ahmed65
2011-05-17, 18:05
أولياء يدفعون وأساتذة يجمعون وتلاميذ في مفترق الطرق
الدروس الخصوصية قبل الخبز..ومن المستودعات تخرج البكالوريا
2011.05.16
ب. عيسى/ حسناء. ب
100 طالب في حجرة بأسعار تتجاوز المليون شهريا
تزامنا مع إعلان وزارة التربية عتبة الدروس المعنية ببكالوريا2011 التهبت "سوق" الدروس الخصوصية وبلغ تهافت الأولياء والطلبة عليها المنعرج الحاسم، وشهدت بورصة الدروس الخصوصية ارتفاعا جنونيا بعد تحولها الى عادة لصيقة مرافقة للمرحلة التحضيرية لامتحانات نهاية السنة، أهمها البكالوريا، خصوصا أن ثمن النجاح لم يعد عرقا فقط، وإنما أموالا باهظة يدفعها الأولياء مجبرين وليس مخيّرين. أمام ما يسميه البعض غول الدروس الخصوصية ويسميه آخرون بالشرّ الذي لا بدّ منه ويراه آخرون دعم مشروع.
توقفت الدراسة في الأقسام النهائية التعليم الثانوي لتنتقل إلى أقسام أخرى، فثمة مدارس موازية قائمة بذاتها في كل مكان تقدم من دون انقطاع للتلاميذ دروسا مقابل أسعار جديدة في المنعرج الأخير قبل الامتحان، ومع دخول الأحرار الذين تكيّفوا مع العتبة المعلنة نهار أمس، صار الطلب أكبر من العرض وعلمنا من مصدر طلابي أن قسما في حي باب القنطرة بقسنطينة مثلا استقبل 100 طالب دفعة واحدة كانوا مكدسين وكأنهم في إسطبل برضا الأولياء مع ارتفاع سعر "الرأس" عفوا التلميذ إلى 1200 دج للشهر الأخير كحد أدنى، فمن المستحيل الآن أن تجد طالبا لا يتعاطى الدروس الخصوصية حتى ولو كان ينتمي إلى عائلة مُعدمة لا عشاء يملأ بطون أفرادها، حيث صار شعار الأولياء الدروس الخصوصية قبل الخبز والماء رغم الأثمان القياسية، وهو ما جعل وليّا يقسم بالله أنه صرف مرتبه بالكامل أي 25000 دج لأجل دعم ثلاثة من أبنائه سيجتازون البكالوريا هذا العام بين النظامي والحر.
سجلت بورصة الدروس الخصوصية ارتفاعا جنونيا بعدما تحولت الى عادة لصيقة تزامنا مع المرحلة التحضيرية لامتحانات الشهادة، سيما البكالوريا، وحسب تلاميذ الاقسام النهائية ممن التقتهم "الشروق" بثانوية زعبانه وسط البليدة فإن سعر الدروس الخصوصية يصل إلى 1200 دح في المواد الأساسية، فيما يصل سعر ها في المواد الأدبية إلى 800 دج على غرار الفلسفة والأدب العربي واللغات التي يلجؤون إليها مع نهاية السنة لرفع حظوظ النجاح في هذه الفترة الحاسمة، وأضاف محدثونا أن ظاهرة دروس التقوية لا تقتصر على الطلاب ضعفاء المستوى أو الأغنياء، بل إن قلة الاستيعاب وكثافة البرنامج هو ما جعلهم يركضون وراء الأساتذة الذين حققوا شهرة للظفر بحصة من عندهم، فيما أعاب الأولياء استغلال بعض الأساتذة اقتراب فترة الامتحانات ليضاعفوا سعر الحصص، مما جعل الدروس الخصوصية تشكل عبئا إضافيا أرهق ميزانية الأسرة لتفوق عتبة المليون ونصف سنتيم شهريا جعلتهم في العديد من المرات يقعون تحت طائلة الدين لدفع أجرة الأساتذة.
في القرى في المدن، في الفيلات وفي العمارات وفي الأكواخ القصديرية، كل المساكن تصلح لأن تكون مدارس، يكفي فيها سبورة وطباشير وجدران وفقط، امتداد زمن المغرب في شهر ماي إلى حوالي الساعة الثامنة مساء، وبزوغ الشمس قيل السادسة جعل من مناورة الأساتذة أمرا سهلا وصار بالإمكان قضاء اليوم كله في شغل الحجر التي يكتريها الأساتذة، وهناك أساتذة لا يكادون يتوقفون من الشغل، على خط قبول الأولياء باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، المهم أن يدفع ابنه أو ابنته للدروس الخصوصية ويدفع للأستاذ ما يريد من أموال مقابل أن يتفوق ابنه.
وامتدت "الموضة" إلى مواد تعليمية لم يكن أحد يلتفت إليها لتدخل السوق بقوة مثل التاريخ والجغرافيا واللغة الألمانية في شبه منظومة تربوية قائمة بذاتها، فيها كل شيء إلا وزير للتربية كما للمنظومة الرسمية.. مجرد دخولنا النصف الثاني من شهر ماي 2011 يجعل المغامرة والاستعداد لدفع كل ما يطلبه الأستاذ طريقا لا ثاني لها مع محاولة توفير أحسن أستاذ ولو باستقدامه إلى البيت وبثمن يصل إلى10000 دج في الشهر الأخير إلى غاية يوم الامتحان، أما بالنسبة إلى بقية، فهي إجبارية لدى الطلبة، من جميع الفئات والأطوار التعليمية، بعد أن كانت تقتصر على أقسام البكالوريا فقط، في القرى والمساكن الجبلية صارت حتى المغارات والمستودعات أماكن لتقديم الدروس وسط غياب المراحيض والمكيفات وفي درجة حرارة تجاوزت 35 مئوية في الأيام الأخيرة.
الأولياء والطلبة لم ينغصهم غول الإضراب هذا العام رغم بعض المحاولات التي حاولت جرّ المنظومة التربوية للشلل خلال الشهر الفائت، أولياء التلاميذ تفهموا مطالب الأستاذة، غير أنهم يطالبون قليلا من الرحمة لأن الدروس الخصوصية لعبت دورا في تفقير بعض العائلات.. فمنها من أنفقت الكثير هذا العام في الدروس الخصوصية وينتظرون على أحر من الجمر الامتحان وبعده الإعلان عن النتائج.
الدروس الخصوصية قبل الخبز..ومن المستودعات تخرج البكالوريا
2011.05.16
ب. عيسى/ حسناء. ب
100 طالب في حجرة بأسعار تتجاوز المليون شهريا
تزامنا مع إعلان وزارة التربية عتبة الدروس المعنية ببكالوريا2011 التهبت "سوق" الدروس الخصوصية وبلغ تهافت الأولياء والطلبة عليها المنعرج الحاسم، وشهدت بورصة الدروس الخصوصية ارتفاعا جنونيا بعد تحولها الى عادة لصيقة مرافقة للمرحلة التحضيرية لامتحانات نهاية السنة، أهمها البكالوريا، خصوصا أن ثمن النجاح لم يعد عرقا فقط، وإنما أموالا باهظة يدفعها الأولياء مجبرين وليس مخيّرين. أمام ما يسميه البعض غول الدروس الخصوصية ويسميه آخرون بالشرّ الذي لا بدّ منه ويراه آخرون دعم مشروع.
توقفت الدراسة في الأقسام النهائية التعليم الثانوي لتنتقل إلى أقسام أخرى، فثمة مدارس موازية قائمة بذاتها في كل مكان تقدم من دون انقطاع للتلاميذ دروسا مقابل أسعار جديدة في المنعرج الأخير قبل الامتحان، ومع دخول الأحرار الذين تكيّفوا مع العتبة المعلنة نهار أمس، صار الطلب أكبر من العرض وعلمنا من مصدر طلابي أن قسما في حي باب القنطرة بقسنطينة مثلا استقبل 100 طالب دفعة واحدة كانوا مكدسين وكأنهم في إسطبل برضا الأولياء مع ارتفاع سعر "الرأس" عفوا التلميذ إلى 1200 دج للشهر الأخير كحد أدنى، فمن المستحيل الآن أن تجد طالبا لا يتعاطى الدروس الخصوصية حتى ولو كان ينتمي إلى عائلة مُعدمة لا عشاء يملأ بطون أفرادها، حيث صار شعار الأولياء الدروس الخصوصية قبل الخبز والماء رغم الأثمان القياسية، وهو ما جعل وليّا يقسم بالله أنه صرف مرتبه بالكامل أي 25000 دج لأجل دعم ثلاثة من أبنائه سيجتازون البكالوريا هذا العام بين النظامي والحر.
سجلت بورصة الدروس الخصوصية ارتفاعا جنونيا بعدما تحولت الى عادة لصيقة تزامنا مع المرحلة التحضيرية لامتحانات الشهادة، سيما البكالوريا، وحسب تلاميذ الاقسام النهائية ممن التقتهم "الشروق" بثانوية زعبانه وسط البليدة فإن سعر الدروس الخصوصية يصل إلى 1200 دح في المواد الأساسية، فيما يصل سعر ها في المواد الأدبية إلى 800 دج على غرار الفلسفة والأدب العربي واللغات التي يلجؤون إليها مع نهاية السنة لرفع حظوظ النجاح في هذه الفترة الحاسمة، وأضاف محدثونا أن ظاهرة دروس التقوية لا تقتصر على الطلاب ضعفاء المستوى أو الأغنياء، بل إن قلة الاستيعاب وكثافة البرنامج هو ما جعلهم يركضون وراء الأساتذة الذين حققوا شهرة للظفر بحصة من عندهم، فيما أعاب الأولياء استغلال بعض الأساتذة اقتراب فترة الامتحانات ليضاعفوا سعر الحصص، مما جعل الدروس الخصوصية تشكل عبئا إضافيا أرهق ميزانية الأسرة لتفوق عتبة المليون ونصف سنتيم شهريا جعلتهم في العديد من المرات يقعون تحت طائلة الدين لدفع أجرة الأساتذة.
في القرى في المدن، في الفيلات وفي العمارات وفي الأكواخ القصديرية، كل المساكن تصلح لأن تكون مدارس، يكفي فيها سبورة وطباشير وجدران وفقط، امتداد زمن المغرب في شهر ماي إلى حوالي الساعة الثامنة مساء، وبزوغ الشمس قيل السادسة جعل من مناورة الأساتذة أمرا سهلا وصار بالإمكان قضاء اليوم كله في شغل الحجر التي يكتريها الأساتذة، وهناك أساتذة لا يكادون يتوقفون من الشغل، على خط قبول الأولياء باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، المهم أن يدفع ابنه أو ابنته للدروس الخصوصية ويدفع للأستاذ ما يريد من أموال مقابل أن يتفوق ابنه.
وامتدت "الموضة" إلى مواد تعليمية لم يكن أحد يلتفت إليها لتدخل السوق بقوة مثل التاريخ والجغرافيا واللغة الألمانية في شبه منظومة تربوية قائمة بذاتها، فيها كل شيء إلا وزير للتربية كما للمنظومة الرسمية.. مجرد دخولنا النصف الثاني من شهر ماي 2011 يجعل المغامرة والاستعداد لدفع كل ما يطلبه الأستاذ طريقا لا ثاني لها مع محاولة توفير أحسن أستاذ ولو باستقدامه إلى البيت وبثمن يصل إلى10000 دج في الشهر الأخير إلى غاية يوم الامتحان، أما بالنسبة إلى بقية، فهي إجبارية لدى الطلبة، من جميع الفئات والأطوار التعليمية، بعد أن كانت تقتصر على أقسام البكالوريا فقط، في القرى والمساكن الجبلية صارت حتى المغارات والمستودعات أماكن لتقديم الدروس وسط غياب المراحيض والمكيفات وفي درجة حرارة تجاوزت 35 مئوية في الأيام الأخيرة.
الأولياء والطلبة لم ينغصهم غول الإضراب هذا العام رغم بعض المحاولات التي حاولت جرّ المنظومة التربوية للشلل خلال الشهر الفائت، أولياء التلاميذ تفهموا مطالب الأستاذة، غير أنهم يطالبون قليلا من الرحمة لأن الدروس الخصوصية لعبت دورا في تفقير بعض العائلات.. فمنها من أنفقت الكثير هذا العام في الدروس الخصوصية وينتظرون على أحر من الجمر الامتحان وبعده الإعلان عن النتائج.