المعزلدين الله
2011-06-03, 04:17
الفتنة في مصر تدخل مرحلة الخطر
رأي القدس
2011-06-02
عندما يحذر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر من حدوث 'فتنة' تريد الوقيعة بين الجيش والشعب المصري، فإن علينا ان نستمع اليه، ليس لانه الرجل الأقوى في البلاد بحكم منصبه، وانما لانه الرجل الذي لعب الدور الاكبر في ترجمة طموحات الثورة المصرية واقعاً على الارض، من خلال انحياز المؤسسة العسكرية المصرية الى الشعب، ومطالبتها الرئيس المصري حسني مبارك في حينها بالتنازل عن السلطة، والاختفاء من المسرح السياسي الى الأبد.
مصر الثورة مستهدفة من اطراف عديدة لا تتمنى لها الاستقرار، والسير قدماً في برنامجها الوطني، بعضها داخلي يضم فلول النظام المخلوع، وبعضها خارجي يريد ان تبقى مصر داخل جدران بيت الطاعة الامريكي الاسرائيلي الى اطول فترة ممكنة.
المشير طنطاوي لم يكشف عن طبيعة هذه الفتنة التي حذر منها، ولا صورة الاشكال التي تتمثل في اعمال تخريبية، وربما يعود ذلك الى حرصه، وهو الرجل العسكري المتمرس، على تجنب اي اخطار جديدة يمكن ان تخدم هذه الفتنة واصحابها، ولكن ما يمكن استنتاجه من قراءة ما بين السطور، هو ان اخطر جوانب هذه الفتنة هو حدوث انقسام ليس بين الشعب المصري والمؤسسة العسكرية، وانما داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
الحرس القديم، المرتبط بنظام الفساد المخلوع، له جذور وامتدادات داخل المؤسسة العسكرية، ومخطئ من يعتقد بغير ذلك، فهذا النظام حكم البلاد لاكثر من اربعين عاما، بدأت بمرحلة الرئيس الراحل انور السادات، ومن الطبيعي ان يكون قد زرع رجاله داخل هذه المؤسسة، مثلما زرعهم في مختلف مفاصل مؤسسات الدولة المصرية الاخرى.
وعندما يناشد المشير طنطاوي وسائل الاعلام بتوخي الدقة والحذر، وتناول الاحداث بكل امانة وصدق، ونقل الحقائق التي تجري على الارض بمصداقية والبعد عن المصالح الشخصية والاهواء، فانه مصيب في ذلك تماما، لان وسائل الاعلام، وبما لها من تأثير كبير في صفوف الشعب، يمكن ان تئد هذه الفتنة او توفر لها فرص النجاح بحسن نية او بسوئها.
ويظل لزاما علينا، نحن الذين ايدنا الموقف الوطني المشرف للمؤسسة العسكرية المصرية في حماية الثورة الشعبية، وتمكينها من تحقيق الاهداف التي انطلقت من اجلها، ان نطالب هذه المؤسسة بالاستماع دائما الى صوت الثوار في ميدان التحرير، والاخذ بوجهة نظرهم، لان هؤلاء هم ضمير مصر، وقادة اعظم ثورة في تاريخها وبالتالي هم الاكثر حرصا عليها، وبوليصة التأمين التي تمنع خطفها او انحراف مسيرتها نتيجة لضغوط المغرضين وحلفائهم من داخل مصر وخارجها.
مطالب الثوار واضحة، تتلخص في ضرورة استئصال فلول النظام السابق من مناصبهم القيادية في المحافظات وبعض القطاعات المؤثرة الاخرى، وهذه مطالب مشروعة، لانه من غير المنطقي ان يبقى هؤلاء، الذين اختيروا من نظام حكم سلطوي استبدادي فاسد، بل مغرق في الفساد، في نفس المواقع، لان هؤلاء هم رموز الثورة المضادة.
الطريق الاقصر للتصدي للفتنة التي حذر منها المشير طنطاوي هو تلبية مطالب الثوار كاملة، والمضي قدما في محاكمة رموز الفساد، وسفاكي دماء الثوار، ابتداء من رأس النظام المخلوع حتى اصغر عنصر في مافيا رجال الاعمال التي نهبت ثروات البلاد، ومصت عرق الشعب المصري الطيب الصابر الشهم.
رأي القدس
2011-06-02
عندما يحذر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر من حدوث 'فتنة' تريد الوقيعة بين الجيش والشعب المصري، فإن علينا ان نستمع اليه، ليس لانه الرجل الأقوى في البلاد بحكم منصبه، وانما لانه الرجل الذي لعب الدور الاكبر في ترجمة طموحات الثورة المصرية واقعاً على الارض، من خلال انحياز المؤسسة العسكرية المصرية الى الشعب، ومطالبتها الرئيس المصري حسني مبارك في حينها بالتنازل عن السلطة، والاختفاء من المسرح السياسي الى الأبد.
مصر الثورة مستهدفة من اطراف عديدة لا تتمنى لها الاستقرار، والسير قدماً في برنامجها الوطني، بعضها داخلي يضم فلول النظام المخلوع، وبعضها خارجي يريد ان تبقى مصر داخل جدران بيت الطاعة الامريكي الاسرائيلي الى اطول فترة ممكنة.
المشير طنطاوي لم يكشف عن طبيعة هذه الفتنة التي حذر منها، ولا صورة الاشكال التي تتمثل في اعمال تخريبية، وربما يعود ذلك الى حرصه، وهو الرجل العسكري المتمرس، على تجنب اي اخطار جديدة يمكن ان تخدم هذه الفتنة واصحابها، ولكن ما يمكن استنتاجه من قراءة ما بين السطور، هو ان اخطر جوانب هذه الفتنة هو حدوث انقسام ليس بين الشعب المصري والمؤسسة العسكرية، وانما داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
الحرس القديم، المرتبط بنظام الفساد المخلوع، له جذور وامتدادات داخل المؤسسة العسكرية، ومخطئ من يعتقد بغير ذلك، فهذا النظام حكم البلاد لاكثر من اربعين عاما، بدأت بمرحلة الرئيس الراحل انور السادات، ومن الطبيعي ان يكون قد زرع رجاله داخل هذه المؤسسة، مثلما زرعهم في مختلف مفاصل مؤسسات الدولة المصرية الاخرى.
وعندما يناشد المشير طنطاوي وسائل الاعلام بتوخي الدقة والحذر، وتناول الاحداث بكل امانة وصدق، ونقل الحقائق التي تجري على الارض بمصداقية والبعد عن المصالح الشخصية والاهواء، فانه مصيب في ذلك تماما، لان وسائل الاعلام، وبما لها من تأثير كبير في صفوف الشعب، يمكن ان تئد هذه الفتنة او توفر لها فرص النجاح بحسن نية او بسوئها.
ويظل لزاما علينا، نحن الذين ايدنا الموقف الوطني المشرف للمؤسسة العسكرية المصرية في حماية الثورة الشعبية، وتمكينها من تحقيق الاهداف التي انطلقت من اجلها، ان نطالب هذه المؤسسة بالاستماع دائما الى صوت الثوار في ميدان التحرير، والاخذ بوجهة نظرهم، لان هؤلاء هم ضمير مصر، وقادة اعظم ثورة في تاريخها وبالتالي هم الاكثر حرصا عليها، وبوليصة التأمين التي تمنع خطفها او انحراف مسيرتها نتيجة لضغوط المغرضين وحلفائهم من داخل مصر وخارجها.
مطالب الثوار واضحة، تتلخص في ضرورة استئصال فلول النظام السابق من مناصبهم القيادية في المحافظات وبعض القطاعات المؤثرة الاخرى، وهذه مطالب مشروعة، لانه من غير المنطقي ان يبقى هؤلاء، الذين اختيروا من نظام حكم سلطوي استبدادي فاسد، بل مغرق في الفساد، في نفس المواقع، لان هؤلاء هم رموز الثورة المضادة.
الطريق الاقصر للتصدي للفتنة التي حذر منها المشير طنطاوي هو تلبية مطالب الثوار كاملة، والمضي قدما في محاكمة رموز الفساد، وسفاكي دماء الثوار، ابتداء من رأس النظام المخلوع حتى اصغر عنصر في مافيا رجال الاعمال التي نهبت ثروات البلاد، ومصت عرق الشعب المصري الطيب الصابر الشهم.