تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــر


mecrosys
2011-06-09, 22:01
http://www.aalam-alhayaa.com/vb/imgcache/85051.imgcache.gif


قرأته في أحد المنتديات أعجبني فنقلته اليكم



قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله أنه كان لديه قبراً في
منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ‏‏رب ارجعون .. ‏رب ارجعون‏
ثم يقوم منتفضاً ويقول : ‏ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل؟
حدث أن فاتتني صلاة الفجر .. ‏وهي صلاة من كان يحافظ عليها ثم فاتته فسيحس بضيقة
شديدة طوال اليوم عند ذلك ... ‏
>
>‏تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. ‏‏فقلت لابد وأن في الأمر شيء .. ‏‏ثم
>‏تكررت للمرة الثالثة على التوالي .. ‏‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة
>‏حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار
>
>
>‏قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها.. ‏‏ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها
>‏ومسكنها إلى ما يشاء الله .. ‏‏وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً
>
>‏وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. ‏‏حينها قلت :‏كفى
>‏وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة ..
>
>‏ذهبت بعد منتصف الليل .. ‏‏حتى لا يراني أحد وتفكرت .. ‏‏هل أدخل من الباب ؟
>
>‏حينها سأوقض حارس المقبرة .. ‏‏أو لعله غير موجود .. ‏‏أم أتسور السور ؟
>
> ‏‏إن أوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. ‏‏أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي
>.. ‏‏فقررت أن أتسور السور
>
> .. ‏ ‏ورفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت ..
>
>‏برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع ... ‏‏إلا أنني أحسست أنني أراها لأول
مرة .. ‏‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. ‏‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد
>‏منها سواداً ‏‏تلك الليلة ... ‏‏كانت ظلمة حالكة ... ‏‏سكون رهيب ..
>
>‏‏هذا هو صمت القبور بحق ...
>
>
>‏تأملتها كثيراً من أعلى السور ... ‏‏واستنشقت هوائها .. ‏‏نعم إنها رائحة
>‏القبور .. ‏‏أميزها عن ألف رائحة ..‏ ‏رائحة الحنوط .. ‏ ‏رائحة بها طعم الموت
> ‏‏الصافي ....
>
>‏وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏‏إيه أيتها القبور .. ‏‏ما أشد صمتك
>
>‏وما أشد ما تخفينه .. ‏ ‏ضحك ونعيم .. ‏ ‏وصراخ وعذاب اليم .. ‏
>
>‏ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟ .‏‏لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه
>‏وسلم :
>
>
>) ‏‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم (
>
>
>
>‏‏قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة .. ‏ ‏فلو رآني أحد فإما سيقول
>‏أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة .. ‏ ‏وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة
>‏مرات .. ‏
>
>‏هبطت داخل المقبرة .. ‏ ‏وأحسست حينها برجفة في القلب ... ‏‏والتصقت بالجدار ولا
>‏أدري لأحتمي من ماذا؟ ‏‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور
>‏فوق القبور وانتهاكها ... ‏
>
>‏أنا لست جباناً .. ‏‏لكنني شعرت بالخوف حقا !!!
>
>‏‏نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها
>...
>
>
> ‏‏إنها أشد بقع المقبرة سواداً ، وكأنها تناديني .. ‏ ‏مشتاقة إليَّ : ‏متى
>‏ستكون فيَّ ؟
>
>‏
>
>‏أمشي محاذراً بين القبور .. ‏ ‏وكلما تجاوزت قبراً تساءلت: ‏‏أشقي أم سعيد ؟ ..
>‏‏شقي بسبب ماذا .. ‏‏أضيّع الصلاة ؟. ... ‏‏أم كان من أهل الغناء والطرب .. ‏‏أم
>‏كان من أهل الزنى .. ‏
>
>‏لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة .. ‏ ‏وأن شبابه لن
>‏يفنى .. ‏ ‏وأنه لن يموت كمن مات قبله ...‏‏أم أنه كان يقول : ‏ما زال في العمر
>‏بقية ...
>
>
> ‏‏سبحان من قهر الخلق بالموت ....
>
>
>
>‏أبصرت الممر ... ‏‏حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي فالقبور
>‏يميني ويساري .. ‏‏وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية ..
>
>
>
> ‏‏ثم بدأت .. ‏أولى خطواتي .. ‏ ‏بدت وكأنها دهر .. ‏‏أين سرعة قدمي .. ‏‏ما
>‏أثقلهما الآن ..
>‏‏تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً .. ‏ ‏لأنني أعلم ما ينتظرني هناك
>.. ‏
>
>‏اعلم ... ‏ ‏فقد رأيت القبر كثيرا .. ‏ ‏ولكن هذه المرة مختلفة تماماً ...
>
>‏أفكار عجيبة .. ‏ ‏أكاد أسمع همهمة خلف أذني .. ‏ ‏نعم ... ‏‏أسمع همهمة جليّة
>... .
>
>‏‏وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني .. ‏ ‏خفت أن أنظر خلفي .. ‏ ‏خفت أن أرى أشخاصاً
>‏يلوحون إليّ من بعيد .. .. ‏ ‏خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...
>
>‏‏بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان .. ‏لا يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء
>‏في جماعه ..
>
>
>
>‏أخيراً ... ‏أبصرت القبور المفتوحة .. ‏ ‏أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد
>‏منها سواداً ..
>
>
> ‏‏كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟
>
> ‏‏بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟
>
>‏‏وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟
>
>
> ‏‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيراً لقسمي ..
>
> ‏‏ولكن لا .. ‏‏لن أصل إلى هنا ثم أقف .. ‏‏يجب أن أكمل ..
>
> ‏‏ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة .... ‏‏بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي
>....
>‏ما أشد ظلمته .. ‏‏وما أشد ضيقه .... ‏
>
>‏كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ..
> ‏‏سبحان الله .. ‏
>
>
>
>‏يبدو ‏‏أن الجو قد إزداد برودة .. ‏‏أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر...
>
>
> ‏‏هل هذا صوت الريح ؟! ‏‏ليس ريحاً .... ‏‏لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ...‏
>‏هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟
>‏استعذت بالله من الشيطان الرجيم ... ‏‏ثم أنزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم
>‏جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب ...
>
>
>
>‏إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً ..
>
>
> ‏‏سبحان الله .. ‏‏نسعى لكي نحصل على كل شئ ... ‏‏وهذه هي النهاية : ‏لاشئ
>...
>
>‏كم تنازعنا في الدنيا ؟ .. ‏ ‏اغتبنا .. ‏ ‏تركنا الصلاة .. ‏ ‏آثرنا الغناء
>‏على القرآن .. ‏
>
>‏والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا .. ‏ ‏وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل
>.. ‏
>
>
>
>‏أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت ... ‏ ‏وكأني خفت أن يرد عليّ
>‏أحدهم :
>
>‏يا أهل القبور .. ‏ ‏مالكم ؟ .. ‏ ‏أين أصواتكم ؟ .. ‏‏أين أبناؤكم عنكم اليوم
>‏؟.. ‏
>
>‏أين أموالكم .. ‏؟ ‏‏أين وأين .. ‏ ‏كيف هو الحساب ؟ .. ‏
>
>‏أخبروني عن ضمة القبر .. ‏ ‏أتكسر الأضلاع ؟
>
>‏أخبروني عن منكر و نكير .. ‏‏أخبروني عن حالكم مع الدود .. ‏
>
>‏سبحان الله .. ‏ ‏نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا ..
> ‏‏واليوم .. ‏نحن
>‏الطعام ..
>
>
>‏لابد من النزول إلى القبر ... ‏قمت وتوكلت على الله ، ونزلت برجلي اليمين ،
>‏وافترشت شماغي ، ووضعت رأسي .. ‏‏وأنا أفكر .. ‏‏ماذا لو انهال عليَّ التراب
>‏فجأة ؟! ... ‏
>
>‏ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرة واحدة ... ‏؟!
>
>‏نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي ... ‏ ‏حتى تخف هذه الرجفة
>‏التي في الجسد ... ‏
>
>‏ما أشده من موقف وأنا حي .. ‏ ‏فكيف سيكون عند الموت ؟
>
>
>‏فكرت أن أنظر إلى اللحد .. ‏ ‏هو بجانبي .. ‏ ‏والله لا أعلم
>‏شيئاً أشد منه ظلمة .. ‏
>
>‏ياللعجب !! .. ‏ ‏رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء
>‏البارد يأتي منه !! .. ‏
>
>‏فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟
>
>‏خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة .. ‏ ‏أو
>
>‏أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني
>‏تماماً .. ‏
>
>
>
>‏‏حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ‏ ‏ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً
>‏من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالياً .. ‏ ‏ولكن تكفي
>‏هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه ..
>
>
>
>‏تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (‏لا إله إلا الله .. ‏إن
>‏للموت لسكرات)
>
>‏تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي ..
>...
>
>‏و تخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي : ‏أين الطبيب ؟! ‏أين الطبيب ؟!
>
>
>) ‏‏فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين (
>
>
>‏‏تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : ‏لا إله إلا الله ... ‏
>
>‏تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر .. ‏وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن
>‏يكون أول من ينزل إلى القبر .. ‏
>
>‏تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع .... ‏يصرخ فيهم : ‏‏جهزوا
>‏الطوب ... ‏
>
>‏وتخيلت أحمد .... ‏ ‏يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا
>‏عليَّ التراب .. ‏
>
>‏تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏
>
>‏تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ‏ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. ‏‏ادعوا لأخيكم فإنه
>‏الآن يسأل ...
>
>
>‏ثم رحلوا وتركوني فرداً وحيداً ....
>
>‏تذكرت قول الله تعالى ( ‏ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة .. ‏وتركتم ما
>‏خوّلناكم وراء ظهوركم )..‏نعم صدق الله ..‏تركت زوجتي .. ‏فارقت أبنائي ..
>‏تخليّت عن مالي .. ‏أو هو تخلى عني ...
>
>
>‏تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً .. ‏ظهروا بأصوات مفزعة ..
>‏‏وأشكال مخيفة .. ‏
>
>‏ينادي بعضهم بعضاً : ‏‏أهو العبد العاصي ؟ ...
>
>‏‏فيقول الآخر : ‏نعم ..‏
>
>‏فيقال : ‏‏أمشيع متروك ‏‏أم محمول ليس له مفر ؟
>
>‏‏فيجيبه الآخر : ‏بل محمول إلينا ليس له مفر .. ‏
>
>‏فينادى : ‏هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام .. ‏
>
>‏رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين :‏ ‏ما غرك بربك الكريم ؟
>
>‏ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ‏
>
>‏ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟
>
>‏أهي الدنيا؟ .. ‏أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت!
>
>‏أهي الشهوات؟ .. ‏أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت!
>
>‏أم هو الشيطان؟ .. ‏أما علمت أنه لك عدو مبين؟
>
>‏أمثلك يعصى الجبار ... ‏والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته .. ‏
>
>‏لا نجاة لك منَّا اليوم ... ‏ ‏اصرخ ليس لصراخك مجيب ...
>
>
>‏فجلست اصرخ رب ارجعون ... ‏ ‏رب ارجعون ... ‏
>
>
>‏وكأني بصوت يهز القبر والفضاء ... ‏يملأني يئساً يقول :
>
>
>) ‏‏كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (
>
>
>‏ ‏بكيت ماشاء الله أن أبكي .. ‏
>
>‏ثم قلت : ‏الحمدلله رب العالمين .. ‏ ‏مازال هناك وقت للتوبة ...
>
>‏استغفر الله العظيم وأتوب إليه
>
>‏ثم قمت مكسوراً ... ‏ ‏وقد عرفت قدري ... ‏وبان لي ضعفي ..
>
>
>
>‏أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر ، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب
>‏صلى الله عليه وسلم
>
>(‏عش ما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه ، و اعمل ما شئت فإنك مجزي
به .

http://bajeelah.net/up/uploads/3a4b7119e8.gif

amel91
2011-06-09, 22:04
http://smt7.com/upfiles/jx353482.gif

mecrosys
2011-06-09, 22:23
http://smt7.com/upfiles/jx353482.gif

http://www.aleppos.net/forum/images/smilies/jzakum19.gif

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2011-06-10, 11:28
بارك الله فيكم و جعل قبركم روضة من رياض الجنة

mecrosys
2011-06-13, 21:06
بارك الله فيكم و جعل قبركم روضة من رياض الجنة

http://upload.arabsbook.com/userfiles/vb/70769_11244484205.gif