المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلوب تسقى بكلام الله


ايمن جابر أحمد
2011-05-30, 20:20
http://www.hnona.net/do.php?img=10490
لين القلب هو رقته وخشيته من الله عزّوجلّ، وأكثر ما يكون ذلك عند سماع القرآن..
يقول تعالى عن هذا اللون من ألوان اللين، وعن هذه الصفة التي يتصف بها ملوك الآخرة:

(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر/ 23).

http://www.hnona.net/do.php?img=10491
يقول الإمام القرطبي:

"تقشعر أي تضطرب وتتحرك بالخوف مما فيه من الوعيد، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله" أي عند أية الرحمة، هؤلاء عندما يستمعون إلى كتاب الله تعالى أو إلى المواعظ، أو يشاهدون مناظر الموت والغسل والجنائز فإن قلوبهم تضطرب وتلين، فيخرج أثرها بكاءً، ودموعاً تخرج من مآقيهم"

http://www.hnona.net/do.php?img=10491
يدعون عندما تلين قلوبهم

هكذا كان ملوك الآخرة يتعاملون مع ربهم، ويتصلون به دعاءً أو تضرعاً عندما تضطرب قلوبهم وترق، بل يعتبرون ذلك علامة من علامات قبول الدعاء..

وينقل لنا ثابت البناني قصة أحد العباد :

"قال يوماً لإخوانه: إني لأعلم حين يذكرني ربي، قال: ففزعوا من ذلك، فقالوا: تعلم حين يذكرك ربك؟! قال: نعم، قالوا: ومتى؟ قال: إذا ذكرته ذكرني، قال: وإني لأعلم حين يستجيب لي ربي، قال: فعجبوا من قوله، قالوا: تعلم حين يستجيب لك ربك عزّوجلّ ؟! قال: نعم، قالوا: وكيف تعلم ذلك؟ قال: إذا وجل قلبي واقشعر جلدي وفاضت عيناي، وفتح لي في الدعاء، فثم أعلم أن قد اُستجيب لي".

http://www.hnona.net/do.php?img=10491
قلوب تسقى بكلام الله

فكما أن الماء الذي ينزله الرحمن من السماء تستقبله الأرض فينبت به الله الزرع، فترى الأرض مخضرة، ثم لا تلبث أن تُكسا الأرض بألوان من الزهر، كذلك هي قلوب ملوك الآخرة التي تلين، وتزهر، وتخضر بذكر الله.
http://www.hnona.net/do.php?img=10491
يقول سيد قطب – يرحمه الله – :

"وكما ينزل الماء من السماء فينبت لهم به زرعاً مختلفاً ألوانه، كذلك ينزل من السماء ذكراً تتلقاه القلوب الحية، فتتفتح وتنشرح وتتحرك حركة الحياة، وتتلقاه القلوب القاسية كما تتلقاه الصخرة القاسية لا حياة فيها ولا نداوة".
http://www.hnona.net/do.php?img=10491

يخرون للأذقان
هؤلاء لا يتأثرون بكلام كتأثرهم بذكر الله، ولا يجدون أنيساً ككتاب الله تعالى، وإذا تُليت عليهم آيات الرحمن، شعروا كأنها تتنزل عليهم الساعة، فلا يملكون أنفسهم من الخشوع والبكاءبل يتساقطون من طولهم دون شعور..

يقول تعالى عنهم:

(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (مريم/ 58).

(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا * وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (الإسراء/ 107-109).

واستحق بعد ذلك هؤلاء الملوك الذين يخرون للأذقان وهم يبكون عند سماع كلام الله خوفاً ووجلاً وخشية تحريم أجسادهم على النار، بل يمنعهم حتى من رؤيتها حيث بشرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك عندما قال:

"عينان لا تراهما النار: عين بكت وجلاً من خشية الله، وعين باتت تكلأ في سبيل الله".

والحديث الآخر قوله (صلى الله عليه وسلم ):

"عينان لا تمسهما النار أبداً: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".

إنهم أصحاب قلوب متصلة بالله تعالى، متصلة باليوم الآخر، وأحداثه، ومتذكرة هادم اللذات، فهي في وجل ورجاء دائم، مما يجعل قلوبهم تلين عند ذكر الله تعالى.

http://www.hnona.net/do.php?img=10492

المذنبة التائبة
2011-05-30, 21:56
مشكوووووووووووووورة على الموضوع القيم وجزاك الله كل خير

laiso_25
2011-05-30, 22:26
بارك الله فيك