matrixano02
2011-06-07, 14:28
http://www.middle-east-online.com/meopictures/biga/_110571_nbeelLL.jpg
بعد نجاح ثورة 25 يناير واستلام الجيش لزمام الأمور إلى حين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، ووسط الاضطرابات التي تشهدها مصر في المدة التي تلت الثورة من تظاهرات مليونية ومن أحداث طائفية بين الأقباط والمسلمين ومن سجن ومحاكمات لشخصيات النظام السابق وصلت إلى أعلى هرم في الدولة وبين حوادث بلطجة وغيرها هنا وهناك يرد سببها في أحيان كثيرة الجيش والشعب إلى وجود ثورة مضادة يقودها بقايا من فلول النظام السابق من ضباط أمن دولة وأعضاء في الحزب الوطني ورجال أعمال يصرفون على البلطجية لتحريك وتعكير حالة الأمن التي يعيشها الشعب المصري بعد ثورته.
ما أن تحدث مشكلة بسيطة بين مسلم وقبطي مثلا حتى يتم تهويل الأمر وخروج مظاهرات وأعمال حرق وحصار كالتي حدثت أخيرا في امبابة بسبب مشكلة إجتماعية زوجة تعلقت برحل آخر فهربت من زوجها وتزوجت الجديد عرفيا والأمر كله مشكلته يمكن أن تحلها الأعراف الاجتماعية ومجالس الحكماء أو الشرطة وفق قوانينها ولا داعي لإقحام الدين فيها واستنفار المسلمين والأقباط من أجل هذه المشكلة البسيطة التي لن تكون لأخيرة، ليحرق الأخضر واليابس وتنزف الدماء من الجميع وتتسع هوة الحقد والكراهية والثأر التي لن تفيد الإنسان في مصر وفي كل العالم، لأن الحياة وتداعياتها وتفاعلها تحتم حدوث مثل هذه المشاكل بصورة أسبوعية، مسلمة تهرب مع مسيحي، ومسيحية تهرب مع مسلم، والقانون الذي يصنعه الجميع ويتفق عليه الجميع يمكنه معالجة مثل هذه المشاكل ولتظل دور العبادة للعبادة فقط.
وسط هذا الحراك الخطير الجدير بالاهتمام والمحتاج إلى مساهمات فكرية من فلاسفة وباحثين وعلماء اجتماع واقتصاد من أجل إنقاذ سفينة الثورة المنطلقة في بحر هذا الحراك الهائج وإيصالها إلى بر الأمان حيث أن كل الأمور السياسية الخطيرة لا يمكنها أن تحل بالقوة وإنما بالحوار وبالمنطق وبالحجة النزيهة غير المنحازة لأي طرف كان والمتسلحة بثوابت علمية ورؤى متفق الجميع على صلاحها وخيرها، ومن ضمن هذه الجهود التي تبذلها النخبة المصرية والعربية المثقفة بكل أطيافها يطالعنا الباحث المخضرم د. نبيل عبدالفتاح بإصدار طبعة ثانية من كتابه القيم "الدين والدولة والطائفية .. مساهمة في نقد الخطاب المزدوج".
ود. نبيل عبدالفتاح من الأسماء الأكاديمية المهمة في مجال السياسة والفكر وكثير ما يطالعنا على التلفاز في كل الفضائيات الشهيرة ليدلي برأيه في كل قضية عربية أو عالمية تمس الشأن الداخلي المصري أو الشأن العربي بوجه عام وهو باحث معروف له عدة مناصب ومسئوليات في مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية بالإضافة لإصداره عدة كتب عن الدين والسياسة والطوائف باللغة العربية والفرنسية اتخذتها الجامعات ومراكز البحث كمصادر مهمة لها.
وكتابه هذا بشكل عام يعتمد ويجذر المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والتي تقول بصورة مختصرة:
1- لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين.
2- لا يجوز تعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخل بحرية الإنسان في أن يدين بدين ما.
3- لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده إلا للقيود التي يفرضها القانون والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة والآداب العامة وحقوق وحريّات الآخرين.
4- تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد باحترام حرية الآباء أو لأوصياء عند وجودهم في تأمين تربية أولادهم دينيا وخقيا وفقا لقناعاتهم الخصة. (لمزيد من الإطلاع بالتفصيل تابع استهلال الكتاب هذا الدين والدولة والطائفية).
وموضوع الدين والدولة والطائفية في الوطن العربي موضوع شائك ومتغير بسبب التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، ودائما ما كانت هناك صراعات ولا اتفاق حول هذه الثلاثية، ومعظم الدول العربية الآن تعاني عدة مشاكل وانقسامات بسبب الطائفية والدين اللذين يتصارعان كثيرا ويرفضان التعايش في سلام وديمقراطية في كنف دولة واحدة.
في هذا الكتاب يحاول الباحث أن يحلل هذه الثلاثية ويخصص فصولا مطولة لكل جزئية فيها مستعرضا تاريخ المشكلة منذ بدايتها وإلى ما وصلت إليه الآن. يقول في مقدمة كتابه هذا:
"الحياة الدينية والمذهبية في مصر مترعة بالتوترات المستمرة والاحتقانات الحاملة لعنف سلوكي ورمزي ولفظي باللغة العربية ومجازاتها وعليها، بل وتتبدى مظاهرها ومضمراتها من خلال الإيماءات والإشارات والعلامات التي تنطوي على تميز بين المصريين على أساس الانتماء الديني. والأخطر أنها تبدو على ملامح بعض من أبناء الأمة الواحدة التي اعترتها تغيرات مست بنياتها النفسية والرمزية والسياسية وأثرت سلبا على تماسكها الاجتماعي ومعناها الحداثوي ورمزياتها ورأس مالها السوسيو – سياسي، والسوسيو – ثقافي والسوسيو – ديني، الذي راكته عبر تجاربها وخبراتها التاريخية حول الدولة القومية الحديثة، وفي إطار الحركة الوطنية الدستورية والتحررية ضد الاستعمار البريطاني في المرحلة شبه الليبرالية وفي مواجهة الاستعمار الغربي الإمبريالي في أعقاب نظام يوليو 1952 حول تجربة الناصرية التحررية بكل مالها وماعليها، وقبل انكسارها في 5 يونيو 1967، وبدء مرحلة سياسية وايديولوجية مغايرة في توجهاتها ومآلاتها تكرست بعد وصول الرئيس السادات للسلطة".
والكتاب ينقسم إلى تسع فصول عناوينها كالتالي: تراجع دور المسيحين في المشرق العربي. مدخل لدرس الحالة المصرية. مقاربة لخطاب الأسباب. القيادات الإسلامية وإحياء الدور المسيحي العربي: الحالة المصرية. الدين والدولة في مصر: الصراعات والسجالات في المجال السياسي. الحالة الدينية المصرية: من التوتر الديني إلى التحول نحو الطائفية. المؤسسة الدينية المسيحية وقضايا المواطنة والوحدة الوطنية. ثقافة الفتاوي والحسبة السياسية وحرية التعبير. الحوار الديني الإسلامي – المسيحي .. الضرورات، الأطراف، والموضوعات. المرأة والحوار الديني. مسألة التجديد في الفكر الديني الإسلامي: ملاحظات أولية.
بالإضافة إلى بعض ملحقات الكتاب من مقدمة الطبعة الأولى ومقدمة الطبعة الثانية، وسيرة ذاتية للكاتب تتضمن أهم إصداراته ومشاركاته السابقة في الحراك الثقافي العربي والعالمي.
الكتاب من الكتب القيمة التي أضافت للمكتبة الفكرية العالمية المهتمة بالسلام والتحاور والتفاهم للوصول إلى صيغ مقبولة للجميع ولمصلحة الجميع وهو من الكتب التي تفيد القارئ في هذا العصر المضطرب والمنتقل إلى الديمقراطية وسط أشواك قاسية فتضيء له طريقه لكي يرى كيف كان يعيش وكيف يجب عليه أن يحيا في هذا العصر الحاضر وفق قانون الحب والسلام والتسامح ويسهم في إبعاده عن أجواء التعصب والكراهية والعنف المتولد عن ردود الأفعال المتسرعة.
كتاب يغوص في تاريخ المشكلة الدينية والطائفية منذ ظهورها الأول مع تأسيس لإنسان لدولته المدنية وعبر هذا الغوص عمل الباحث جاهدا على الاهتمام بكل تفصيلة يمكنها أن تضيف لهذا البحث، وأن تسهم بشكل علمي نزيه في وأد الفتنة وفي إشعال شموع الحب والفرح لتعم كل البيوت والشوارع والميادين في مصر وفي كل أنحاء العالم.
محمد الأصفر
بعد نجاح ثورة 25 يناير واستلام الجيش لزمام الأمور إلى حين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، ووسط الاضطرابات التي تشهدها مصر في المدة التي تلت الثورة من تظاهرات مليونية ومن أحداث طائفية بين الأقباط والمسلمين ومن سجن ومحاكمات لشخصيات النظام السابق وصلت إلى أعلى هرم في الدولة وبين حوادث بلطجة وغيرها هنا وهناك يرد سببها في أحيان كثيرة الجيش والشعب إلى وجود ثورة مضادة يقودها بقايا من فلول النظام السابق من ضباط أمن دولة وأعضاء في الحزب الوطني ورجال أعمال يصرفون على البلطجية لتحريك وتعكير حالة الأمن التي يعيشها الشعب المصري بعد ثورته.
ما أن تحدث مشكلة بسيطة بين مسلم وقبطي مثلا حتى يتم تهويل الأمر وخروج مظاهرات وأعمال حرق وحصار كالتي حدثت أخيرا في امبابة بسبب مشكلة إجتماعية زوجة تعلقت برحل آخر فهربت من زوجها وتزوجت الجديد عرفيا والأمر كله مشكلته يمكن أن تحلها الأعراف الاجتماعية ومجالس الحكماء أو الشرطة وفق قوانينها ولا داعي لإقحام الدين فيها واستنفار المسلمين والأقباط من أجل هذه المشكلة البسيطة التي لن تكون لأخيرة، ليحرق الأخضر واليابس وتنزف الدماء من الجميع وتتسع هوة الحقد والكراهية والثأر التي لن تفيد الإنسان في مصر وفي كل العالم، لأن الحياة وتداعياتها وتفاعلها تحتم حدوث مثل هذه المشاكل بصورة أسبوعية، مسلمة تهرب مع مسيحي، ومسيحية تهرب مع مسلم، والقانون الذي يصنعه الجميع ويتفق عليه الجميع يمكنه معالجة مثل هذه المشاكل ولتظل دور العبادة للعبادة فقط.
وسط هذا الحراك الخطير الجدير بالاهتمام والمحتاج إلى مساهمات فكرية من فلاسفة وباحثين وعلماء اجتماع واقتصاد من أجل إنقاذ سفينة الثورة المنطلقة في بحر هذا الحراك الهائج وإيصالها إلى بر الأمان حيث أن كل الأمور السياسية الخطيرة لا يمكنها أن تحل بالقوة وإنما بالحوار وبالمنطق وبالحجة النزيهة غير المنحازة لأي طرف كان والمتسلحة بثوابت علمية ورؤى متفق الجميع على صلاحها وخيرها، ومن ضمن هذه الجهود التي تبذلها النخبة المصرية والعربية المثقفة بكل أطيافها يطالعنا الباحث المخضرم د. نبيل عبدالفتاح بإصدار طبعة ثانية من كتابه القيم "الدين والدولة والطائفية .. مساهمة في نقد الخطاب المزدوج".
ود. نبيل عبدالفتاح من الأسماء الأكاديمية المهمة في مجال السياسة والفكر وكثير ما يطالعنا على التلفاز في كل الفضائيات الشهيرة ليدلي برأيه في كل قضية عربية أو عالمية تمس الشأن الداخلي المصري أو الشأن العربي بوجه عام وهو باحث معروف له عدة مناصب ومسئوليات في مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية بالإضافة لإصداره عدة كتب عن الدين والسياسة والطوائف باللغة العربية والفرنسية اتخذتها الجامعات ومراكز البحث كمصادر مهمة لها.
وكتابه هذا بشكل عام يعتمد ويجذر المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والتي تقول بصورة مختصرة:
1- لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين.
2- لا يجوز تعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخل بحرية الإنسان في أن يدين بدين ما.
3- لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده إلا للقيود التي يفرضها القانون والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة والآداب العامة وحقوق وحريّات الآخرين.
4- تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد باحترام حرية الآباء أو لأوصياء عند وجودهم في تأمين تربية أولادهم دينيا وخقيا وفقا لقناعاتهم الخصة. (لمزيد من الإطلاع بالتفصيل تابع استهلال الكتاب هذا الدين والدولة والطائفية).
وموضوع الدين والدولة والطائفية في الوطن العربي موضوع شائك ومتغير بسبب التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، ودائما ما كانت هناك صراعات ولا اتفاق حول هذه الثلاثية، ومعظم الدول العربية الآن تعاني عدة مشاكل وانقسامات بسبب الطائفية والدين اللذين يتصارعان كثيرا ويرفضان التعايش في سلام وديمقراطية في كنف دولة واحدة.
في هذا الكتاب يحاول الباحث أن يحلل هذه الثلاثية ويخصص فصولا مطولة لكل جزئية فيها مستعرضا تاريخ المشكلة منذ بدايتها وإلى ما وصلت إليه الآن. يقول في مقدمة كتابه هذا:
"الحياة الدينية والمذهبية في مصر مترعة بالتوترات المستمرة والاحتقانات الحاملة لعنف سلوكي ورمزي ولفظي باللغة العربية ومجازاتها وعليها، بل وتتبدى مظاهرها ومضمراتها من خلال الإيماءات والإشارات والعلامات التي تنطوي على تميز بين المصريين على أساس الانتماء الديني. والأخطر أنها تبدو على ملامح بعض من أبناء الأمة الواحدة التي اعترتها تغيرات مست بنياتها النفسية والرمزية والسياسية وأثرت سلبا على تماسكها الاجتماعي ومعناها الحداثوي ورمزياتها ورأس مالها السوسيو – سياسي، والسوسيو – ثقافي والسوسيو – ديني، الذي راكته عبر تجاربها وخبراتها التاريخية حول الدولة القومية الحديثة، وفي إطار الحركة الوطنية الدستورية والتحررية ضد الاستعمار البريطاني في المرحلة شبه الليبرالية وفي مواجهة الاستعمار الغربي الإمبريالي في أعقاب نظام يوليو 1952 حول تجربة الناصرية التحررية بكل مالها وماعليها، وقبل انكسارها في 5 يونيو 1967، وبدء مرحلة سياسية وايديولوجية مغايرة في توجهاتها ومآلاتها تكرست بعد وصول الرئيس السادات للسلطة".
والكتاب ينقسم إلى تسع فصول عناوينها كالتالي: تراجع دور المسيحين في المشرق العربي. مدخل لدرس الحالة المصرية. مقاربة لخطاب الأسباب. القيادات الإسلامية وإحياء الدور المسيحي العربي: الحالة المصرية. الدين والدولة في مصر: الصراعات والسجالات في المجال السياسي. الحالة الدينية المصرية: من التوتر الديني إلى التحول نحو الطائفية. المؤسسة الدينية المسيحية وقضايا المواطنة والوحدة الوطنية. ثقافة الفتاوي والحسبة السياسية وحرية التعبير. الحوار الديني الإسلامي – المسيحي .. الضرورات، الأطراف، والموضوعات. المرأة والحوار الديني. مسألة التجديد في الفكر الديني الإسلامي: ملاحظات أولية.
بالإضافة إلى بعض ملحقات الكتاب من مقدمة الطبعة الأولى ومقدمة الطبعة الثانية، وسيرة ذاتية للكاتب تتضمن أهم إصداراته ومشاركاته السابقة في الحراك الثقافي العربي والعالمي.
الكتاب من الكتب القيمة التي أضافت للمكتبة الفكرية العالمية المهتمة بالسلام والتحاور والتفاهم للوصول إلى صيغ مقبولة للجميع ولمصلحة الجميع وهو من الكتب التي تفيد القارئ في هذا العصر المضطرب والمنتقل إلى الديمقراطية وسط أشواك قاسية فتضيء له طريقه لكي يرى كيف كان يعيش وكيف يجب عليه أن يحيا في هذا العصر الحاضر وفق قانون الحب والسلام والتسامح ويسهم في إبعاده عن أجواء التعصب والكراهية والعنف المتولد عن ردود الأفعال المتسرعة.
كتاب يغوص في تاريخ المشكلة الدينية والطائفية منذ ظهورها الأول مع تأسيس لإنسان لدولته المدنية وعبر هذا الغوص عمل الباحث جاهدا على الاهتمام بكل تفصيلة يمكنها أن تضيف لهذا البحث، وأن تسهم بشكل علمي نزيه في وأد الفتنة وفي إشعال شموع الحب والفرح لتعم كل البيوت والشوارع والميادين في مصر وفي كل أنحاء العالم.
محمد الأصفر