حيدر الحسني
2011-05-25, 19:41
مختارات من منشورات
نشر هذا المقال لجريدة البلاغ بتصرف
سر الورقات الثلاث
في لحظة من لحظات الزمن ....
اجد نفسي فوق كرسي خشبي .....
أكاد اجزم بأنه حقيقي ...
امامي مكتب من خشب اشم رائحته الآن تزكم أنفي .....
المكان تملؤه رائحة الطحلبيات لا أعرف مصدرها .....
التفت ناحية مكتبي وجدت فوقه ثلاث ورقات....
ورقة سوداء ......
وورقة بيضاء و بها بعض السواد ....
و الثالثة بيضاء......
فاخذت قلمي لأكتب على الورقة الأولى فأبى أن يكتب.....
حسبت القلم جافا فالتفتت لاخذ القلم الآخر...
فحاولت الكتابة فأبى مثل صاحبه...
فجربت الكتابة على الورقة الثانية...
فقلت عجبا قلم يسطر كلمات على هذه الورقة و لا يكتبها على الورقة الأولى؟...
حاولت مرة أخرى فلا فائدة...
لا يرغب قلمي بوضع و لو حتى نقطة حبر على الورقة الأولى.....
أنتظرت قليلا لأراجع نفسي و أحاول فهم طلاسم الأوراق و الأقلام...
ثم بعد قليل تذكرت أمر الورقة الثالثة...
وضعتها تحت قلمي لأكتب فيها هي الأخرى...
يا إلهي ما الأمر....
عجزت عن فهم السبب...
صفنت قليلا لأفكر...
فغرقت في نوم عميق...
قمت فزعا من نومي لرؤيتي كابوس الورقات الثلاث...
فوجدتها امامي قابعة في مكانها لم تتحرك...
و رقتي الأولى سوداء كما هي...
وورقتي الثانية مكتوب عليها بعض الكلمات و بعضها نقل للورقة الأولى دون ان اكتبه...
فزدت تعجبا...
و ورقتي الثالثة بيضاء كما هي...
فحيرني الأمر...
فاقدمت على دعوة الكثيرين ممن أعرفهم و عرضت عليهم أمر تلك الوريقات...
لكن بآت كل محاولاتي بالفشل...
خرجت من مكاني الى الشوارع علي أجد ضالتي...
و أنا كذلك ....
أصدمت برجل عجوز.....
أكاد اقول أنه جاوز المئة عام و نييف...
شممت عليه رائحة عبقة كانه التاريخ نفسه...
أعتذرت منه...
هممت بالرحيل فقال : ماذا يحيرك يا بني .....
أشم رائحة الحيرة عليك؟.....
استغربت من تساؤله لي...
كيف عرف و هو اولا لا يرى فهو ضرير...
الأمر الثاني أني لأول مرة أراه في بلدتي...
من أين أتى لا أعلم...
شدني الفضول لسؤاله عله يعرف سر ورقاتي الثلاث...
صمت ُ قليلا و عرضت المسئلة عليه...
ساد على المكان صمت مطبق حتى ظننت أنه قد فارق الحياة...
ثم قال بني سر ورقاتك الثلاث...
سأخبرك عنه..
أما الورقة الاولى هي ماضيك...
ما كتب فيها كتب و لن تكتب بها ...
و الماضي لا تستطيع تغييره...
لذلك قلمك لم يكتب عليه...
أما سر الورقة الثانية فهي حاضرك و الحاضر تتصرف فيه بارادتك و التوفيق من عند الله...
أما سر الورقة الأخيرة فهي المستقبل...
و هو من علم الغيب و علم الغيب لا يعلمه إلا الله فكيف ستكتب عليه...
فقلت في نفسي يالي من أحمق....
الأمر كان أمامي و لم أعرفه...
فعدت الى رشدي لأقدم شكري لذلك الرجل...
فلم اجده...
بحثت عنه كثيرا دون جدوى...
وانا الان في الرابعة والثلاثون من عمري ...
و لا زالت تلك الثلاث ورقات أمامي كما هي...
أكتب فوق الورقة الثانية فقط........
هذه هي فلسفة الحياة وعند تحليلها تجدها
تحت عنوان سر الورقات الثلاث
حيدر الحسني
وسحقا ً لكل سراق النصوص الأدبية
نشر هذا المقال لجريدة البلاغ بتصرف
سر الورقات الثلاث
في لحظة من لحظات الزمن ....
اجد نفسي فوق كرسي خشبي .....
أكاد اجزم بأنه حقيقي ...
امامي مكتب من خشب اشم رائحته الآن تزكم أنفي .....
المكان تملؤه رائحة الطحلبيات لا أعرف مصدرها .....
التفت ناحية مكتبي وجدت فوقه ثلاث ورقات....
ورقة سوداء ......
وورقة بيضاء و بها بعض السواد ....
و الثالثة بيضاء......
فاخذت قلمي لأكتب على الورقة الأولى فأبى أن يكتب.....
حسبت القلم جافا فالتفتت لاخذ القلم الآخر...
فحاولت الكتابة فأبى مثل صاحبه...
فجربت الكتابة على الورقة الثانية...
فقلت عجبا قلم يسطر كلمات على هذه الورقة و لا يكتبها على الورقة الأولى؟...
حاولت مرة أخرى فلا فائدة...
لا يرغب قلمي بوضع و لو حتى نقطة حبر على الورقة الأولى.....
أنتظرت قليلا لأراجع نفسي و أحاول فهم طلاسم الأوراق و الأقلام...
ثم بعد قليل تذكرت أمر الورقة الثالثة...
وضعتها تحت قلمي لأكتب فيها هي الأخرى...
يا إلهي ما الأمر....
عجزت عن فهم السبب...
صفنت قليلا لأفكر...
فغرقت في نوم عميق...
قمت فزعا من نومي لرؤيتي كابوس الورقات الثلاث...
فوجدتها امامي قابعة في مكانها لم تتحرك...
و رقتي الأولى سوداء كما هي...
وورقتي الثانية مكتوب عليها بعض الكلمات و بعضها نقل للورقة الأولى دون ان اكتبه...
فزدت تعجبا...
و ورقتي الثالثة بيضاء كما هي...
فحيرني الأمر...
فاقدمت على دعوة الكثيرين ممن أعرفهم و عرضت عليهم أمر تلك الوريقات...
لكن بآت كل محاولاتي بالفشل...
خرجت من مكاني الى الشوارع علي أجد ضالتي...
و أنا كذلك ....
أصدمت برجل عجوز.....
أكاد اقول أنه جاوز المئة عام و نييف...
شممت عليه رائحة عبقة كانه التاريخ نفسه...
أعتذرت منه...
هممت بالرحيل فقال : ماذا يحيرك يا بني .....
أشم رائحة الحيرة عليك؟.....
استغربت من تساؤله لي...
كيف عرف و هو اولا لا يرى فهو ضرير...
الأمر الثاني أني لأول مرة أراه في بلدتي...
من أين أتى لا أعلم...
شدني الفضول لسؤاله عله يعرف سر ورقاتي الثلاث...
صمت ُ قليلا و عرضت المسئلة عليه...
ساد على المكان صمت مطبق حتى ظننت أنه قد فارق الحياة...
ثم قال بني سر ورقاتك الثلاث...
سأخبرك عنه..
أما الورقة الاولى هي ماضيك...
ما كتب فيها كتب و لن تكتب بها ...
و الماضي لا تستطيع تغييره...
لذلك قلمك لم يكتب عليه...
أما سر الورقة الثانية فهي حاضرك و الحاضر تتصرف فيه بارادتك و التوفيق من عند الله...
أما سر الورقة الأخيرة فهي المستقبل...
و هو من علم الغيب و علم الغيب لا يعلمه إلا الله فكيف ستكتب عليه...
فقلت في نفسي يالي من أحمق....
الأمر كان أمامي و لم أعرفه...
فعدت الى رشدي لأقدم شكري لذلك الرجل...
فلم اجده...
بحثت عنه كثيرا دون جدوى...
وانا الان في الرابعة والثلاثون من عمري ...
و لا زالت تلك الثلاث ورقات أمامي كما هي...
أكتب فوق الورقة الثانية فقط........
هذه هي فلسفة الحياة وعند تحليلها تجدها
تحت عنوان سر الورقات الثلاث
حيدر الحسني
وسحقا ً لكل سراق النصوص الأدبية