هزيم الرعد
2008-09-13, 10:53
أقدم لكم معلقة عمرو بن كلثوم
معلقة عمرو بن كلثوم الوافر
أَلاَ هُبّي بِصَحْنِكِ، فَاصبَحينا، ... وَلاَ تُبقي خُمُورَ الأندَرِينَا
مُشَعْشَعَةً، كَأَنَّ الحُصَّ فيها، ... إذا ما الماءُ خَالطَهَا سَخينَا
تَجُورُ بذي اللُّبانَةِ عَن هَواهُ، ... إذا ما ذاقَها، حتى يَليِنَا
تَرَى اللَّحِزَ الشّحِيحَ، إذا أُمِرَّتْ ... عَلَيْهِ، لِمَالِهِ فيها مُهِينَا
كَأَنَّ الشُّهبَ في الآذان منه ... إذا قرعوا بحافتها الجبينَا
صَدَدتِ الكأسَ عَنّا، أُمَّ عَمرٍن، ... وكانَ الكأسُ مَجراها اليَمِينَا
وَمَا شَرّ الثّلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو ... بصاحبِكِ الذي لا تَصبَحينَا
وَكَأْسٍ قد شَرِبتُ ببَعلَبَكٍ، ... وَأُخْرَى في دِمَشْقَ، وقاصرِينَا
إذا صَمدَتْ حُمَيَّاها أَرِيباً ... مِنَ الفِتيانِ، خِلتَ بهِ جُنُونا
فَمَا بَرِحَتْ مَجالَ الشَّرْبِ حتى ... تَغالَوها، وقالُوا قد رَوِينَا
وَإنّا غَداً، وإنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ، ... وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لا تَعْلَمِينَا
قِفي قَبْلَ التّفَرّقِ، يا ظَعيناً، ... نُخَبّركِ اليَقينَ وَتُخْبِرِينَا
بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضرْباً وَطَعْنَاً، ... أَقَرَّ بِهِ مَوالِيكِ العُيُونَا
قِفي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثتِ صَرْماً، ... لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأمِينَا
أَفي لَيْلٍ يُعاتِبُني أَبُوها، ... وَإخْوَتُهَا وهُمْ لي ظَالِمُونَا
وَأَنّا الطّالِبونَ، إذا نَقَمنا، ... وأَنّا الضّارِبُونَ، إذا ابتُلينَا
وأَنّا النّازِلُونَ بِكُلّ ثَغْرٍ ... يَخَافُ النّازِلُونَ بِهِ المَنُونَا
وَنشْرَبُ، إنْ وَرَدْنا، الماءَ صَفواً، ... وَيَشْرَبُ غَيْرُنا كَدَراً وطِينَا
أَلا سائلْ بَني الطّمَّاحِ عَنّا، ... وَدُعمِيّاً فَكَيْفَ وَجَدْتُمُونَا؟
نَزَلْتُمْ مَنزِلَ الأضيافِ مِنَّا، ... فَعَجَّلنا القِرَى أَنْ تَشتِمُونَا
قَرَيناكُمْ، فَعَجَّلْنا قِراكُمْ، ... قُبَيلَ الصُّبحِ مِرْدادةً طَحُونَا
متى نَنقُلْ إلى قومٍ رَحَانَا، ... يكونوا في اللِّقاءِ لَهَا طَحِينَا
يَكُونُ ثِفالُها شَرْقيَّ نَجْدٍ، ... ولهُوَتُها قُضاعَةَ أَجْمعِينَا
على آثارِنا بِيض حِسَانٌ ... نُحاذِرُ أَنْ تُفارِقَ، أَو تَهُونَا
ظَعائنُ مِنْ بَني جُشَمِ بنِ بكرٍ ... خَلَطَنَ لِميسَمٍ حَسَباً ودِينَا
أَخَذْنَ على فَوارِسِهنّ عَهداً ... إذا لاقَوا فَوارِسَ مُعلِمِينَا
لَيَسْتَلِبُنَّ أَبداناً وَبِيضاً، ... وَأَسْرَى في الحَديدِ مُقَرَّنينَا
إذا ما رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنَى، ... كَما اضطَرَبَتْ مُتُونُ الشّارِبينَا
يَقُتْنَ جِيادَنا، وَيَقُلْنَ لَستُمْ ... بُعُولَتَنا إذا لَمْ تَمْنَعُونَا
إذا لَمْ نَحْمِهِنَّ، فَلا بَقينَا ... لِشَيءٍ بَعْدَهنّ، وَلا حَيِينَا
وما مَنَع الظَّعائنَ مِثلُ ضرْبٍ ... تَرَى منهُ السَّواعِدَ كالقُلِينَا
إذا ما المَلْكُ سامَ النَّاسَ خَسفاً ... أَبَينا أَنْ نُقِرَّ الخَسَفَ فينَا
أَلا لا يَجْهَلَنْ أحَدٌ عَلَيْنا، ... فَنَجهَلَ فوقَ جَهلِ الجاهِلينَا
وَنَعدو حَيْثُ لا يُعْدَى عَلَينا، ... ونَضرِبُ بالمَواسي مَنْ يَلينَا
أَلا لا يَحْسَبِ الأعداءُ أَنَّا ... تَضعضعنا، وأَنَّا قَد فَنِينَا
تَرانا بارِزِينَ، وكلُّ حيٍ ... قَدِ اتَّخَذَوا مَخَافَتَنا قَرِينَا
كَأَنّا، والسّيُوفُ مُسَلَّلاتٌ، ... وَلَدْنا النّاسَ طُرّاً أَجمَعِينَا
مَلأْنا البَرَّ حتى ضاقَ عَنّا، ... كَذاك البَحرَ نَملَؤهُ سَفِينَا
إذا بَلَغَ الفِطَامَ لَنا رَضيعٌ، ... تَخِرُّ لَهُ الجَبابرُ ساجِدينَا
لَنَا الدُّنيا، وَمَنْ أَضحَى عَلَيها، ... ونَبطِشُ حينَ نَبطِشُ قَادِرِينَأ
تَنادَى المُصعَبانِ وآلُ بَكْرٍ، ... ونادَوا يا لَكِندَةَ أَجْمَعِينَا
فإنْ نَغْلِبْ، فغَلاَّبُونَ قِدْماً، ... وَإنْ نُغلَبْ، فَغَيْرُ مُغَلَّبينَا
معلقة عمرو بن كلثوم الوافر
أَلاَ هُبّي بِصَحْنِكِ، فَاصبَحينا، ... وَلاَ تُبقي خُمُورَ الأندَرِينَا
مُشَعْشَعَةً، كَأَنَّ الحُصَّ فيها، ... إذا ما الماءُ خَالطَهَا سَخينَا
تَجُورُ بذي اللُّبانَةِ عَن هَواهُ، ... إذا ما ذاقَها، حتى يَليِنَا
تَرَى اللَّحِزَ الشّحِيحَ، إذا أُمِرَّتْ ... عَلَيْهِ، لِمَالِهِ فيها مُهِينَا
كَأَنَّ الشُّهبَ في الآذان منه ... إذا قرعوا بحافتها الجبينَا
صَدَدتِ الكأسَ عَنّا، أُمَّ عَمرٍن، ... وكانَ الكأسُ مَجراها اليَمِينَا
وَمَا شَرّ الثّلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو ... بصاحبِكِ الذي لا تَصبَحينَا
وَكَأْسٍ قد شَرِبتُ ببَعلَبَكٍ، ... وَأُخْرَى في دِمَشْقَ، وقاصرِينَا
إذا صَمدَتْ حُمَيَّاها أَرِيباً ... مِنَ الفِتيانِ، خِلتَ بهِ جُنُونا
فَمَا بَرِحَتْ مَجالَ الشَّرْبِ حتى ... تَغالَوها، وقالُوا قد رَوِينَا
وَإنّا غَداً، وإنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ، ... وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لا تَعْلَمِينَا
قِفي قَبْلَ التّفَرّقِ، يا ظَعيناً، ... نُخَبّركِ اليَقينَ وَتُخْبِرِينَا
بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضرْباً وَطَعْنَاً، ... أَقَرَّ بِهِ مَوالِيكِ العُيُونَا
قِفي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثتِ صَرْماً، ... لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأمِينَا
أَفي لَيْلٍ يُعاتِبُني أَبُوها، ... وَإخْوَتُهَا وهُمْ لي ظَالِمُونَا
وَأَنّا الطّالِبونَ، إذا نَقَمنا، ... وأَنّا الضّارِبُونَ، إذا ابتُلينَا
وأَنّا النّازِلُونَ بِكُلّ ثَغْرٍ ... يَخَافُ النّازِلُونَ بِهِ المَنُونَا
وَنشْرَبُ، إنْ وَرَدْنا، الماءَ صَفواً، ... وَيَشْرَبُ غَيْرُنا كَدَراً وطِينَا
أَلا سائلْ بَني الطّمَّاحِ عَنّا، ... وَدُعمِيّاً فَكَيْفَ وَجَدْتُمُونَا؟
نَزَلْتُمْ مَنزِلَ الأضيافِ مِنَّا، ... فَعَجَّلنا القِرَى أَنْ تَشتِمُونَا
قَرَيناكُمْ، فَعَجَّلْنا قِراكُمْ، ... قُبَيلَ الصُّبحِ مِرْدادةً طَحُونَا
متى نَنقُلْ إلى قومٍ رَحَانَا، ... يكونوا في اللِّقاءِ لَهَا طَحِينَا
يَكُونُ ثِفالُها شَرْقيَّ نَجْدٍ، ... ولهُوَتُها قُضاعَةَ أَجْمعِينَا
على آثارِنا بِيض حِسَانٌ ... نُحاذِرُ أَنْ تُفارِقَ، أَو تَهُونَا
ظَعائنُ مِنْ بَني جُشَمِ بنِ بكرٍ ... خَلَطَنَ لِميسَمٍ حَسَباً ودِينَا
أَخَذْنَ على فَوارِسِهنّ عَهداً ... إذا لاقَوا فَوارِسَ مُعلِمِينَا
لَيَسْتَلِبُنَّ أَبداناً وَبِيضاً، ... وَأَسْرَى في الحَديدِ مُقَرَّنينَا
إذا ما رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنَى، ... كَما اضطَرَبَتْ مُتُونُ الشّارِبينَا
يَقُتْنَ جِيادَنا، وَيَقُلْنَ لَستُمْ ... بُعُولَتَنا إذا لَمْ تَمْنَعُونَا
إذا لَمْ نَحْمِهِنَّ، فَلا بَقينَا ... لِشَيءٍ بَعْدَهنّ، وَلا حَيِينَا
وما مَنَع الظَّعائنَ مِثلُ ضرْبٍ ... تَرَى منهُ السَّواعِدَ كالقُلِينَا
إذا ما المَلْكُ سامَ النَّاسَ خَسفاً ... أَبَينا أَنْ نُقِرَّ الخَسَفَ فينَا
أَلا لا يَجْهَلَنْ أحَدٌ عَلَيْنا، ... فَنَجهَلَ فوقَ جَهلِ الجاهِلينَا
وَنَعدو حَيْثُ لا يُعْدَى عَلَينا، ... ونَضرِبُ بالمَواسي مَنْ يَلينَا
أَلا لا يَحْسَبِ الأعداءُ أَنَّا ... تَضعضعنا، وأَنَّا قَد فَنِينَا
تَرانا بارِزِينَ، وكلُّ حيٍ ... قَدِ اتَّخَذَوا مَخَافَتَنا قَرِينَا
كَأَنّا، والسّيُوفُ مُسَلَّلاتٌ، ... وَلَدْنا النّاسَ طُرّاً أَجمَعِينَا
مَلأْنا البَرَّ حتى ضاقَ عَنّا، ... كَذاك البَحرَ نَملَؤهُ سَفِينَا
إذا بَلَغَ الفِطَامَ لَنا رَضيعٌ، ... تَخِرُّ لَهُ الجَبابرُ ساجِدينَا
لَنَا الدُّنيا، وَمَنْ أَضحَى عَلَيها، ... ونَبطِشُ حينَ نَبطِشُ قَادِرِينَأ
تَنادَى المُصعَبانِ وآلُ بَكْرٍ، ... ونادَوا يا لَكِندَةَ أَجْمَعِينَا
فإنْ نَغْلِبْ، فغَلاَّبُونَ قِدْماً، ... وَإنْ نُغلَبْ، فَغَيْرُ مُغَلَّبينَا