-تيتو-تقي الدين
2011-05-31, 10:04
بسم الله
تفتح عينيك صباحا على صورة مشوهة لواقع مر...ارتسمت معالمه شيئا فشيئا...تحاول جاهدا أن تصرف نظرك عن تلك الصورة التي ألفت مشاهدتها...ولكن بصرك لا يكاد يفارقها...تتأمل مليا حالة الشخص الذي رسم عليها...شخص كبير في السن...منهك وخائر القوى...أشعث أغبر...رث الثياب ...وجهه مجعد...تقاسيمه بدت كانها أرض صالحة للزراعة ولكن أكل الجفاف أوصالها...عينان غائرتان...تحملان الكثير من تجارب الحياة...فم مغلق...سئم الحديث ...نعم سئم الحديث لأنه لم يجد اذانا صاغية...جسد هزيل ...سقيم وعليل...انتشرت به الأوبئة والأمراض...لحم وضع على عضم ....لحم متهالك وضع على عضم ...رغم قساوته إلا أنه سهل للكسر...لحم عاد كالفراش القديم...طويل طول الجبال... وعريض عرض السهول والتلال...على محياه ارتسمت نظرة استغراب اختلطت بابتسامة...سرعان ما تحولت إلى ضحك وقهقهات عالية ومتواصلة...ضحك من واقع مر (هم يضحك وهم يبكي) يرفع حاجبيه عاليا ليرسم علامة استفهام تتمخض طويلا لتنجب علامات أخر...ينزل حاجبيه ليرسم نبرة الحزن التي لم تفارق وجهه المنهك القسمات...ينظر نظرة اتسشرافية لواقع أفضل ولكن هيهات؟؟؟ ينظر نظرة طويلة ليرى خلف الجبل القابع امامه ولكن دقة نظره قد صارت قديمة قدم الشيب الذي طغى على شعره...يدفع قدمه خطوة نحو الأمام ليضعها على قطعة شوك نمت في تلك الأرض القاحلة ومدت جذورها ...تحملت الجفاف الذي استدب في الأرض... يسير بخطى ثابتة ...تسمع ايقاع قدميه الحافيتين على الأرض بنقر خفيف يبدو كدبيب النمل ...يبدو كصوت السنبل عندما يغازله الريح ليرقص تحت ايقاع الطبيعة...يستسلم اخيرا للمرض يسقط على ركبة ونصف محاولا منع جسده من الإرتطام بالأرض ولكنه سرعان ما يترك حاله للقدر ينتفض ذلك الجسد السقيم على الأرض ...يطير الغبار عاليا ليكتب على السماء الزرقاء التي اختلطت بلون السحاب...مات الضمير...مات الضمير
نعم إنه الضمير...ذلك العجوز هو الضمير
بقلم أخيكم :مباركة تقي الدين:متحصل على الشهادة الورقة
http://blogs.weyak.ae/user_files/zaidsn1/images/nbe_010.jpg
تفتح عينيك صباحا على صورة مشوهة لواقع مر...ارتسمت معالمه شيئا فشيئا...تحاول جاهدا أن تصرف نظرك عن تلك الصورة التي ألفت مشاهدتها...ولكن بصرك لا يكاد يفارقها...تتأمل مليا حالة الشخص الذي رسم عليها...شخص كبير في السن...منهك وخائر القوى...أشعث أغبر...رث الثياب ...وجهه مجعد...تقاسيمه بدت كانها أرض صالحة للزراعة ولكن أكل الجفاف أوصالها...عينان غائرتان...تحملان الكثير من تجارب الحياة...فم مغلق...سئم الحديث ...نعم سئم الحديث لأنه لم يجد اذانا صاغية...جسد هزيل ...سقيم وعليل...انتشرت به الأوبئة والأمراض...لحم وضع على عضم ....لحم متهالك وضع على عضم ...رغم قساوته إلا أنه سهل للكسر...لحم عاد كالفراش القديم...طويل طول الجبال... وعريض عرض السهول والتلال...على محياه ارتسمت نظرة استغراب اختلطت بابتسامة...سرعان ما تحولت إلى ضحك وقهقهات عالية ومتواصلة...ضحك من واقع مر (هم يضحك وهم يبكي) يرفع حاجبيه عاليا ليرسم علامة استفهام تتمخض طويلا لتنجب علامات أخر...ينزل حاجبيه ليرسم نبرة الحزن التي لم تفارق وجهه المنهك القسمات...ينظر نظرة اتسشرافية لواقع أفضل ولكن هيهات؟؟؟ ينظر نظرة طويلة ليرى خلف الجبل القابع امامه ولكن دقة نظره قد صارت قديمة قدم الشيب الذي طغى على شعره...يدفع قدمه خطوة نحو الأمام ليضعها على قطعة شوك نمت في تلك الأرض القاحلة ومدت جذورها ...تحملت الجفاف الذي استدب في الأرض... يسير بخطى ثابتة ...تسمع ايقاع قدميه الحافيتين على الأرض بنقر خفيف يبدو كدبيب النمل ...يبدو كصوت السنبل عندما يغازله الريح ليرقص تحت ايقاع الطبيعة...يستسلم اخيرا للمرض يسقط على ركبة ونصف محاولا منع جسده من الإرتطام بالأرض ولكنه سرعان ما يترك حاله للقدر ينتفض ذلك الجسد السقيم على الأرض ...يطير الغبار عاليا ليكتب على السماء الزرقاء التي اختلطت بلون السحاب...مات الضمير...مات الضمير
نعم إنه الضمير...ذلك العجوز هو الضمير
بقلم أخيكم :مباركة تقي الدين:متحصل على الشهادة الورقة
http://blogs.weyak.ae/user_files/zaidsn1/images/nbe_010.jpg