amel_92
2011-05-16, 17:10
البكالوريا ليست حربا!
2011.05.15
قادة بن عمار
مساكين فعلا تلاميذ البكالوريا؛ ففي الوقت الذي يعانون فيه أصلا من ضغط نفسي رهيب، ويتلقون في سبيل التخلص من ذلك دروسا تشجيعية وحصصا لرفع المعنويات، يخرج عليهم وزير القطاع بالحديث عبر الصحافة عن استعمال طائرات عسكرية من أجل مراقبة الامتحان؟!
• صحيح أن نيّة الوزير -مثل نيّة الحكومة- لا أحد يعرفها أو يقدّرها غير العاملين في الحكومة نفسها، لكن ألم يكن من اللائق توفير الكلام عن آلاف المراقبين والطائرات العسكرية لنقل مواضيع الامتحان، وصرف الملايير على الحرّاس، وتوعد الغشاشين، لمجالس أخرى ضيقة، بدلا من التركيز عليها في وسائل الإعلام، وخصوصا الإذاعة والتلفزيون، لدرجة أن الممتحنين ظنّوا أنهم متوجهون للحرب في ليبيا وليس للأقسام من أجل "الباك"؟!
• الكثير من المترشحين الذين يتابعون هذه الأيام سلسلة مكثفة من برامج الدعم النفسي، على سبيل رفع الضغط والقلق والشعور بالخوف من الامتحان، سرعان ما يتبدد كل ما اكتسبوه من راحة نفسية حين يرون الأعداد الكبيرة لأفراد الأمن أمام أبواب الثانويات، فهل باتت عسكرة الامتحان غاية لا وسيلة؟!
• لا ضير من توفير الأمن وتكثيف الإجراءات لقطع دابر الغش والغشاشين، ولكن لماذا نتذكر ذلك فقط مع تلاميذ "الباك" ونسهو، مع سبق الإصرار والترصد، عن الغش المتواصل في صناديق الانتخابات، ومراقبة الأسعار، وإعداد قوائم الحج والسكن، والإعانات المالية، ومناصب الشغل، ومسابقات التوظيف، وأيضا في مناسبات أخرى تحتاج منا إلى مزيد من فرض القانون والحماية الأمنية؟!
• هل كان من الواجب أن نحسّس المقبلين على البكالوريا أن هنالك رقابة أمنية مكثفة، وطائرات عسكرية، وحرّاسا "لا قلب لهم ولا شفقة" حتى نضمن سير الامتحان بشكل جيد؟! هل تحوّل التخويف إلى أولوية بدلا من الطمأنة في سبيل رفع أعداد الناجحين والواثقين في أنفسهم؟! لماذا يبحث البعض عن جعل البكالوريا حربا مع الآخرين، وليس مع الذات لاختبار المعلومات والمعارف؟!
• ليس تلاميذ البكالوريا فقط من يحتاجون إلى علاج نفسي، وراحة استباقية تُخلّصهم من القلق ومتاعب الحياة، ولكن الشعب برمته يحتاج إلى أطباء نفسيين وأخصائيين ينهون حالة الضغط التي يعيشها بمختلف فئاته، علما أن نصف تلك الضغوط، إن لم نقل معظمها، يأتي من قرارات الحكومة أوّلا وأخيرا.
2011.05.15
قادة بن عمار
مساكين فعلا تلاميذ البكالوريا؛ ففي الوقت الذي يعانون فيه أصلا من ضغط نفسي رهيب، ويتلقون في سبيل التخلص من ذلك دروسا تشجيعية وحصصا لرفع المعنويات، يخرج عليهم وزير القطاع بالحديث عبر الصحافة عن استعمال طائرات عسكرية من أجل مراقبة الامتحان؟!
• صحيح أن نيّة الوزير -مثل نيّة الحكومة- لا أحد يعرفها أو يقدّرها غير العاملين في الحكومة نفسها، لكن ألم يكن من اللائق توفير الكلام عن آلاف المراقبين والطائرات العسكرية لنقل مواضيع الامتحان، وصرف الملايير على الحرّاس، وتوعد الغشاشين، لمجالس أخرى ضيقة، بدلا من التركيز عليها في وسائل الإعلام، وخصوصا الإذاعة والتلفزيون، لدرجة أن الممتحنين ظنّوا أنهم متوجهون للحرب في ليبيا وليس للأقسام من أجل "الباك"؟!
• الكثير من المترشحين الذين يتابعون هذه الأيام سلسلة مكثفة من برامج الدعم النفسي، على سبيل رفع الضغط والقلق والشعور بالخوف من الامتحان، سرعان ما يتبدد كل ما اكتسبوه من راحة نفسية حين يرون الأعداد الكبيرة لأفراد الأمن أمام أبواب الثانويات، فهل باتت عسكرة الامتحان غاية لا وسيلة؟!
• لا ضير من توفير الأمن وتكثيف الإجراءات لقطع دابر الغش والغشاشين، ولكن لماذا نتذكر ذلك فقط مع تلاميذ "الباك" ونسهو، مع سبق الإصرار والترصد، عن الغش المتواصل في صناديق الانتخابات، ومراقبة الأسعار، وإعداد قوائم الحج والسكن، والإعانات المالية، ومناصب الشغل، ومسابقات التوظيف، وأيضا في مناسبات أخرى تحتاج منا إلى مزيد من فرض القانون والحماية الأمنية؟!
• هل كان من الواجب أن نحسّس المقبلين على البكالوريا أن هنالك رقابة أمنية مكثفة، وطائرات عسكرية، وحرّاسا "لا قلب لهم ولا شفقة" حتى نضمن سير الامتحان بشكل جيد؟! هل تحوّل التخويف إلى أولوية بدلا من الطمأنة في سبيل رفع أعداد الناجحين والواثقين في أنفسهم؟! لماذا يبحث البعض عن جعل البكالوريا حربا مع الآخرين، وليس مع الذات لاختبار المعلومات والمعارف؟!
• ليس تلاميذ البكالوريا فقط من يحتاجون إلى علاج نفسي، وراحة استباقية تُخلّصهم من القلق ومتاعب الحياة، ولكن الشعب برمته يحتاج إلى أطباء نفسيين وأخصائيين ينهون حالة الضغط التي يعيشها بمختلف فئاته، علما أن نصف تلك الضغوط، إن لم نقل معظمها، يأتي من قرارات الحكومة أوّلا وأخيرا.