ilyes1990
2008-09-14, 10:31
وإن عدتم عدنا
الجهل بالتوحيد عند قادة الإخوان المسلمين، وعدم الدعوة إليه كما دعا الأنبياء :
لبيان هذا الأمر سوف أنقل كلاماً لرجل يعد أكثرهم معرفة بالتوحيد بل إنه من المنادين بتغيير خط سير الجماعة وبضرورة التربية على العقيدة ، (انظر كتاب لماذا أعدموني) .
هذا الرجل هو سيد قطب الذي يقول في كتابه المسمى بالظلال (3/1492 ) " فأما تلك الأصنام التي عُرف أنهم يعبدونها فما كان ذلك قط لاعتقادهم بألوهية لها كألوهية الله – سبحانه – ولقد صرح القرآن الكريم ! بحقيقة تصورهم الاعتقادي فيها وبسبب تقديمهم الشعائر لها في قوله تعالى { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفاً } فهذا كان مبلغ تصورهم لها مجرد شفعاء عند الله ، وما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة !!! ولا كان إسلام من أسلم منهم متمثلاً في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام !! ، وإلا فإن الحنفاء الذين اعتزلوا عبادة الأصنام هذه وقدموا الشعائر لله وحده ما اعتبروا مسلمين !! ، إنما تمثل الإسلام في الاعتقاد والشعائر وإفراد الله سبحانه بالحاكمية – في أي زمان وفي أي مكان – هم مشركون لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله – مجرد اعتقاد – ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده فإلى هنا يكونون كالحنفاء الذين لم يعتبرهم أحد مسلمين ، إنما يعتبر الناس مسلمين حين يتمون حلقات السلسلة أي حين يضمون إلى الاعتقاد والشعائر إفراد الله سبحانه بالحاكمية ، ورفضهم الاعتراف بشرعية حكم أو قانون أو وضع أو قيمة أو تقليد لم يصدر عن الله وحده وهذا وحده هو الإسلام لأنه وحده مدلول شهادة : أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، كما عرف هذا المدلول في الاعتقاد الإسلامي وفي الواقع الإسلامي سواء ، ثم أن يتجمع هؤلاء الذين يشهدون أن لا إله إلا الله على هذا النحو وبهذا المدلول في تجمع حركي بقيادة مسلمة وينسلخوا من التجمع الجاهلي وقيادته الجاهلية" أ.هـ
والأحناف الذين لم يحكم سيد بإسلامهم في كلامه السابق ،منهم زَيْد بْن عَمْرو بْن نُفَيْلٍ قال الحافظ " وَكَانَ مِمَّنْ طَلَبَ التَّوْحِيد وَخَلَعَ الْأَوْثَان وَجَانَبَ الشِّرْك , لَكِنَّهُ مَاتَ قَبْل الْمَبْعَث , وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ النبي , وقَالَ : " وَلَقَدْ رَأَيْته فِي الْجَنَّة يَسْحَب ذُيُولًا " وفي حديث آخر ذكره الحافظ ، قَالَ : " غَفَرَ اللَّه لَهُ وَرَحِمه , فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى دِين إِبْرَاهِيم ".
فهذا هو سيد قطب الذي قيل فيه زوراً و بهتاناً إنه أحسن من تكلم عن معنى لا إله إلا الله وليس هذا مكان الكلام عن ابن قطب وما عنده من طامات فإن لذلك مكاناً آخر، لكن الذي يهمنا هنا أن نبين خطورة هذا الكلام وأنه بعينه حجة القبوريين في هذا الزمان الذين يبررون أعمالهم ، وأنها لا تبلغ بهم الشرك الأكبر بقولهم : إن المشركين الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يعبدون الأصنام وأما الذين يدعون الأولياء ويطوفون بالقبور فهم لا يعبدون الأولياء وإنما يريدون شفاعتهم . والمشركون الأولون لم يحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكفرهم بسبب هذا الأمر كما قرر سيد قطب لكن القبوريين يجعلون السبب ، أنها أصنام وسيد يجعل السبب عدم التحاكم إلى شرع الله !.
وهذا خلاف ما عليه العلماء المحققون ، لذلك نجد أن ابن قطب ومن على شاكلته لا يأبهون بشرك القبوريين ،لأن حقيقة الشرك الأكبر عندهم في مسألة الحاكمية وليس في مسألة الشفاعة وهذا ضلال وأي ضلال .
يقول الشيخ العلاّمة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة شرك المشركين خلاف ما ذكره ابن قطب ( تيسير العزيز الحميد ص274) " أراد المصنف في هذا الباب – أي باب الشفاعة – إقامة الحجج على أن ذلك هو عين الشرك وأن الشفاعة التي يظنها من دعا غير الله ليشفع له كما يشفع الوزير عند الملك منتفية دنيا وأخرى "
وفي (ص 282 ) قال " فعرفت أن الفارق بينهم وبين الرسول eهي مسألة الشفاعة "
ومما يبين ذلك للأسف الشديد قول المرشد العام للإخوان المسلمين عمر التلمساني في كتابه ( شهيد المحراب ص231) قال " لقد أثبت القرآن صراحة لا تلميحاً ولا مجازاً أن بقايا الصالحين وآثارهم يمكن التوسل بها في استجلاب الخير ودفع الضر مهما تقادم بها العهد ".
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ، وفي نفس الصفحة قال " فما لنا والحملة على أولياء الله وزوارهم والداعين عند قبورهم ومقاماتهم "
قلت : ما رأينا عند تلك القبور إلا تقديم النذور والطواف بها ودعاء أصحابها فهل يظن التلمساني أن إنكار الشرك فيه إساءة إلى الأولياء أم أنه وصل إلى مرتبة المرشد العام وهو لا يعلم ما يحصل عند تلك القبور ، لكن الظاهر كما سيأتي أنه يعلم لكن الطامة أنه لا يعلم أن هذا هو الشرك الذي توعد الله صاحبه بالخلود في النار .
وفي (ص 233) قال " ويتغالى بعض الناس في منع زيارة المساجد التي فيها مدافن بعض أولياء الله مستندين إلى حديث رسول الله e" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد "" أ.هـ
وفي (ص 227 ) قال " فلا داعي إذاً للتشديد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد وكرامة الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء "
فماذا أبقى هذا المرشد لأهل الشرك والضلال بعد دعوته هذه إلى اللجوء إلى القبور لتفريج الشدائد كما قال سلفه " إذا ضاقت عليكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور " وقول الآخر " يا خائفين من التتر لوذوا بقبر أبي عمر " والله سبحانه يقول { أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } . أم أن ذلك على طريقة صاحب البردة إذ يقول :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم .
فهاهم الإخوان قد تركوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى التوحيد بل أصبحوا ينكرون على سالكي هذا الطريق ، وأنا أعلم أن أصحابه سيتأولون كلامه ، وهذا ديدن أهل البدع ، يتأول بعضهم كلام بعض ، وهذا خلاف الاجماع ، فإنه لا يتأول إلا كلام المعصوم ، لكن ينبغي أن يلاحظ أن هنالك فرقاً بين أن نتأول كلاماً خطأ ، فنجعله حقاً ، وبين أن نعتذر لصاحبه إذا كان يعد من أهل السنة بكلام له يخالف ما أخطأ فيه .
ويقول التلمساني في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ص250 : ناقلاً عن البنا قوله " اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة ، والسنة والشيعة فيه سواء وعلى النقاء أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما "
يقول جابر رزق في كتابه " حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه "ص 185 تحت عنوان تهمة التعصب من مقالة نشرتها " مجلة الأمة" إن حسن البنا عندما تقدم مرشحاً لانتخابات البرلمان كان وكيله الذي يمثله في مقر إحدى اللجان الانتخابية رجلا قبطياً " ، أي نصرانياً .
وفي كتاب " تصور الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية " قال المؤلف عبد الفتاح العويس ص 23 .
" ولكي يدلل الإخوان المسلمون على عدم تعصبهم أشركوا معهم في عضوية اللجنة السياسية التابعة للإخوان المسلمين والتي أنشئت عام 1948م اثنين من النصارى هم : وهيب دوس واخنوخ لويس اخنوخ " وفي مجلة لواء الإسلام العدد الأول السنة الخامسة والأربعون رمضان 1410 ص 39 قالت المجلة " والإمام حسن البنا عندما شكل اللجنة السياسية العليا للإخوان المسلمين كان ضمن أعضائها ثلاثة من المسيحيين هم الأساتذة : لويس اخنوخ ، وهيب دوس ، ثابت كريم ."
وفي كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/409) ألقى حسن البنا كلمة في اجتماع لجنة إمريكية بريطانية مشتركة من اجل قضية فلسطين .
قال: ..الناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية لان هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي ولهذا فإني أحب أن أوضحها باختصار :
فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية !! لان القران الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم !!! والإسلام شريعة إنسانية قبل إن يكون شريعة قومية ! وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) وحيثما أراد القران أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية والقانونية ! فقال تعالى (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم .. ) .
يقول هذا وهو يقرأ قوله تعالى {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ](82) سورة المائدة [، وقوله تعالى {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} ](120) سورة البقرة
الجهل بالتوحيد عند قادة الإخوان المسلمين، وعدم الدعوة إليه كما دعا الأنبياء :
لبيان هذا الأمر سوف أنقل كلاماً لرجل يعد أكثرهم معرفة بالتوحيد بل إنه من المنادين بتغيير خط سير الجماعة وبضرورة التربية على العقيدة ، (انظر كتاب لماذا أعدموني) .
هذا الرجل هو سيد قطب الذي يقول في كتابه المسمى بالظلال (3/1492 ) " فأما تلك الأصنام التي عُرف أنهم يعبدونها فما كان ذلك قط لاعتقادهم بألوهية لها كألوهية الله – سبحانه – ولقد صرح القرآن الكريم ! بحقيقة تصورهم الاعتقادي فيها وبسبب تقديمهم الشعائر لها في قوله تعالى { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفاً } فهذا كان مبلغ تصورهم لها مجرد شفعاء عند الله ، وما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة !!! ولا كان إسلام من أسلم منهم متمثلاً في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام !! ، وإلا فإن الحنفاء الذين اعتزلوا عبادة الأصنام هذه وقدموا الشعائر لله وحده ما اعتبروا مسلمين !! ، إنما تمثل الإسلام في الاعتقاد والشعائر وإفراد الله سبحانه بالحاكمية – في أي زمان وفي أي مكان – هم مشركون لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله – مجرد اعتقاد – ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده فإلى هنا يكونون كالحنفاء الذين لم يعتبرهم أحد مسلمين ، إنما يعتبر الناس مسلمين حين يتمون حلقات السلسلة أي حين يضمون إلى الاعتقاد والشعائر إفراد الله سبحانه بالحاكمية ، ورفضهم الاعتراف بشرعية حكم أو قانون أو وضع أو قيمة أو تقليد لم يصدر عن الله وحده وهذا وحده هو الإسلام لأنه وحده مدلول شهادة : أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، كما عرف هذا المدلول في الاعتقاد الإسلامي وفي الواقع الإسلامي سواء ، ثم أن يتجمع هؤلاء الذين يشهدون أن لا إله إلا الله على هذا النحو وبهذا المدلول في تجمع حركي بقيادة مسلمة وينسلخوا من التجمع الجاهلي وقيادته الجاهلية" أ.هـ
والأحناف الذين لم يحكم سيد بإسلامهم في كلامه السابق ،منهم زَيْد بْن عَمْرو بْن نُفَيْلٍ قال الحافظ " وَكَانَ مِمَّنْ طَلَبَ التَّوْحِيد وَخَلَعَ الْأَوْثَان وَجَانَبَ الشِّرْك , لَكِنَّهُ مَاتَ قَبْل الْمَبْعَث , وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ النبي , وقَالَ : " وَلَقَدْ رَأَيْته فِي الْجَنَّة يَسْحَب ذُيُولًا " وفي حديث آخر ذكره الحافظ ، قَالَ : " غَفَرَ اللَّه لَهُ وَرَحِمه , فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى دِين إِبْرَاهِيم ".
فهذا هو سيد قطب الذي قيل فيه زوراً و بهتاناً إنه أحسن من تكلم عن معنى لا إله إلا الله وليس هذا مكان الكلام عن ابن قطب وما عنده من طامات فإن لذلك مكاناً آخر، لكن الذي يهمنا هنا أن نبين خطورة هذا الكلام وأنه بعينه حجة القبوريين في هذا الزمان الذين يبررون أعمالهم ، وأنها لا تبلغ بهم الشرك الأكبر بقولهم : إن المشركين الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يعبدون الأصنام وأما الذين يدعون الأولياء ويطوفون بالقبور فهم لا يعبدون الأولياء وإنما يريدون شفاعتهم . والمشركون الأولون لم يحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكفرهم بسبب هذا الأمر كما قرر سيد قطب لكن القبوريين يجعلون السبب ، أنها أصنام وسيد يجعل السبب عدم التحاكم إلى شرع الله !.
وهذا خلاف ما عليه العلماء المحققون ، لذلك نجد أن ابن قطب ومن على شاكلته لا يأبهون بشرك القبوريين ،لأن حقيقة الشرك الأكبر عندهم في مسألة الحاكمية وليس في مسألة الشفاعة وهذا ضلال وأي ضلال .
يقول الشيخ العلاّمة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة شرك المشركين خلاف ما ذكره ابن قطب ( تيسير العزيز الحميد ص274) " أراد المصنف في هذا الباب – أي باب الشفاعة – إقامة الحجج على أن ذلك هو عين الشرك وأن الشفاعة التي يظنها من دعا غير الله ليشفع له كما يشفع الوزير عند الملك منتفية دنيا وأخرى "
وفي (ص 282 ) قال " فعرفت أن الفارق بينهم وبين الرسول eهي مسألة الشفاعة "
ومما يبين ذلك للأسف الشديد قول المرشد العام للإخوان المسلمين عمر التلمساني في كتابه ( شهيد المحراب ص231) قال " لقد أثبت القرآن صراحة لا تلميحاً ولا مجازاً أن بقايا الصالحين وآثارهم يمكن التوسل بها في استجلاب الخير ودفع الضر مهما تقادم بها العهد ".
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ، وفي نفس الصفحة قال " فما لنا والحملة على أولياء الله وزوارهم والداعين عند قبورهم ومقاماتهم "
قلت : ما رأينا عند تلك القبور إلا تقديم النذور والطواف بها ودعاء أصحابها فهل يظن التلمساني أن إنكار الشرك فيه إساءة إلى الأولياء أم أنه وصل إلى مرتبة المرشد العام وهو لا يعلم ما يحصل عند تلك القبور ، لكن الظاهر كما سيأتي أنه يعلم لكن الطامة أنه لا يعلم أن هذا هو الشرك الذي توعد الله صاحبه بالخلود في النار .
وفي (ص 233) قال " ويتغالى بعض الناس في منع زيارة المساجد التي فيها مدافن بعض أولياء الله مستندين إلى حديث رسول الله e" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد "" أ.هـ
وفي (ص 227 ) قال " فلا داعي إذاً للتشديد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد وكرامة الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء "
فماذا أبقى هذا المرشد لأهل الشرك والضلال بعد دعوته هذه إلى اللجوء إلى القبور لتفريج الشدائد كما قال سلفه " إذا ضاقت عليكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور " وقول الآخر " يا خائفين من التتر لوذوا بقبر أبي عمر " والله سبحانه يقول { أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } . أم أن ذلك على طريقة صاحب البردة إذ يقول :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم .
فهاهم الإخوان قد تركوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى التوحيد بل أصبحوا ينكرون على سالكي هذا الطريق ، وأنا أعلم أن أصحابه سيتأولون كلامه ، وهذا ديدن أهل البدع ، يتأول بعضهم كلام بعض ، وهذا خلاف الاجماع ، فإنه لا يتأول إلا كلام المعصوم ، لكن ينبغي أن يلاحظ أن هنالك فرقاً بين أن نتأول كلاماً خطأ ، فنجعله حقاً ، وبين أن نعتذر لصاحبه إذا كان يعد من أهل السنة بكلام له يخالف ما أخطأ فيه .
ويقول التلمساني في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ص250 : ناقلاً عن البنا قوله " اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة ، والسنة والشيعة فيه سواء وعلى النقاء أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما "
يقول جابر رزق في كتابه " حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه "ص 185 تحت عنوان تهمة التعصب من مقالة نشرتها " مجلة الأمة" إن حسن البنا عندما تقدم مرشحاً لانتخابات البرلمان كان وكيله الذي يمثله في مقر إحدى اللجان الانتخابية رجلا قبطياً " ، أي نصرانياً .
وفي كتاب " تصور الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية " قال المؤلف عبد الفتاح العويس ص 23 .
" ولكي يدلل الإخوان المسلمون على عدم تعصبهم أشركوا معهم في عضوية اللجنة السياسية التابعة للإخوان المسلمين والتي أنشئت عام 1948م اثنين من النصارى هم : وهيب دوس واخنوخ لويس اخنوخ " وفي مجلة لواء الإسلام العدد الأول السنة الخامسة والأربعون رمضان 1410 ص 39 قالت المجلة " والإمام حسن البنا عندما شكل اللجنة السياسية العليا للإخوان المسلمين كان ضمن أعضائها ثلاثة من المسيحيين هم الأساتذة : لويس اخنوخ ، وهيب دوس ، ثابت كريم ."
وفي كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/409) ألقى حسن البنا كلمة في اجتماع لجنة إمريكية بريطانية مشتركة من اجل قضية فلسطين .
قال: ..الناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية لان هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي ولهذا فإني أحب أن أوضحها باختصار :
فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية !! لان القران الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم !!! والإسلام شريعة إنسانية قبل إن يكون شريعة قومية ! وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) وحيثما أراد القران أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية والقانونية ! فقال تعالى (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم .. ) .
يقول هذا وهو يقرأ قوله تعالى {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ](82) سورة المائدة [، وقوله تعالى {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} ](120) سورة البقرة