arabknight
2008-09-12, 17:36
كما تعودتم دائما من فارسكم العربي .. المثلم هانا اكتب هاته العبارات انها من وحي الخيال وتعالج فكرة معينة ....فارجوا ان تفتحوا قلوبكم وان تتسع صدروكم لما اقوله او اكتبه .......
علما اني لست من المدخنين فقط لاعطاء الموضوع اهمية ....وصبغة
فار س العرب
توقفتُ بسيارتي أمام سوق كبير لبيع جميع أصناف المواد الغذائية ،لم آت بغية التبضع استعداداً لشهر رمضان المبارك فلقد تكفلت بهذه المهمة زوجتي بالأمس ، و لكني جئت لأن هذا السوق يبيع نوع سجائري المفضلة و النادر وجودها في المحلات الصغيرة!
المكان مكتظ بالناس و كأن كل من في هذه المدينة الكبيرة مجتمعون هنا ، ثمت ضجيج و أغاني متنوعة تنبعث من هواتف المتسوقين ،شرعت أتسكع في الممرات محاولاً أن أتتبع كلمات أغنية أعرفها و أتذكر تكملتها لكن مايلبث أن ينقطع مصدرها فأصغي إلى أغنية أخرى!
تمعنت صوت مغنٍ يغني باللهجة العراقية:
- يالبرتقالة ..يالبرتقالة .
التفت نحو الصوت الذي بدا قريباً مني جداً و تأملت قليلاً صورة من انبعث من هاتفها تلك الأغنية ، أخذت علب السجائر و غادرت المكان بتثاقل ، ركبت سيارتي ، و بدأت في إشعال سيجارة و أخذت نفساً عميقاً ثم أدرت مفتاح الراديو أبحث عن نشرة أخبار ، علا صوت ذلك و هو يردد :
- يالبرتقالة .. يالبرتقالة .
نفثت دخان سيجارتي و أنا أشتاط من الغضب ،وطفقت أبحث عن محطة أخرى ، المذيع يقرأ نشرة الأخبار :
- انفجار جديد في سوق شعبي في بغداد ،و لقد بلغت حصيلة الضحايا ستين قتيلاً و عشرات الجرحى !
بدأت أحس بالضيق و كأن يدا تعتصر قلبي ، عدت أعبث بمفتاح الراديو .كان صوت المذيع صافياً هادئاً وهو يقدم محاضرة في إذاعة القرآت الكريم :
- الإمام أبو حنيفة : هو أحد أئمة المذاهب الأربعة ، و هو إمام أهل الرأي في العراق . لم يطب لي أن أصغي إلى بقية الحديث ، عدت أبحث بين المحطات عن شئ لا أعلم كنهه ، إلا أن الأغنية صفعت أذني مرة أخرى :
- يالبرتقالة .. يالبرتقالة .
أطفأت سيجارتي و فككت أزرار قميصي العلوية ثم فتحت نافذة سيارتي .انتابتني رغبة جامحة في البكاء و لكن دموعي استعصت عليّ حاولت أن أتذكر آخر مرة بكيت فيها فلم أفلح!
لم يتبق سوى مسافة قصيرة تفصلني عن منزلي .
هناك مذيع يقرأ خبراً عاجلاً :
- قبل قليل أغارت القوات الإسرائيلية على مدينة غزة ،ولقد سقط على إثرها عديد من القتلى و الجرحى ، وماتزال الغارة مستمرة حتى هذه اللحظة . هذا ماوصل إلينا حتى الآن و سنوافيكم بالتفاصيل في النشرة القادمة إن شاء الله .
خرجت من السيارة و أنا مذهول و حزين للغاية على هذه الأخبار المؤلمة ، فتحت باب المنزل فلاحت لي زوجتي التي بدا أنها متوترة و في عجلة من أمرها ، فجلست إلى أقرب مقعد !
كان أبنائي و زوجتي متحلقين حول التلفاز ،يتابعون بشغف شديد الحلقة الأخيرة من مسلسل (سنوات الضياع ) ..
جاهدت كي أخرج الكلام من صدري ، وقلت بصوت ضعيف متقطع :
- يا أولاد انتبهوا إليّ ، أصغوا إليّ ، إسرائيل تقصف غزة الآن، وانفجار في بغداد ، هناك قتلى بالعشرات ، أريد أن أشاهد نشرة الأخبار .
لم ينتبه إليّ أحد إلا ابني الأصغر، إذ التفت صوبي قائلاً باستعطاف :
- أرجوك يا أبي انتظر .لم يتبق سوى دقائق على انتهاء الحلقة الأخيرة ، أريد أن أرى رفيف و هي تلبس فستانها ؟! تدخلت ابنتي الكبرى وهي تقول :
- منذ أشهر و نحن ننتظر لحظة زواج يحيى و لميس ،لحظاتٌ فقط!
مالت يدي المتثاقلة قليلاً نحو المنضدة التي بجانبي لتعبث من جديد في مفتاح الراديو:
- يالبرتقالة .. يالبرتقالة !
و بزفرة شديدة و غبن ممزوج بحسرة و ألم قلت :
- لك الله يا أرض ، و لنا ما دون ذلك!!
الكاتب : فارس العرب
.
وفقكم الله لاغتراف الحسنات في رمضان
و كل يوم و أنتم بخير وطاعة .
علما اني لست من المدخنين فقط لاعطاء الموضوع اهمية ....وصبغة
فار س العرب
توقفتُ بسيارتي أمام سوق كبير لبيع جميع أصناف المواد الغذائية ،لم آت بغية التبضع استعداداً لشهر رمضان المبارك فلقد تكفلت بهذه المهمة زوجتي بالأمس ، و لكني جئت لأن هذا السوق يبيع نوع سجائري المفضلة و النادر وجودها في المحلات الصغيرة!
المكان مكتظ بالناس و كأن كل من في هذه المدينة الكبيرة مجتمعون هنا ، ثمت ضجيج و أغاني متنوعة تنبعث من هواتف المتسوقين ،شرعت أتسكع في الممرات محاولاً أن أتتبع كلمات أغنية أعرفها و أتذكر تكملتها لكن مايلبث أن ينقطع مصدرها فأصغي إلى أغنية أخرى!
تمعنت صوت مغنٍ يغني باللهجة العراقية:
- يالبرتقالة ..يالبرتقالة .
التفت نحو الصوت الذي بدا قريباً مني جداً و تأملت قليلاً صورة من انبعث من هاتفها تلك الأغنية ، أخذت علب السجائر و غادرت المكان بتثاقل ، ركبت سيارتي ، و بدأت في إشعال سيجارة و أخذت نفساً عميقاً ثم أدرت مفتاح الراديو أبحث عن نشرة أخبار ، علا صوت ذلك و هو يردد :
- يالبرتقالة .. يالبرتقالة .
نفثت دخان سيجارتي و أنا أشتاط من الغضب ،وطفقت أبحث عن محطة أخرى ، المذيع يقرأ نشرة الأخبار :
- انفجار جديد في سوق شعبي في بغداد ،و لقد بلغت حصيلة الضحايا ستين قتيلاً و عشرات الجرحى !
بدأت أحس بالضيق و كأن يدا تعتصر قلبي ، عدت أعبث بمفتاح الراديو .كان صوت المذيع صافياً هادئاً وهو يقدم محاضرة في إذاعة القرآت الكريم :
- الإمام أبو حنيفة : هو أحد أئمة المذاهب الأربعة ، و هو إمام أهل الرأي في العراق . لم يطب لي أن أصغي إلى بقية الحديث ، عدت أبحث بين المحطات عن شئ لا أعلم كنهه ، إلا أن الأغنية صفعت أذني مرة أخرى :
- يالبرتقالة .. يالبرتقالة .
أطفأت سيجارتي و فككت أزرار قميصي العلوية ثم فتحت نافذة سيارتي .انتابتني رغبة جامحة في البكاء و لكن دموعي استعصت عليّ حاولت أن أتذكر آخر مرة بكيت فيها فلم أفلح!
لم يتبق سوى مسافة قصيرة تفصلني عن منزلي .
هناك مذيع يقرأ خبراً عاجلاً :
- قبل قليل أغارت القوات الإسرائيلية على مدينة غزة ،ولقد سقط على إثرها عديد من القتلى و الجرحى ، وماتزال الغارة مستمرة حتى هذه اللحظة . هذا ماوصل إلينا حتى الآن و سنوافيكم بالتفاصيل في النشرة القادمة إن شاء الله .
خرجت من السيارة و أنا مذهول و حزين للغاية على هذه الأخبار المؤلمة ، فتحت باب المنزل فلاحت لي زوجتي التي بدا أنها متوترة و في عجلة من أمرها ، فجلست إلى أقرب مقعد !
كان أبنائي و زوجتي متحلقين حول التلفاز ،يتابعون بشغف شديد الحلقة الأخيرة من مسلسل (سنوات الضياع ) ..
جاهدت كي أخرج الكلام من صدري ، وقلت بصوت ضعيف متقطع :
- يا أولاد انتبهوا إليّ ، أصغوا إليّ ، إسرائيل تقصف غزة الآن، وانفجار في بغداد ، هناك قتلى بالعشرات ، أريد أن أشاهد نشرة الأخبار .
لم ينتبه إليّ أحد إلا ابني الأصغر، إذ التفت صوبي قائلاً باستعطاف :
- أرجوك يا أبي انتظر .لم يتبق سوى دقائق على انتهاء الحلقة الأخيرة ، أريد أن أرى رفيف و هي تلبس فستانها ؟! تدخلت ابنتي الكبرى وهي تقول :
- منذ أشهر و نحن ننتظر لحظة زواج يحيى و لميس ،لحظاتٌ فقط!
مالت يدي المتثاقلة قليلاً نحو المنضدة التي بجانبي لتعبث من جديد في مفتاح الراديو:
- يالبرتقالة .. يالبرتقالة !
و بزفرة شديدة و غبن ممزوج بحسرة و ألم قلت :
- لك الله يا أرض ، و لنا ما دون ذلك!!
الكاتب : فارس العرب
.
وفقكم الله لاغتراف الحسنات في رمضان
و كل يوم و أنتم بخير وطاعة .