المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعلم معاملة المرأة مع رسول الله


¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-06-11, 14:30
تعلم معاملة المرأة
مع رسول الله

قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}(الأحزاب21).
إذا استعرضنا المواقف الخلافية بين النبي وأزواجه فسنجد تصرفاته نموذجاً ينبغي على كل مسلم أن يهتدي به حتى ينال السعادة في الدنيا والآخرة .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حليم في غضبه، في عصر تمتد فيه أيدي الأزواج إلى نسائهم إذا ما أخطئوا ، ننظر إلى حكمة الرسول ورقته ولطفه في التعامل مع نسائه إذا ما حدث أي خلاف بينه وبين زوجاته : فقد حدث خلاف بين النبي وعائشة ـ رضي الله عنهما ، فقال لها من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضي عمر قط "عمر غليظ". قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول : تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا. فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق ( اللصوق ) بظهري - إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما". (رواه الحافظ الدمشقي) .
وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج ، فلم يمد الرسول الكريم أبدا يده على أي من زوجاته ، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة..
غيرة أزواج النبي وكيف تعامل معهن :
كانت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم حزبين ؛ حزب عائشة وفيه حفصة و سودة وصفية في جانب، وحزب زينب وأم سلمة وفيه أم حبيبة وجويرية وميمونة في جانب، وكان الأنصار حول بيوتات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، يكثرون إلطاف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالهدايا، فإذا كان عند أحدهم هدية يريد أن يهديها أخّرها حتى إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة أرسل هديته إليه عندها، لما عرفوا من حبه لها. فاجتمع الحزب الأول إلى أم سلمة، وكانت أكبرهن وقلن لها: كلّمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكلم الناس فيقول: من أراد أن يهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم -هدية فليهدها إليه حيث كان من بيوت نسائه، فلما وافى اليوم الذي يكون فيه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- عند أم سلمة قالت له: يا رسول الله، إن صواحبي اجتمعوا إليّ فقالوا: إن الناس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نحب ما تحب عائشة، فمُرِ الناس يهدوا لك حيثما كنت، فأعرض عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يردّ عليها شيئاً، فلما اجتمع إليها صواحبها سألنها: ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما قال لي شيئاً، قلن لها: فكلّميه، فكلمته في يومها فلم يقلْ لها شيئاً، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئاً، فقلن لها: كلّميه ،فكلمته للمرة الثالثة، فقال لها: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه - والله - ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"، فقالت أم سلمة: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله . فأرسلن إلى فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهى أحب الناس عنده، فكلمْنها أن تأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فتقول: إن أزواجك ينشدنك العدل في بنت ابن أبي قحافة، فمكثت فاطمة أياماً لا تفعل ذلك، حتى جاءتها زينب بنت جحش فكلمتها، فقالت فاطمة: أنا أفعل، فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فاستأذنت عليه وهو في بيت عائشة، فأذن لها، فقالت: إن نساءك أرسلنني يسألنك العدل في بنت ابن أبي قحافة، فقال صلى الله عليه وسلم: "زينب أرسلتك؟" فقالت فاطمة: زينب وغيرها، فقال: "أهي التي وليت ذلك"، قالت: نعم. فتبسم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "أي بُنيَّة، ألست تحبين ما أُحب؟" قالت: بلى يا رسول الله، فقال:"فأحبي هذه"، وأشار لعائشة، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك فرجعت إلى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلن لها: يا بنت رسول الله، ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في بنت ابن أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً. فطلب النساء من زينب أن تذهب إليه وذلك لقرابتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم فهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب- ولحظوتها، فجاءت زينب فاستأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مع عائشة، فأذن لها فدخلت عليه وهي غضبى، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة ابن أبي قحافة، ثم وقعت بعائشة فاستطالت عليها، وعائشة ساكتة ترقب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقرأ في ملامح وجهه وطرف عينه وقع كلام زينب، حتى رأته ينظر إليها ، وعرفت أنه لا يكره أن تنتصر، وتدافع عن نفسها، فاستقبلت زينب تردّ عليها، فلم تلبث أن تغلّبت عليها، وأفحمتها حتى يبس ريقها في فمها، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل يقول ووجهه يتهلل:"إنها ابنة أبي بكر"!!.
إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو الذي أُلقيت عليه المهابة، وكان في موقع القيادة والقوامة على الأمة كلها يفسح مساحة واسعة في بيوته لحركة المشاعر وانفعالات النفوس، ولذا تكلمت أم سلمة وكرّرت، وناشدت زينب وغاضبت وخاصمت، وقد كان يكفي في منع ذلك – لو أراد - نظرة غاضبة أو كلمة زاجرة، ولكنه لم يكن يعامل بالكبت ولا بالقهر، وإنما بالسماحة واليسر؛ ولذا تظهر المشاعر والانفعالات الوقتية في حينها، ويحتويها رفق الرسول الذي أحب الرفق وأمر به، وبهذه السماحة تشعر الزوجة بكمالها الإنساني، ولا تترسب الانفعالات المكتومة إلى أحقاد ومشاعر سلبية. ولذلك فإن أزواجه - صلى الله عليه وسلم- كن يتورّعن أن يتجاوز ذلك إلى ما يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فأقصرت أم سلمة عندما قال لها: "لا تؤذيني في عائشة"، وقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله.
- صورة أخرى من صور الغيرة وكيف تعامل معها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تحدثت [أم سلمة] أنها أرسلت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عند عائشة، فجاءت عائشة ومعها فهر- أي حجر ناعم صلب - ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا ، يعنى أصحابه ، [كلوا غارت أمكم غارت أمكم ] ثم أخذ -عليه الصلاة والسلام - صحفة سليمة من عند عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة"، .(صحيح – الألبانى ).
انظر للحكمة وانظر لحسن التعامل لم يؤدب النبي - صلى الله عليه وسلم- عائشة وبين أنها غارت مع أنها كسرت الإناء، ومع أنها تصرفت أيضا أمام أصحابه هذا التصرف ولكنه تعامل مع هذا الموقف بحكمة؛حقا (وإنك لعلى خلق عظيم) .
تصور لو أن هذا الموقف حصل معك كيف سيكون حالك أيها الزوج.؟ ، كيف ستكون نفسيتك وكيف سيكون التصرف ؟
إذن فالعفو والصفح إذا قصرت الزوجة وشكرها والثناء عليها إن أحسنت . كل ذلك من شيم الرجال ومن محاسن الأخلاق ، وبعض الأزواج قد يختلق المشاكل ويَنفخ فيها وقد تنتهي هذه المشاكل بحقيقة مرة وهي الطلاق .
كانت السيدة عائشة أكثر الزوجات غيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛تقول السيدة عائشة :لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، وظن أني قد رقدت فخرج...فانطلقت على أثره وقد ظننت انه ذهب إلى إحدى نسائه فتبعته ،حتى جاء البقيع ثم انحرف فانحرفت فأسرع وأسرعت ،وهرول فهرولت فسبقته..فدخل فقال :مالك يا عائش حشيا رابية؟؟(أى يخفق صدرك كثيرا) فأخبرته... فقال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟(أي يظلمك).
وبلغت الغيرة بالسيدة عائشة أنها لم تقتصر علي الزوجات بل كانت شديدة الغيرة من السيدة خديجة رغم أنها ليست موجودة علي قيد الحياة، ولكنه صلي الله عليه وسلم كان يذكرها كثيراً، ويثني عليها وعلي مواقفها معه بل انه كان إذا ذبح شاة أرسل لصديقاتها وعندما كانت السيدة عائشة تعترض كان يقول إن بر صديقاتها بر لها وهي تستحق هذا.. وكانت عائشة تقول عنها إنها ما كانت إلا امرأة عجوز، وتؤكد له أن الله أبدله بها من هي خير منها، فيقول صلي الله عليه وسلم: [والله ما أبدلني خيراً منها.. فقد آمنت بي حين كذبني الناس. وأعطتني مالها حين حرمني الناس، ورزقت منها الولد وحرمته من غيرها].
بقي أن نعلم أن أمهاتنا أمهات المؤمنين اللاتي كان يجري هذا بينهن بحكم غلبة الطبيعة البشرية كن على غاية النقاء القلبي، فهذه زينب التي جرت منها هذه المخاصمة لعائشة والغيرة البالغة منها تقول عندما سُئلت عنها في حادثة الإفك: أحمي سمعي وبصري، ما علمت عليها إلاّ خيراً. وهذه عائشة تتحدث عن زينب، فتقول: لم أرَ امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله -عز وجل- وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، ما عدا سَورة من حدة تسرع منها الفيئة.
تعلم أيها الزوج الكريم من نبيك الحبيب فن التعامل مع المرأة ، تعلم من نبيك:
1- إظهار المشاعر الجميلة للمرأة: فحب النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة لم يكن خافياً ولا مخفي، ولكن ظهر واشتهر حتى علم به الصحابة .لقد كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يظهر هذه العاطفة الجميلة؛ لأنها مطلب فطري، وكمال إنساني، واستواء في العواطف والمشاعر، ولذا كان الحب في عصر النبوة يتنفس في الهواء الطلق، ثم خلفت خلوف درست فيها معالم هذا الهدي النبوي، فصار ذكر اسم الزوجة، معرّة وإشهار حبها عاراً. وفي الوقت الذي يرى فيه بعض الرجال أن مجرد ذكر اسم زوجته أمام الآخرين ينقص من قيمته ، نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع. فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها".(رواه البخاري) . و كان - صلى الله عليه وسلم - يمتدح زوجته ويشكر فيها: عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام .(صحيح مسلم ).
- ولم يكن الحال مع عائشة فقط ، ففي موقف آخر تحكي لنا السيدة صفية بنت حيي إحدى زوجات الرسول : "أنها جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي- صلى الله عليه وسلم - معها يوصلها، حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فقال لهما: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي". (رواه البخاري) .
2- الواقعية في التعامل مع الخطأ : كان عليه الصلاة والسلام يتفهم أسباب الخطأ، وهو الغيرة بين الزوجات والتي دافعها الحقيقي شدة حبهن له -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولذا لم يواجههن بغضب وحدة بل يضعه في حجمه الطبيعي.
فما أحوجنا إلى تربية أنفسنا على إجراء الكلام على سياقته، وتفهّم بواعثه ودوافعه، وخاصة في بيوتنا بين الزوج وزوجه حين تبدر بعض فلتات الألسن فتُفتح لها محاضر التحقيق، وجلسات الاستجواب، ويكون لها ما بعدها، مع أنها لو أُجريت في سياقها مرّت وما ضرّت.
3- تفهم نفسية المرأة وطبيعتها: عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم : ” استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء“.(صحيح البخاري) .
والحديث ليس على سبيل الذم كما يفهم العامة بل لتفهيم وتعليم الرجال. وفي الحديث فهم عجيب لطبيعة المرأة وفيه إشارة إلى إمكانية ترك المرأة على اعوجاجها في بعض الأمور المباحة ، وألا يتركها على الاعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص كفعل المعاصي وترك الواجبات .
4 - استشارة الزوجة في أدق الأمور: ومن ذلك استشارته -صلى الله عليه وسلم -لأم سلمة في صلح الحديبية :روت أم سلمة أنه قال لأصحابه : قوموا فانحروا واحلقوا ، قالت : فوالله ما قام منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد ، قام فدخل على أم سلمة ، فذكر ذلك لها ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله ! اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم بكلمة ، حتى تنحر بدنك وتدعو حلاقك فتحلق ! فقام فخرج فلم يكلم منهم أحدا ، حتى فعل ذلك ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.(الراوي: أم سلمة – متواتر – تفسير الطبري ).
5 - معرفته صلى الله عليه وسلم مشاعر زوجاته وأحاسيسهن : كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة : إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى . قالت فقلت : ومن أين تعرف ذلك ؟ قال : أما إذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا ورب محمد ! وإذا كنت غضبى ، قلت : لا ورب إبراهيم ! قالت: قلت:أجل ، والله- يا رسول الله - ما أهجر إلا اسمك . وفي رواية :إلى قوله : لا ورب إبراهيم . ولم يذكر ما بعده. (الراوي: عائشة صحيح - مسلم – المسند الصحيح ).
وفي موقف آخر يحاول الرسول الكريم أن يهدئ من الحالة السيئة لإحدى زوجاته ، فقد دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي) ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها :ما يبكيك ؟ قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال صلى الله عليه وسلم : إنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك ؟ ثم قال : [اتقي الله يا حفصة ] (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ). وهكذا نرى كيف يحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب.
- كانت صفيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها ، فأبطأت في المسير ، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى ، وتقول حملتني على بعير بطئ ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها . (رواه النسائي)
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفها وقال : " اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها ، و أعذها من الفتن " .
فرغم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الرسول الكريم فإن رقته في التعامل مع زوجاته تفوق الوصف.. فلا تتعلل بمسئولياتك أيها الزوج الكريم وكن كما كان محمد لتكون زوجتك كما كانت خديجة وعائشة وصفية .
ويؤكد العلماء على أنه ليس حسن الخلق مع الزوجة كف الأذى عنها فقط ، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن اليوم إلى الليل، وراجعت امرأة عمر رضي الله عنه فقال: أتراجعينني؟ فقالت: إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يراجعنه وهو خير منك .
6- كان لا يتأفف من ظروف زوجته : عن عائشة قالت : ”كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض “( يعنى أسرح) شعره وأنا حائض .(البخاري). وتقول رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم : ”كان يتكئ في حجري وأنا حائض ، ثم يقرأ القرآن “.(البخاري)
7- كان النبى يساعد فى أعمال بيته : سٌـئلت السيدة عائشة - رضي الله عنها- ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت : كان يفلي ثوبه ، و يحلب شاته ، و يخدم نفسه ( الألباني – صحيح). يمسي ويصبح عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله ، وهو سيد الرجال جميعاً وقائد الأمة الإسلامية ، وزعيم البشرية ، وقالت أيضا : كان يخيط ثوبه ، و يخصف نعله ، و يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ( صحيح – الألباني ). فما المانع أيها الزوج الكريم أن تساعد زوجتك في القيام ببعض أعمال المنزل ، فإن هذا وربي من أعظم أسباب زيادة المحبة بين الزوجين ،
8 - التجمل والتزين للمرأة:‏ عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت:(كنت ‏‏أطيب النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بأطيب ما يجد حتى أجد ‏وبيص ‏‏الطيب في رأسه ولحيته) . - وقال [ابن عباس]: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي وما أحب أن أستطف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليَّ لأن الله تعالى يقول: [ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف] .
- وقد دخل على الخليفة عمر زوج أشعث أغبر ومعه امرأته وهي تقول: لا أنا ولا هذا (لا تريده )، لا أنا ولا هذا ، ما هو السبب ؟ عرف كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها .تراجعت إذن عن طلب الطلاق فقال عمر: وهكذا فاصنعوا لهن ، فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم .
فلنتعلم فنون صناعة الحب من رسولنا الحبيب و من زوجاته و صحابته و التابعين . كم هي الحياة الزوجية جميلة لو كان الزوجان يتعاملان بهذه النفسية ، وما أحوجنا إلى فتح صفحات التاريخ النبوي والإسلامي لنكتشف أجمل النظريات في الفنون الزوجية.
9 - مداعبة النبي لزوجاته: لقد كان صلى الله عليه وسلم يُطعم زوجاته ويسقيهن بيديه الكريمتين الشريفتين الطاهرتين ، يقول لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما زاره في بيته وهو مريض ، قال له " حتى اللقمة تضعها في فيّ امرأتك يكون لك بها صدقة " . - لقد كان عليه الصلاة والسلام يشارك أزواجه في الشراب من كأس واحدة ، بمعنى : أنه يشرب مما تشرب منه زوجته - عليه الصلاة والسلام ..
لا بد أن تتنازل أخي الزوج عن العنجهية الخرقاء والأغلاط المفهومة التي ربما حملت شيئا منها في ذهنك ، اسمع إلى أمك أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها تحكي حالها وواقعها مع زوجها الكريم صلى الله عليه وسلم ، ماذا تقول ؟ .
- تقول رضي الله عنها : كنت أشرب وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه (أي فمه ) على موضع فيَّ فيشرب عليه الصلاة والسلام ، الله أكبر ما هذه المعاملة الحسنة ؟؟ أيُ روعة يضربه لنا عليه الصلاة والسلام من هذا الموقف . هكذا كان في إظهار المحبة والمودة لأزواجه عليه الصلاة والسلام ، بل كان يضع رأسه عليه الصلاة والسلام في حضنها وهي حائض ، فقل لي بربك من أنت أيها الزوج ؟؟ نعم .. من أنت حين تعامل زوجتك هذه المعاملة ؟ أأنت أفضل من هذا النبي الطاهر الزكي الباهر ؟؟
وانظر إلى حبيبك ونبيك صلى الله عليه وسلم كيف كان يعامل عائشة رضي الله تعالى عنها ، قالت : أهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليقبلني فقلت : إني صائمة ، فقال : وأنا صائم ، فقبلني [ رواه الترمذي ] وفي لفظ آخر " قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يظل صائما ، فيقبل ما شاء من وجهي “
- كان يدلل عائشة ويختار لها أحسن الأسماء:كان يقول لها يا عائش و يا حميراء ، والحميراء تصغير حمراء يراد بها البياض- عند العرب (صحيح – فتح الباري لابن حجر ) .
أنظر إلى كلمات الغزل العفيف وعبارات الحب اللطيف التي كان يسوقها علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمحبوبته وزوجته فاطمة؟ هاهو يدخل عليها رضي الله عنه يوما من الأيام ليجد زوجته فاطمة تستاك بعود أراك ، فأحبّ أن يلاطِفها فسحب عودَ الأراك من فمها ووضعه أمام عينيه وهو يقول :
حضيتَ يا عودَ الآراك بثغرها * أما خِفتَ يا عودَ الآراك أراك
لو كنتَ من أهل القتالِ قتلتك * ما فازَ مني يا سواكُ سـواكَ.
سبحان الله .. كم لهذه الكلمات من أثر عميق في نفس الزوجة ، وكم ستحدث من الترابط والمودة بين الزوجين فأين أنت منهم أيها الزوج ؟ وقد كانوا سادة العالم وقادته ؟ وهم من هم ؟ وأنت من أنت ؟
10- التعاون في أمور العبادة: كالتعاون في قيام الليل ، فها هو ينادي صلى الله عليه وسلم كل زوجين مسلمين قائلا " رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء " (حسّنه الألباني ) .
ويقول عليه الصلاة والسلام : " إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات “. ( صححه الألباني في الترغيب ).
هذه كانت معاملة قائد الأمة لزوجاته أمهات المؤمنين تعامل معهن بالرفق والإحسان والمودة فتسابقن على إرضائه.
إذا فتحنا كتب السيرة و الكتب التي تتحدث عن زوجات الرسول- صلى الله عليه و سلم - سوف نجد بأن أكثر تلك الكتب قد وصفت زوجات الرسول بصفة مشتركة فيهن جميعا ... " الصوّامة القوّامة" ... إذن فهن كن يتمتعن بقرب شديد من الله و بمناجاته في الليل .... و لذلك استحققن هذا الشرف العظيم.. استحققن أن يكنّ أمهات المؤمنين ، زوجات الحبيب المصطفى في الدنيا و الآخرة
أصلحن ما بينهن و بين الله فأصلح الله لهن أمر دنياهن و آخرتهن ....

قطوفها دانية
2011-06-11, 14:44
بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك ...صلى الله عليه وسلم

¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-06-11, 14:48
http://areej4me.net/images/smilies/salam.gif

بارك الله فيك
شكرا لمرورك حبيبتي
جزاك الله خيرا
سلام

عوماري
2011-06-11, 19:43
اختي الكريمة
العادات الجاهلية لاجدادهم هل يتركوها؟
انظري لاغلب اراء الاعضاء لتعرفي درجة الجهل المعشششة في عقولهم وظرتهم للنساء وطريقت تفكيرهم
لو تعاملنا بربع ما تعامل به رسول الله مع نسائه لما راينا هذا الكم من المشاكل

¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-06-11, 20:26
بارك الله فيك و شكرا لمرورك
اثابك الله الجنة نورت موضوووعي
سلام
http://www.up.qatarw.com/up/2010-11-11/qatarw.com_947963273.gif

halim40
2011-06-12, 17:17
بارك الله فيكي اختي الفاضلة

لؤلؤة الفردوس
2011-06-12, 18:20
بارك الله فيكــ أخيتي دمتي بود
تحياتي

¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-06-12, 19:37
بارك الله فيكم و شكرا لمروركم
اثابكم الله الجنة نورتم موضوووعي
سلام

مناد بوفلجة
2011-06-13, 06:04
بارك الله فيكم

إن شاء الله نعود لأخلاق و مكارم رسولنا صلى الله عليه و سلم في تعاملاتنا . و ضمن الأسر

بارك الله فيكم

¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-06-13, 10:48
بارك الله فيك و شكرا لمرورك
اثابك الله الجنة نورت موضوووعي
سلام
http://www.up.qatarw.com/up/2010-11-11/qatarw.com_947963273.gif