المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدهر ذو دول (ابو العتاهية)


doom45
2011-05-14, 11:34
قال أبو العتاهية في قصيدة مبيناً أن دوام الحال من المحال وأن المُلك لو بقي لمن قبلنا لما وصل لأحد منا وأن اللبيب الذكي من أتعض بالماضين قبله وكان له في غيره عبرة.

الدَّهْرُ ذُو دُولٍ ، والموتُ ذُو عِلَلٍ * * * وَالمرءُ ذُو أملٍ ، والناسُ أشْباهُ
وَلم تَزلَّ عِبَرٌ فِيهنَّ مُعْتَبرٌ * * * يجَرِي بها قدرٌ وَاللهُ أجراهُ
يبكي وَيضحَكُ ذُو نفسٍ مُصَرَّفَةٍ * * * وَاللهُ أضحكهُ ، واللهُ أبكاهُ
وَالمُبتلى فَهُوَ المهجُور جانِبهُ * * * وَالنَّاسُ حيثُ يكُونُ المالُ والجاهُ
والخَلْقُ مِنْ خَلْقِ ربي قَدْ يُدَبِّرُهُ * * * كُلٌّ فمستعبدٌ وَاللهُ مولاهُ
طُوبى لعبدٍ لِمولاهُ إنابتهُ * * * قَدْ فَازَ عبدٌ مُنيبُ الْقَلبِ أواهُ
يَا بَائِع الدِّين بِالدُّنيَا وَبَاطِلهَا * * * تَرَّضى بِدينك شَيئاً لَيسَ يَسْواهُ
حَتى متى أنتَّ في لهوٍ وفي لَعبِ * * * والموتُ نحوك يهوي فاغراً فاهُ
مَا كلُ ما يتمنى المرءُ يدرِكهُ * * * رُبَّ امرىءٍ حَتفُهُ فيما تمناهُ
إن المنى لَغُرورٌ ضِلةً وَهَوىً * * * لعل حتفَ امرىءٍ في الشيءِ يَهواهُ
تَغْتَرُّ لِلجهل بالدنيا وَزُخرفها * * * إن الشقيَّ لَمَنْ غرته دنياهُ
كأنَّ حَيًّا وقدْ طالتْ سلامتُهُ * * * قدْ صَار في سكراتِ الموت تغشاهُ
والناسُ في رَقْدَةٍ عما يُرادُ بهم * * * ولِلحوادثِ تَحْريكٌ وإنباهُ
أنصفْ هُدِيتَ إذا ما كنتَ مُنتصفاً * * * لا ترضَ لِلناس شيئاً لستَ ترضاهُ
يا رُبَّ يوْمٍ أتت بُشراهُ مُقْبِلةً * * * ثم استحالت بصوتِ النَّعيِ بُشْراهُ
لاَ تحقرنَّ من المعروف أصغرهُ * * * أحسنْ فعاقِبَةُ الإحسانِ حُسناهُ
وكُلُّ أمرٍ لهُ لابُدَّ عاقِبةٌ * * * وخيرُ أمركَ ما أحمدتَ عَقباهُ
تلهو وللموت مُمسانا ومُصبحنا * * * من لم يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ
كم من فتىً قد دنت للموت رِحلتُهُ ؟ * * * وخيرُ زاد الفتى للموت تقواهُ
ما أقرب الموتَ في الدنيا وأفظَعَهُ * * * وما أمَرَّ جنى الدنيا وأحلاهُ
كم نافسَ المرءُ في شيءٍ ، وكايدَ فِيـ * * * ـهِ الناسَ ؟ ثُم مضى عنهُ وخلاهُ
بينا الشفيقُ على إلْفٍ يُسّرُّ بهِ * * * إذ صار أغمضهُ يوماً وسجاهُ
يبكي عليه قليلاً ثم يخرجهُ * * * فَيُمْكِنُ الأرضَ مِنهُ ثم ينساهُ
وكلُ ذِي أجلٍ يوماً سيبلغهُ * * * وكُلُّ ذِي عملٍ يوماً سيلقاهُ

نزار علي
2011-05-14, 15:13
سلام الله عليكم
رحم الله أبا العتاهية حاز كنوز البلاغة ومفتاح الفصاحة
يعجبني كثيرا شعره وخصوصا زهدياته التي اشتهر بها
حيث كان في أول أمره عاشقا لعتبة ولما لم يستع ان ينال منها وطرا يأس فزهد
شكرا على القصيدة اخي
سلام

طاعة زوجي ..
2011-05-14, 19:12
السلام عليكم
بارك الله فيك على هذه القصيدة الرائعة ، أعجبتنى خصوصا هذان البيتان
إلى متى أنت فى لهو وفى لعب ...والموت يهوى نحوك فاغرا فاه
ما كل ما يتمناه المرء يدركه .......رب إمرىء حتفه فيما تمناه

doom45
2011-05-15, 01:37
سلام الله عليكم
رحم الله أبا العتاهية حاز كنوز البلاغة ومفتاح الفصاحة
يعجبني كثيرا شعره وخصوصا زهدياته التي اشتهر بها
حيث كان في أول أمره عاشقا لعتبة ولما لم يستع ان ينال منها وطرا يأس فزهد
شكرا على القصيدة اخي
سلام


شرفني مرورك أخي العزيز وشكراً على الاضافة المميزة

doom45
2011-05-15, 01:41
السلام عليكم
بارك الله فيك على هذه القصيدة الرائعة ، أعجبتنى خصوصا هذان البيتان
إلى متى أنت فى لهو وفى لعب ...والموت يهوى نحوك فاغرا فاه
ما كل ما يتمناه المرء يدركه .......رب إمرىء حتفه فيما تمناه



سرني تواجدك في صفحتي اخي الغالي واقدر ذوقك العالي في اختيار الابيات التي تضمنت الوعظ والارشاد والحكمة

ذبُــولْ ~
2011-05-16, 13:14
قصيدة رائعة حقا..بارك الله فيك اخي..دمت بخير..

doom45
2011-05-16, 21:07
قصيدة رائعة حقا..بارك الله فيك اخي..دمت بخير..

سرني تواجدكِ في موضوعي اختي الكريمة وجزاك الله كل خير