المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احمد مطر روائع


رقة الحياة
2011-05-28, 23:23
الحاضنة

علي بَياضِ الوَرقَهْ
رَسَمْتُ شمساً مُشرقَهْ
نَثَرتُ تِبْرَ شَعرِها
علي بلادٍ مُونِقهْ
فَتَحْتُ فيها طَرُقاً
واسعةً مُتّسِقَهْ
بَينَ بُيوتٍ رَحْبَةٍ
يَحضُنُها العُشبُ
وتَحويها الغُصونُ المُورِقَهْ.
وعِندَ كُلِّ عَطفةٍ
فَجّرتُ عَيناً دافِقهْ.
رَسَمتُ فيها عَرَباً
مَسَحتُ من قلوبهم
كُلَّ دَواعي التّفرقَهْ.
قَنِعتُ مِن تجربتي
وخَيبتي في أمّتي
بأن أري
ولو بِظلِّ لَوحةٍ مُلَفّقهْ
لي أمّةً لائِقةً
في دَولةٍ لائقةٍ
تحيا حياةً لائقهْ!
في غَفلَةٍ
قَطرةُ حِبرٍ طَفرتْ مِن قَلَمي
علي ثيابِ واحدٍ
مِن أمّتي المُختلقَهْ
فَصارَ دُونَ غَيرهِ
مُتَّصِفاً بالعَمْلقَهْ.
فَكّرتُ في تَعديلهِ
لكنّني
رأيتُ أهلَ دَولتي في ظِلِّهِ
قد استحالوا فِرَقاً:
فَغِرقةٌ نافِقَةٌ
وفِرقةٌ مُنافِقَهْ.
وفِرقةٌ صَفيقَةٌ
لِموتِها مُصَفّقهْ.
وَفِرقةٌ راقِصَةٌ
علي جبالِ المِشنَقَهْ.
وفِرقةٌ تَدعو الفُجورَ فَرحةً
وفِرقةٌ تَدعو السُّرورَ هَرْطَقَهْ!
وَفِرقةٌ تَنطِقُ باسمِ اللّهِ
لكنْ فِعْلُها.. تَعِفُّ عَنْهُ الزّندقَهْ!
لَمْ تَمضِ إلاّ ساعَةٌ واحِدةٌ
حتّي رأيتُ لَوحتي.. مُحترقَهْ!
حَدّثْتُ نَفسي ذاهِلاً:
لَمْ أرسُمِ الشيّطانَ!!
كيفَ انتشرَتْ في دَولَتي
هذي الخَطايا الماحِقَهْ؟!
سَمِعتُ صَوتاً آتياً
مِنَ العُصورِ السّابقَهْ:
لا شَأنَ للشّيطان.. بَلْ أنتَ الّذي
حَدَّدْتَ للإنسانِ نَوعَ (العَلَقَهْ).
وَإنّما الإشكالُ في مَنطِقِها
مَهْما عَرا التّغييرُ شَكْلَ المِنطقَهْ.
لَطْخَةُ حِبرٍ وَحْدَها
تكفي إذا حَلّتْ بها
أن تَصنَعَ الطّاغي وأن تَرزُقَهُ
بكُلِّ ما يَرغبُ مِن مُرتزقَهْ.
لا شأنَ للشّيطان..
هذي أمّةٌ في طَبْعِها
ما يَجعَلُ الشّيطانَ فيها
يَستَحِقُّ الشّفَقَهْ!


أحمد مطر
25-9-2004

ربي كن لي


ربِّ كن لي..

كيفَ أُغلي
نَفْسَ من يَغلي مِنَ الحُزنِ
علي قاتِلِ أهلي؟!
كَيفَ أُعلي
رأسَ مَن يَخفِضُ رأسي
للّذي يُزمِعُ قَتْلي؟!
ها أنا مِن مَطلَعِ العُمرِ
أَزُفُّ الشَّمسَ يوميّاً
لِمَن يُطفِئُها كُرهاً لِظِلّي!
وَعلي رَغمِ الأذي
أَبسُطُ عُذري دُوَنهُ دَرءاً لِعَذْلي
وأُداري ذَنْبهُ بالجَهلِ
حتّي لَمْ تؤكّدْ دَورةُ الأيّامِ
إلاّ فَرْطَ جَهْلي.
يا لِبلوايَ بِنُبلي!
بِدَمي غارَ دَمي.. وانهَدَّ حَيْلي
وإذا سُؤلي مِنَ الآمالِ
أرتالٌ مِنَ الأنذالِ
يَنهالونَ بالأوحالِ
مِن فَوقي وَمِن تَحتي وَحَوْلي.
فإلي أينَ أُوَلّي؟
رَبِّ كُن لي
واكْفِني شَرَّ الغَباءات
التي فَوقَ المَباءاتِ تُصَلّي!
واشْفِ غِلّي
مِن عبَيدٍ
صَلصَلَتْ أغلالُهُم حُزناً وغَيظاً
لاِبتسامي عنِدَما حَطَّمتُ غُلّي!
رَبّ وارزُقْهُم بِطاغٍ مِثْلِهِ
واكتُبْ لَهُم في ظِلِّهِ
عَيشَ الرِّضا والأَمْنِ مِثْلي!
سَوفَ أمضي لِغَدي وَحْدي
وعِنْدي
مِنَ ضمَيري كُلُّ أوطاني وأهلي.
أَنَا لَم أَجْنِ مِنَ القُطعانِ
إلاَّ ذِكرياتٍ
لِنُدوبٍ زَحَمَتْ قلبي وعقَلي.
ونَصيبي مِن ثَري الأوطانِ
ما كانَ سِوي بَعضِ غُبارٍ
ثارَ في خَفْقِ الخُطي يَومَ فِرَاري
وَتَهاوي مُرغَماً مِنَ فَوقِ نَعْلي!

أحمد مطر
17/3/2007 م

وصفة


ضَجَّ طِفْلي بالبُكاءْ.
ضَجَّ مِن غيرِ انتهاءْ.
أزعجتني حِدّةُ الصّوتِ
فأومأتُ لَهُ أن ينتهي..
لكنّهُ داهَمَني بالإبتداءْ.
رُحْتُ أرجو مِنهُ أن يَسكُتَ
لكِنْ
مَزَّقتْ صَرختُهُ سَمْعَ الرّجاءْ!
لَمْ أطِقْ أكثَرَ
أجزَلْتُ لَهُ الوَعْدَ بأنّي
سَوفَ أبتاعُ لَهُ الحلوي
إذا لِلصَّمتِ فاءْ
بَدَّدَتْ صَرختُهُ وَعْدي
كذّرات الهَباءْ.
وكأنَّ الوَعْدَ بالحلوي وَعيدٌ
يَقتضي تَجريعَهُ مُرَّ الدَّواءْ.
وَإذ اسِتنفدتُ صَبري
هَبَطتْ كَفّي إلي أسْفَلِهِ
فارتفعَ الصّوتُ لأعنانِ السّماءْ.
عِنْدَها قُلتُ بسرّي:
أيُّ مُرٍّ يَدفَعٍُ الطّفلَ
إلي عِصيانِ أمري؟!
هُوَ لا ريبَ يُعاني مِن بَلاءٍ
دُونَهُ كُلُّ بَلاءٍ وَعَناءْ
وَلَدي فَحْصي لَهُ
أدركتُ حالاً
أنَّهُ يَصرُخُ مِن ضِيقِ الِحذاءْ!
حالَما خَلّصْتُهُ مِنهُ
جَري مُبتهجاً
وانسابَتْ الهَدأة للبيتِ
ووافاني الصَّفاءْ.
لَوْ غدا شَعبي أبيّاً وعَنيدًا
مِثْلَ طِفْلي..
وَلَوِ الحاكِمُ
قد فاءَ إلي الحكمةِ مثلي..
لاستقرّا في هَناءْ
وَلَما فكَّرَ أيُّ مِنهُما
أن يَحتمي مِن بَعضِهِ
بالغُرَباءْ!

أحمد مطر



الأمل الوحيد

بِنازِفِ الأقلامِ والأنامِلِ
غَزَلْتُ خَيْطَ الأمَلِ.
لكنَّني
في مُنتهي صبري وأقصي عَمَلي
وَجَدتُ خَيطي قد ذوي
وانكَسَرَتْ مَغازلي!
فَإذْ مَضَي السّافِلُ..
جاءَ السَّفَلَهْ!
وَإذْ هَوي القاتِلُ..
قامَ القَتَلَهْ!
وَكُلُّ ما جَدَّ علي مأساتِيَ المُتَّصِلَهْ
أنَّ العِصاباتِ غَدَتْ
تأتي لِخَطْفِ لُقمَتي
أو عِفَّتي أو جُثَّتي
مَسبوقَةً بالبَسمَلَهْ!
فأيُّ خَيطٍ يا تُري
يُرجي لِرَبْطِ المَحْمَلِ..
وَالجَمَلُ المقصودُ بالرَّبْطِ خَلا
ثُمَّ خَلا مَوقِعُهُ لِلجَبَلِ؟!
...
قد كانَ لي أن أصْطَلي
بِنارِ طاغٍ واحدٍ..
وَأجتَلي بَرْدَ سَلامِ المُقبلِ.
وَكانَ لي أن أعرِفَ القاتِلَ
إن حانَ أَوانُ مَقْتَلي.
لكنَّني
لِكَثرَةِ الطّاغِينَ
مِن أهْلِ الجِهادِ المُخمَلي
والسّائقين القتْلَ
مِن أعلايَ حتّي أسفَلي
في دَولَةٍ لَيسَ لَها
أدني صفِاتِ الدُّوَلِ..
ما عادَ لي مِن أمَلٍ
في أَيِّ شَيءٍ.. غَيرَ أنْ
أعرِفَ وَجْهَ قاتِلي

قلم / أحمد مطر

nikita yaelle
2011-05-28, 23:49
j'aimeeeeeeeeeeeeeeeeeeeee

nacer2011
2011-05-31, 20:57
عاش احمد مطر وعاشت العراق حرة عربية و درة اسلامية