ممن لا يفقهون في الملل والطوائف والأحزاب
ونكون قد استمَلناهم إلى الحق بدل تنفيرهم منه.

"اِذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلَا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"
.................................................. .................................................ط ه 43 - 44



وأخيرا لا يتخذ أهل البدعة كلامي هذا
ذريعة ضد إخوتي في الله فوالله إني أشهد
أنهم على الحق ما داموا ينافحون عن عقيدة
أهل السنة والجماعة وأئمتها
أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية
وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي .

وفقكم الله وسدد خطاكم

ابو الحارث مهدي
2011-08-02, 12:55
مصطلح أهل السنة والجماعة




إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان :



أ‌- المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة فيقال : المنتسبون للإسلام قسمان :

أهل السنة والشيعة، وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة ، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة .

ب- المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء ، وهو الأكثر استعمالاً في كتب الجرح والتعديل ، فإذا قالوا عن الرجل أنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها ، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة ، وليس صاحب كلام وهوى .


وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً ، بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص ، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب ، بل التلقي والاستمداد منها ، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة .


والأشاعرة - كما سترى - تلقوا واستمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج فكيف يكونون من أهلها .


وسنأتي بحكمهم عند أئمة المذاهب الأربعة من الفقهاء فما بالك بأئمة الجرح والتعديل من أصحاب الحديث :

رمضان الجلفاوي
2011-08-03, 23:46
بسم الله الرحمن الرحيم مشكور اخ مهدي ، من خلال تصفحي، لما كتب حيث قلت ان الامام احمد، اخرج كل من يتكلم من اهل السنة والجماعة؟ هل هذاصحيح لان عندي اسأله اوجه اليك بعد الجواب؟

ابو الحارث مهدي
2011-08-06, 00:52
1- الحنفية:



معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كلاهما حنفيان ، وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه ، وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه وقد نقلوا عن الإمام



أنه صرح بكفر من قال إن الله ليس على العرش أو توقف فيه ، وتلميذه أبو يوسف كفر بشراً المريسي



ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي.




2-عند المالكية :



روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداذ أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك : لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء ، وقال :



" أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً ، ويهجر ويؤدب على بدعته ، فإن تمادى عليها استتيب منها .



وروى ابن عبد البر نفسه في الانتقاء عن الأئمة الثلاثة " مالك وأبي حنيفة والشافعي " نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم ، ومثله ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية "



فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام ؟



3-عند الشافعية :



قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني ، وقد كان معاصراً للأشعري : " لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل " .



قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه : " لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرأون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة " ، وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبو حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً :



" ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلق عنه أبو بكر الراذقاني وهو عندي ، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميزه وقال : " هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين " أ.هـ.



وبنحو قوله بل أشد منه قال شيخ الإسلام الهروي الأنصاري .

ابو الحارث مهدي
2011-08-06, 00:53
4- الحنابلة :



موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر فمنذ بدّع الإمام أحمد " ابن كلاب " وأمر بهجره - وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري - لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة ، وحتى في أيام دولة نظام الملك - التي استطالوا فيها - وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة ، ولم يكن ابن القشيري إلا واحداً ممن تعرض لذلك ، وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة سيما الحنابلة على محاربته أصدر الخليفة القادر منشور " الاعتقاد القادري " أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة 433 هـ .



وكذلك يفعل أتباعهم في عصرنا هذا بملئ خطبهم الحماسية ومواعظهم وقصصهم وما يسمونه بالكتب الفكرية لثقة قرائهم - من الشباب المتحمس - العمياء بهم ولجهل أكثر هؤلاء الشباب بعقيدتهم الصحيحة التي كان عليها سلفهم الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان .



هذا وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصة بأئمة المذاهب المعتبرين ، بل هو منقول أيضاً عن أئمة السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة وإتباع السلف ، فقد نقل شيخ الإسلام في الاستقامة كثيراً من أقوالهم في ذلك ، وأنهم يعتبرون موافقة عقيدة الأشعرية منافياً لسلوك طريق الولاية والاستقامة حتى أن عبد القادر الجيلاني لما سئل :



" هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل ؟ قال : ما كان ولا يكون " .



هذا موجز مختصر جداً لحكم الأشاعرة في المذاهب الأربعة ، فما ظنك بحكم رجال الجرح والتعديل مما يعلم أن مذهب الأشاعرة هو رد خبر الآحاد جملة ، وأن في الصحيحين أحاديث موضوعة أدخلها الزنادقة ، وغيرها من الطوام ، وانظر إن شئت ترجمة إمامهم المتأخر الفخر الرازي في الميزان ولسان الميزان .



فالحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة لاشك في ذلك ، أما أنهم من أهل السنة فلا




وهاهنا حقيقة كبرى أثبتها علماء الأشعرية الكبار بأنفسهم - كالجويني وابن أبي المعالي والرازي والغزالي وغيرهم - وهي حقيقة إعلان حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إلى مذهب السلف ، وكتب الأشعرية المتعصبة مثل طبقات الشافعية أوردت ذلك في تراجمهم أو بعضه فما دلالة ذلك ؟



إذا كانوا من أصلهم على عقيدة أهل السنة والجماعة فعن أي شيء رجعوا ؟ ولماذا رجعوا ؟ وإلى أي عقيدة رجعوا ؟



وأما دعوى الأشاعرة أن أكثر أئمة المسلمين على مذهبهم دعوى عارية عن الدليل يكذبها الواقع التاريخي ، وكتب الأشاعرة نفسها عند تعريف مذهبي السلف والخلف تقول إن مذهب السلف هو مذهب القرون الثلاثة وبعضها يقول إنه مذهب القرون الخمسة ، فما بقي بعد هذه القرون ؟



وصدقوا فالثابت تاريخياً أن مذهب الأشاعرة لم ينتشر إلا في القرن الخامس أثر انتشار كتب الباقلاني .



ولولا ضيق المجال لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عدداً وعلماً وفضلاً ، وحسبك ما جمعه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية والذهبي في العلو ، وقبلهما اللالكائي .



أما عوام المسلمين فالأصل فيهم أنهم على عقيدة السلف ؛ لأنها الفطرة التي يولد عليها الإنسان ، وينشأ عليها المسلم ، بلا تلقين ولا تعليم - من حيث الأصل - فكل من لم يلقنه المبتدعة بدعتهم ويدرسوه كتبهم ، فليس من حق أي فرقة أن تدعيه إلا أهل السنة والجماعة .



ومن الأدلة على ذلك الإنسان الذي يدخل في الإسلام حديثاً ، فهل تستطيع أي فرقة أن تقول أنه معتزلي أو أشعري ؟ أما نحن فبمجرد إسلامه يصبح واحداً منا .



وإن شئت المثال على عقيدة العوام فاسأل الملايين من المسلمين شرقاً وغرباً هل فيهم من يعتقد أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته كما تقول الأشاعرة .أو كما يقول الأغبياء من المعاصرين: موجود بلا مكان



أم أنهم كلهم مفطورون على أنه تعالى فوق المخلوقات ، وهذه الفطرة تظل ثابتة في قلوبهم حتى وإن وجدوا من يلقنهم في أذهانهم تلك المقولة الموروثة عن فلاسفة اليونان .



وقس على هذا نظرية الكسب والكلام النفسي ونفي التأثير وأشباهها من عقائد الأشاعرة على أن الموضوع الذي يجب التنبه إليه هو التفريق بين متكلمي الأشاعرة كالرازي والآمدي والشهرستاني والبغدادي والإيجي ونحوهم وبين من تأثر بمذهبهم عن حسن نية واجتهاد أو متابعة خاطئة أو جهل بعلم الكلام أو لاعتقاده أنه لا تعارض بين ما أخذ منهم وبين النصوص



سبب هذا الاشتباه في نسبة بعض العلماء للأشاعرة أو أهل السنة والجماعة هو أن الأشاعرة فرقة كلامية انشقت عن أصلها " المعتزلة " ووافقت السلف في بعض القضايا وتأثرت بمنهج الوحي ، في حين أن بعض من هم على مذهب أهل السنة والجماعة في الأصل تأثروا بسبب من الأسباب بأهل الكلام في بعض القضايا وخالفوا فيها مذهب السلف .



فإذا نظر الناظر إلى المواضع التي يتفق فيها هؤلاء وهؤلاء ظن أن الطائفتين على مذهب واحد ، فهذا التداخل بينهما هو مصدر اللبس

ابو الحارث مهدي
2011-08-06, 01:09
منهج الأشاعرة في التلقي




وإليك هذه الأصول المنهجية في مذهبهم موجزة وميسرة ما أمكن - عدا أقوالهم في الصفات وعدا الفرعيات التي لا تدخل تحت حصر - مع التنبيه مقدماً إلى ما بينها من تناقض لا يخفى على القارئ الفطن :



الأول : مصدر التلقي :



أ‌- مصدر التلقي عند الأشاعرة هو العقل ، وقد صرح الجويني والرازي والبغدادي والغزالي والآمدي والأيجي وابن فورك والسنوسي وشراح الجوهرة وسائر أئمتهم


بتقديم العقل على النقل عند التعارض


وعلى هذا يرى المعاصرون منهم ، ومن هؤلاء السابقين من صرح بأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر وبعضهم خففها فقال هو أصل الضلالة .


ولضرورة الاختصار أكتفي بمثالين :


الأول : وضع الرازي في أساس التقديس القانون الكلي للمذهب في ذلك فقال :


" الفصل الثاني والثلاثون في أن البراهين العقلية إذا صارت معارضة بالظواهر النقلية فكيف يكون الحال فيها ؟


اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيء ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة :



1 .إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهو محال .


2 .وإما أن يبطل فيلزم تكذيب النقيضين وهو محال .


3 .وإما أن يصدق الظواهر النقلية ويكذب الظواهر العقلية وذلك باطل .


لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزات على محمد صلى الله عليه وسلم . ولو جوزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهماً غير مقبول القول ، ولو كان كذلك لخرج أن يكون مقبول القول في هذه الأصول وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة .


فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً وأنه باطل .



ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية - القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال أنها غير صحيحة ، أو يقال أنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها


ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع!!! بذكر تلك التأويلات على التفصيل ، وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى ، فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات وبالله التوفيق " .

1976ك
2011-08-06, 23:40
سؤال بسيط جدا هل تكلم الحنابلة ام لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ابو الحارث مهدي
2011-08-08, 00:42
الثاني : يقول السنوسي ( ت (885 في شرح الكبرى :



" وأما من زعم أن الطريق بدأ إلى معرفة الحق الكتاب والسنة ويحرم ما سواهما فالرد عليه أن حجتيهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي ،
وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع


ويقول : " أصول الكفر ستة … " ذكر خمسة ثم قال :


" سادساً : التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية " .



ب- صرح - متكلموهم - أن نصوص الكتاب والسنة ظنية الدلالة ولا تفيد اليقين إلا إذا سلمت من عشر عوارض منها :

الاضمار والتخصيص والنقل والاشتراك والمجاز … الخ ، وسلمت بعد هذا من المعارض العقلي ، بل قالوا : من احتمال المعارض العقلي !



ج- موقفهم من السنة خاصة أنه لا يثبت بها عقيدة ، بل المتواتر منها يجب تأويله وأحادها لا يجب الاشتغال بها حتى على سبيل التأويل ، حتى إن إمامهم الرازي قطع بأن رواية الصحابة كلهم مظنونة بالنسبة لعدالتهم وحفظهم سواء ، وأنه في الصحيحين أحاديث وضعها الزنادقة … إلى آخر ما لا استجيز نقله لغير المختصين ، وهو في كتابه أساس التقديس والأربعين .



د- تقرأ في كتب عقيدتهم قديمها وحديثها المائة صفحة أو أكثر فلا تجد فيها آية ولا حديثاً ، لكنك قد تجد في كل فقرة
" قال الحكماء " أو " قال المعلم الأول " أو " قالت الفلاسفة " ونحوها .



هـ- مذهب طائفة منهم وهم صوفيتهم - كالغزالي والحامي - في مصدر التلقي هو تقديم الكشف والذوق على النص وتأويل النص ليوافقه ،
وقد يصححون بعض الأحاديث ويضعفونها حسب هذا الذوق ، كحديث إسلام أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ودخولهما الجنة بزعمهم ، ويسمون هذا
" العلم اللدني " جرياً على قاعدة الصوفية " حدثني قلبي عن ربي"

ابو الحارث مهدي
2011-08-08, 00:48
الثاني: إثبات وجود الله :



معلوم أن مذهب السلف هو أن وجوده تعالى أمر فطري معلوم بالضرورة والأدلة عليه في الكون والنفس والآثار والآفاق والوحي أجل من أن تُحصَر ، ففي كل شيء له آية وعليه دليل .


أما الأشاعرة؛ فعندهم دليل يتيم هو دليل " الحدوث والقدم " وهو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث وكل حادث فلابد له من محدث قديم ، وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا مكان … الخ ،


ثم أطالوا جداً في تقرير هذه القضايا هذا وقد رتبوا عليه من الأصول الفاسدة ما لا يدخل تحت العدّ مثل إنكارهم لكثير من الصفات كالرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم ونفي الجوهرية والعرضية والجهة والجسمية … إلى آخر المصطلحات البدعية التي جعلوا نفيها أصولاً وأنفقوا الأعمار والمداد في شرحها ونفيها ، ولو أنهم قالوا الكون مخلوق وكل مخلوق لابد له من خالق لكان أيسر وأخصر مع أنه ليس الدليل الوحيد ولكنهم تعمدوا موافقة الفلاسفة حتى في ألفاظهم .

ابو الحارث مهدي
2011-08-08, 00:59
الثالث : التوحيد



التوحيد عند أهل السنة والجماعة معروف بأقسامه الثلاثة وهو عندهم أول واجب على المكلف ،
أما الأشاعرة قدماؤهم ومعاصروهم فالتوحيد عندهم هو نفي التثنية أو التعدد ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي حسب تعبيرهم
" نفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة "
ومن هذا المعنى فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع وأنكروا بعض الصفات كالوجه واليد والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم .


أما التوحيد الحقيقي وما يقابله من الشرك ومعرفته والتحذير منه فلا ذكر له في كتب عقيدتهم إطلاقاً ولا أدري أين يضعونه أفي كتب الفروع ؟
فليس فيها، أم يتركونه بالمرة فهذا الذي أجزم به .



أما أول واجب عند الأشاعرة؛ فهو النظر أو القصد إلى النظر أو أول جزء من النظر أو ..


إلى آخر فلسفتهم المختلف فيها، وعندهم أن الإنسان إذا بلغ سن التكليف وجب عليه النظر ثم الإيمان
واختلفوا فيمن مات قبل النظر أو في أثنائه ،
أيحكم له بالإسلام أم بالكفر ؟!


وينكر الأشاعرة المعرفة الفطرية ويقولون إن من آمن بالله بغير طريق النظر فإنما هو مقلد
ورجح بعضهم كفره واكتفى بعضهم بتعصيته ،
وهذا ما خالفهم فيه الحافظ ابن حجر -رحمه الله- ونقل أقوالاً كثيرةً في الرد عليهم
وإنَّ لازم قولهم تكفير العوام بل تكفير الصدر الأول


.

ابو الحارث مهدي
2011-08-08, 01:08
الرابع : الإيمان



الأشاعرة في الإيمان مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة على أن الإيمان هو التصديق القلبي ، واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عنه تصديق القلب أم لابد منه ،


قال صاحب الجوهرة:


وفسر الإيمان بالتصديق ...والنطق فيه الخلف بالتحقيق


فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب "لا إله إلا الله" لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه ، وهو وَمَن شابهه على مذهبهم من أهل الجنة !!


هذا وقد أولوا كل آية أو حديث ورد في زيادة الإيمان ونقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها إيمان أو من الإيمان .

ولهذا أطال شيخ الإسلام رحمه الله الرد عليهم بأسمائهم كالأشعري والباقلاني والجويني وشراح كتبهم وقرر أنهم على مذهب جهم بعينه ، فلا أطيل.

1976ك
2011-08-08, 10:43
الرابع : الإيمان



الأشاعرة في الإيمان مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة على أن الإيمان هو التصديق القلبي ، واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عنه تصديق القلب أم لابد منه ،


قال صاحب الجوهرة:


وفسر الإيمان بالتصديق ...والنطق فيه الخلف بالتحقيق


فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب "لا إله إلا الله" لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه ، وهو وَمَن شابهه على مذهبهم من أهل الجنة !!


هذا وقد أولوا كل آية أو حديث ورد في زيادة الإيمان ونقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها إيمان أو من الإيمان .

ولهذا أطال شيخ الإسلام رحمه الله الرد عليهم بأسمائهم كالأشعري والباقلاني والجويني وشراح كتبهم وقرر أنهم على مذهب جهم بعينه ، فلا أطيل.


هل ترى ان العمل من لوازم الايمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل تكلم الحنابلة كباقي الفرق ام لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حنين موحد
2011-08-08, 11:24
هل ترى ان العمل من لوازم الايمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل تكلم الحنابلة كباقي الفرق ام لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وأنت ماذا ترى ؟ هل هو من لوازم الإيمان ؟
لا أعرف فرقة اسمها الحنابلة ؟ هل لك أن تعرفني بها ؟

1976ك
2011-08-08, 11:54
وأنت ماذا ترى ؟ هل هو من لوازم الإيمان ؟
لا أعرف فرقة اسمها الحنابلة ؟ هل لك أن تعرفني بها ؟


السؤال موجه للاخ مهدي ، وبما انك لا تعرف الحنابلة ، نرجوا ان تخرج من النقاش، لا تعرف الامام الفذ وحيد زمانه السيد احمد بن حنبل ؟، اذهب قأقرا

ابو الحارث مهدي
2011-08-11, 00:56
الخامس : القرآن




المنهج الأشعري القائم على التلفيق الذي يسميه الأشاعرة المعاصرون " التوفيقية "

حيث انتهج التوسط بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة في كثير من الأصول فتناقض واضطرب.


فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع
تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة .

ومذهب المعتزلة أنه مخلوق .

أما مذهب الأشاعرة فمن منطلق التوفيقية - التي لم يحالفها التوفيق - فرقوا بين المعنى واللفظ ،
فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى
أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء .

واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني :

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا


أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف - ومنها القرآن - فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة ، بل هي عبارة عن كلام الله النفسي ، والكلام النفسي شيء واحد في ذاته ، لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو توراة وإن جاء بالسريانية فهو إنجيل وإن جاء بالعربية فهو قرآن ، فهذه الكتب كلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه . واختلفوا في القرآن خاصة فقال بعضهم :
" إن الله خلقه أولاً في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا "
فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون : إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي وأفهمه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال - لأنهم ينكرون علو الله - ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو ؟ فقال بعضهم : هو جبريل ، وقال بعضهم : بل هو محمد صلى الله عليه وسلم !

واستدلوا بمثل قوله تعالى : "إنه لقول رسول كريم" في سورتي الحاقة والانشقاق حيث أضافه في الأولى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين " جبريل أو محمد " وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني .


قال شيخ الإسلام-رحمه الله- :
" وفي إضافته تعالى إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة أحداث لشيء منه وإنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال إنه قول البشر من مشركي العرب " .

وعلى القول أن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا ، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال :

" يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم"

وفي الحديث الصحيح

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { يُحْشَرُ الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ، فَيُنَادِيهِمْ مُنَادٍ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّانُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ حَتَّى اللَّطْمَةِ فَمَا فَوْقَهَا ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَعِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّى اللَّطْمَةُ فَمَا فَوْقَهَا } وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا {. قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ؟
قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ جَزَاءً وِفَاقًا } وَلَا يَظْلِمُ رَبُّك أَحَدًا {.

رواه الإمام أحمد (3/495)
وعن مسروق عن عبد الله بن مسعود ، قال: ((إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء )) السنة لعبد الله بن أحمد (1 / 281)

وبالتالي:

فالأشاعرة مخانيث المعتزلة

ابو الحارث مهدي
2011-08-11, 01:17
السادس: القدر


أراد الأشاعرة هنا أن يوفقوا بين الجبرية والقدرية فجاءوا بنظرية الكسب وهي في مآلها جبرية خالصة
لأنها تنفي أي قدرة للعبد أو تأثير أما حقيقتها النظرية الفلسفية فقد عجز الأشاعرة أنفسهم عن فهمها فضلاً عن إفهامها لغيرهم ولهذا قيل :


مما يقال ولا حقيقة تحته * معقولة تدنوا إلى الأفهام


الكسب عند الأشعري ، والحال عند البهشمي ، وطفرة النظام



ولهذا قال الرازي الذي عجز هو الآخر عن فهمها :


" إن الإنسان مجبور في صورة مختار " .



أما البغدادي فأراد أن يوضحها فذكر مثالاً لأحد أصحابه في تفسيرها شبه فيه اقتران قدرة الله بقدرة العبد مع نسبة الكسب إلى العبد


" بالحجر الكبير قد يعجز عن حمله رجل ويقدر آخر على حمله منفرداً به فإذا اجتمعا جميعاً على حمله كان حصول الحمل بأقواهما ،
ولا خرج أضعفهما بذلك عن كونه حاملاً " !!


وعلى مثل هذا المثال الفاسد يعتمد الجبرية وبه يتجرأ القدرية المنكرون ، لأنه لو أن الأقوى من الرجلين عذب الضعيف وعاقبه على حمل الحجر فإنه يكون ظالماً باتفاق العقلاء ، لأن الضعيف لا دور له في الحمل ، وهذا المشاركة الصورية لا تجعله مسؤولاً عن حمل الحجر .


والإرادة عند الأشاعرة معناها " المحبة والرضا وأولوا قوله تعالى : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) بأنه لا يرضاه لعباده المؤمنين !


فبقي السؤال وارداً عليهم : وهل رضيه للكفار أم فعلوه وهو لم يرده ؟


وفعلوا بسائر الآيات مثل ذلك .


ومن هذا القبيل كلامهم في الاستطاعة ، والحاصل أنهم في هذا الباب خرجوا عن المنقول والمعقول ولم يعربوا عن مذهبهم فضلاً عن البرهنة عليه !!

ابو الحارث مهدي
2011-08-12, 12:08
السابع: السببية وأفعال المخلوقات :


وقد سبق




الثامن : الحكمة الغائبة



ينفي الأشاعرة قطعاً أن يكون لشيء من أفعال الله تعالى علة مشتملة على حكمة تقضي إيجاد الفعل أو عدمه
وهذا نص كلامهم تقريباً ، وهو رد فعل لقول المعتزلة بالوجوب على الله حتى أنكر الأشاعرة كل لام تعليل في القرآن وقالوا إن كونه يفعل شيئاً لعلة ينافي كونه مختاراً مريداً ،


وهذا الأصل تسميه بعض كتبهم " نفي الغرض عن الله " ويعتبرونه من لوازم التنزيه
وجعلوا أفعاله تعالى كلها راجعة إلى محض المشيئة ولا تعليق لصفة أخرى - كالحكمة مثلاً - بها ، ورتبوا على هذا أصولاً فاسدة كقولهم بجواز أن يخلد الله في النار أخلص أوليائه ويخلد في الجنة أفجر الكفار
وجواز التكليف بما لا يطاق ونحوها .


وسبب هذا التأصيل الباطل عدم فهمهم ألا تعارض بين المشيئة والحكمة أو المشيئة والرحمة
ولهذا لم يثبت الأشاعرة الحكمة مع الصفات السبع واكتفوا بإثبات الإرادة مع أن الحكمة تقتضي الإرادة والعلم وزيادة

ابو الحارث مهدي
2011-08-12, 12:13
التاسع : النبوات



يختلف مذهب الأشاعرة عن مذهب أهل السنة والجماعة في النبوات اختلافاً بعيداً
فهم يقررون أن إرسال الرسل راجع للمشيئة المحضة - كما في الفقرة السابقة - ثم يقررون أنه لا دليل على صدق النبي إلا المعجزة
ثم يقررون أن أفعال السحرة والكهان من جنس المعجزة لكنها لا تكون مقرونة بادعاء النبوة والتحدي
قالوا : ولو ادعى الساحر أو الكاهن النبوة لسلبه الله معرفة السحر رأساً وإلا كان هذا إضلالاً من الله وهو يمتنع عليه الإضلال …
إلى آخر ما يقررونه مما يخالف المنقول والمعقول ، ولضعف مذهبهم في النبوات مع كونها من أخطر أبواب العقيدة إذ كل أمورها متوقفة على ثبوت النبوة
أغروا أعداء الإسلام بالنيل منه واستطال عليهم الفلاسفة والملاحدة .


والصوفية منهم كالغزالي يفسرون الوحي تفسيراً قرمطياً فيقولون هو انتقاش العلم الفائض من العقل الكلي في العقل الجزئي .


أما في موضوع العصمة فينكرون صدور الذنب عن الأنبياء ويؤولون الآيات والأحاديث الكثيرة تأويلاً متعسفاً متكلفاً كالحال في تأويلات الصفات .

هادم البدع
2011-08-13, 12:59
التاسع : النبوات



يختلف مذهب الأشاعرة عن مذهب أهل السنة والجماعة في النبوات اختلافاً بعيداً
فهم يقررون أن إرسال الرسل راجع للمشيئة المحضة - كما في الفقرة السابقة - ثم يقررون أنه لا دليل على صدق النبي إلا المعجزة
ثم يقررون أن أفعال السحرة والكهان من جنس المعجزة لكنها لا تكون مقرونة بادعاء النبوة والتحدي
قالوا : ولو ادعى الساحر أو الكاهن النبوة لسلبه الله معرفة السحر رأساً وإلا كان هذا إضلالاً من الله وهو يمتنع عليه الإضلال …
إلى آخر ما يقررونه مما يخالف المنقول والمعقول ، ولضعف مذهبهم في النبوات مع كونها من أخطر أبواب العقيدة إذ كل أمورها متوقفة على ثبوت النبوة
أغروا أعداء الإسلام بالنيل منه واستطال عليهم الفلاسفة والملاحدة .


والصوفية منهم كالغزالي يفسرون الوحي تفسيراً قرمطياً فيقولون هو انتقاش العلم الفائض من العقل الكلي في العقل الجزئي .


أما في موضوع العصمة فينكرون صدور الذنب عن الأنبياء ويؤولون الآيات والأحاديث الكثيرة تأويلاً متعسفاً متكلفاً كالحال في تأويلات الصفات .


اكثرت من التدليس والكذب فدعني انقل لك من كتب الاشاعرة لتعرف من هم اهل السنة والجماعة

ابو الحارث مهدي
2011-08-24, 03:02
هادم البدع
اكثرت من التدليس والكذب فدعني انقل لك من كتب الاشاعرة لتعرف من هم اهل السنة والجماعة






إليك عزائي يا من هَدَمَتْهُ البدع





عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ))،



قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة » .


حديث رقم: 3650 من صحيح الجامع.‌

--------------------



قال اللغوي ابن منظور: « الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لِربُوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة ».



مسألة النبوات من المسائل العظيمة ؛


فالإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة والرسل والأنبياء هم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ الوحي .

وقد جانب المتكلمون الصواب في مسائل عدة في تقرير أمر النبوة وذلك لتبنيهم مسائلكلامية وفلسفية فالتزموا لأجلها عقائد باطلة .

وقد تتبع شيخ الإسلام المتكلمين المعتزلة والأشاعرة وبَيَّنَ تناقضهم ومجانبتهم للصواب في مسائل عدة منها دلائل النبوة وفي حد المعجزة وغيرها.


ومن أهم النقاط التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة في مسألة تقرير النبوات كما يلي :

أولا : جعل الأشاعرة النبوة صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله أو صفة ثبوتية في نفس النبي .
أ‌- فجوزوا أن يرسل الله من يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به .
ب‌- وعلى أصلهم جواز تكليف ما لا يطاق يلزمهم جواز أن يأمر الله الرسول بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي .
ت‌- قالوا: وما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس ... أو غير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر .
ث‌- اعتمد القاضي الباقلاني على الإجماع فيما ينبغي للنبي أن ينزه عنه ؛ فلم يعتمد على دليل سمعي أو عقلي .
ج‌- قالوا : ليس للنبوة آية تختص بها فكان حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله
ح‌- ويلزم من ذلك أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فكان حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا .

ثانيا : قرروا أنه لا دليل على صدق النبوة إلا المعجزة .
خ‌- قالوا: إن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق- المعجزة - وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة – على قول بعضهم -
د‌- وهذه الطريق إنما تكون دليلا إذا علم أن الله إنما خلق أو جعل هذه المعجزة لتصديق الرسول فتناقضوا على ذلك لأن أصل مذهبهم هو إنكار الحكمة والسببية فلا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء .
ذ‌- من تناقضهم قالوا: إن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري ... وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم .

ر‌- من تناقضهم قولهم إن الله سبحانه لا يظهر المعجزة على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء .

ز- تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها .

ثالثا : حدهم المعجزة بالخارق للعادة .
رابعا: كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة .س‌- قالوا : كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها .
ش- فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة .
ص - قالوا لو ادعى ساحر أو كاهن النبوة لكان الله يعجزه عن تلك الخوارق التي علم أن غيره من السحرة والكهان يفعل مثلها وليس بنبي وهذا مناف لأصلهم في نفي الحكمة والسببية وأيضا تجويزهم فعل كل شيء .
ض- فعلى أصولهم يجوز أن يكون كل ما هو معجزة للأنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إلا أن يمنع منه سمع و يجوز أن يبعث أي أحد ولا يقيم على نبوته دليلا هذا حقيقة قولهم و إذا بعثه لا يقيم دليلا على نبوته بل يلزم العباد بتصديقه بلا دليل يدلهم على صدقه وهذا غاية التكليف بمالا يطاق وهم يجوزونه .
ط- حد بعضهم المعجزة بكونها مما ينفرد الباري بالقدرة عليها.
ظ- دليل الأشعري الذي استدل به في أن المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب دليل صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصول مذهبه فإنه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم .
ع- قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه ؛ وهذا في الحقيقة مناقض لأصولهم كما سيأتي .

ابو الحارث مهدي
2011-08-24, 03:35
هذا ملخص أهم النقاط التي ساقها شيخ الإسلام في كتابه"النبوات"


وهذا توضيح مفصل لهذه النقاط من قوله رحمه الله :

أولا : جعل الأشاعرة النبوة صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله أو صفة ثبوتية في نفس النبي .
1 - فجوزوا أن يرسل الله من يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به .
2 - وعلى أصلهم جواز تكليف ما لا يطاق يلزمهم جواز أن يأمر الله الرسول بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي .
3 - قالوا: ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس ... أوغير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر .
4 - اعتمد القاضي الباقلاني على الإجماع فيما ينبغي للنبي أن ينزه عنه ؛ فلم يعتمد على دليل سمعي أوعقلي .

قال شيخ الإسلام :



والنبوة قد قال طائفة من الناس إنها صفة في النبي وقال طائفة ليست صفة ثبوتية في النبي بل هي مجرد تعلق الخطاب الإلهي بهي قول الرب إني أرسلتك فهي عندهم صفة إضافية كما يقولونه في الأحكام الشرعية أنها صفات إضافية للأفعال لا صفات حقيقية , والصحيح أن النبوة تجمع هذا وهذا فهي تتضمن صفة ثبوتية في النبي وصفة إضافية .

النبوات(2/989)




وقال شيخ الإسلام :


والمقصود أن هؤلاء لما احتاجوا الى إثبات النبوات اضطربوا في صفة النبي وما يجوز عليه وفي الآيات التي بها يعلم صدقه فجوزوا أن يرسل الله من يشاء بما يشاء لايشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به لأن تبليغ الرسالة بدون العلم ممتنع ومن جوز منهم تكليف ما لا يطاق مطلقا يلزمه جواز أن يأمره الله بتبليغ رسالة لا يعلم ماهي وجوزوا من جهة العقل ما ذكره القاضي أبو بكر أن يكون الرسول فاعلا للكبائر إلاأنه لا بد أن يكون عالما بمرسله لكن ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو مخنث أو غير ذلك فانه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر ... فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه الأنبياء لا على دليل عقلي ولا سمعي من الكتاب والسنة فإن العقل عنده لا يمنع أن يرسل الله من شاء إذ كان يجوز عنده على الله فعل كل ما يقدر عليه وإنما اعتمد على الإجماع فما أجمع المسلمون عليه أنه لا يكون في النبي نزه عنه ثم ذكر ما ظنه إجماعا كعاداته وعادات أمثاله في نقل إجماعات لا يمكن نقلها عن واحد من الصحابة ولا ثلاثة من التابعين ولا أربعة من الفقهاء المشهورين .
النبوات(1/478)


5 - قالوا : ليس للنبوة آية تختص بها فكان حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله
6 - ويلزم من ذلك أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فكان حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا .

قال شيخ الإسلام :


والمقصود هنا أن هؤلاء حقيقة قولهم انه ليس للنبوة آية تختص بها كما أن حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله فهذان أمران متعلقان بالرب إذ هو عندهم لا يقدر أن يفعل شيئا لشيء والآية إنما تكون آية إذا فعلها لتدل ولو قدر أنه قادر فهم يجوزون عليه فعل كل شيء فيمكن أنه لم يجعل على صدق النبي دليلا وأما الذي ذكرناه عنهم هنا فإنه يقتضي أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فلا يكون دليلا فهم هناك حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا وهنا حقيقة قولهم إنه لا دليل على النبوة ولهذا كان كلامهم في هذا الباب منتهاه التعطيل ولهذا عدل الغزالي وغيره عن طريقهم في الاستدلال بالمعجزات لكون المعجزات على أصلهم لا تدل على نبوة نبي وليس عندهم في نفس الأمر معجزات وإنما يقولون المعجزات علم الصدق لأنها في نفس الأمر كذلك وهم صادقون في هذا لكن على أصلهم ليست دليلا على الصدق ولا دليل على الصدق فآيات الأنبياء تدل على صدقهم دلالة معلومة بالضرورة تارة وبالنظر أخرى وهم قد يقولون إنه يحصل العلم الضروري بأن الله صدقه بها وهي الطريقة التي سلكها أبو المعالي والرازي وغيرهما وهي طريقة صحيحة في نفسها لكن تناقض بعض أصولهم .

النبوات(2/806)

ابو الحارث مهدي
2011-08-24, 03:44
ثانيا : قرروا أنه لا دليل على صدق النبوة إلا المعجزة .

7 - قالوا: إن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق- المعجزة - وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة – على قول بعضهم -

8 - وهذه الطريق إنما تكون دليلا إذا علم أن الله إنما خلق أو جعل هذه المعجزة لتصديق الرسول فتناقضوا على ذلك لأن أصل مذهبهم هو إنكار الحكمة والسببية فلا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء .

9- من تناقضهم قالوا: إن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري ... وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم .


10 - من تناقضهم قولهم إن الله سبحانه لا يظهر المعجزة على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء .



قال شيخ الإسلام :




ولما أرادوا إثبات معجزات الأنبياء عليهم السلام وأن الله سبحانه لا يظهرها على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء فتقوا فتقا فقالوا لو جاز ذلك لزم أن لا يقدر على تصديق من ادعى النبوة ومالزم منه نفي القدرة كان ممتنعا فهذا هو المشهور عن الأشعري وعليه اعتمد القاضي أبوبكر وابن فورك والقاضي أبو يعلى وغيرهم وهو مبني على مقدمات أحدها أن النبوة لاتثبت إلا بما ذكروه من المعجزات وأن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة .

وأن إعلام الخلق بأن هذا نبي بهذا الطريق ممكن فلو قيل لهم لا نسلم أن هذا ممكن على قولكم فإنكم إذا جوزتم عليه فعل كل شيء وإرادة كل شيء لم يكن فرق بين أن يظهرها على يد صادق أو كاذب ولم يكن إرسال رسول يصدقه بالمعجزات ممكنا على أصلكم ولم يكن لكم حجة على جواز إرسال الرسول وتصديقه بالمعجزات إذ كان لا طريق عندهم إلا خلق المعجز وهذا إنما يكون دليلا إذا علم أنه إنما خلقه لتصديق الرسول وأنتم عندكم لا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء وسلك طائفة منهم طريقا آخر وهي طريقة أبي المعالي وأتباعه وهو أن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري وضربوا له مثلا بالملك وهذا صحيح إذا منع تأصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لايفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لايجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم .


النبوات(1/482)

ابو الحارث مهدي
2011-08-26, 01:01
وقال شيخ الإسلام :


وأما الطريق الثانية وهي أجود وهي التي اختارها أبو المعالي وأمثاله فهو أن دلالة المعجز على التصديق معلومة بالاضطرار وهذه طريقة صحيحة لمن اعتقد أن يفعل لحكمة وأما إذا قيل انه لا يفعل لحكمة انتفى العلم الاضطراري والأمثلة التي يذكرونها كالملك الذي جعل آية لرسوله أمرا خارجا عن عادته إنما دلت للعلم بأن الملك يفعل شيئا لشيء فإذا نفوا هذا بطلت الدلالة وكذلك دليل القدرة هو دليل صحيح لكن مع إثبات الحكمة فإنه سبحانه وتعالى قادر على أن يميز بين الصادق والكاذب إذ كان قادرا على أن يهدي عباده إلى ما هو أدق من هذا فهداهم إلى أسهل لكن هذا يستلزم إثبات حكمته ورحمته فمن لم يثبت له حكمة ورحمة امتنع عليه العلم بشيء من أفعاله الغائبة وأيضا فآيات الأنبياء تصديق بالفعل فهي تدل إذا علم أن من صدقه الرب فهو صادق وذلك يتضمن تنزيهه عن الكذب وعلى أصلهم لا يعلم ذلك فإن ما يخلقه من الحروف والأصوات عندهم هو مخلوق من المخلوقات فيجوز أن يتكلم كلاما يدل على شيء وقد أراد به شيئا آخر فإن هذا من باب المفعولات عندهم .

النبوات (2|932)

11 - تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها .


قال شيخ الإسلام :
ومن الناس من فرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء بفروق ضعيفه مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها .

النبوات (1|138)

ابو الحارث مهدي
2011-08-26, 01:04
ثالثا : حدهم المعجزة بالخارق للعادة .وقد رد عليهم شيخ الإسلام في ذلك



أ‌- كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف .
ب‌- وكون المعجزة خارقة للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى وهو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إنبعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات .

قال شيخ الإسلام :



كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط وهو عديم التأثير فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم .
إن كون الشخص يخبره الله بالغيب خبرا معصوما هذا مختص بهم وليس هذا موجودا لغيرهم فضلا عن كونه معتادا ؛ فآية النبي لا بد أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها ليست معتادة للآدميين وذلك لأنها حينئذ لا تكون مختصة بالنبي بل مشتركة وبهذا احتجوا على أنه لا بد أن تكون خارقة للعادة لكن ليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم كما أن ما يعرفه أهل الطب والنجوم والفقه والنحو هو معتاد لنظرائهم وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم .
النبوات (1|165)




وقال شيخ الإسلام


فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعضبل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات ثم هب أنه لا نظير لها في نوعها لكن وجد خوارق العادات للأنبياء غير هذا فنفس خوارق العادات معتاد جميعه للأنبياء بل هو من لوازم نبوتهم مع كون الأنبياء كثيرين وقد روي أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي وما يأتي به كل واحد من هؤلاء لا يكون معدوم النظير في العالم بل ربما كان نظيره وإن عني بكون المعجزة هي الخارقة للعادة أنها خارقة لعادة أولئك المخاطبين بالنبوة بحيث ليس فيهم من يقدر على ذلك فهذا ليس بحجة فإن أكثر الناس لا يقدرون على الكهانة والسحر ونحو ذلك .
النبوات (1/172)

ابو الحارث مهدي
2011-08-26, 01:17
ت‌- وبين أنه لا يصح حد المعجز بالخارق للعادة لوجهين : أحدهما أن كون الشيء معتادا وغير معتاد أمر نسبي إضافي ليس بوصف مضبوط تتميز به الآية بل يعتاد هؤلاء مالم يعتد هؤلاء مثل كونه مألوفا ومجربا ومعروفا ونحو ذلك من الصفات الإضافية .
الثاني : أن مجرد ذلك مشترك بين الأنبياء وغيرهم وإذا خص ذلك بعدم المعارضة فقد يأتي الرجل بما لا يقدر الحاضرون على معارضته ويكون معتادا لغيرهم كالكهانة والسحر وقد يأتي بما يمكن معارضته وليس بآية لشيء لكونه لم يختص بالأنبياء .
النبوات(1/174)


رابعا : كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة .
12- قالوا : كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك



النبوات (1/134)




13 - فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة .

النبوات (2/789)




14 - فعلى أصولهم يجوز أن يكون كل ما هو معجزة للأنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إلا أن يمنع منه سمع و يجوز أن يبعث أي أحد ولا يقيم على نبوته دليلا هذا حقيقة قولهم و إذا بعثه لا يقيم دليلا على نبوته بل يلزم العباد بتصديقه بلا دليل يدلهم على صدقه وهذا غاية التكليف بمالا يطاق وهم يجوزونه

النبوات (2/792)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 06:58
وقد رد عليهم شيخ الإسلام فقال :


أ- : وقالت طائفة بل كل هذا حق وخرق العادة جائز مطلقا وكل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك وهذا قول من اتبع جهما على أصله في أفعال الرب من الجهمية وغيرهم حيث جوزوا أن يفعل كل ممكن فلزمهم جواز خرق العادات مطلقا على يد كل أحد واحتاجوا مع ذلك إلى الفرق بين النبي وغيره فلم يأتوا بفرق معقول بل قالوا هذا يقترن به التحدي فمن ادعى النبوة وهو كاذب لم يجز أن يخرق الله له العادة أو يخرقها له ويكون دليلا على صدقه لما يقترن بها مما يناقض ذلك فإن هذين قولان لهم .
فقيل لهم لم أوجبتم هذا في هذا الموضع دون غيره وأنتم لا توجبون على الله شيئا فقالوا لأن المعجزة علم الصدق فيمتنع أن تكون لغير صادق فالمجموع هو الممتنع وهو خارق العادة ودعوى النبوة أو هذان مع السلامة عن المعارض فقيل لهم ولم قلتم إنه علم الصدق على قولكم فقالوا إما لأنه يفضي منع ذلك إلى عجزه وإما لأنه علم دلالته على الصدق بالضرورة فقيل لهم إنما يلزم العجز لو كان التصديق على قولكم ممكنا وكون دلالتها معلومة بالضرورة هو مسلم لكنه يناقض أصولكم ويوجب أن يكون أحد الشيئين معلوما بالضرورة دون نظيره وهذا ممتنع فإنكم تقولون يجوز أن يخلق على يد مدعي النبوة والساحر والصالح لكن إن ادعى النبوة دلت على صدقه وإن لم يدع النبوة لم تدل على شيء مع أنه لا فرق عند الله بين أن يخلقها على يد مدعي النبوة وغير مدعي النبوة بل كلاهما جائز فيه فإذا كان هذا مثل هذا فلم كان أحدهما دليلا دون الآخر ولم اقترن العلم بأحد المتماثلين دون الآخر ومن أين علمتم أن الرب لا يخرقها مع دعوى النبوة إلا على يد صادق وأنتم تجوزون على أصلكم كل فعل مقدور وخلقها على يد الكذاب مقدور .
النبوات (1/136)

ب- وهو أنه قد ادعى جماعة من الكذابين النبوة وأتوا بخوارق من جنس خوارق الكهان والسحرة ولم يعارضهم أحد في ذلك المكان والزمان وكانوا كاذبين فبطل قولهم إن الكذاب إذا أتى بمثل خوارق السحرة والكهان فلا بد أن يمنعه الله ذلك الخارق أو يقيض له من يعارضه وهذا كالأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم واستولى على اليمن وكان معه شيطان سحيق ومحيق وكان يخبر بأشياء غائبة من جنس أخبار الكهان وما عارضه أحد وعرف كذبه بوجوه متعددة وظهر من كذبه وفجوره ما ذكره الله بقوله {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وكذلك مسيلمة الكذاب وكذلك الحارث الدمشقي ومكحول الحلبي وبابا الرومي لعنة الله عليهم وغير هؤلاء كانت معهم شياطين كما هي مع السحرة والكهان .
النبوات (1/498)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 06:59
ت- أن آيات الأنبياء ليس من شرطها استدلال النبي بها ولا تحديه بالإتيان بمثلها بل هي دليل على نبوته وان خلت عن هذين القيدين وهذا كإخبار من تقدم بنبوة محمد فانه دليل على صدقه وان كان هو لم يعلم بما أخبروا به ولا يستدل به وأيضا فما كان يظهره الله على يديه من الآيات مثل تكثير الطعام والشراب مرات كنبع الماء من بين أصابعه غير مرة وتكثير الطعام القليل حتى كفى أضعاف من كان محتاجا إليه وغير ذلك كله من دلائل النبوة ولم يكن يظهرها للاستدلال بها ولا يتحدى بمثلها بل لحاجة المسلمين إليها وكذلك إلقاء الخليل في النار إنما كان بعد نبوته ودعائه لهم إلى التوحيد .
النبوات (1/500)

ث- أن الدليل الدال على المدلول عليه ليس من شرط دلالته استدلال أحد به بل ما كان النظر الصحيح فيه موصولا إلى علم فهو دليل وإن لم يستدل به أحد فالآية أدلة وبراهين تدل سواء استدل بها النبي أو لم يستدل وما لا يدل إذا لم يستدل به لا يدل إذا استدل به ولا ينقلب ما ليس بدليل دليلا إذا استدل به مدع لدلالته .
النبوات (1/500)

ج- وأما قولهم خاصة المعجز عدم المعارضة فهذا باطل وإن كان عدم المعارضة لازما له فإن هذا العدم لا يعلم إذ يمكن أن يعارضه من ليس هناك إذا كان مما يعلم أنه معتاد مثل خوارق السحرة والكهان فإنه وإن لم يمكن أن يعارض في هذا الموضع ففي السحرة والكهان من يفعل مثلها مع أنه ليس بنبي ودليل النبوة يمتنع ثبوته بدون النبوة وإذا قالوا الدليل هو مجموع الدعوى والدليل تبين خطأهم وان القوم لم يعرفوا دلائل النبوة ولا أقاموا دليلا على نبوة الأنبياء كما لم يقيموا دليلا على وجود الرب فليس في كتبهم ما يدل على الرب تعالى ولا على رسوله مع أن هذا هو المقصود من أصول الدين .
النبوات (2/795)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 07:02
15 - حد بعضهم المعجزة بكونها مما ينفرد الباري بالقدرة عليها



أ‌- إذا جوز أن يكون ما ينفرد الرب بالقدرة عليه وعلى قولهم يأتي به النبي تارة والساحر تارة ولا فرق بينهما إلا دعوى النبوة والاستدلال به والتحدي بالمثل فلا حاجة إذا إلى كونه مما انفرد الباري بالقدرة عليه .

النبوات (1/228)





ب -وعلى هذا القول لا فرق بين المعجزة وغيرها

قال شيخ الإسلام :




وإذا قال القائل آيات الأنبياء لا يقدر عليها إلا الله أو أن الله يخترعها ويبتدئها بقدرته أو أنها من فعل الفاعل المختار ونحو ذلك قيل له هذا كلام مجمل فقد يقال عن كل ما يكون أنه لا يقدر عليه إلا الله فإن الله خالق كل شيء وغيره لا يستقل بإحداث شيء وعلى هذا فلا فرق بين المعجزات وغيرها وقد يقال لا يقدر عليها إلا الله أي هي خارجة عن مقدورات العباد فإن مقدوراته على قسمين منها ما يفعله بواسطة قدرة العبد كأفعال العباد وما يصنعونه ومنها ما يفعله بدون ذلك كإنزال المطر فإن أراد هذا القائل أنها خارجة عن مقدور الإنس بمعنى أنه لا يقع منهم لا بإعانة الجن ولا بغير ذلك فهذا كلام صحيح وإن أراد أنه خارج عن مقدورهم فقط وإن كان مقدورا للجن فهذا ليس بصحيح فإن الرسل أرسلوا إلى الإنس والجن والسحر والكهانة وغير ذلك تقدر الجن على إيصالها إلى الإنس وهي مناقضة لآيات الأنبياء
كما قال تعالى (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم)
وإن أراد أنها خارجة عن مقدور الملائكة والإنس والجن أو أن الله يفعلها بلا سبب فهذا أيضا باطل فمن أين له أن الله يخلقها بلا سبب ومن أين له أنه لا يخلقها بواسطة الملائكة الذين هم رسله في عامة ما يخلقه فمن أين له أن جبريل لم ينفخ في مريم حتى حملت بالمسيح وقد أخبر الله بذلك وهو وأمه مما جعلهما آية للعالمين


قال تعالى ]وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرر ومعين[

النبوات (2/1065)




16- و دليل الأشعري الذي استدل به في أن المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب دليل صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصول مذهبه فإنه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم .





قال شيخ الإسلام :


هذا كلام صحيح إذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله ولو كان فيه من الفساد ما كان فانه عندكم لا ينزه عن فعل ممكن ولا يقبح منه فعل فحينئذ إذا خلق على يد الكاذب مثل هذه الخوارق لم يكن ممتنعا على أصلكم وهي لا تدل على الصدق البتة على أصلكم ويلزمكم إذا لم يكن دليل إلهي ألا يكون في المقدور دليل على صدق مدعي النبوة فيلزم أن الرب سبحانه لا يصدق أحدا ادعى النبوة وإذا قلتم هذا ممكن بل واقع ونحن نعلم صدق الصادق إذا ظهرت هذه الأعلام على يده ضرورة قيل فهذا يوجب أن الرب لا يجوز عليه إظهارها على يد كاذب وهذا فعل من الأفعال هو قادر عليه وهو سبحانه لا يفعله بل هو منزه عنه فأنتم بين أمرين إن قلتم لا يمكنه خلقها على يد الكاذب وكان ظهورها ممتنعا فقد قلتم إنه لايقدر على إحداث حادث قد فعل مثله وهذا تصريح بعجزه وأنتم قلتم فليست بدليل فلا يلزم عجزه فصارت دلالتها مستلزمة لعجزه على أصلكم وان قلتم يقدر لكنه لا يفعل فهذا حقوهو ينقض أصلكم وحقيقة الأمر أن نفس ما يدل على صدق الصادق بمجموعه امتنع أن يحصل للكاذب وحصوله له ممتنع غير مقدور وأما خلق مثل تلك الخارقة على يد الكاذب فهو ممكن والله سبحانه وتعالى قادر عليه لكنه لا يفعله لحكمته كما أنه سبحانه يمتنع عليه أن يكذب أو يظلم والمعجز تصديق وتصديق الكاذب هو منزه عنه والدال على الصدق قصد الرب تصديق الصادق وهذا القصد يمتنع حصوله للكاذب فيمتنع جعل من ليس برسول رسولا وجعل الكاذب صادقا ويمتنع من الرب قصد المحال وهو غير مقدور وهو إذا صدق الصادق بفعله علم بالاضطرار والدليل أنه صدقه وهذا العلم يمتنع حصوله للكاذب .

النبوات (1/241)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 07:14
وقال شيخ الإسلام :


وقالوا أيضا ما ذكره الأشعري المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب وهذا كلام صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصولهم فانه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لايفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم .
النبوات (1/483)


17- قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه؛ وهذا في الحقيقة مناقض لأصولهم.




قال شيخ الإسلام :


قالوا ولو ادعى النبوة أحدمن أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أويقيض له من يعارضه فتبطل حجته وإذا قيل لهم لم قلتم إن الله لا بد أن يفعل هذا وهذاوعندكم يجوز عليه كل شيء ولا يجب عليه فعل شيء ولا يجب منه فعل شيء قالوا لأنه لو لم يمنعه من ذلك أو يعارضه بآخر لكان قد أتى بمثل ما يأتي به النبي الصادق فتبطل دلالة آيات الأنبياء فإذا قيل لهم وعلى أصلكم يجوز أنه يبطل دلالتها وعندكم يجوز عليه فعل كل شيء .
النبوات (1/487)


6- - تقرير عقيدة أهل السنة في النبوات .

أ- النبوة صفة ثبوتية وكذلك إضافية فهي اختصاص واصطفاء من الله لا ينالها أحد إلا باختيار الله .
النبوات (2/989)



ب‌- آيات الأنبياء لا تكون إلا خارقة للعادة ولا تكون مما يقدر أحد على معارضتها فاختصاصها بالنبي وسلامتها عن المعارضة شرط فيها بل وفي كل دليل فإنه لا يكون دليلا حتى يكون مختصا بالمدلول عليه ولا يكون مختصا إلا إذا سلم عن المعارضة .
النبوات (1/500)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 07:16
ت‌- آيات الانبياء خارجة مقدور من أرسل الأنبياء إليه وهم الجن والإنس فلا تقدر الإنس والجن أن يأتوا بمثل معجز الأنبياء
كما قال تعالى (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أنيأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
وأما الملائكة فلا تضر قدرتهم على مثل ذلك فإن الملائكة إنما تنزل على الأنبياء لاتنزل على السحرة والكهان كما أن الشياطين لا تتنزل على الأنبياء , والملائكة لا تكذب على الله فإذا كانت الآيات من أفعال الملائكة مثل أخبارهم للنبي عن الله بالغيب ومثل نصرهم له على عدوه وإهلاكهم له نصرا وهلاكا خارجين عن العادة كما فعلته الملائكة يوم بدر وغيره وكما فعلت بقوم لوط وكما فعلت بمريم والمسيح ونحو ذلك .

النبوات (1/503)



ث- كرامات الأولياء من معجزات أنبيائهم


قال شيخ الإسلام :
أما الصالحون الذين يدعون إلى طريق الأنبياء لا يخرجون عنها ، فتلك خوارقهم من معجزات الأنبياء فإنهم يقولون نحن إنما حصل لنا هذا باتباع الأنبياء .

النبوات (1/141)

قال شيخ الإسلام :

ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكنهم قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم وكرامات الصالحين تدل على صحة الدين الذي جاء به الرسول لا تدل على أن الولي معصوم ولا على أنه تجب طاعته في كل ما يقوله .

النبوات (1/143)

ج- جنس آيات الأنبياء خارجة عن مقدور البشر بل وعن مقدور جنس الحيوان وأما خوارق مخالفيهم كالسحرة والكهان فإنها من جنس أفعال الحيوان من الإنس وغيره من الحيوان والجن مثل قتل الساحر وتمريضه لغيره فهذا أمر مقدور معروف للناس بالسحر وغير السحر وكذلك ركوب المكنسة أو الخابية وغير ذلك حتى تطير به وطيرانه في الهواء من بلد إلى بلد هذا فعل مقدور للحيوان فان الطير يفعل ذلك والجن تفعل ذلك .

النبوات (1/145)


ح- النبوة لها خصائص منها أنها خارقة لعادة غير الأنبياء


قال شيخ الإسلام :
المقصود أن هذهالأجناس كلها موجودة في الناس معتادة معروفة وكل واحد منها يعرف بخواصه المستلزمةله وتلك الخواص آيات له مستلزمة له فكذلك النبوة لها خواص مستلزمة لها تعرف بهاوتلك الخواص خارقة لعادة غير الأنبياء وان كانت معتادة للأنبياء فهي لا توجد لغيرهم .

النبوات (1/192)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 07:21
خ- من دلائل النبوة النهي عن الشرك والكفر والفواحش والمعاصي



قال شيخ الإسلام :


وقد علم بصريح العقل مع ما تواتر عن الأنبياء أنهم حرموا الشرك فمتى كان الرجل يأمر بالشرك وعبادة غير الله أو يستعين على مطالبه بهذا وبالكذب والفواحش والظلم علم قطعا أنه من جنس السحرة لا من جنس الأنبياء وخوارق هذا يمكن معارضتها وإبطالها من بني جنسه وغير بني جنسه وخوارق الأنبياء لا يمكن غيرهم أن يعارضها ولا يمكن أحدا إبطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا فلا يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر وإن أتى بنظيرها فهو يصدقه ومعجزة كل منهما آية له وللآخر أيضا، كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم بخلاف خوارق السحرة فإنها إنما تدل على أن صاحبها ساحر يؤثر آثارا غريبة مما هو فساد في العالم ويسر بمايفعله من الشرك والكذب والظلم ويستعين على ذلك بالشياطين فمقصوده الظلم والفساد ، والنبي مقصوده العدل والصلاح وهذا يستعين بالشياطين وهذا بالملائكة وهذا يأمر بالتوحيد لله وعبادته وحده لا شريك له وهذا إنما يستعين بالشرك وعبادة غير الله وهذا يعظم إبليس وجنوده وهذا يذم إبليس وجنوده .

النبوات (1/194)

د- ولهذا إنما يقرر الرب تعالى في القرآن أمر النبوة وإثبات جنسها بما وقع في العالم من قصة نوح وقومه وهود وقومه وصالح وقومه وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى وغيرهم، فيذكر وجود هؤلاء وأن قوما صدقوهم وقوما كذبوهم ويبين حال من صدقهم وحال من كذبهم فيعلم بالاضطرار حينئذ ثبوت هؤلاء ويتبين وجود آثارهم في الارض فمن لم يكن رأى في بلدة آثارهم فليسر في الارض ولينظر آثارهم وليسمع أخبارهم المتواترة .

النبوات (1/199)


ذ- ومن آياته نصر الرسل على قومهم

وهذا على وجهين تارة يكون بإهلاك الأمم وإنجاء الرسل وأتباعهم كقوم نوح وهود وصالح وشعيب ولوط وموسى .

النبوات (1/205)

ر- جميع ما يفعله الله من الآيات في العالم فهو دليل على صدق الأنبياء ومستلزم له وإن كانت الآيات معتادة لجنس الأنبياء أو لجنس الصالحين الذين يتبعون الأنبياء فهي مستلزمة لصدق مدعي النبوة فإنها إذا لم تكن إلا لنبي أومن يتبعه لزم أن يكون من أحد القسمين والكاذب في دعوى النبوة ليس واحدا منهما فالتابع للأنبياء الصالح لا يكذب في دعوى النبوة قط ولا يدعيها إلا وهو صادق كالأنبياء المتبعين لشرع موسى فإذا كان آية نبي إحياء الله الموتى لم يمتنع أن يحي الله الموتى لنبي آخر أو لمن يتبع الأنبياء كما قد أحيي الميت لغير واحد من الأنبياء ومن تبعهم وكان ذلك آية على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة من قبله إذا كان إحياء الموتى مختصا بالأنبياء وأتباعهم وكذلك ما يفعله الله من الآيات والعقوبات بمكذبي الرسل كتغريق فرعون وإهلاك قوم عاد بالريح الصرصر العاتية وإهلاك قوم صالح بالصيحة وأمثال ذلك فإن هذا جنس لم يعذب به إلا من كذب الرسل فهو دليل على صدق الرسل وقد يميت الله بعض الناس بأنواع معتادة من البأس كالطواعين ونحوها لكن هذا معتاد لغير مكذبي الرسل أما ما عذب الله به مكذبي الرسل فمختص بهم ولهذا كان من آيات الله
كما قال (وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا )
وكذلك ما يحدثه من أشراط الساعة كظهور الدجال ويأجوج ومأجوج وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها بل والنفخ في الصور وغير ذلك هو من آيات الأنبياء فإنهم أخبروا به قبل أن يكون فكذبهم المكذبون فإذا ظهر بعد مئين أو ألوف من السنين كماأخبروا به كان هذا من آيات صدقهم ولم يكن هذا إلا لنبي أو لمن يخبر عن نبي والخبر عن النبي هو خبر النبي ولهذا كان وجود ما أخبر به الرسول من المستقبلات من آيات نبوته إذا ظهر المخبر به كما كان أخبر فيما مضى عرف صدقه فيما أخبر به إذ كان هذا وهذا لا يمكن أن يخبر به إلا نبي أو من أخذ عن نبي وهو لم يأخذ عن أحد من الانبياء شيئا فدل على نبوته .


النبوات (1/496)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 07:29
ز- المعجزة لا تظهر على يد الكذاب



قال شيخ الإسلام :


والتحقيق أن إظهار المعجزات الدالة على صدق الأنبياء على يد الكاذب لا يجوز لكن قيل لامتناع ذلك في نفسه كما قاله الأشعري وقيل لأن ذلك يمتنع في حكمة الرب وعدله وهذا أصح فانه قادر على ذلك لكن لو فعله بطلت دلالة المعجز على الصدق .
النبوات (1/551)



س- الفروق بين آيات الأنبياء وغيرهم وبينها وبين غيرها من الفروق مالا يكاد يحصى منها:
الأول: أن النبي صادق فيما يخبر به عن الكتب لا يكذب قط ومن خالفهم من السحرة والكهان لا بد أن يكذب كما قال تعالى ]هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم[
الثاني: من جهة مايأمر به هذا ويفعله ومن جهة ما يأمر به هذا ويفعله فان الأنبياء لا يأمرون إلابالعدل وطلب الآخرة وعبادة الله وحده وأعمالهم البر والتقوى ومخالفوهم يأمرون بالشرك والظلم ويعظمون الدنيا وفي أعمالهم الإثم والعدوان .
الثالث: أن السحر والكهانة ونحوهما أمور معتادة معروفة لأصحابها ليست خارقة لعادتهم وآيات الأنبياء لا تكون إلا لهم ولمن اتبعهم.
الرابع: أن الكهانة والسحر يناله الإنسان بتعلمه وسعيه واكتسابه وهذا مجرب عند الناس بخلاف النبوة فانه لا ينالها أحد باكتسابه .
الخامس: أن النبوة لو قدر أنها تنال بالكسب فإنما تنال بالأعمال الصالحة والصدق والعدل والتوحيد لا تحصل مع الكذب على من دون الله فضلا عن أن تحصل مع الكذب على الله فالطريق الذي تحصل به لو حصلت بالكسب مستلزم للصدق على الله فيما يخبربه.
السادس : أن ما يأتي به الكهان والسحرة لا يخرج عن كونه مقدور للجن والإنس وهم مأمورون بطاعة الرسل وآيات الرسل لا يقدر عليها لا جن ولا إنس بل هي خارقة لعادة كل من أرسل النبي إليه



]قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذاالقرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا[




السابع: أن هذه يمكن أن تعارض بمثلها وآيات الأنبياء لا يمكن أحدا أن يعارضها بمثلها.
الثامن: أن تلك ليست خارقة لعادات بني آدم بل كل ضرب منها معتاد لطائفة غير الأنبياء فليست معتادة لغير الصادقين على الله ولمن صدقهم.
التاسع : أن هذه لا يقدر عليها مخلوق لا الملائكة ولا غيرهم كإنزال القرآن وتكليم موسى وتلك تقدر عليها الجن والشياطين.
العاشر: أنه إذا كان من الآيات ما يقدر عليه الملائكة فان الملائكة لا تكذب على الله ولا تقول لبشر إن الله أرسلك ولم يرسله وإنما يفعل ذلك الشياطين والكرامات معتادة في الصالحين منا ومن قبلنا ليست خارقة لعادة الصالحين وهذه تنال بالصلاح بدعائهم وعبادتهم ومعجزات الأنبياء لا تنال بذلك ولو طلبها الناس حتى يأذن الله فيها


]قل إنما الآيات عند الله[،]قل إن الله قادر على أن ينزل آية[

الحادي عشر: أن النبي قد تقدمه أنبياء فهو لا يأمر إلا بجنس ما أمرت به الرسل قبله فله نظراء يعتبر بهم وكذلك الساحر والكاهن له نظراء يعتبر بهم
والثاني عشر : أن النبي لا يأمر إلا بمصالح العباد في المعاش والمعاد فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيأمر بالتوحيد والإخلاص والصدق وينهى عن الشرك والكذب والظلم فالعقول والفطر توافقه كما توافقه الأنبياء قبله فيصدقه صريح المعقول وصحيح المنقول الخارج عما جاء به .
النبوات (1/560)

ابو الحارث مهدي
2011-08-27, 07:35
ش- من آيات الأنبياء ما يختص به النبي ومنها ما يأتي به عدد من الأنبياء ومنها ما يشترك فيه الأنبياء كلهم ويختصون به وهو الإخبار عن الله بغيبه الذي لا يعلمه إلا الله، قال تعالى


]عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا
ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا[


لكن ما يظهر على المؤمنين بهم من الآيات بسبب الإيمان بهم .

النبوات (1/832)





ص- لدلائل النبوة طرق منها ما يعلم بالضرورة ومنها يعلم بالنظر والاستدلال وكلاهما صحيح فإن كثيرا من العلوم في هذا الباب كدلالة الأخبار المتواترة فإنه قد يحصل بالخبر علم ضروري وقد يحصل العلم بالاستدلال وطائفة منهم الكعبي وأبو الحسين البصري وأبو الخطاب أنه نظري والتحقيق أن كلا القولين حق فإنه يحصل بها علم ضروري والأدلة النظرية توافق ذلك وكذلك كثير من الأدلة والعلامات والآيات من الناس من يعرف استلزامها للوازمها بالضرورة ويكون اللزوم عنده بينا لايحتاج فيه إلى وسط ودليل ومنهم من يفتقر إلى دليل ووسط يبين له إن هذا الدليل مستلزم لهذا الحكم لازم له ,ومن تأمل معارف الناس وجد أكثرها من هذا الضرب فقد يجيء المخبر إليهم بخبر فيعرف كثير منهم صدقه أو كذبه بالضرورة لأمور تقترن بخبره وآخرون يشكون في هذا ثم قد يتبين لبعضهم بأدلة وقد لا يتبين وكثير من الناس يعلم صدق المخبر بلا آية البتة بل إذا أخبره وهو خبير بحاله أو بحال ذلك المخبر به أو بهما علم بالضرورة إما صدقه وإما كذبه .

النبوات (1/885)




وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

free_voice
2011-12-08, 14:52
السلام عليكم و رحمة الله

الموضوع فيم و فيه مشاركات قيمة وثمينة لكن أعيب التعصب و تشويه الموضوع بالتجريح و التعرض لشخص الكثير من الأعضاء

أنا لاأفقه في الملل و الأحزاب لكني أنفر من أن نوصل إلى الطرف الآخر فكرتنا باعتماد التجريح و العبارات التكفيرية و الشتم .

بل أنتم يهود بل اليهود آمنوا أحسن منكم، فهم لم يحرفوا نصوص الصفات على عكسكم أنتم، حرفتم الكتاب و السنة جميعا

يلزمكم من القول بأن الله ليس في مكان أنه غير موجود بذاته...

أما نحن المسلمون، أهل الحق أتباع السل فالصالح أهل الحديث و الأثر العاملون بصحيح السنة فلا ننفي و لا نثبت "المكان" بل نلتزم بما جاء في الكتاب و السنة و هذا يعلمه كل العوام

ملاحظة: كفاك كتابة للردود بأسماء مختلفة و إختصر علينا الطريق يا يهودي

نعم، قد ينطق يهودي بالشهادتين و يكون ذلك منه زندقة و نفاق، كما هو حالك الآن

لاحول ولاقوة إلا بالله الجهميين وتجرئهم السافر
يعلم الله اننا اعطيانك الفرص تلو الفرص فوالله مثلكم اشد من اليهود والنصارى فلا مكان لكم بيننا
بعد البيان والحجة يا متفلسفين ومتكلمين ومتأولين ومتشدقين على كتاب الله وسنته..

بارك الله فيك إخية.....

قرار صائب و مستحسن، فالجهمية قد أفسدوا المنتدى و أعطيناهم أكثر مما يستحقون (مع العلم أنه نفس الشخص)

بارك الله فيكي و جعلكي سيفا من سيوف السنة

هو جهمي كافر، أقمنا عليه الحجة آلآف المرات و لكن من يظله الله فلا هادي له، نسأل الله أن يثبتنا على الحق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا استاذوشاعر رشيد سابقا اليس كذلك..
فعلا كان ردا قيماومميزا وملجما ...لكن هؤلاء صمت آذانهم وطمست عيونهم وأصبحت عقولهم سواد لا حجر و الحيوان رغم لا عقل لهم يسبح الله عزوجل
..


"اِذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلَا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"
.................................................. .................................................ط ه 43 - 44



وأخيرا لا يتخذ أهل البدعة كلامي هذا
ذريعة ضد إخوتي في الله فوالله إني أشهد
أنهم على الحق ما داموا ينافحون عن عقيدة
أهل السنة والجماعة وأئمتها
أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية
وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي .

وفقكم الله وسدد خطاكم


[/CENTER][/QUOTE]

السؤال موجه للاخ مهدي ، وبما انك لا تعرف الحنابلة ، نرجوا ان تخرج من النقاش، لا تعرف الامام الفذ وحيد زمانه السيد احمد بن حنبل ؟، اذهب قأقرا

اكثرت من التدليس والكذب فدعني انقل لك من كتب الاشاعرة لتعرف من هم اهل السنة والجماعة


[QUOTE=رشِـيد;6819684][CENTER]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة أم منير
ابو الحارث مهدي (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=321822) و رشِـيد (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=250911)


عضوين مختلفين تماما
( في الشخص والإسم فقط )
ابو الحارث مهدي زميل عمل وصديق صبا
حفظه الله وسدد خطاه


وبارك الله فيكم على ما تقومون به
من جهد في دحض أهل البدعة وأربابها.

أزوركم دائما وأقرأ ردودكم ومواضيعكم
وأمر كما يمر السحاب وقد سرني صنيعكم.


لكنني أعيب على بعض الإخوة هنا ميولهم إلى
التجريح في الشخص والطعنِ فيه بدل الطعن
في عقيدته ومنهجه المخالفَيْن لعقيدة ومنهج
أهل السنَّة والجماعة السلفيينَ.

وأعلم يقينا أن أهل البدعة لا كرامةَ لهم
ولكن وجب علينا أن نأخذهم بلين القول
ولطيف العبارة حتى وإن لم تنفع معهم
ستنفع الكثيرين من متصفحي القسم
ممن لا يفقهون في الملل والطوائف والأحزاب
ونكون قد استمَلناهم إلى الحق بدل تنفيرهم منه.