المعزلدين الله
2011-05-16, 04:33
منهاج التربية التحضيرية لمن يحتاجهالجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة
وزارة التربيـة الوطنيـة
مديرية التعليم الأساسي اللّجنة الوطنية للمناهج
(أطفال في سن 5–6 سنوات)
جويلية 2004
منهاج التربية التحضيرية
الفهرس
مقدمة
1/مدخل عام
- لماذا منهاج التربية التحضيرية ؟
2/ منهاج التربية التحضيرية
1.2- تعريف التربية التحضيرية
2- خصائص منهاج التربية التحضيرية
3/ ملمح تخرّج طفل التربية التحضيرية
4/ الكفاءات في التربية التحضيرية
1.4- تعريف الكفاءة
2.4- لِم المقاربة بالكفاءات ؟
3.4- الكفاءات القاعدية
5/ المساعي والاستراتيجيات
1.5- اللّعب
2.5- حلّ مشكلات
3.5- المشروع
4.5- وضعية مشكل
6/ الجوانب النمائية ومجالات الأنشطة التعلمية
7/ النشاطات التعلمية
1.7- أنشطة اللّغة العربية
2.7- الأنشطة العلمية
3.7- نشاط التربية الالعلمية والتكنولوجية
4.7- الأنشطة الاجتماعية
5.7- أنشطة الترلبة البدنية والإيقاعية
6.7- أنشطة التربية الموسيقية
7.7- نشاط التربية التشكيلية
8.7- أنشطة المسرح والتمثيل
8/ توزيع الحجم الساعي الأسبوعي
9/ الدعائم والوسائل
1.9- الدعائم
2.9- الوسائل
10/ تقويم نشاطات الأطفال
مقدمة
يشرفنا أن نضع بين أيدي المعلمين والمربين العاملين في أقسام التربية التحضيرية ورياض الأطفال في القطاعات العمومية والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني "منهاج التربية التحضيرية للأطفال البالغين من العمر 5 و6 سنوات".
إنّ أهداف التربية التحضيرية وانتظارات الأولياء منها قد تطوّرت كثيرا، ولم يعد ينظر إليها على أنّها مطلب اجتماعي وتعويضي فقط، بل أضحت بالإضافة إلى ذلك مطلبا تربويا/نفسيا بالدّرجة الأولى. يتماشى هذا التصوّر مع ما أظهرته البحوث النفسية/التربوية من أنّ مرحلة النمو الممتدة ما بين الرابعة والسادسة من العمر مرحلة حرجة في نمو شخصية الطفل وتطورها. ففيها تنبني الأسس الأولى للشخصية وتقام، وفيها إمكانات كبيرة للتعلم إذا استغلت استغلالا فعالا وهادفا، وخاصة عن طريق نشاط اللّعب المسيطر على حياة الطفل في هذه المرحلة. فالطفل يلعب وفي الآن نفسه يتعلم وينمو. إنّها بعبارة أخرى، مرحلة تمثل نقطة البدء في التكوين والتشكيل الثقافي والمعرفي للطفل.
كما بينت نتائج البحوث المقارنة أنّ الأطفال الذين استفادوا من خدمات التربية التحضيرية هم أسرع نموا وتطورا كما وكيفا من غيرهم –الذين لم يلتحقوا بالتربية التحضيرية- في القدرات العقلية وفي التواصل والتفاعل مع الغير وفي الائتزان الانفعالي.
وعلى صعيد آخر، أظهرت نتائج هذه البحوث نفسها أنّ الالتحاق بالتربية التحضيرية يجعل الأطفال أقدر من غيرهم على التكيّف مع نشاطات التعليم/التعلم وبخاصة في أدوات التعلم الأساسية.
وإذا عرفنا أن 80% من ذكاء الفرد الراشد يتكوّن في الثماني سنوات الأولى من العمر، أدركنا أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة من خلال ما توفره التربية التحضيرية من رعاية وتربية. ومن هذه الزاوية، فإنّ تنصيب هذا المنهاج ميدانيا وما يرافقه من عمليات تكوينية لإعادة تأهيل المتدخلين والمتدخلات في التربية التحضيرية من ممارسات ومسيّرات ومكونين يسهم لا محالة في تحسين الخدمات التربوية المقدمة للأطفال.
ننتظر من منفذات هذا المنهاج التركيز على عملية التعلم والنمو أكثر من تركيز والاهتمام بنتائج التعلم، ففي مجال الاهتمام بعملية التعلم، ينبغي أن يكون الطفل مكتشفا معارفه، بانيا لها، إيجابيا فعالا لا متلقيا سلبيا. وفي ميدان الاهتمام بنمو الشخصية يتوجب اتباع أساليب تسمح للأطفال بالحركة والتعبير والتفكير بحرية وتلقائية من غير ضغوط قصد اكتساب اتجاهات إيجابية لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، والثقة بها، والمثابرة والمبادأة، واستثارة العمليات العقلية المختلفة كالتعليل والتحليل والتركيب والحكم من خلال أنشطة التصنيف والترتيب والمقارنة ... وعليه، فإنّنا نؤكد أنّ هذه الرؤية التي تجمع بين عملية التعلم والنمو هي التوجّه الصائب للتربية التحضيرية، وليس القصد منها إضفاء الطابع الشكلي النظامي عليها كما هي الحال في السنة الأولى من التعليم الابتدائي. يحمل المنهاج القيَم والمهارات والكفاءات
القاعدية المستعرضة التي يتوقع أن يحققها الأطفال في مرحلة التربية التحضيرية بصرف النظر عن القطاع الذي يمنح هذه التربية.
يتزامن وضعه موضع التنفيذ الميداني مع إحداث تعديل على سلم التعليم، وبروز نية على مستوى الوزارة لاتخاذ "إجراءات لتدعيم التربية التحضيرية لفائدة الأطفال البالغين من العمر خمس سنوات".
يندرج إنجاز هذا العمل ضمن المسعى الشامل الذي شرعت فيه وزارة التربية الوطنية لإصلاح النظام التربوي الذي تشكل التربية التحضيرية نظاما فرعيا منه، لها نصوصها المسيّرة ولها مناهجها ومؤطروها.
لقد اعتمدت في بناء هذا المنهاج المقاربة بالكفاءات كما هو الشأن في المناهج التعليمية الأخرى.
يصاحب المنهاج "دليل تطبيقي" يسهل قراءته وتنفيذه، ويشتمل جزء من الدليل على أساليب تناول المنهاج مع فئات من الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة سواء أكانوا مدمجين أم في أقسام خاصة.
نأمل أن ييسّر هذا المنهاج تحقيق القصد منه.
مديرية التعليم الأساسي
1/ مدخل عام
لماذا منهاج التربية التحضيرية ؟
لقد فرض التطوّر الاجتماعي والاقتصادي والعلمي واقعا جديدا على الجزائر، مما تطلب مراجعة مكونات النظام التربوي في وضع مناهج تتماشى وهذه التغيرات والمستجدات سعيا نحو إقرار مدرسة جزائرية متطوّرة ومتفتحة تتكفل بالإعداد الأمثل للأجيال، لأنّ سياق التجديد في بناء المناهج وتطوير العمل التربوي لا يمكن أن تكون له دلالة إلا إذا تكفل بمختلف مراحل النظام التربوي، بما فيه المرحلة التحضيرية كونها مدعّمة للتربية الأسرية من جهة، ومعدّة للتعلمات المدرسية من جهة أخرى.
انطلاقا من هذه الحقائق، جاء اهتمام وزارة التربية الوطنية في بناء منهاج خاص بهذه المرحلة حتى تتوفر ظروف التكفل النوعي بالطفولة الصغرى في مختلف الفضاءات المتخصّصة في التربية التحضيرية، وذلك بضمان تنمية كفاءات وإعداد أدوات ووسائل العمل الملائمة وهذا للإستجابة للحاجات الحقيقية للأطفال ومتطلبات نموهم، كما تسعى الوزارة من خلال الاهتمام بهذه المرحلة تحقيق الإنسجام بين مختلف هياكل ومؤسّسات هذا النظام.
إلاّ أنّ هذا المنهاج يمثل الحدّ الأدنى الإلزامي لكلّ طفل في مختلف فضاءات التربية التحضيرية التي يمكنها أن تضيف ما يخدم أهدافها وخصوصياتها.
2/ منهاج التربية التحضيرية
1.2- تعريف التربية التحضيرية :
هي تربية مخصّصة للأطفال الذين لم يبلغوا سن القبول الإلزامي في المدرسة؛
تعني مختلف البرامج التي توجّه لهذه الفئة؛
التربية التحضيرية تسمح للأطفال بتنمية كلّ إمكاناتهم، كما توفر لهم فرص النجاح في المدرسة والحياة.
* ومن مهام التربية التحضيرية :
المساهمة في التنشئة الاجتماعية.
الوصول بالطفل إلى استكشاف إمكاناته وتوظيفها في بناء فهمه للعالم.
الإعداد للتمدرس.
العمل على تكملة التربية العائلية واستدراك جوانب النقص فيها ومعالجتها.
2.2- خصائص منهاج التربية التحضيرية :
المنهاج هو مشروع تربوي يحدّد غايات الفعل التربوي ومراميه وأهدافه، والسبل والوسائل والأنشطة والوضعيات المسخّرة لبلوغ تلك المرامي، والطرائق والأدوات لتقييم نتائج الفعل التربوي.
* وقد اعتمد هذا المفهوم للمنهاج لكونه :
يهتم أكثر بالتربية التي يتلقاها الطفل في الفضاءات المختلفة.
يبيّن الأساليب والطرائق ونواحي النشاط التي يمكن عن طريقها أن تتحقق هذه التربية.
يهدف إلى اكساب العادات والاتجاهات والمواقف التي ستحدّد سلوك الأطفال والنشاطات التي سيقومون بها.
يمنح المربية حرية في توجيه العمل وانتقاء الطرائق التي تستخدمها واختيار الموضوعات التي تتناولها.
* ومن دواعي تبني العمل بالمنهاج كونه :
يتكفل بنمو الطفل بمعناه الشامل :
o الحس-الحركي؛
o الاجتماعي-الوجداني؛
o العقلي-المعرفي.
تتسم كيفيات إنجازه بأنّها تجريبية، دينامية أي تتكيّف مع الوضعيات.
يتصف مضمونه بالوظيفية والدلالة والمنفعة والقابلية للتنفيد.
يسمح بتقويم نشاطات الطفل بغرض تحسين تعلماته.
تتظافر جهود المربين والمديرين والمفتشين والأولياء والنفسانيين والبيداغوجيين في وضعه وتنفيذه.
يتضمن المنهاج مفهوم الاستمرارية، أي أنّ عقل الطفل أمام معطيات دائمة التجدّد يبني عبارات ومفاهيم هي في آن واحد دائما نفسها ودائما مختلفة أي أكثرعمقا وتوسعا، لأنّها مدركة في كلّ مرّة بمستويات تحكم أعلى وأرفع. وبالطبع فإنّ هذه المفاهيم يعاد تنظيمها بكيفية أكثر فأكثر تعقيدا بإدماج المكتسبات السابقة في بناء جديد.
وعليه، يجب مراعاة مستوى النمو المعرفي للطفل حيث يكون عمق المفاهيم المقدمة في البداية مطابقا ما أمكن مع ما سيقدم له في تعلمه اللاحق.
ومنه، فتنظيم المنهاج يُمكن ويسمح بالتركيز على التعلمات الأساسية منذ البداية من جهة، ومن جهة أخرى، فإنّ فرصة التعلم يجب أن تنتهز دائما في اللّحظة التي تظهر فيها هذه الفرصة. وهذا ما يضفي مرونة على تطبيق المنهاج.
3/ ملمح تخرّج طفل التربية التحضيرية
يقصد بالملمح جملة من الكفاءات التي يكتسبها الطفل بالإعتماد على وضعيات وأنشطة تعلمية من مختلف المجالات التي ينجزها أو يتصرّف فيها في نهاية مرحلة التربية التحضيرية.
ويتحقق هذا الملمح من خلال الجوانب التالية :
* في الجانب الحسي-الحركي :
يضبط أنشطته وفق طبيعة الوضعيات.
ينفذ أنشطة من الحركات الشاملة والدقيقة (الكلية والجزئية) بتناسق ودقة ومرونة.
يتموقع في الزمان والمكان حسب معالم خاصة به.
يتعرّف على إمكاناته الجسمية وحدوده الحسية والحركية.
* في الجانب الاجتماعي-الوجداني :
يكتشف ذاته وفرديته.
يتبادل مشاعره وأحاسيسه مع الآخر.
يظهر استقلاليته من خلال الألعاب والأنشطة والحياة اليومية داخل القسم وخارجه.
يستعمل الوسائل الملائمة للإستجابة لحاجياته وميوله ورغباته واهتماماته.
* في الجانب اللّغوي :
يتحدّث ويتكلم بصفة سليمة.
يبحث ويتساءل عن معاني ومدلولات الكلمات.
يستعمل رصيدا لغويا يتراوح بين 2500 و3000 كلمة.
يستعمل الجمل الاسمية والفعلية المفيدة متجاوزا استعمال الكلمة/الجملة (ينطق كلمة ويقصد جملة).
* في الجانب العقلي-المعرفي :
يظهر اهتمامه وفضوله لمكونات المحيط الاجتماعي والفيزيائي والبيولوجي والتكنولوجي والاقتصادي.
يوظف تفكيره في مختلف المجالات، إذ يستكشف، يمارس، يستعمل المعلومة، يوظف الحكم النقدي ويحلّ المشكلات.
يوظف الفكر الإبداعي.
يضع اللبنات الأولى في بناء المفاهيم : الزمن/المكان- المقدار– الكمية- القياس– الحجم– الوزن– الشكل– المساحة– اللّون– المادة– الجمال– التوازن– الصوت ...
ملاحظة :
ينبغي النظر لإلى جوانب الشخصية وتناول مجالات الأنشطة التعلمية على أساس التداخل والتكامل فيما بينها.
4/ الكفاءات في التربية التحضيرية
1.4- تعريف الكفاءة :
إنّها عبارة أصبحت حديث الساعة مع بروز النظريات المعرفية في علم النفس، رغم أنّها
عبارة قديمة الاستعمال. وهي محموعة منظمة لمعارف وأداءات وتصرفات ومساعي التفكير، توظف وتستثمر في مجالات تعلمية متنوعة.
تمثل الكفاءة مجموعة متدرّجة من شبكات المفاهيم ومخططات عمل واستراتيجيات معرفية يمكن استخدامها في مجال محدّد من الوضعيات أو لصنف معيّن من المشكلات المطروحة. فكلما كان المجال التعلمي واسعا ومتنوعا كلما كانت هذه المجموعة أكثر تعقيدا واستوجبت وقتا أطول للاكتساب. ومن الشروط الأساسية التي يستلزم توفيرها للبناء الصحيح للكفاءة ما يلي :
* تنويع الوضعيات التعلمية.
* ملاءمة المدّة اللازمة لكلّ وضعية تعلمية.
* ومن خصائص الكفاءة أنّها :
- لا تُكتسب خلال حصة نشاط واحدة أو عدد معيّن من الوحدات.
- لا يمكن تقويمها مباشرة إثر فعل تعلمي، ولكن يكون تقويم مؤشراتها بملاحظة الأداءات.
- بالنسبة للتربية التحضيرية : إنّ قائمة الكفاءات التي يجب تنميتها عند الأطفال تجسد التوجهات الأساسية لكلّ الفضاءات المتخصّصة، كما تحدّد الملمح القاعدي لأطفال هذه المرحلة.
2.4- لِمَ المقاربة بالكفاءات ؟
* بالنسبة للنظام التربوي :
إنّها تحقق الانسجام الداخلي بين مختلف المراحل التعليمية والانسجام الخارجي بتوفير فرص النجاح داخل المدرسة وخارجها، وإعداد فرد بالمواصفات التي تحدّدها غايات المجتمع.
* بالنسبة لمختلف فضاءات التربية التحضيرية :
تحقق مجموعة الكفاءات المرجعية التي تحدّد الملمح القاعدي لطفل التربية التحضيرية.
* بالنسبة للطفل :
تتناول تنمية شخصية الطفل في شموليتها وخصوصيتها كما تعنى بكلّ المجالات التعلمية المحققة لهذا الغرض :
- تنمي ذكاء الطفل.
- تعتمد على التفكير واستعمال المساعي المعرفية.
- تعطي معنى ودلالة للتعلمات.
- تضمن التطوّر الذي يعكس القابلية للتعلم لدى الطفل.
- تمنحه فرص النجاح في مختلف الفضاءات وخارجها.
- تحرّر التلقائية والإبداع لديه.
- تمنحه الاستقلالية وتسهل له الاندماج الاجتماعي.
- تعزّز الثقة بالنفس لدى الطفل.
* بالنسبة للمربية :
- تثمن دورها وتحرّرها من الضغوطات التي يفرضها العمل بالبرنامج الموجّه المبنى على أساس المحتويات.
- تجنبها الارتجال والعشوائية في اختيار الوضعيات التعلمية.
- تمكنها من انتقاء التعلمات المناسبة لإمكانات وحاجات الأطفال والتي تقوم على وضعيات حقيقية وواقعية ذات دلالة ومنفعة للطفل.
- تساعدها على اعتماد منهجية عمل وظيفية تدفعها إلى المبادرة والتنويع في أساليب العمل بما يتماشى وخصائص الطفل وطبيعة الوضعية التعلمية.
إنّ المقاربة بالكفاءات مقاربة شاملة تعنى بجميع عناصر الفعل التربوي، البشرية منها والماديةا، وكلّ مراحله من تصوّر وإنجاز وتقويم.
3.4- الكفاءات القاعدية :
تهدف التربية التحضيرية إلى تنمية قدرات وبناء كفاءات ذات ترابط وتكامل وثيق، وتتدرّج الكفاءات في سيرورة تنمية شاملة، وهي تحدّد الحدّ الأدنى من المكتسبات في مجالات المعرفة والمواقف والاتجاهات والأداءات.
وتتطلب التربية التحضيرية مثل هذه الكفاءات ليتمّ على أساسها تحقيق ملمح تخرّج طفل هذه المرحلة.، ونقترح قائمة كفاءات قاعدية شاملة تمس جميع الجوانب : الحسي-الحركي، الاجتماعي-الوجداني، العقلي-المعرفي وتكون المجالات التعلمية منظمة ومحدّدة لنوع الوضعيات التعلمية ومكوناتها من أنشطة ومحتويات ووسائل وسندات، كما تشكل معلما لبناء متدرّج للتعلمات وتقويمها.
وهكذا، فإنّ الكفاءات القاعدية تتحقق بمجموع الكفاءات النهائية التي يتمكن منها الطفل في نهاية مرحلة تعلمية مهما كان الفضاء التربوي الذي يتواجد فيه الطفل، وهي تشكل منطلقا قاعديا للمستوى اللاحق. أمّا الكفاءات النهائية فتتحقق بتحقق مجموع الكفاءات المرحلية لمختلف الأنشطة مع الملاحظة إلى أنّ الكفاءات المرحلية ليست متتالية ومتتابعة بل يجب النظر إليها على أساس أنها متداخلة ومتكاملة فيما بينها.
وهذه الكفاءات مبيّنة في الجدول رقم 1.
جدول رقم 1 الكفاءات القاعدية
الكفاءات القاعدية الجوانب النمائية
- يثبت ذاته واستقلاليته.
- يتواصل بمختلف الوسائل والأدوات.
- يوظف استراتيجيات لاستكشاف مكونات محيطه.
- يوظف الجانب الحسي-الحركي بفعالية في مختلف الوضعيات التعلمية.
- يتفاعل مع الغير.
- ينجز نشاطا أو مشروعا.
- وجداني.
- وجداني-اجتماعي.
- حسي-حركي، عقلي–معرفي.
- حسي-حركي.
- وجداني-اجتماعي.
- وجداني-اجتماعي.
ولتحقيق الكفاءات القاعدية السابقة نحدّد لها بعض المؤشرات التي يستعان بها على سبيل المثال وليس الحصر في الجدول رقم 2.
جدول رقم 2 : مؤشرات الكفاءة
الكفاءات القاعدية مؤشرات الكفاءة
يثبت ذاته
واستقلاليته - يستقل، ...
- يتكيف، يندمج، يتعايش، يشارك، يتعاون، يقيم علاقة، ...
- يتخذ قرارا، يختار – يتكفل بحاجاته، ...
- يعبر عن فضوله في فهم محيطه، ....
يتواصل بمختلف
الوسائل والأدوات - يستمع، يصغي – يردد، يحاكي، يبلغ، ...
- يتواصل شفويا، ...
- يتواصل بالرسم – بالصورة – بالتخطيط، بالتجسيم، ...
- يمثل – يقلد – يتقمص، ...
- يعبر، ...
- يأخذ الكلمة، يتساءل، ...
يوظف استراتيجياته
لاستكشاف مكونات
محيطه - يتذكر- يحلل – ينظم، ...
- يجرب، يكتشف – يختبر – يفسر، ...
- يمارس، يقارن، يحلل، ...
- يصف، يلاحظ، يستدرك، ...
- يقيم علاقات، يستعلم، ...
- يستكشف، ...
يوظف الجانب
الحسي–الحركي
بفعالية في مختلف
الوضعيات التعلمية - ينظر، يتأمل، يلاحظ، يستمع، يصغي، ينصت، يتذوق، يحس، يشعر، يتألم، يشم، يستنشق، يزفر (الزفير)، يشهق (الشهيق)، يمشي، يهرول، يجري، يمسك، يرمي، يقفز، يسبح، يتسلق، يراوغ، يزحف، يتدحرج، يترفص (الفرفصة)، ...
يتفاعل مع الغير - يتكيف، يحترم، يتآلف.
- يتعاون.
- يتنافس، ينفر.
- يتعاطف (يحزن، يفرح، ...).
ينجز نشاطا أو مشروعا - يحلّ مشكلا.
- يفكر، يحلل، ينقل.
- يجمع، يصف، يخطط، يعالج.
- يركب، يبني، يتعاون، ينتج.
- يقارن، يضيف.
- يستعلم، يستكشف، يكشف.
- يتداول ويتقمص الأدوار، يشعر، يستمع.
- يلاحظ، يقوم، ...
وزارة التربيـة الوطنيـة
مديرية التعليم الأساسي اللّجنة الوطنية للمناهج
(أطفال في سن 5–6 سنوات)
جويلية 2004
منهاج التربية التحضيرية
الفهرس
مقدمة
1/مدخل عام
- لماذا منهاج التربية التحضيرية ؟
2/ منهاج التربية التحضيرية
1.2- تعريف التربية التحضيرية
2- خصائص منهاج التربية التحضيرية
3/ ملمح تخرّج طفل التربية التحضيرية
4/ الكفاءات في التربية التحضيرية
1.4- تعريف الكفاءة
2.4- لِم المقاربة بالكفاءات ؟
3.4- الكفاءات القاعدية
5/ المساعي والاستراتيجيات
1.5- اللّعب
2.5- حلّ مشكلات
3.5- المشروع
4.5- وضعية مشكل
6/ الجوانب النمائية ومجالات الأنشطة التعلمية
7/ النشاطات التعلمية
1.7- أنشطة اللّغة العربية
2.7- الأنشطة العلمية
3.7- نشاط التربية الالعلمية والتكنولوجية
4.7- الأنشطة الاجتماعية
5.7- أنشطة الترلبة البدنية والإيقاعية
6.7- أنشطة التربية الموسيقية
7.7- نشاط التربية التشكيلية
8.7- أنشطة المسرح والتمثيل
8/ توزيع الحجم الساعي الأسبوعي
9/ الدعائم والوسائل
1.9- الدعائم
2.9- الوسائل
10/ تقويم نشاطات الأطفال
مقدمة
يشرفنا أن نضع بين أيدي المعلمين والمربين العاملين في أقسام التربية التحضيرية ورياض الأطفال في القطاعات العمومية والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني "منهاج التربية التحضيرية للأطفال البالغين من العمر 5 و6 سنوات".
إنّ أهداف التربية التحضيرية وانتظارات الأولياء منها قد تطوّرت كثيرا، ولم يعد ينظر إليها على أنّها مطلب اجتماعي وتعويضي فقط، بل أضحت بالإضافة إلى ذلك مطلبا تربويا/نفسيا بالدّرجة الأولى. يتماشى هذا التصوّر مع ما أظهرته البحوث النفسية/التربوية من أنّ مرحلة النمو الممتدة ما بين الرابعة والسادسة من العمر مرحلة حرجة في نمو شخصية الطفل وتطورها. ففيها تنبني الأسس الأولى للشخصية وتقام، وفيها إمكانات كبيرة للتعلم إذا استغلت استغلالا فعالا وهادفا، وخاصة عن طريق نشاط اللّعب المسيطر على حياة الطفل في هذه المرحلة. فالطفل يلعب وفي الآن نفسه يتعلم وينمو. إنّها بعبارة أخرى، مرحلة تمثل نقطة البدء في التكوين والتشكيل الثقافي والمعرفي للطفل.
كما بينت نتائج البحوث المقارنة أنّ الأطفال الذين استفادوا من خدمات التربية التحضيرية هم أسرع نموا وتطورا كما وكيفا من غيرهم –الذين لم يلتحقوا بالتربية التحضيرية- في القدرات العقلية وفي التواصل والتفاعل مع الغير وفي الائتزان الانفعالي.
وعلى صعيد آخر، أظهرت نتائج هذه البحوث نفسها أنّ الالتحاق بالتربية التحضيرية يجعل الأطفال أقدر من غيرهم على التكيّف مع نشاطات التعليم/التعلم وبخاصة في أدوات التعلم الأساسية.
وإذا عرفنا أن 80% من ذكاء الفرد الراشد يتكوّن في الثماني سنوات الأولى من العمر، أدركنا أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة من خلال ما توفره التربية التحضيرية من رعاية وتربية. ومن هذه الزاوية، فإنّ تنصيب هذا المنهاج ميدانيا وما يرافقه من عمليات تكوينية لإعادة تأهيل المتدخلين والمتدخلات في التربية التحضيرية من ممارسات ومسيّرات ومكونين يسهم لا محالة في تحسين الخدمات التربوية المقدمة للأطفال.
ننتظر من منفذات هذا المنهاج التركيز على عملية التعلم والنمو أكثر من تركيز والاهتمام بنتائج التعلم، ففي مجال الاهتمام بعملية التعلم، ينبغي أن يكون الطفل مكتشفا معارفه، بانيا لها، إيجابيا فعالا لا متلقيا سلبيا. وفي ميدان الاهتمام بنمو الشخصية يتوجب اتباع أساليب تسمح للأطفال بالحركة والتعبير والتفكير بحرية وتلقائية من غير ضغوط قصد اكتساب اتجاهات إيجابية لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، والثقة بها، والمثابرة والمبادأة، واستثارة العمليات العقلية المختلفة كالتعليل والتحليل والتركيب والحكم من خلال أنشطة التصنيف والترتيب والمقارنة ... وعليه، فإنّنا نؤكد أنّ هذه الرؤية التي تجمع بين عملية التعلم والنمو هي التوجّه الصائب للتربية التحضيرية، وليس القصد منها إضفاء الطابع الشكلي النظامي عليها كما هي الحال في السنة الأولى من التعليم الابتدائي. يحمل المنهاج القيَم والمهارات والكفاءات
القاعدية المستعرضة التي يتوقع أن يحققها الأطفال في مرحلة التربية التحضيرية بصرف النظر عن القطاع الذي يمنح هذه التربية.
يتزامن وضعه موضع التنفيذ الميداني مع إحداث تعديل على سلم التعليم، وبروز نية على مستوى الوزارة لاتخاذ "إجراءات لتدعيم التربية التحضيرية لفائدة الأطفال البالغين من العمر خمس سنوات".
يندرج إنجاز هذا العمل ضمن المسعى الشامل الذي شرعت فيه وزارة التربية الوطنية لإصلاح النظام التربوي الذي تشكل التربية التحضيرية نظاما فرعيا منه، لها نصوصها المسيّرة ولها مناهجها ومؤطروها.
لقد اعتمدت في بناء هذا المنهاج المقاربة بالكفاءات كما هو الشأن في المناهج التعليمية الأخرى.
يصاحب المنهاج "دليل تطبيقي" يسهل قراءته وتنفيذه، ويشتمل جزء من الدليل على أساليب تناول المنهاج مع فئات من الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة سواء أكانوا مدمجين أم في أقسام خاصة.
نأمل أن ييسّر هذا المنهاج تحقيق القصد منه.
مديرية التعليم الأساسي
1/ مدخل عام
لماذا منهاج التربية التحضيرية ؟
لقد فرض التطوّر الاجتماعي والاقتصادي والعلمي واقعا جديدا على الجزائر، مما تطلب مراجعة مكونات النظام التربوي في وضع مناهج تتماشى وهذه التغيرات والمستجدات سعيا نحو إقرار مدرسة جزائرية متطوّرة ومتفتحة تتكفل بالإعداد الأمثل للأجيال، لأنّ سياق التجديد في بناء المناهج وتطوير العمل التربوي لا يمكن أن تكون له دلالة إلا إذا تكفل بمختلف مراحل النظام التربوي، بما فيه المرحلة التحضيرية كونها مدعّمة للتربية الأسرية من جهة، ومعدّة للتعلمات المدرسية من جهة أخرى.
انطلاقا من هذه الحقائق، جاء اهتمام وزارة التربية الوطنية في بناء منهاج خاص بهذه المرحلة حتى تتوفر ظروف التكفل النوعي بالطفولة الصغرى في مختلف الفضاءات المتخصّصة في التربية التحضيرية، وذلك بضمان تنمية كفاءات وإعداد أدوات ووسائل العمل الملائمة وهذا للإستجابة للحاجات الحقيقية للأطفال ومتطلبات نموهم، كما تسعى الوزارة من خلال الاهتمام بهذه المرحلة تحقيق الإنسجام بين مختلف هياكل ومؤسّسات هذا النظام.
إلاّ أنّ هذا المنهاج يمثل الحدّ الأدنى الإلزامي لكلّ طفل في مختلف فضاءات التربية التحضيرية التي يمكنها أن تضيف ما يخدم أهدافها وخصوصياتها.
2/ منهاج التربية التحضيرية
1.2- تعريف التربية التحضيرية :
هي تربية مخصّصة للأطفال الذين لم يبلغوا سن القبول الإلزامي في المدرسة؛
تعني مختلف البرامج التي توجّه لهذه الفئة؛
التربية التحضيرية تسمح للأطفال بتنمية كلّ إمكاناتهم، كما توفر لهم فرص النجاح في المدرسة والحياة.
* ومن مهام التربية التحضيرية :
المساهمة في التنشئة الاجتماعية.
الوصول بالطفل إلى استكشاف إمكاناته وتوظيفها في بناء فهمه للعالم.
الإعداد للتمدرس.
العمل على تكملة التربية العائلية واستدراك جوانب النقص فيها ومعالجتها.
2.2- خصائص منهاج التربية التحضيرية :
المنهاج هو مشروع تربوي يحدّد غايات الفعل التربوي ومراميه وأهدافه، والسبل والوسائل والأنشطة والوضعيات المسخّرة لبلوغ تلك المرامي، والطرائق والأدوات لتقييم نتائج الفعل التربوي.
* وقد اعتمد هذا المفهوم للمنهاج لكونه :
يهتم أكثر بالتربية التي يتلقاها الطفل في الفضاءات المختلفة.
يبيّن الأساليب والطرائق ونواحي النشاط التي يمكن عن طريقها أن تتحقق هذه التربية.
يهدف إلى اكساب العادات والاتجاهات والمواقف التي ستحدّد سلوك الأطفال والنشاطات التي سيقومون بها.
يمنح المربية حرية في توجيه العمل وانتقاء الطرائق التي تستخدمها واختيار الموضوعات التي تتناولها.
* ومن دواعي تبني العمل بالمنهاج كونه :
يتكفل بنمو الطفل بمعناه الشامل :
o الحس-الحركي؛
o الاجتماعي-الوجداني؛
o العقلي-المعرفي.
تتسم كيفيات إنجازه بأنّها تجريبية، دينامية أي تتكيّف مع الوضعيات.
يتصف مضمونه بالوظيفية والدلالة والمنفعة والقابلية للتنفيد.
يسمح بتقويم نشاطات الطفل بغرض تحسين تعلماته.
تتظافر جهود المربين والمديرين والمفتشين والأولياء والنفسانيين والبيداغوجيين في وضعه وتنفيذه.
يتضمن المنهاج مفهوم الاستمرارية، أي أنّ عقل الطفل أمام معطيات دائمة التجدّد يبني عبارات ومفاهيم هي في آن واحد دائما نفسها ودائما مختلفة أي أكثرعمقا وتوسعا، لأنّها مدركة في كلّ مرّة بمستويات تحكم أعلى وأرفع. وبالطبع فإنّ هذه المفاهيم يعاد تنظيمها بكيفية أكثر فأكثر تعقيدا بإدماج المكتسبات السابقة في بناء جديد.
وعليه، يجب مراعاة مستوى النمو المعرفي للطفل حيث يكون عمق المفاهيم المقدمة في البداية مطابقا ما أمكن مع ما سيقدم له في تعلمه اللاحق.
ومنه، فتنظيم المنهاج يُمكن ويسمح بالتركيز على التعلمات الأساسية منذ البداية من جهة، ومن جهة أخرى، فإنّ فرصة التعلم يجب أن تنتهز دائما في اللّحظة التي تظهر فيها هذه الفرصة. وهذا ما يضفي مرونة على تطبيق المنهاج.
3/ ملمح تخرّج طفل التربية التحضيرية
يقصد بالملمح جملة من الكفاءات التي يكتسبها الطفل بالإعتماد على وضعيات وأنشطة تعلمية من مختلف المجالات التي ينجزها أو يتصرّف فيها في نهاية مرحلة التربية التحضيرية.
ويتحقق هذا الملمح من خلال الجوانب التالية :
* في الجانب الحسي-الحركي :
يضبط أنشطته وفق طبيعة الوضعيات.
ينفذ أنشطة من الحركات الشاملة والدقيقة (الكلية والجزئية) بتناسق ودقة ومرونة.
يتموقع في الزمان والمكان حسب معالم خاصة به.
يتعرّف على إمكاناته الجسمية وحدوده الحسية والحركية.
* في الجانب الاجتماعي-الوجداني :
يكتشف ذاته وفرديته.
يتبادل مشاعره وأحاسيسه مع الآخر.
يظهر استقلاليته من خلال الألعاب والأنشطة والحياة اليومية داخل القسم وخارجه.
يستعمل الوسائل الملائمة للإستجابة لحاجياته وميوله ورغباته واهتماماته.
* في الجانب اللّغوي :
يتحدّث ويتكلم بصفة سليمة.
يبحث ويتساءل عن معاني ومدلولات الكلمات.
يستعمل رصيدا لغويا يتراوح بين 2500 و3000 كلمة.
يستعمل الجمل الاسمية والفعلية المفيدة متجاوزا استعمال الكلمة/الجملة (ينطق كلمة ويقصد جملة).
* في الجانب العقلي-المعرفي :
يظهر اهتمامه وفضوله لمكونات المحيط الاجتماعي والفيزيائي والبيولوجي والتكنولوجي والاقتصادي.
يوظف تفكيره في مختلف المجالات، إذ يستكشف، يمارس، يستعمل المعلومة، يوظف الحكم النقدي ويحلّ المشكلات.
يوظف الفكر الإبداعي.
يضع اللبنات الأولى في بناء المفاهيم : الزمن/المكان- المقدار– الكمية- القياس– الحجم– الوزن– الشكل– المساحة– اللّون– المادة– الجمال– التوازن– الصوت ...
ملاحظة :
ينبغي النظر لإلى جوانب الشخصية وتناول مجالات الأنشطة التعلمية على أساس التداخل والتكامل فيما بينها.
4/ الكفاءات في التربية التحضيرية
1.4- تعريف الكفاءة :
إنّها عبارة أصبحت حديث الساعة مع بروز النظريات المعرفية في علم النفس، رغم أنّها
عبارة قديمة الاستعمال. وهي محموعة منظمة لمعارف وأداءات وتصرفات ومساعي التفكير، توظف وتستثمر في مجالات تعلمية متنوعة.
تمثل الكفاءة مجموعة متدرّجة من شبكات المفاهيم ومخططات عمل واستراتيجيات معرفية يمكن استخدامها في مجال محدّد من الوضعيات أو لصنف معيّن من المشكلات المطروحة. فكلما كان المجال التعلمي واسعا ومتنوعا كلما كانت هذه المجموعة أكثر تعقيدا واستوجبت وقتا أطول للاكتساب. ومن الشروط الأساسية التي يستلزم توفيرها للبناء الصحيح للكفاءة ما يلي :
* تنويع الوضعيات التعلمية.
* ملاءمة المدّة اللازمة لكلّ وضعية تعلمية.
* ومن خصائص الكفاءة أنّها :
- لا تُكتسب خلال حصة نشاط واحدة أو عدد معيّن من الوحدات.
- لا يمكن تقويمها مباشرة إثر فعل تعلمي، ولكن يكون تقويم مؤشراتها بملاحظة الأداءات.
- بالنسبة للتربية التحضيرية : إنّ قائمة الكفاءات التي يجب تنميتها عند الأطفال تجسد التوجهات الأساسية لكلّ الفضاءات المتخصّصة، كما تحدّد الملمح القاعدي لأطفال هذه المرحلة.
2.4- لِمَ المقاربة بالكفاءات ؟
* بالنسبة للنظام التربوي :
إنّها تحقق الانسجام الداخلي بين مختلف المراحل التعليمية والانسجام الخارجي بتوفير فرص النجاح داخل المدرسة وخارجها، وإعداد فرد بالمواصفات التي تحدّدها غايات المجتمع.
* بالنسبة لمختلف فضاءات التربية التحضيرية :
تحقق مجموعة الكفاءات المرجعية التي تحدّد الملمح القاعدي لطفل التربية التحضيرية.
* بالنسبة للطفل :
تتناول تنمية شخصية الطفل في شموليتها وخصوصيتها كما تعنى بكلّ المجالات التعلمية المحققة لهذا الغرض :
- تنمي ذكاء الطفل.
- تعتمد على التفكير واستعمال المساعي المعرفية.
- تعطي معنى ودلالة للتعلمات.
- تضمن التطوّر الذي يعكس القابلية للتعلم لدى الطفل.
- تمنحه فرص النجاح في مختلف الفضاءات وخارجها.
- تحرّر التلقائية والإبداع لديه.
- تمنحه الاستقلالية وتسهل له الاندماج الاجتماعي.
- تعزّز الثقة بالنفس لدى الطفل.
* بالنسبة للمربية :
- تثمن دورها وتحرّرها من الضغوطات التي يفرضها العمل بالبرنامج الموجّه المبنى على أساس المحتويات.
- تجنبها الارتجال والعشوائية في اختيار الوضعيات التعلمية.
- تمكنها من انتقاء التعلمات المناسبة لإمكانات وحاجات الأطفال والتي تقوم على وضعيات حقيقية وواقعية ذات دلالة ومنفعة للطفل.
- تساعدها على اعتماد منهجية عمل وظيفية تدفعها إلى المبادرة والتنويع في أساليب العمل بما يتماشى وخصائص الطفل وطبيعة الوضعية التعلمية.
إنّ المقاربة بالكفاءات مقاربة شاملة تعنى بجميع عناصر الفعل التربوي، البشرية منها والماديةا، وكلّ مراحله من تصوّر وإنجاز وتقويم.
3.4- الكفاءات القاعدية :
تهدف التربية التحضيرية إلى تنمية قدرات وبناء كفاءات ذات ترابط وتكامل وثيق، وتتدرّج الكفاءات في سيرورة تنمية شاملة، وهي تحدّد الحدّ الأدنى من المكتسبات في مجالات المعرفة والمواقف والاتجاهات والأداءات.
وتتطلب التربية التحضيرية مثل هذه الكفاءات ليتمّ على أساسها تحقيق ملمح تخرّج طفل هذه المرحلة.، ونقترح قائمة كفاءات قاعدية شاملة تمس جميع الجوانب : الحسي-الحركي، الاجتماعي-الوجداني، العقلي-المعرفي وتكون المجالات التعلمية منظمة ومحدّدة لنوع الوضعيات التعلمية ومكوناتها من أنشطة ومحتويات ووسائل وسندات، كما تشكل معلما لبناء متدرّج للتعلمات وتقويمها.
وهكذا، فإنّ الكفاءات القاعدية تتحقق بمجموع الكفاءات النهائية التي يتمكن منها الطفل في نهاية مرحلة تعلمية مهما كان الفضاء التربوي الذي يتواجد فيه الطفل، وهي تشكل منطلقا قاعديا للمستوى اللاحق. أمّا الكفاءات النهائية فتتحقق بتحقق مجموع الكفاءات المرحلية لمختلف الأنشطة مع الملاحظة إلى أنّ الكفاءات المرحلية ليست متتالية ومتتابعة بل يجب النظر إليها على أساس أنها متداخلة ومتكاملة فيما بينها.
وهذه الكفاءات مبيّنة في الجدول رقم 1.
جدول رقم 1 الكفاءات القاعدية
الكفاءات القاعدية الجوانب النمائية
- يثبت ذاته واستقلاليته.
- يتواصل بمختلف الوسائل والأدوات.
- يوظف استراتيجيات لاستكشاف مكونات محيطه.
- يوظف الجانب الحسي-الحركي بفعالية في مختلف الوضعيات التعلمية.
- يتفاعل مع الغير.
- ينجز نشاطا أو مشروعا.
- وجداني.
- وجداني-اجتماعي.
- حسي-حركي، عقلي–معرفي.
- حسي-حركي.
- وجداني-اجتماعي.
- وجداني-اجتماعي.
ولتحقيق الكفاءات القاعدية السابقة نحدّد لها بعض المؤشرات التي يستعان بها على سبيل المثال وليس الحصر في الجدول رقم 2.
جدول رقم 2 : مؤشرات الكفاءة
الكفاءات القاعدية مؤشرات الكفاءة
يثبت ذاته
واستقلاليته - يستقل، ...
- يتكيف، يندمج، يتعايش، يشارك، يتعاون، يقيم علاقة، ...
- يتخذ قرارا، يختار – يتكفل بحاجاته، ...
- يعبر عن فضوله في فهم محيطه، ....
يتواصل بمختلف
الوسائل والأدوات - يستمع، يصغي – يردد، يحاكي، يبلغ، ...
- يتواصل شفويا، ...
- يتواصل بالرسم – بالصورة – بالتخطيط، بالتجسيم، ...
- يمثل – يقلد – يتقمص، ...
- يعبر، ...
- يأخذ الكلمة، يتساءل، ...
يوظف استراتيجياته
لاستكشاف مكونات
محيطه - يتذكر- يحلل – ينظم، ...
- يجرب، يكتشف – يختبر – يفسر، ...
- يمارس، يقارن، يحلل، ...
- يصف، يلاحظ، يستدرك، ...
- يقيم علاقات، يستعلم، ...
- يستكشف، ...
يوظف الجانب
الحسي–الحركي
بفعالية في مختلف
الوضعيات التعلمية - ينظر، يتأمل، يلاحظ، يستمع، يصغي، ينصت، يتذوق، يحس، يشعر، يتألم، يشم، يستنشق، يزفر (الزفير)، يشهق (الشهيق)، يمشي، يهرول، يجري، يمسك، يرمي، يقفز، يسبح، يتسلق، يراوغ، يزحف، يتدحرج، يترفص (الفرفصة)، ...
يتفاعل مع الغير - يتكيف، يحترم، يتآلف.
- يتعاون.
- يتنافس، ينفر.
- يتعاطف (يحزن، يفرح، ...).
ينجز نشاطا أو مشروعا - يحلّ مشكلا.
- يفكر، يحلل، ينقل.
- يجمع، يصف، يخطط، يعالج.
- يركب، يبني، يتعاون، ينتج.
- يقارن، يضيف.
- يستعلم، يستكشف، يكشف.
- يتداول ويتقمص الأدوار، يشعر، يستمع.
- يلاحظ، يقوم، ...