** أم عبد الرحمن **
2011-06-05, 22:01
: تقوى الله - عَزَّ وَجَل -.
هذه الكلمة العظيمة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة امن تحققها هي وصية الله -جَلَّ وَعَزّ- للأولين و لآخرين ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ ﴾ [النساء: ١٣١]، يقول الإمام ابن القيم -رَحِمَهُ الله- في رسالته التبوكية: " أمّا التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيمانا و احتسابا، أمرا و نهيا ،فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده ويترك ما نهى الله -عز وجل- عنه إيمانا بالنهي وخوفا من وعيده ......." ، إلى أن قال: "وكل عمل لا بد له من مبدأ وغاية فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان ، فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه أوغير ذلك بل لا بدّ أن يكون مبدأه محض الإيمان وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب ..." ، إلى أن قال بعد أن بيّن لك الحقيقة، قال: "ولا ريب أن هذا الاسم - لمن علم هذا المعنى و تحققه - اسم لجميع أصول الإيمان و فروعه" .
وهذا التحقيق الذي ذكره الإمام ابن القيم لا يمكن إلا أن يكون عن علم يهدي صاحبه وهو الذي أشار إليه بالإيمان أو الإيمان المحض و لهذا قال الهيثمي -رَحِمَهُ اللهَ- مؤكدا هذا المعنى حقيقتها متوقفة على العلم إذ الجاهل لا يعلم كيف يتقي من جانب الأمر ولا من جانب النهي -لا يعلم- قال:" وبهذا يظهر فضيلة العلم و تميزه عن سائر العبادات والأحوال والمقامات لتوفها جميعها عليه ،ومن ثم قال النبي -صلى الله عليه وآله سلم- (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ))[1] .
والمتقي له صفات مذكورة في كتاب الله -جَلَّ وَعَزّ- ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)﴾ [البقرة: ٣]،والله - جَلَّ وَعَزّ- ذكر جملة من الصفات في كتابه لهؤلاء المتقين ، ومن ذلك أيضا قوله - جَلَّ وَعَزّ- ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)[الليل: ١٧ – ١٨] ،وقال - جلّ وّعَلا- ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) ، وقال جل و عز (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)﴾
[القمر: ٥٤ - ٥٥]،و يقول - جلّ وّعَز - ﴿وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[البقرة: ٢٣٧]، و يقول -جلّاَ وّعَز- أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: ٨]، ويقول - جلّ وّعَلا - ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) ﴾ [الحج: ٣٢]كل هؤلاء أو كل هذه الصفات مذكورة في كتاب الله جل و عز لكن تحتاج إلى تأمل و إلى تدبر .
والتقوى -أيّها الأحبة- على مراتب ليست على مرتبة واحدة لأن من قواعد أهل السنة واعتقادهم أن الإيمان يزيد و ينقص وهو رتب ، يقول الإمام ابن القيم في الفوائد: "التقوى ثلاث مراتب: إحداها حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات ،والثانية حميتها عن المكروهات، والثالثة الحمية عن الفضول و ما لا يعني ، فالأول تعطي حياة القلب فالأول تعطي العبد حياته والثانية تفيد صحته و قوته و الثالثة تكسبه السرور و الفرح و البهجة فمن حقق هذه الرتب و هذه المراتب وأراد أن يصل إلى الرتبة الأولى فيحتاج إلى ماذا؟ إلى جاهد ومجاهدة -الرتبة الأولى- أي بمعنى أعلى تلك الدرجات و هي الدرجة الثالثة بدأ بالأولى ثم الثانية و أفضلها الثالثة أو أعلاها الثالثة ولذلك من أراد أن يحقق أعلى تلك المراتب فليجاهد نفسه على تحقيقها و ليحرص في الترقي والارتقاء لتحقيق التوحيد لله -جَلَّ وَعَزّ- و الإتباع لرسوله -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَمَ-
يقول الإمام ابن القيم - رَحِمَهُ اللهُ- : " كلما اتقى العبد ربّه ارتقى إلى هداية أخرى فهو في مزيد هداية مادام في مزيد تقوى وكلّما فوت حظا من التقوى فاته حظه من الهداية بحسبه فكلما اتقى زاد هداه و كلما اهتدى زاد التقوى"، وإذا من أنفس الكلام وبديعه.
فوائد من محاضرة بعنوان رسائل إلى طالب العلم لشيخ عبدالله البخاري
(http://www.albarbhary.net/vb/showthread.php?p=3893#post3893)
منقول من شبكة الإمام البربهاري
هنــــــــا (http://www.albarbhary.net/vb/showthread.php?p=3893#post3893)
هذه الكلمة العظيمة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة امن تحققها هي وصية الله -جَلَّ وَعَزّ- للأولين و لآخرين ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ ﴾ [النساء: ١٣١]، يقول الإمام ابن القيم -رَحِمَهُ الله- في رسالته التبوكية: " أمّا التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيمانا و احتسابا، أمرا و نهيا ،فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده ويترك ما نهى الله -عز وجل- عنه إيمانا بالنهي وخوفا من وعيده ......." ، إلى أن قال: "وكل عمل لا بد له من مبدأ وغاية فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان ، فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه أوغير ذلك بل لا بدّ أن يكون مبدأه محض الإيمان وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب ..." ، إلى أن قال بعد أن بيّن لك الحقيقة، قال: "ولا ريب أن هذا الاسم - لمن علم هذا المعنى و تحققه - اسم لجميع أصول الإيمان و فروعه" .
وهذا التحقيق الذي ذكره الإمام ابن القيم لا يمكن إلا أن يكون عن علم يهدي صاحبه وهو الذي أشار إليه بالإيمان أو الإيمان المحض و لهذا قال الهيثمي -رَحِمَهُ اللهَ- مؤكدا هذا المعنى حقيقتها متوقفة على العلم إذ الجاهل لا يعلم كيف يتقي من جانب الأمر ولا من جانب النهي -لا يعلم- قال:" وبهذا يظهر فضيلة العلم و تميزه عن سائر العبادات والأحوال والمقامات لتوفها جميعها عليه ،ومن ثم قال النبي -صلى الله عليه وآله سلم- (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ))[1] .
والمتقي له صفات مذكورة في كتاب الله -جَلَّ وَعَزّ- ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)﴾ [البقرة: ٣]،والله - جَلَّ وَعَزّ- ذكر جملة من الصفات في كتابه لهؤلاء المتقين ، ومن ذلك أيضا قوله - جَلَّ وَعَزّ- ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)[الليل: ١٧ – ١٨] ،وقال - جلّ وّعَلا- ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) ، وقال جل و عز (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)﴾
[القمر: ٥٤ - ٥٥]،و يقول - جلّ وّعَز - ﴿وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[البقرة: ٢٣٧]، و يقول -جلّاَ وّعَز- أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: ٨]، ويقول - جلّ وّعَلا - ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) ﴾ [الحج: ٣٢]كل هؤلاء أو كل هذه الصفات مذكورة في كتاب الله جل و عز لكن تحتاج إلى تأمل و إلى تدبر .
والتقوى -أيّها الأحبة- على مراتب ليست على مرتبة واحدة لأن من قواعد أهل السنة واعتقادهم أن الإيمان يزيد و ينقص وهو رتب ، يقول الإمام ابن القيم في الفوائد: "التقوى ثلاث مراتب: إحداها حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات ،والثانية حميتها عن المكروهات، والثالثة الحمية عن الفضول و ما لا يعني ، فالأول تعطي حياة القلب فالأول تعطي العبد حياته والثانية تفيد صحته و قوته و الثالثة تكسبه السرور و الفرح و البهجة فمن حقق هذه الرتب و هذه المراتب وأراد أن يصل إلى الرتبة الأولى فيحتاج إلى ماذا؟ إلى جاهد ومجاهدة -الرتبة الأولى- أي بمعنى أعلى تلك الدرجات و هي الدرجة الثالثة بدأ بالأولى ثم الثانية و أفضلها الثالثة أو أعلاها الثالثة ولذلك من أراد أن يحقق أعلى تلك المراتب فليجاهد نفسه على تحقيقها و ليحرص في الترقي والارتقاء لتحقيق التوحيد لله -جَلَّ وَعَزّ- و الإتباع لرسوله -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَمَ-
يقول الإمام ابن القيم - رَحِمَهُ اللهُ- : " كلما اتقى العبد ربّه ارتقى إلى هداية أخرى فهو في مزيد هداية مادام في مزيد تقوى وكلّما فوت حظا من التقوى فاته حظه من الهداية بحسبه فكلما اتقى زاد هداه و كلما اهتدى زاد التقوى"، وإذا من أنفس الكلام وبديعه.
فوائد من محاضرة بعنوان رسائل إلى طالب العلم لشيخ عبدالله البخاري
(http://www.albarbhary.net/vb/showthread.php?p=3893#post3893)
منقول من شبكة الإمام البربهاري
هنــــــــا (http://www.albarbhary.net/vb/showthread.php?p=3893#post3893)