sidou10
2011-06-09, 11:35
هل يمكن إخضاع الظاهرة الإنسانية للدراسة العلمية ؟
تحاول العلوم الإنسانية السير على خطى العلوم التجريبية قصد تحقيق نتائج لها من الصدق واليقين مثل نتائج العلوم الأخرى ولكنها تصادف من حين لآخر جملة من العوائق ،الأمر الذي جعل البعض يشك في علميتها .فهل يمكن إخضاع الظاهرة الإنسانية للدراسة العلمية؟
موقف1:يرى بعض الباحثين والمفكرين في العلوم الإنسانية انه لا يمكن دراسة الظواهر الإنسانية دراسة تجريبية علمية لان هناك صعوبات وعوائق تواجه العلماء وقد برهنوا على موقفهم بعدة حجج: عوائق الحادثة التاريخية:ماضية ،فريدة من نوعها لا تحدث إلا مرة واحدة محددة بزمان ومكان وبظروف لا تتكرر مما يؤدي إلى صعوبة إجراء التجارب على الماضي ،فالحادثة التاريخية غير قابلة لإعادتها مرة أخرى بطرق اصطناعية مما يِؤدي إلى استحالة الوصول إلى القوانين والتنبؤ بها مستقبلا. عوائق الظاهرة الإجتماعية :مركبة تتداخل فيها أبعاد الإنسان المختلفة ( نفسية فكرية تاريخية ) لهذا فهي إنسانية لانها متصلة بحياة إنسان وهو يمتلك حرية الإرادة والاختيار وبالتالي لا يمكن التنبؤ بها مستقبلا. عوائق الظاهرة النفسية :معنوية روحية متغيرة لا تعرف السكون ليس لها مكان معين صعوبة ملاحظتها بدقة حادثة كيفية يمكن وصفها عن طريق اللغة لا يمكن قياسها وضبطها ضبطا كميا أي انعدام القوانين وبالتالي لا يمكن تعميمها على بقية الظواهر حادثة داخلية لا يدركها إلا صاحبها. ** إن تطور المنهج التجريبي وتكييف خطواته مع طبيعة الموضوع في العلوم الإنسانية جعلها تتقدم وتتطور وساعد العلماء على تجاوز هذه العوائق ومحاولة دراسة هذه الظواهر دراسة موضوعية علمية.
موقف2:يمكن إخضاع الظاهرة الإنسانية للتجريب ودراستها دراسة علمية ،لقد حاول ابن خلدون دراسة الحوادث التاريخية دراسة موضوعية وهذا باعتماده على منهج علمي ،ثم بعد ذلك المؤرخ الفرنسي رينان الذي حاول تدليل العقبات من خلال المنهج التاريخي الذي يعتمد على جمع المصادر ثم نقذها وتفسير الأحداث التاريخية بإرجاعها إلى عوامل سياسية أو اقتصادية أو عقائدية يقول : " كلما كان الخبر متطرقا للخطأ بطبيعته له وأسباب تقتضيه فإن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظم حتى يتبين صدقه من كذبه " وفي علم الإجتماع حاول أوجيست كونت دراسة الظواهر الإجتماعية دراسة موضوعية في قوله " إنني أعني بالفيزياء الإجتماعية العلم الذي تكون دراسة الظواهر الإجتماعية فيه موضوعية على أن ينظر إلى هذه الظواهر بنفس الروح التي ينظر بها إلى الظواهر الطبيعية " وهذا ما أكده فيما بعد دوركايم حيث اعتبر الظواهر الإجتماعية مجرد أشياء. أما في علم النفس فقد فتحت الأبحاث التي قام بها واطسون افاقا جديدة في علم النفس حيث انتقل العلماء من دراسة الظاهرة النفسية الشعورية إلى دراسة السلوك باعتباره المرآة العاكسة للحادثة النفسية يقول واطسون : " إن علم النفس كما يرى السلوكي فرع موضوعي وتجريبي محض من فروع العلوم الطبيعية " ** إن تحقيق الموضوعية في علم التاريخ امر صعب لأن التجرد من الذاتية في دراسة الحوادث التاريخية أحيانا غير ممكن فالمؤرخ إنسان له عواطف وميول تبعده عن اضفاء العلم في اعماله . أما في علم الإجتماع فإننا لا نوافق دوركايم لانه يجب التمييز بين الظروف الطبيعية المادية الجامدة وبين الإجتماعية الروحية المتغيرة وهذا ما جعل الدراسات الإجتماعية تقريبية ونسبية وبالتالي صعوبة الوصول إلى القوانين .وبالنسبة لعلم النفس فالحادثة النفسية في حدودها شعور قبل أن تكون سلوك وواطسون ركز على السلوك وأهمل الجانب الباطن لذلك قيل : " لقد انتحر علم النفس على يد السلوكيين " ** الدراسة العلمية التجريبية صعبة التحقيق في العلوم الإنسانية وهذا لوجود عوائق استيمولوجية تخص الدراسة وموضوع الدراسة "الذاتية " ** إلا ان الرأي الصحيح هو القائل بأن العلوم الإنسانية تقدمت وتطورت وهذا بتطور المنهج التجريبي وتكييف خطواته مع طبيعة الموضوع في العلوم الإنسانية حيث ساعد العلماء على تجاوز العوائق. ** ولكن لا يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وموضوعية مقارنة بالعلوم الفيزيائية والكيميائية وهذا لوجود اختلاف في طبيعة الموضوع وبالتالي فهي ما تزال تعاني معاناة منهجية معتبرة ( صعوبة دراستها دراسة علمية ).
تحاول العلوم الإنسانية السير على خطى العلوم التجريبية قصد تحقيق نتائج لها من الصدق واليقين مثل نتائج العلوم الأخرى ولكنها تصادف من حين لآخر جملة من العوائق ،الأمر الذي جعل البعض يشك في علميتها .فهل يمكن إخضاع الظاهرة الإنسانية للدراسة العلمية؟
موقف1:يرى بعض الباحثين والمفكرين في العلوم الإنسانية انه لا يمكن دراسة الظواهر الإنسانية دراسة تجريبية علمية لان هناك صعوبات وعوائق تواجه العلماء وقد برهنوا على موقفهم بعدة حجج: عوائق الحادثة التاريخية:ماضية ،فريدة من نوعها لا تحدث إلا مرة واحدة محددة بزمان ومكان وبظروف لا تتكرر مما يؤدي إلى صعوبة إجراء التجارب على الماضي ،فالحادثة التاريخية غير قابلة لإعادتها مرة أخرى بطرق اصطناعية مما يِؤدي إلى استحالة الوصول إلى القوانين والتنبؤ بها مستقبلا. عوائق الظاهرة الإجتماعية :مركبة تتداخل فيها أبعاد الإنسان المختلفة ( نفسية فكرية تاريخية ) لهذا فهي إنسانية لانها متصلة بحياة إنسان وهو يمتلك حرية الإرادة والاختيار وبالتالي لا يمكن التنبؤ بها مستقبلا. عوائق الظاهرة النفسية :معنوية روحية متغيرة لا تعرف السكون ليس لها مكان معين صعوبة ملاحظتها بدقة حادثة كيفية يمكن وصفها عن طريق اللغة لا يمكن قياسها وضبطها ضبطا كميا أي انعدام القوانين وبالتالي لا يمكن تعميمها على بقية الظواهر حادثة داخلية لا يدركها إلا صاحبها. ** إن تطور المنهج التجريبي وتكييف خطواته مع طبيعة الموضوع في العلوم الإنسانية جعلها تتقدم وتتطور وساعد العلماء على تجاوز هذه العوائق ومحاولة دراسة هذه الظواهر دراسة موضوعية علمية.
موقف2:يمكن إخضاع الظاهرة الإنسانية للتجريب ودراستها دراسة علمية ،لقد حاول ابن خلدون دراسة الحوادث التاريخية دراسة موضوعية وهذا باعتماده على منهج علمي ،ثم بعد ذلك المؤرخ الفرنسي رينان الذي حاول تدليل العقبات من خلال المنهج التاريخي الذي يعتمد على جمع المصادر ثم نقذها وتفسير الأحداث التاريخية بإرجاعها إلى عوامل سياسية أو اقتصادية أو عقائدية يقول : " كلما كان الخبر متطرقا للخطأ بطبيعته له وأسباب تقتضيه فإن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظم حتى يتبين صدقه من كذبه " وفي علم الإجتماع حاول أوجيست كونت دراسة الظواهر الإجتماعية دراسة موضوعية في قوله " إنني أعني بالفيزياء الإجتماعية العلم الذي تكون دراسة الظواهر الإجتماعية فيه موضوعية على أن ينظر إلى هذه الظواهر بنفس الروح التي ينظر بها إلى الظواهر الطبيعية " وهذا ما أكده فيما بعد دوركايم حيث اعتبر الظواهر الإجتماعية مجرد أشياء. أما في علم النفس فقد فتحت الأبحاث التي قام بها واطسون افاقا جديدة في علم النفس حيث انتقل العلماء من دراسة الظاهرة النفسية الشعورية إلى دراسة السلوك باعتباره المرآة العاكسة للحادثة النفسية يقول واطسون : " إن علم النفس كما يرى السلوكي فرع موضوعي وتجريبي محض من فروع العلوم الطبيعية " ** إن تحقيق الموضوعية في علم التاريخ امر صعب لأن التجرد من الذاتية في دراسة الحوادث التاريخية أحيانا غير ممكن فالمؤرخ إنسان له عواطف وميول تبعده عن اضفاء العلم في اعماله . أما في علم الإجتماع فإننا لا نوافق دوركايم لانه يجب التمييز بين الظروف الطبيعية المادية الجامدة وبين الإجتماعية الروحية المتغيرة وهذا ما جعل الدراسات الإجتماعية تقريبية ونسبية وبالتالي صعوبة الوصول إلى القوانين .وبالنسبة لعلم النفس فالحادثة النفسية في حدودها شعور قبل أن تكون سلوك وواطسون ركز على السلوك وأهمل الجانب الباطن لذلك قيل : " لقد انتحر علم النفس على يد السلوكيين " ** الدراسة العلمية التجريبية صعبة التحقيق في العلوم الإنسانية وهذا لوجود عوائق استيمولوجية تخص الدراسة وموضوع الدراسة "الذاتية " ** إلا ان الرأي الصحيح هو القائل بأن العلوم الإنسانية تقدمت وتطورت وهذا بتطور المنهج التجريبي وتكييف خطواته مع طبيعة الموضوع في العلوم الإنسانية حيث ساعد العلماء على تجاوز العوائق. ** ولكن لا يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وموضوعية مقارنة بالعلوم الفيزيائية والكيميائية وهذا لوجود اختلاف في طبيعة الموضوع وبالتالي فهي ما تزال تعاني معاناة منهجية معتبرة ( صعوبة دراستها دراسة علمية ).